شكّل الفيلم
البريطاني «خطاب الملك» لتوم هوبر، الذي افتتح الدورة السابعة لـ«مهرجان
دبي
السينمائي الدولي» مساء الثاني عشر من كانون الأول الجاري، لحظة تأمّل في
كواليس
البلاط الملكي في المملكة المتحدة، في ثلاثينيات القرن الفائت
وأربعينياته. الواجهة
السينمائية: شخصية دوق يورك (كولن فيرث)، الابن الخجول والمتلعثم دائماً
للملك جورج
الخامس. البناء الدرامي: تشييد العمارة الفنية على العلاقة القائمة بين
بيرتي (كما
يناديه أقاربه) وليونيل لوغ (جيوفري راش)، الذي أعانه على
التغلّب على التلعثم.
علاقة لم تقف عند حدّ، لأن بلوغ الهدف منها (معالجة التلعثم) لم يمنع
تحويلها إلى
صداقة ظلّت قائمة بينهما إلى نهاية حياتيهما. غير أن المبطّن مختلفٌ قليلاً.
الكواليس تكشف شيئاً من العالم الخفي للبلاط الملكي. للحياة القائمة داخل
جدران
القصر. للتقاليد المفروضة بصرامة. للنزاعات الداخلية. لصعوبة التمرّد على
القوانين
الحادّة التي يُفترض بأبناء العائلة المالكة التقيّد بها منذ ولادتهم وحتى
آخر
العمر.
يُمكن القول إن تلعثم دوق يورك انعكاسٌ ما، أو نتيجة ما، لهذا العالم
الضاغط. الجسد قابلٌ لأن يكون الوعاء الأخير لارتباك الروح. انعكاس لهذا
الارتباك.
أو ترجمة له. التلعثم أزمة فعلية، خصوصاً بالنسبة إلى أناس مطالبين بأن
يكونوا على
تماس ما مع الجماهير. الخجل والتلعثم آفتان قاتلتان بالنسبة إلى الفرد
العادي. فكيف
إذا كان الفرد منتمياً إلى عائلة مالكة؟ إذا كان مُطالباً بأن يكون في
الواجهة،
أكثر من أي شخص آخر؟ العائلة المالكة نفسها كانت قابضةً على
امبراطورية لم تغب
الشمس عن أراضيها لسنين مديدة: ألا يعني هذا مزيداً من المسؤولية والوجاهة؟
لكن، هل
يُمكن حصر المادة الدرامية بهذا الأمر وحده؟ ربما. فـ«خطاب الملك» متابعة
سينمائية
محكمة البناء الدرامي لفصل من فصول السيرة الذاتية الخاصّة بدوق يورك، والد
الملكة
إليزابيت. فصل من فصول تلك السيرة، عشية اندلاع الحرب العالمية
الثانية. أي أن
الفيلم، الذي حقّقه هوبر بعد إنجازات سينمائية وتلفزيونية عدّة، صورة
مختصرة عن
الصدام الحاصل بين المتوجَّب والعفوي. أو بين الانفعال المتفلِّت من أي قيد
والتزام
قواعد العيش الملكي المغايرة، إن لم تكن المتناقضة والعفوية الإنسانية في
مقاربة
المسائل. شقيق دوق يورك الملك إدوارد الثامن (غي بيرس) فضّل
الانخراط في حياته
الشخصية على حساب العرش. تنحّى عنه من أجل حبيبة لم يكترث بنشأتها أو
مكانتها
الاجتماعية. من أجل عشق نابع من علاقة بامرأة لم يهتمّ بانتمائها
الاجتماعي، قياساً
إلى مكانته وانتمائه. دوق يورك مختلف. بات العرش له. وبات
عليه، إذاً، أن يتحرّر من
خجله والتلعثم. ليونيل لوغ جزءٌ من اللعبة. اختارته زوجة الدوق (هيلينا
بونهام
كارتر). عرفت به عن طريق مقرّبة إليها. بارعٌ هو في المجال هذا. إنه ممثل.
