تواجدت المملكة المغربية بقوة على خريطة مهرجان "أبو ظبي"؛ حيث تشهد
السينما المغربية في السنوات الأخيرة قفزة نوعية، وشاهدت في المهرجان حتى
الآن أفلام "موت للبيع" لفوزي بن سعيدي و"أيادي خشنة" لمحمد العسيلي
و"النهاية" لهشام العسري و"ليام ليام" لأحمد المعنوني و"نبع النساء" لمخرج
فرنسي هو راديو ميهايليانو، وسبق لهذا الفيلم المشاركة رسميًا في مهرجان
"كان" في الدورة الأخيرة وهو يقدم في قسم عروض السينما العالمية.
الفيلم مغربي لأن المغرب تشارك مع فرنسا وبلجيكا وإيطاليا في الإنتاج،
كما أن الوقائع الدرامية والتصوير تم في المغرب، بالإضافة إلى أن المخرج
استعان فقط بعدد من الممثلين المغاربة.. "نبع النساء" المقصود هو العين
التي تتفجر منها المياه وتحصل من خلالها القرية على شريان الحياة، وهي
المهمة التي تتولاها نساء القرية، ولهذا فإن عنوان الفيلم الرسمي على "التترات"
هو "عين الحياة".
في هذا الفيلم الذي تجري أحداثه في إحدى قرى شمال إفريقيا متاخمة لوسط
إفريقيا، حرص المخرج على ألا يحدد المكان بالضبط، ولكن اللهجة وطقوس الحياة
تشير إلى أن الفيلم يتعمق في تلك العلاقات المتشابكة التي تجمع أهل القرية
المسلمة وكيف أن بعضًا من الرجال وخاصة عدد من شيوخ تلك القرية يحملون
الإسلام وزر النظرة المتخلفة للنساء التي لا تعبر حقيقة عن الإسلام، وذلك
لأنهم يرددون دائماً آيات مجتزئة من القرآن تدعو المرأة للخضوع لزوجها.
الغريب أن المخرج الفرنسي اليهودي الديانة "راديو ميهالينيو" هو الذي
تصدى لتلك القضية الحساسة، وقدم فيلماً يستند فيه إلى القرآن من خلال
الآيات التي تدعو للمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات ولا تفرق
بينهما.
تنويعات للظلم
وكان المخرج قد حرص على أن يقدم تنويعات للظلم الذي تتعرض له النساء
من الرجال، حيث يجبرن على العمل ويتولين مسئولية جلب الماء من العين ،
ولهذا حمل الفيلم هذا العنوان "نبع النساء" وتتعدد أوجه الازدراء للمرأة..
مثلاً الحقوق الشرعية للرجل يأخذها عنوة من زوجته ، ولا يعنيه أن أبنائه في
نفس الحجرة يشاهدون ويسمعون.
المرأة هي المتهمة والمدانة دائماً لو أنها لم تنجب طفلاً أو لو تعرض
الطفل للموت.. الأطفال كثيراً ما يموتون بعضهم في عمر صغير وبعضهم أثناء
الولادة وتضطر المرأة للكذب وأحياناً للاحتفال بميلاد طفل لاقى حتفه ورغم
ذلك فإن المرأة عليها أن تتحمل بمفردها النتائج، وأن تواجه موت الطفل
بالغناء والرقص للمولود الذي لم يعش الحياة.. تقرر النساء التمرد بإعلان
الإضراب الجماعي ، فلن يجلبن الماء من النبع ولن يمارسن الجنس مع الزوج..
إن معنى الماء هنا صار مرادفاً للحياة وهكذا قررت نساء القرية أن يمنعن
الحياة عن الرجال.
استسلام المرأة
في البداية، كانت أحداث الفيلم تؤكد استسلام المرأة ولكن شيئا فشيئاً
وبين الحين والآخر أصبحنا نشاهد المرأة في لقطة تؤكد أنها سوف تخوض حرباً
شعواء ضد الرجل.. يرتكن المخرج إلى القرآن الكريم في إيجاد الحجة للدفاع عن
الإسلام ونظرته للمرأة لأن أيضاً بعض الرجال يجتزئون آيات من القرآن من أجل
التأكيد على أن الشرع يسمح لهم بقهر المرأة.
