بينما تتدفق على النقاد والصحافيين عشرات من الأفلام التي من الصعب
عدم تلبية ندائها، يأتي عرض فيلم مصري ضمن فعاليات المهرجان حتى ولو كان
حدثا هامشيا، إلا أنه، ولا شك، يثير شهيتنا لمشاهدته.. لم أستطع أن أنتظر
حتى الخميس المقبل ليعرض الفيلم على شاطئ الريفييرا ضمن عروض «البلاج» التي
يقدمها المهرجان في الهواء الطلق.. وحرصت على أن أشاهد «صرخة نملة» قبل
أيام قليلة من افتتاح مهرجان «كان»، هذا الفيلم الذي تم ترشيحه معبرا عن
السينما المصرية بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني).. إدارة مهرجان «كان» لم
تختر الفيلم المصري الأفضل، ولكنها بالتأكيد كانت تريد فيلما معبرا عن
الثورة، ولم يكن متاحا أمامها سوى ثلاثة أفلام؛ «الفاجومي» الذي يتناول
حياة الشاعر أحمد فؤاد نجم، إخراج عصام الشماع، و«كف القمر» إخراج خالد
يوسف، و«صرخة نملة» إخراج سامح عبد العزيز.
الفيلمان الأول والثاني لم يسعفهما الوقت المتبقي على مهرجان «كان»
للحاق بموعد المهرجان، ولهذا أصبح الفيلم المتاح من الناحية الفعلية للعرض
هو الثالث. جيل جاكوب، رئيس المهرجان الذي صرح قبل بداية المهرجان بتكريم
مصر كضيف شرف للمهرجان، لم ينس أن يشير إلى أن الاختيار ليس مرتبطا فقط
بالثورة المصرية، ولكن لأن مصر لها تاريخ حافل أيضا مع المهرجان منذ
بدايته، وذكر اسمي المخرجين الراحلين صلاح أبو سيف ويوسف شاهين.
هل كان الفيلم الروائي الطويل «صرخة نملة» لائقا للتعبير عن السينما
والثورة المصرية؟! إجابتي هي: لا.. الفيلم كما هو معروف تمت كتابته قبل
الثورة وصورت أكثر من 90 في المائة من مشاهده قبل 25 يناير، ووافقت الدولة
على السيناريو في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وكان اسمه في البداية «الحقنا
يا ريس»، تستطيع أن تدرك من العنوان الأول للفيلم أنه كان ينتقد الفساد في
مصر، لكنه يستجير بالرئيس لإنقاذ البلد مثل عدد كبير من الأفلام كان يقدم
حاملا هذه الرؤية، أذكر منها «جواز بقرار جمهوري»، و«عايز حقي»، و«كراكون
في الشارع»، و«طباخ الرئيس» وغيرها.. بعد الثورة أصبح عنوان الفيلم «صرخة
نملة»، والمقصود بالنملة هو المواطن المصري الذي عليه أن يفعل مثل النمل،
وإذا كان المثل الشعبي يطلب من الإنسان البسيط أن يمشي بجوار الحائط، فإن
الفيلم يطالبه بأن يحفر في الحائط ثقبا مثل النمل حتى يعيش في أمان.. بطل
الفيلم (عمرو عبد الجليل) الذي أدى دور مواطن مصري محبط يلتقط بقايا رزقه
مما يتركه الآخرون له.
بطل الفيلم شاب ذهب إلى العراق وعاد خالي الوفاض، وذلك بسبب الحرب على
العراق، ولكن قبل أن يعود كان كل من يعرفه يؤكد جازما أنه قد مات، وقد تقبل
أهله العزاء فيه، وبعد العودة وسط دهشة الجميع يبحث عن العيش الكريم في
بلده فيكتشف، ونكتشف معه، كم الفساد الذي نعيش فيه، فيبدأ في فضح الكثير
منه حتى لو شارك هو في بعضه من أجل أن يجد قوت يومه، لأن السيناريو الذي
كتبه طارق عبد الجليل حرص على أن يقدم البطل شخصية درامية تحمل من الضعف
أكثر مما تحمل من القوة؛ زوجته (رانيا يوسف) تسافر إلى لبنان وتبيع شرفها،
وشقيقتها أيضا تتزوج الأثرياء العرب لمدد وجيزة ثم تحصل على الثمن، وهناك
عصابة تتخصص في إنجاز تلك الصفقات المشبوهة، وهذا الموقف يذكرنا بفيلم «لحم
رخيص» الذي ناقش هذه القضية قبل نحو 15 عاما.. الفيلم تركيبته تجارية، صحيح
أنه يقدم الفساد ويتناول عجز الدولة عن الحسم والمواجهة، بل وتواطؤها، إلا
أنه في نهاية الأمر يظل بناؤه تجاريا يرتكن إلى قسط وافر من «الإفيهات»
التي تشعر أن العدد الأكبر منها تأليف بطل الفيلم (عمرو عبد الجليل).
