من هو ذاك الذي يصور عملية قطع رأس ابنه؟ ويصور كل عمليات التعذيب
والقتل التي قام بها نظام وحشي؟ كيف سترى امرأة بلدها بعد غيابها عنه لأكثر
من 14 سنة؟ كيف لماجد أن يعثر على صورة والديه، هو الذي ما عاد يعرف
هيئتهما بعد أن فارقاه وهو لم يتجاوز السنة الثانية من عمره؟
أسئلة يمكن أن تمتد لتصل الاسكندرية، والبحث عن موسيقى العوالم
السفلية لهذه المدينة وتوثيقها، وبالتالي معاينة جيل يعيش على الهامش، بوصف
الهامش هو المكان الذي يتسع دائماً لكل ما هو جديد ومتطلع ومغاير.
الرغبة ليست كبيرة في الإجابة عن كل تلك الأسئلة التي بدأنا بها، إنما
البعض منها، التي هي في النهاية ستكون مطروحة من خلال خمسة أفلام مشاركة في
مسابقة المهر العربي في الدورة السابعة من مهرجان دبي، ولابد أن العرض لكل
هذه الأفلام دفعة واحدة سيكون عدداً كبيراً إلى حد ما، لكنكم سرعان ما
ستجدون ما يقف خلف ذلك.
تقودني بعض الأفلام إلى ظاهرة متمثلة في أن ما يود الفيلم تقديمه
يتفوق على الفيلم نفسه، وهنا يمكن الحديث عن النوايا لا السينما، والبحث عن
عبارات مثل: أفلام صغيرة لقضايا كبيرة، أو استثمار في قضايا سياسية
وإنسانية تحت مسمى فيلم له أن يكون مصاغاً من أوله إلى آخره على هيئة سهرة
تلفزيونية أو مسرحية يصعب التفاعل معها. ثم يأتي أيضاً التثاقف، وجلد
المشاهد بآراء معدة مسبقاً، له أن يتخلى عنها حتى وإن كان مؤمناً بها، وذلك
من وطأة الطرح، من خفة التناول وسطحيته الذي يأتي برفقة أدوات لا علاقة لها
بالسينما لا من قريب ولا من بعيد.
يشرح لنا فيلم الأردني محمد الحشكي «مدن الترانزيت» في أولى تجاربه
الإخراجية ما آلت إليه الأردن من خلال عودة امرأة (صبا مبارك) إلى عمّان
بعد غياب دام لأكثر من 14 سنة، حيث كانت متزوجة في أميركا وها هي تعود
مطلقة، ليكون الفيلم كل الفيلم هو تنقل من مأزق إلى آخر تعيشه تلك المرأة
مع ما آلت إليه الأمور في الأردن، حيث التعصب الديني والفساد الإداري
والجيل المعولم المتعلق بالقشور. كل شيء سيحاصرها، أختها المحجبة، والدها
الصامت الذي لم يركب الموجة، موظف البنك والمرابحة، الفتيات اللواتي لا
يتكلمن إلا الانجليزية.. إلخ ولدى تلك المرأة اجابتها عن كل ما تواجهه
لأنها ببساطة تود أن تعيش حريتها الشخصية: الحق الشرعي والمقدس، وهكذا
فإننا سنشاهد هذه البانورما الكلامية والتلفزيونية ونحن نقول «الله يرحم
أيام زمان» كان كل شيء غير كل شيء الآن.
«المغني»
على المنوال نفسه، يراهن العراقي قاسم حول في فيلمه «المغني» بأننا
وبمجرد مشاهدة الغرائبية والجنون الذي كان يتعامل به صدام ومعاونوه مع من
حولهم، أي كيف يخضعون لتفتيش ذاتي، وكيف يقوم الديكتاتور بممارسة الجنس مع
زوجة أحد ضباطه، ومن ثم الإقدام على قتله لأنه كان متضايقاً من ذلك، فإنه
سيجعلنا ننسى كيف قدم ذلك؟
أو أن المغني الذي يصل متأخراً سيدفعنا لأن نلهث معه وهو يحاول الوصول
في الموعد لإحياء حفلة الزعيم، فيمضي يغني ووجهه إلى الحائط مع أفراد
الفرقة الموسيقية وللدقة ليس الحائط بل تمثال صدام أيضاً.
