بين المخرج الدانمركي الكبير لارس فون ترير،
والممثل المصري طلعت زكريا فروق شاسعة، ومع ذلك فإنهما
يشتركان في جرم واحد، رغم ان أحدهما لا يعرف شيئا عن الآخر ولم
يقابله في حياته، فالأول أحد اهم مخرجي اوروبا في العشرين عاما الاخيرة،
ورائد من رواد مدرسة الدوجما وحصل علي عدة جوائز من مهرجانات عالمية منها
مهرجان »كان« السينمائي الدولي، ومن أشهر افلامه: »راقصة في الظلام«،
و»تكسير الامواج«، و»ضد المسيح«، و»ميلانكوليا«
وهو آخر أفلامه التي عرضت في الدوره 64
التي انتهت مساء الاحد الماضي.
أما الثاني فهو ممثل هزلي مصري الجنسية محدود الموهبة ومن اشهر افلامه
»حاحا وتفاحة«، و»قصة الحي الشعبي«،
و»طباخ الريس«! ورغم هذا التفاوت المرعب في حجم موهبة وقيمة كل من المخرج
الدانمركي والممثل المصري إلا أن الخطيئة التي ارتكبها كل منهما كلفته ثمنا
فادحا، سوف تتزايد توابعه مع مرور الزمن، لارس فون ترير المخرج الدانمركي كان
يعرض له ضمن برنامج مسابقة مهرجان كان فيلم "ميلانكوليا"
بطوله كريستين دانتست،
وفي المؤتمر الصحفي الذي اعقب عرض الفيلم،
أخذت المخرج حالة من النشوة والغرور وزودها حبتين في المزاح الذي اشتهر به،
ويصل احيانا الي حد الفجاجة،
وكانت الامور بتعدي مرات كثيرة،
والناس تبتلع السخافات نظرا لقيمة المخرج الفنية،
ولكن هذا المرة "خدته الجلالة"، وقال إنه متعاطف مع هتلر،
خاصة أنه
يراه محقا في موقفه من اليهود،
لأنهم ألم دائم في الظهر
"هو مش الضهر بالظبط ولكن منطقة أسفل الظهر"،
ويبدو أن هذه الكلمات لم تمر مرور الكرام، لأن ادارة مهرجان
"كان" اعتبرت ما قاله المخرج الدانمركي يفضح عنصريته،
وبعد أقل من ساعة كان قد صدر قرار من إدارة المهرجان باعتبار "لارس فون
ترير"
شخصا غير مرغوب فيه،
وعليه ان يختفي تماماً من قصر المهرجان ومن المدينة كلها، وحاول لارس فون ترير الذي ادرك فداحة ما قاله
ولكن بعد فوات الأوان، أن
يعتذر ويبرر ما نطق به بأنه مزاح، ولكن كان السهم قد نفذ،
ومن باب الموضوعية والحياد أكد مدير مهرجان »كان«،
أن فيلم »ميلانكوليا« الذي أخرجه لارس فون ترير سوف
يستمر في التسابق،
ولكن حتي لو نال جائزة عن الإخراج فعلي المخرج ان
يرسل شخصا آخر ليستلمها بدلاً منه!
وعلي رأي المثل لسانك حصانك،
وكلمة ممكن تودي الواحد في داهية أو تسبب له السعادة والهناء، ويعلق بعض
السفهاء من"بني وطني"،
أن إدارة مهرجان »كان«
زودتها قوي،في رد فعلها علي تصريحات المخرج
لارس فون ترير،وتساءلوا بغباء وجهل
"أُمَّال فين الديمقراطية وحرية الرأي؟"،
والحقيقة ان ما قام به فون ترير لا يعتبر خارج اللياقة،
ولكنه يدخل في حيز قلة الادب، لأن هتلر الذي أبدي تعاطفه معه.
تسبب
في حرب عالمية استمرت قرابة الست اعوام 1939-
1945 مات خلالها أكثر من خمسين مليون شخص، وتهدمت مدن بالكامل ومنها باريس،
وهذا غير الخراب الاقتصادي الذي ضرب دولا بأكملها وشتت عائلات، ورغم انقضاء
ما يزيد علي الستين عاما علي نهاية الحرب،
إلا أن بعض من عاصروها لا يزالون علي قيد الحياه،
وقد حكوا لأبنائهم وأحفادهم عما لاقوه من كوارث علي يد جيوش هتلر الديكتاتور الذي دمر اوروبا نتيجة
اهوائه وطموحاته،
وشراهته للانتصار!
