انطلقت الدورة الخامسة من مهرجان أبوظبي السينمائي في الثالث عشر من
هذا الشهر بفيلم افتتاح كندي عنوانه «مسيو لزهر» لمخرجه فيليب فالارديو،
والمقصود هو بطل الفيلم بشير لزهر، مهاجر جزائري يحل مكان أستاذ كندي في
مدرسة ابتدائية حين يتوفى ذلك على حين غرة. المدرسة تحتاج لمدرس على وجه
سريع، وها هو بشير لزهر يتواجد في الوقت المناسب ويتصدى للمهمة. في سجال من
المشاهد، يتابع المتفرج لقاء أضداد ثقافية بين مدرس عربي يحمل تعاليم
ومبادئ مختلفة وأطفال مؤسسين على اختلاف ولو أنهم ما زالوا قادرين على تشرب
أي منهج يقدم إليهم. ما يوعز الفيلم به هو قدرة المدرس العربي على تطويع
تلامذته وجعلهم نبهاء في اللغة الفرنسية التي يدرسونها بأسلوبه الرقيق،
علما بأن الأستاذ يعاني من أوضاع خاصة قد تضطره للعودة إلى حيث جاء، أو
تدخل السلطات لإبعاده غصبا.
في السنوات القريبة الأخيرة تداعت أفلام لتقديم شخصيات عربية أو
إسلامية خارج النمطية التي سادت لسنوات طويلة. متهم بريء من كل ذنب «قتلني
عمر» ومسلم أفريقي يشارك البريطانية مأساة خسارتها لابنتها في العملية
الإرهابية في لندن «نهر لندن» ومن قبل مسلم تركي يتبنى يهوديا يسيء والده
إليه ويعلمه بعض الحقائق الإنسانية التي كان يجهلها «مسيو إبراهيم».
يشترك «مسيو لزهر» مع فيلم «حرائق» لدنيس فيلينيوف في أن كليهما كندي،
وكليهما يتناول شخصيات عربية لا يمكن إلا الوقوف معها، وكلاهما منقول عن
مسرحية: «مسيو لزهر» عن مسرحية لإيفيلين دي لا شنيلييه و«حرائق» عن مسرحية
لوجدي معوض.
تم عرض هذا الفيلم وسط بلبلة افتتاحية حسب شهود. فالافتتاح أريد له أن
يكون في الهواء الطلق حيث تم تشييد صالة مجهزة بلا سقف ومع شاشة عريضة
وتجهيزات صوتية جيدة. إلا أن التأخير الذي لازم الافتتاح (نحو ساعة ونصف من
الانتظار) وبعض فقرات التقديم التي وجدها حاضرون غير منظمة، جعلا البعض
يؤكد أن الافتتاح كان الأسوأ بين كل الافتتاحات. وفي حين غادر البعض من دون
أن ينتظر عرض الفيلم، تحمل الغالبية وفازوا بفيلم وجده كثيرون من الأعمال
الجيدة التي نجح المهرجان في اختيارها.
هناك أقسام كثيرة في مهرجان أبوظبي: مسابقة للفيلم الروائي، مسابقة
للفيلم الوثائقي، مسابقة للفيلم القصير، ومسابقة للفيلم الإماراتي، ومسابقة
تحت عنوان «آفاق جديدة». كذلك هناك مظاهرات محيطة: عالمنا، عروض، وبرامج
خاصة.
طبيعي أن تتداول الصحافة العروض المشاركة في المسابقات، ولعل أول
اللافت هو التالي: نبيل المالح، المخرج السوري ذو التجربة السينمائية
المتعددة، يقود لجنة التحكيم للأفلام الروائية الطويلة، وبعد نهاية
المهرجان سيقود المخرج السوري المعروف محمد ملص لجنة التحكيم للأفلام
الروائية الطويلة في مهرجان الدوحة.
