أبي يخاف العودة! كيف له أن يعود إلى حيفا وقد كان في التاسعة من عمره
حين غادرها محاصراً بالخوف؟ الإسرائيليون في فيلم آخر قتلوا والدي في
أثينا، بينما كنت في حضنه، جاءت دراجة نارية وتوقفت بجانب السيارة التي
تحملنا، وأطلق علينا النار رجل يرتدي خوذة.
بينما الأب الثالث فقد كان هناك، ينصت ويراقب لكل ما يحدث حوله وهو
يحلق شعر رجالات الدولة والحكم، إنه في خريف العمر، يده مرتجفة، وما عاد
يقص الشعر ويشذب اللحى، لكنه سيفعل أمام الكاميرا كما لو أنه يستعيد كل ما
عاشه وعاش منه.
من الواضح أن كلمة «الأب» ستكون صلة الوصلة بين الأفلام التي نعرض لها
في ثالث أيام كتابتنا عن أفلام الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي،
وهي هذه المرة ثلاثة أفلام مشاركة في مسابقة «المهر العربي» للأفلام
الوثائقية، اجتمعت على ما يمكن للأب أن يصيغه من تاريخ، ولعلها تستعيد
أيضاً قطعة تاريخ كبيرة لنا أن نجدها تتحرك من خلال هذه الأفلام بين فلسطين
ولبنان والدنمارك وسورية.
فيلم الدنماركي عمر الشرقاوي المولد لأب فلسطيني، سيقودنا من عنوانه
«أبي من حيفا» إلى ذاك الأب، إلى علاقته، أي عمر، مخرج الفيلم مع والده
منير الشرقاوي، الذي تتمركز حياته حول لحظة تاريخية معممة على مئات آلاف
الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض، ومن ثم الملايين، طالما نتكلم عن
أجيال ولدت وعاشت ولم ترَ فلسطين لمرة واحدة، عمر الشرقاوي واحد من هؤلاء،
يرى والده مأزوماً على الدوام، محملاً بماضٍ له أن يكون حاضراً على الدوام،
ويحمل آثاره على جسده من خلال التشوهات التي لحقت بأطرافه حين كان مقاتلاً
في صفوف الثورة الفلسطينية، قبل أن يأتي إلى الدنمارك ويتزوج من دنماركية،
وعمر هو أكبر أبنائه.
كل ما تقدم ليس إلا مما سنتعرف إليه في الفيلم، المصنوع بإيقاع متناغم
مع ما يتجول في أعماق الأب. اللقطات غالباً تكون قريبة، وكثيراً قريبة
جداً، لا بل إن أمراً يستدعي نفسه لدي عند مشاهدة هكذا فيلم يتمثل بمدى
ثراء الشخصية التي يقدم لها، وقدرتها ونحن نتكلم عن فيلم وثائقي، أن تكون
في مواجهة الكاميرا على هذا القدر من الإقناع والاتساق، كما هو منير
الشرقاوي ونحن نمضي معه برفقة ابنه عمر، ونقع عليه في أداء لما يسعى الفيلم
إلى توثيقه، ثم إن المادة الوثائقية المكونة من الصور وأدوات أخرى، تأتي في
نسيج له أن يكون روائياً، وفي بنية مونتاجية تجعل إيقاع الفيلم قادراً على
أخذنا إلى حياة الأب والابن وعلاقتهما، وبالتأكيد إضاءة المشاعر المتضاربة
والمتصارعة المتأتية من قلق الأب من العودة إلى حيفا، حياته في الدنمارك،
آرائه في ما وصلت إليه القضية الفلسطينية ونحن نسمعه في دمشق يقول «فلسطين
لن تموت، ولدتني ودخلت في غيبوبة الآن.. ستستيقظ منها».