كان المخرج يحطم أحياناً حالة الفيلم الواقعي وهو يقدم أغنيات
فلكلورية نجد فيها نساء القرية وهن يرتدين زياً وكأنه مصنوعاً لتلك
المناسبة ويضعن مكياجاً صارخاً مثل أفراد فرقة غنائية استعراضية راقصة
مدربة على الأداء كل ذلك من أجل أن يمنح فيلمه تلك الحالة من الخيال التي
تتجاوز حدود وقيود الواقع.
كما أنه كان حريصاً على إضفاء قدراً من البهجة على قضيته الجادة خاصة
وأنه يلجأ إلى حل درامي وهو إضراب النساء عن مضاجعة أزواجهم يهيئ الإحساس
إلى الكثير من المشاهد المرحة ، إلا أن المخرج في المقابل لم يرتكن إلى
صياغة فنية موازية لأننا نتعامل كمشاهدين مع الواقع ، بينما الرقص
الفلكلوري في الفيلم يقع في إطار ما يمكن تصنيفه بالادعاء الفني.
الفيلم على المستوى الإبداعي أراه متواضعاً ولا يحمل أي إضافة في
التناول والتتابع والتعبير إلا أنه فكرياً يصب في صالح المرأة العربية
والمسلمة.
نوايا المخرج
تألقت في الفيلم الممثلتين " ليلى بختى" و"حفظة هيرزى".. ويبقى الحديث
عن المخرج الفرنسي اليهودي الديانة لماذا يقدم فيلماً عن وضع المرأة في
الإسلام.. لا أستطيع أن أتحدث عن النوايا ولكن أغلب الظن أن الهدف المضمر
هو تقديم فيلماً مليئاً بالمشاهد الفلكلورية التي ترضي المشاهد الأجنبي من
طقوس الولادة والاحتفالات المصاحبة لها وقهر المرأة اجتماعياً وجسدياً في
العالم العربي بدعوى العادات والتقاليد وهي بضاعة درامية مضمونة في تسويق
الأفلام أوروبياً ، إلا أن المخرج كان يخشى في نفس الوقت أن يتهم بالتشهير
بالإسلام بسبب ديانته اليهودية التي من الممكن أن تصبح أداة للتساؤل والرفض
والاتهام المسبق بالهجوم العلني على الإسلام.
لا أستطيع أن أحكم على نوايا المخرج ، إلا أنني في نهاية الأمر بصدد
فيلماً متواضعاً على المستوى الفني إلا أنه فكرياً يدافع عن المرأة العربية
وعن الإسلام ويوقر القران الكريم. وحيث أن المرأة تتعرض للظلم بضراوة في
الكثير من مناحي الحياة فإن الدعوة لا تزال مفتوحة لإعلان الإضراب الجماعي
للنساء في عالمنا العربي.
(*) ناقد مصري
الـ
mbc.net في
16/10/2011
أبو ظبى السينمائى يمنح جائزة "مخرج الشرق الأوسط"
للإيرانى "فرهادى"
رسالة أبو ظبى علا الشافعى
وقع اختيار مهرجان أبوظبى السينمائى على المخرج الإيرانى أصغر فرهادى
للفوز بجائزة "مخرج الشرق الأوسط" لهذا العام والتى سيتسلمها فى الدورة
الخامسة من المهرجان المقامة فعالياتها حاليا فى حفل خاص يقام فى 20
أكتوبرفى فيرمونت باب البحر.
فرهادى هو المخرج الرابع الذى يحوز على جائزة "فاراييتى" التقديرية فى
المهرجان، وقد عُرف بفيلمه "عن إيلى" الذى قدم مهرجان أبوظبى السينمائى
عرضه الأول فى الشرق الأوسط عام 2009.
هذا ورُشح "انفصال نادر وسيمين" آخر أفلام فرهادى لجائزة أوسكار فى
فئة الأفلام الناطقة بلغة أجنبية، ممثلاً إيران لعام 2012، وسيتم عرض هذا
الفيلم ضمن مسابقة أفلام مهرجان أبوظبى السينمائى هذا العام.