كلاهما من المخرجين السوريين المستقلين عن النظام والسلطة منذ سنوات
بعيدة. أفكارهما تختلف عما يراد لهما القيام به. ولا يزال فيلم نبيل المالح
الأخير «كومبارس» ملهما لسينما تستطيع طرح كل شيء من دون أن تستطيع الرقابة
فعل أي شيء، فقد أقدم على تجسيد حكاية بسيطة لشاب وفتاة في شقة تتحول إلى
سجن في الوقت الذي تداهم فيه أعين الدولة المكان ارتيابا وبحثا عن ذريعة
لإحباط سعادة ممكنة.
الملاحظة الثانية يعاينها المرء وقد أصبح قريبا من الحدث: جهد
المهرجان، ممثلا برئيس القسم العربي انتشال التميمي، لاستحواذ أفضل ما تم
إنتاجه عربيا واضح. حين نقول الأفضل، نترك مجالا لمفاجآت مثل أن يكون
الفيلم متعارفا على أهميته لكنه ليس بالجودة المطلقة. إلى ذلك، من الواضح
أن الفوز بأربعة أفلام هي علامات السينما العربية هذا العام أمر يعزز دور
المهرجان في نطاق السينما العربية ككل. هذه الأفلام هي «على الحافة» لليلى
كيلاني (المغرب) و«رجل حر» لإسماعيل فروخي و«موت للبيع» لفوزي بن سعيدي و«ديما
براندو» لرضا الباهي.
لكن كيف تأتي أفلام المسابقة الأجنبية؟
لا يمكن اعتبارها تعزيزا من أي نوع، فالرئيس بيتر سكارلت اختار منها
ما وجده أفضل المعروض بالطبع، لكن بما أنه لا توجد جائزة عربية واحدة (في
هذا المهرجان أو في سواه) تمنح الفيلم الفائز حظوة تسويق فإن كل الأفلام
المعروضة جالت مهرجانات سابقة: «دجاج مع خوخ» لمرجان سترابي وفنسنت بارانو،
و«حصان داكن» لتود سولتز و«منهج خطر» لديفيد كروننبيرغ و«مفكرة الفراشات»
لماري هاون، كلها من عروض مهرجان فينسيا الأخير. «إيلينا» لأندريه
جفاياجفنتسف و«نريد أن نتحدث حول كفن» للين رمزي من عروض «كان»، و«أتمنى»
هيروكازو كوري - إيدا خرج من ساو باولو وفانكوفر وتورونتو. «محظوظ» لآفي
لوثرا (مهرجان أدنبره)، «دوافع القلب» لأرتورو ريبستين (مهرجان سان
سابستيان)، «انفصال» لأصغر فرهادي (مهرجان برلين) و«ترشينا» لمايكل
وينتربوتوم (مهرجان طوكيو). وكلها تقريبا عرضها مهرجان تورونتو السينمائي.
معظمها أفلام تستحق العرض لكنها بالكاد تشكل اكتشافا دامغا بالنسبة
لمشاهديها كما تفعل الأفلام العربية المنتقاة. وهذا الاستحقاق لا يلغي دور
المشاهد الخليجي بل يؤكده. فهو، وليس نحن النقاد، من يجب التوجه إليهم، ومن
الضروري الفصل متذكرين أن نقدنا يجب أن لا يغفل هذه الناحية. فكما أن
المهرجان يسعى لجمهوره وبيع تذاكره (والإقبال شديد كما يتراءى من الآن) فإن
الناقد عليه أن يسعى لهذا الجمهور لكي يقرب له الصورة على نحو أوضح وبكل
تجريد.
الشرق الأوسط في
16/10/2011
إفتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي بفيلم كندي عن أستاذ جزائري
محمد رُضا – أبوظبي
في السنوات القريبة الأخيرة تداعت أفلام لتقديم شخصيات عربية أو
إسلامية خارج النمطية التي سادت لسنوات طويلة. متهم بريء من كل ذنب ( قتلني
عمر ) ومسلم أفريقي يشارك البريطانية مأساة خسارتها لإبنتها في العملية
الإرهابية في لندن (´نهر لندن ) ومن قبل مسلم تركي يتبنّى يهودي يسيء والده
إليه ويعلّمه بعض الحقائق الإنسانية التي كان يجهلها ( مسيو إبراهيم ).
