كل ما تعرض إليه المخرج الدنماركي لارس فون ترير في الدورة الأخيرة من
مهرجان كان السينمائي التي اختتمت عروضها هذا الأسبوع، تحول إلى حنين
لعوالمه وشخصياته لدي، وتلك النساء القديسات اللواتي قد يكن في قرية
كنائسها بلا أجراس كما هي بيث، أو سلمى التي جاءت من تشيكوسلوفاكية إلى
أميركا وهي ترى ما تريد أن تراه، وعدا ذلك فالعتمة حاضرة، بينما نقع في
فيلم آخر على البلاهة والجنون، وهناك من يتبنى أن يكون أبلهَ أو مجنوناً في
مجابهة حياة لها أن تتحلى بهاتين الصفتين.
مهرجان «كان» كما لا نعرفه قاطع هذا المخرج الكبير واعتبره «شخصاً غير
مرغوب فيه»، والسبب المعلن ما صرح به مازحاً بأنه يفهم هتلر ويتعاطف معه،
لا نعرف إن كان السبب غير المعلن هو تأكيده تعاطفه مع اليهود، واعتباره في
الوقت نفسه إسرائيل مصدر إزعاج، وتحديداً لما تقوم به مع العرب
والفلسطينيين، قائلا بناء على ذلك بأنه «نازي»، ولعل موقف «كان» لا يشبه
تاريخ هذا المهرجان، ولا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب مع كل ما أقيم
عليه، لا بل الأمر يمتد معي إلى اعتبار معاقبة فنان على أقواله شيئاً
يدعونا إلى الرثاء والضحك، خصوصاً مع مخرج بحجم فون ترير، حيث الأقوال له
أن تكون وفي سياق مواز معبراً إلى نزوة أو لوثة ما من فنان ينجو منها في
أحيان كثيرة، فكيف بنا ونحن نتحدث هنا عن صاحب فيلم «البلهاء»، مع تأكيدنا
أن الخاسر الأكبر مما حدث هو مهرجان «كان»، وليس فون ترير الذي تتنافس كبرى
مهرجانات العالم على أن تكون أفلامه على قائمة عروضها ومسابقاتها الرسمية.
رهاب
في سياق متصل فإن فون ترير مصاب أصلاً برهاب الطيران، الأمر الذي منعه
من حضور مهرجان كان لسنوات، بما فيها عام 1996 حين نال فيلمه
Breaking The waves «تكسير الأمواج» جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وقد
كان من بطولة اميلي واتسون - نجمة فون ترير الأثيرة- التي نالت هذا العام
جائزة أفضل ممثلة عن فيلم فون ترير «ميلانكوليا»، لا بل إن فون ترير بعد
ذلك قرر الذهاب إلى «كان» براً قاطعاً مسافة كبيرة من الدنمارك إلى جنوب
فرنسا، بواسطة سيارة مزودة بـ «كارفان» لمتابعة الدورتين اللتين عرض فيهما
The Idiots «البلهاء» 1998
kraD eht ni recnaD h «راقصة في العتمة» 2000 الذي نال سعفة كان الذهبية.
أعود إلى ما بدأت به من الاستحواذ الذي أصابني وأنا استعرض ما تقدم،
استحواذ له أن يتداخل وما قدمه فون ترير للفن السابع مع ما عرف بـ«دوغما
95» والوثيقة الشهيرة التي وقعها ومخرجون آخرون دنماركيون أو من بلدان
أخرى، لكن قبل الخوض في ذلك هناك ما يغري باستعادة بيث (اميلي واتسون)
خارجة من فيلم «تكسير الأمواج» تلك العاشقة المجنونة في قرية لا أجراس في
كنائسها، والتي تخاطب الإله وتتكلم بصوته مجيبة عن نفسها، ونحن نتعقب
انهيارها، أو تدميرها التدريجي هي المتيمة بيان، لا بل إن الفيلم المقسم
إلى فصول يبدأ من زواج بيث بيان (ستيلان سكارغارد) والحب التصاعدي الذي
يمسي هوساً مع ذهاب يان ومن ثم إصابته بشلل تام.