كان الفيلم طبقا للسيناريو الذي تم تصويره قبل الثورة ينتهي والبطل
يحاول أن يصل بشكواه إلى الرئيس، ولكن بعد الثورة أصبح الأمر مختلفا حيث
يذهب البطل إلى ميدان التحرير ونرى المتظاهرين يطالبون بسقوط النظام وتنحي
الرئيس، ونسمع صوت الشاعر هشام الجخ يمتزج مع تيترات النهاية حيث صار لقب
«الجخ» هو شاعر الثورة.. كل هذا من أجل أن يصدر للجمهور الإحساس بأنه أول
فيلم روائي طويل يعرض عن الثورة!! سوف يصطدم هذا الفيلم بشيء خارج عن
إرادته عند عرضه في مصر وهو أن الناس لن تقبل أي عمل فني ينتقد الفساد لو
لم يكن يشير بوضوح إلى أن رأس الدولة والعائلة الصغيرة والدائرة القريبة من
صناعة القرار في مصر كانوا هم أساس هذا الفساد، بينما البناء الفكري
والدرامي الأصلي للسيناريو لم يزد هدفه على أن يبعث رسالة إلى الرئيس بأن
يرفع الظلم عن الناس، وهذا بالمناسبة يرضي كل رؤساء العالم الثالث لأنه
يؤكد لهم أن كل شيء يبدأ وينتهي إليهم.. كان طموح البطل في بعض المواقف
الدرامية لا يتجاوز طلب أن يسمح له بمظاهرة صامتة.
أشعر أن الفيلم، سياسيا، لن يرضي طموح المشاهد المصري والعربي، لأن
المخرج قرر أن يقحم ثورة يناير في الأحداث.. الجرأة التي توافق عليها
الدولة قبل 25 يناير هي أن تنتقد كل الأوضاع ولكنك في النهاية تستجير برئيس
الجمهورية وتعود إليه لكي ينقذك.. السيناريو يتهم الرجل الكبير في النظام
بالغفلة وعدم إدراك آلام الشعب، ربما كان السيناريو بحالته الأولى قبل
الثورة أجرأ مما تحتمل الدولة.. والسيناريو طبقا لقانون المصنفات الفنية
المعمول به حتى الآن في مصر لا يمنح المخرج مشروعية عرض الفيلم، حتى ولو
التزم بالسيناريو المتفق عليه والمصرح به إلا بعد مشاهدته بعد التصوير،
وهذا يعني أن الدولة كانت عن طريق مقص الرقيب تملك أن تحذف الكثير، إلا أن
في الوقت نفسه كل ما قدمه الفيلم في أغلب أحداثه لم يكن سوى ترديد لما سبقه
من أفلام دائما ما تستجير في نهاية الأمر برئيس الجمهورية لإنقاذها من
الحاشية الفاسدة التي تصنع دائرة حول الرئيس تحجب عنه الحقيقة.. كل ذلك
وغيره كان من الممكن أن يحقق حالة من الرضا والتنفيس لدى الجمهور قبل
الثورة، ولكن الآن فإن الناس تشاهد الفيلم وبداخلها غضب مسبق وإحساس قوي
بأن مبارك وابنيه وزوجته هم السر وراء ما عاناه الوطن طوال 30 عاما من
الفساد.
الإدانة الشعبية لا توجه فقط إلى الحاشية الفاسدة، ولكن مبارك الأب
كان هو شيخ الفاسدين، هذه هي المشكلة التي تواجه المخرج، فهو يصطدم أولا
بجمهور سوف يرفض أن يرى فيلما أقل في انتقاده مما رآه على أرض الواقع في ظل
المكاشفة التي تنتهجها وسائل الإعلام في الكشف عن أرصدة الرئيس والعائلة..
