قالت المخرجة الإماراتية نائلة الخاجة، إن السينما الإماراتية شهدت في
السنوات الـ10 الأخيرة تطوراً كبيراً. مشيرة إلى ان السينما المحلية بحاجة
إلى الوقت والسيناريو الجيد، وأشخاص يؤمنون بما لدى صناع السينما الشباب في
الإمارات من قدرات وإمكانات مبهرة، حتى تتمكن من مواصلة تطورها، مضيفة
«نعاني نقصاً واضحاً في عدد المنتجين العرب، وهو ما يعود إلى أن صناعة
الأفلام لدينا مازالت حديثة».
وشددت الخاجة على انه ليس هناك خطوط حمراء متعارف عليها تقف امامها
خلال العمل. مضيفة «كصناع للأفلام، نحن لا نعرف بالضبط أين الخطوط الحمراء
في عملنا، تماماً مثل العاملين في الإعلام، وعلينا ان نحاول ونستكشف من
خلال طرح القضايا الاجتماعية التي تمس مجتمعنا وحياتنا، وهو ما افعله في
افلامي، وقد يكون الأمر بالنسبة لنا كإماراتيين ننتمي لهذا المجتمع أكثر
سهولة، خصوصاً في ظل الدعم الذي تقدمه الجهات الحكومية لنا ولأعمالنا».
ونوهت الخاجة بأهمية المهرجانات السينمائية المحلية قائلة «أصبح لدينا
مهرجانا سينما مثل ابوظبي ودبي يعرضان أفلاماً تتسم بالجرأة ودون رقابة على
ما تطرحه من افكار وقضايا اجتماعية، وكانت من المستحيل ان تعرض منذ سنوات،
وهذا في حد ذاته يُشكل حافزاً لنا، وبشكل يمكنني أن اقول اننا بخير».
ملل
وأطلقت المخرجة الإماراتية نائلة الخاجة، صباح أمس فيلمها الجديد
«ملل» رسمياً، وذلك بعرض نبذة عنه في سينما رويال بالخالدية مول في أبوظبي.
معتبرة ان الفيلم الذي يعد أول عمل من إنتاج إماراتي يصور خارج الدولة،
سيشكل نقطة تحول مهمة في عملية تطوير صناعة الأفلام الإماراتية. وقالت خلال
اللقاء الاعلامي الذي عقدته صباح امس «سجلنا حدثاً مهماً بفيلم (ملل) الذي
أتمنى أن يشكل حافزاً مهماً لبقية الإماراتيين ليدركوا الفرص المتوافرة في
إنتاج الأفلام داخل الدولة وخارجها»، لافتة إلى انها تستعد حالياً لبدء
إنتاج أول أفلامها الروائية الطويلة الذي من المتوقع أن تبدأ تصويره في
الإمارات في ديسمبر .2012
ويتناول فيلم «ملل» الذي سيعرض للمرة الأولى غداً في دبي مول، ضمن
عروض مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما يقدم في عرض ثانٍ له يوم الجمعة
المقبل في المكان نفسه، قصة عريسين إماراتيين يقضيان شهر العسل، في مدينة
كيريللي الهندية.
وأعربت الخاجة عن سعادتها بالإمكانات التي وفرتها لها 45ruofowt، التي تولت تمويل الفيلم، كما سمحت لها باصطحاب منتجين إماراتيين
شابين واعدين، خلال التصوير في الهند، ليستفيدا من تجربة جديدة وغنية،
انتهت بإنتاجهما لفيلم قصير حول كواليس الفيلم «وهو أمر إيجابي ساعد على
إظهار بعض المواهب المبدعة والإمكانات المتوافرة في الدولة»، حسب تعبيرها.
مشيرة إلى ان الشركة اتاحت لها مساحة واسعة من الحرية في العمل، مثل اختيار
فريق العمل المشارك معها وعدم حذف اي مشاهد من الفيلم. وقالت «أجد ان نجاح
التجربة يعتمد على الشخص نفسه صاحب المشروع، وعلى قدرته في التواصل وإقامة
حوار مع الجهة الممولة له».