فيلم «أبي من حيفا» يقول لنا ما الذي يعنيه أن تكون ابناً لأب من
حيفا، فضول الابن لمعاينة حياة والده المستلبة عن كسب، ومن ثم تقديم سيرة
الأب، الذي سنشاهده يمضي إلى دمشق أولاً حيث يسكن أغلب أفراد أسرته، علاقته
مع هذه المدينة التي يعشقها، وهو يقول عنها: كم كانت رحيمة ومضيافة
للفلسطينيين وهي تعاملهم معاملة السوريين، هناك سيزور قبر والده في مشهد
مؤثر ومؤلم، وصولاً إلى زيارته حيفا، وطبعاً بجواز سفر دنماركي يتيح له
البقاء 10 أيام في بلده المسروق منه، وزيارة البيت الذي هجّر منه منذ أكثر
من 62 سنة.
«صورتي وأنا ميت»
الفيلم الثاني الذي نقدم له هنا، له أن يكون على اتصال مع «ابي من
حيفا» من حيث أنه عن علاقة ابن فلسطيني مع والده الذي اغتيل على مرأى منه،
إنه جديد الأردني المقيم في هولندا محمود مساد «هذه صورتي وأنا ميت»،
القادر دائماً على تقديم أفلامه الوثائقية على طريقته الخاصة، وليروي ويوثق
هذه المرة مقتل القيادي الفلسطيني مأمون مريش على يد «الموساد» الاسرائيلي،
وليكون السؤال الذي يفرض نفسه هنا: كيف؟
الإجابة عن هذا السؤال، ستكون بمثابة الفيلم، كل الفيلم، بدءاً من
عنوانه أي «هذه صورتي وأنا ميت»، كون الفيلم هو عن ابن مأمون مريش، أي بشير
مريش الذي كان بحكم الميت لدى اغتيال والده في أثينا عام ،1983 هو الذي كان
جالساً في حضنه حين أقدم القاتل على اطلاق النار، وقد تناقلت وسائل الإعلام
نبأ وفاته وقد كان في الرابعة من عمره، وعليه سيكون الفيلم صورة لبشير
بوصفه كان بحكم الميت، بينما عمره في الفيلم 29 سنة.
بداية الفيلم ستكون مع موسيقى أعياد الميلاد، وتشكيل بصري يجعل من
القنابل العنقودية التي ألقيت على غزة في عملية «الرصاص المصهور» بديلاً عن
أضواء شجرة الميلاد، ولكم أن تتخيلوا الأجراس والموسيقى والغناء بينما تضيء
تلك القنابل اللئيمة ليل غزة، الأمر الذي سيكون على اتصال مباشر مع نهاية
الفيلم، ونحن نمضي مع بشير وهو ينبش في تاريخ والده النضالي، من خلال من
تبقى من أصدقائه. كيف كان المخطط الرئيس لعملية دلال المغربي، قصص عن
طفولته وشبابه، وفي سرد يجعل من كل ذلك يمضي على اتساق وتناغم مع حياة
بشير، بحيث يكون ماضي الأب على اتصال مباشر مع حاضر الابن الذي يعمل في
شركة علاقات عامة ويرسم في مجلة رسوماً كاريكاتورية، وصولاً إلى اسمه، الذي
سماه به والده، وللمفارقة باسم بشير الجميل، بناء على قصة والده مع هذا
الزعيم اللبناني الذي اغتيل، كون الأخير أطلق سراح مأمون لدى أسره في حرب
«الكتائب» ضد الفلسطينيين، الأمر الذي يعود ويتكرر معكوساً هذه المرة حيث
يقدم مأمون مريش على اطلاق سراح بشير الجميل لدى أسره من قبل «فتح».
هكذا قصص ستمر في سرد مدهش ومصنوع بحنكة، ستأتي على لسان الدكتور الذي
يعالج بشير، وهو في الوقت نفسه من أصدقاء والده، إلى أن يصل الفيلم إلى
الاقتتال الفلسطيني ـ الفلسطيني بين «حماس» و«فتح»، كما يقول لنا الفيلم
وبعد كل ما شاهدناه وسمعناه عن مأمون مريش، هذا ما وصلت إليه القضية
الفلسطينية! هذا ما دفع من أجله مأمون مريش دمه ثمناً له، الوصول إلى العبث
وقمة العدمية بعد أن كان حلماً ثورياً كبيراً يجسده جيل مأمون مريش و«أبوجهاد»،
يخرين يرد ذكرهم في هذا الفيلم المميز.
