كثيرة هى المهرجانات التى تقام فى عالمنا العربى، ولكن القليل منها هو
الذى يتعامل بقدر كبير من الاحترافية، ويحرص على أن يحقق نجاحا تراكميا،
ويضيف كل عام إلى تاريخه، ولا تختلف الروح التى يعمل بها القائمون على
مهرجان دبى السينمائى، عن تلك الروح التى تبنى بها البلد أو دولة الإمارات
والتى تحتفل بعيدها الوطنى الأربعين حاليا، فهى نفس الرغبة فى البناء
والإنجاز، لذلك لا نستطيع أن نفصل بين التطورات والقفزات التى تحققها دبى
كإمارة وحكومة، وبين النجاح والرسوخ الذى يحققه مهرجان دبى السينمائى عاما
بعد عام، فالمهرجان الذى كان يعانى من ضائقة مالية، انعكست عليه لفترة
أثناء الأزمة المالية العالمية،استطاع وبقوة أن يستعيد نفسه ويضيف الكثير
من الإنجازات، حيث يصل حجم الرعاة فى هذه الدورة إلى حوالى 50 شركة ومؤسسة
من كبريات الشركات العاملة فى مجالات مختلفة، وأيضا رغم أن مهرجان دبى
السينمائى يقام فى أواخر العام، وموسم أعياد الكريسماس ورأس السنة، وهو وقت
يصعب فيه الحصول على إنتاجات سينمائية جديدة ومتميزة وهذا يصعب على إداراته
الحصول على أفلام متميزة،وجديدة أو أفلام عروض أولى ـ وهى الحجة التى دائما
ما كان القائمون على مهرجان القاهرة يلقونها فى وجهنا ـ إلا أن إدارة
مهرجان دبى متمثلة فى رئيسه عبد الحميد جمعه والمدير الفنى للمهرجان مسعود
أمر الله ومسئولى البرامج المختلفة بالمهرجان، نجحوا فى هذا التحدى، إلا أن
المهرجان نجح فى الحصول على عدد من الأفلام الجديدة الجيدة، التى لم تعرض
بعد على المستوى العالمى أو العربى يصل عددها إلى 46 فيلما، و25 فيلما تعرض
للمرة الأولى عالميا ومن هذه الأفلام "مهمة مستحيلة بروتوكول الشبح"
و"الأحفاد" لجورج كلونى وهو الفيلم المرشح لأكثر من جائزة فى مسابقة
الأوسكار، وفيلم الختام "أسبوعى مع مارلين مونرو"، والفيلم المصرى واحد
صحيح فى عرضه الأول ونجح مهرجان دبى فى عرض 171 فيلما من 56 دولة شاركت فى
المسابقات المختلفة بالمهرجان، ومنها مسابقة المهر العربى والأسيوى والأفرو
أسيوى والمهر الإماراتى عرضت جميعها المهرجان طوال تسعة أيام هى مدة
إقامته.
"أسبوعى مع مارلين مونرو" يختتم المهرجان فى أول عرض عالمى
تختتم مساء اليوم، الأربعاء، فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان دبى
السينمائى الدولى، حيث توزع الجوائز على الفائزين فى المسابقات والتظاهرات
المختلفة، بمسرح مدينة الجميرا، وبعد ذلك يبدأ عرض فيلم الختام "أسبوعى مع
مارلين"، للمخرج "سيمون كرتس"، وتدور أحداثه حول أسبوع شهر العسل الذى قضته
النجمة الأمريكية الراحلة مارلين مونرو مع زوجها الكاتب آرثر ميلر، وتبدأ
أحداث الفيلم فى عام 1965، وهى المرة الأولى التى كانت مارلين تزور فيها
بريطانيا، وكانت تقوم فى نفس الوقت بتصوير فيلمها "فتاة الاستعراض" مع
أسطورة التمثيل البريطانى سير لورانس أوليفيه، ويروى الفيلم ذكريات تلك
الفترة من خلال "كولن كلارك، والذى كان يبلغ من العمر وقتها 23 عاما، وكان
يعمل مساعدا للإنتاج، حيث يستعيد ذكرياته وتجاربه خلال أشهر التصوير الستة،
كما يكشف كلارك لماذا جعل هذا الأمر سرا طوال كل هذه السنوات.