علاقته
بأبنائه مبنيّة، من بين أمور عدّة، على المسرح وفضائه الإبداعي.
«مهمّة:
مستحيلة»
هذا فيلم افتتاح. الدورة الحالية زاخرة، كما هي عادة المهرجان
الإماراتي الدولي هذا، بأفلام وعناوين وأنشطة. للمهرجان المذكور أهداف
عدّة، حدّدها
مديره عبد الحميد جمعه بالتالي: أولاً، أن يكون المهرجان حدثاً
ثقافياً لمدّ جسور
العلاقات بين الشرق والغرب، وبين الشرق والشرق أيضاً، «خصوصاً أن المهرجان
يُقام في
إمارة دبي، التي يعيش فيها أناس منتمون إلى نحو مئتي جنسية مختلفة».
ثانياً، أن
يكون منصّة لعرض الفيلم العربي، ووضع بذرة تكون نواة لفيلم
سينمائي إماراتي.
ثالثاً: أن تصبح الإمارات وجهة لتصوير الأفلام العالمية، «ونحن بدأنا بهذا،
إذ تمّ
تصوير لقطات ومشاهد من الفيلم الجديد لتوم كروز «مهمّة: مستحيلة» (الجزء
الجديد)».
رابعاً، «تعزيز موقع دبي كمركز ثقافي». يُمكن تجاوز الأهداف كلّها، على
الرغم من
أهميتها، للتوقّف عند علاقة المهرجان، في دورته الجديدة هذه، بالفيلم
العربي.
«مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة» ضمّت اثني عشر فيلماً
جديداً.
الأرقام متفاوتة في المسابقات الأخرى: المهر الإماراتي، المهر الوثائقي،
المهر
الروائي القصير والمهر الآسيوي والأفريقي. هناك أيضاً برامج
أخرى، كسينما العالم
وليال عربية وسينما الأطفال وأصوات خليجية وغيرها. الحيوية العربية واضحة،
أقلّه
على مستوى الإنتاج. المشاريع العربية المقدّمة لملتقى دبي و«إنجاز» وغيرهما
حاضرة
بكثافة. لا يعني هذا أن كل جديد مفيد أو مهمّ أو مثير للنقاش أو للمتعة
البصرية
والنفسية والفكرية. لكن المسألة محرِّضة على طرح سؤال الواقعين
الإنتاجي والإبداعي
للسينما العربية الحديثة. لمدى قدرة هذه السينما على تقديم الجديد، شكلاً
ومضموناً.
للمساحة التي خصّصتها بجرأة اختيار
المواضيع الحسّاسة، وآلية معالجتها الفنية
والدرامية. هذه مسائل تحتاج إلى قراءة مستقلّة. الأفلام
العربية الجديدة محتاجة إلى
تحليل نقدي خارج إطار المسابقات الرسمية الخاصّة بالمهرجانات السينمائية
العربية.
هناك أسئلة جدّية. لكن الأفلام التي طرحتها
قليلة للغاية، قياساً إلى العدد
المُنتَج سنوياً.
فيلمان جميلان
في الأيام الأولى للدورة السابعة لـ«مهرجان
دبي السينمائي الدولي»، عُرضت أفلام عدّة تستحقّ النقاش النقدي
المطوّل. نموذجان
اثنان هنا: «الرحيل من بغداد» للعراقي قتيبة الجنابي و«678» للمصري محمد
دياب.
