بإعلان
جوائزه والمقدرة بمليون دولار أمريكي، والموزعة على مسابقات فقراته
الأساسية، يكون
مهرجان أبو ظبي السينمائي (مهرجان الشرق الأوسط سابقاً) قد أختتم فعاليات
دورته
الرابعة قبل أيام. وعبر حفل كبير أحتضنه "قصر الإمارات"
المنيف، وشهد،
أيضاً، عرضاً لشريط "المحقق دي وسرّ الشعلة الوهمية" للمخرج تشووي هارك،
أحد أعمدة
سينما الموجة الجديدة في هونغ كونغ. ما أستقطبته هذه الدورة من إشتغالات
سينمائية،
سواء تلك القادمة من العالم العربي او من بلدان الجوار او من أوربا، يسجل
لصالح
القيمين على هذه التظاهرة الوليدة.
ولعل الدعم
المالي والمعنوي السخي لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بدا واضحاً، لهذا
الحدث
السينمائي الأبرز في حياة هذه الإمارة الآمنة والطموحة، إذ يعود لها الفضل
في إطلاق
مبادرة صندوق "سند" في نيسان/أبريل الماضي، وغايته دعم مراحل التطوير
الأولية
والإنتاج النهائية لـ 28 مشروعاً سينمائياً طويلاً ووثائقياً، ورصدت له
مبلغاَ قدره
500
ألف دولار أمريكي. فيما تولى الأمريكي بيتر سكارليت، المدير الفني،
مهمة تسليع
هذه التظاهرة دولياً مستفيداً من علاقاته السينمائية الواسعة. "انه مهرجان
يحاول
إشاعة ثقافة الفرجة السينمائية، على الرغم من أنني لا أعول كثيراً على
الجمهور" كما
يقول سكارليت في أحدى مقابلاته المتلفزة، فيما يرى إنتشال التميمي، مبرمج
فقرة
الأفلام العربية، "ان مهرجاني أبو ظبي و دبي، وقدراتهما
المالية والإدارية، فضلاً
عن إرادة القائمين على هذه التظاهرة سيضع بقية المهرجانات السينمائية
العربية في
وضع حرج لجهة إستقطاب جديد السينما العربية".
السينما الإيرانية
-لئن أفتتحت
هذه الدورة بشريط "الأكورديون" القصير للإيراني جعفر بناهي، فان مهرجان أبو
ظبي
السينمائي يكون قد سجل سابقة عربية تعد الأولى من نوعها، إذ من خلالها بعث
هذا
المهرجان الواعد، برسالة تضامن جريئة مع مخرج يقبع تحت إلزامات
الرقابة وممنوع من
العمل او السفر خارج بلده. وكما درجت عليه مهرجانات سينمائية أوروبية عتيدة
مثل،
كان وفينيسيا وبرلين. ذلك ان صاحب "البالون الأبيض" (سعفة كان الذهبية) و
"الدائرة" (أسد
فينيسيا الذهبي) و "المرآة" (فهد لوكارنو الذهبي) "دم قرمزي"(جائزة لجنة
التحكيم الخاصة لفقرة نظرة ما–كان) و "تسلل" (دب برلين الفضي)، كان الحاضر
القوي
ضمن فقرات هذه الدورة رغم غيابه. وما اختيار شريطه القصير "الأكورديون"،
عرض في
مهرجاني البندقية مونتريال الأخيرين، وهو جزء من مشروع ضخم أطلق عليه
"بالأمس
واليوم؛ فوق الحدود والإختلافات". وتبناه الإتحاد الأوربي والأمم المتحدة،
والمستلهم من البند 18 لشرعة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،
ونصه يتمحور حول ضمان "حقوق
الأفراد وحريتهم في التعبير والرأي والدين". إلا توكيداً لمكانة هذا المخرج
المهجوس بالهم الإجتماعي والحالة السياسية وقضية الرقابة في بلده. يساجل
بناهي في
شريطه "الأكورديون" (9 دقائق)، أكثر من قضية تطول حرية التعبير
والرأي والرقابة
وحضور المؤسسة الدينية في الحياة العامة. ومن خلال صبي يجوب شوارع طهران
لكسب قوته
اليومي عبر العزف على آلة أكورديون قديمة، وبرفقة صبية تقرع الطبلة. إلا ان
إعتراض
رجال الشرطة لهما بحجة انهما يعزفان قرب مسجد، ومصادرة آلة
الأكورديون، ينقل الشريط
الى مستوى علاقة المؤسسة السياسية الملتبسة برعاياها ومصادر رزقهم. صحيح ان
الصبي
يتمكن في آخر الأمر من إسترداد آلته، وهي نهاية تصالحية برأيي، لكن رمزية
الفعل
السلطوي وإدانته كانت واضحة.