واختار مهرجان دبى هذا الفيلم ليعرض عرضه العالمى الأول، فى ختام
المهرجان، نظرا لطبيعة موضوعه وما تمثله مارلين مونرو فى خيال الكثيرين،
حيث لا تزال واحدة من أساطير السينما فى العالم رغم سنوات رحيلها.
السينما المصرية فى مأزق "ما بعد الثورة"
• واحد صحيح يفاجئ الجمهور غير المصرى بأنه لا يتطرق إلى "التحرير"..
و"مولود فى 25 يناير" يحاول إحداث التوازن الثورى
يبدو لى أن السينما المصرية وتحديدا الروائية أصبحت تعانى مأزقا
حقيقيا فى المهرجانات، فهناك حالة شغف حقيقية من المتابعين لرؤية التطورات
التى شهدتها السينما بعد ثورة25 يناير، فالكثيرون يدخلون إلى الأفلام
المصرية من هذا المنطلق وهم راغبون حقا فى معرفة تأثير تلك الثورة
وانعكاسها على حياة المصريين فنيا وثقافيا، وهى رغبة قد تظلم الكثير من
الإنتاجات الروائية المصرية، والتى كان يتم تصوير بعضها قبل الثورة، ثم
أعيد استكمالها بعد استقرار الأوضاع نسبيا، كما أن الكثيرين لا يتخيلون أن
عجلة الإنتاج توقفت لفترة، وأن إنتاج أفلام روائية عن هذا الحدث يحتاج إلى
وقت، خصوصا أنه مازال متفاعلا، لذلك جاءت صدمة البعض عند عرض الفيلم المصرى
"واحد صحيح"، والذى جاء بعيدا كل البعد عن ما واقع فى المجتمع المصرى،
والتحولات التى يشهدها.
وفى فيلم "واحد صحيح" يعود المؤلف تامر حبيب إلى تيمته المفضلة، وهى
العلاقات الإنسانية وتحديدا العلاقة الملتبسة والمشاعر المتناقضة بين الرجل
والمرأة، وتحديدا فى أجواء طبقة الأغنياء، وتبدأ أحداث الفيلم مع الشخصية
المحورية عبدالله (هانى سلامة)، الذى يعمل مهندس ديكور ناجحا وهو أيضا،
شخصية عامة محط إعجاب كثر حوله، خصوصاً من النساء، فعبد الله يبحث عن
المرأة المكتملة والتى تشبع روحه وجسده معا، لذلك يتورط فى علاقات كثيرة،
خصوصا بعد فشل قصة حبه مع أميرة زميلته فى الجامعة "تجسدها كندا علوش"، وهى
كل النساء فى امرأة واحدة، الضائعة منه منذ أكثر من خمس سنوات والتى
يصادفها فى السينما، لكنها مسيحية وهو مسلم، وهى امرأة ملتزمة بدينها، رغم
أن والدها هجر أمها وتزوج امرأة مسلمة، وهى التى اختارت له اسم (عبدالله)
حين أسلم، إنها حب حياته المستحيل. ولذلك تقرر الابتعاد عنه لأن بداخلها
يقين إنها علاقة لا تجوز شرعا ولديها طوال الوقت إحساس بالذنب. ورغم أنها
تعلم فى قرارة نفسها أن عبدالله هو حب حياتها، وهناك أيضا الدكتورة فريدة
تجسدها رانيا يوسف والى تجمعها بعبد الله علاقة حسية متناغمة لدرجة أنه
يسميها على الموبايل ""miss perfect إنها امرأة الشهوات والجنس، وبالتالى فإن حلاوة الحب تؤخذ فى ليلة
واحدة كما فى أغنية وردة الجزائرية، والتى تتردد فى شريط الصوت وعبد الله
يقول إنه لم يعش مثل هذه الأحاسيس من قبل، وفى نفس الوقت فريدة متزوجة من
رجل الأعمال إياد يجسده زكى فطين عبد الوهاب، والذى يملك ميولا مثلية وهناك
تواطؤ ضمنى بينهما هو يخونها مع الرجال وهى تبحث لنفسها عن علاقات تشبعها،
