“الرجل هو الأقل حضورا في عالمي الداخلي لوعيي بأن المرأة هي الأولى
دائما”، هذا هو التعبير الذي اختزل كل ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي أقيم،
صباح أمس، في قاعة سوق دبي السينمائي بمدينة جميرا، استضاف المخرج
السينمائي السوري محمد ملص ليتحدث عن تجربته السينمائية و”الشعر المرئي”
والمشهد الذي لا يمكن ترجمته إلا بالصورة المرئية التي يعرضها في أفلامه .
حضر المؤتمر مسعود أمر الله، المدير الفني للمهرجان، وعدد كبير من
المخرجين والمتخصصين في مجال السينما، وأدار المؤتمر ريتشارد بينا، مدير
مهرجان نيويورك السينمائي، ومدير مركز “لنكون” للأفلام في نيويورك، الذي
تحدث عن الفنيات الخاصة التي يمتلكها ملص، ويظهر من خلالها صورة عميقة
وأبعاداً تفوق خيال المشاهد . وذكر أن القضايا التي يطرحها تلامس كل إنسان
فينا، وخصوصا المرأة التي كان رائداً في تناولها وبالتفكير في كل ما يختص
بها، مؤكداً أن كل عمل تلامسه رؤية ملص لا بد أن يتحول إلى قطعة فريدة من
نوعها .
وتحدث ملص عن المرأة المرئية في أفلامه، ونقل بحميمية تجربته الشخصية،
مؤكدا أنه ليس لديه نظريات أو أفكار ثابتة يريد التحدث عنها، بل هي أحاسيس
وأفكار تدور بداخله، وتصورات للقاء حميمي بين سينمائي وجمهور .
وذكر ملص أنه وأفلامه يمتزجان، وأنه وبلده يعكس كل منهما صورة الآخر
تتداخل فيما بينهما ظلال كليهما، وقدم اعتذارا للشباب السوري الذي ينظر
للمستقبل، مؤكداً له أنه حاول والمثقفون والسينمائيون جاهدين أن يشرحوا
العصر الذي يعيش فيه الشباب، وراوحوا في مكانهم في حركة تكاد تكون عبثية،
وأنهم في ظل القمع المستمر لم يكن أمامهم لشرح الحاضر سوى النظر إلى الوراء
.
وعبر عن الشعور الذي ينتابه حين يكون بلا فيلم، إذ ذكر أنه حين يكون
فيلمه مجرد فكرة أو في طور الكتابة أو التنفيذ يشعر بأنه لاجئ مطرود من
الزمان والمكان، وأنه يعيش في العراء، وحين ينجز فيلمه يكون وجد منزله
والمكان الذي يحتويه .
وتحدث ملص عن الغربة التي يعيشها، التي تشبه إلى حد كبير، في رأيه،
الغربة التي يشعر بها الجيل الشاب المتمرد اليوم على الأوضاع في بلده،
ومستعد للموت من أجل تحقيق هدفه، لافتاً أن الموضوع الرئيس في أفلامه هو
البحث عن الزمان والمكان المفقودين .
وفي حديثه عن المرأة، ذكر أنها هي الأساس في أفلامه، فهي الحاضرة
دائما لديه رغم أنه لم يقرر إقحامها، وأنه تناولها بأكثر من جانب، فكانت
راوية ومروياً عنها في بعض الأفلام، وقتيلة في فيلم آخر .
وذكر أن المرأة هي الركيزة التي انطلق منها في مجمل أفلامه، حتى إن
المشاريع التي يعتزم تحقيقها اكتشف، غير متعمد، أن المرأة تلاحقه فيها،
وتأكد حينها انه أراد تحويرها من راوية ومروية إلى سينمائية.
وعن مشروعيه المقبلين اللذين يتمنى تحقيقهما، ذكر أنهما يناقشان
المرأة في زمن الاستبداد، وكيف تحاول أن تخرج من هذا الزمن إلى زمن سوريا
القادم، لافتا إلى أن السينما هي وسيلته للعيش والبقاء والتعويض عن الوضع
الذي تعيشه سوريا .
