منذ أعلن مهرجان كانّ السينمائي برنامج الدورة الرابعة والستين التي
انطلقت أول من أمس، يراهن الجميع على دورة كبيرة، لاسيما بالمقارنة مع دورة
العام الماضي التي لم تولّد الكثير من المفاجآت والنقاشات. والرهان مصدره
أوّلاً ذلك الكم الكبير من السينمائيين المعروفين في المسابقة الرسمية،
الآتين من سجل حافل في المهرجان وخارجه. مجرد اسماء هؤلاء تبعث على
الطمأنينة وتؤشر إلى أن نصف أفلام المسابقة على الأقل لن تكون مخيّبة، إذا
ما استمر أمثال بيدرو ألمودوفار وناني موريتي ونوري بيلج جيلان ولارس فون
ترير وآكي كاوريزماكي والأخوين داردن وتيرينس ماليك وباولو سورينتينو على
نهجهم في اجتراح تجارب سينمائية تحمل بصماتهم الفريدة. في اليوم الثاني من
المهرجان، لم يكن البرنامج قد كشف إلا عن القليل جداً. فيلمان عرضا قبل
الإفتتاح وثالث في الصباح التالي، لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تقول
شيئاً واضحاً عن الاختيارات عموماً، ولكنّها تكشف عن نفسها كأعمال تنتمي
إلى مخرجيها. ففيلم الإفتتاح "منتصف الليل في باريس" حمل توقيع المخرج
الأميركي وودي آلن، أحد أكثر السينمائيين الذين احتضنهم المهرجان على مرّ
السنوات، وإن لم يقم بعرض أي من أفلامه الأحد عشر السابقة التي شاركت في
كانّ في المسابقة. من خارج المسابقة ومن قلب باريس مدينة الأضواء، بدا
الشريط فيلماً افتتاحياً بامتياز، بخفّته وسحره وذكائه. فيه، يكمّل آلن
الرحلة التي بدأها قبل نحو ست سنوات معلناً خروجه، أو أخذه استراحة، من
مدينته نيويورك التي احتضنت كل أفلامه السابقة. من نيويورك، توجّه إلى لندن
حيث أنجز أربعة أفلام بين 2005 و2010 ("نقطة المباراة"، "سكوب"، "حلم
كساندرا" و"ستلتقين غريباُ أسمر طويل")، تخللها مرور في إسبانيا حيث صوّر "فيكي
كريستينا برشلونة" (2008) وعودة قصيرة إلى نيويورك حيث أنجز "أياً كان ما
يصلح" (2009). بين تلك الأفلام، حقق "نقطة المباراة" الإجماع النقدي، تلاه
"فيكي كريستينا برشلونة" بردود فعل متفاوتة إنما ميالة إلى الإيجابية.
بخلاف نظرته إلى لندن ومدريد التي أحالها إلى شخصيات فيلمه، بدا ألن في
تجربته الباريسية أكثر ميلاً إلى توريط نفسه في وجهة النظر الشخصية. ربما
بسبب مكانة باريس كجزء اساسي من السينما الفرنسية التي أثّرت في جيله
عموماً لاسيما بموجتها الجديدة، وربّما لأن باريس تقدّم نفسها مدينة مشاع
ملك الجميع وجزءاً من ثقافة كونية واسلوب عيش. بهذه الأفكار، يقبل ألن على
باريس، وبنظرة لا تختلف عن نظرتنا، يمكن أن توضع بسهولة في إطار الكليشيه.
فمن المشهد الإفتتاحي الطويل القائم على توليف مشاهد باريسية لمعالم مألوفة
على وقع موسيقى الجاز، لا ينكر آلن افتتانه بالمدينة ولا يدّعي صلة بها
تتجاوز النظرة التقليدية. إنها باريس السينما التي لم تتغير معالمها على
مرّ العقود، وواجهة المدينة التي لا يذهب آلن أبعد في استكشافها. فشخصياته
أميركية بمعظمها، تترواح نظرتها إلى المدينة بين الرومنسية والتشييء. "غيل"
(أوين ويلسن)، كاتب السيناريوهات الناجح في هوليوود، ينتمي إلى الفئة
الأولى، محاولاً إقناع خطيبته "إينيز" (رايتشل ماكآدامز) بالإنتقال للعيش
في باريس بعد الزواج. أما الأخيرة فتحلم بماليبو ولا ترى في باريس سوى متحف
للفنون والثقافة والمقتنيات الثمينة التي يمكن أن تشحنها إلى جنتها
الأميركية. "غيل" ايضاً لا يرى باريس المعاصرة بل صورة متحوّلة لعصر ذهبي
كان في العشرينات. هذا الإنكار لحاضره، في أميركا وباريس على حدّ سواء،
وتوقه إلى زمن مضى، يولّد مسافة كبرى بينه وبين "إينيز"، المتسلّطة
والإستغلالية. ولكن آلن يدفعنا إلى التفكير في ما تقوله. "ما الشيء العظيم
في مدينة ممطرة؟" تسأل بسخرية رداً على بوح "غيل" بعشقه لمدينة تحت المطر.