وهناك أيضا المذيعة مريم "ياسمين الريس" التى لنا أن نصفها بالزوجة
المثالية التى تحظى بمساندة أم عبد الله، لكن عبد الله لا يستطيع أن يحبها
رغم أنه يعرف أنها امرأة مثالية، مريم تشارك زميلها كريم فى العمل كل
مشاعرها تجاه عبدالله أما المرأة الرابعة فى حياة عبدالله التى نحسبها
صديقة فقط (بسمة) وهى التى يروى لها عبدالله كل شىء، وهى فى الوقت نفسه
زوجة أعز أصدقائه "عمرو يوسف" وشريكه فى العمل والحياة، ولكننا أيضا نكتشف
أن علاقتيهما ملتبسة، ورغم البناء الجيد لكل شخصية ودوافعها، ومنطق
الشخصيات فى أحداث الفيلم، وتميز أداء الممثلين، وتحديدا كندا علوش، ورانيا
يوسف والتى فلتت منها الشخصية فى لحظات قليلة، تحديدا المشاهد التى كانت
تجمعها بأسرتها المتواضعة، أما هانى سلامة فقد تغلب إلى حد كبير على تيمة
أن الشخصية سبق وقدم مثلها فى فيلم السلم والثعبان، حيث بلغ أداؤه درجة من
النضج، ونجح هادى الباجورى فى أولى تجاربه السينمائية أن يقدم فيلما
متماسكا إلى حد ما، بعيدا عن الموسيقى التصويرية الصاخبة، ويبدو لى أن
انحسار الفيلم فى شريحة اجتماعية محددة وهى طبقة الأثرياء، يجعله بعيدا ولا
يتماس كثيرا مع باقى الشرائح مثلما فعل فيلم سهر الليالى، ولكن سيصنع واحدا
صحيحا عند عرضه فى مصر الكثير من الجدل ولن يلتفت الكثيرون إلى السيناريو
والبناء الدرامى، الذى كان من الممكن أن يكون أكثر رقة وتأثيرا، بل
سيتعاملون مع الفيلم بمنطق أخلاقى، لأنه يكسر الكثير من التابوهات، فهناك
رجل شاذ وامرأة تخون زوجها، ومسيحى غير ديانته من أجل الحب، ومسيحية تقع فى
غرام مسلم، رغم أنها تتركه وتنتصر لدينها، هذا المأزق الأهم والذى يحاصر
"واحد صحيح" عند عرضه فى مصر.
وفى مجال السينما التسجيلية والتى بات يقع على عاتقها تقديم مصر
الاخرى فى المهرجانات، عرض فيلم المخرج أحمد راشوان "مولود فى 25 يناير"
اختار رشوان بناء سرديا مختلفا لفيلمه وكان هو بشخصه جزءا فاعلا ويقوم بطرح
الأسئلة فى الفيلم، وكأن الفيلم سيرة ذاتية عن تجربة المخرج مع الثورة، حيث
بدأ المخرج برصد العديد من المظاهر التى شكلت مقدمات لثورة 25 يناير، من
خلال لقطات أرشيفية لعناوين الجرائد والصحف والمواقع الإلكترونية، والتى
حملت عناوين تدين الظلم، وتزوير الانتخابات وفساد الحياة السياسية، ولقطات
أخرى من تظاهرات واحتجاجات حركة كفاية والتى شكلت حجرا حرك المياه الراكدة
فى السياسة المصرية، وهو ما جعل بناء الفيلم مختلفا عن أفلام أخرى تناولت
الحدث وتشابهت بداياتها فى اختيار لقطات من تظاهرات 25 يناير، واعتمد رشوان
إلى حد كبير على التعليق الصوتى "بصوته " ليرصد ويطرح تساؤلاته وتخوفاته،
وشعوره بأن مظاهرات 25 يناير لن تختلف عن سابقاتها وسيقوم الأمن بفضها،
لذلك اختار هو فى هذا اليوم أن يتحول إلى مناضل الكترونى على حد وصفه، وكنت
أتمنى أن ينوع رشوان فى وجهات النظر دون الاعتماد على تواجده هو فقط رغم
انه كانت أمامه فرصة التسجيل مع العديدين.
