أكد مدير المشاريع في مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي عيسى سيف راشد
المزروعي، أن إقامة حفل خاص لتوزيع جوائز «مسابقة الإمارات»، أمس، وليس
خلال حفل ختام المهرجان، كما أعلن من قبل، لا يمثل إقصاء أو عزلاً للمسابقة
عن المهرجان الدولي، مرجعاً هذا الفصل إلى ضيق وقت حفل المهرجان.
وقال المزروعي لـ«الإمارات اليوم» إن «إقامة حفل توزيع جوائز الإمارات
والأفلام القصيرة قبل حفل الختام النهائي، جاء نتيجة كثرة الجوائز التي
يتضمنها المهرجان بمسابقاته المختلفة، والتي تحتاج إلى وقت طويل لإعلان
أسماء الفائزين قد يصل إلى أربع ساعات، إضافة إلى الوقت الذي يحتاجه عرض
فيلم الختام»، وأضاف «أحببنا ان نعطي للمسابقة والمشاركين فيها حقهم في
الظهور والتكريم، فقررنا الاحتفال بهم في حفل يسبق حفل الختام بيوم، حتى
يحصل الفائز على حقه من الأضواء والاهتمام، وتكون هناك مساحة لإلقاء
الكلمات والتعريف بالأعمال الفائزة وأصحابها، وهو أمر من الصعب جداً تحقيقه
في حفل ختام المهرجان».
وشدد المزروعي على أن فصل حفل توزيع الجوائز عن الحفل الختامي لا يعني
إطلاقاً غياب صناع الأفلام الإماراتيين عن الحفل الختامي للمهرجان «فمن
المقرر أن يصعدوا خشبة المسرح عقب إعلان أسماء الفائزين بجوائز المهرجان في
الأقسام الأخرى، وبذلك يكون تم الاحتفاء بهم مرة إضافية، وحصلوا على حقهم
في الظهور في الحفل الختامي».
وأعرب مدير المشاريع في المهرجان، عن سعادته بالمشاركات التي شهدتها
المسابقة هذا العام. وبوجود مجموعة متميزة من صناع الأفلام في الإمارات،
لإيمانهم برغبة المهرجان الأكيدة في مساندتهم ودعمهم. وقال «حرصنا على
الاجتماع بصناع الأفلام الإماراتيين قبيل انطلاق المهرجان، وطرحنا خلال
اللقاء الكثير من الأفكار والآراء وحتى التحفظات التي تشغلهم، وتمت
مناقشتها للاستفادة منها جميعا في العمل. وهذا ينصب في إطار في تفعيل
المشترك بيننا لتطوير المسابقة والوصول لأكبر عدد من صناع الأفلام، وتحقيق
المزيد من النجاح في الدورات المقبلة».
وأشار مدير ومبرمج مسابقة الإمارات علي الجابري، إلى أن حفل إعلان
الفائزين بجوائز «مسابقة الإمارات» لم يقتصر على المسابقة فقط، ولكن تضمن
أيضا إعلان جوائز المسابقة الدولية للأفلام القصيرة، التي تضم 45 فيلماً،
بما يعني ذلك حضور أكثر من 45 من صناع الأفلام الدوليين من مختلف دول
العالم في الحفل، الأمر الذي يمنحه أهمية خاصة ويلفت الأنظار إليه، على عكس
إذا ما اقتصر على جوائز مسابقة الإمارات فقط. موضحاً أن حفل ختام مهرجان
أبوظبي السينمائي الدولي الذي يقام مساء اليوم سيشهد عرض لقطات من حفل أمس،
وكذلك صعود الفائزين لالتقاط الصور الجماعية للجميع، وهو ما يحقق الدمج بين
المسابقة والمهرجان كما قررنا من البداية.
واعتبر الجابري أن عودة الجمهور إلى عروض الأفلام الإماراتية
والخليجية، من أهم السمات التي اتسمت بها الدورة الحالية من المسابقة، إلى
جانب ما أحاط بالعروض من نقاشات حول الأعمال سواء بين صناع الأفلام أنفسهم،
أو بينهم وبين الجمهور والنقاد.
يذكر أن هذا العام شهد الإعلان عن انضمام مسابقة الإمارات، التي تأسست
منذ 10 سنوات، وكانت تنظم سابقاً باسم (مسابقة أفلام من الإمارات)، إلى
لائحة برامج الجوائز المقدمة من مهرجان أبوظبي السينمائي.