وفي مكان آخر، تقنعه بالتخلّي عن حلمه بكتاية رواية والإستمرار في ما يبرع
فيه: كتابة السيناريوهات لأفلام هوليوودية. ولكنّ "غيل" لا ينفك يبحث عن
شيء يلهمه. فإذا بذلك الإلهام يأتيه من خارج الواقع، في منتصف ليل باريسي
حيث تقله سيارة أجرة إلى باريس العشرينات. هناك يجد نفسه في حضرة عمالقة من
أمثال ف. سكوت جيرالد وإيرنست هيمينغواي وبابلو بيكاسو ودالي ولويس بونويل.
ولا يلبث أن يتبادل الآراء حول روايته مع غيرترود ستاين (كاثي بايتس)
ويقدّم فكرة فيلم "سحر البورجوازية الغامض" لبونويل! ولكن الأهم من كل ذلك
لقاءه عشيقة بيكاسو "أدريانا" (ماريون كوتيار) والوقوع في حبّها.
لا يقدّم "منتصف الليل في باريس" أفكاراً كثيرة بل يلعب على فكرة
وحيدة طوال الفيلم هي وهم الحنين، فيما يشيّد من حولها لحظات مبهجة، تستمدّ
جاذبيتها من حضورها ومن سخرية ألن وحبّه، يعملهما بدون حرج أو عناء في
تخيّل شخصيات تعتبر اليوم ايقونية.
الجميلة النائمة
كان "الجميلة النائمة" أول فيلم يعرض في "المسابقة الرسمية"، مسبوقاً
بالكثير من الترقّب والحماسة، لاسيّما بعد انتشار الشريط الترويجي للفيلم
بعيد إعلان مشاركته في كانّ. يفسّر ذلك القاعة الممتلئة عن آخرها على الرغم
من أن العرض الصحافي أقيم قبل الإفتتاح الرسمي للمهرجان. يشكّل الفيلم
التجربة السينمائية الأولى للروائية الأوسترالية جوليا لاي، مقروناً باسم
المخرجة الأوسترالية المعروفة جاين كامبيون، كراعية للفيلم في صيغة "جاين
كامبيون تقدّم". ولعلّ اقتران الفيلم باسم كامبيون اثار المزيد من الترقّب
بسبب من مكانة المخرجة التي انطلقت باكتشاف المهرجان لها في العام 1989 حيث
قدّمت باكورتها الروائية "عزيزتي" (Sweetie)
ومن ثم حازت السعفة الذهب في العام 1993 عن فيلمها "البيانو". لاشكّ في أن
السمعة التي سبقت الفيلم اشتغلت ضدّه، فضلاً عن أن عرضه في المسابقة
الرسمية، الأقرب إلى معبد السينما بين اقسام مهرجان كانّ المختلفة، حدت
بكثيرين إلى توقّعات فاقت طاقة الفيلم ومخرجته. ببطء معقود على توتر وعنف
داخلي وخارجي يؤذن بالانفجار في أية لحظة، تتكشّف حكاية الفيلم عن "لوسي" (إميلي
براونينغ) الطالبة الجامعية التي تجد نفسها موزّعة على أعمال صغيرة-وغريبة-
لكسب عيشها. هكذا تعمل نادلة في مطعم بسيط وموظفة صغيرة متخصصة بتصوير
الأوراق وفرزها في مكتب ما و"فأر تجارب" في مختبر طبي. بينما تقوم بمغامرات
صغيرة في الليل في الحانات، لا نفهم تماماً منطلقها، سوى أنها تؤشر إلى
علاقة "لوسي" المرتبكة (وربما الإنتقامية) بجسدها المثالي وجمالها الجليدي.