يشترك
"مسيو
لزهر" مع فيلم حرائق لدنيس فيلينيوف في أن كليهما كندي، وكليهما يتناولان
شخصيات عربية لا يمكن الا والوقوف معها، وكلاهما منقول عن مسرحية: ´مسيو
لزهر عن مسرحية لإيفيلين دي لا شنيلييه و حرائق
عن مسرحية لوجدي معوّض.
فيلم افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان أبوظبي السينمائي [13-22 من
الشهر الحالي] ينتمي إلى هذه الفئة. فيلم كندي عنوانه ´مسيو لزهر لمخرجه
فيليب فالارديو، والمقصود هو بطل الفيلم بشير لزهر، مهاجر جزائري يحل مكان
استاذ كندي في مدرسة إبتدائية حين يتوفّى ذلك على حين غرّة. المدرسة تحتاج
لمدرّس على وجه سريع، وها هو بشير لزهر يتواجد في الوقت المناسب ويتصدّى
للمهمّة. في سجال من المشاهد، يتابع المتفرّج لقاء أضداد ثقافية بين مدرّس
عربي يحمل تعاليم ومباديء مختلفة وأطفال مؤسسون على إختلاف ولو أنهم لا
زالوا قادرين على تشرّب أي منهج يُقدّم إليهم. ما يوعز الفيلم به هو قدرة
المدرّس العربي على تطويع تلامذته وجعلهم نبهاء في اللغة الفرنسية التي
يدرسون بأسلوبه الرقيق علماً بأن الأستاذ يعاني من أوضاع خاصّة قد تضطّره
للعودة إلى حيث جاء أو تدخّل السلطات لإبعاده غصباً.
هناك أقسام كثيرة في مهرجان أبوظبي: مسابقة للفيلم الروائي، مسابقة
للفيلم الوثائقي، مسابقة للفيلم القصير ومسابقة للفيلم الإماراتي ومسابقة
تحت عنوان ´آفاق جديدة . كذلك هناك تظاهرات محيطة: عالمنا، عروض، وبرامج
خاصّة.
جهد المهرجان، ممثلاً برئيس القسم العربي إنتشال التميمي، لاستحواذ
أفضل ما تم إنتاجه عربياً واضح. حين نقول الأفضل، نترك مجالاً لمفاجآت مثل
أن يكون الفيلم متعارف على أهميّته لكنه ليس بالجودة المطلقة. علي ذلك، من
الواضح أن الفوز بأربعة أفلام هي علامات السينما العربية هذا العام أمر
يعزز دور المهرجان في نطاق السينما العربية ككل. هذه الأفلام هي
"على
الحافّة" لليلى كيلاني (المغرب) و´رجل حر لاسماعيل فروخي و موت للبيع لفوزي بن
سعيدي وديما براندو لرضا الباهي.
لكن كيف تأتي أفلام المسابقة الأجنبية؟
لا يمكن اعتبارها تعزيزاً من أي نوع، فالرئيس بيتر سكارلت اختار منها
ما وجده أفضل المعروض بالطبع، لكن بما أنه لا توجد جائزة عربية واحدة (في
هذا المهرجان أو في سواه) تمنح الفيلم الفائز حظوة تسويق فإن كل الأفلام
المعروضة جالت مهرجانات سابقة: ´دجاج مع خوخ لمرجان سترابي وفنسنت بارانو،
و حصان داكن لتود سولتز و منهج خطر لديفيد كروننبيرغ و"
مفكرة الفراشات"
لماري هاون، كلها من عروض مهرجان فنيسيا الأخير. ´إيلينا لأندريه
جفاياجفنتسف و´نريد أن نتحد حول كڤن للين رمزي من عروض"كان"، و"أتمنى" هيروكازو كوري- إيدا خرج من ساو باولو وفانكوفر وتورنتو. محظوظ لآفي
لوثرا (أدنبره)، دوافع القلب لأرتورو ريبستين (سان سابستيان)،
"إنفصال" لأصغر فرهادي (برلين) و
"ترشينا" لمايكل وينتربوتوم (طوكيو). وكلها تقريباً عرضها مهرجان تورنتو
السينمائي.