إنهما الفيلمان الروائيان الطويلان الأولان
لمخرجيهما. إنهما متشابهان في غوصهما
داخل النفس البشرية، على مستوى الحكاية الفردية، جرّاء الضغوط
المختلفة، اجتماعياً
أو سياسياً أو نفسياً أو ثقافياً. الثقافي هنا يعني أنماط التربية والسلوك
العام،
المؤثّر سلباً في البنية الحياتية للناس. فيلمان متشابهان، أيضاً، بكونهما
نتاج
تفكيرين شبابيين: أولهما مهاجر منذ أعوام عدّة، وثانيهما مقيم
في بلده منذ سنين
عدّة أيضاً. لا يعني هذا التمييز تمييزاً في آلية الاشتغال. العراقي
المهاجر منذ
سنين طويلة من بلده مدركٌ تماماً أحوال بلده وناسه ومجتمعه وبيئته. المصري
المقيم
منذ سنين طويلة في بلده غارقٌ في التفاصيل اليومية لتلك الحياة القائمة على
تخوم
العدم والانكسار والخيبات والألم. الموضوعان أساسيان في العيش
الآنيّ داخل أسوار
العالم العربي، أو خارجهما. لكن الألم العربي واحدٌ في الداخل والخارج، كما
ظهر في
الفيلمين. فألم الداخل، جرّاء الانحطاط العام في الأخلاق والثقافة والتربية
(وهو
انحطاط ناتجٌ من بؤس السياسة وديكتاتورية النظام المتحكّم
بأحوال الناس وبيئاتهم)،
لا يختلف كثيراً عن ألم الخارج، لأن «الذهاب» (إقرأ: الهروب)
إلى الخارج سببه
الانحطاط العام نفسه، تقريباً.
غير أن هناك فرقاً بين الفيلمين: العراقي حافظ
على متابعة سينمائية بسيطة لأحوال المرء الهارب من بشاعة الحكم
الصدّامي إلى متاهات
أوروبا، من دون فذلكة تنظيرية. المصري اختار موضوعاً حسّاساً (التحرّش
الجنسي)،
لكنه بدا منقلباً على نفسه، لخضوعه اللاواعي (أم إنه واع تماماً) لحسابات
مصرية
داخلية. الذهاب بعيداً في قراءة المأساة الفردية الناتجة من بؤس السلطة
العراقية،
لم تجد شبيهاً لها في الفيلم المصري. في «678»، بدا الفصل
الأخير مرتبكاً. أو
بالأحرى منحازاً إلى متطلّبات السوق، أو حاجات البيئة الاجتماعية العامّة.
اختيار
موضوع التحرّش الجنسي ومناقشته السينمائية بعيداً عن التنظير، اصطدم بخوف
واضح من
الذهاب به إلى أقصى تمرّد ممكن. مع هذا، الفيلمان جميلان، أي
أنهما انعكاسٌ واضحٌ
لوجود براعة أساسية في المخيّلة العربية القادرة على «إفراز» الجميل
والمحرّض على
النقاش والمثير لمتعة المُشاهدة.
كلاكيت
نَفَس قصير
نديم جرجورة
تعاني أفلام سينمائية
عربية عدّة مشاكل جمّة. قليلة هي الأفلام الأهم والأفضل والأجمل، شكلاً
ومضموناً.
الغالبية الساحقة منها محتاجة إلى صوغ بصري
متمتّع بحسّ إبداعي جذري. على الرغم من
هذا، هناك أفلام منتمية إلى تلك الغالبية أدرك صانعوها اختيار
مواضيع جوهرية تطاول
عمق الأزمات الإنسانية الممتدّة على الجغرافيا العربية كلّها، في الداخل
كما في
بلاد الاغتراب والمنافي. أدرك صانعوها كيفية وضع نصوص سينمائية جديرة
بالاهتمام
والنقاش، من دون بلوغ مرتبة الإبهار البصري. أو على الأقلّ
إيفاء الشكل متطلّباته
الأساسية كلّها. هذا يعني أن هوّة ما تفصل المضمون الجميل والمهمّ عن الشكل
المسطّح
أو العادي، أو الفاقد شروطه التقنية والفنية والجمالية.