كما أن فيلم مولود فى 25 يناير والذى أهداه مخرجه إلى روح الشهيدين
مينا دانيال وأحمد بسيونى، والذى جاءت نهايته راصده لحجم التخوفات التى
أصبحت تحكمنا وإصرار البعض على مدنية الدولة، فى مقابل صعود الإسلاميين
والتساؤل حول المجلس العسكرى ودوره، حيث إن فيلم مولود فى 25 يناير قد يكون
هو الفيلم الوحيد حتى الآن الذى رصد بعضا من تداعيات ما بعد التنحى
والمليونيات التى أقيمت بعد ذلك، وكنت أتمنى أن يكثف رشوان من المشاهد
الأولى لمظاهرات 25 يناير وجمعة الغضب وما فى التحرير فى الأيام التى تلت
جمعة الغضب والمشاهد التى أعاد تصويرها لنفسه فى منزله لصالح ما وصلنا إليه
الآن وتخوفاتنا وتساؤلاتنا حول مصر وإلى أين تصير الأمور، إلا أن فيلم
رشوان ورغم الاختلاف فى الرؤية حول بعض التفاصيل وشكل البناء السردى يظل
واحدا من الأفلام الجيدة والمختلفة عن الأحداث التى تمر بها مصر ويحمل
مجهودا وذكاء فى اختيار الكثير من لقطاته والمواد الأرشيفية.. ومجهودا
حقيقا فى المونتاج للمونتيرة نادية حسن وهذا يبدو واضحا فى الفيلم.
اليوم السابع المصرية في
14/12/2011
شهرزاد تحكى؟!
طارق الشناوي
لكل منا زاوية رؤية نرى وجها واحدا من الصورة ونعتقد أنه الحقيقة،
وأحيانا مع مرور السنوات يختلط علينا الأمر ما بين الحقيقة التى عشناها
والحقيقة التى تمنيناها، ونذكرها بأنها هى التى حدثت بالتمام والكمال!!
لا شك أن المكتبة الغنائية تحتفظ بعدد من الأغانى الرائعة للمطربة
الكبيرة شهرزاد فهى لم تغادر ذاكرة الناس، إنها مع صباح هما فقط اللتان
تعيشان بيننا من هذا الزمن شادية ونجاة، أصغر ببضع سنوات.
فى مسابقة الفيلم التسجيلى الطويل بمهرجان «دبى» عرض فيلم «ستو زاد»
راصدا حياة مطربتنا الكبيرة، نراها بعين حفيدتها المخرجة الشابة هبة يسرى..
قالت شهرزاد الكثير إلا أننى أعتقد أنها لم تقل الحقيقة بقدر ما قالت ما
تبقى فى ذاكرتها، معتقدة أنه الحقيقة. الحفيدة تنحاز إلى جدتها وتصدقها
وتحفزها على البوح أكثر وأكثر.. ومثل هذه الأعمال الفنية التى يمتزج فيها
الشخصى بالعام علينا أن نتعامل معها بحذر وتظل مجرد وجهة نظر تحتاج إلى
مراجعة وتوثيق حتى نصعد بها إلى مرتبة الحقيقة.
شهرزاد هى واحدة من الأصوات القوية التى خرجت من عباءة أم كلثوم، حتى
إنها كانت تقلدها على المسرح وتمسك فى يدها المنديل.. وفى البدايات كانت
تردد بعض أغانيها، كان لأم كلثوم رأى إيجابى فى صوتى شهرزاد وسعاد محمد
باعتبارهما الأكثر اقترابا من الحالة «الكلثومية»، ورغم ذلك فإنه لا شهرزاد
ولا سعاد محمد حققتا جماهيرية ضخمة، ولم تشكلا أى خطورة على مكانة أم
كلثوم.. لم تشعر أم كلثوم بالخطر من أى مطربة ظهرت بعدها سوى من أسمهان،
حتى إن فريد الأطرش ظل يعتقد حتى رحيله أن أم كلثوم لم تغن من ألحانه،
انتقاما لأنها كانت تغار من شقيقته، وليس لأن لديها رأيا غير إيجابى فى
الألحان التى قدمها لها!!