ولم تجد المخرجة الإماراتية، كما اوضحت، صعوبة في القيام بدور البطولة
في الفيلم، رغم ان فرصة الاستعداد لأداء الدور لم تتجاوز ثلاثة ايام فقط،
وهو ما اضطرت إليه بعد اعتذار الممثلة التي كان من المقرر ان تقوم بالدور،
وأرجعت الخاجة عدم قلقها من القيام بالدور إلى انها قامت بالتمثيل في
فيلمها الاول «اكتشاف دبي» ما اكسبها خبرة جيدة.
غير مألوف
من ناحيته، قال بطل الفيلم الفنان الاماراتي غسان الكثيري الخاجة، إن
اختياره للمشاركة في «ملل»، كأول فيلم عربي يشارك فيه بعد ان شارك في عدد
من الاعمال الغربية، يعود إلى ان الفيلم جريء وغير معتاد في السينما
الخليجية، بالإضافة إلى انه يتناول قضايا اجتماعية مستمدة من الواقع
الاماراتي. معتبراً ان قيام الخاجة بإخراج الفيلم مثل عاملاً اضافياً لجذبه
للعمل، «فهي مخرجة فوق العادة، حيث استطاعت ان تجمع بين روح وتقاليد
المجتمع الاماراتي من جانب، والتقنيات الحديثة في الاخراج من جانب آخر».
وأوضح الكثيري الذي شارك بأدوار صغيرة في عدد من الأفلام المنتجة في
هوليوود منها فيلم «سريان» الذي تناول قضية الارهاب في العالم، كما ظهر في
الجزء الرابع من فيلم «مهمة مستحيلة» لتوم كروز والذي تم تصويره اخيراً في
دبي، ان الساحة الفنية في الخليج تفتقر إلى الترابط بين الدراما
التلفزيونية من جهة والأعمال السينمائية من جهة أخرى.
وتوقع الكثيري ان تشهد الفترة المقبلة المزيد من الازدهار للسينما
الاماراتية بفضل الدعم الكبير الذي تجده من الجهات الرسمية في الدولة.
معبرا عن امله في ان يرى فيلما عربيا او خليجيا بتم توزيعه عالميا بعد
ترجمته او دبلجته بمختلف اللغات. معتبرا ان الاعلام اصبح في الفترة الاخيرة
يهتم بالفنان المحلي وبإلقاء الضوء عليه وعلى ما يقدمه من اعمال.
تعاون مثمر
قال عبدالرحمن المدني، وهو أحد المتدربين الإماراتيين اللذين رافقا
نائلة في رحلة تصوير الفيلم «كانت تجربة مشاهدة نائلة وفريق العمل مهمة لنا
وإيجابية. فلقد تعلمنا تقنيات وأمورا تصويرية وتقنية مهمة لنستعملها خلال
التصوير، خصوصاً أنه تم خارجياً ومن الصعوبة أن نتعلم ذلك في الفصول
الدراسية. ونتأمل أن نتبع خطى نائلة ونصور أفلامنا المستقبلية المميزة
قريباً».
من جهته، أشار وين بورغ من
twofour54:
«إن تنمية المواهب في قطاع الإعلام بالإمارات هو أحد أهم أهداف الشركة،
ولدينا العديد من المشروعات التي تصب في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى
المبادرات الهادفة لتوفير التمويل الأولي والدعم التشغيلي للشباب الإماراتي
العامل في هذا القطاع الحيوي. ويعبّر التعاون مع نائلة عن إيماننا بأهمية
هذا النوع من الأعمال لمستقبل تطوير صناعة الأفلام في المنطقة، ونسعى
لتعزيز ذلك من خلال شراكة طويلة الأمد مع نائلة، وسعيدون بتمكّن المخرجين
الشابين اللذين رافقا نائلة من الاستفادة من هذه الخبرة ليصبحا مستقبلاً من
رواد هذه الصناعة في الدولة».