الأمثلة، تاريخياً،
عديدة. التوغّل في شؤون الجماعة عبر حكايات فردية مستلّة من الجرح
الاجتماعي
والنفسي والروحي والتربوي، دونه عقبة الاشتغال الدرامي السليم. أو بالأحرى
دونه
عقبة الاكتمال في صوغ شكل سينمائي متماسك ومتمكّن من قواعده المطلوبة. أي
إن جمالية
الشكل تبقى منقوصة، لأن خللاً ما أصاب العمل في نصفه الثاني أحياناً، أو في
ربعه
الأخير أحياناً أخرى. وللخلل هذا أسبابٌ متفرّقة: الرقابة
الذاتية التي تُسقط عن
السينمائي صفة الإبداع، لخضوعه المسبق لأحكام مجتمع وسلطة. الخوف من سطوة
هذين
المجتمع والسلطة عليه أيضاً. البحث عن حصانة تحول دون انقضاض الجماهير
عليه، وهي
جماهير تتظاهر بتمسّكها بتقاليد وقوانين باتت مترهّلة ورجعية.
الاهتمام بأحوال
السوق التجارية، ما يحدّ من حرية الفنان المبدع، ويُكبّل مخيّلته وعقله
وانفعاله.
النَّفَس القصير الخاصّ بمخرجين عرب
عديدين، ما يعني أن بلوغهم المراحل الأخيرة من
السرد الحكائي يؤدّي بهم إلى حالة من الملل، والرغبة في ختم
مشاريعهم بأية طريقة.
لا يعني هذا كلّه أن السينمائيين المبدعين العرب جميعهم خاضعون لما سبق
ذكره. هناك
حالة متمثّلة بالتفلّت الإنساني من أي قيد أو شرط أثناء الاشتغال
السينمائي. هذه
حالة موجودة في المشهد السينمائي العربي، وإن كان نموّها في
البيئة العربية بطيئاً.
في المقابل، هناك سينمائيون متمتّعون بذكاء وموهبة ولغة سينمائية وطموحات
إبداعية
واشتغالات بصرية وفكرية وفنية، تراهم ينجزون أفلاماً باهرة تثير متعة
المُشاهدة،
لكنها تسقط، في لحظة ما، في فخّ الارتباك أو الملل.
مشاهدة فيلم عربي متمتّع،
في أجزاء أولى منه، بنكهة جمالية وحسّ سينمائي مرهف وبراعة في
الاشتغال الدرامي
والفني، تصطدم (المُشاهدة) بارتباكات متفرّقة لاحقاً. تصطدم بترهّل السياق
الحكائي
والمعالجة الفنية. مخرجون عديدون تنتابهم ملمّات عدّة، تمنعهم من السير
قدماً في
المناخ الجميل نفسه الذي قدّموه في البداية. من هذه الملمّات: القلق من
إثارة مشاكل
مع الرقابات الرسمية والخاصّة. الخضوع لسلوك اجتماعي أو تربوي
متوارث، يقضي بعدم
المواجهة والتغيير وطرح أفكار مغايرة للسائد.
غير أن الأهمّ كامن في الاشتغال
السينمائي. فإذا غابت السينما، فَقد الفيلم سرّ وجوده.
السفير اللبنانية في
16/12/2010
"خطاب
الملك" لطوم هوبر يفتتح مهرجان دبي السينمائي
السابع
مــلـك الــتـــــأتــــأة!
دبي - من هوفيك حبشيان
من فكرة جميلة يستقي طوم هوبر فيلماً يرتكز على الكلام وتكراره الى
درجة يشعر
المشاهد انه في مسرحية مصورة. لكن هذا الاحساس بالانغلاق في اطار حكاية
محدودة
الأطراف والطموحات، تعطله زمرة ممثلين (كولين فرث، جيفري راش، هيلينا
بونهام كارتر)
يحملون العمل على أكفهم بمساندة مخرج مكلّف
الاعتناء بجميع أشكال التواصل بين النص
المكتوب والمادة النهائية على الشاشة.