وعن كيفية اختيار ممثلاته، ذكر ملص أن كل الشخصيات هي نساء استخرجهن
من داخله، أو أحبهن، أو خاف من حبهن أو ندم عليه، فلا منطق ولا عقلانية
تسيرانه تجاه الممثلات، فكل ما قرأه وتعلمه وحفظه فيما يتعلق بخبرة التعامل
مع الممثلين تختفي وتغيب في هذه اللحظة عن ذهنه وتبدو له مجرد أفكار
مدرسية، ليبدو بالتالي غير مدرك وغير واع عن أي امرأة يبحث . وذكر أنه يبحث
عن المرأة في الشارع، وكأنه يريد أن يلتقط واحدة كمن يبحث عن حب له في
الوجوه من حوله، ولديه قناعة بأنه سيحصل عليها مصادفة، مؤكداً أنه كثيراً
ما لعبت المصادفة دورها في سعيه لإيجاد ممثلات أفلامه .
وتساءل إن كان عبر ذلك يبحث عن تطابق وتشابه بين الصورة الخارجية
للشخصية والأخرى المكتوبة على الورق، ولكن الأهم من كل ذلك هو الحصول على
امرأة يقع الفيلم في حبها وتقع هي في غرامه، لأن الفيلم كائن حي يحتاج إلى
الحب ليكبر ويعيش . وتحدث عن الضوء الذاتي الذي يبدو على وجه الممثلة، فهو
ما يجذبه وهو ما يشكل شبكة الصيد الأولى له، وهو ما يجعله يشعر بالتأكيد
بأنها هي الخيار الأفضل .
وتطرق للحديث عن العلاقة التي تجمع بين الضوء والكاميرا والممثلة،
مؤكدا أنها علاقة وطيدة ومهمة جدا، فإما أن يعشق كل منهم الآخر أو العكس،
وإن شعر هو بأن لا علاقة تربط بينهم فغالبا ما يعتذر للممثلة ويطلب منها
التخلي عن إكمال تجسيد الدور، لافتاً في هذا السياق إلى أن الفيلم ليس مجرد
تنفيذ سيناريو بل هو قصة حياة تتنفس .
وتحدث محمد ملص عن العناصر الثلاثة الأساسية التي يرتكز عليها في خلق
الذاكرة العامة البديلة وهي الذاكرة الشخصية والفكرة والمشتهى، ومن خلال
تلك العناصر تحل الشخصية البديلة محل الشخصية الواقعية، وطرح مثلا على ذلك
بتناوله لدور المرأة الأم، مؤكدا أنه كان يبحث عن ممثلة تشبه أمه، ولكن
صورة الأم في الفيلم كانت بعد ذلك هي الصورة التي استبدل بها الصورة
الحقيقية التي كان يبحث عنها منذ البداية . وذكر أنه يكاد ينسى صورة أمه في
الواقع، ولكنه لا يستطيع نسيانها في فيلمه، وهذا ما يخلقه التماهي بين
الشخصية الحقيقية والأخرى المكتوبة على الورق .
وعن غياب الرجل في أفلامه، أكد أن الرجل هو الأقل حضوراً في عالمه
الداخلي، لوعيه بأن المرأة هي الأولى دائما، وأن الرجل يأتي بعدها، وليبقى
الرجل الغائب غائباً، سواء أكان محارباً في الجيش أو كان سكيراً، فالمرأة
هي الأساس وهي التي تساعده على تقديم صورة الرجل سواء أكانت إيجابية أو
سلبية.
وذكر في هذا الجانب أن أصعب اللحظات في أحد أفلامه، وهي التي قتلت
فيها امرأة كانت على وفاق مع زوجها، تعمد ألا يظهر أي رد فعل للزوج، لأنه
مع المرأة، فهي لغة صورته السينمائية .
الخليج الإماراتية في
14/12/2011
منع في لبنان ومخرجته تشارك للمرة
الأولى
“بيروت
بالليل” صراعات الحب
والتجسس
دبي - دارين شبير:
صراعات عدة تتسلل فيها الخيانة إلى عالم الحب، والخوف إلى عالم التجسس
المليء بالمتاهات والمحاذير، برؤية جريئة جعلت من “بيروت بالليل” فيلما يقف
في وجه مقص الرقيب اللبناني، الذي منع عرضه في لبنان، واستقبله المهرجان
وحرره من القيود .