تمهّد ذلك التفصيل في بداية الفيلم لمآل الشخصية لاحقاً. فحين تستجيب
لإعلان عمل يطلب فتيات جذابات، تجد نفسها أمام "كلارا" التي تشرح لها أن
طبيعة العمل تقوم على تقديم "خدمات" جنسية من نوع خاص لرجال من نوع خاص.
توافق على العمل بدون تردد كأنها في قرارة ذاتها مقتنعة بأنها خلقت لهذا
العمل. ولكن كلارا تشدّد على أن شروط العمل تحرّم تماماً العلاقة الجنسية
الكاملة. هكذا تبدأ "لوسي"، وقد اصبح اسمها "ساره"، بتلبية نداءات عمل في
قصور فخمة حيث الزبائن من الرجال المسنين، يقيمون الولائم بينما فتيات مثل
طلوسي" يقمن بخدمتهن شبه عاريات. يبحلقن بأجسادهن، يلمسنهن كأنهن فاكهة
محرّمة. ولكن حاجة "لوسي" إلى المال الإضافي بعيد تركها منزلها، تحتّم
عليها طلب عمل إضافي. وذلك بمثابة كلمة السر التي تنقلها إلى مستوى آخر من
الخدمات الخاصة جداً، تلبيها في قصر "كلارا" النائي. وتفترض المهمة أن يتم
تخديرها حيث يمضي الرجال معها ليلة في مخدعها المخملي، يفعلون ما يشاؤون
بها، إلا العلاقة الجنسية الكاملة. هنا، يصبح الفيلم على تماس متناقض مع
خرافة "الجميلة النائمة" التي تروح في نوم عميق على أثر غرز اصبعها بإبرة
المغزل وتنتظر مئة عام قبل أن تستفيق بقبلة أمير. فالجميلة في فيلم لاي
نائمة بتأثير المخدّر، فيما "الأمراء" الذين يلمسون جسدها ليسوا سوى موتى
يمارسون "فانتازيات" الإغتصاب وينتهكون جسدها بشتى صنوف الخيالات الجنسية
المثيرة للغثيان.
المشلكة في شريط لاي أنه لا يذهب أبعد مما نراه ولا يسيطر على المشاهد
تماماً. فالأخير يستعيد ملامح من افلام مثل "عيون مغلقة على اتساعها" من
دون أن يكون لـ"الجميلة النائمة" ذلك التأثير العميق. يمكن أن نشعر
بالتهميش الذي تعانيه "لوسي" والإنتهاك الممارس على جسدها ووجودها على أكثر
من صعيد. ولكن لا شيء أكثر من ذلك، بما يجعل الفيلم أقرب إلى استعراض تقني
منه إلى تجربة غامرة ومؤرقة.
"يجب أن نتحدّث عن كيفن"
لم يكن هذا العمل المتقن والعميق مفاجئاً بالنسبة إلى من عرف مخرجته
لين رامساي سابقاً. فالمخرجة الإسكوتلندية الشابة خطت خطواتها السينمائية
الأولى في كانّ عندما فاز فيلم تخرّجها القصير "ميتات صغيرة" بجائزة لجنة
التحكيم الخاصة في دورة العام 1996. كذلك ابلى فيلمها القصير الثالث "رجل
الغاز" في دورة 1998. ثم عادت إلى المهرجان في العام التالي بباكورتها
الروائية الطويلة "مصيدة الجرذان" التي كرّستها واحداً من الأصوات
السينمائية الجديدة الواعدة، بينما نال فيلمها الثاني "مورفرن كالار" جائزة
الشباب في كانّ 2002 . في جديدها، "يجب أن نتحدّث عن كيفن"، اقتبست رواية
ليونيل شريفر التي تتناول حكاية عائلة تواجه مصائر ماسوية بسبب من العلاقة
المرتبكة بين الأم "إيفا" (تيلدا سوينتن) والإبن "كيفن" (إزرا ميللر)
وبينهما الأب السلبي والمستكين "فرانكلن" (جون سي رايلي). تبدأ أحداث
الفيلم من الحاضر حيث "إيفا" االوحيدة ولمحطّمة تحاول إعادة تركيب شريط
حياتها لتفهم ماذا حصل. بينما تحاول أن تحصل على وظيفة في وكالة سفريات وسط
إنكار أهالي البلدة ونظراتهم الحادة وردود فعلهم العنيفة، يعود الماضي
إليها في شكل مشاهد متقطّعة، ووفق خط زمني متداخل وغير مستقيم. اللون
الأحمر المتكرّر يؤشر إلى النهاية المفجعة التي لن تتكشّف قبل اكتمال قطع "البازل".