معظمها أفلام تستحق العرض (هذا الناقد ليس مأخوذاً بفيلم
"علينا أن نتحدّث عن كڤن" و)حصان داكن) لكنها بالكاد تشكّل إكتشافاً
دامغاً بالنسبة لمشاهديها كما تفعل الأفلام العربية المنتقاة. وهذا
الإستحقاق لا يلغي دور المشاهد الخليجي بل يؤكده. فهو، وليس نحن النقاد، من
يجب التوجّه إليهم ومن الضروري الفصل متذكّرين أن نقدنا يجب أن لا يغفل هذه
الناحية. فكما أن المهرجان يسعى لجمهوره وبيع تذاكره (والإقبال شديد كما
يتراءى من الآن) فإن الناقد عليه أن يسعى لهذا الجمهور لكي يقرّب له الصورة
على نحو أوضح وبكل تجريد.
فاريتي العربية في
16/10/2011
السينما المغربية تجتاح مهرجان أبوظبي
السينمائي
ميدل ايست أونلاين/ أبوظبي
خمسة افلام مغربية في مهرجان أبوظبي تعكس سينما شابة جديدة
ونابضة تلامس بشاعرية وقائع عالم شائك.
خمسة افلام روائية مغربية تشارك في مسابقتي مهرجان أبوظبي السينمائي
لهذا العام وتعكس حيوية الانتاج السينمائي المغربي المتنامية والتي تسهم
فيها السياسة الانتاجية في مجال الفن السابع في المغرب وتبرزها مواهب جديدة
تتواكب مع اخرى سبق وذاع صيتها.
وبات طبيعيا ان تحضر السينما المغربية اكثر من نظيراتها العربيات في
المهرجانات الدولية والعربية. فمتوسط عدد الافلام الروائية الطويلة المنتجة
سنويا في المغرب يصل الى 15 وسط تشجيع رسمي لهذه الصناعة التي تطورت في
السنوات الاخيرة ويقام لها مهرجان وطني خاص منذ 9 سنوات.
وتبدو السينما المغربية في شقها الروائي بصدد احتلال المكانة التي
تركتها فارغة السينما المصرية في التظاهرات الخاصة بهذه الصناعة.
وقد سجلت الافلام المغربية المعروضة في أبوظبي قوة حضور وخصوصية برزت
بشكل ملفت في اعمال الشباب.
ولعل من ابرز المواهب الجديدة التي يمكن التوقف عندها، هشام العسري
الذي يشارك عبر فيلمه الثاني "النهاية" في عرض عالمي اول في أبوظبي. وقد
فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الفيلم الوطني في طنجة هذا
العام.
"النهاية" يشارك في أبوظبي في تظاهرة "آفاق جديدة" التي تبرز الاسماء
الشابة والواعدة في اعمال اولى او ثانية من العالم.
ويقدم الفيلم بصيغة جديدة نابضة ونوعا ما ثائرة في شكلها وصيغتها،
مضمونا ينم عن جرأة وتمكن ويعد بلغة سينمائية واثقة لمخرج شارك في كتابة
عدد من السيناريوهات المغربية.
وتتبدى خصوصية الفيلم وحداثته في هذا المزج القائم بين سوريالية
اللحظة وغموضها وقساوتها وكثافة حركتها في مدينة شبه خاوية صورت بالابيض
والاسود.