القداسة والمعجزة
في هذا الفيلم يمسي الحب امتزاجاً للقداسة بالمعجزة والجنون، بيث تقبل
أن تمارس الحب مع رجال آخرين لا لشيء إلا لأن يان طلب منها أن تفعل لتحكي
له ذلك، هي التي تخوض بما تقرف منه وكلها إيمان بأن قيامها بذلك سيكون
معبراً إلى مواصلة يان الحياة وصولاً إلى تحقيق معجزة نهوضه من السرير، وكل
ذلك يصاغ بتصاعدية مدهشة، والتمركز الأكبر سيكون حول شخصية بيث الاستثنائية
في كل شيء، والتي ستكون صالحة لتقديم مفاهيم كبرى لكنها معكوسة، كما هو
مفهوم التضحية والوفاء وكل ما هنالك من عتاد أخلاقي تخوضه بيث، لكن وفق
رؤية فون ترير، التي تكون أي هذه المفاهيم أشد حضوراً وقوة ودرامية لأنها
تأتي من الأعماق، وعبر بيث بوصفها واحدة من قديسات فون ترير اللواتي خلقهن
على طريقته الخاصة مثلها مثل سلمى «بجورك» في «راقصة في العتمة»، الذي
علينا أن نقول إنه فيلم راقص، وهنا أيضاً يكون هذا التوصيف مغايراً
ومختلفاً تماماً طالما أنه من صنيع فون ترير، سلمى الرائعة الطيبة، التي
تعمل في معمل لأحواض الستانليس وبالكاد ترى، سلمى التي تحفظ أحرف فحص
العيون حتى لا يكتشف أمرها، وكل ما في رأسها الموسيقى والرقص، والمبالغ
التي توفرها من عملها وحبكات الشعر التي ترتبها في العلب وكل ما تتطلع إليه
هو إجراء عملية لعيني ابنها لئلا يعاني ما تعاني، سلمى التي ينتظرها جيف
يومياً ليوصلها ولا تقبل، والتي كما تقول بلانش في «عربة اسمها الرغبة»
لتينسي وليامز «لطالما اتكلت على لطف الغرباء»، فهي محاطة باللطفاء، لكن
سرعان ما تتورط في جريمة عندما يسرق كل ما وفرته أحد هؤلاء اللطفاء،
والغناء والرقص حاضر حتى وهي على حبل المشنقة.
دائماً المرأة وأنا لا أتذكر من فيلمه «البلهاء» إلا تلك المرأة التي
نقع عليها وحيدة في مطعم، وتطلب أقل ما يمكن، لأن لديها القليل من المال،
فإذا بأحد البلهاء يمسك بيدها ولا يفلتها حتى تذهب معه، ولندخل من خلالها
إلى عالم هؤلاء البلهاء طوعاً، إلى أن ينتهي الفيلم بهذه المرأة التي تكون
قد هربت من بيتها بعد وفاة ابنها الصغير.
عاطفة
أوافق على ما يقوله فون ترير عن أفلامه بأنه ما من فيلم يشبه الآخر،
لكن لها في الوقت نفسه أن تكون من صنيعه هو بالذات، ويمكن تتبع بصمته على
الدوام، هو يعتبر ما يجمعها هو العاطفة، ولعل أفضل ما يمكنني القيام به في
هذا الخصوص هو اقتباس ما يقوله فون ترير في هذا الخصوص في كتاب
Moviemakers Master Class وهو اقتباس طويل نسبياً «صناعة الأفلام كانت على
الدوام عن العواطف. ما استنبطه من المخرجين الكبار الذين أعجبت بهم أنه إن
أريتني خمس دقائق من أفلامهم، فسأعرف أنها من صنيعهم. ورغم كون معظم أفلامي
مختلفة عن بعضها بعضاً، فإن بإمكاني ادعاء الشيء نفسه، واعتقد أن العاطفة
ما يجمع بينها». ويضيف «على أية حال، لم أبدأ يوماً بصناعة فيلم للتعبير عن
فكرة محددة. أعي تماماً كيف سيرى المرء ذلك في أفلامي الأولى، لأنها ستبدو
باردة بعض الشيء وذات بنية رياضية، لكن ومع ذلك، فإنها في العمق كانت عن
العاطفة بالنسبة إلي. السبب أن الأفلام التي أصنعها اليوم قد تبدو أقوى،
بالمعنى العاطفي للكلمة، يعود إلى هذا السبب فقط، فأنا كشخص، أصبحت ناقلاً
أفضل للعواطف».