كل ذلك سيأتي كما لو أننا في مسرحية هزلية، مع النوايا التي لا نعرف
إن كانت كوميدية أو تراجيدية؟ لكن ليس ذلك بالمهم أيضاً، طالما أن كل ما
حدث قد حدث حقاً، وليس في الأمر مزحة سينمائية.
في اطار متصل ومنفصل في آن معاً، يقدم المخرج العراقي قتيبة الجنابي
في فيلمه «الخروج من بغداد» مقاربة مختلفة تماماً عن مواطنه قاسم حول، حيث
الفيلم يمضي خلف نهايته، يراهن على النهاية التي أريد لها أن تكون صادمة
بحجم ما عاشه صادق، ذاك الرجل الذي نبقى نتعقب قصة هروبه من بغداد، هو الذي
كان المصور الشخصي للرئيس العراقي في أواخر تسعينات القرن الماضي، الذي في
الوقت نفسه سيكون مسكوناً بكوابيس ما قام بتصويره، حيث تستعاد تلك الصور أو
المشاهد من خلال مادة أرشيفية لتفجير البشر بالقنابل وغيرها من ممارسات
وحشية.
سيكون الفيلم في جزء كبير منه «فيلم طريق» وصادق على الطريق، وصولاً
إلى «بودابست» التي يعلق فيها وهو يسعى للقاء ابنه ونراه يتصل بزوجته التي
سبقته في الهرب يسألها المساعدة، سيتكرر ذلك، سيستعين الجنابي بالرسائل
التي يكتبها صادق لابنه سمير، وصولاً إلى اكتشاف حجم المأساة التي عاشها
صادق، ولتكون الرسائل بمثابة اعترافات، رسائل لا ترسل، لأنه ما من أحد
يتسلمها.
الفيلم مصنوع بتقشف، ثمة حلول سردية متناغمة وهذا التقشف مسعى لأن
يكون انتظار صادق الطويل لأن يذهب إلى لندن ذا نهاية صادمة، وهي كذلك حقاً،
بما يعري ويوثق ممارسات نظام صدام حسين بكل ما هو متاح للجنابي من أدوات
للوثائقي أن يمضي جنباً إلى جنب مع الروائي.
«ميكروفون»
هذا الهم التوثيقي سنقع عليه أيضاً مع ثاني أفلام المخرج المصري أحمد
عبدالله «ميكروفون»، حيث سيكون نبش الهامش الاسكندراني الخيط الناظم الرئيس
للفيلم، حيث الموسيقى بشتى أنواعها ستكون هي الحامل الشرعي لما يعيشه جيل
مصري جديد، سواء في «الهيب هوب» أو«الروك» أو غيرها من أنماط موسيقية يطلق
عليها في الفيلم مسمى «موسيقى العوالم السفلية»، الأمر الذي سيذكرنا بفيلم
الإيراني بهمان غوبادي «لا أحد يعرف عن القطط الفارسية» الذي يوثق ايضاً
لموسيقى العوالم السفلية لطهران، ويترك لهذه الموسيقى المحرمة في إيران
لتكون راصداً إستثنائياً لما يعيشه الشباب الإيراني بعيدا عن بطش السلطة
الدينية، ونحن نشاهد هؤلاء الفتية يتدربون في غرفة من الفلين لئلا يسمع
الموسيقى أحد، أو في مزرعة أبقار، وصولاً إلى نهايته التراجيدية.