ما الذى من الممكن أن يحدث عندما يرى الجمهور تسجيل فيديو قديما
لشهرزاد والجمهور فى الصالة يصفق سوف يتوقع الجميع أننا بصدد مطربة تنافس
فى هذا الزمن أم كلثوم، خصوصا أن الفيلم بين الحين والآخر يحرص على أن
تتسلل كلمات فى الحوار تقود المتفرج إلى تبنى هذا الاتجاه، ورغم أن الحقيقة
هى أن شهرزاد كانت تشارك فى الحفلات ولكن لا تقدم لها حفلات منفردة تنافس
بها أم كلثوم وما الذى من الممكن أن يحدث عندما تتسرب معلومة بحسن نية تقول
إن أول من أدخل آلة «التشيلو» فى مصر هو زوج «شهرزاد» الفنان محمود رمزى،
الذى كان عازفا فى فرقة أم كلثوم.. مثل هذه المعلومات المغلوطة التى تحقق
قدرا من الذيوع والانتشار، يصدقها الناس ولهذا كان ينبغى أن تفصل المخرجة
بين مشاعرها وهى تروى حياة جدتها، وبين الحقائق التاريخية.
أتذكر قبل عامين عندما شاهدت فيلم «ألف تيتة وتيتة» للمخرج اللبنانى
محمود قعبور يرصد الزمن القديم من خلال حياة جدته على المستوى الاجتماعى
والاقتصادى والنفسى، وكانت الجدة قادرة على أن تمنحنا لمحات من تفاصيل
السنين التى عاشتها، ولكنه ليس تاريخا للزمن.. ولكن فيلم «ستو زاد» صدر لنا
وقائع باعتبارها هى التاريخ بعينه.
كانت لشهرزاد مكانة على الخريطة وعدد من الكبار تحمسوا للتلحين لها
مثل عبد الوهاب والسنباطى وبليغ وكمال الطويل وغيرهم ولكن لم تشكل فى
التاريخ الغنائى المصرى أو العربى نقلة نوعية بهذه الألحان، كما أن هؤلاء
الملحنين لم يعتبروا أن محطة شهرزاد هى التى سوف ينطلقون من بعدها لآفاق
أرحب، بل إننى عندما قدمت كتابا عن الموسيقار الكبير محمود الشريف بعنوان
«أنا والعذاب وأم كلثوم» قال لى رأيا سلبيا فى شهرزاد، واصفا إياها بأنها
صوت يعيش فى متحف هى فى زمن والجمهور فى زمن آخر، وفوجئت بأن المخرجة تضع
كلمات الشريف فى تترات المقدمة باعتبارها تشيد بصوتها، رغم أنها تحمل قدرا
من السخرية لا يمكن إنكاره!!
أنا سعيد بأن نوثق حياة الفنانين الكبار، وهم أحياء بيننا، خصوصا أن
التسجيلات المرئية لهؤلاء الكبار -بحكم الزمن- كانت محدودة، ولكن علينا أن
لا نصدق كل ما يقولونه، فهم أحيانا يكذبون ولا يدرون أنهم يكذبون وتلك هى
المشكلة!!
التحرير المصرية في
14/12/2011
عمل مع هاريسون فورد وجيم كاري وروسل كرو
بيتر وير: هوليوود ليست كل السينما!
عبدالستار ناجي
أكد المخرج العالمي الاسترالي الاصل بيتر وير، ان «هوليوود» ليست كل
السينما، وان لكل سينما هويتها واسلوبها ومذاقها وقضاياها وعوالمها.
وفي تصريح خاص لـ «النهار» أشار بيتر وير الذي يترأس لجنة تحكم مسابقة
«المهر العربي» الى انه في غاية السعادة، لان يشاهد هذا الكم من النتاجات
والافلام العربية، المشبعة بالقضايا الانسانية، وايضا الجودة العالية على
صعيد الحرفيات الفنية.
واشار الى انه كان يتمنى ان يشاهد عددا آخر بين النتاجات التي تذهب
الى قضايا الربيع العربي والمتغيرات التي يعيشها الانسان والعالم العربي في
هذه المرحلة من تاريخها.
المعروف ان بيتر وير كان قد ترشح (6) مرات لنيل جائزة الاوسكار، وهذا
ما يعني قيمة فنية وابداعية عالية المستوى.