هي المشاركة الأولى لمخرجة الفيلم دانييل عربيد بالمهرجان، وقالت
عنها: مشاركتي إضافة كبيرة لي، ومنصة اطل بها على الجمهور، ليقرأ هذا
الفيلم ويعطيه حقه بعد أن منع في لبنان كونه يشكل خطراً عليها بما يناقشه
من أمور تتعلق بالسياسة .
ويطرح الفيلم قصة حب تجمع المغنية اللبنانية “زهى” بمحام فرنسي يتهم
بالتجسس، وتعيش معه الحب بكل تفاصيله على مدى عشر سنوات بأيام مشحونة
بالمخاوف والرغبات والحيرة، وفي خلفية الفيلم بلد يتأرجح بين الحرب
والسلام، وشعب يتأرجح بين الحزن والسعادة .
وتقول عربيد عن فيلمها: يروي قصة الحرب التي نعيش في كنفها بحالة من
الخوف، تجعلنا نعشق الحياة ونسعى جاهدين لاستغلال كل لحظة فيها، فلا نعرف
ما الذي يخبئه لنا المجهول، فهذه القصة نعيشها يومياً، ونحاول أن نضحك
ونبتسم لننتصر على الحرب .
وأوضحت أن فيلمها يحتوي على قصص روائية تختفي وراءها أحداث واقعية تطل
برأسها بين الحين والآخر، لتبين الحالة النفسية التي يعيشها أبناء البلد .
ذكرت سابين صيداوي، منتجة الفيلم أنه حصل على دعم “إنجاز”، أحد برامج
المهرجان، وقالت: حصلنا على دعم وصل إلى عشرين ألف دولار، في حين كلفنا
الفيلم كاملا مليونين ومئة ألف دولار، وهذا دعم نقدره كثيراً، فقد جعلنا
شريكا في مهرجان عالمي .
وعما سيحققه الفيلم من نجاحات قالت: لم يعرض بعد في الإمارات ولا أعرف
ما النجاح الذي سيحققه، ولكننا نريده أن يصل إلى الجمهور، وبهذا يحصل على
حقه كاملا، فنحن نحتاج لهذا الجمهور في الوقت الذي منع لبنان عرض الفيلم .
وعن سبب منعه قالت: قررت الرقابة حذف بعض المشاهد، ورفضنا نحن هذا،
فرفضت بالتالي عرضه في لبنان، وأرى أن مهرجان دبي السينمائي أعطاه الفرصة
ليتنفس، ولينطلق للجمهور .
وذكرت سابين أنه تم التعامل مع الفيلم بحذر، وذلك من خلال اللجوء
للتلميح وإخفاء بعض التفاصيل في حين أنها كانت واضحة في السيناريو، ما أفقد
الفيلم جزءاً من قوته .
تحدثت بطلة الفيلم دارين حمزة عن دورها فقالت: أقوم بدور “زهى”
المغنية التي تعيش صراعا مع نفسها وموهبتها، وتعيش أزمة مع زوجها الذي
يخونها وتنفصل عنه، وتتعرف وسط هذا الصراع على رجل فرنسي وتبدأ بينهما
علاقة، تتحول إلى قصة حب عاصفة .
الخليج الإماراتية في
14/12/2011
أقوى أفلام العام يختتم المهرجان
الليلة
“أسبوعي
مع مارلين” أيام النجومية
والمعاناة
إعداد: عبير حسين
يختتم المهرجان الليلة دورته الثامنة بتوزيع الجوائز على الفائزين
وعرض واحد من أقوى وأحدث الأعمال السينمائية لهذا العام، وهو فيلم “أسبوعي
مع مارلين” من إخراج سايمون كيرتس، وتلعب بطولته ميشيل وليامز في دور
مارلين، وجودي دينش، وتوبي جونز، وإيما واتسون، وجوليا أرموند . والفيلم
مأخوذ عن قصة لكولين كلارك وسيناريو أعده بحرفية الكاتب أدريان هوجز .
ولقي الفيلم منذ العرض الأول له خلال مهرجان نيويورك السينمائي الدولي
في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم طرحه تجارياً بدور السينما العالمية
منتصف الشهر الماضي، إشادة من عدد كبير من النقاد السينمائيين، وبدأت
التكهنات تتجه نحو ترشيح وليامز لجائزة أوسكار أفضل ممثلة لعام 2012 بعد
تقمصها الرائع لواحدة من أصعب الشخصيات التي سحرت العالم بجمالها،
ونجوميتها الطاغية، وهي مارلين مونرو .