مع أحمد عبدالله لن تكون النهاية تراجيدية، سيترك للسمكة أن تخرج من
الحوض إلى البحر، كما أن الجميل في الفيلم سيكون بالتأكيد مع تلك الفرق
المدهشة التي نسمع أغانيها والموسيقى التي تؤلفها. وكما في فيلم غوبادي فإن
مساحة كبيرة ستترك لمشاهد متسارعة من شوارع الاسكندرية وبحرها وناسها، وعلى
تناغم مع الغناء والموسيقى، إضافة للغرافيتي الذي يتسرب إلى مصر كما هو في
شوارع العواصم الأوروبية.
الصدام مع السلطة سيكون في فيلم أحمد عبدالله مغريا أيضاً كما هو في
إيران، لكن هنا ستكون مع هيئة فنية وطنية أو رسمية، التي بالتأكيد سترفض
أنماطاً موسيقيةً كهذه، لا بل إن قبولها سيفقد هذه الموسيقى أهم مزاياها
ألا وهو هامشيتها وكونها موسيقى شوارع، لكن هذا أيضاً سيكون متعذراً حين
تمنعهم الشرطة من إقامة حفلة في مقهى رصيف يقصودنه.
نبقى في العوالم السفلية، لكن مع فيلم المغربي نسيم عباسي «ماجد» الذي
يمضي خلف هذا الطفل الذي فقد والديه في حريق هو أول ما نقع عليه في الفيلم،
وليعيش مع أخيه الأكبر، ويمشي يتلقط رزقه من مسح الأحذية ومن ثم بيع
السجائر حين يتعرف إلى «العربي» الطفل الذي يمسي صديقه بأداء رائع من هذا
الطفل.
الفيلم مبني وفق سيناريو يتوخى بناء أحداثه بالاتكاء على بحث ماجد عن
صورة لوالديه، وكل ما لديه صورة محروقة لهما، بما يجعل من قصة مضيه من
المحمدية إلى الدار البيضاء ليزور أصدقاء والديه والحصول منهم على صورة
لوالديه باباً مفتوحاً على مصراعيه على الكثير من المنعطفات الدرامية ورصد
الكثير من الشخصيات االتي تكون في الغالب على قدر كبير من القسوة.
ولعل الفيلم يتعرج ويستقيم، لكنه يبقى محافظاً على ثيمة الصورة التي
يتسق حولها كل شيء مع استغراق الوصول إلى تلك الصورة الكثير الكثير من
الأحداث والمطولات، التي ستنتهي جميعاً بنهاية تراجيدية للعربي وسعيدة
لماجد وهو في الباص نائم وإلى جانبه الصورة، بما يوحي بأن أخاه قرر أن
يأخذه معه إلى خارج المغرب وعدل عن فكرة وضعه في دار الأيتام.
الإمارات اليوم في
17/12/2010
الخيبات وأحلام العودة من «مدن الترانزيت»
علا الشيخ ــ دبي
قال محمد الحشكي مخرج فيلم «مدن الترانزيت»، الذي عرض اول من امس ضمن
فئة الأفلام الروائية الطويلة المتنافسة على جائزة المهر العربي في مهرجان
دبي السينمائي الدولي، إن «العمل كانت فكرته الرئيسة تدور حول كونه فيلماً
قصيراً، لكن بعد قراءة نص الكاتب الأردني احمد امين، وجدنا اننا قادرون على
تطوير الفكرة، وتحويل العمل الى فيلم طويل».
وأشار الى التحدي الكبير الذي واجهه فريق عمل «مدن الترانزيت»، لاسيما
مع تخصيص ميزانية انتاج ضئيلة، مضيفاً «لكن روح الفريق الواحد والتمسك
بفكرة دعم السينما الأردنية جعلتنا ننجز الفيلم كاملاً في سبعة ايام ونصف
اليوم، حتى إن بطلي العمل (صبا مبارك ومحمد قباني) لم يتقاضيا ديناراً
واحداً عن المشاركة في الفيلم، وتفاعلا مع الفكرة».