أما بالنسبة لـ «دوغما 95» ومسعى فون ترير مع مواطنه توماس فانتربيرغ
صاحب «الاحتفال» 1998 إلى العودة إلى منابع السينما الأساسية، فمن الممكن
تتبع ذلك في الكاميرا المحمولة التي يستخدمها فون ترير في أفلامه، وقيامه
بذلك حتى في اللقطات الثابتة، والمواقع الفعلية التي يصور فيها وغيرها من
قواعد يقول فون ترير بأن أي مخرج يعمل وفق قواعد خاصة به، والفرق الذي
أحدثه أنه سجّل ذلك، ولكم في «البلهاء» مثالاً ساطعاً على ما كانت عليه
وثيقة «دوغما 95» التي صدّرها فون ترير عام .1995
الإمارات اليوم في
26/05/2011
قبل العرض الجماهيري لفيلم "18 يوماً":
الشباب يصنعون "سينما الثورة" في مهرجان كان!
حسام حافظ
فيلم "18 يوماً" هو الفيلم الذي ذهبت به مصر يوم تكريمها في مهرجان
كان هذا الأسبوع. الفيلم عبارة عن عشرة أفلام روائية قصيرة مدة كل واحد عشر
دقائق وقد شاهد الفيلم الناقد السينمائي سمير فريد في مهرجان كان ووصفه
بأنه من أحسن الأفلام في تاريخ السينما المصرية. وكما يقول المثل: "اينما
تذهب تحمل ذاتك معك".. فإن هؤلاء المخرجين العشرة الذين ذهبوا الي "كان"
حملوا إحساس مصر بثورة 25 يناير. وقدموا القليل من حوادث ميدان التحرير.
حيث كان يتسلي الثوار كل ليلة لسرد مشاهد من حياتهم البائسة. ومعاناتهم مع
النظام المخلوع. وقد خرجت هذه المشاهد في فيلم "18 يوماً" وقامت المونتيرة
المتميزة دينا فاروق بترتيب ودمج الافلام العشرة في عمل فني واحد.
يسعي منتجو الفيلم فادي فهيم وإيهاب الخوري ومحمد حفظي. الي عرض
الفيلم بدور السينما في مصر في يونيه القادم. مع افتتاح موسم الصيف الذي
يحظي بنسبة مشاهدة كبيرة. وهي محاولة لتحدي المشاكل الأمنية للتأكيد علي ان
مصر تحاول العودة مرة أخري لنشاطها الفني دون خوف من الإنفلات الأمني أو
عناصر الخارجين علي القانون.
الإرهاب والكباب
اختارت المونتيرة دينا فاروق ان تبدأ الفيلم بالمشاهد التي كتبها
واخرجها المخرج شريف عرفة تحت عنوان "احتباس" ويسرد من خلال هذا الفيلم
القصير كيف وصلت الأمور في مصر قبل الثورة. وهو من بطولة حمزة العلي ومحمود
سمير وهشام منصور وأحمد شومان. والمخرج شريف عرفة ليس غريباً علي ميدان
التحرير. لأنه فيلمه "الإرهاب والكباب" تدور أحداثه في ميدان التحرير وداخل
مبني المجمع الشهير. كذلك صرخة "آه" في فيلم "النوم في العسل". حيث كانت
إحدي صيحات الثوار في ميدان التحرير وفي الإسكندرية أيضاً!