ومن ابرز الاعمال التي قدمها خلال مسيرته، تأتي افلام «طريق العودة»
الذي عرض في افتتاح سينما العالم في مهرجان دبي السينمائي عام 2011. وله
أيضا كم آخر من النتاجات السينمائية التي رسخت حضوره وبصمته.. ومنها «رؤساء
ورفاق مع روسل كرو» واستعراض تروما مع جيم كاري، والبطاقة الخضراء «جمعية
الشعراء المدني»، و«الشاهد» مع النجم الأميركي هاريسون فورد، وظل طوال
مشواره يعمل بين هوليوود وأوروبا وبقية دول العالم.
وعن مشاركته في مهرجان دبي السينمائي الدولي بقول:
اولا: علي ان أشير الى ان جدولي المزدحم بالمواعيد، حال في المرة
الماضية، لان أحضر الى دبي، ولا يمكن وصف مشاعري، وأنا هنا حيث كرم الضيافة
والمحبة العالية، والتقدير الحقيقي للسينما وأهلها.
لقد سعدت بلقاء سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كما تابعت عروض
مسابقة «المهر العربي» وسعدت ايضا بالمستوى المتميز للاختيارات الفنية
العالية الجودة، والتي تذهب الى قضايا وموضوعات خصبة وثرية بالاحاسيس
والقيم.
وأتوقع ان يحقق المهرجان ، خلال الفترة القصيرة المقبلة مساحات اكبر
من النجاح والانتشار، وايضا الحضور العالمي، الذي نلمسه حاليا وبكثير من
الوضوح والتميز، فوجود نجم بمكانة وقيمة توم كروز وفيلمه «المهمة
المستحيلة»: انفاق الشبح في الافتتاح، هذا بحد ذاته يمثل انجازا كبيرا يضاف
لرصيد دبي والمهرجان واللجنة المنظمة، واستطرد:
مهرجان دبي أتاح لي الفرصة الحقيقية للتواصل مع كل ما هو جديد في عالم
السينما العالمية، كما منحني الفرصة للتعرف على وجوه جديدة، اضفتها الى
رصيد علاقاتي الشخصية الانسانية والحرفية، ولكنني أظل أشدد بان «هوليوود»
ليست كل السينما... بل هي جزء اساسي وفاعل... ولكنها ليست كل السينما
العالم... وهذا ما يؤكده مهرجان دبي وغيره من المهرجان الدولية الحقيقية.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
14/12/2011
حول أناس يواجهون المصاعب وآخرون يدافعون عن قضايا
مجتمعاتهم
مسابقة المهر الآسيوي الأفريقي: 10 أفلام تضيء شاشات دبي
عبدالستار ناجي
تتنافس «10» من أحدث النتاجات السينمائية الآسيوية والافريقية ضمن
مسابقة «المهر الآسيوي والافريقي» ضمن فعاليات ومسابقات مهرجان دبي
السينمائي الدولي في دورته لعام 2011 والتي ستختتم اعمالها هنا في مدينة
دبي بدولة الامارات العربية المتحدة. هذا قدمت مسابقة «المهر الآسيوي
الأفريقي»، عشرة أفلام تسرد قصصاً مؤثرة، من مختلف أنحاء العالم، حول أناس
يواجهون الصعاب، وآخرون يدافعون عن القضايا الاجتماعية، وينخرطون في
الصراعات الأيديولوجية.
وتضمنت قائمة الأفلام، المُشاركة في مسابقة «المهر الآسيوي الأفريقي»،
لهذا العام، عشرة افلام، تُعرض للمرّة الأولى في الشرق الأوسط، وهي تشمل
مجموعة من أحدث الأعمال من الصين، والهند، وأندونيسيا، واليابان، وكوريا
الجنوبية، وجنوب أفريقيا، وألمانيا.
من أبرز العروض التي قدمت يأتي فيلم «الأرض تحت الضباب»، للمخرج
الاندونيسي صلاح الدين سيريجار، والذي عرض للمرّة الأولى عالمياً ويتناول
الفيلم التغيّرات المناخية، والطبيعية، ومدى تأثيرها على العلاقات
الانسانية، في قرية «جينيكان» النائية، التي تقع وسط غابة، على جزيرة
«جافا»، حيث يرصد العمل حياة عائلة تكافح للبقاء على قيد الحياة، بعد
تعرضها لموسم حصاد سيئ، وتغيّرات جسيمة العواقب.