«بيروت ع الموس»
مع فيلم زينة صفير «بيروت ع الموس» أو «كل شيء عن أبي» الترجمة لعنوان
الفيلم بالانجليزية، الذي أجده صالحاً أكثر، كوننا سنكون طيلة الفيلم أمام
والد المخرجة صفير، الحلاق ايلي الذي يعيش أيامه في بيته الذي لا يفارقه
وقد وصل خريف العمر، كما أننا طيلة الفيلم لن نفارق ذلك البيت إلا حين يمضي
ايلي إلى محل الحلاقة الذي أصبح لا يعمل فيه بل يديره من خلال الهاتف.
الرهان في الفيلم على ذاكرة الأب، ومسعى من صفير لتسجل ذلك، جزءاً من
الذاكرة اللبنانية، ونحن نسمع حلاق بيروت ايلي وهو يعيد سرد أحداث 1958
ومعها شخصيات تاريخية حلق لها وكان شاهداً عليها في أثناء تلك المرحلة مثل
كميل شمعون وصائب سلام. يبدأ من عاليا والعائلات الإقطاعية اللبنانية،
مروراً بانتسابه إلى «الكتائب»، إذ تصر المخرجة على معرفة دوافعه في هكذا
خيار، لكن كل ذلك السرد يأتي بمنتهى العفوية، وتحت وطأة عمر ايلي والذاكرة
التي تنجده في أحيان وتخونه في أحيان أخرى، وعلى شيء له أن يجعل من الأب
شخصية وجدت مخرجة الفيلم ضرورة شخصية وتاريخية في تسجيل ما كان شاهداً
عليه.
الإمارات اليوم في
16/12/2010
انفتاح مهم للمخرجين الإماراتيين على الإعلام العالمي
إشكالات الشاشة العربية.. جدل في أروقة المهرجان
محمد عبدالمقصود -دبي
ليس مؤكداً أن تكون اللجنة المسؤولة عن توزيع فعاليات «دبي السينمائي»
قد عمدت إلى أن يكون ثالث أيام المهرجان الدولي سجالاً حول مثالب السينما
العربية والبحث عن مفاتيح حقيقية لمسايرة الحراك السينمائي العالمي، فرغم
أن الندوات والمؤتمرات الصحافية المتعددة التي خُصصت لهذا اليوم حملت
عناوين متباينة لا ترتبط بمشكلات الفيلم العربي على اختلاف تنوعه، إلا أن
الكثير من سياقات تلك الفعاليات قاد المنتدين والحضور إلى تلك المنطقة .
في المقابل، حفل اليوم نفسه بانفتاح نادر للفيلم الإماراتي على
الإعلام العالمي والعربي الذي كان حاضراً بكثافة لتغطية فعالية تدشين
مسابقة «المهر الإماراتي»، الأمر الذي واكب الترويج لفكرة أن الدورة
السابعة للمهرجان بمثابة جني لثمار حراك سينمائي، تفاعل خصوصاً مع انطلاقة
دورته الأولى، ونما بإطلاق مهرجان الخليج منذ ثلاث سنوات، قبل أن يتسنى
تخصيص مسابقة رسمية ضمن فعاليات المهرجان للمرة الأولى هذا العام خاصة
بالفيلم المحلي، وهي مسابقة المهر للأفلام الإماراتية.
حوارات أهل المهنة
عبر ثلاث طاولات دائرية تواصل المخرجون الإماراتيون للمرة الأولى مع
وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية في آن معاً، في مشهد من شأنه
تسويق أعمالهم بشكل جيد، والتمهيد لوجود يواكب هذا الألق الإعلامي في
المهرجانات الدولية، إضافة إلى صقل التجارب الشابة.