وعلى الرغم من أنها لم تكن المرشحة الأولى للدور، إذ سبقتها كل من
سكارليت جوهانسون، وايمي آدامز، وكيت هدسون، إلا أن إتقان وليامز (31
عاماً) لشخصية مونرو يجعلها الآن على بعد قدم واحدة من جائزة الأوسكار التي
ترشحت لها مرتين عن فيلمها “جبل بروكباك” 2005 و”الجزيرة المغلقة” 2009 .
والعمل هو الثاني عالمياً عن النجمة مارلين مونرو التي لا تزال سراً
غامضاً على الرغم من مرور أكثر من 40 عاماً على رحيلها، وفيه تجسد وليامز
شخصية مونرو كما كتب عنها في يومياته المنتج البريطاني كولين كلارك (يؤدي
دوره إيدي ريد ماين) ويتحدث عن مجريات أسبوع في صيف ،1956 أثناء تصوير فيلم
“الأمير وفتاة الاستعراض” في بريطانيا من إخراج السير لورانس أوليفير .
وكان عمر كلارك وقتها 23 عاماً، ويعمل مساعداً ثالثاً بالفيلم، وهو ابن أحد
العائلات الثرية، الذي وجد نفسه مصادفة أمام نجمته الأولى، ليتحول إعجابه
بها إلى حب جارف لم يدم سوى أسبوع من الجموح والتوتر والشهرة والعلاقات
المتشابكة، حيث كانت النجمة وقتها في شهر العسل مع زوجها الكاتب الأمريكي
الشهير آرثر ميللر الذي تركها وغادر لندن وبقيت هي لتصوير بقية مشاهدها
بالفيلم .
وتحمل الترجمة الدقيقة لعنوان الفيلم، الهدف من إعداده وهي “أسبوعي
الوحيد مع مارلين”، إذا لم يقصد القائمون على الفيلم إعداد سيرة ذاتية عن
واحدة من أشهر نجمات “هوليوود” التي رحلت في أوج شهرتها، إذ إن هناك عملاً
آخر قيد التصوير تلعب بطولته النجمة الأسترالية ناعومي واتس، بل كان الهدف
هو إنجاز عمل عن عالم النجومية المتشابك والعلاقات الاجتماعية المعقدة به،
والحب تحت الأضواء، وضغوط الشهرة . لذا عمل المخرج كيرتس القادم من عالم
التلفزيون إلى السينما محملاً برصيد كبير من الإنجازات، على التعامل مع
النص بحرفية بالغة، إذا ذهب بطريقة غير مباشرة إلى العالم السري للنجمة
اللغز، وكانت مهاراته في إدارة فريق العمل إحدى أهم أدوات النجاح التي ظهرت
على الشاشة، إضافة إلى فترة التجهيز الطويلة التي استغرقها منذ استقر على
القصة مع المنتج دافيد بارفيت عام ،2004 وحتى انتهى السيناريو بعد 18
شهراً، ثم اختيار فريق العمل، وحتى البدأ بالتصوير خريف 2010 .
وعمد كيرتس إلى تصوير بعض المشاهد في نفس الاستوديو الذي صورت به
مونرو فيلمها بذلك الوقت، وعلى الرغم من الوقت الطويل في الإعداد للفيلم،
إلا أنه انتهى من تصويره خلال سبعة أسبابيع فقط، وبميزانية متواضعة بمعايير
الأفلام الضخمة، لم تتجاوز 10 ملايين دولار، وتمكن من حصد أكثر من نصفها
خلال أول أسبوع عرض فقط . الفيلم لم يقدم لمحات من حياة نجمة لاهية، عابثة،
حزينة، لكنه تضمن مقارنات ضمنية بين صناعة السينما في بريطانيا، وطريقة عمل
نجوم “هوليوود” عندما يظهر المخرج أوليفير، الذي يلعب دوره كينيث براناه
أحد أهم نجوم السينما والمسرح الإنجليزي، وهو يؤدي عمله بمنتهى الدقة
والالتزام، ثائراً على طريقة مونرو غير الملتزمة، خاصة تأخرها لأكثر من
ساعتين عن الحضور إلى مواقع التصوير، بينما ينتظرها بقية فريق العمل وهم
مستعدون ومتذمرون من عدم احترامها لقواعد العمل .