عن فكرة الفيلم الذي تناولت حكايته العودة بمفهومها المطلق، سواء
أكانت عودة إلى المكان، الوطن، الذاكرة، أو اللحظة قال الحشكي «على الصعيد
الشخصي، وبعيداً عن كوني مخرجاً، اصبحت حائراً في معنى الوطن، خصوصاً في
قصد شباب اوطاناً اخرى ليرحلوا اليها، ففكرة العودة بحد ذاتها اصبحت ليست
العودة الى وطن فحسب، بل العودة الى ذكرى معينة أو إلى شارع أو حتى منزل»،
مشدداً على أن الفكرة ليست خاصة بالأردن والمخيمات الفلسطينية فيه، بل هي
فكرة عربية شاملة.
وأضاف المخرج الأردني «كنت في افلامي القصيرة السابقة احلم بتحويلها
الى أعمال طويلة، لكن الإنتاج وضعفه كانا يقفا دائماً بيني وبين تحقيق
الحلم «نحن في الأردن نفتقد للانتاج الضخم، ووجود النصوص الجيدة، والايمان
بقدرات الفنان الأردني نفسه الذي قدم الكثير في مسيرة الفن على الصعيد
العربي، لكن تجربة (مدن الترانزيت) اعادت لي الثقة بماهية الفنان وماذا
يريد، ففي فيلم انتاجه محدود جداً استطعنا أن ننجزه في مدة قصيرة جداً
ليكون حاضراً في مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة».
وتابع «مهرجان قرطاج عرض علينا ان نشارك في فيلمنا، الا اننا اخترنا
دبي لتكون اول من يشهد انطلاق هذا الفيلم».
وعن إذا ما توافر الإنتاج هل سيخرج الحشكي الفيلم بالصورة نفسها أو
يعيد اخراجه مرة أخرى؟ قال «اعادة إخراج (مدن الترانزيت) مرة اخرى غير
واردة مع ان فكرته مثيرة تستفز المخرج لأن يستثمرها في حكايات صور اكثر».
من جهتها، قالت منتجة العمل رولا ناصر التي تعمل في الهيئة الملكية
الأردنية للأفلام إن «طبيعة فيلم (مدن الترانزيت) اعطتنا الأمل في اننا
قادرون على صناعة فيلم بمقاييس جيدة رغم الانتاج المحدود»، مشيدة بتعاون
جميع فريق العمل، إذ قبل فنانون لهم بصمتهم الخاصة في الساحة الفنية
العربية ان يكونوا ضمن فريق الفيلم.
في المقابل، قال بطل «مدن الترانزيت» محمد قباني الذي قدم العديد من
الأدوار في الدراما الاردنية، إن «الفيلم الذي يدور حول الخيبات التي يشعر
بها كل عربي يحلم بالعودة، وهي ليست مقصورة على فكرة العودة المرتبطة
بفلسطين، بل هي تحاكي حال المصري الذي يعيش خارج بلاده، والفلسطيني في
الشتات، والعراقي في المهجر، والمغربي في فرنسا وغيرهم من العرب، التي
تقطعت أوصالهم رغما عنهم ببعدهم عن أوطانهم»، مضيفاً أن «مصطلح العودة يعطي
مساحة للتفكير في معناه، العودة لمن ولماذا وكيف، ونحن نعيش في عصر العولمة
والتكنولوجيا التي بلدت مشاعرنا اكثر، هو قرار العودة بمعناه الحسي الى
الرائحة والأماكن واللحظات»، كل هذا جعل قباني بكل حب على حد تعبيره يقبل
بالدور مع مخرج موهوب، ومن دون طلب اي مقابل.
يشار إلى أن الحشكي سبق وقدم فيلمين، هما وثائقي بعنوان «العيش
مؤقتا»، وفيلم الفراشة الذي كتبه أيضاً وفاز بالمرتبة الثانية في مهرجان
الفرانكفونية للأفلام العربية، ويعمل حالياً في مشروع فيلم طويل ثانٍ.