إلا ان بناهي حضر بشكل آخر، وعبر إشرافه على
مونتاج شريطين إيرانيين عرضا ضمن فقرة آفاق جديدة. ويأتي العمل
الأول للشاب وحيد
وكيليفار "غيشير"، ليضيف أسماً آخر الى كم من السينمائيين العاج بهم هذا
البلد.
وفيه ينقلنا المخرج الى جنوب إيران الغنية
بالنفط والغاز، وعبر قصة ثلاثة شباب
يقررون الهجرة الى هذه المنطقة النائية بحثاً عن فرصة عمل. وما ان يحصلوا
على وظيفة
ثانوية في معمل لتكرير الغاز الطبيعي، حتى يواجهوا مشكلة تأمين السكن، فيقع
خيارهم
على أنبوب مهجور. يتحول هذا الخيار، وبمرور الوقت، الى حاضنة
ليوميات وأحاديث
ومفارقات وذائقة موسيقية، وأيضاً الى زاوية نظر الى العالم المحيط بهم.
تتكشف لنا
كمشاهدين، مثلما لهؤلاء الشباب، أوضاع العمل الشاقة وروح الرفقة وخردة
الصناعات
النفطية وعالم الصحراء المحيط بها ومياه الخليج العربي
بألوانها التركوازية
الساحرة. جاءت الحوارات مبتسرة وبأقل ما يمكن، وحلت بدلاً منها عدسة المصور
إدوارد
بورتينسكي الأخاذة، والتي راحت تقتفي سكنات هؤلاء الشباب وما يحيط بهم من
عوالم
يجمعها التناقض. شريط "غيشير" آسر في موضوعه، في صياغته
السينمائية وفي ثقافة
تشكيلاته البصرية. وما منحه جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج
جديد،
وقدرها 100 ألف دولار أمريكي، هو في حقيقة الأمر تحصيل حاصل لإشتغال مخرج
موهوب. إذ
جاء في حيثيات قرار لجنة التحكيم، التي رأسها المخرج السوري أسامة محمد،
قولها
"لرؤيته السينمائية الأصيلة، وأسلوبه الإخراجي المرهف في توجيه
الممثلين، وبراعته
الفنية وإبداعه في تحويل واقع قاس الى لوحات سينمائية مترعة بالجماليات
المرئية
المحسوسة". وفي كلمته القصيرة حال إعلان فوزه وتسلمه جائزته من المبدع
الكبير
مواطنه عباس كيارستمي قال وكيليفار "ان أتسلم هذه الجائزة من ملهمي وأستاذي
كيارستمي إنما هو فخر لي يضاف الى قرار لجنة التحكيم".
فيما جاء شريط
"الجوزاء"، وهو العمل الأول للشاب زماني عصمتي، مقتفياً ما راكمته
السينما
الإيرانية من إشتغالات قاربت موضوع المرأة والتقاليد والقانون العام وسلطة
الدولة.