هذا المستوى الرفيع من العمل السينمائي الفني ادته باسلوب مختلف ليلى
كيلاني في اول عمل لها "على الحافة" الذي صور بالكاميرا المحمولة واستعار
الكثير من مفردات سينما الواقع ليرسم مأساة فتيات يحاولن الحياة ما استطعن
في مدينة طنجة التي تبدو من خلال عدسة كيلاني لاهثة كما شخصياتها التي لا
مجال لهن فيها للراحة ولا باب يفتح على الامل.
وكانت ليلى كيلاني التي يشارك فيلمها في المسابقة الرسمية قالت في
تصريحات سابقة اثناء عرض فيلمها في تظاهرة "اسبوعي المخرجين" في مهرجان كان
"السينما لدي ليس فيها طقوس والواقعية التي انتهجها دين يتطلب الاحترام،
يتطلب ان نخوض التحدي والا نبحث عن النفعية من خلال العمل السينمائي".
ورغم واقعيته القاسية يتضمن فيلم ليلى كيلاني شاعرية خاصة حاضرة ايضا
في الفيلم الروائي الرابع لفوزي بن سعيدي المشارك ايضا في المسابقة الرسمية
ويحمل عنوان "بيع الموت".
صور الفيلم في مدينة تطوان شمال المغرب ليتناول سيرة ثلاثة شبان من
الرفاق المهمشين الذين يعانون الفقر والبطالة ويحاولون بشتى السبل التغلب
على ظرفهم ناقلين عبر الفيلم نبض واقعهم الهش.
يصنع بن سعيدي صور فيلمه بدقة ويسن لغة سينمائية ترتكز الى النظرة
والاحساس اكثر ما ترتكز الى الكلمة راسما عبر حركة شخصياته مصائر يضيع
اصحابها في محاولتهم ايجاد ذاتهم ليتراوحوا بين الانجذاب للاسلاميين واعمال
السرقة والضلوع في فساد الشرطة.
ويعد فوزي بن سعيدي الاكثر حداثة بين سينمائيي جيله في المغرب وتعود
تجربته الروائية الاولى الى ما قبل 15 عاما. وعرض فيلمه هذا للمرة الاولى
في مهرجان تورونتو السينمائي الشهر الماضي وهو حاصل على مساعدة "سند"
للانتاج من مهرجان أبوظبي.
وضمن تظاهرة "آفاق جديدة" قدم محمد العسري العائد الى السينما بعد
اكثر من سبع سنوات من الغياب فيلمه الثاني "اياد خشنة" الذي يتناول بلغة
بسيطة متقنة وشاعرية ايضا يوميات اشخاص عاديين وايجابيين قادرين على العيش
في المدينة كما في القرية باستقامة وتضامن.
وكان العسري بعد نجاح فيلمه "فوق الدار البيضاء، الملائكة لا تحلق"
(2003) الذي نال جوائز عدة عبر العالم، انصرف الى مشاريع اخرى مثل انشائه
لصحيفة "المساء" في المغرب ومتابعته لانشطة تعليم السينما عبر مدرسة اسسسها
وتوقفت اليوم عن العمل.
وقدم هذا الفيلم اولا في مهرجان تورونتو ليبرز كما في فيلمه الاول
شخصيات تنطوي على شيء من طبائع الملائكة وفي اجواء شاعرية وبسيطة لاشخاص
يحاولون بكرامة واخلاقية الارتقاء بوضعهم الاجتماعي.
وقال محمد العسري عقب عرض فيلمه ان كلفة انتاجه لم تتخط 750 الف يورو
مؤكدا انه يختفي وراء كل من شخصياته الروائية وانه على هذا الصعيد يمتلك
ايضا حساسية المرأة "شخصيتي في بعدها الانساني لا تختلف عن اي من الشخصيات.
انا كل هؤلاء، اقدم في السينما المغربية رؤية اكثر انتماء للهوية واقدم في
اعمالي شيئا آخر .لا اريد ان اكون مستهلكا".