الإمارات اليوم في
17/12/2010
حفلات على هامش المهرجان اجتذبت نجوماً
«سمر فني» يخفّف هموم «الوثائقي والروائي»
محمد عبدالمقصود – دبي
في مقابل انشغال رابع أيام مهرجان دبي السينمائي الدولي بجدل نظري حول
الهمّ السياسي في الأفلام، سواء الوثائقية عبرة ندوة متخصصة، أو الروائية
التي خَصص لها فعاليتين في أروقته عبر فيلمي «الخروج» و«المغني»، شكلت
الحفلات اليومية التي تقام على هامش فعاليات المهرجان عامل جذب أول لفنانين
عرب على وجه الخصوص.
وشهدت الحفلة التي نظمتها شركة روتانا وقناة فوكس للأفلام، في فندق
مينا السلام بمدينة جميرا تحت مظلة المهرجان، حضوراً فنياً مكثفاً، وتوجت
خلاله الإعلامية هالة سرحان، الفنان أحمد السقا والفنانة منى زكي بجائزة
تقديرية من استوديوهات روتانا، بعدما كشفت عن حصولهما على لقب نجمي شاشاتها
لهذا العام.
ودعت سرحان الفنانين أحمد بدير ومصطفى فهمي إلى كلمات موجزة عن السقا
خصوصاً، بعدما أشار الأخير إلى أنهما أكثر من دعما بدايته الفنية، في الوقت
الذي استرجعت فيه سرحان أسلوبها المميز في تقديم آخر برامجها على قناة
«روتانا سينما» الذي تحوّل إلى قضية مثيرة للجدل بعنوان «بنات الليل».
الحفل ذاته شهد دعوة الفنانين الموجودين فيه الى التجمع قبل أن تشير
سرحان التي مارست دور عريفة الحفل إلى أن المناسبة تتعلق بعيد ميلاد نيللي
كريم، قبل أن تستدرك «وأيضاً عيد ميلاد ماجد الكدواني، وعيد ميلاد الفنانة
بوسي بأثر رجعي».
وفي الوقت الذي كان نجوم الفيلم المصري «678» ماجد الكدواني وباسم
سمرة وبشرى ونيللي كريم أسرع الملبين لدعوة سرحان، امتلأت الدائرة بأعداد
كبيرة من الفنانين، منهم لبلبة وخالد أبوالنجا ومحمد رجب، وغيرهم لغناء
أغنية عيد الميلاد في جو موسيقي راقص، داخل السياج الخاص الذي اعتاد أفراد
الأمن على إقامته، متتبعين خطوات الفنانين الضيوف.
في سياق متصل، حظيت الأفلام التي تتناول هموماً سياسية باهتمام النقاد
والمخرجين والأوساط الصحافية في رابع أيام المهرجان، أول من أمس، الذي صادف
تخصيص ندوتين مختلفتين حول فيلمين لا يبتعدان كثيراً عن هذا الهم، أحدهما
مصري بعنوان «الخروج» الذي يتطرق إلى قصة حب بين فتاة قبطية في الثامنة
عشرة من العمر وشاب مسلم، حضرها المخرج هشام عيساوي، والمنتج شريف مندور،
وأبطال العمل محمد رمضان ومريهان وسناء موزيان وأحمد بدير، وأدارها المدير
الفني للمهرجان مسعود أمرالله، والآخر عراقي هو «المغني» للمخرج العراقي
قاسم حول، وضم المنتج ديديه كوديك، وبطلي العمل عامر علوان، وأثمار الخضر،
فيما أدارها رشيد عرفان مدير البرنامج العربي في المهرجان.
وانعكس البعد السياسي في قضية الفيلم المصري التي تبدو شائكة في محيط
تداول الحديث عن احتقان طائفي في مصر، وطبيعة التعامل السياسي مع القضية،
في مشكلات تحدّث عنها مخرجه بشكل خاص، سواء أثناء التصوير، أو مشكلته مع
الجهات الرقابية التي لم يسلم من مقصها، فيما أعرب عن امتنانه لاستضافته
ضمن عروض «دبي السينمائي»، الأمر الذي يدعم إيجابياً العمل الذي لايزال
يواجه انتقادات في بلده، حسب المخرج.