يأخذنا الشريط ومنذ لقطته الأولى، تلك التي
تفتح على مشهد حركة ماكنة خياطة تضرب
أبرتها على قطعة عباءة سوداء، ومن ثم تنتقل الكاميرا وفي لقطة
مقربة تقتنص وجه
الشابة إلهام الذي يبدو عليها الشرود والخوف. كل ما نراه ونسمعه في تلك
اللقطة هو
في حقيقة الأمر تمهيد لفصول حكاية تبدأ في المحكمة، ويوجزه كلام سيدة
بقولها "ان
الرجال يستطيعون فعل كل شيء من دون مساءلة أحد". إزاء نظرات الإزدراء
والحيرة، تقرر
إلهام الهرب من المحكمة لتجد نفسها طريدة تحرشات الشباب وفي إشارة ذكية لما
تشهده
شوارع العاصمة طهران. لكنها في آخر الأمر تفلح في التواصل مع
أمير أستاذ التنجيم
والذي غرر بها، ليقترح عليها المجيء إلى مكتب تصوير في احد الشوارع
الخلفية. وعلى
أمل ان يتدبر أمير إنقاذها من ورطتها، عبر الإستعانة بطبيب مزيف يمتهن
حرفة ترقيع
البكارة. إلا ان عيون الجيران كانت بالمرصاد لهذه الشلة، ما يدفع رجال
الشرطة الى
دهم المكتب وإعتقال من فيه وإيداعم مخفراً للشرطة. بعد إجراءات
التحقيق الأولية،
ينقلنا المخرج وبذكاء عال الى اللقطة الأولى حيث المحكمة والمواجهة. وفيها
ينكر
أمير معرفته بالشابة إلهام، ولتكرر والدتها كلامها السابق "ان الرجال
يستطيعون فعل
كل شيء من دون مساءلة أحد"، فيما يلوذ الأب بعاره وسط منطقة متربة. لعل
السينما
قاربت هذا الموضوع عشرات المرات، إلا ان الشاب زماني عصمتي عرف كيف يفتح
كوة قول
جديدة، أجتمعت في تجسيدها جمالية المعالجة السينمائية وإدخال
المشاهد في لعبة إسمها
سينما الواقع. شريط "الجوزاء" متهكم وجريء في حواراته. متهكم لانه وظف،
فيما لو
استعرنا عنوان كتاب جيمس سكوت "المقاومة بالحيلة"، أفضل ما تجود به
الأريحية
الإيرانية في التهكم. انه شريط غير معني بتفاصيل علاقة الأستاذ أمير
بالطالبة
الشابة إلهام، بل ما ترتب على تلك العلاقة. وجريء لأنه وضع على
ألسن أبطاله أقوالاً
تقارب النقد لثقافة بلده منها، تساؤل الشاب مهدي في السجن "أن تصنع نافذة
بغرض دخول
الضوء، وبعدها نضع الستائر لكي نحجبها". بينما يجيبه أمير " لا شيء يعمل في
هذا
البلد".
بالمقابل جاء عرض عمل المعلم عباس كيارستمي الأخير "صورة طبق الأصل"،
المسابقة الرسمية لمهرجان كان الأخير وحصلت من خلاله الممثلة
الفرنسية جولييت بينوش
على جائزة أفضل أداء نسوي، على قدر حجمه وقيمته الفنية والسينمائية. ذلك
ان صاحب
ثلاثية كوكر، قرية إيرانية ضربها الزلزال في تسعينيات القرن الماضي، "أين
منزل
صديقي" و "وتمضي الحياة" و "بين أشجار الزيتون" و "كلوز أب" و"طعم الكرز"
و
"عشرة"، والمكلل بأكثر من جائزة عالمية وعضو لجان تحكيم سينمائية عدة
كان الحاضر
الأكبر في هذه التظاهرة. يفتح الفيلم على عنوان كتاب، منه أقتبس الفيلم
إسمه، حيث
تجرى الاستعدادات لسماع محاضرة لمؤرخ فن إنكليزي يدعي جيمس ميلر (البريطاني
وليام
شيمل). أما موضوع المحاضرة فيتناول طبيعة التزييف، النَسخ
والأصالة الفنية. ثناء
المحاضر على مترجم كتابه الى اللغة الإيطالية، وقوله انه كان يفكر بوضع
عنوان لعمله
يحمل "أنس الأصل، أحصل على نسخة جيدة"، وهو متفاجئ لانه معروف في أوربا
أكثر من
بلده-بريطانيا، وكأنه في الحالتين يحاكي حال كيارستمي. إلا ان "هي" (جولييت