وعندما يصرح شخصا ما ولو علي سبيل المزاح انه متعاطف مع السفاح الذي تسبب
في مقتل خمسين مليون شخص، فلا يمكن ان نعتبر ما قاله حرية رأي،
ولا
يدخل تحت بند الديمقراطية بحال!
وطبعا من حقك أن تسأل وما علاقة طلعت زكريا بما
حدث مع المخرج الدانمركي لارس فون ترير،
لكن لو تأملت الموقف جيدا فسوف تدرك انهما اقترفا نفس الجرم،
وهو عدم احترام مشاعر الملايين والانحياز الي سفاح قاتل وفاسد.
وفي
عز ايام ثورة يناير خرج علينا طلعت زكريا من خلال بعض البرامج
التليفزيونية، ليستعدي الناس علي شباب الثورة، ويتهمهم زورا وبهتانا بممارسة الجنس الجماعي في
قلب ميدان التحرير،
ومش كده وبس، بل زاد الطين بلة وطالب الجيش بضرب المتظاهرين بدانات
الدبابات، لتفريقهم او قتلهم، وقال في كليبات موجودة علي اليوتيوب علي شباب الثورة الجبناء الخونة،
يعني الشباب كانوا في ذلك الوقت
يتعرضون لرصاص القناصة ويسقطون قتلي بالعشرات
وجرحي بالمئات، وطلعت زكريا "مهرج
الرئيس" وبهلول القصر، يمطرهم بقذائف من الشتائم وعبارات التخوين والتحريض!
وينحاز للقاتل الفاسد الذي سرق اموال الشعب،
وأمر بقتل خيرة شبابه، ومع ذلك فلا يزال طلعت زكريا مندهشا، من رد فعل الناس، ومنزعجا من وضعه في قائمة سوداء،
تطالب بمقاطعة افلامه،
وهو موقف مشابه لطرد لارس فون ترير من مهرجان كان!
هل يعتقد طلعت زكريا ان الشباب
يمكن ان
ينسوا إساءته لهم؟ وهل يمكن لأي عائلة مصرية أن تسامح من ادعي زورا علي ابنائها وبناتها؟
وإذا كان المخرج الدانمركي قد ادرك علي الفور فداحة ما قاله عن تعاطفه مع
هتلر،
وقرر الاعتذار بشكل علني،
فلا
يزال طلعت زكريا يكابر وفي كل لقاء معه يؤكد إصراره علي أنه شاهد بعينيه اللي حايأكلهم الدود شباب الثورة
يمارسون الجنس الجماعي في ايام 25
و28 يناير وهي الايام السودة اللي كان فيها الضرب علي ودنه! ومستغرب ان
الناس مش طايقاه وزعلان عشان اسمه في القائمه السودة؟؟ طب احمد ربنا إنك في
مصر، وماحدش حا يطالب بطردك منها!
ولكن عليك ان تفهم ان بين قلة الحيا وحرية التعبير عن الرأي
خيط رفيع حذار أن تقطعه!
الوفد المصرية في
26/05/2011
"كان" علي نايل سينما.. عشرة أيام من الجهل
اشراف: ماجدة خيرالله
كنت أنتظر بفارغ صبر مشاهدة الحلقة الاولي من برنامح حافظ المرازي
"بتوقيت القاهرة"
التي كان مقررا عرضه
يوم السبت قبل الماضي علي القناة الثانية الارضية والفضائية المصرية، ولكن
طال الانتظار ووجدت بدلا من البرنامج عرضا لباليه كسارة البندق! دون اي
إشارة من بعيد او قريب لأسباب تأجيل الحلقة،
وحركت الروموت يمينا ويسارا، فوجدت كل البرامج التي تذاع علي دريم و"اون تي في
"، و"التحرير" تتحدث عن الكارثة التي حدثت في ماسبيرو والتصادم بين
المعتصمين الاقباط ورجال الأمن، كل الناس بتتكلم عما يحدث في ماسبيرو إلا التليفزيون المصري الذي تقع أمامه الاحداث دون
أن يفكر في نقلها!