تلك هي المشكلة وهذا هو المأزق الذي سوف يعيشه الفيلم في علاقته بالجمهور..
ويبقى المأزق الآخر الأكثر وطأة؛ وهو الرؤية الإخراجية التي لجأ إليها
المخرج لم تقدم خيالا سينمائيا بقدر ما كانت تحكي فقط ما تقدمه الصورة
السينمائية.. لجأ الكاتب طارق عبد الجليل إلى أسلوب «الفلاش باك» كثيرا،
فكلما أراد أن يحكي عن جذور الشخصية لم يجد أمامه سوى هذا الحل الدرامي مما
يؤدي إلى تداخل زمني في تلقي الجمهور للعمل الفني.. كان المخرج يحرص على «الإفيه»
الكوميدي، وأن يقدم رقصة وغنوة ونكتة من أجل تأكيد الحالة التجارية التي
يقوم عليها بناء الفيلم، وكان كثيرا ما يضحي بالإيقاع العام من أجل تقديم «الإفيه»
للجمهور. ولا أتصور أن كل هذا من الممكن أن يجعلنا بصدد فيلم يعبر عن ثورة
25 يناير وهو لا يملك أيضا قوة تعبيرية.
الكاتب طارق عبد الجليل سبق وأن شاهدت له أفلاما قبل خمسة أعوام مثل
فيلم «عايز حقي»، كان محملا بجرأة فكرية لم يصل إليها «صرخة نملة»، بل إنه
كان يحرص هذه المرة على تكرار تشبيه النملة بالمواطن المصري أكثر مما ينبغي
وأكثر حتى مما هو مطلوب، فهل من الممكن أن يثور النمل ويعلن تمرده على ضعفه
وهوانه الذي تسبب بخنوعه الدائم إلى استسلامه لمصيره؟ أما المخرج سامح عبد
العزيز، الذي شاهدت له الكثير من أفلامه مثل «الفرح» و«كباريه».. كانت تلك
الأفلام تستند إلى حالة إبداعية على مستوى الرؤية البصرية التي افتقدتها
تماما في هذا الفيلم. الممثلون: سنجد أن عمرو عبد الجليل الذي رأيناه
منطلقا في أفلام مثل «حين ميسرة» و«دكان شحاتة» و«كلمني شكرا» لا يزال يمسك
بنفس المفردات في «صرخة نملة» لأنها حققت له قدرا لا ينكر من التواصل مع
الناس ويحاول استثمارها في إضافة الكثير من جمل الحوار للسيناريو التي
تثقل، ولا شك، الأحداث.
هل مهرجان «كان» اختار الفيلم الروائي القادر على التعبير عن السينما
المصرية وثورتها؟! إجابتي أنه لم ينجح في الاختيار، وبالطبع فإنه أمام هذا
القسط الوافر من الأفلام التي تنهال على الجمهور في «كان» لا أتصور أن عرض
فيلم «صرخة نملة» في قسم «البلاج» من الممكن أن يسرق الأضواء ويحفز المشاهد
المتخم بالعروض الأخرى أن يترك الصالات المكتظة بالأفلام الإبداعية ويذهب
إلى الشاطئ بحثا عن صرخات النمل.
الشرق الأوسط في
13/05/2011
افتتاح مهرجان «كان» بفيلم لوودي آلان وحضور نجوم هوليوود
السياسة حاضرة بشدة في عروضه
لندن: «الشرق الأوسط»
في احتفال ضم نخبة من نجوم السينما في العالم افتتح المخرج العالمي
برناردو برتولوتشي، الحائز على أول «سعفة شرف» لمهرجان «كان» أول من أمس
(الأربعاء)، الدورة الرابعة والستين للمهرجان أثناء حفل تقليدي قبل عرض
فيلم وودي آلان «ميدنايت إن باريس» (منتصف الليل في باريس).
وقال المخرج السينمائي الإيطالي (71 عاما) وهو على كرسي نقال من على
خشبة مسرح قصر المهرجانات باللغتين الإيطالية والفرنسية «أعلن افتتاح
مهرجان (كان)». وقبل دقائق بدأ برتولوتشي متأثرا لحصوله على سعفة الشرف
الذهبية تكريما لكل أعماله. وقال: «أهدي هذه الجائزة إلى جميع الإيطاليين
الذين ما زالوا يملكون القوة والطاقة للنضال والانتقاد والسخط».