وتفوقت وليامز على نفسها وهي تتقمص دور النجمة المرأة التي تعاني من
انعدام الأمن والفراغ العاطفي والوحدة، فعلى الرغم من الشهرة وملايين
المعجبين المحيطين بها، تعيش حياة مملوءة بالغموض والعلاقات المبهمة حتى
تلقى نهايتها المأساوية .
بحثت وليامز عن “روح مونرو” قبل “جسدها” لتقدمها على الشاشة، لذا
تفرغت ستة أشهر قبل بداية التصوير لقراءة عشرات الكتب عنها، وسيرتها
الذاتية، كما كتبها إيف رينولد في كتابه “قصة حياة نورمان ميللر”، إضافة
إلى مشاهدة كل أعمالها السينمائية، وخاصة فيلم “الأمير وفتاة الاستعراض”
و”البعض يفضلونها ساخنة”، والتعرف إلى جانب آخر من مونرو عبر مقابلاتها
التلفزيونية، حتى الإعلان التجاري الوحيد الذي صورته لمدة 23 ثانية
استرجعته وليامز لتتعرف عن قرب إلى شخصية مونرو والسر وراء فتنتها
ونجوميتها الطاغية . إضافة إلى كل ما سبق، طبقت وليامز حمية غذائية صارمة
لتخفيض وزنها، واستعانت بمدربين سينمائيين لتدريبها على “لغة الجسد” وطريقة
حركة ومشية مونرو، وهو ما احتاج منها إلى ارتداء حزام خاص أعلى الركبة
أثناء تصوير الفيلم حتى تبدو مشيتها مطابقة لمشية مونرو تماماً، وساعدها
متخصص بالصوتيات حتى تمكنت من ضبط “إيقاع صوت قريب” مناسب للشخصية . وكانت
هناك عشرات من تجارب الأداء بالشعر بلونه المميز، والماكياج الصارخ الذي
تميزت بها نجمة الستينات من القرن العشرين . ويبقى المفتاح الحقيقي الذي
نجحت عبره وليامز في “تلبس” شخصية مونرو وهو “الحزن” الذي عايشته وليامز
نفسها عبر تجربة شبيهة، إذ لقى خطيبها الممثل هيث ليدجر حتفه وعمره 28
عاماً، بعد تناوله جرعة أدوية زائدة، في ظروف رحيل غامضة تشبه ما عانته
مونرو قبل رحيلها، لذا فوليامز صاحبة تجربة شخصية عايشت عن قرب كيف تحيل
الشهرة حياة أصحابها إلى “جحيم” إذ هي تمكنت منهم وغلبتهم ووقعوا أسرى
دائمين لها . لذا أدركت وليامز أن مونرو كان لها جسد امرأة وعقل طفل،
وجسدتها على الشاشة تعاني ألماً حقيقياً في حياتها، فقد كانت دائمة البحث
عن الحب والأمان الذي حرمت منه في طفولتها، ولم تجده في زيجاتها، ولم
يعوضها عنه إعجاب الملايين بها حول العالم .
استعانت وليامز بمصممة الأزياء الشهيرة جيل تايلور التي تولت مهمة
تصميم كل أزياء العمل، ولم تكن مهمتها سهلة، إذ كان عليها الرجوع إلى أرشيف
الصور بمعهد السينما الأمريكي للتعرف إلى الملابس المفضلة لمونرو في هذه
المرحلة التاريخية، إضافة إلى تنفيذ قطع ملابس تشبه تماماً التي ظهرت بها
خلال أحداث فيلم الأمير وفتاة الاستعراض وأخرى خلال استراحات الغداء التي
تخللت التصوير .
وقدمت وليامز بصوتها عدداً من أغاني مونرو الشهيرة مثل “السحر الأسود
القديم” و”وجدت حلماً” و”عندما يخطئ الحب” . ووضع الموسيقا التصويرية
الموسيقي الأمريكي كونراد بوب، وأدى المعزوفات الموسيقية المنفردة على
البيانو العازف الشهير لانج لانج .