لم أصدق نفسي،
وعدت مرة اخري الي القناة الثانية المصرية لقيت كسارة البندق لسه شغالة، ثم
عرجت علي القناة الاولي وجدت علاء بسيوني بيتكلم في موضوع فارغ، وفي الطريق
مريت علي قناة نايل سينما قلت اقف شوية اشوف بيقولوا إيه، وجدت ان الكلام
عن مهرجان "كان"
السينمائي فقلت كويس أدينا بنتابع الاحداث العالمية، ولكن صدمتي كانت شديدة،
فقد استضاف الاستديو التحليلي المخرج التليفزيوني،
محمد فاضل في اليوم الاول لأحداث المهرجان؟؟ فأصابتني الدهشة، لأني اعرف ان
محمد فاضل لاعلاقة له بمهرجان "كان"،
ولا بالسينما العالمية، وكانت مذيعة الحلقة إنجي علي،
وهي متخصصة في البرامج الخفيفة التي تقترب من الهلس، ووجدتها تسأل محمد
فاضل عن مشاكل الدراما التليفزيونية ثم وجدت انها لابد أن تذكر شيئا عن
مهرجان كان فسألته عن النجم العالمي "شون
بين"؟؟ فقال بلغة العارف ببواطن الأمور، أنه ممثل انجليزي كويس،
فقلت لنفسي يا مساء الفتاوي، شون بين ممثل امريكي والغلطة مش بسيطة،
تشبه بالظبط لما تلاقي واحد جاهل بيقول المخرج العراقي محمد فاضل! ماهو مش
كل من يتحدث الانجليزية يبقي انجليزي!
وشغلني التفكير في الاسباب التي دعت برنامج سينمائي المفترض أنه يقوم
بتغطية مهرجان كان لاستضافة المخرج التليفزيوني محمد فاضل، ووجدت الاجابة
في عمر زهران رئيس القناة، الذي
يؤمن بمقولة اللي يتجوز أمي، ويبدو أنه أدرك بذكائه الحاد أن محمد فاضل من
المقربين من رئيس الاتحاد سامي شرف هذه الايام السودة، ولذلك تم اختياره في لجنة المذيعات التي لم تسفر عن شيء،
وتعرض له القناة الثانية إعادة لمسلسل أبو العلا البشري.
وعلي مدي علمي أن القناة الثانية مثل الاولي لا تعرض في الاوقات
الساخنة، مسلسلات قديمة، ولكن في التليفزيون المصري كل شيء مباح،
طالما صاحب المحل مبسوط، ورغم حالة الجهل الشديد والمعلومات الخاطئة التي رددتها المذيعة إلا
أن رئيس قناة نايل سينما استعان بها لتقديم الحلقات التالية،
وفي اليوم الثاني استضافت صحفية من الاهرام، لا اذكر اسمها،
وسألتها عن فيلم شجرة الحياة للمخرج تيرانس ماليك وهو الفيلم الذي يجمع بين
شون بين وبراد بيت للمرة الاولي، ولن أشغل بالك بطريقة المذيعة في نطق الاسماء
بطريقة مضحكة، ولكن دعونا نتحدث عن ضحالة الحوار وسخافته،
ولكن لأنقلكم الي اليوم الثالث،
حيث استضافت
"إنجي علي" الناقد عصام زكريا وسألته تفتكر مصر ممكن تحصل علي السعفة
الذهبية؟ وكاد الرجل أن يفقد وعيه من غباء السؤال، ولا اعرف كيف تمالك
أعصابه وأجابها بهدوء، مصر مش مشاركة في مسابقة المهرجان،
ولا في أي برامج رسمية.
ولكن
فيلم 18 يوم اللي إحنا فرحانين بيه"دي من عندي"
بيعرض علي هامش المهرجان، وفي اليوم اللي بعده استضاف البرنامج الكاتبة فريدة الشوباشي والصحفي
عبدالمنعم سعد، ولم تتوقف إنجي علي عن طرح نفس الاسئلة الغبية،
وسألت عن حكاية القائمة السوداء، ووجدتها فرصة للاتصال بطلعت زكريا،
الذي ردد نفس الكلام الذي سبق له ذكره ويحمل إساءة بالغة وإهانة لشباب ثورة
يناير! وكادت الكاتبة فريدة الشوباشي تفقد صوابها ولكنها لم تعلق، علي حديث
طلعت زكريا، خاصة عندما وجدت المذيعة "إنجي
علي" تدعوه بإلحاح لقبول دعوة البرنامج،
ليكون ضيفا عليها وعلي نايل سينما،
وكأن التليفزيون المصري اصبح بيت أبوها!