وبعد عرض فيلم «ميدنايت إن باريس» عرض فيلم للمخرجة الاسكوتلندية ليني
رامساي، ويدور حول أم تفقد ابنها في حادث إطلاق نار بمدرسة. وبهذا العرض
بدأت المسابقة الرسمية للمهرجان وسباق الحصول على جائزة السعفة الذهبية.
وحسب تقرير مطول لوكالة «د.ب.أ» حول المهرجان فإن قصص الأفلام التي
تنافس في النسخة 64 للمهرجان تتضمن: قصة مغني روك يطارد حارسا نازيا عذب
والده، واحتفالات زفاف في الوقت الذي يوشك فيه العالم على الفناء، وجراحة
تجميلية لزراعة جلد بشري جديد، بالإضافة لفيلم ثلاثي الأبعاد حول الساموراي.
كما تعرض بعض الأفلام الخفيفة خلال المهرجان، وبينها «هيبيموس بابام»
وهي كلمات لاتينية بالعربية «أصبح لنا بابا» للمخرج الإيطالي ناني موريتي
الذي يحكي قصة بين بابا للفاتيكان منتخب حديثا وطبيبه المعالج.
ومن النجوم الذين سيحضرون هذا العام هناك الثنائي براد بيت وأنجلينا
جولي وشون بين وريان جوسلينج وكاري مولجان وجوني ديب، كما أضاف ظهور نجمي
السينما العالمية روبرت دي نيرو وجود لو إلى أجواء الإثارة على شواطئ
الريفييرا الفرنسية.
ويتباهى المهرجان العريق وهو أكبر عرس للسينما العالمية باجتذابه لعدد
كبير من نجوم السينما العالمية ومخرجين مبدعين مرموقين ومشاركة وجوه جديدة
مما يشعل حماس أربعة آلاف صحافي يغطون أحداث المهرجان في منتجع الريفييرا
الفرنسي الساحر.
ورست اليخوت الفاخرة في الميناء المحيط بالمجمع الذي يقام فيه
المهرجان الذي تختتم أعماله يوم 22 مايو (أيار) وامتلأت فنادق الخمسة نجوم
عن آخرها بمشاهير النجوم والأثرياء ويأمل منظمو المهرجان أن تغطي مكاسب
دورة هذا العام نفقاتها.
وقال تييري فريمو، رئيس المهرجان لـ«رويترز»: «المثير هذا العام هو
هذا الصدام بين المواهب المعروفة والاكتشافات الشابة وهذه ربما هي روح مهمة
(كان)».
ويطلق فيلمان جديدان في «كان» هما الجزء الثاني من فيلم «كونج فو
باندا» بمشاركة جولي، والجزء الرابع من سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي وهو
«قراصنة الكاريبي.. في بحار غريبة» بحضور ديب وكروز.
وعادت استوديوهات السينما للعمل بقوة بعدما تجنبت المشاركة في مهرجان
«كان» المكلف في العامين الماضيين بسبب الأزمة المالية العالمية.
ويرأس دي نيرو لجنة تحكيم مهرجان «كان» لهذا العام وتشمل اللجنة كلا
من النجمة الأميركية أوما ثورمان ولو. ولزيادة قوة جذب المهرجان هذا العام
تحضره مغنية البوب ليدي جاجا التي تشتهر بملابسها الغريبة.
ويشارك فنانون أوروبيون مشهورون في المهرجان أيضا مثل المخرج الإسباني
بيدرو ألمودوفار والمخرج الإيطالي ناني موريتي والأخوين داردين والمخرج
الفنلندي أكي كاوريسماكي والمخرج الدنماركي لارس فون ترير ويتنافسون جميعا
على جائزة السعفة الذهبية المرموقة التي يقدمها المهرجان لأفضل فيلم.
ويشارك في مهرجان هذا العام أيضا المخرج الأميركي المرموق تيرينس
ماليك الذي عاد إلى الأضواء بفيلمه «شجرة الحياة» الذي يعرض في المهرجان،
وهو فيلمه الخامس فقط منذ بداية عمله في الإخراج.
والفيلم بطولة بيت وبين وتدور أحداثه العائلية في منطقة الغرب الأوسط
بالولايات المتحدة في الخمسينات.
ولن تخلو دورة هذا العام من السياسة، حيث يعرض فيلم «لا كونكويت» الذي
تدور أحداثه حول انتخاب الرئيس الفرنسي ساركوزي للرئاسة عام 2007 وانتهاء
زواجه الأول من سيسيليا.