والتركيب هنا وظيفته ليس سرد الأحداث فقط، بل استعادة حياة كاملة منذ وقعت
في حبّ زوجها وقرّرت إنجاب طفل. إلا أن هذا الحدث سيترك لديها أثراً
سلبياً، يترافق مع طباع طفلها الصعبة وبكائه المستمر. يكبر "كيفن" ليصير
ولداً عنيداً إنما شديد الذكاء. يعارض والدته في كل شيء ويعبّر لها عن كرهه
لها واحتقارها في كل ردة فعل. من جهتها، تتعامل معه "إيفا" بمزيج من الخوف
والكره. يكبر الولد ليصير مراهقاً، يحاول جذب انتباه أمّه تحديداً بطرق
تزداد خطراً مع تقدّمه في السن. فمن معاندتها وهو طفل ورفضه قضاء حاجته في
الحمّام، يصل به الحد لاحقاً إلى قتل أرنب اخته الطفلة ومن ثم التسبب بأذية
الأخيرة. أما والده، فيعيش حالة من الإنكار الساذج، معتبراً أفعال ابنه
مجرد طيش أولاد، رافضاً أن يواجه واقع الحال. يأتي كل ذلك في إطار من
التأمل والرصد غير المفتعل، وبدون إطلاق أحكام على الشخصيات تقصيها بين خير
وشرّ. الجرأة التي يوظّفها الفيلم كامنة في رصده حالات مسلم بها مثل الحب
بين الأهل والأولاد الذي لا يمكن أن يكون محل نقاش أو سؤال. ولكننا نرى
"إيفا" هنا تسأل نفسها إن كانت تحب ابنها بالفعل. بينما نسأل أنفسنا إن كان
الاب الطيب بطبيعته المسالمة السبب الذي أوصل الأمور إلى نهاياتها المرعبة
بمنعه "الحديث عن كيفن" من أن يتمّ. أما "كيفن" فنموذج للطفل الذكي الذي
يشعر بعاطفة أمه السلبية تجاهه، فيقرر أن يبادلها إياها مسقطاً الأقنعة
بينه وبينها. فيلم قاسٍ وشديد الإتقان، تحرّكه الشخصيات بامتياز، بأداء
مذهل لسوينتن التي تحتل كل مشهد في الفيلم والممثل الشاب ميللرالذي استطاع
أن يجسّد الطاقة المعتملة في داخلها بدون حوار كثير وبالطبع رايلي المقتضب
كعادته والمتقشّف في أدائه.
على الرغم من أن المهرجان مازال في يومه الأول، إلا أن الشعور الذي
خلّفه "يجب أن نتحدّث عن كيفن" هو قدرته على المنافسة بين أفلام الكبار
التي سيكشف النقاب عنها تباعاً خلال الأيام المقبلة.
المستقبل اللبنانية في
13/05/2011
افتتاح كوميدي رومانسي للدورة الرابعة والستين
من مهرجان "كان"
جاذبية كارلا ساركوزي أضاءت "منتصف الليل في باريس"
افتتح فيلم رومانسي كوميدي للمخرج الأميركي وودي آلن, والذي تدور
أحداثه حول زوجين أميركيين تتغير حياتهما خلال زيارة لباريس, فعاليات
مهرجان "كان" السينمائي الدولي.
فيلم آلن "ميدنايت إن باريس" "منتصف الليل في باريس" عرض خارج
المسابقة الرسمية ولا يتنافس في المسابقة التي تضم 20 فيلما على أبرز جوائز
المهرجان "السعفة الذهبية".
وبعد سلسلة من الأفلام التي تدور أحداثها في نيويورك, حول آلن (75
عاما) تركيزه بصورة أكبر مؤخرا على المدن الأوروبية الكبرى مثل لندن
(بريطانيا) وبرشلونة (اسبانيا) ويحتفي حاليا بباريس.
يعتزم آلن بدء تصوير فيلم جديد في روما (ايطاليا) بعد فترة وجيزة.
وقال آلن في مؤتمر صحافي في إطلاق العرض الأول لفيلم "ميدنايت إن
باريس": "أردت أن أظهر المدينة "باريس" بصورة عاطفية... رغبت فقط في أن
تبدو باريس جميلة للغاية".