الإمارات اليوم في
14/12/2010
من أفلام الدورة السابعة من المهرجان
«حديث الملك» وصراخ الرجل وصفير السجين
زياد عبدالله
أحياناً يمسي الانتصار على أشياء صغيرة انتصاراً تاريخياً، خصوصاً إن
كانت السينما هي من يتولى سرد ذلك، يمكن للتلعثم بالكلمات أن يمسي مأزقاً
مأساوياً، مأزق له أن يكون شكسبيرياً إن شئنا، طالما أن الشرط التراجيدي
المتمثل بحصر التراجيدي بالملوك والأمراء متوافر. لكن هذا لن يحدث في فيلم
«حديث الملك» الذي افتتح أول من أمس، الدورة السابعة من مهرجان دبي
السينمائي، فالمساحة متروكة للانتصار على هذا التلعثم، ووضع صاحبه أي برتي
أو دوق يورك ومن ثم الملك جورج السادس (كولين فيرث) تحت رحمة متطلبات هذه
التنقلات التي تسأله أن يلحق الهزيمة بنفسه أولاً، بمعنى التخلص من كل ما
يحول بينه وبين أن يكون ملكاً.
البنية الدرامية للفيلم شكسبيرية لكن معدلة، ليونيل لوج (جيفري رش)
الممثل الذي تستعين به إليزابيث زوجة جورج السادس، ليساعد زوجها في التخلص
من خجله وعجزه عن مواجهة ما تمليه عليه مهامه، له أن يكون بامتياز عنصراً
متسرباً إلى الطبقة الملكية، طارئاً، له أن يكون مخرباً في سياق شكسبيري،
لكنه في فيلم «حديث الملك» سيفتح الباب على مصراعيه للفكاهة وهو يعلم برتي
الأداء الخطابي، وكل ما يحيط ببرتي صالح لذلك أيضاً، توفي والده، بينما
أخوه الأكبر إدوارد الثامن (غاي بيرس) الذي يرث العرش سرعان ما يتخلى عن
العرض كرمى لعيون الحب، كرمى لعيون واليس سيمسون.
الفيلم الذي أخرجه توم هوبر، انجليزي بامتياز، ولا أعرف إن كان على
شيء من الحنين الامبراطوري، بما يعيد مجدداً مقاربة كواليس الأسرة الملكية
الانجليزية، وبالتأكيد كما في «الملكة» فيلم ستيفن فريرز - الخالي من
الحنين كونه يقارب الملكة الحالية- سيكون الرهان على الشخصية، فما صنعته
هيلين ميرن مع الملكة اليزابيث له أن يوزع على جيفري رش وكولين فيرث وهلينا
كارتر، وصولاً إلى الخطاب الذي سيكون الكلمة المفتاح في الفيلم، وكل ما
ينسج يمضي إلى تمكن برتي من إلقاء خطاب رصين لائق بما تعيشه بلاده.
«رجل صارخ»
هذا التلعثم الملكي لن يكون كذلك في ما تحمله أفلام هذه الدورة،
وسيكون مأساوياً وقاتلاً في أفلام ترصد واقعاً مغايراً تماماً، تأتي من
بلدان لها أن تكون ضحية الحلم الامبراطوري، ومتشكلة وفق أهواء استعمارية
لها أن تبقيها تحت رحمة الحروب الأهلية، ونحن نحاول هنا الربط بين «حديث
الملك» المملوء بالأزياء والقصور، وفيلم التشادي محمد صالح هارون «رجل
صارخ» المشارك في مسابقة المهر الآسيوي الافريقي المملوء بالقتل والحروب
الأهلية، بما يبدو بداية محاولة للجمع بين ما لا يجتمع، لكن تبقى المأساة
هنا متأتية من واقع مأساوي لا يمكن الانتصار عليه بتخطي الخجل ولا التلعثم،
فأنت ببساطة ستقتل دون أن تتلفظ بكلمة واحدة، لا بل إن الآلاف يقتلون
يومياً كما الذباب.
استعيد آدام «يوسف جاورو» بتلك النظارة التي يضعها على عينيه وهو يقود
دراجته، ليست نظارة مخصصة لمن يقودون الدراجات، إنها النظارة المخصصة
للغطس، وآدام ليس إلا بأول بطل للسباحة في تشاد، وهو مشرف على بركة سباحة
في فندق خمس نجوم، ولكي نصل تلك النظارة، أو هذه المفردة البصرية الجميلة
التي ما أن يذكر الفيلم حتى تطفو، سنعيش قصته مع ابنه، ما يصير عليه
الانسان حين يكون كل ما حوله ضده وضد الإنساني عموماً.