ودار الكثير من حوارات المخرجين الشباب الذين يشارك بعضهم في المهرجان
للمرة الأولى حول أفلامهم، ومدى تفاعلهم مع مبادرة إطلاق المسابقة الجديدة،
وفيما أشارت مداخلات إلى ارتفاع سقف الطموحات لدى بعض المخرجين لوجود مؤثر
في المهرجانات العالمية، أشار البعض إلى أن مجرد التأهل للمشاركة في
المسابقة الرسمية التي اختارت 14 فيلماً من مجموع 35 تقدم أصحابها للمشاركة
انجاز فني، دون أن يغيب عن أحدهم ايضاً حلم الحضور ضمن قائمة أصحاب الأفلام
الأفضل وفق آراء لجنة تحكيم المسابقة.
وجود المخرجين الشباب على طاولات متقاربة نسج ايضاً حالة من الحوار في
ما بينهم، وتبادلت المخرجة نائلة الخاجة التي تشارك بفيلم «ملل» مع المخرج
عبدالله الكعبي الذي يشارك بفيلم من إنتاج فرنسي بعنوان «الفيلسوف»، الحديث
عن متطلبات المرحلة المقبلة بالنسبة للمخرجين الشباب، مصرحين لـ«الإمارت
اليوم» بأن «مسابقة المهر الإماراتي تؤطر لمرحلة جديدة في خبرات الشباب
تتجاوز مرحلة التجريب والهواية، وتتجه بشكل أكبر إلى الاستفادة من التقنيات
العالمية في صناعة أفلام جيدة»، وهي الطاولة نفسها التي جمعت المخرج الشاب
سعيد الظاهري وبطل فيلمه القصير «رجلين وعنز» عبدالله الرمسي، اللذين صرحا
بأنهما لا يأتيان إلى هنا لحصد الجوائز، «بل لتقديم أعمال كوميدية تتوجها
ضحكات من بعض حضور عرض الفيلم».
الطاولة المتوسطة أُفردت لأصحاب الأفلام الوثائقية، منهم الزوجان
الشاعران خالد البدور ونجوم الغانم، اللذان تشاركا في فيلم «حمامة»، إذ
تعود الرؤية الإخراجية للغانم، والجهد البحثي والاستقصائي للبدور الذي أكد
فكرة محورية التحول الذي تعيشه السينما المحلية بانطلاق مسابقة رسمية
للإماراتيين في «دبي السينمائي» لا تقل أهمية عن مسابقاته الأخرى الرئيسة،
فيما ضمت الطاولة الثالثة عدداً آخر من المخرجين منهم أحمد زين المشارك
بـ«عتمة»، ممتلكاً طموحاً قوياً لتحقيق حضور مختلف في «دبي السينمائي» بعد
تألقه في «أبوظبي السينمائي»، مؤكداً فكرة تجاوز الفيلم الإماراتي مرحلة
التجريب والهواية مع وصول المهرجان إلى دورته السابعة، وهي الفكرة التي
أيدها المخرج علي جابر المشارك بفيلم «صولو».
وفرضت هموم السينما المستقلة نفسها على أروقة مهرجان دبي السينمائي
الدولي وتحولت ندوة أقيمت بعنوان «عين على السينما المصرية» في الكثير من
جوانبها إلى مناسبة للتطرق إلى أبرز هموم السينما المستقلة عموما، والمصرية
خصوصا، عبر ندوة حوارية ضمت إلى جانب الناقد السينمائي ومدير هيئة الرقابة
والمصنفات الفنية السابق في مصر، كلاً من مخرج فيلم «678» محمد دياب ومخرج
الأفلام الوثائقية وائل عمر، فيما افتتحت فعاليات دبي السينمائي في ثالث
أيامه بورشة بعنوان «اصطياد المواهب» جمعت بين الممثل المصري عمرو واكد
ومنسق الأفلام الإنجليزي وان هاررد والفرنسي جيرار موليفي، خرجت فيها عن
عنوانها للحديث أيضاً عن ابرز معوقات صناعة الفن السابع عالميا، وهو الأمر
الذي تطرقت إليه أيضاً ندوة ثالثة حول فيلم أردني بعنوان «مدن الترانزيت»
أدارها الناقد عرفان رشيد وضمت إلى جانب مخرج الفيلم محمد الحشكي عدداً من
أبطاله، منهم الفنانة صبا مبارك، وقد أجمع المنتدون على أن التمويل هو أحد
أهم معوقات السينما الأردنية، مطالبين بإنشاء صندوق لتمويل الأفلام.