بينوش)،
صاحبة غاليري فرنسية وتتعامل مع اللقى القديمة، والحاضرة بصحبة أبنها
النزق، تأخذها
تلك الكلمات. فتقرر شراء نسخ إضافية وموقعة من قبل الكاتب من أجل توزيعها
على
معارفها. ودعوة جيمس الى جولة حرة في قرى توسكاني الإيطالية
القريبة شرط عودته من
أجل اللحاق بقطار الساعة التاسعة مساء. الرحلة القصيرة تتخللها حوارات
متقطعة تطول
مواضيع عدة، العلاقات العاطفية، الزواج، الوعود وسط نقاشات حامية حول طبيعة
الخطاب
الفني السائد. ولكي يكسر تلك الحوارات، عمد كيارستمي الى جمع
الأثنين في مقهى صغير
تديره سيدة، فتستغل الأخيرة رد جيمس على مكالمة هاتفية بإعجابها بهذين
الزوجين
السعيدين في ارتياد مقهى صباح يوم الأحد، وتسرها بالحفاظ على مثل هذه
العادة لانها
تجدد الحب. فيما يسر رجل عجوز جيمس في ساحة القرية بضرورة سماع
المرأة الى النهاية
ووضع يده على كتفها عند المشي. فيما جاءت الخاتمة تمتحن عواطف هي وجيمس في
غرفة
فندق رقم 9 ليسترجعا معاً شهر عسلهما المفترض. لم يتخل كيارستمي عن أسلوبه
المميز،
لقطات طويلة، الكاميرا الثابتة والجمع بين الوهم والحقيقة، رغم ان شريطه
أوروبي
الصنعة والإنتاج، لم يجد غضاضة التعامل مع حوارات بثلاث لغات
هي، الإيطالية
والفرنسية والإنكليزية. ولم ينس، أيضاً، إيرانيته تلك التي وظفها على شكل
قول من
تراث بلده بـ"الشجرة العارية هي الأصل".
خيبات الكبار
ما رافق هذه الدورة من
هنات صغيرة كان يمكن تداركها. منها إلغاء لقاء حواري مع المعلم عباس
كيارستمي،
وسماجة المخرج السوري أسامة محمد وهو يقدم نتائج فقرة الأشرطة الوثائقية،
ومثله
إحراج الممثل المصري خالد النبوي للنجمة الأمريكية أوما ثورمان
في تبادله حوار
جانبي معها على منصة مسرح "قصر الإمارات"، وتأخر بعض العروض السينمائية عن
مواعيدها
المقررة. ومع ذلك، إجمالاً، لم تحجب هذه الهنات جهود العاملين والقائمين
على هذه
التظاهرة السينمائية، ولا على أجوائها السينمائية العامة. فان تخصص فقرة
تتنافس
فيها أفلام إماراتية، وثائقية طويلة وقصيرة، ولتلك القادمة من
بلدان مجلس التعاون
الخليجي. ومثلها حضور طلبة من أقسام اللغات والإعلام للمشاركة في هذه
التظاهرة
السينمائية، وإصدار صحيفة مهرجانية وبأقلام نقاد شباب وبالتنسيق مع الشبكة
الأوربية
لسينما الشبان تحمل إسم "نيسي مازا". وأخرى يومية تصدر عن يوميات المهرجان،
يكون من
حق هذه التظاهرة الوليدة ان تفخر بما حققته.
التوقعات كانت كبيرة. إلا ان بعض
الأعمال السينمائية لم يرتق الى سمعة مخرجيها. فها هو، صاحب "الكيت
كات" و "أرض
الخوف" و "مواطن ومخبر وحرامي"، المخرج داود عبد السيد يأتي حاملاً جديده
"رسائل
البحر" (فقرة مسابقة الأفلام الروائية الطويلة). وفيه نتابع قصة الشاب يحيى
(آسر
ياسين)، الطبيب وصاحب عتة في النطق، والذي يقرر الرحيل الى مدينة
الإسكندرية بعد
وفاة والده الميسور. عذر درامي ضعيف وغير مقنع يؤسس لحبكة
الشريط. ما ان يصل يحيى
الى شقة العائلة في الأسكندرية، حتى يبدأ في البحث عن معارفه من الجيران
وسط بناية،
حيث تقطن عائلة الإيطالية فرانشيسكا (اللبنانية نبيهة لطفي) وابنتها كارلا
(سامية