الخليج الإماراتية في
14/12/2011
“حبيبي
راسك خربان”
حب مستحيل وجرأة في
غزة
عبر فيلمها الروائي الطويل الأول “حبيبي راسك خربان”، تقدم المخرجة
اللبنانية الأصل سوزان يوسف ضمن مسابقة المهر العربي في المهرجان، صورة
حديثة للحب المستحيل على طريقة قيس وليلى في غزة المحاصرة المسحوقة
بالاحتلال .
ولا تخفي المخرجة المولودة في الولايات المتحدة من أب لبناني وأم
سورية، والتي درست السينما في تكساس، أنها عاشت قصة حب في غزة دفعتها
لإنجاز هذا الفيلم المبني في قسم منه على تجربتها الشخصية .
وتقول لوكالة “فرانس برس” بعدما دفعتها مجموعة مصادفات إلى إنجاز
فيلمها الذي كتبته وأخرجته وتولت مونتاجه وأنتجته “كان لدي قصة حب مع مخرج
من غزة وهو من عرفني بقصة مجنون ليلى التي شاهدتها كذلك في غزة مقتبسة في
عمل مسرحي مثله طفلان في الحادية عشرة” .
وتعود فترة كتابة السيناريو إلى ما قبل تسع سنوات كما توضح المخرجة
التي صورت مقاطع من الفيلم في قلب غزة العام ،2005 لكنها لم تتمكن بعد ذلك
من الوصول إلى القطاع، ما اضطرها إلى إعادة التصوير مع ممثلين آخرين من غزة
يعيشون بشكل غير قانوني في الضفة الغربية .
ولم يستخدم الثلث المصور في غزة في الفيلم بنسخته الأخيرة لكن أجزاء
منه ستضاف إلى نسخة ال “دي في دي” من الفيلم عند إصداره في السوق .
وتؤكد سوزان يوسف صعوبة الحصول على تصريحات لدخول غزة، الأمر الذي حال
دون إتمام الفيلم فيها، موضحة أنه “بالتأكيد لو تعاونا مع جهات إنتاج
“إسرائيلية” لكنا تمكنا من متابعة التصوير في غزة لكني لم أرد ذلك بالمرة
وأرفضه” .
أما في الضفة فقد “اضطررنا إلى التصوير بكاميرا صغيرة محمولة كي
نتفادى الحصول على تصاريح من “الإسرائيليين”” . واستغرق تصوير الفيلم 17
يوماً .
وهذا هو الفيلم الروائي الثاني الذي يصور في غزة بعدما صور ميشيل
خليفي شريطه “حكاية المجوهرات الثلاث” فيها، وأتاح له التعاون مع شركة
إنتاج “إسرائيلية” بصفته من فلسطينيي ال 48 هذه الإمكانية .
وعن كيفية اكتشافها فلسطين هي التي ولدت وعاشت في الولايات المتحدة،
تقول سوزان يوسف “ذهبت إلى لبنان للمرة الأولى حين كنت في الثانية
والعشرين، ولم أكن في حياتي زرت الشرق الأوسط، مكثت هناك بين العامين 1999
و2001 . وحتى ذلك الحين لم أكن أعرف معنى الاحتلال، وحصل التحرير وأنا
هناك” .
وتتابع المخرجة “قمت بزيارة مخيمات صبرا وشاتيلا وأحسست بما تعنيه
فلسطين المحتلة لي فأحببت زيارتها وذهبت إلى غزة حيث استقبلت لدى عائلة
فلسطينية” .
ويتضمن الفيلم إدانة واضحة للاحتلال، كما يعكس جرأة المرأة في مواجهة
واقعها ومجتمعها حيث تجعل المخرجة المرأة في فيلمها تقول إنها مع المقاومة
ومع الجبهة الشعبية بعكس الرجل الذي تقدم لخطبتها والذي يقول إنه مناصر
لحماس مع أنه طبيب عائد من الولايات المتحدة .