فيلم هارون الفائز بجائزة لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة من مهرجان
كان السينمائي، لا يضعنا أمام دماء تهرق أمامنا، لكنه يجعل من الدموي
والحرب الأهلية التي تدور في تشاد معبراً كاملاً لكل ما سنشاهده، إنه عن
الانسان تسلبه الظروف غير الانسانية انسانيته، إنه عن آدام الذي يحاصره
الفقر والقتل.
حدثان لا ثالث لهما سيغيران حياة آدام الذي لا يطيق مفارقة بركة
السباحة وبالتالي عمله، الأول يتمثل في إجراء إعادة هيكلة لطاقم العمل في
الفندق مع تولي شركة صينية إدارته، وبالتالي يمسي تسريح الموظفين أمراً لا
يأخذ بالاعتبار أي شيء إنساني، وليجد آدام نفسه قد أصبح بواب الفندق، بما
يفقده كل ما تتمركز حوله حياته ألا وهو إشرافه على بركة السباحة، وليحل
ابنه محله، بينما يأتي الحدث الثاني من الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد،
ونجد آدام طوال الوقت خاضعاً لتهديدات أحد رجال الحكومة لعدم تقديمه المال
لدعم الجيش الذي يقاتل الفصائل المتصارعة معه، وصولاً إلى تقديمه ابنه
للخدمة في الجيش بدل دفع المال، الأمر الذي يعني تقديم ابنه كأضحية،
والتخلص منه كونه قد استولى على عمله الذي سيعتقد في البداية بأنه أهم ما
في حياته.
صحوة آدام المتأخرة لن تكون إلا إيذاناً بلقطة لذاك النهر وهو يأخذ
الجثة، إنه رجل الصراخ الذي لن يسمع، لا بل إن بناء الفيلم سيكون دون صراخ،
هناك مساحات صامتة كثيرة متروكة للقطات، البداية من الماء والنهاية أيضاً،
وما بينهما سيكون الصراخ غناء زوجة الابن التي يكتشفها آدام.
أريد أن أصفر
أعود مجدداً إلى الجملة التي بدأت بها هذه المقالة، لكن لتحريفها
وتحويلها إلى الهزيمة، بحيث تصبح أصغر الأشياء كفيلة بإلحاق أكبر الهزائم
بنا، ونحن ننتقل هنا إلى فيلم الروماني فلورين سربان «إن أردت أن أصفر،
سأصفر» الذي يحمله برنامج «سينما العالم» هذا العام، والفائز بجائزة لجنة
التحكيم في الدورة الأخيرة من مهرجان برلين. يأتي فيلم سربان على وفاء تام
للواقعية الرومانية الصالحة تماماً للوقوع في غرامها بدءاً من كريستيان
مونغيو في «أربعة أشهر ثلاثة أسابيع ويومان» وصولاً إلى «اوروا» لكريستي
بويو ورادو مانتين في «الثلاثاء بعد عيد الميلاد»، وكلها تجتمع على محاكاة
الزمن الواقعي، وذاك اللعب المونتاجي الذي يجعل من حدث يحتل موقعه في
الفيلم كاملاً.
مع سبران سيكون علينا أن نتعرف الى ذاك الشاب القابع خلف القضبان
وأيام قليلة تفصله عن اطلاق سراحه، وكيف تستحضر حياته كاملة لئلا يتحقق
ذلك، وكل ما يتوق إليه ألا يكون مصير أخيه مماثلاً لمصيره، وألا تتمكن أمه
من أخذه إلى ايطاليا معه، ومن ثم سيقع في غرام تلك الفتاة التي تأتي للقيام
باستبيان عن السجناء الأحداث، وهم الحب الذي سيكون كفيلاً بتدمير كل شيء،
الوهم نفسه الذي يجعله يحلم فقط بأن يشرب فنجان قهوة معها، وهذا ما يفعله
وحين يسألها أن تطلب فنجان قهوة آخر، فإنه لن يعود ليشربه. سيبدو كل ما
تقدم غامضاً ما لم تشاهدوا الفيلم، لكن إنه فيلم عن ذاك الشاب اللطيف القوي
المعتز برجولته (جسد شخصيته جورج بيسترينو، بينما كانت الشخصيات الأخرى هي
من السجناء الحقيقيين في السجن)، وليكون الفيلم ومن البداية فعل تحشيد
لدوافع كل ما سيقوم به ذاك الشاب، الدوافع التي ستكون نبيلة، هو الذي لم
يرتكب مخالفة طوال فترة حبسه، وليتغير كل ذلك مع الأيام الأخيرة من سجنه،
سيكون الضغط متواصلاً عليه ومن كل ما حوله ليكون على غير ما كان عليه. لكن
على طريقته الخاصة، وكل ما فعله هو مواربة الباب، ومن ثم فتحه على مصراعيه
لما يجول في دواخله.