الفيلم الثاني بعنوان "خلقة ربنا" سيناريو بلال فضل وإخراج كاملة
أبوذكري مخرجة فيلم "واحد صفر". وهو الفيلم القنبلة الذي أحدث ضجة عند عرضه
لتصويره حالة الانهيار التي كان عليها المجتمع المصري خلال السنوات الأخيرة
للنظام السابق. ويتحدث الفيلم القصير عن قصة حب بين شاب وامرأة جمعتهما
الثورة. وقد حدث بالفعل ان قام شاب وفتاة بالزواج في ميدان التحرير. ولهما
صورة شهيرة بفستان الزفاف إلي جوار دبابة!!.
أما فيلم المخرج مروان حامد "19-19" فهو يستلهم جزءاً من فيلم "عمارة
يعقوبيان" وهو الجزء الخاص بانتهاكات حقوق الإنسان وتعذيب المعتقلين
السياسيين في مقرات مباحث أمن الدولة. وكيف كان البعض يشعر باللذة في تعذيب
المواطن المسكين من أجل انتزاع اعترافات بوقائع لم يرتكبها.. وكذا الحادثة
المشهورة في الاعتداء علي الشاب السكندري خالد سعيد وضربه في الشارع حتي
الموت!.
ويقوم النجم أحمد حلمي ببطولة فيلم واحد من الأفلام العشرة وهو فيلم
"كحك الثورة" وكتب أحمد حلمي السيناريو بنفسه بينما قام خالد مرعي بالإخراج
والمونتاج.. ويحكي عن شاب مرعوب يعيش حالة الفزع والخوف طوال الوقت. وعندما
قامت الثورة قفل الدكان الذي يعمل به علي نفسه ورفض ان يفتحه واكتفي
بالاستماع لأحداث الثورة من وراء باب الدكان.
وعاش طوال أيام الثورة علي بعض الكحك المتبقي عنده في المحل. ويعكس
الفيلم حالة الخوف والقهر التي كان يعيشها قطاع عريض من أبناء الشعب المصري
أيام النظام الاستبدادي السابق. كما تظهر النجمة التونسية هند صبري وهي
حامل في فيلم "تحرير 2-2" وهو يوم موقعة الجمل الي جانب آسر ياسين ومحمد
فرج ومحمد ممدوح.
من الشباك
وقدم المخرج أحمد عبدالله السيد فيلم "شباك" عن مجموعة من الثوار
الذين عاشوا في شقة تطل علي ميدان التحرير. وكان البعض يتابع الأحداث من
الشباك وقد كتب المخرج السيناريو وقام بالتمثيل: أحمد الفيشاوي وياسمين شاش
وعمر الزهيري وهشام حسين.. واشتمل الفيلم "18 يوماً" علي أفلام أخري مثل:
"إن جالك الطوفان" إخراج محمد علي. و"حظر تجول" سيناريو وإخراج شرين
البنداري وتمثيل أحمد فؤاد سليم ورمضان خاطر. وفيلم "داخلي - خارجي"
سيناريو تامر حبيب وإخراج يسري نصرالله. وفيلم "أشرف سبرتو" سيناريو ناصر
عبدالرحمن وإخراج أحمد علاء وتمثيل أيمي سمير غانم ومحمد فرج. ومعروف ان
ناصر عبدالرحمن هو الذي كتب سيناريو آخر أفلام الراحل يوسف شاهين وكان
بعنوان "هي فوضي".. لقد قدم كل واحد من مخرجينا الشباب جزءاً من روحه
وتجربته ورؤيته لثورة مصر. وكلها تعبر عن روح وتجربة مصر خلال أحداث
الثورة!.