البعد السياسي لفيلم «المغني» أيضاً كان حاضراً عبر قصته التي تتطرق
إلى تأخر مغن لأسباب أمنية عن إحيائه حفلاً يقيمه ديكتاتور، عاقبه بأن جعله
يغني ووجهه إلى الحائط، محيلاً إلى تاريخ عراقي قريب ومعاصر في آن واحد حسب
المخرج.
وإذا كانت المناسبتان السابقتان تقتربان بشكل أو بآخر من ملامح الندوة
التطبيقية، نظراً الى ان كليهما يرتبط بفيلم معروض ضمن أفلام المهرجان، فإن
ندوة أكاديمية كانت رئيسة أيضاً ضمن فعاليات رابع أيام المهرجان، وتناولت
ايضاً البعد السياسي في السينما عموماً والأفلام خصوصاً.
واقع
تناولت ندوة «الأفلام الوثائقية والسياسية» البعد السياسي في الأفلام
المشاركة بالمهرجان والسينما عموماً، وحضر الندوة عدد من المخرجين
والمنتجين ذوي تجارب مختلفة، وهم راسموس آبراهمسن (من شركة كونسيرن فيلم)،
ولينا غوبول (منتجة أفلام وثائقية)، وسليمان سيسي (مخرج مالي)، وجوان
أكومفرا (مخرج من سموكينغ دوغز فيلم).
وقال آبراهمسن إن «معظم الأفلام الوثائقية القادمة من بلدان فيها
نزاعات يذهب مخرجوها إلى إظهار أنماط سياسية وأحداث تغفل كثير من الفضائيات
والأخبار عن الوصول إليها أو التعمق في ما يحدث فيها، وبالتالي يمكن لها أن
تأخذ المشاهد كثيراً حسب رؤية المخرج أو المحطة التي يعمل لحسابها، وكذلك
جهة إنتاج الفيلم».
بينما قالت لينا غوبول إن «نجاح الافلام الوثائقية القادمة من الدول
التي يوجد فيها صراعات ومشكلات مختلفة مرهون بمدى تقديم المخرج للفيلم
والمشاهد الحية والحقيقية التي قام بتصويرها من خلال عدسته، وعلى مدار
فترات متعاقبة، وبالتالي يمكن لها أن تظهر صورة حقيقية عن الواقع والمشهد
الطبيعي الذي يحدث في هذه البلاد». في السياق ذاته، قال سليمان سيسي إن
«طبيعة نجاح أي فيلم، سواء كان وثائقياً أو غير ذلك، يعتمد على رؤية المخرج
الصحيحة لأحداث المنطقة التي يصور فيها الفيلم، إضافة إلى معتقداته
السياسية ورؤيته المتفقة مع المحطة التي يعمل بها أو جهة الإنتاج التي
يصوّر لحسابها الفيلم الوثائقي».
الإمارات اليوم في
17/12/2010
الحاسة السادسة
بعيداً عن الكراميل
بقلم :إبراهيم توتونجي
حسناً هذا الفيلم يشعرك بالضجر وتتمنى أن ينتهي. الأمر سهل، انقر زر
التوقف «ستوب» واذهب الى فيلم آخر، إلى عالم آخر. هذا الطقس للمشاهدة
الحرة، لا يمكنك أن تعيشه في صالة سينما، بل في بيتك، أثناء مشاهدتك الفيلم
على قرص «دي في دي» أو على قناة الأفلام المتخصصة، حيث يصبح جهاز الريموت
كونترول هو سلاحك الذي يعزز حريتك. في مهرجانات السينما، تتخذ مشاهدة
الأفلام في الصالات بعداً إضافياً، فناهيك عن عدم رغبتك بإزعاج جيرانك
الموجودين على المقاعد، اذا ما رغبت بمغادرة العرض قبل انتهائه، هناك شق
آخر يتعلق بالإحراج. فحتى لو لم يكن احد من صناع الفيلم صديقاً لك أو
تعرفه، فمغادرة الفيلم قبل انتهائه، وفي حضور صناعه غالبا ووجودهم في مركز
استراتيجي مشرف على باب الصالة، عند خط المقاعد الأول.. قد يترك أثرا «غير
لطيف»، في أقل الأحوال، في نفسية المبدع!