الثقافة السينمائية
في ندوة أخرى ضمن فعاليات اليوم الثالث انجذبت كل من الفنانة المصرية
لبلبة والفنانة السورية مرح جبر والكاتبة السعودية عهد كامل للحديث عن
معوقات صناعة السينما في بلدانهن، وفيما أشارت لبلبة إلى إشكاليات النص
الجيد، أحالت جبر إلى عدم اعتياد المجتمعات العربية الثقافة السينمائية
بمعناها الصحيح ووجود محاذير رقابية كثيرة تفقد العمل السينمائي خصوصيته،
فيما لفتت كامل إلى إشكاليات غياب دور السينما في بلدها.
وكشف المنتدون في ندوة «عين على السينما المصرية» عدداً من التحديات
التي تواجه صناعة السينما في البلد التي تعد النموذج العربي الأبرز في هذا
المجال، جاء في مقدمتها مشكلات الرقابة والتمويل والقرصنة من خلال شبكة
الإنترنت، فضلاً عن عدم وجود دعم مادي أو معنوي رسمي للأفلام المستقلة.
واعترف أبوشادي بأن الإحصاءات التي تروج لوجود أكثر من 400 دار عرض في
مصر مغلوطة، مضيفاً «لا يتعدى حجم دور العرض في محافظات مصر كلها أكثر من
80 دار عرض بها 300 شاشة على أقصى تقدير، تتركز معظمها في القاهرة في الوقت
الذي تخلو بعض المحافظات من اي دور عرض، وهو أحد تحديات وجود ثقافة
سينمائية جيدة».
وكشف ابوشادي الذي استقال أخيراً من أكثر أجهزة المصنفات الفنية إثارة
للجدل بفضل غزارة الإنتاج المصري، أن «الرقيب نفسه لا يستطيع كسر التابوهات
الثلاثة المرتبطة بعمل الرقيب، والتي تتمحور حول ثلاثية الدين والسياسة
والجنس، خصوصاً ما اصطلح على تسميته بالبعد الأمني الذي يشمل خطوطاً حمراء
ثقافية ودينية واجتماعية وسياسية».
سيطرة شركات
فاجأ أبوشادي حضور الندوة بأن الرقابة الجماهيرية هي الأكثر تصدياً
لأعمال غير نمطية ومغايرة، من الرقابة الرسمية نفسها، مضيفاً «هناك نوع من
الممانعة الجماهيرية تقف امام الأفلام المستقلة بسسبب اعتياد جمهور الفيلم
العربي نمطاً بعينه، وهو ما جعل الشارع المصري أكثر تحفظاً ورقابة من
الرقيب التقليدي، لكن من المؤكد أن السينما المستقلة التي أحدثت كل هذا
الحراك على صعيد صناعة الأفلام العربية ستفرض نفسها داخل دور العرض ولدى
قطاعات كبيرة من الجمهور سواء خلال فترة زمنية منظورة أو بعيدة».
وساق أبوشادي مثالاً واقعياً حول عدم تصنيف فيلم مصري هو «عين شمس»
لإبراهيم بطوط ضمن مكتبة أفلام بلاده وتصنيفه بأنه فيلم مغربي، لسبب إنتاجه
وعرضه قبل المرور على جهاز الرقابة، متوقعاً أن تتفجر المشكلة ذاتها مع
فيلم مصري جديد مازال في طور التصوير، لافتاً أيضاً إلى أن «الضغوط
الإعلامية خصوصاً الصحافية تمكنت من رفع سقف حرية الإبداع في مجال صناعة
السينما، وإجبار الرقيب الرسمي والتأثير في نظيره الشعبي من أجل سينما أقل
قيوداً».