هذا وشملت عروض هذه التظاهرة على فيلمين من الهند، وآخرين من اليابان؛
الفيلم الهندي الأول، هو «صوت الغرف القديمة»، للمخرج «سانديب راي»، والذي
يؤرخ لمسيرة حياة الشاعر «سارتهاك- المقيم في مدينة «كلكتا»، ورحلة نضوجه،
منذ ان كان طالباً جامعياً، الى ان أصبح أباً، ويوثّق الفيلم محاولة هذا
الرجل الهندي، البسيط، التشبّث بموهبته الشعرية، فيما يرعى شؤون أسرته
الهندية التقليدية، من يوم لآخر.
أما الفيلم الهندي الثاني، فهو فيلم «الرفيق جاي بيم»، الذي استغرق
تصويره 14 عاماً، والذي يعود من خلاله المخرج الهندي، المثير للجدل، «أناند
باتواردان»، الذي اشتهر بأفلامه الوثائقية السياسية، ويرصد الفيلم مسيرة
نضال حركة «الداليت»، في ولاية «ماهاراشترا»، في أعقاب قتل عشرة من ناشطيها،
كما يسلّط الفيلم الضوء على موسيقى وتراث الشاعر اليساري، والمغنّي «فيلاس
غوغري»، الذي شنق نفسه خلال احتجاج شعبي.
من عروض هذه التظاهرة نتوقف مع التوثيق المتميز للمخرجة اليابانية «مامي
سونادا»، في فيلم «موت بائع ياباني»، للأشهر الأخيرة من حياة أبيها، الذي
يعمل مندوب مبيعات، اثر تشخيص اصابته بمرض السرطان، بعد فترة قصيرة من
تقاعده.
ويتناول فيلم «شوجي وتاكاو»، للمخرجة اليابانية «يوكو ايده» حياة
شخصين أمضيا 29 عاماً في السجن، بتهمة السطو والقتل، الى ان تتمّ تبرئتهما
أخيراً، ويُجسّد هذا الفيلم، حياة هذين الشخصين اللذين يرفضان الاستسلام،
حتى في أصعب الأوقات، مع ابراز دور الناس، في دعمهما، ويتمّ عرض هذين
الفيلمين اليابانيين، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، ضمن «مهرجان دبي
السينمائي الدولي 2011.
كما يتتبّع المخرج الجنوب أفريقي «خالد شامس»، في فيلمه «الامام
وأنا»، القصة البطولية لجده «عبدالله هارون»، الزعيم المُسلم، المُناهض
للتمييز العنصري، والذي أصبح رمزاً للحرية والسلام، بعد وفاته داخل السجن.
وتدور قصة فيلم «كوكب الحلزون»، للمخرج «سونج جون يي»، من كوريا
الجنوبية، حول حياة رجل أصمّ، وأعمى، منذ طفولته، يُدعى «يونج تشان»، فيرصد
الفيلم عجز «تشان»، عن التفاعل مع العالم، الى ان يلتقي بفتاة تدعى «سون
هو»، تعاني هي الأخرى من اعاقة جسدية، ويتعلم الثنائي، شيئاً فشيئاً، كيف
يستعملان أصابعهما، للتواصل مع العالم الخارجي.
ويعود المخرج الصيني الشهير، «يو جوانجي»، بفيلمه الرائع «جبل
العزّاب»، الذي يُعتبر الثالث في ثلاثيته الوثائقية، التي تضمَّنت فيلمي
«عصابة الخشب»، و«أغنية البقاء»، ويرصد الفيلم حياة حب مستحيل، لعامل فقير،
يعمل في جبال «تشانغباي»، شرقي الصين، حيث تتمّ معاملة الرجال كحيوانات
يتمّ استئجارها، وهم مستعدون ليحاربوا كل شيء، في سبيل البقاء على قيد
الحياة.