وعلى جانب آخر مثير للجدل فقد أثار اختيار عرض فيلم وثائقي عن مقتل
الأميرة ديانا الكثير من التعليقات والاستهجان بسبب عدم «حساسيته» وضمه
مشاهد قاسية للأميرة الراحلة لحظة وفاتها.
والفيلم بعنوان «قتل غير مشروع» من إخراج الممثل البريطاني كيث آلان،
والمدعوم من رجل الأعمال محمد الفايد، والد عماد (دودي) الذي قتل مع ديانا
ومن المقرر أن يعرض يوم الجمعة المقبل.
وسعى متحدث باسم مساندي الفيلم إلى التهوين من شأن عرض الصورة المثيرة
للجدل بعد أن أبدت صديقة للأميرة ديانا مطلقة الأمير تشارلز ولي العهد
البريطاني غضبها من الفيلم.
وقال المتحدث في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ«رويترز»: «الصورة نشرت
بالكامل من قبل في الكثير من أرجاء العالم».
وأضاف: «حصلنا على الصورة من مجلة إيطالية نشرتها بالفعل بالكامل. كما
أنها متاحة على نطاق واسع على الإنترنت. فقط في بريطانيا اختارت الصحف حجب
وجهها. فيلمنا لم يعرض في بريطانيا ولقطات الدعاية التجارية للفيلم لا
تشاهد داخل بريطانيا إلا على الموقع الرسمي للفيلم. لذلك نحن لا ننشر شيئا
لم يشاهده باقي العالم من قبل».
لكن رد فعل أصدقاء الأميرة جاء غاضبا، فقالت روزا مونكتون التي قضت
عطلة مع ديانا قبل أسابيع من وفاتها «إذا كان ذلك حقيقيا فهو أمر مقزز».
وقالت لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «حقيقة أن الناس تحاول كسب المال من
وفاتها، وهو كل ما يفعلونه الآن، هذا بصراحة.. الكلمات لا تسعفني».
وأفاد بيان لصناع الفيلم بأن الفيلم يهدف إلى إثبات أن التحقيق الذي
أجري عامي 2007 و2008 في مقتل ديانا كان مجرد تستر من جانب «المؤسسة» و«قوى
الظلام».
وظل الفايد يردد طويلا أن ابنه والأميرة قتلا بناء على أوامر من
الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث. ويعتقد الفايد أن الأسرة المالكة لم تكن
تتحمل فكرة أن تتزوج ديانا من مسلم. وخلصت تحقيقات موسعة أجرتها الشرطة
الفرنسية والبريطانية إلى أن الوفاة نتجت عن حادث مؤسف تسببت فيه سرعة
السائق الذي ثبت أنه كان مخمورا. ورفض الجهازان نظرية المؤامرة التي يرددها
الفايد.
وقال آلان مخرج الفيلم في بيان «عرض هذا الفيلم في (كان) أمام وسائل
الإعلام العالمية سيكون مبهجا ومرعبا في آن واحد بالنسبة لي». وقال إنه
اضطر «للتخفي» لإعداد الفيلم ووصف التجربة بأنها مرعبة. وأضاف: «الأمر لا
يتعلق بمؤامرة قبل الحادث، بل عن تستر مثبت بعد الحادث». وتابع: «الفيلم
قصير. تحقيق بشأن التحقيق». وقال متحدث باسم الفايد لـ«ديلي ميل»: «لم يكن
يعلم بوجود أي صورة لأي من الذين كانوا يستقلون السيارة في هذا الفيلم. لقد
روعه ذلك وسيتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان ألا تظهر في الفيلم».
الشرق الأوسط في
13/05/2011
حضرت وغاب مبدعوها
أفلام يكرّمها "كان".. وأصحابها في إقامة جبرية في إيران
كان (جنوب فرنسا) - سعد المسعودي
لم تفلح دبلوماسية مهرجان كان في فكّ الحصار عن مشاركة أفلام
السينمائيين الإيرانيين القابعين تحت الإقامة الجبرية في طهران، ولكنها
نجحت في تهريب فيلمين لهما الأول للمخرج المعارض جعفر بناهي ويحمل عنوان
"ليس هذا فيلماً" ويتحدث الفيلم عن مذكرات بناهي في السجن ومشاركته في
التظاهرات المناهضة لحكومة أحمدي نجاد.