الإمارات اليوم في
14/12/2010
مسعود أمر الله أشاد بالفيلم وامتدح أبطاله
«ليالٍ عربية» تبدأ بـ «678»
محمد عبدالمقصود – دبي
أعرب عدد من الممثلين المصريين عن ارتياحهم لافتتاح برنامج «ليالٍ
عربية» لمهرجان دبي السينمائي بالفيلم المصري «678»، وتوقعت بطلته نيللي
كريم أن يحقق الفيلم نتائج جيدة، مذكرة بفوز فيلمها الذي شاركت به العام
الماضي للمرة الأولى في المهرجان «1صفر» بجائزتين، مضيفة بمرح «أصبحت
أتفاءل من المشاركة بأفلام تحمل أرقاماً في عناوينها ضمن مسابقات دبي
السينمائي».
واعتبر مخرج الفيلم الشاب محمد دياب وجود الفيلم في الليلة الافتتاحية
للبرنامج، شهادة إجادة مهمة تضاف إلى ردود الفعل الإيجابية التي حصدها حتى
الآن، فيما أكدت الفنانة بشرى والممثلان ماجد الكدواني وباسم سمرة، أن
القضية الرئيسة التي يناقشها الفيلم، (التحرش بالنساء)، هي قضية عالمية في
المقام الأول، وليست فقط عربية أو مصرية.
ردود الأفعال الإيجابية تعدت أسرة العمل، وصولاً إلى ممثلين مصريين
آخرين رأوا أن الحضور الجيد للفيلم المصري عموماً في دبي السينمائي، يعكس
حالة صحية بدأت تعاود معايشتها السينما المصرية، وهو ما أكده الفنان مصطفى
فهمي وزوجته الفنانة رانيا فريد شوقي، فيما رأت لبلبة أن السينما المصرية
بدأت تراجع ذاتها في مرحلة مهمة من تاريخها السينمائي الطويل.
الليلة العربية التي شهدت مرور نجوم الفيلم على السجادة الحمراء
ليومين متتاليين، لم تخل، رغم ذلك، من حضور عالمي فرضه وجود نجوم «حديث
الملك»، الذي ظل حديث كواليس دبي السينمائي في يومه الثاني، بعد عرضه
الافتتاحي الذي حظي بإشادة نقدية وجماهيرية واضحة، وعلى رأسهم النجم
العالمي كولين أفيرث، الذي عقد جلستين، إحداهما مع الجمهور في سوق مدينة
جميرا، والأخرى مع الصحافيين، أجاب في كليهما عن أسئلة كثيرة، أبرزها يتعلق
بميزانية الفيلم التي رآها متواضعة بالنسبة لدراما تاريخية، رغم أنها
تجاوزت الخمسة ملايين جنيه استرليني، مؤكداً أنه «كان بالإمكان أفضل مما
كان، لو تم تخصيص ميزانية أفضل للعمل».
وانعكس امتداد سهرة الافتتاح في فندق مينا السلام في دبي إلى نحو
الثانية والنصف صباحاً، على نشاط أروقة المهرجان في اليوم التالي الذي ندر
فيه نشاط الفنانين وفعاليات المهرجان، باستثناء ورشة عمل مفتوحة حول جائزة
مهرجان دبي السينمائي الدولي للصحافيين، شهدت إقبالاً متواضعاً، ومؤتمر
صحافي حول فيلم (678) شهد مشاركة لافتة لم يوقفها سوى قرار من مدير
المؤتمر، والمدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله بعدم استقبال أسئلة أخرى
لانشغال القاعة بحدث آخر.