وتبدو المرأة في الفيلم أقدر على مواجهة الأهل والمجتمع بينما يهرب
الرجل من هذه المواجهة وتبدو ليلى شديدة الاحترام لبلدها تؤمن بأهلها
وناسها ولا تخون، بينما يبدو الشاب في مقابل الحصول على إمكانية الخلاص
الفردي مع حبيبته، متردداً بشأن فعل الخيانة تجاه وطنه وأهله . كأن الفيلم
يطرح وبطريقة غير مباشرة قضية الشرف، فهل هي متعلقة باجتماع فتاة محجبة في
غزة بحبيبها، أو بفعل بيع الأوطان وانتهاكها عبر تزويد “الإسرائيلي”
بمعلومات عنها؟ وتطرح الصبية واقعها بجرأة أمام والدها الذي تربطه بها
علاقة جميلة رغم تزمته، كما تبدو أكثر احتمالاً من علاقتها بأخيها الذي
ينجذب لحماس ويتغير تعامله معها لكنها تصمد ولا تتخلى .
وحول أدائها لدور ليلى قالت ميساء عبد الهادي لوكالة “فرانس برس” إن
أمها الممثلة نجوى مباركي “طلبت من سوزان أن أؤدي الدور الذي تبحث عنه
للصبية العاشقة، لكن المخرجة لم تقتنع بي وفي المرة الثانية بعدما أقنعتها
أمي مجدداً تلقيت توبيخاً لكوني لم أظهر جوانب أقنعت المخرجة أني أصلح
للدور” .
عرض أفلام الفائزين بـ”المهر” في معرض MIPTV
أعلن المهرجان تعاونه مع
MIPTV،
المعرض الأوروبي المتخصص في مجال الترفيه التلفزيوني والرقمي، بهدف الترويج
للسينمائيين العرب الناشئين من منطقة الشرق الأوسط، من خلال عرض أعمالهم
على جمهور عالمي أوسع .
وبموجب اتفاقية التعاون المبرمة، تعرض أفلام المخرجين الرابحين في
مسابقات “المهر” المرموقة من فعاليات المهرجان خلال معرض
MIPTV 2012
(في قصر المهرجانات في فرنسا- كان) . وستمنح هذه الخطوة للمخرجين
الفائزين بجوائز “المهر” فرصة مثالية لتعزيز انتشارهم عالمياً، والإفادة من
جلسات التواصل مع كبار الموزعين السينمائيين العالميين وخبراء القطاع
السينمائيين الآخرين الذين سيحضرون المعرض .
وصمم المعرض من المقرر إقامته من 1 إلى 4 أبريل/نيسان المقبل، خصيصاً
ليجمع تحت سقف واحد الاختصاصيين والمحترفين من القطاع الإعلامي والتلفزيوني
العالمي .
وقالت شيفاني بانديا، المدير الإداري للمهرجان: “سيتيح
MIPTV، باعتباره معرضاً متميزاً في مجال الترفيه، للفائزين بجوائز “المهر”
فرصة تحقيق الانتشار العالمي والوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور . وستؤكد
هذه الشراكة مجدداً التزامنا تجاه دعم السينمائيين منذ انطلاقة مشاريعهم
إلى مساعدتهم في الترويج لها تجارياً ووصولاً إلى عملية التوزيع، أي بمعنى
آخر، ما يشمل دورة الإنتاج ومرحلة ما بعد الإنتاج برمّتها” .
وقال باسل حجار، ممثل
MIPTV
في منطقة الشرق الأوسط: “نضع ثقتنا التامة
في المهرجان في سعيه لتحقيق هدفه الرئيسي في عرض أفلام المخرجين الواعدين
على الجماهير من كل أنحاء العالم، ونحن متأكدون من أن هذا التعاون سيساعد
في تحقيق فهم أوسع وتقدير أكبر للسينمائيين العرب ولقطاع السينما العربية
كله” .
وسيتيح المعرض للسينمائيين العرب فرص عمل مهمة وواعدة، بدءاً بعقد
الصفقات ووصولاً إلى تنظيم جلسات تواصل مع أهم الموزعين والاختصاصيين
السينمائيين . وللمزيد من المعلومات حول
MIPTV،
يمكن زيارة الموقع الإلكتروني للمعرض:
www .miptv
.com .