وتهدف المسابقة التي تضم 19 جائزة، إلى تشجيع صناعة الأفلام
الإماراتية. كما تستقبل أيضاً المشاركات من دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك
الأفلام التي تركز بشكل كبير على تاريخ المنطقة وثقافتها.
ضمت مجموعة الأفلام المشاركة في مسابقة ،2010 47 فيلماً قصيراً من
الإمارات وقطر والسعودية وعمان. وتوزعت الأفلام المشاركة كالتالي: 20
فيلماً روائياً قصيراً (موزعة على برنامجين)، وثمانية أفلام وثائقية، وتسعة
أفلام روائية فئة الطلبة، و10 أفلام وثائقية فئة الطلبة. كما تتضمن
المسابقة 15 عرضاً عالمياً أول.
وكان حفل توزيع جوائز المسابقة الخاصة بالأفلام القصيرة الإماراتية
والخليجية، ومسابقة الأفلام القصيرة، قد أقيم مساء أمس، في خيمة المهرجان
في قصر الإمارات في أبوظبي، حيث شهد إعلان القائمة الكاملة من الفائزين
بجوائز «اللؤلؤة السوداء» ضمن هاتين المسابقتين.
الإمارات اليوم في
22/10/2010
«المحقق» الصيني في ليلته الختامية اليوم
«لؤلؤ» المهرجان بانتظار مستحقيه
إيناس محيسن ــ أبوظبي
تختتم مساء اليوم فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان أبوظبي السينمائي
الدولي، ويتضمن حفل الختام إعلان أسماء الفائزين في مسابقات المهرجان
الخمسة لهذا العام، بلغ عدد الأفلام المشاركة فيها 172 فيلماً من 43 دولة،
تتوزع على خمس مسابقات، ويبلغ إجمالي الجوائز المقدمة مليون دولار أميركي.
إضافة إلى جائزة الجمهور والتي تمنح للفيلم الذي يحصل على أعلى نسبة من
أصوات الجمهور، وهذه الجائزة مخصصة لعروض السينما العالمية، التي تضمنت
مجموعة مختارة من أبرز الأفلام التي نالت تكريماً في مهرجانات عالمية أخرى.
وتمنح «اللؤلؤة السوداء» لأفضل الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية
الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة؛ إضافة إلى مسابقة «آفاق جديدة» التي
تقام للمرة الأولى في هذه الدورة من المهرجان، وتمنح للمخرجين الذين يخوضون
تجاربهم الإخراجية الأولى أو الثانية؛ وكذلك «مسابقة الإمارات» (مسابقة
أفلام من الإمارات سابقاً) التي تنضم إلى برامج المهرجان للمرة الأولى.
وقبل انطلاق الحفل؛ وإعلان الجوائز، من المقرر ان تشهد السجادة
الحمراء للمهرجان حضور عدد كبير من الفنانين وصناع الأفلام العرب والأجانب،
على ان يعقب إعلان أسماء الفائزين في مسابقات المهرجان، عرض لفيلم الختام
«المحقق دي وسر الشعلة الوهمية» للمخرج الصيني تشووي هارك، ومن إنتاج وانغ
جوليه، وتمثيل: آندي لاو، كارينا لاو، ولي بينغ بينغ، وطوني ليون كاي فاي،
ودنغ تشاو. وتعود أحداث الفيلم إلى عام 689م، ليقدم قصة بوليسية في قالب من
التشويق والفنون القتالية.
يحفل الفيلم بالمؤامرات الإمبراطورية والاغتيالات الباروكية، وهو
مستوحى من شخصية واقعية هو المحقق «دي رينجي»، أحد أشهر المسؤولين في عهد
سلالة «نانغ» الحاكمة، يطلق سراح المحقق بعد سنوات طويلة من السجن على
خلفية خلافاته مع الإمبراطورة، للتحقيق في موت اثنين من موظـفي البلاط
الكبار في ظل ظروف غريبة، إذ اشتعلا بمجرد تعرضهما لأشعة الشمس.