على كل، الحل بات متوفراً وسهلاً: مكتبة عرض الأفلام. نجح «مهرجان دبي
السينمائي» بدورته الحالية في تجهيز مكتبة مشاهدة أفلام للصحافيين
والمخولين بدخول صالة الصحافة، مكتملة العناصر التقنية واللوجستية. كل
الأفلام، أو غالبيتها العظمى، التي تعرض في الصالات، متوافرة عبر برنامج
كومبيوتر سهل ورقمي. كل ما تحتاج إليه هو أن تعرف عنوان الفيلم
بالانجليزية، ثم تختاره من لائحة الأفلام المنظمة بالترتيب الأبجدي. واذا
لم تجد فيلمك في المكتبة، لا تتأخر في اعلام المسؤولين عن الأمر، وستجده
بعد قليل. حدث ذلك معي بالنسبة إلى الفيلم العراقي «الرحيل عن بغداد». واذا
كنت تشاهد الأفلام برغبة الكتابة النقدية عنها، بما يعني مشاهدتها على
طريقة «الدياغونال» التي يمتهنها نقاد الكتب، والمشتغلون في الصحافة، حيث
تتولد لديهم مع الوقت القدرة على القراءة السريعة والتقاط الأفكار
والأخطاء، ان وجدت، بشكل سريع يشبه عمل الماسحة الضوئية. طريقة الـ«سكانيغ»
هذه يمتهنها ايضا مشاهدو الافلام السينمائية بكثرة، ومن بينهم النقاد.
هناك ايضا ترف اعادة المشهد أو تقطيعه أو توقيفه من أجل تدوين ملاحظة
أو التأكد من خاطرة. هذا لا يتأتى في صالة السينما، حيث يتوجب عليك لكي
تتأكد من فكرة مرت في بالك ان تهمس إلى جارك سائلاً اياه: «عفواً، ولكن
ماذا قال للتو؟..»، وليس من الضرورة أن يرزقك الله دوماً بجار لطيف ليجيبك
عن سؤالك، أما ان رزقك بنجم سينمائي شاب ووسيم يمثل في السينما المصرية
بتبلد كامل، ويضحك طوال الفيلم ما يتسبب بإزعاجك (رجاء العودة الى مقالة
الأمس لمزيد من التفاصيل) فهذه هي النوعية من الأرزاق التي يطلق عليها اسم
«ابتلاء»!
ثمة فائدة اخرى من مشاهدة الافلام في المكتبة وهي تفويت رائحة الزبدة
المنبعثة من الفوشار. تخيل ان كنت تعاني من حساسية من رائحة الزبدة تجعلك
تعطس. سيكون الموقف محرجا في الصالة. وإن كنت تعاني ايضا من حساسية
الكراميل، الشائع استخدامه مع الفوشار، فالعطس سيصبح مضاعفا، والإحراج
سيكون ثقيلا. اما اذا كنت تعاني أيضا من حساسية «اللقمشة» وهذا ما يطلق على
صوت مضغ الأكل، وفي هذه الحالة «طقطقة» حبات الفوشار، فإن العطس قد يتحول
الى عنف يصل حد.. الضرب!
ibrahimt@albayan.ae
البيان الإماراتية في
18/12/2010
الفيلم الروائي الأردني (مدن ترانزيت) يفوز
بجائزة النقاد الدولية في مهرجان دبي
دبي -ناجح حسن
انتزع الفيلم الروائي الاردني الطويل (مدن ترانزيت) لمخرجه الشاب محمد
الحشكي جائزة اتحاد النقاد السينمائيين العالمي (الفيبرسي) التي اعلنتها
اليوم لجنة تحكيمية تضم اشهر اسماء لامعة من النقاد والمخرجين في السينما
العالمية .