وأشار أمر الله إلى أهمية الفيلم، منوهاً بإسهامات أبطاله، مشيداً
بشكل خاص بتفرد موهبة باسم سمرة وإسهاماته في مجال الأفلام المستقلة
والقصيرة، واشتغاله مع أبرز المخرجين المصريين وعلى رأسهم الراحل يوسف
شاهين، مؤكداً أن الكثير من تجارب سمرة جاء نوعياً ومغايراً للمألوف على
نحو مبهر.
سمرة الذي يعد أحد أنشط الممثلين المصريين مشاركة في أفلام غير
تجارية، اعتبر الأفلام المستقلة والقصيرة التي لا تخضع لشروط الشباك بمثابة
«نفس طويل يسمح للممثل بالبقاء بعيداً لفترات، ربما يخضع خلالها لشروط
السوق قبل أن يعاود ويندفع لنفس آخر يقدم فيه عملاً يرضيه في المقام الأول،
وذي طبيعة مغايرة، بعيداً عن سلطة كبار الموزعين والمنتجين الذين يبحثون عن
أعمال تستوعب عدداً كبيراً من النجوم لأهداف ربحية وترويجية تظلم أحياناً
العمل الفني».
من جانبه، اعتبر الفنان ماجد الكدواني العمل تأكيداً على أن السينما
المصرية أصبح لديها جيل مهم يسعى لكتابة وإخراج أفلام تناقش موضوعات جادة
ومهمة ومؤثرة في المجتمع»، لافتاً إلى أن ميزة الفيلم لا تتعلق فقط بجودته
وفق المعايير الفنية لصناعة الأفلام، بل لكونه يحمل رسالة لكل أب لديه زوجة
أو أخت أو بنت أو أم حول الآثار المدمرة للتحرش الجنسي، بأبعاده النفسية
والاجتماعية وغيرهما.
وبالإضافة إلى همسها الدائم في آذان زملائها الفنانين للتأكيد على أن
الفيلم لا يعالج ظاهرة محلية مصرية، بل عربية وعالمية، فإن بشرى التي فضلت
في إحدى المداخلات على خلاف ما يقتضيه الأمر التحدث بالإنجليزية قبل أن
تترجم هي نصها إلى العربية، أشارت إلى أن الفيلم يتطرق أيضاً إلى مشكلات
الكثافة السكانية غير المراقبة وحقوق الإنسان، وخصوصاً المرأة بما فيها
إشكالية اقتحام العوالم الخاصة للفرد.
فوضى هايتي تمنع شون بين من حضور المهرجان
دبي ــ الإمارات اليوم
شون بين: أتطلع إلى حضور المهرجان في المستقبل. غيتي
أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي أن الممثل شون بين، الفائز بجائزة
«تكريم إنجازات الفنانين»، في المهرجان اعتذر عن عدم تمكنه من حضور الدورة
السابعة للمهرجان التي افتتحت، أول من أمس، نتيجة أزمة هايتي، وذكر بيان
للمهرجان الذي اعتذر بدوره للجمهور، أن صاحب مؤسسة «جيه بي لإغاثة هايتي»
الفنان بين «لن يتمكن من حضور مهرجان دبي السينمائي الدولي ،2010 نظراً
للوضع السياسي المتأزم، نتيجة الفوضى التي تشهدها هايتي عقب الانتخابات
الأخيرة، وفي أعقاب ذلك، توجه شون بين إلى هايتي للتأكد من سلامة موظفي
مؤسسته والموقع الذي يوجدون فيه».
وأصدر شون بين بياناً وجهه إلى جمهور مهرجان دبي السينمائي، قال فيه
«يشرفني أن أحصل على جائزة تكريم إنجازات الفنانين من مهرجان دبي السينمائي
الدولي، وكانت لدي النية الكاملة بأن أكون موجوداً في الحدث لاستلام
الجائزة شخصياً، ولكن للأسف، فإن الحالة قد ساءت في هايتي»، مضيفاً «كان من
الأهمية بمكان أن أكون هناك للتأكد من سلامة الموظفين العاملين لدى مؤسسة (جيه
بي لإغاثة هايتي)، وأتطلع إلى حضور المهرجان في المستقبل».
وأوضح بيان المهرجان أن شباك تذاكر المهرجان يجري اتصالات مع الأشخاص
الذين اشتروا التذاكر الخاصة بحضور جلسة الحوار مع شون بين، إذ يمكن لهم
استبدال تذاكرهم الخاصة بهذا الحدث، بتذاكر لحضور أي من العروض الأخرى التي
تقام خلال مهرجان دبي السينمائي، أو استرداد قيمتها.