يذكر أن المخرج تشووي هارك اشتهر بقدرته على توظيف معايير هوليوود
الإنتاجية في أفلام الفانتازيا والحركة في هونغ كونغ، أنتج من خلال شركة
«فيلم ووركشوب» العديد من الأفلام التي حققت نجاحات تجارية في العالم
كأفلام جون وو وسواه. من أفلامه «الفراشة تقتل» (1979)، «مهمة مجنونة 3:
رحلنا من شارع بوند» (1983)، «بلوز أوبرا بكين» (1986)، «حدث ذات مرة في
الصين» (1990)، و«السيوف السبعة» .2005
ولم تتوقف فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي ،2010 بإعلان أسماء
الفائزين، إذ سيواصل فعالياته غدا السبت، وهي تجربة جديدة تطبق لأول مرة
والتي تتواصل فيها الفعاليات بعد حفل الختام؛ على أن يخصص المهرجان غدا
لفعالية اليوم العائلي، برعاية من رؤية الإمارات، والتي تقام في مسرح
أبوظبي وتتضمن فعاليات اليوم العائلي اثنين من العروض الخاصة، التي تتناسب
مع المتعة للأطفال والكبار وهي فيلم شارلي شابلن «السيرك» (1928)، وبرنامج
أفلام الرسوم المتحركة القصيرة التي اختيرت من بين أبرز ما قدم في دورة
،2010 من عروض مهرجان آنسي السينمائي الـدولي لأفـلام الرسوم المتحركة ـ
فرنسا.
الإمارات اليوم في
22/10/2010
«شنايبل» والنيات الحسنة
«شتي يا دني» على المـخطوفين و«كارلوس» الفاشل
زياد عبدالله - أبوظبي
السينما على اشتباك بالأحداث السياسية والمفاصل التاريخية، ولها أن
تأتي وفق مقترحاتها السردية التي تأخذنا إلى مشاغل سردية غير سينمائية،
هناك شخصيات تطفو على سطح الشاشة وتغرق في بحر متلاطم من المقاربات، بينما
يأتي ما له أن يكون ملمحاً من تاريخ كامل فيلقي عليه الضوء بوصفه مهيمناً
على الحاضر ومتحكما في مصائر من لم يعاصروا ما يعيشون تحت وطأته. ستحضر
تباعاً الأفلام التي لها أن تكون حاملاً لما سيكون عربياً بامتياز، أفلام
عن قضايا عربية لكن بعيون غير عربية، ونقصد هنا فيلم جوليان شنايبل «ميرال»،
وفيلم «كارلوس» لأوليفييه أساياس، وصولاً إلى فيلم اللبناني بهيج حجيج «شتي
يا دني»، وجميعها من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام
الروائية الطويلة في الدورة الرابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي التي تختم
اليوم.
من «ميرال» سنبدأ، من التنقل المحموم في التواريخ المفصلية للقضية
الفلسطينية وعلى هدي إيقاع ليس لجوليان شنايبل إلا أن يكون مقدماً له بما
يتسق مع مسيرته السينمائية المعروفة، التي يمضي بها السرد في «ميرال» عبر
أربعة خيوط درامية متناسلة من بعضها بعضا، ولتلتقي جميعاً لدى ميرال (فريدا
بينتو)، لكن انطلاقاً من شخصية هند الحسيني (هيام عباس)، التي يبدأ وينتهي
بها الفيلم، ومن «دار الطفل» الذي تؤسس له بعد وقوعها على يتامى المجازر
الإسرائيلية في دير ياسين وغيرها، وبما يجعلها أيضاً ملتقى المصائر،
وتحديداً ميرال بعد أن نمضي مع أمها التي سرعان ما تنتحر ويجد والدها في
وضعها لدى الحسيني أفضل ما يمكن القيام به ليضمن لها مستقبلها.
نيات حسنة
المرور الحالي على فيلم «ميرال» لن يكون هنا إلا عاجلاً بحاجة إلى
وقفة نقدية أكثر امتداد وتفصيلاً، ولنعود إليه في ما بعد، ولعلنا سنمضي
الآن خلف ما يأخذنا عن السينما في أفلام كهذه، إلى المعالجة التاريخية لما
حمله هذا الفيلم الذي يبدأ من النكبة مرورا بالانتفاضة وصولاً إلى اتفاقات
أوسلو، وعلى شيء يجعل من أوسلو محطة الأمل الكبرى مع أن الفيلم يورد في
النهاية أن المفاوضات مازالت متواصلة، ولكم أن تعرفوا حالها الآن، لنرى
ميرال وهي تقول للحسيني ما ترتبت عنه كما لو أنه بمثابة الاستقلال
الفلسطيني، وفي الوقت نفسه يبدو التوقف عن الانتفاضة كما لو أنه توقف عن
الكفاح المسلح في مقابل العملية التفاوضية، وكلنا يعرف أن الانتفاضة لم تكن
إلا أداة سلمية أو عصياناً مدنياً وجد في الحجارة ما يجابه به آلة الحرب
الاسرائيلية.