انها حكاية غريبة بعض الشيء، لكنها
حقيقية على ما يبدو، تدور تفاصيلها على والد الملكة اليزابيت
التي لا تزال تتربع
عرش بريطانيا العظمى. هذا الرجل سيضطر الى ان يحلّ مكان شقيقه ادوارد
السابع، ويحكم
البلاد والعباد بعد أن يصبح الملك جورج السادس. الهنة الوحيدة عنده هي انه
ضعيف
الشخصية ويشكو من قلة شجاعة ولا يعرف كيفية مخاطبة الجماهير.
لكن أحواله ستتغير
عندما يقرر الاستعانة بأستاذ للتدريب على اللغة ينتهج أساليب غير تقليدية.
الغني عن
التوكيد انه سيتخلص تدريجاً من كل ما يثقل كاهله، وما إن يعود الى حالته
الطبيعية
حتى يقنع الشعب البريطاني بإعلان الحرب على هتلر، في خطاب ممتاز.
هذا الفيلم
الذي افتتح الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي، يمتلك كل مقوّمات
الفيلم
الاوسكاري الذي يمكنه حصد كمية كبيرة من التماثيل الهوليوودية الذهبية،
ونعني
بالمقوّمات، ديكورات متقنة الصنع لألكسندر ديبلا، تعيدنا الى
حقبة تاريخية ماضية،
الى اخراج رصين لا يقتصد في الامكانات، مروراً بتمثيل ممتاز ونص يشرّع أمام
الاخراج
رؤية ملهمة.
يرتكز الفيلم بأكمله على العلاج الذي يتابعه الملك للتخلص من
التأتأة التي يشكو منها، وايضاً على علاقة الصداقة التي تنمو بينه وبين
المشرف على
هذا العلاج. هناك الكثير من المواقف المضحكة تتأتى على نحو خاص
من روح المعالِج
الفكاهية (راش في دور مميز). بأسلوبه الكلاسيكي الذي يعجب انصار السينما
الأكاديمية، يختزل الفيلم الحياة الملوكية، يتملقها أحياناً ويظهر حماقتها
في أحيان
أخرى، لكنه في العموم يبقى لطيفاً مع شخصياته. طبعاً، لا يجوز حتى التفكير
بما كان
فعله مخرج غير انكليزي بموضوع مماثل.
هذا شريط بريطاني في اصغر تفاصيله
الدرامية والحكائية والجمالية. لكن ينعدم فيه حس النقد اللاذع
الموجود في الكثير من
الأفلام التي تناولت العرش الملكي. يوقّع هوبر، الآتي من التلفزيون والعائد
اليه
بعد هذا الفيلم، جسماً سينمائياً غريباً على رغم كلاسيكية شكله. هنا الخطاب
هو
الملك. وهذا الخطاب لا يُقرأ مواجهةً بل مواربة. ومن جملة ما
يقوله الفيلم ان
الخطاب هذا عندما يخرج من أفواه الملوك والرؤساء يكون قد قطع في ترتيبات
شكلانية
أكثر منها جوهرية. فالمسألة كلها تتعلق بالسؤال: كيف يلقي الملك (يلقبه
معالجه
بـ"برتي")، خطابه وليس ما يقوله، في لحظة تبدو فيها الحرب
العالمية الثانية أمراً
محتماً. في مشهد يختزل كل ما يريد الفيلم قوله، نرى اعضاء العائلة المالكة
يشاهدون
مواد ارشيفية يخطب فيها هتلر على طريقته الانفعالية المعروفة، فيسأل احدهم
الآخر:
ماذا يقول؟ فيردّ الثاني قائلاً: لا اعرف، لكنه يقوله بشكل جيد".