نال فرهادى الإعجاب لسرده المتقن للقصص وتطويره الشخصيات بحنكة، ليغدو
الأكثر متابعة من بين المخرجين الإيرانيين المبدعين، يبنى فرهادى أفلامه
على التشويق والعمق النفسى، وقد فتنت هذه الأفلام المشاهدين فى إيران
والعالم، وتدور أفلامه على الدوام حول التفكك الأسرى، والعدالة الإسلامية،
ومواضيع متعلقة بالجنس والإيمان والطبقات، وهى معروفة بانعطافاتها فى
الحبكة وتبدل زاوية الرؤية، بما يضع المشاهد أمام تحد متواصل يتمثل بتحريضه
على التساؤل والمحاكمة الأخلاقية.
ولد فرهادى عام 1972 فى أصفهان، وبدأ مسيرته بتلقى الدروس فى الجمعية
الإيرانية للسينما الشابة، بينما كان يدرس المسرح والسينما فى جامعة طهران،
كتب وأخرج عدداً من المسرحيات، وأنجز أفلاماً قصيرة، قبل أن يعمل فى
التلفزيون الإيرانى. أول أفلامه الروائية الطويلة جاء بعنوان "الرقص على
الغبار" (2003) وحاز إعجاباً نقدياً وجماهيرياً، وعرض فى مهرجانات عالمية،
ليتبع ذلك بفيلم ثان بعنوان "مدينة جميلة" (2004)، كما قدم فى عام (2006)
فيلمه "أربعاء الألعاب النارية"، مكرساً نفسه كواحد من أبرز المخرجين
الإيرانيين.
لفت فرهادى أنظار العالم عام 2009 من خلال فيلمه "عن إيلي"، والذى
مثلت فيه النجمة الإيرانية غولشيفته فاراهانى، وفاز الفيلم بجائزة الدب
الفضة لأفضل مخرج فى مهرجان برلين السينمائى، يروى الفيلم قصة مجموعة من
الشبان الإيرانيين فى رحلة إلى بحر قزوين سرعان ما تتحول إلى مأساة وصراع
حين تواجه الشخصيات ثقافة مجتمعها والخداع اليومى الذى تعيشه.
آخر أعمال فرهادى "انفصال نادر وسيمين"، والذى يقدمه مهرجان أبوظبى
السينمائى هذا العام، عرض للمرة الأولى فى مهرجان برلين السينمائى محققاً
نجاحاً تاريخياً، حيث نال جائزة أفضل فيلم وحظى بطله وبطلته بجائزة التمثيل
– وهو إنجاز لم يحققه أى فيلم إيرانى من قبل فى مهرجان غربى، يقدم "انفصال
نادر وسيمين" دراما تصاعدية تدور حول صراع عائلة علمانية من الطبقة الوسطى
مع عائلة فقيرة متدينة، فى ملاحقة لأسئلة متعلقة بالعدالة والحقيقة والشرف،
إنه فيلم يسلط الضوء على تعقيدات وتناقضات المجتمع الإيرانى المعاصر.
يصف بيتر سكارليت المدير التنفيذى للمهرجان تجربة فرهادى قائلاً: "إنه
معلم فى تورية المعانى ووجهات النظر، إذ يقدم لنا سبراً هو الأكثر دقة
للحياة اليومية فى إيران بما يتفوق على الأفلام الوثائقية، إنه الآن فى
فيلمه الخامس، وأتمنى أن يواصل عمله المتقن فى خطه الخاص الذى جعله ثروة
وطنية وحقق من خلاله نجاحات عالمية، إن الدرامية المحبوكة بإتقان وروعة
صياغتها جعلته محط إعجاب الناس من مختلف المشارب، وإننا سعداء بأن نرحب به
مجدداً فى المهرجان".
اليوم السابع المصرية في
16/10/2011
عمرو واكد يشارك سيساكو حلقته النقاشية عن
الارتجال فى السينما
أبو ظبى: علا الشافعى
تحت عنوان الارتجال هو روح وجوهر العمل فى السينما "عقدت أمس جلسة
النقاشة ضمن فعاليات مهرجان أبو ظبى السينمائى مع المخرج الموريتانى المبدع
عبد الرحمن سيساكو؛ وبحضور النجم المصرى عمرو واكد بـ«الارتجال: مغامرة
محسوبة»، حيث قال سيساكو إنه من الضرورى على الفنان أن يمتلك القدرة على
التعبير عن حقيقة اللحظة التى يجسدها المشهد، فالواقع أغنى بكثير من الخيال
فى معظم الأحيان. موضحاً أن الارتجال قد يكون من جانب المخرج أو المنتج أو
الممثل، حيث يذهب بعض الفنانين الذين يمتلكون الموهبة فى أدائهم إلى أبعد
مما يتوقع المخرج. مؤكداً أن الدراسة ليست كل شىء فى صناعة الأفلام،
«فالسينما مشوار طويل يتعلم الفنان شيئاً جديداً فى كل خطوة فيه، وهذا هو
جوهر الارتجال أن نكون قريبين من كل ما يحيط بنا، وأن نستشعر كل ما يدور
حولنا، ولكنه فى الوقت نفسه، لا يصلح الارتجال مطلقا فى صناعة الأفلام
الوثائقية مثلا».