الهرب من إيران
والثاني للمخرج محمد رسولوف ويحمل عنوان "وداعاً"، ويتحدث عن محام شاب
يبحث عن فرصة الحصول على فيزا للسفر خارج إيران ولكنه يواجه العديد من
المصاعب التي تدعوه إلى التفكير بالهرب من إيران عبر رحلة مثيرة مليئة
بالمفاجآت.
وسيتم عرضهما في مسابقة "نظرة خاصة"، وستمنح جمعية مخرجي الأفلام
المخرج جعفر بناهي جائزة "العربة الذهبية" التي تمنح سنوياً على هامش
فعاليات مهرجان كان السينمائي لأحد الشخصيات المرموقة في عالم صناعة
السينما، وفاز بها سابقاً الأمريكي كلينت أيستوود والإيطالي ناني موريتي
والفرنسية آنيس فاردا في السنة الماضية.
كرسي فارغ يرمز لـ"بناهي" طوال المهرجان
وتعهّد أعضاء الجمعية العالمية للسينما بمحاربة الصمت المفروض على
جعفر بناهي والنضال من أجل حرية التعبير، لأن أي سينمائي أو مؤلف لا يمكنه
أن يبقى مكتوف اليدين أمام القرارات الإيرانية الجائرة بحق المبدعين.
وكان المهرجان قد دعا بناهي في الدورة الماضية ليكون عضواً في لجنة
التحكيم الدولية، إلا أن السلطات الإيرنية أدخلته السجن ولم يتمكن من
مغادرة بلاده وهو الآن تحت الإقامة الجبرية في منزله في طهران بانتظار أن
تبت المحكمة بطلب الاستئناف الذي تقدم به. وإلى جانب منحه هذه الجائزة فإن
المهرجان سيعيد عرض "تسلل" الذي صوره بناهي سنة 2005.
طاولة مستديرة تناقش إطلاق الحريات في إيران
وتنظم طاولة مستديرة يشارك فيها سينمائيون ونقاد من جميع أنحاء العالم
حول"صناعة الأفلام في ظل نظام ديكتاتوري". كما سيبقى كرسي فارغ يرمز إلى
غياب بناهي طوال فترة انعقاد المهرجان كما حصل في السنة الماضية.
ويقول تيري فورمو نائب رئيس المهرجان: "قبلنا هذين الفيلمين
لجماليتهما أولاً ولأنهما يحكيان قصصاً عن الديكتاتورية في إيران، نحن نعمل
في هذا المهرجان إلى تبني الأفلام الباحثة عن الحرية ونعرف تماماً ما يحصل
من خرق وقمع للحريات التي تواجه السينمائيين الإيرانيين".
وقد عرض مهرجان كان السينمائي عبر تاريخه الكثير من الأعمال
السينمائية الإيرانية المهمة استطاعت هذه الأفلام أن تعرف بجماليات السينما
الإيرانية وتفرض وجودها على خارطة المهرجانات الدولية لاسيما بعد فوز
المخرج الإيرانى عباس كياروستامي بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه الرائع
"طعم الكرز"، وهو يروي حكاية شاب إيراني يريد الانتحار ويقوم بجولة تحقق له
التعرف عن قرب على الموزاييك في إيران من أقليات وطوائف دينية وإثنية.
"أسرار القطط الفارسية"
كما ساهم المخرج المبدع محسن مخبلباف وابنته سميرة مخبلباف وعدد آخر
من المخرجين والمهتمين بنشر الفيلم الإيراني، ومنهم بهمن غوبادي الذي قدم
قبل عامين فيلم "أسرار القطط الفارسية"، والذي قدم الحياة الخلفية للمجتمع
الإيراني من خلال تناول حياة فرقة موسيقية تعمل "بروفاتها" الموسيقية في
الخفاء خوفاً من السلطات الإيرانية في ظل الجمهورية الإسلامية.
يُذكر أن اللجنة المنظمة لمهرجان برلين السينمائي الدولي هي الأخرى
قامت في الدورة الماضية، فبراير 2011، بتنظيم تظاهرة خاصة ضمن فعاليات
المهرجان تكريماً لجعفر بناهي الذي كان مقرراً أن يصل إلى برلين، ولكنه منع
من السفر وصدر الحكم بسجنه مدة ست سنوات.
العربية نت في
13/05/2011 |