الجمهورية المصرية في
26/05/2011
فيلم «١٨ يوما».. بعض
صناعه تعاونوا مع النظام السابق
تمثيل مصر في كان أثار الخلافات
بين عناوين مثل« ١٨يوما» مظاهرة سينمائية رائعة في تحية مصر أول ضيف
شرف في تاريخ المهرجان واستياء كبير من تمثيل مصر في مهرجان كان تباينت
الآراء
واختلفت ليس حول الفيلم نفسه المكون من عشرة أفلام قصيرة
أخرجها عدد من المخرجين
والنجوم بل حول بعض صناع وأبطال هذه الأفلام الذين اعتبرهم البعض من اتباع
النظام
السابق ووصل الأمر إلى حد مقاطعة النجم عمرو واكد حفل تكريم مصر وعرض
الفيلم بسبب
تواجد المخرج مروان حامد والمخرج شريف عرفة ضمن الوفد
ومشاركتهم في اخراج بعض
الأفلام وقال عمرو واكد في تفسير تصرفه أن كلا من مروان حامد وشريف عرفة
كانا قد
نفذا أفلاما دعائية لحساب الحملة الانتخابية للرئيس المخلوع حسني مبارك كما
أن يسرا
التي لعبت بطولة أحد الأفلام العشرة اتهمت باتخاذ موقف معاد للثورة قبل
انتصارها
تمثل في مداخلة تليفونية في أحد البرامج التليفزيونية أيدت
فيها الرئيس المخلوع
وانتقدت الثوار..
ويتكون فيلم «١٨ يوما» من عشرة أفلام قصيرة هي «احتباس» من اخراج
شريف عرفة وخلقة ربنا اخراج كاملة أبوذكري وتأليف بلال فضل و«١٩-١٩» من
اخراج مروان
حامد وإن جالك الطوفان اخراج محمد علي وحظر تجول سيناريو واخراج شريف
البنداري
و«كحك الثورة» اخراج خالد مرعي و«تحرير ٢-٢» اخراج مريم أبوعوف
و«شباك» اخراج أحمد
عبدالله السيد «داخلي - خارجي» اخراج يسري نصر الله أشرف سبرتو اخراج أحمد
علاء
وشارك في بطولة الأفلام عدد من النجوم والنجمات من أمثال أحمد حلمي ومنى
زكي وعمرو
واكد ويسرا وباسم سمرة وهند صبري..
ومن المنتظر طرح الفيلم للعرض الجماهيري في مصر وعدد من البلاد
العربية في الأسابيع القادمة وقد قرر أبطال الفيلم تخصيص جزء من إيراداته
لتأسيس
جمعية لصالح أسر أهالي شهداء الثورة.
الجمهورية المصرية في
26/05/2011
توابع جوائز «كان»:
نقاد يعتبرون «السعفة الذهبية» عودة
للعلاقات بين السينما الأمريكية وأشهر مهرجانات أوروبا..
وشبهة المجاملة تلاحق
«كريستين
دانست»
كتب
ريهام جودة
رغم انتهاء فعاليات مهرجان «كان» السينمائى الدولى قبل ثلاثة أيام، لا
تزال أصداء جوائز الدورة الرابعة والستين من المهرجان- الأشهر بالنسبة
للسينما العالمية وفى أوروبا- تتصدر اهتمامات وسائل الإعلام الفنية وتشغل
الوسط السينمائى فى العالم، ولا حديث إلا عن عودة السينما الأمريكية
للسيطرة على المهرجان، بعد سنوات من الغياب عن الفوز بتلك الجائزة المهمة،
هذه السيطرة التى تجلت بداية من فوز المخرج الأمريكى «تيرانس ماليك»
بالسعفة الذهبية، وصولاً إلى اختيار مواطنته «كريستين دانست» كأفضل ممثلة،
وهى الجائزة التى حملت كثيراً من الشبهات حولها.
بداية تفوق «ماليك» على عدد من كبار المخرجين ممن شاركوا فى دورة هذا
العام، ومنهم الإسبانى «بيدرو ألمودوفار»، الذى نافس بفيلم «الجلد الذى
أعيش فيه» بطولة «أنطونيو بانديراس»، ومعروف عن «ألمودوفار» مشاركاته
وتواجده المستمرين فى المهرجان طوال الدورات السابقة، كما حصل على جائزة
الإخراج عام ١٩٩٩ عن فيلم «كل شىء عن أمى»، وجائزة السيناريو عن فيلم «فولفر»
٢٠٠٦، أيضا المخرجان البلجيكيان «جان لوك وبيير داردين» اللذان نافسا بفيلم
«الصبى ذو الدراجة»، والفرنسى «ميشيل هازانفيكوس» عن فيلم «الفنان».