أما الفنان المصرى عمرو واكد فدعا صناع الأفلام العرب إلى تجاوز
الحدود والسعى لتقديم إنتاج مشترك مع فنانين موهوبين من مختلف الدول
العربية لتقديم أعمال مختلفة.
وأضاف: «نعرف جميعاً أن صناعة السينما فى المنطقة العربية قد طالها
الضعف فى السنوات الماضية، قبل قيام الثورات التى تشهدها المنطقة والتى
تعرف بالربيع العربى، والآن علينا ان نغير وجهة نظرنا لصناعة الأفلام، وأن
نسعى لتقديم أعمال مختلفة تعطى أولوية للاقتراب من المشاعر الإنسانية
والتعبير عنها، وتسمح بمساحة أكثر اتساعاً للارتجال.
فهذه الثورات لابد أن ترتبط بتقديم فن حقيقى يعبر عنها ويعكس بصدق ما
يجرى فى الواقع ليقدمه على الشاشة».
ووصف واكد فيلمه الجديد الذى قدمه مع المخرج إبراهيم البطوط عن ثورة
يناير، بأنه «من أفضل الأفلام التى قدمها»، موضحاً أن الفيلم، الذى لم يصرح
باسمه، اعتمد بشكل كامل على الارتجال، حيث لم يتم تجهيز سيناريو أو حوار
له، ولكن الرغبة فى تقديم عمل عن الثورة، جمعته مع البطوط فى ميدان التحرير
خلال الثورة، وهناك بدأ العمل فى الفيلم.
وانتقد واكد غياب «المنتج المغامر» عن الساحة فى الفترة الحالية.
مشيراً إلى أن هناك مخرجين كباراً ومن بينهم مخرجون صنعوا أفلاما صنفت
ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما العربية، ومع ذلك يجلسون فى بيوتهم
لأنهم لا يجدون المنتج الفنان الذى يتولى إنتاج نوعية الأعمال التى
يقدمونها.
معتبراً أن المخرجة الراحلة آسيا كانت آخر المخرجين المغامرين فى
العالم العربى.
من جانب آخر، كشف واكد أنه يعمل منذ ما يقرب من 10 سنوات على تجهيز
فيلم عن البطل العربى عنترة بن شداد، لتقديمه على الشاشة بشكل مختلف عن
الصورة التى سبق أن قدم بها، ليجسد من خلاله الهوية العربية فى صورة بطولية
مثل سوبر مان ولكن باللغة العربية، مشيراً إلى أن عملاً مثل هذا لا علاقة
له بالارتجال، حيث عمد طوال السنوات التسع الماضية على وضع خطة عمل ومراحل
لتنفيذ الفيلم، وقام بالعديد من البحوث الموسعة ليخرج العمل بالمستوى الذى
يطمح إلى تقديمه.
اليوم السابع المصرية في
16/10/2011
"أبو ظبى السينمائى" يمنح جائزة "اللؤلؤة السوداء
للنجم الصاعد" لـ ليلى كول وسارة جادون
رسالة أبو ظبى - علا الشافعى
يمنح مهرجان أبوظبى السينمائى جائزة "اللؤلؤة السوداء للنجم الصاعد"
لعام 2011 لثلاث ممثلات تميزن فى فيلم مارى هارن "يوميات فراشة" وهن: ليلى
كول (أرنيسا) التى تجمع بين تمكنها ونجاحها كممثلة وعارضة مرموقة أيضاً
والتى ظهرت للمرة الأولى مع المخرج البريطانى تيرى جيليام فى فيلم "خيال
دكتور بارانسوس".