وأخيراً، يصوّر فيلم «ثقافة أوما اوباما»، للمخرجة «برانوين أوكباكو»،
مجريات حياة «أوما اوباما»، الأخت غير الشقيقة للرئيس الأميركي «باراك
اوباما»، في منزل أسرة «اوباما»، في كينيا، أثناء الانتخابات الرئاسية التي
أوصلت شقيقها الى سدّة الحكم في الولايات المتحدة، عام 2008، وسيتمّ عرض
الفيلم لأول مرّة، في منطقة الخليج العربي، ضمن «مهرجان دبي السينمائي
الدولي 2011».
حصاد متميز من الاعمال والنتاجات قدمها مهرجان دبي السينمائي في
تظاهرة «المهر الآسيوي والافريقي» تحمل توقيع مبدعين حملوا نتاجاتهم الى
دبي لتكون جسرهم الى بقية انحاء العالم.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
14/12/2011
جوائز الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي
دبي- خاص
جاءت جوائز الدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي مفاجئة للجميع حيث
فاز فيلم "ياحبيبي راسك خربان" للمخرجة سوزان يوسف بجائزة أحسن فيلم عربي
روائي في مسابقة المهر العربي. وهو فيلم يمثل فلسطين في المسابقة.
وحصل الفيلم نفسه الذي كان صدى عرضه في المهرجان سلبيا، على جائزة
أحسن مونتاج، كما وحصلت الممثلة مايسة عبد الهادي التي تقوم ببطولته على
جائزة أحسن ممثلة.
ولم يحصل أي فيلم مصري في مسابقات المهرجان على أي جائزة بينما حصل
المخرج عمر الزهيري على شهادة تقدير عن فيلمه القصير "زفير".
وحصل علي سليمان على جائزة أحسن ممثل، عن دوره في الفيلم الأردني
"الجمعة الأخيرة" من إخراج يحيى العبد الله، وهو الفيلم الذي فاز كذلك
بجائزة لجنة التحكيم، وأفضل موسيقى تصويرية.
وذهبت جائزة أفضل سيناريو إلى حكيم بعلباس، كاتب سيناريو ومخرج الفيلم
المغربي "شي جاي وشي غادي"، والذي حصل أيضًا على جائزة أفضل تصوير، للمصور
رافايل بوش.
أما جائزة المهر الآسيوي - الإفريقي للأفلام الروائية الطويلة، فذهبت
إلى فيلم التحريك السنغافوري "تاتسومي"، من إخراج إريك كوو، والذي يحكي قصة
حياة أحد أشهر رسامي "المانجا"، وهو فن رسوم التحريك الياباني، من خلال
قالب خيالي يمزج ما بين السيرة الذاتية والأسطورة.
وحصل الفيلم الإيراني الوثائقي "هذا ليس فيلمًا"، للمخرج جعفر بناهي
وزميله مجتبي مرتاح، على جائزة المهر الآسيوي - الإفريقي للأفلام الوثائقية
الطويلة. ويصور الفيلم يومًا في حياة بناهي، المخرج الإيراني الشهير
المحبوس في منزله والممنوع من ممارسة الإخراج لمدة عشرين سنة.
وفي مسابقة المهر العربي للأفلام القصيرة، فاز الفيلم الفرنسي "الطريق
للجنة" للمخرجة الفرنسية، المغربية الأصل، هدى بنيامينا، ويحكي الفيلم واقع
أسرة مغربية مهاجرة لفرنسا، بعيون طفلة صغيرة تعيش مع أم راقصة، وخال مثلي.
وفاز الفيلم اللبناني "مكان يعاد" بشهادة تقدير إلى جانب الفيلم
المصري "زفير"، وهو من إخراج عمر الزهيري.
أما في مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية الطويلة، فقد فاز فيلم
"القطاع صفر"، وهو إنتاج لبناني- إماراتي مشترك، بالجائزة الأولى. وهو من
اخراج نديم مشلاوي، وأحد سبعة أفلام لبنانية حصلت على منحة "إنجاز" من سوق
مهرجان دبي.
وذهبت الجائزة الثانية في هذه المسابقة إلى الفيلم الفرنسي "هنا نغرق
الجزائريين- 17 أكتوبر 1961" للمخرجة الجزائرية الفرنسية ياسمينا عدي،
بينما فاز الفيلم التونسي "لا خوف بعد اليوم"، إخراج مراد بن الشيخ، بشهادة
تقدير.
عين على السينما في
14/12/2011 |