النهار اللبنانية في
16/12/2010
شملت حرمان 40 ممثلا وممثلة
السجادة الحمراء ل "دبي السينمائي" ممنوعة على الفنانين
الاماراتيين
محمود العوضي
في سابقة غريبة على "مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010" ورغم ان
المهرجان يقام في الامارات تم حرمان ما يقرب من 40 فنانا وفنانة
اماراتيين من السير على السجادة الحمراء أسوة بغيرهم من الممثلين والممثلات
الضيوف الذين جاؤوا الى دبي للمشاركة في المهرجان في دورته السابعة التي
انطلقت في الثاني عشر من ديسمبر الجاري وتستمر حتى التاسع عشر من نفس
الشهر. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تم حرمانهم ايضا من حضور الحفل
الذي اقيم في افتتاح المهرجان ومنعوا من الاحتفال مع الممثلين والممثلات
الضيوف.
وعلمت ايلاف من مصدر مسؤول في ادارة مهرجان دبي السينمائي الدولي انه
عادة قبل المهرجان يتم منح هيئة دبي للثقافة والفنون عددا من البطاقات
والدعوات المختلفة بحيث تقوم الهيئة بتوزيعها على الفنانين والفنانات
وغيرهم من المهتمين باعمال المهرجان وانشطته. مضيفا ان الهيئة قامت بتوزيع
عدد من البطاقات العادية على الفنانين الاماراتيين اكتشف لاحقا انها
بطاقات لحضور افلام المهرجان السينمائي فقط وليست لحضور الحفل الرئيسي
والسير على السجادة الحمراء. ومن ثم تم منع النجوم الاماراتيين من الانضمام
الى الحفل الفني. وبعد ذلك اعرب فنانو الامارات عن استيائهم من حدوث ذلك
مطالبين بمشاركتهم للفنانين الضيوف الحفل وجرت اتصالات مكثفة بين ادارة
هيئة دبي للثقافة والفنون وادارة مهرجان دبي السينمائي الدولي في محاولة
منهم لاحتواء الازمة والاحراج الذي تعرض له نجوم الامارات بسبب خطأ بشري لا
يعرف مصدره. ولكن استمر قرار منع دخولهم الى المهرجان لأن البطاقات التي
حصلوا عليها ليست من فئة "في اي بي".
ورغم عدم تمكن نجوم الامارات من الدخول الا ان "ايلاف" لاحظت أن عبد
الحميد جمعة - رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي - قد بذل جهودا حثيثة
وسريعة حتى يمكن فنانو الامارات من الدخول الى الحفل الرسمي وذلك بعد تلقيه
عدد من شكواهم. وقد شارك عبدالحميد جمعة في الفريق الذي أطلق مهرجان دبي
السينمائي الدولي في عام 2004، ثم تسلّم مهامه رئيساً للمهرجان في عام 2006
حتى الان. وقد ساهمت مشاركاته في مختلف الفعاليات السينمائية المستقلة
العربية والخليجية في تعزيز مكانته.
ومن جهته قام مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي
السينمائي الدولي 2010 . بالرد على هيئة الثقافة والتراث وقال ان "تلك
المشكلة ليست مسؤولية ادارة المهرجان انما هي مسؤولية رعاة الحفل". وفي
المقابل نفت هيئة الثقافة مسؤوليتها رغم انه من المفترض ان تكون هي
المسؤولة عن هذا الحفل وبطاقات الدخول اليه سواء كانت خاصة ب "في اي بي" او
بطاقات لمشاهدة الافلام فقط. وتبين في النهاية ان الخطأ غير مقصود انما هو
خطأ في التنسيق وسوء تقدير لعملية طرح بطاقات دخول المهرجان.
ويرى الاماراتيون أن هذا المهرجان هو فرصة جيدة للفنانين الاماراتيين
للاحتكاك بالفنانين الضيوف والاستفادة من خبراتهم والتعرف اليهم، مطالبين
بأن يكون للممثلين والممثلات الاماراتيين الاولوية وان يضعوا في بؤرة
الاهتمام الاولي في اي مهرجان سينمائي يقام على ارض الامارات.