اسعد). ولكي يطوي صفحة الماضي والبدء من جديد، يجد يحيى في الصيد وسيلة
لقتل الوقت
والعيش على ما يقدمه البحر. وذات مرة يندفع الى حانة وهناك
يتعرف على قابيل (محمد
لطفي) الضخم، يعمل حارساً في أحد النوادي الليلية، والذي ينقله الى بيته
بعد ان
أخذه السكر. يتقاطع عالم يحيى مع عالم قابيل، حيث يجد في الأخير رفقة وطيبة
وعوالم
لا يعرفها. بالمقابل، وفي احدى اليالي الممطرة، يتعرف يحيى على
شابة جميلة إسمها
نورا(بسمة) التي يستضيفها في شقته. وسط صعوبة حياته اليومية وإنسداد آفاقها
ووحدته،
يأتي صوت عزف موسيقى كلاسيكية من وراء نافذة فيلا ضخمة، تعيد الى يحيى
هدوءه. إذ
تتحول ساعات العزف الليلي الى موعد غرامي لا يعرف بطلنا الى
أين يقوده. ولكن سرعان
ما تنشأ علاقة بين نورا و كارلا، مصممة الأزياء، تقودهما الى شقة يحيى والى
فراشه
وفي مشهد لا يجد ما يسوغه. وسط هذا الكم من تقاطع الشخصيات، يدور شريط عبد
السيد
حول نفسه، من دون ان يفضي الى شيء ينقذه من ترهله. في حين جاء
إقحام صور الفراشات
والأسماك الطافية في خاتمة الشريط فاقعة في دلالة توظيفها. كانت أقرب الى "الكيتش"
منها الى إيجاد تقابلات بين فوضى الحياة وصخبها، بين صعود محدثي النعمة من
البلطجية، وبين زمن ما عاد سهلاً الإمساك بتلابيبه. ولو
تجاوزنا طول مدة الشريط،
134
دقيقة، فان جديد عبد السيد يمكن إعتباره خيبة من مخرج كبير.
المدى العراقية في
04/11/2010
«راح البحر» شد الأنظار وانطلق لسوق عالمية
الوسط - محرر فضاءات
يبدو أن زواج الصدق مع الإبداع يُنتج ما يُلفت الانتباه ويكون محل
اهتمام ومتابعة، وما «راح البحر» ببدع من ذلك كله، فبجهود شخصية بسيطة
وبعزم وإصرار كبيرين، وبثقة عالية في النفس، خرج هذا الفيلم القصير جداً
جداً، والذي لا يتجاوز الخمسين ثانية أو أقل تحت مظلة مشروع «نغزة» الذي
أطلقه نَفَرٌ قليل من الشباب البحريني المبدع الطموح.
خرج «راح البحر» من واقع مُعاش لتقدمه هذه المجموعة من الشباب للعالم
بطريقة إبداعية لفتت الانتباه ولاقت الاهتمام والمتابعة، وذلك عبر مشاركات
عديدة لم يمل ولم يكل عزم هؤلاء في المضي قدماً لنشر رسالتهم وتقديمها
للعالم.
شارك فيلم «راح البحر» في مهرجان الخليج السينمائي 2010، وبالرغم من
عدم حصاده لجائزة رسمية، إلا أن الجمهور صفّق له في زمن أطول من وقت عرضه،
فضلاً عن إشادات الكثير من المخرجين والمشاركين في المهرجان بتجربة الفيلم،
والتي تُعتبر من التجارب القليلة جداً في العالم العربي.
بعدها انطلق «راح البحر» ليُدرج في سوق دبي السينمائي أو ما يُعرف بـ«دبي
مارت»، حيث سيكون متاحاً لكبار وأهم العاملين في مجال السينما والمبيعات
والاستحواذ في المنطقة والعالم.
يذكر أن «دبي فيلم مارت» هي منصة للتجارة والاستحواذ، والتي أطلقها
مهرجان دبي السينمائي الدولي في 2008،
ويهدف «دبي فيلم مارت» إلى جمع السينمائيين من جميع الخلفيات
والثقافات، كما يهدف إلى الاشتراك في عملية تجارة وتوزيع الأفلام من جميع
أنحاء العالم، مع التركيز على الترويج للسينما العالمية، وخصوصاً السينما
العربية والآسيوية والإفريقية. كما يسعى إلى تشجيع عمليات الشراء والتوزيع
للأفلام التي يعرضها مهرجان دبي السينمائي الدولي.