الإمارات اليوم في
14/12/2010
«سوق دبي السينمائي».. المهمة نجحت
علا الشيخ – دبي
الجدوى من المهرجانات السينمائية تبلورت وأخذت مداها في مهرجان دبي
السينمائي، فالسؤال حول اهم ما يجب الخروج به من اقامة المهرجانات
السينمائية والهدف المرجو منها هو تحقيق الحلم من خلال الانتاج، ومن خلال
بوابة دبي السينمائية استطاع المهرجان ان يمنح الفرصة للمبدعين لأن يكونوا
جزءا من الحراك الثقافي السينمائي، هذا ما اجمع عليه أغلبية المشاركين
والضيوف في الدورة السابعة من مهرجان دبي السينمائي الذين استطلعت
«الإمارات اليوم» آراءهم، حيث توقفوا عند أهمية «سوق دبي السينمائي» الذي
يجمع المحترفين في الحقل السينمائي من العالمين العربي والدولي من اجل
تيسير التعاون فيما بينهما، اضافة الى وصفه بالسوق الناجح للانتاجات
السينمائية المشتركة.
وقد اشاد الناقد المصري طارق الشناوي بهذا السوق تحديداً، مؤكداً ان
«الجدوى من المهرجانات تكمن في انتاج الأفلام المميزة التي تخدم الصالح
العام لحركة تطور الصورة والنص والأداء»، وأضاف «دبي استطاعت وبفترة وجيزة
ان تحقق أحلام الكثيرين، والأفلام التي تم انتاجها من خلال هذا السوق خير
شاهد على ذلك، فمشروعات انجاز تابعة للسوق انتجت 10 افلام متنوعة بين
وثائقية ودرامية لعام 2010».
وفي المقابل قال الفنان هشام سليم، ان سوق دبي السينمائي بفئاته «هو
بوابة الحلم لكل من يطمح إلى ان يكون له شأن في عالم السينما»، مشيراً الى
ان «دبي السينمائي على سبيل المثال لا الحصر من خلال ورشات العمل فيه
والندوات والمحاضرات يعطي شكلاً حضارياً وعالمياً لنوعية الافلام المراد
انجازها»، وأضاف «ناهيك عن المشاركة الغربية والعربية التي من شأنها تعزيز
العلاقات بين عالمين مختلفين في الثقافة والتعاطي مع السينما».
فقد استضاف مهرجان دبي السينمائي من جديد ملتقى دبي السينمائي التابع
ايضا لسوق دبي السينمائي، الذي يمثل سوقا متميزة للأفلام الطويلة الوثائقية
ذات الانتاج المشترك، ويهدف الملتقى الذي تم اطلاقه عام 2007 الى التعريف
بالمخرجين العرب ودعم نمو الانتاج السينمائي في الشرق الاوسط وتحفيزه، وعن
هذا قال الفنان مصطفى فهمي «هذه فرصة رائدة لجميع من يريد ان تكون له بصمة
مميزة في صناعة الافلام خصوصاً في وجود لجنة تحكيم تقيم الاعمال وتقرأها
وتنتقدها، وهذه العلاقة تحديدا قادرة على خلق حوارات مجدية تنتج عنها صناعة
مهمة تكون دبي حاضنتها ونحن العرب نكون فخورين بها».
لبلبة التي اشادت هي الأخرى بسوق دبي قالت «استطاع مهرجان دبي ان يكون
خاصاً في اطروحاته التي تعلي من شأن السينما»، وأضافت «الترويج والتوزيع
سلاحان لابد من وجودهما في اي مهرجان سينمائي يسعى إلى التميز»، مشيرة الى
ان مهرجان دبي السينمائي في سوقه «التزم بالترويج لسينما العالم، خصوصاً
العربية والآسيوية والافريقية التي تحتاج الى اهتمام عالمي».
الإمارات اليوم في
14/12/2010
الحاسة السادسة
«بطاقتك الصحافية لا تعني شيئا»!