والجدير بالذكر أنه في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي العام الماضي
2009 الذي اقيم في فندق القصر في دبي، تعرض الفنان المصري الشهير عمر
الشريف لموقف مماثل. ولكن تدخل الرجل النشط عبدالحميد جمعة بشكل فوري وفاعل
واستطاع ان ينهي المشكلة بشكل تام.
وكان حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة 2010
يمثل بوابة حقيقية صوب المستقبل من خلال تلك الاختيارات السينمائية العالية
الجودة وتلك الصفوة المتميزة من صناع ونجوم السينما العالمية. الذين ازدحمت
بهم مدينة دبي. فقد كان حفل البساط الاحمر بمثابة الدعوة الصريحة للانطلاق
الى المستقبل وفق معطيات مقرونة بالاحترام رفيع المستوى والذي يؤكد
الاقتدار العالي الذي تتحرك به قادة هذا العرس السينمائي والتي تضم الثنائي
المتميز عبدالحميد جمعة ومسعود امر الله العلي. وقد اقيم حفل الافتتاح في
قاعة ارينا بمدينة جميرا بحضور حشد بارز من نجوم السينما العالمية.
إيلاف في
16/12/2010
يشارك بفيلم "تذكرة من عزرائيل" حول مهنة حفر الأنفاق بغزة
صديقة مخرج فلسطيني تتهم مصر بتوقيفه قبل سفره لمهرجان دبي
دبي -
mbc.net
قالت مصادر مقربة من المخرج الفلسطيني عبد الله الغول -الذي غاب عن
عرض فيلمه الوثائقي "تذكرة من عزرائيل" في مهرجان دبي السينمائي-: إنه تم
توقيفه من قبل الشرطة المصرية قبل سفره، مشيرة إلى أن المخرج متهم بالدخول
غير الشرعي إلى القاهرة.
يأتي ذلك فيما أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بيانا
تستنكر فيه قيام أجهزة الأمن المصرية باعتقال المخرج الفلسطيني، الطالب في
معهد السينما العالي التابع لأكاديمية الفنون بالقاهرة، وتهديده بالترحيل
إلى موطنه في غزة، بزعم عدم حصوله على إقامة في مصر. في الوقت نفسه لم تعلق
السلطات المصرية على تقارير المنظمة الحقوقية.
وأوضحت الفرنسية "لور فورست" صديقة المخرج -التي قامت بتمثيله بناء
على طلبه-: إن "الغول" تم توقيفه في مطار القاهرة أثناء توجهه إلى دبي
لحضور عرض الفيلم.
وأضافت -في تصريحات لـmbc.net- أنه "يخضع للتحقيق منذ يوم السبت الماضي"، حيث تم توقيفه بتهمة
الدخول غير الشرعي إلى مصر، مشيرة إلى أنه جرد من هاتفه، ولم يستطع الاتصال
بأحد من الخارج منذ اعتقاله، لافتة -في الوقت نفسه- إلى أنه تم السماح له
بعد ذلك باستخدام هاتفه، وبالتالي استطاع تلقي اتصالها".
كانت "لور" اتصلت بالمخرج الفلسطيني؛ لتحري مكان تواجده فور وصولها
إلى دبي، حيث كانا قد اتفقا سابقا على اللقاء في المهرجان لمتابعة فيلمه،
وقالت: "طلب مني الاهتمام بالفيلم وتمثيله، والمشكلة أنه لا يملك رصيدا في
هاتفه، ولا يستطيع الاتصال بأحد، وأعتقد أنه ليس لديه محام وليس هناك من
يساعده".
وأوضحت "لور" أن عبد الله أخبرها -أثناء الاتصال الهاتفي- بأنه ربما
سيتم إرساله إلى غزة. وأشارت إلى أنه في حال حدث هذا "فإنه لن يتمكن من
إكمال دراسته، كما أن هناك احتمالاً كبيراً أن يمنع من دخول مصر مجددا، وهو
لا يستطيع المرور من خلال إسرائيل، ما يعني أنه سيكون عالقاً للأبد".