وسارة بولجر (ريبيكا) التى ظهرت للمرة الأولى فى فيلم "سجلات
سبايدرويك"، ولعبت دور الملكة مارى فى المسلسل التلفزيونى "ذا تيودرز"
وسارة جادون (لوسى) التى تشارك أيضاً فى فيلم آخر ضمن برنامجها لهذا العام
وهو "منهج خطر" للمخرج ديفيد كروننبرغ، والتى تلعب دورا مهما فى الفيلم
الكندى المقبل "كوزموبوليس".
وسيقدم الجوائز النجم المصرى خالد أبو النجا، الفنان المتعدد المواهب
(ممثل ومنتج ومقدم برامج تلفزيونية) قبل بدء عرض فيلم "يوميات فراشة"
الساعة 9:30 مساء اليوم فى مسرح أبوظبى.
فى العامين الماضيين، أسس المهرجان نفسه كحدث مكرس لتعزيز ودعم الشباب
فى السينما العربية والدولية. وقد تم تخصيص مسابقة "آفاق جديدة"، للأفلام
الروائية الأولى والثانية لمخرجيها، بالإضافة إلى صندوق "سند" الذى يدعم
صناعة السينما العربية، مما يدل بوضوح على انخراط المهرجان فى هذا الدور
حتى الآن. وبدءا من دورة هذا العام، سيتم تقديم جائزة اللؤلؤة السوداء
للنجم الصاعد فى المهرجان.
اليوم السابع المصرية في
16/10/2011
يحتفي
بنجيب محفوظ وينفتح على آفاق السينما الجديدة
إنطلاق فعاليات مهرجان أبو ظبي السينمائي بفيلم
الافتتاح (السيد لزهر)
أبو
ظبي ـ الاتحاد ـ إبراهيم حاج عبدي
افتتحت الخميس الفائت فعّاليات الدورة الخامسة لمهرجان أبو ظبي
السينمائي في حفل أقيم في فندق فيرمونت باب البحر في الهواء الطلق بمشاركة
نجوم ورموز الفن السابع في العالم، وتخلّله عرض فيلم الافتتاح، "السيد
لزهر"، للمخرج الكندي فيليب فالاردو.
ويتناول الفيلم حكاية مهاجر جزائري في كندا فر من الإرهاب في بلاده،
ليجد نفسه معلما لتلاميذ صغار يعيشون، بدورهم، أزمة فقدانهم لمعلمتهم التي
انتحرت في الصف. يحاول المعلم الجديد بشير لزهر أن يعيد التوازن إلى قلوب
الصغار، لكن المشكلة أن معاناته أشد وطأة فقد قتلت زوجته وولديه في حادث
إرهابي في الجزائر، وهو الآن بعيد عن أهله يبحث عن بعض الأمان في كندا حيث
يقدم طلبا للجوء السياسي، وهو إذ ينجح في هذا الهدف لكنه يظل رجلا حائرا
يعيش أزمته الماضية ينما يتطلع إلى مستقبل آمن لن يكون تحقيقه سهلا.
الفيلم بسيط في معالجته الدرامية، لكنه مشغول بعناية وهو يخاطب
الوجدان والمشاعر الإنسانية بلغة سينمائية هادئة بعيدة عن الضجيج
والافتعال، وينطوي على مقولات عدة حول آفة الإرهاب، وحول الحنين والفراق
والعيش الإنساني المشترك. ومن المنتظر أن يعرض خلال أيام المهرجان نحو 200
فيلم من 35 دولة، وتتوزع هذه الأفلام على عدة مسابقات هي مسابقة الأفلام
الروائية الطويلة ومسابقة الأفلام الوثائقية ومسابقة آفاق جديدة ومسابقة
عالمنا ومسابقة أفلام من الإمارات ومسابقة الأفلام القصيرة...
وشكلت إدارة المهرجان لكل مسابقة من هذه المسابقات التي تصل جوائزها
إلى مليون دولار لجنة خاصة، مع الإشارة إلى انه تم اختيار المخرج الكردي
بهمن قبادي ليكون رئيسا للجنة تحكيم مسابقة آفاق جديدة. ويقدم مهرجان
أبو ظبي السينمائي عددا من الحلقات النقاشية حول مستقبل السينما وتأثير
التطورات الإقليمية الأخيرة بمشاركة عدد من أبرز السينمائيين والعاملين في
صناعة الأفلام، كما تشهد هذه الدورة عدة أنشطة وفعاليات تتنـــاول
مختلــــف المجالات في الحقل السينمائي.