ويعد «شجرة الحياة» هو خامس فيلم للمخرج «تيرانس ماليك» طوال ٤٠ عاما
من مشواره الفنى، وأول عودة من المخرج للمشاركة فى «كان» منذ أن حصل على
جائزة الإخراج عن فيلمه «أيام فى الجنة» عام ١٩٧٩، وكان من المقرر مشاركة
الفيلم فى دورة المهرجان العام الماضى، إلا أن عدم اكتمال نسخة الفيلم حال
دون رغبة إدارة المهرجان فى عرضه فى الدورة الـ٦٣، وتدور أحداث الفيلم حول
منتصف الخمسينيات من القرن الماضى، ويلعب بطولته «براد بت».
وفى حين اعتبر معظم النقاد المتابعين للمهرجان فوز «ماليك» بالجائزة
مستحقا، نظرا للمستوى الجيد للفيلم، وانتقد آخرون فوز «كريستين دانست»
بجائزة أفضل ممثلة عن «ميلانخوليا» مجاملة من لجنة التحكيم التى رأسها
الممثل والمنتج الأمريكى «روبرت دى نيرو»، كما ضمت فى عضويتها كلاً من
الممثلين الأمريكيين «أوما ثورمان» و«جود لو»، وهو الذى دفع بالشبهات نحو
الجائزة، خاصة أن كثيراً من النقاد رأوا أن «دانست» لم تكن الأفضل بين
ممثلات أفلام المسابقة الرسمية لهذه الدورة، وكانت المؤشرات حتى اللحظات
الأخيرة قبل إعلان الجوائز تشير إلى احتمال فوز الممثلة «بيرنيس بيجو» عن
فيلم «الفنان» بالجائزة، إضافة إلى التوقعات بعدم منح أى جائزة لفيلم «ميلانخوليا»
بعد التصريحات المثيرة للجدل التى جاءت على لسان مخرجه الدنماركى «لارس فون
ترير» حول تعاطفه مع قائد النازية «أدولف هتلر» خلال مؤتمر صحفى للفيلم،
الأربعاء قبل الماضى، والتى أثارت لغطاً كبيراً واحتجاجات من الجالية
اليهودية الأمريكية فى فرنسا واتهامات لـ«ترير» بمعاداة السامية، ودفعت
إدارة المهرجان لطرده واعتباره «شخصاً غير مرغوب فيه»،
رغم اعتذار المخرج عما قاله وتأكيده أنه كان على سبيل المزاح!، وعدم
حضوره حفل ختام المهرجان أو تسلمه أى جائزة فى حال فوز فيلمه بها، والذى
استمر فى المنافسة رغم طرد «ترير»، إلا أن بعض المحللين رأوا فوز «كريستين
دانست» بطلة فيلم «ترير» بجائزة أفضل ممثلة، رغم أنها لم تكن الأفضل بين
منافساتها هذه الدورة، لمجرد إثبات حسن النوايا من قبل إدارة المهرجان،
وعدم وجود أى سيطرة يهودية أو أهواء سياسية على سياسات المهرجان وأنها لا
تعاقب أسرة الفيلم، بل عاقبت مخرجه فقط، لأنه حول المهرجان إلى ساحة أو
منتدى، لمناقشة مثل هذه الموضوعات (اليهودية والنازية) وهو التبرير الذى
ساقته الإدارة فى بيانها الصادر الأسبوع الماضى عقب رفضها استمرار «ترير»
فى المشاركة فى الفعاليات، رغم العلاقة الطيبة التى طالما ربطت بين إدارة
المهرجان و«ترير»، الحاصل على السعفة الذهبية عام ٢٠٠٠ عن فيلمه «راقصة فى
الظلام».
المصري اليوم في
26/05/2011 |