وأضافت "حالته في مصر معقدة، فهو طالب في المعهد العالي للسينما في
مصر منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، وهو مسجل رسميا في المعهد، لكن الحكومة
المصرية لم تمنحه فيزا الإقامة والأوراق الرسمية، لذا هو مُسجل قانونياً في
المعهد، ولكنه متواجد بشكل غير قانوني في مصر".
وأشارت صديقة عبد الله إلى أن تقديم الفيلم في كُتيب مهرجان دبي ليس
دقيقا، إذ يشرح أن (الفيلم) يتحدث عن رجل يُحاول الهرب عبر الأنفاق من رفح
إلى مصر، وهي ليست قصة "تذكرة من عزرائيل".
ورجحت "أن تكون الجهات المصرية استنتجت أن الفيلم يروي قصة عبد الله
الغول، ولهذا تم إلقاء القبض عليه بتهمة دخول مصر بطريقة غير شرعية عبر
الأنفاق".
ولفتت "لور" إلى أنها، ومن خلال معرفتها بعبد الله تدرك أنه توجه إلى
غزة عام 2009م؛ حيث كان يفترض أن يبقى فيها لأسبوع، ولكن زيارته استمرت
لثلاثة أشهر لأنه لم يستطع العودة إلى مصر، إلا أنه تمكن في نهاية الأمر من
ترتيب العودة، وبعدها استدعته الاستخبارات المصرية عدة مرات للتحقيق.
الموت وحفر الأنفاق
ويُلقي فيلم "تذكرة من عزرائيل" الضوء على مجموعة شبان يعملون في حفر
الأنفاق، ويبحث معهم الأسباب التي تدفعهم للعمل في هذه المهنة الخطرة التي
تحمل "تذكرة من عزرائيل" بحسب أحد الشبان؛ وهو الاسم الذي اتخذه عبد الله
عنوانا لفيلمه.
قام عبد الله بتسجيل الفيلم أثناء فترة تواجده في غزة؛ حيث دخل مع
الشبان إلى الأنفاق، وصور طريقة عملهم، كما تناول معهم الأسباب التي تدفعهم
لهذا العمل، وسألهم عن نوعية البضائع التي يتم تهريبها عبر هذه الأنفاق.
ويُظهر الفيلم وجوه الشبان جميعا، كما يبين الظروف القاسية وكيفية
تعاطيهم مع الخطر، ومحاولة مواجهة حقيقة إمكانية تعرضهم للموت في أي لحظة.
وتابعت أن عبد الله في الاثنين والعشرين من العمر؛ وهذا فيلمه الأول،
ولا يمكنه أن يؤذي أحدا. وقد سبق واختير فيلمه في مهرجان "ترمسو" للأفلام
في النرويج في بداية يونيو/حزيران الماضي؛ ولكنه لم يستطع الذهاب للمشاركة
لعدم قدرته على الحصول على فيزا من الحكومة النرويجية. مضيفة "فاتته الفرصة
الأولى، واليوم ضاعت فرصته الثانية. كل ما يحاول فعله هو البدء كصانع
للأفلام".
كان "تذكرة من عزرائيل" قد عُرض الأربعاء إلى جانب فيلم فلسطيني آخر
بعنوان "أبي من حيفا" للمخرج "عمر شرقاوي"، وسط حضور جمهور من الصحفيين
والمهتمين بالقضية الفلسطينية، وبوجود "لور" الصديقة الفرنسية للمخرج.
يُذكر أن الفيلم من تأليف وإخراج عبد الله الغول، أما الإنتاج فتشاركه
فيه "ماريا أندرادا" والمونتاج لأحمد عبد الرازق.
الـ
mbc.net في
16/12/2010 |