واعتبر أبوشادي «سيطرة شركات إنتاج كبرى تصنع أفلاماً تجارية هدفها
الرئيس الربح المادي من خلال الحصول على أكبر قدر من مبيعات تذاكر دخول
العروض» أحد أبرز معوقات السينما المصرية، مضيفاً «بعد ان حققت أفلام
شبابية مصرية حضوراً مهماً في مهرجانات عربية وإقيمية، فإن حصول بعض
التجارب السينمائية الجديدة على تقدير لافت من أوساط نقدية ومهرجانية
مرموقة يعني على الصعيد الفعلي تقليص فرص حضورها في السوق التجارية، وهي
نظرية سائدة يدعمها الجمهور، رغم سعي الكثير من أصحاب الآراء التنويرية
لمجابهة هذا الاعتقاد الذي من شأنه أن يبخس جهود نخبة من أهم المبدعين في
السينما المصرية، لذلك فالفيلم المصري من وجهة نظري بحاجة إلى دعم معنوي في
السياق الأهم ربما أكثر من افتقاره للدعم المادي». وأشار أبوشادي إلى بعض
الجهود الرسمية التي يقوم بها التلفزيون المصري في إطار إنتاج أفلام
وثائقية وقصيرة بين الحين والآخر، لافتاً إلى أن الأفلام القصيرة التي
أخرجها شباب في أوائل التسعينات هي التي خلقت ومهدت الحراك للافلام
الروائية الطويلة، التي لم ينف أنها أحد أهم الفنون التي تأثرت بالأزمة
الاقتصادية.
وقلل محمد دياب من تأثير إشكالية تمويل الأفلام ووجد ان العائق الأكبر
يتمثل في الرقابة بنوعيها الرسمية والشعبية، معترفاً بأن فيلمه الأخير قد
يخلق حالة من الرفض لدى قطاع واسع من الناس لا يعترفون بأن ممارساتهم تدخل
ضمن دائرة التحرش الجنسي مضيفاً «هناك الكثير من الشباب الذين يقومون
بمعاكسة الفتيات، ويعتبرون هذا سلوكاً شبابياً طبيعياً، وهم بالطبع مستاءون
الآن من معالجة الفيلم للقضية، لكننا في كل الأحوال بصفتنا صانعي أفلام يجب
ألا نتوقف عن جدية مناقشة القضايا الحقيقية».
من جانبه، أكد وائل عمر أن صانعي الأفلام المستقلة في مصر مصممون على
تقديم أعمال لا تخضع لرغبات الرقيبين، مؤكداً أن هناك قطاعاً جيداً
لجمهورها آخذ في التنامي، لكنه لفت إلى أنه مؤيد لدياب في «خطورة القرصنة
عبر الإنترنت في تقويض قدرة صانعي تلك الأفلام على الانتشار».
الإمارات اليوم في
16/12/2010
أفلام إماراتية في «مسابقة المهر»
علا الشيخ ــ دبي
من أفلام قصيرة طلابية الى وثائقية وأخيراً الى أفلام طويلة، هي
الخريطة التي مشى عليها مخرجون اماراتيون مشاركون في مسابقة المهر
الاماراتي التي تقام ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة،
هذا التطور حسب ما قاله المدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله «قاد الى حراك
لتأسيس مهرجانات إماراتية، فمن مسابقة افلام من الامارات الى مهرجان دبي
السينمائي الدولي وانتهاء بمهرجان الخليج السينمائي»، مؤكداً أن «كل تلك
المهرجانات هي اشبه بحاضنات أسهمت بشكل حقيقي في دفع صانعي الافلام لإنجاز
هاجسهم البصري».