وما صدقنا خلصنا من إنجي علي التي سافرت
بعد ذلك لمهرجان كان حتي أتحفنا البرنامج
بالمذيع تامر شلتوت وهو صاحب فضيحة استضافة بعض العاهرات من شوارع كان
وتقديمهن باعتبارهن نجمات سينما كان ذلك في العام الماضي وبرر تامر شلتوت
فعلته بأن المخرج عمر زهران الذي كان مسئولا عن وفد التليفزيون المصري هو
الذي طلب منه عمل لقاء مع هؤلاء النسوة! ما علينا كان هذا في العام الماضي
وقلت في نفسي يمكن السنه دي ربنا
يفتح عليه، ويكون تعلم بعض الاشياء ومنها تحضير المادة التي سوف يتحدث
عنها؟ ولكن يبدو ان البرنامج ليس له فريق إعداد وكل مذيع واجتهاده الشخصي وكان
السؤال الذي ظل تامر شلتوت يردده طوال الايام الباقية من متابعة مهرجان
"كان"، عن مدي تدخل السياسة في اختيار افلام المسابقة وفرض جوائزها، وفي
استضافة للناقد رامي عبدالرازق أكد ان السياسة تلعب دورا كبيرا في مهرجان
"كان"، بدليل دخول افلام ايرانية في البرنامج الرسمي "نظرة
ما" لاثنين من المخرجين هما جعفر بناهي ومحمد رسولوف،
وأكد الناقد وقد بني رأيه علي معلومات قرأها في مدونة لأمير العمري، أن
الافلام الايرانية لا تستحق المشاركة ومستواها ضعيف!
واضاف متهكما أن كل من جعفر بناهي ومحمد
رسولوف وهما قيد الحبس بعد الحكم عليهما بالسجن ومع ذلك قاما بإخراج
فيلميهما وإرسالهما سراً لإدارة المهرجان وتساءل رامي عبدالرازق في سخرية كيف
يكون ارسال الافلام سرا وقد جاء مع وفد رسمي!
وللأسف فإن معلومات الناقد الشاب
ينقصها الدقة لأن الافلام الايرانية مثل غيرها لا تحضر للمهرجان مع وفد رسمي!
والوفد الرسمي كما نعلم
يعني أطرافا من الحكومة وهو أمر لا
يحدث في اي مهرجانات عالمية مطلقا، ولكن بالطبع فإن الافلام خرجت من ايران مع اشخاص
قد يكونون من اصدقاء احد المخرجين أو من المشاركين في اي من الفيلمين
وعلي هذا فلا يمكن اعتبارهما وفدا رسميا!
خاصة أن الافلام لا تمشي ولا تتحرك وحدها ولابد وان يحملها شخص أو اشخاص لتسليمها لإدارة المهرجان،
أما القول ان مستوي الافلام رديء أو متواضع فهو امر مردود عليه بأن احدهما
وهي الي اللقاء الذي اخرجه محمد رسولوف قد فاز بجائزة الاخراج في قسم نظره
ما وبإجماع لجنة تحكيم محترمة مكونة من عدد من السينمائيين ذوي جنسيات
مختلفة ويرأسهم المخرج الصربي أمير كوستاريسيا وهو فنان محترم ولا يمكن ان
يكون له حسابات أو أجندات خارجية!
ومع ذلك فيمكن ان
يكون رأي الناقد رامي عبدالرازق له ما يبرره رغم انه لا
يعتمد علي معلومات صحيحة، ولكن المشكلة أن المذيع تامر شلتوت أخذ هذا الرأي كأحد المسلمات وظل
يردده ويؤكده في كل الحلقات التالية من البرنامج!