الخليج الإماراتية في
14/12/2011
“حدث
ذات مرة في الأناضول” فيلم بوليسي
يضيء على البيروقراطية
دبي - “الخليج”:
هو واحد من الأفلام الحائزة جوائز عالمية عدة منها جائزة مهرجان كان
السينمائي، عرض للمرة الأولى أمام المشاهدين في تركيا في 21 سبتمبر/أيلول
الماضي من خلال مهرجان أضنا، وهو الفيلم الذي رشحته تركيا للأوسكار في
،2012 إنه فيلم “حدث ذات مرة في الأناضول” الذي يعرضه المهرجان ضمن مسابقة
المهر الآسيوي الإفريقي، وهو مصنف من ضمن الأفلام الروائية الطويلة، وهو من
إخراج ومونتاج وموسيقا التركي نوري بيلج جيلان، ويسرد في 157 دقيقة قصة
حقيقية وقعت لأحد كتاب الفيلم، حيث تحقق الشرطة في جريمة قتل غامضة في سهول
الأناضول، يعترف مرتكبها بجرمه، ويدل المحققين على مكان الجثة، فيشكل فريق
للبحث، مؤلف من ضابط، وطبيب، ومدعٍ عام وسائقين، وموظفي دولة، وحفاري قبور،
وقوات الشرطة السرية لتمشيط المنطقة، ويبدأ الفيلم برحلة البحث من بلدة
صغيرة في سهول الأناضول تدعى “كيشكين”، وبعد ساعات عدة من البحث يكتشف
الرجال أن القاتل يقودهم إلى مكان مجهول لأن لحظة ارتكابه الجريمة كان
مخموراً ولا يتذكر المكان بالتحديد . تتوالى مشاهد الإثارة والتشويق في
الفيلم، عندما يتفاعل أعضاء فريق البحث مع بعضهم، ويتطرقوا لموضوعات مختلفة
عن الموت، والانتحار، والقيم الأخلاقية، وماضيهم الشخصي، وأعمالهم، ويسهم
الحديث الموسوم بلحظات الخوف والقلق في التعرف إلى جوانب سلبية في حياة كل
شخص منهم . وفي أحد المشاهد تتكشف بعض من خيوط الجريمة عندما يشعر المدعي
العام بالجوع فيتوجه الجميع إلى قرية قريبة لتناول الطعام، وأثناء الجلوس
في أحد المنازل، يعترف المجرم متأثراً بأحاديثهم بسبب قتل الضحية التي
أخفاها في مكان قريب من هذا البيت، عند بزوغ الشمس يأخذ المدعي العام الجثة
إلى المشرحة ليكتشف فصلاً جديداً من الجريمة، بعد أن عثر على أجزاء من
التراب في رئة الضحية وهو ما يعني أن القتيل دفن حياً، وبالتالي كشف عن
تلاعب جديد لقاتل في محاولته للخروج من الجريمة بتهم مخففة، لينتهي الفيلم
بمشهد يجمع أرملة الضحية، وابنها مع الطبيب الذي يقف وراء الزجاج ويداه
ملطختان بدماء التشريح .
الجدير بالذكر أن الفيلم استخدم معظم التقنيات السينمائية والمؤثرات
الاحترافية، الأمر الذي أسهم في تناغم الدراما مع الرهان على السرد البصري،
دون أي استثناء للعناصر السردية من بيئة ومواقع تصوير ودراما وشخصيات،
وبالرغم من أن فيلم “حدث ذات مرة في الأناضول” درامي بوليسي، فإنه لا يتعلق
كثيراً بقصة القتل قدر تعلقه بإلقاء الضوء على العالم البيروقراطي،
والاهتمامات الراسخة التي تسيطر على الحياة السياسية في مدينة صغيرة بتركيا
. يعتبر المخرج “نوري بيلج جيلان” واحداً من المخرجين الذي يحظون باحترام
كبير في مهرجان كان السينمائي، فاز ثالث أعماله الطويلة “بعيد” بجائزة
التحكيم الكبرى، وجائزة أفضل ممثل، إضافة إلى فوز فيلمه “مناخات” بجائزة
الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي)، إلى جانب حصوله على جائزة أفضل
مخرج في مهرجان كان السينمائي عن فيلم “القرود الثلاثة” عام ،2008 الفيلم
من إنتاج زينب أوزباتور اتاكان، وتأليف محمد إرمليز، وبطولة إركان كيسال،
ويلمز أردوغان .
الخليج الإماراتية في
14/12/2011 |