والمخرجون بدورهم ايدوا كلام امرالله، معتبرين ان مهرجانات الدولة
«فتحت لهم ذراعيها ودعمتهم، وعرفتهم بالعالم، والدليل وجود افلام اماراتية
شاركت في انتاجها شركات أجنبية عالمية».
إنتاج مشترك
ففي فيلم الفيلسوف وهو انتاج اماراتي فرنسي، ويعد الفيلم الاول
لعبدالله الكعبي، الذي قرر الذهاب الى فرنسا لدراسة الاخراج السينمائي،
يحكي قصة باجيو للمؤلف شارلي فيش، وباجيو رجل باريسي يعزف البيانو ويلعب
كرة القدم، لكنه يشعر بالملل وان ثمة شيئاً ينقصه، فيقرر ان يتخلص من كل
ممتلكاته المادية ويكرس حياته في تأمل الطبيعة، لكن خطته لم تنجح فيخسر كل
شيء ويصبح بلا مأوى إلى ان يظهر في حياته رجل اسمه ليو يساعده على الرغم من
الاختلاف الفكري الكبير بينهما.
هنا قال الكعبي «من المؤكد ان الناس ستستغرب أنني اخترت شخصية اجنبية
لفيلمي الاول إلا انني اريد ان اوصل للمشاهدين رسالة عالمية تتبلور بقيمة
الانسان وقيمة الصداقة التي يجب ألا ترضخ لشروط». وعن تجربة الإنتاج
المشترك، قال «هي تجربة عززت ثقتي بنفسي وأكدت انني أمشي على الدرب
الصحيح».
فلسطين
ورأى كل من علي خليفة بن ثالث مخرج الفيلم الوثائقي «غواص غزة»، وراشد
المري مخرج الفيلم الوثائقي «رسائل الى فلسطين»، ان فلسطين في الحرب
الاخيرة التي حدثت في غزة تستحق أن تكون جزءاً من افلامهم، فبن ثالث أكد
«بما أني إماراتي أدرك تماماً ماذا تعني فلسطين للامارات، حرب غزة اثرت فيا
كثيرا وصمود الشعب الفلسطيني يجب ان يذكر في جميع المحافل»، ويحكي فيلم بن
ثالث عن القصف الذي تعرض له منزل لعائلة فلسطينية اثناء الحرب الاخيرة على
غزة، والذي مات فيه بعض من أفراد العائلة والبعض الآخر تعرض لاصابات بالغة،
بينهم ابنهم المعاق الذي يخضع للعلاج في الامارات والذي دعم صمود عائلته
بتعلقه بالحياة خصوصاً بعد ان حقق حلمه في الغوص. وبالنسبة للمري أراد ان
يعبر عن دعمه للقضية الفلسطينة من خلال اعطاء فرصة للاماراتيين والمقيمين
على أرض الدولة من مختلف الاعمار بتقديم رسائل شفهية الى الشعب الفسطيني،
وعن هذا قال «شعرت بأنني شاركت في منح الفرصة لجميع من اراد ان يشترك في
الفيلم ليسردوا قصصهم ودعمهم لفلسطين ارضا وشعبا».
للنساء نصيب
الفنانة التشكيلية والكاتبة الاماراتية منى العلي، تشترك في فيلم «اعادة»،
وتحاكي فيه الماضي اذا عاد والتغيرات التي يحلم الانسان ان يغيرها، فهناك
حسب وصفها للفيلم «ذكريات نحملها نود لو نفرغ بعضها ونغير مسار البعض
الآخر»، هي تحاول القول من خلال فكرة الفيلم ان الندم لن يفيد وان عقارب
الساعة لن تعود الى الوراء والحل في التقدم للأمام بشكل مدروس.
في المقابل، تشترك نجوم الغانم التي فازت عام 2008 بجائزة في مهرجان
دبي السينمائي الدولي، في فيلم بعنوان «حمامة» وهو فيلم وثائقي يحكي قصة
الطبيبة الشعبية الاماراتية (حمامة) التي ما زالت تمارس مهنتها على الرغم
من مرضها الشديد وبلوغها الـ،90 لكنها تكافح من اجل الناس الذين يقصدونها
من كل الامارات كي لا تخيب آمالهم.