وحول المضامين السياسية المتوارية في فليمه قال "ان الرائحة النتنة
للوزير السابق العاجز الذي تضع له زوجته الحفاضات هي رائحة الانظمة العربية
التي فاحت ولم يعد احد يحتملها".
ويكشف المخرج انه يريد التطرق لقصة تدور احداثها في العراق ما بعد
الاجتياح العام 2003 وضع السيناريو لها قبل فيلمه الراهن لكن تنفيذها يحتاج
امكانيات ضخمة "احتاج لدبابات وطائرات الجيش في المغرب ولم احصل بعد على
الموافقة لتصوير هذا الفيلم".
ويشارك اخيرا في المسابقة الرسمية العمل الجديد لاسماعيل فروخي بعنوان
"رجال احرار" يتناول قصة فرنسية على علاقة بالاسلام يعود تاريخها الى الحرب
العالمية الثانية حيث عمل امام مسجد باريس على انقاذ عدد من اليهود. وقد
اثار الفيلم الذي عرض اخيرا في الصالات الفرنسية جدلا لناحية عدد من تم
انقاذهم.
لكن هذا الفيلم وان كان هاما لناحية موضوعه فقد بدا بحسب اكثر من
متابع اقل فنية من بقية الاعمال التي تمثل المغرب.
ميدل إيست أنلاين في
16/10/2011
مهرجان أبوظبي: أصغر فرهادي يفوز بجائزة 'مخرج الشرق
الأوسط'
ميدل ايست أونلاين/ أبوظبي
مجلة فارايتي الأميركية تمنح جائزتها التقديرية للمخرج الإيراني
بعد اعمال سلطت الضوء على تعقيدات وتناقضات المجتمع المعاصر في
بلاده.
أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي فوز المخرج الايراني أصغر فرهادي بجائزة
"مخرج الشرق الاوسط" لهذا العام من قبل مجلة "فارايتي" الأميركية.
وقال المهرجان الاحد في بيان انه سوف يسلم الجائزة الخميس القادم الى
فرهادي ليكون المخرج الرابع الذي يحوز هذه "الجائزة التقديرية في
المهرجان".
ولفرهادي (39 عاما) أفلام منها "الرقص على الغبار" (2003) و"عن ايلي"
عام 2009 ونال جائزة الدب الفضي لافضل مخرج في مهرجان برلين و"انفصال نادر
وسيمين" الذي يشارك في مسابقة مهرجان أبوظبي هذا العام ويعرض مساء الخميس
القادم وسوف يمثل ايران عام 2012 في جائزة الاوسكار للافلام الناطقة بلغة
أجنبية.
وقال البيان ان "انفصال نادر وسيمين" عرض للمرة الاولى في مهرجان
برلين وحقق "نجاحا تاريخيا حيث نال جائزة أفضل فيلم وحظي بطله وبطلته
بجائزة التمثيل وهو انجاز لم يحققه أي فيلم ايراني من قبل في مهرجان غربي.
(والفيلم) دراما تصاعدية تدور حول صراع عائلة علمانية من الطبقة الوسطى مع
عائلة فقيرة متدينة في ملاحقة لاسئلة متعلقة بالعدالة والحقيقة والشرف. انه
فيلم يسلط الضوء على تعقيدات وتناقضات المجتمع الايراني المعاصر".
ونقل البيان عن المدير الدولي لمجلة فارايتي ألبرتو لوبيز قوله ان
فيلم "انفصال نادر وسيمين" هو "وثيقة مضيئة عن اجتياز العوائق والانحياز
لقوة السينما. لقد قدم لنا فرهادي قصة كونية سيتسنى لها أن تبقى ماثلة في
الذاكرة".
وتتضمن الدورة الخامسة للمهرجان أنشطة وأقساما يعرض فيها 179 فيلما
روائيا وتسجيليا من 42 دولة اضافة الى ست مسابقات مختلفة للافلام الطويلة
والقصيرة. ويختتم المهرجان مساء الجمعة القادم.
ميدل إيست أنلاين في
16/10/2011 |