وكنت اعتقد أن قناة متخصصة في السينما لا
يمكن ان تقع في كل تلك الاخطاء الفادحة وتروج لمعلومات خاطئة تضلل بها
الجمهور، وتسيء الي واحد من اهم مهرجانات السينما العالمية،
وهنا يلح علي عدة أسئلة وليس سؤالا واحدا، هو التليفزيون المصري مالوش صاحب؟ ولماذا
يبقي سامي الشريف علي شخص مثل "عمر زهران"
الذي هبط بمستوي قناة نايل سينما الي الحضيض،
ومع ذلك لايزال يحتفظ بموقعه وكأن الأربعين ألف موظف الذين يعملون في مبني التليفزيون ليس بينهم شخص مناسب،
يمكنه أن يدير قناة نايل سينما، غير "عمر زهران"؟ ثم اين السيدة هالة حشيش رئيسة قطاع
القنوات المتخصصة، ولماذا لا تتابع ما تقدمه القنوات التي تتبعها،
وكيف تسمح بهذا الهراء والأهم من ذلك لماذا تظل في موقعها؟ حتي الآن وهي
أكثر مسببات غضب العاملين بالمبني، أما السؤال الاكثر إلحاحا فهو أين أعضاء مجلس الأمناء،
الذين اختارهم رئيس الوزراء لإصلاح حال التليفزيون المصري؟ وماهو دورهم
بالضبط؟ ولماذا لم يقدمون استقالاتهم بعد فضيحة وقف برنامج شارع الكلام،
علي الهواء اثناء حوار مع بثينة كامل؟؟ وهي فضيحة لم تحدث ولا حتي علي قناة
توفيق عكاشة بتاع قناة الفراعين؟؟
الوفد المصرية في
26/05/2011
كيف تسلل البوسطجي إلي
مهرجان كان ؟
مصطفي درويش
علي
غير المعتاد في جميع دوراته السنوية السابقة بدءاً من انتهاء الحرب العالمية الثانية
(٥٤٩١) وحتي يومنا هذا، قرر مهرجان كان السينمائي،
احتفاء منه بالثورة المصرية، تكريم مصر وذلك بتخصيص إحدي أمسياته للسينما
المصرية بحيث يعرض اثناءها فيلم »٨١ يوما«، وهو عبارة عن عشرة أفلام قصيرة،
موضوعها ثورة
٥٢ يناير وكل واحد منها ابدعه مخرج مصري، بكاميرا عاشت احداث ميدان التحرير،
وسجلتها، نابضة بالحياة، كما رأتها، دون حيل،
ومؤثرات خارجية.
وفيلم آخر من كلاسيكيات السينما المصرية،
ترك أمر اختياره للسينمائيين المصريين.
وكان »البوسطجي«
هو الفيلم الذي وقع عليه الاختيار ومما يعاب علي ذلك الاختيار انه جاء
مخالفاً لنصيحة الاديب »يحيي حقي«،
صاحب قصة »البوسطجي«.
فما أن رأي الفيلم المأخوذ عن قصته،
حتي بادر إلي كتابة نقد له، في مقال، جري نشره،
قبل ثلاثة وأربعين عاما، في جريدة المساء.
وكان من بين ما جاء فيه،
انه أي »يحيي حقي« قد سمع ان حسين كمال المخرج لم يكن يفرغ من الفيلم حتي هتف.
هذا فيلم مهرجان دولي،
أنني أخشي ان يكون هذا المطمع قد تسلط علي ذهنه وهو يصنع الفيلم، فحمله علي
المبالغة في الخلق،
والتحفلط والبراعة.
الخطر علي الفنان كل الخطر ان يعمل للسمعة،
ليكن مطمحه الوحيد هو التجديد،
ثم يترك العمل،
هو وقيمته وختم »يحيي حقي«
مقاله
القيم بتوجيه النصح إلي المخرج بالا يرسل الفيلم
لمهرجان، كما هو، فإن حساسية الذوق في اوروبا تأبي ان يري المشاهد بعينه،
منظر السكين في يد الأب، وهو يطعن بها ابنته كأنها شاة أو دجاجة.
حتي منظر ذبح الشاة او الدجاجة مرفوض عندهم،
والقصة تركت »جميلة« ولاشيء يدل علي مقتلها إلا دق اجراس الكنيسة.
واضاف قائلا انه كم يتمني ان لو كان في استطاعة شركة القاهرة للانتاج
السينمائي، والاستاذ حسين كمال اعداد خاتمة أخري
غير هذه الخاتمة، فلوحدث هذا لكان أملاً
كبيراً في أن نذهب بهذا الفيلم إلي مهرجان دولي، ثم تخرج منه بلاكسوف وكالمعتاد لم تستمع لا
الشركة، ولا المخرج لنصح الأديب الاريب.