بدورها تقدم نائلة الخاجة فيلم «ملل» الذي يسلط الضوء على الروتين
الذي يحدث بين الازواج من خلال زوجين اماراتيين يقضيان شهر العسل في كيرلا
الهندية، ولكن الخاجة تذهب في فيلمها الى واقع الزيجات المدبرة والتحديات
التي يواجهها الازواج.
جوائز سابقة
يقدم وليد الشحي الذي فاز فيلمه «أحمد سليمان» عام 2006 بجائزة افضل
فيلم وثائقي عربي في مهرجان الافلام القصيرة في الاردن، وفاز فيلمه «طوي
عشبة» بجوائز في مهرجاني مسقط وبغداد عام ،2004 فيلم «ريح» من خلال طفل
ينغرس مسمار في قدمه فيتسرب الصدأ الى داخله، فيرى الطفل كل الاشياء صفراء،
حتى الاصوات صفراء، عن هذه الفكرة قال الشحي «أحب ان ارمي برسائلي بطريقة
غير مباشرة، فالصدأ لم يكن في قدم الطفل فحسب بل في كل من حوله».
ومن خلال الاطفال ايضا يقدم خالد المحمود في فيلمه «سبيل» صبييين
يعيشان مع جدتهما ويمضيان جل وقتهما في العناية بها، ويؤكد المحمود على
العلاقة الوثيقة بين الاجيال المختلفة من خلال صون الجميل «فمن المؤكد أن
الصبيين يفعلان ذلك لأنهما يتذكران حنان جدتهما عليهما وكيف كانت تدافع
عنهما دوماً. هي علاقة يصعب تفسيرها لأنها باختصار فطرية».
«سبيل» الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان الخليج السينمائي حصل على
جائزة أفضل سيناريو هذا العام، كما فاز جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان
نيويورك للافلام الاوروبية والآسيوية في هذا العام أيضاً.
الإمارات اليوم في
16/12/2010
إستقبال
حافل لأبطال فيلم "876" عقب عرضه بمهرجان دبي السينمائي
شريط – السينما
نال فيلم "876" اعجاب النقاد والصحفيين والجمهور الذين
حضروا العرض العالمى الاول له في مهرجان دبي السينمائي الدولى حيث شاهد
الفيلم اكثر
من 1800شخص في منطقة "الارينا " بالجميرة ووصفه جميع الحضور بأنه مثير
للجدل
واستقبل الجمهور فريق العمل استقبالا حافلا .
من
ناحية اخرى بدأ عرض الفيلم في دور العرض المصرية امس الاربعاء ب 60 نسخة ،
وتستعد
شركة دولار فيلم وفرعها الانتاجي نيوسينشري لإقامة عرض خاص بنقابة الصحفيين
عقب
عودة ابطال العمل من دبي ، كما بدأت الشركة المنتجة منذ ايام
في ارسال العديد من
رسائل sms
الى الهواتف المحمولة بطريقة عشوائية تلقى فيها الضوء على اضرار التحرش
وتطرح من خلالها بعض الاحصائيات الهامة عن نسب التحرش الجنسى
في مصر وذلك كنوع من
الدعاية الجديدة التى ابتكرتها الجهة المنتجة ، الى جانب توزيع كميات هائلة
من "تيشيرتات"
مطبوع عليها لوجو ممنوع التحرش بدأت توزيعها على الشباب والفتيات في
الجامعات والاندية الرياضية .
يذكر ان فيلم "876" من تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة
بشرى ونيللى كريم وماجد الكدوانى وباسم سمرة واحمد الفيشاوي وعمر السعيد
وناهد
السباعي وسوسن بدر التى تشارك كضيف شرف بالفيلم.
شريط في
16/12/2010 |