جاء الاعلان عن الجائزة ضمن الدورة السابعة لمهرجان دبي السينمائي
الدولي الذي سيعلن في ختام فعالياته مساء يوم غد الاحد عن جوائز المهر
العربي والافريقي والاسيوي..
ظفر(مدن ترانزيت) الذي انجز بميزانية بسيطة ضمن مشاريع التدريب في
الهيئة الملكية الاردنية للافلام بالجائزة وسط منافسة ساخنة ضمت احدث افلام
السينما العربية التي انجزها مخرجون من الامارات ومصر وفلسطين وسوريا
ولبنان والعراق والمغرب والجزائر . وقال الناقد السينمائي اللبناني محمد
رضا عضو لجنة تحكيم (الفيبرسي) للرأي ان الفيلم الاردني استحق هذه الجائزة
التي عادة ما تقدم للافلام المشاركة في العديد من المهرجانات السينمائية
العالمية الكبرى لبراعة مخرجه في تقديم عمل روائي طويل بحرفية متمكنة تنهل
بسلاسة وشفافية من اسئلة الذاكرة وتحولات الواقع.
يسرد (مدن ترانزيت) حكاية امراة تعود الى مدينة مثل عمان عقب انفصالها
عن زوجها بعد اقامتها لسنوات باميركا لتبدا محاولاتها في الاستقرار الى
جوار اسرتها التي اخذت احوالها تتبدل نتيجة لتحولات الواقع.
ترصد الشخصية الرئيسية بالفيلم التي تؤدي دورها الممثلة صبا مبارك
العديد من المواقف والمحطات التي عاشتها شخصيات الفيلم الاخرى مثل الاب
وشقيقتها وجيرانها امام متطلبات عصر العولمة الذي يفيض باحداث جسام تنقلها
قنوات فضائية تبث طوال اليوم امام اسئلة حرجة.
سبق للمخرج محمد الحشكي ان قدم مجموعة من الافلام القصيرة مثل (العيش
مؤقتا) 2004 وفيلم (فراشة) العام 2008 وعمل في اكثر من ورشة تدريبية لصناعة
الافلام القصيرة نظمتها الهيئة الملكية الاردنية للافلام قبل ان تتاح له
فرصة انجاز فيلمه الروائي الاول (مدن ترانزيت) الذي ادى ادواره الرئيسية كل
من صبا مبارك ومحمد القباني وشفيقة الطل وعلي ماهر واضطلعت بانتاجه رولا
ناصروساهم في كتابة النص والحوار احمد امين .
حققت صناعة الافلام في السنوات الاخيرة حضورا بارزا في سائر الملتقيات
والمهرجانات السينمائية العربية والدولية والبعض من تلك الاعمال التسجيلية
والروائية والتجريبية نالت العديد من الجوائز وتقديرات النقاد وثناء الحضور
وذلك للدور الذي لعبته عدة مؤسسات وافراد واكاديميات متخصصة بهذا الحقل
الابداعي .
يشار الى ان الاردن يشارك ضمن الدورة السابعة في مهرجان دبي السينمائي
بثلاثة افلام متنوعة هي اضافة الى فيلم (مدن ترانزيت) الفيلم الروائي
القصير (بهية ومحمود) للمخرج الشاب زيد ابو حمدان الذي يتناول فيه قصة
شخصيات في ملجا للمسنين بالاضافة الى الفيلم التسجيلي الطويل (هذه صورتي
وانا ميت) للمخرج محمود المساد صاحب الفيلمين التسجيليين (الشاطر حسن) و(اعادة
خلق).
الرأي الأردنية في
18/12/2010 |