ومن بين أفلام آلن الاثنين والأربعين, عرض له 10 أفلام في مهرجان
"كان" السينمائي الدولي, أبرز مهرجانات السينما العالمية, كما أن أفلام
"كان "يفتتح بها بصورة منتظمة.
من جهة ثانية, كشف آلن عن أنه تمكن من إقناع كارلا ساركوزي قرينة
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمشاركة في فيلمه "منتصف الليل في باريس"
خلال تناوله الإفطار بقصر الإليزيه بدعوة من ساركوزي.
وقال عقب عرض الفيلم في افتتاح مهرجان "كان" السينمائي الدولي, إنه
عندما أطلت كارلا عليهما بجمالها وجاذبيتها في غرفة الطعام خطرت له فكرة
مشاركتها في فيلمه الجديد.
وأضاف أنه شعر بسعادة بالغة عندما وافقت على عرضه, مؤكدا أن دور كارلا
في الفيلم كان مؤثرا رغم صغر مساحته على الشاشة.
يشار إلى أن كارلا جسدت في الفيلم دور مرشدة في متحف فرنسي, ولا تعتبر
كارلا غريبة عن الفن فهي مغنية وعارضة أزياء معتزلة.
وكانت كارلا قد وضعت شرطا قبل زواجها من الرئيس ساركوزي وهو أن يسمح
لها بالغناء, ووافق ساركوزي الذي يعد من المعجبين بصوت زوجته.
السياسة الكويتية في
13/05/2011
غابت كارلا بروني وميلاني لوران افتتحت دورته
الرابعة والستين
"كان" بين استقبال النجوم ... والخوف من "القاعدة"
افتتحت الممثلة الفرنسية ميلاني لوران الدورة الرابعة والستين
لمهرجان "كان" للفيلم الذي انطلق مع عرض فيلم وودي آلن الآخير "منتصف الليل
في باريس" للمرة الاولى عالميا وتمثل فيه كارلا بروني ساركوزي.
ميلاني لوران عادت الى "كان" كمقدمة لحفلي الافتتاح والختام بعد سنتين
على مشاركتها في فيلم "انغلوريوس باستاردز" لكوينتن تارانتينو.
السيدة الفرنسية الاولى التي كان ينتظر حضورها حتى اللحظة الاخيرة لم
تأت لتكون الى جانب ممثلي الفيلم الذي يعرض خارج اطار المسابقة الرسمية. مع
سريان شائعات كثيرة عن انها حامل.
وقالت زوجة الرئيس نيكولا ساركوزي في مقابلة اوردها موقع "ار تي ال.فر":
"كنت احلم بذلك الا اني آسفة لا يمكنني ان افعل ذلك لاسباب شخصية ولاسباب
مهنية ايضا لسوء الحظ"بحسب فرانس برس.
وقبل الافتتاح عقدت لجنة التحكيم برئاسة الممثل الاميركي روبرت دي
نيرو مؤتمرا صحافيا. وضم الاعضاء المخرج الفرنسي اوليفييه اساياس والممثلة
الاميركية اوما ثورمان, والممثل البريطاني جود لو والكاتبة لين اولمان ابنة
المخرج السويدي الراحل انغمار برغمان والممثلة ليف اولمان.
وسيعرض اكثر من 80 فيلما روائيا خلال ايام المهرجان ال11 في مختلف
فئات البرنامج بينها 56 فيلما من الافلام الرسمية, 20 منها تشارك في
المسابقة الرسمية للفوز بجائزة السعفة الذهبية التي تمنح مساء 22 مايو.
ويأتي النجوم باعداد كبيرة الى المهرجان هذه السنة التي يشهد تكريما
للممثل الفرنسي جان بول بلمندو فيما تمنح سعفة ذهبية فخرية الى المخرج
الايطالي برناردو برتولوتشي.
ويخصص المهرجان هذه السنة ايضا حيزا مميزا للمخرجين الايرانيين جعفر
بناهي ومحمد رسولوف المحكوم عليهما بالسجن ست سنوات في ايران.
وقد تمكن المخرجان من انجاز فيلمين "في ظروف شبه سرية" وارسالهما الى
مهرجان كان بطرق "التفافية". وسيعرض فيلم بناهي "هذا ليس فيلما" في عرض خاص
فيما يعرض فيلم محمد رسولوف وهو بعنوان "الى اللقاء "في اطار فاعلية "نظرة
ما".
ويعتبر الطقس من الامور التي لا يمكن توقعها خلال مهرجان "كان".