وقال بيتر سكارلت المدير الـتـنـفيذي لمهرجان أبو ظبي السينمائي أن
المهرجانـات السينمائية ومنها مهرجان أبو ظبي تعمل على تهيئة مكان يجمع
مواهب ووجوه عالم السينما ليكتشفوا ويناقشوا ويحتفلوا بأعمال بعضهم البعض"،
والواقع أن مهرجان أبو ظبي يوفر مثل هذا المناخ الطموح من خلال عرض أفلام
حديثة وعقد حلقات وندوات حوارية وتوفير فرص للتعارف والحوار بين العاملين
في السينما من مختلف بقاع الأرض.
ويحتفي مهرجان أبو ظبي السينمائي في هذه الدورة بمئوية نجيب محفوظ
الفائز العربي الوحيد بجائزة نوبل للآداب عام 1988. وتتضمن الاحتفالية عرض
مجموعة من الأفلام المصرية التي تم استقاؤها من رواياته إضافة إلى فيلمين
مكسيكيين مقتبسين عن أعمال له. كما يقيم المهرجان احتفالية "لنتذكر
رابندرانات طاغور"، وذلك بمناسبة الذكرى 150 لميلاد الشاعر البنغالي طاغور
"1861 – 1941" وهو أول كاتب غير غربي ينال جائزة نوبل للآداب عام 1913.
تأسس مهرجان أبو ظبي السينمائي (مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي
سابقاً) عام 2007 في أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف
المساعدة على إيجاد ثقافة سينمائية حيوية في المنطقة. ويلتزم هذا الحدث
الذي تقدمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث (ADACH)
في تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام تنسيق برامج استثنائية من شأنها أن تجذب
المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه، كما تلهم صناع الأفلام وتسهم في نمو صناعة
السينما في المنطقة.
الإتحاد العراقية في
16/10/2011
من بعد نجاح فيلمه "انفصال نادر عن سيمين"
إيراني يفوز بجائزة "مخرج الشرق الأوسط" لعام
2011 في مهرجان أبوظبي السينمائي
دبي - وكالات
أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي فوز المخرج الإيراني أصغر فرهادي،
بجائزة مخرج الشرق الأوسط لهذا العام، من قِبَل مجلة "فارايتي" الأمريكية.
وبيَّن المهرجان أنه سوف يسلم الجائزة يوم الخميس القادم إلى فرهادي،
ليكون المخرج الرابع الذي يحوز هذه الجائزة التقديرية في المهرجان.
وسوف يمثل فرهادي دولة إيران عام 2012 في جائزة أوسكار للأفلام
الناطقة باللغة الأجنبية، وفقا لوكالة "رويترز" اليوم الأحد.
وذكر البيان أن فيلم فرهادي "انفصال نادر عن سيمين" عرض للمرة الأولى
في مهرجان برلين، وحقق نجاحاً تاريخياً، حيث نال جائزة أفضل فيلم، وحظي
بطله وبطلته بجائزة التمثيل، وهو إنجاز لم يحققه أي فيلم إيراني من قبل في
مهرجان غربي.
والفيلم دراما تصاعدية تدور أحداثه حول صراع عائلة علمانية من الطبقة
الوسطى مع عائلة فقيرة متدينة في ملاحقة متعلقة بالعدالة والحقيقة والشرف،
وهو فيلم يسلط الضوء على تعقيدات وتناقضات المجتمع الإيراني المعاصر.
وقال المدير الدولي لمجلة فارايتي ألبرتو لوبيز: "إن فيلم انفصال نادر
عن سيمين هو وثيقة مضيئة عن اجتياز العوائق والانحياز لقوة السينما، لقد
قدم لنا فرهادي قصة كونية سيتسنى لها أن تبقى ماثلة في الذاكرة".
وتتضمن الدورة الخامسة للمهرجان أنشطة وأقساما يعرض فيها 179 فيلما
روائيا وتسجيليا من 42 دولة، إضافة إلى 6 مسابقات مختلفة للأفلام الطويلة
والقصيرة، ويختتم المهرجان مساء الجمعة القادم.
العربية نت في
16/10/2011 |