و»راح البحر» هو جزء من سلسلة أعمال لمشروع «نغزة»، والذي يهدف إلى
تقديم رسائل متنوعة في أقل وقت ممكن لا يتجاوز الدقيقة، مع غياب الحوار
والرهان على ذكاء الطرح والربط في النهاية لتقديم الرسالة. وقد تم طرح
«نغزات» من هذا المشروع منها: «راح البحر»، «خل بالك في صلاتك»، و»كلام
الفتن يُعمي الوطن»، وسيتم إطلاق «نغزة» جديدة وهي بعنوان «قلبك على شغلك؟»
يكتب أفكار «نغزة» الكاتب جعفر حمزة، ويُمنتجها حسن نصر ويُخرجها محسن
المتغوي، والعمل من إنتاج «مون ميديا».
الوسط البحرينية في
04/11/2010
قعبور يتسلم جائزة أفضل وثائقي من دينيرو بمهرجان الدوحة ترايبكا
الوسط - محرر فضاءات
فازت شركة
Veritas Films
للإنتاج ومقرها في أبوظبي بـ «جائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي» عن أحدث
أفلامها «تيتا ألف مرة»، في حين حصل محمود قعبور، مخرج الفيلم ومؤسس
الشركة، على تنويه خاص من لجنة التحكيم كـ «أفضل مخرج عربي»، حيث سلمه
الممثل والمخرج العالمي روبرت دينيرو الجائزة وقيمتها 100 ألف دولار
أميركي، وذلك في ختام حفل توزيع جوائز مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي في
العاصمة القطرية.
وشهد فيلم «تيتا ألف مرة» نجاحاً كبيراً في أول عرض عالمي له من قبل
أعضاء لجنة التحكيم والمشاهدين، وتجلى ذلك بفوزه بـ «جائزة الجمهور لأفضل
فيلم وثائقي» ليعكس جمالية ومستوى إنتاج الفيلم الشاعري - الوثائقي. كما
ينضم هذا الإنجاز إلى سجلّ
Veritas Films
في إنتاج الأفلام المميزة بالمنطقة.
«تيتا ألف مرة» فيلم وثائقي مدته 48 دقيقة وهو إنتاج مشترك إماراتي
وقطري ولبناني، وتم إخراجه بتمويل من مؤسسة الدوحة للأفلام ومؤسسة الشاشة
في بيروت. كما أنه أول فيلم تخرجه شركة
Veritas Films
من مقرها في بيئة ابتكار المحتوى الإعلامي والترفيهي في
twofour54.
وأثناء تسلمه الجائزة أشار محمود قعبور قائلاً: «يسعدني ويشرفني حصول
فيلمنا الجديد على هذه الجائزة وأيضاً على هذا التنويه، وأتأمل أن يساعد
هذا التقدير الذي حصلنا عليه لتذكير الجمهور بجهد وتعب جداتنا... من ناحية
أخرى، ستشهد الفترة القادمة إنتاج مزيد من مشاريعي الخاصة، التي تعكس شغفي
بالسينما الوثاقية».
من جهتها، أشارت إيفا ساير، المنتجة المنفذة للفيلم عن سعادتها بحصول
Veritas
Films
و»تيتا ألف مرة» على الجائزة والتنويه وخاصة أنه الفيلم الأول من مكتبنا
الجديد في أبوظبي، وتابعت قائلة: «إنني على ثقة بأن المستقبل سيشهد مزيداً
من النجاحات لـ
Veritas Films وسنثبت موقعنا كواحدة من أبرز شركات الإنتاج العربية لناحية الأفلام
الواقعية المبتكرة. وهذا النجاح يعزز موقعنا كواحدة من الشركات التي تساهم
في ابتكار محتوى عربي مميز... ونيابة عن فريق عمل
Veritas أتوجه بالشكر لمؤسسة الدوحة للأفلام ومؤسسة الشاشة في بيروت على
الدعم المالي الذي قدمتاه لنا والذي سمح لنا بإخراج فيلم بهذا المستوى».
وربما سيحصد «تيتا ألف مرة» مزيداً من الجوائز، وخاصة مع مشاركته في
مهرجان قرطاج السينمائي بتونس، حيث عرض الفيلم لأول مرة في القارة
الإفريقية وسيتم إعلان نتائج الجوائز في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد صفقة
سمحت للفيلم بالمنافسة في كلا المهرجانين.
الوسط البحرينية في
04/11/2010 |