يضاف الى ذلك ان مقتل اسامة بن لادن زاد على ما تفيد الاستخبارات
الفرنسية من التهديدات الارهابية على فرنسا وهو امر كان بغنى عنه المهرجان.
وتفيد ادارة الشرطة الوطنية ان "حدثا دوليا بهذا الحجم مع هذا العدد
من الشخصيات بينهم الكثير من الاميركيين يشكل بحد ذاته, احتمال خطر فعلي".
وسيقدم 54 فيلما في عروض رسمية من بينهم 20 فيلما تتنافس على السعفة
الذهبية. وقد اعد تييري فريمو بذلك برنامجا يحتفي باسماء بارزة في السينما
امثال بيدرو المودوفار وناني موريتي والاميركي تيرينس ماليك والدنماركي
لارس فون ترير والشقيقين داردين ويتضمن خمسة افلام اولى لمخرجيها بينها
اثنان في المسابقة الرسمية هما "سليبينغ بيوتي" من اخراج جوليا لي
(استراليا) و"مايكل" للمخرج ماركوس شلينزر (النمسا).
وسيكون مدير المهرجان جيل جاكوب كل مساء عند اقدام السلم لاستقبال
النجوم.
وقال المندوب العام للمهرجان تييري فريمو: ان برنامج العام 2011 يتمتع
"بتنوع واسع على صعيد الجغرافيا والاجيال والاسلوب".
والمهرجان الذي لطالما كان مرآة لما يدور في العالم سيكون له لفتة
تجاه الثورات في تونس ومصر التي ستكون اول بلد يحل "ضيف شرف" على المهرجان
في اطار برنامج خاص في 18 مايو.
وسيكرم المهرجان ايضا تاريخ السينما مع عرض فيلم "رحلة الى القمر"
(1902) لجورج ميليس بنسخته الملونة التي اعتبرت مفقودة لفترة طويلة والنسخ
المرممة لتحف سنمائية لستانلي كوبريك وروبرتو روسيلليني.
أعمار وجنسيات ونجاحات في لجنة التحكيم
تضم لجنة تحكيم الدورة الرابعة والستين لمهرجان كان للفيلم بين
اعضائها هذه السنة جود لو واوما ثورمان واوليفييه اساياس فيما يترأسها
الممثل الاميركي روبرت دي نيرو.
وفي ما يأتي تشكيلة لجنة التحكيم بالكامل:
- روبرت دي نيرو (67 عاما): ارتبط اسمه بعدة تحف سينمائية اميركية في
العقود الاخيرة من "ذا دير هانتر" لمايكل تشيمينو (1978) و"هيت" لمايكل مان
(1995) مرورا ب "العراب 2" (1974) لفرانسيس فورد كوبولا.
مسيرته السنيمائية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمخرج مارتن سكورسيزي.
- اوليفييه اساياس (56 عاما): مخرج فرنسي في رصيده نحو 15 فيلما. وقد
حاز فيلمه الاول "ديزوردر" (فوضى) جائزة في مهرجان البندقية (1986).
- مارتينا غوسمان (32 عاما): منتجة وممثلة ارجنتينية, شاركت في فيلمين
روائيين لهذا المخرج هما "ليونيرا" و"كارانتشو".
- محمد صالح هارون (50 عاما): مخرج تشادي في رصيده اربعة افلام طويلة
وفي العام 2010 منح فيلمه الروائي الرابع "رجل يصرخ" جائزة لجنة التحكيم في
مهرجان "كان".
- جود لو: ممثل بريطاني في الثامنة والثلاثين برز في فيلم "ذا
تالينتيد مستر ريبلي" للمخرج انطوني مينغيلا.
- نانسون شي: منتجة من هونغ كونغ اسست العام 1984 شركة "فيلم وركشوب
كو" مع زوجها المخرج تسوي هارك.
- اوما ثورمان: ممثلة اميركية (41 عاما) برزت من خلال فيلم "دانجروس
ليازونز" (علاقات خطرة) لستفين فريرز. ارتبط اسمها بالمخرج كوينتن
تارانتينو وقد رشحت للفوز بجائزة اوسكار.
- جوني تو كي-فونغ (56 عاما): مخرج ومنتج من هونغ كونغ معروف بافلام
الحركة والبوليسية.
- لين اولمان (44 عاما): كاتبة صاحبة اربع روايات من بينها "انا ملاك
آت من الشمال" (2010).
السياسة الكويتية في
12/05/2011 |