ومرت الأيام، اعواماً
بعد اعوام، دون سماع وأخذ بالنصيحة، وآية ذلك الذهاب بالبوسطجي إلي مهرجان كان.
moustaf@sarwat.de
أخبار النجوم المصرية في
26/05/2011
بعد اختلاف النقاد حوله شجره الحياه يخطف السعقه الذهبيه
إعداد : انجي ماجد
نجح المخرج الأمريكي الكبير المختفي عن الأضواء تيرانس ماليك في
اقتناص السعفة الذهبية لأهم حدث سينمائي عالمي وهو مهرجان كان الفرنسي الذي
اختتمت دورته الرابعة والستين قبل أيام بفيلمه المنتظر
»شجرة الحياة« الذي يعد خامس عمل سينمائي لماليك في مسيرة فنية بدأت منذ
أربعين عاما عمل خلالها بالاخراج والانتاج والتأليف،
وهو الفيلم الذي انقسم النقاد حوله ومع ذلك كان
أقرب المرشحين لاقتناص السعفة رغم المنافسة القوية مع بعض الأعمال الأخري،
الا أن وجود مخرج بحجم تيرانس المقل في أعماله الفريدة من نوعها كان كفيلا
بعقد المراهنات علي أنه سيجبر لجنة التحكيم بكل سحر وسلاسة علي اختياره لأن
وجوده بمثابة حدث للمهرجان في حد ذاته.كانت ردود الأفعال قد اختلفت بعد عرض الفيلم فهناك من رأي من النقاد
أنه عمل فريدا يستحق الفوز بالسعفة بلا منازع وهناك من رأي أنه عمل عادي
يعكس وجهة نظر تأملية مبهمة للحياة والقيم الروحية وأنه لايستحق كل تلك
الضجة والهالة المثارة حوله الا أن لجنة التحكيم برئاسة الأمريكي روبرت دي
نيرو حسمت الأمر لصالح ماليك وهو الأمر الذي زاد من انقسام النقاد حول
عدالة اللجنة في اختياراتها،
وقد صرح دي نيرو بعد اعلان الجوائز في مؤتمر صحفي ان الاختيار كان معقدا
ومرهقا للغاية ولكن النتائج جاءت في النهاية لتعكس آراء وانطباعات لجنة
التحكيم والتي وجدت أن »شجرة الحياة« هو الأحق ب السعفة.
ومن الجوانب التي أخذها بعض النقاد علي الفيلم ايقاعه البطيء فضلا عن
وجود بعض المشاهد التي لايجدون لها مبررا ضمن الأحداث،
مثل المشاهد التي تناولت بدء الخليقة والكون كانفجار النجوم ومشهد معيشة
الديناصورات علي كوكب الأرض في منتصف الفيلم وهو المشهد الذي استغرق عشرين
دقيقة كاملة.
في حين دافع عنه النقاد الآخرون بأنه عملا فني راق يحتاج إلي عقل
متأمل يقظ حتي تفهم الرسالة التي أراد المخرج ايصالها وخاصة أنه يطرح
أفكاراً
روحية عن الموت والحياة والصراع بينهما وهو ما يشير إلي أن موضوع الفيلم
ليس بسيطا، وتمنوا أن يمنحه الجمهور فرصة ويذهبوا لمشاهدته لأنه عملا لا
يستحق الفشل.
المثير أن تيرانس كان يتمني أن يعرض الفيلم في كان خارج المسابقة
الرسمية حيث لم يرغب في المنافسة علي السعفة،
الا أن الشركة المنتجة اقنعته بالعدول عن تلك الفكرة والترشح للمشاركة في
المسابقة الرسمية وهو لايعلم ما يخبئه القدر له من الفوز بالجائزة التي
يحلم بها الجميع.
»شجرة الحياة« أعاد صاحبه أيضا إلي ساحة كان السينمائية بعد أن
غاب عنها منذ عام ٩٧٩١ وهو العام الذي فاز فيه بجائزة أفضل إخراج عن فيلمه
»أيام الفردوس«. بطبيعة عمل تيرانس في أفلامه السابقة، استغرق »شجرة
الحياة« فترة اعداد طويلة اقتربت من الثلاثة أعوام حتي خرج إلي النور وكان
من المفترض أن يشارك في دورة عام
٠١٠٢
الا أن ماليك أعلن وقتها أنه لم ينته من الفيلم بشكل كامل
ولذلك تأجلت مشاركته للعام الحالي.