بقلم :إبراهيم توتونجي
«عفوا، الصحافيون ممنوعون من الدخول بعد الساعة السادسة والنصف الى
هذا المكان»، يقول الحارس، يلفظها بالانجليزية «برس» وقد بدا على هيئة من
الجدية لا تسمح لك بأن تفكر مرتين بما قال. فقط تفزع وتغادر المكان فأنت من
«البرس» أي الصحافة، والليلة حفل النجوم. ثم تفكر في كلمة «نجوم». كيف تصنع
هذه الفئة من الناس ومن يتوجها مشعة وبراقة في قلوب الجمهور ومخيلته؟ اللا
تلعب «البرس» دورا مهما في هذا التصنيع؟ هل هناك نجوم من دون صحافة، فلماذا
اذا هذه الجدية التي تصل حد العدائية في التعاطي مع الصحافيين أثناء القيام
بأداء واجبهم المهني في وقت المهرجانات السينمائية، ومن بينها، مرات، «دبي
السينمائي»؟
«هذا أحمد السقا، وددت أن اسأله عن احدى الحلقات
التي كان ضيفا عليها في مسلسل هند صبري الأخير، أيضا عن فيلمه ابن القنصل»
، تصيح صحافية بدت، بتأنقها وتسريحة شعرها منافسة حقيقية لأناقة النجمات.
تقول لها زميلتها:« وأنا اريد أن أهنىء نيللي كريم على دورها في مسلسل
«هدوء نسبي»، لقد تلبست شخصية الصحافية بصدق». يجري هذا الحوار على بعد
امتار من السقا وكريم. لكن حبالا حمراء، من تلك التي تلعب دور الأبواب
الموصدة، من دون أن تحجب ما خلفها، إمعانا ربما بتكريس الحدود النفسية..
الحبال تفصل أهل الصحافة عن أهل السينما. «هذه منطقة في آي بي ولا يسمح
للصحافيين بالمرور من هنا»، يقول حارس آخر لا تقل هيئته جدية عن الأول.
«لماذا يعزلونهم بهذه الطريقة وكأنهم في قفص»، تقول الصحافية. يتشجع زميل.
يرفع احد الحبال:« هيا ادخلن، على الصحافي أن يخترق الحبال والحدود»، تبدو
جديته مفرطة ومستمدة من لغة صحافيي الحروب والجبهات لا أجواء الفرح والبهجة
والرقص والموسيقى والتفاخر التي سيطرت على الحفل الذي تلا افتتاح المهرجان
بفيلم «حديث الملك». ربما يكون الزميل متأثرا ايضا بدور نيللي كريم في
«هدوء نسبي» كصحافية حروب. لاحقا قال لها:«لا يتوجب أن يفصل بينك وبين محبة
جمهورك أي حدود».
تحتمل علاقة منظمي الفعاليات الكبرى في عالمنا العربي بالصحافيين
الكثير من التأزم والتشعب. من جهة هناك حالة «طوفان» لبطالة مقنعة تحمل اسم
«الصحافة» وتتحرك في الفعاليات بأذهان رتيبة وخيالات فقيرة وتصرفات غير
لائقة في مرات، الأمر الذي راكم نوعا من التاريخ يسئ السمعة لـ« الصحافة»
مع المنظمين. من جهة أخرى هناك ذلك القصور من جهة هؤلاء المنظمين في «فرز»
الصحافيين بين جيد وردىء، مزيف وحقيقي، مثقف وطارىء على المهنة. هذا القصور
يظلم المهنيين، بل، ولغرابة الأمر، يعلي من شأن (الطارئين). وليس من
المستغرب أن تجدهم جيوشا تعج في الحفلات، فيما صحافيون ونقاد حقيقيون
«يشحذون» عند الباب بطاقة للدخول: «عفوا هذه هي الرولز (التعليمات) لا
يمكنك اعادة الدخول»، «لكنني خرجت لدقائق فقط وأنت بنفسك من قال لي لا مانع
من العودة كما أنني صحافي وعلي التواجد في هذا المكان.. أنظر البطاقة»،
اقول لحارس ثالث: « لا تهمني هذه البطاقة في شيء، هذه هي القوانين، حين
تخرج لا يمكنك الدخول»، يقولها بصرامة.
ibrahimt@albayan.ae
البيان الإماراتية في
14/12/2010 |