ولم يقتصر الفيلم الذي تدور أحداثه في اطار من الفانتازيا علي تميز
مخرجه فحسب، ولكنه امتاز أيضا ببطولة جماعية أكسبته بريقا اضافيا حيث قام
ببطولته النجم الهوليوودي الوسيم براد بيت الذي جسد شخصية أب حنون لثلاثة
أبناء صغار يعيشون في تكساس في الخسمينيات من القرن الماضي ولكنه يتسم أيضا
بالاستبداد في تعامله معهم، أما النجم المخضرم شون بين فلعب شخصية الابن
الأكبر لبيت في مرحلة النضج والذي يشهد ضياع البراءة والقيم في العصر
الحديث.
ومما لايعرفه البعض عن ماليك البالغ
من العمر ٧٦ عاما أنه يتسم بالخجل الشديد في التعامل مع وسائل الاعلام
والأضواء حيث لم يحضر حفل توزيع الجوائز ليتسلم أحد منتجي الفيلم السعفة
بدلا منه، كما أنه لم يحضر جميع الأحداث العامة التي اقيمت طوال أيام
المهرجان بما فيها العرض الخاص لفيلمه بعد ما أكد أنه لايحتاج للدعاية
والترويج له لأن العمل هو الوحيد القادر علي الحديث عن نفسه،
وقد صرح المنتج بيل بولهاد الذي تسلم الجائزة عنه
أن من المؤكد أن ماليك يشعر بالفخر والفرحة التي لايمكن وصفهما بعد فوزه
بالسعفة ولكن خجله وتواضعه منعاه من الاحتفال بذلك النصر أمام العالم ووسط
أسرة فيلمه.
ومن المقرر ان يبدأ غدا الجمعة عرض الفيلم في دور العرض الامريكية.
miss-engymaged@yahoo.com
أخبار النجوم المصرية في
26/05/2011
بالصور .. أزياء النجوم بمهرجان "كان" تجذب الأنظار
كتبت رانيا علوى
لم يكن مهرجان "كان" السينمائى الدولى فى دورته الرابعة و الستين حدثا
سينمائيا فقط، فقد تألق عدد هائل من النجوم على السجادة الحمراء مرتديات
أزياء أنيقة للغاية بإمضاء كبار بيوت الأزياء العالمية، و بالنظر للسجادة
الحمراء و مرور هؤلاء النجوم عليها تشعر وكأنك تشاهد عرض أزياء ممتع.
فقد ارتدت النجمة أوما ثورمان عددا من أروع الفساتين خلال المهرجان
فارتدت أيما فستان طويل من اللون الأزرق بإمضاء " جورجيو أرمانى " و قراط
من الألماظ من " شوبار " ، كما ارتدت إيما فستانا أبيض من دار أزياء"
فيرزاتشى "، كما تألقت النجمة انجلينا جولى بفستان بنى تميز بالبساطة التى
لفتت أنظار الموجودين.
وعلى السجادة الحمراء تألق الثنائى جيل لولووش و ميلانى دوتى التى
ارتدت فستان من اللون الأسود بإمضاء " ديور" ، كما تألق الممثل العالمى ميل
جيبسون و الممثلة جودى فوستر التى ظهرت بأحد تصميمات " جورجيو أرمانى " .
وظهر الممثل جوش جاكسون خلال الاحتفالات بــ " كان " بصحبة خطيبته
النجمة ديان كروجر التى ظهرت بفستان " كيلفن كلين " من اللون الذهبى ، و
كانت ملابس جوش من " لانفين " .
وتألقت النجمة سوندرين كينبورلان بفستان " بوستيه " من تصميمات شانيل
مع صديقتها الفنانة كارين فيار التى ظهرت بفستان " ايميلو بوسيه " .
كما ينتظر الجميع المناسبات و التى تظهر فيها سلمى حايك ليكى يشاهدوا
أناقتها التى لا ينافسها احد فيها ، و خلال المهرجان ظهرت سلمى حايك فستان
بتوقيع " جودشى " .
اليوم السابع المصرية في
26/05/2011 |