فيلم شنايبل هنا وبعيداً عن السينمائي، يندرج في خانة أفلام «النيات
الحسنة» التي لن يفارقها أيضاً المجمع عليه عالمياً، وعلى مبدأ توافقي مهما
نبش في الحقائق فإن سيكون مسبوقاً بالمعد سلفاً، وكل ذلك سيكون على اتصال
بالسيناريو الذي كتبته رولا جبرايل، وعلى رأس ذلك مفهوم السلمي والعنفي،
العمل السلمي والإرهابي، وقدرة التوصيف الأخير أن يحتوي كل شكل من أشكال
المقاومة السلمية، والكرم المفرط الذي تحمله المقاربات على إسباغ العنفي
على كل ما هو تحرري وتطلعي.
فشل ثوري
ومع حضور الحديث عن «الإرهاب»، فإننا وفي الحال سننتقل إلى فيلم
أساياس «كارلوس»، الذي يعرض للمرة الأولى في العالم العربي في نسخته
السينمائية، كونه عرض في بيروت بنسخته التلفزيونية التي تقارب الخمس ساعات،
ولنمضي مع حياة رجل فنزويلي قاتل في صفوف الثورة الفلسطينية وتحديداً
«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وتحت إمرة وديع حداد المنفصل عن قيادة
جورج حبش.
الفيلم أولاً وأخيراً هو عن كارلوس، لكن ثمة مفارقة لها أن تستوقفنا
دائماً حين يرد في مقدمة فيلم أو كتاب أو أي عمل فني أن الأحداث والشخصيات
من نسج الخيال، فإذا بتلك الشخصيات والأحداث ترد بأسمائها وأمكنتها
وتواريخها، من دون تغيير أي اسم، وهذه هي حال كارلوس في فيلمنا، إذ يقال من
البداية إن هناك نقطاً كثيرة في حياة هذا «الإرهابي»، كما يصفه الفيلم،
بقيت غامضة، لذلك فإن الأفضل التعامل معه بوصفه من نسج الخيال، لنرى طيلة
الوقت أحداثا موثقة وشخصيات معروفة عالميا وعربيا، ومصائر سرعان ما ستتضح
في النهاية وعبر صور حقيقية لأشخاصها.
تتمثل المقولة الرئيسة التي أسس عليها فيلم أساياس في أن كارلوس «إدغار
راميريز» رمز من رموز الفشل الثوري، غارق بالنساء والكحول، ومن ثم سيصبح
ذاك المغرور، وليتحول إلى بندقية للإيجار، وليكون انهياره مترافقاً تماما
مع انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة، وبالتالي تدافع
الأنظمة العربية للتخلص منه وصولاً إلى السودان الذي سرعان ما يسلمه إلى
فرنسا، إذ يحكم عليه بالسجن المؤبد لقتله شرطيين فرنسيين.
لابد أن كارلوس يمثل مرحلة كاملة، وله أن يكون في النهاية أحد تجليات
اليسار الراديكالي، الذي كان لا يعرف حدوداً لصراعه مع الامبريالية
العالمية، كما يرد أكثر من مرة، ولتعطى المساحة الكبرى في الفيلم لعمليته
الشهيرة في فينا حين اختطف وزراء النفط في منظمة «أوبك»، والتي لم يحاكم
عليها إلى اليوم.
مصير المخطوفين
مع فيلم بهيج حجيج «شتي يا دني» ننتقل إلى مقاربة لبنانية لشأن لبناني
خاص وحساس جداً، ألا وهو مصير المخطوفين في الحرب الأهلية اللبنانية، من
خلال سرد مصير رامز «حسان مراد» الذي نقع عليه من البداية وهو يفارق مكان
اعتقاله أو اختطافه الذي امتد لأكثر من 20 سنة، ومن ثم مصائر من حوله مثلما
هي الحال مع زوجته ماري (جوليا قصار) وولديه. رامز لن يجد شيئا يفعله إلا
الهوس بجمع الأكياس الملونة، وسيكون معطلاً تماماً إلا أن يصل مصادفة إلى
امرأة (كارمن لبس) أمضت حياتها بانتظار زوجها المخطوف. ما تقدم مسار عام
لأحداث تترافق مع لازمة متكررة متمثلة بأم تكتب رسائل لابنها المخطوف
تنشرها في جريدة السفير اللبنانية، ومن ثم عزف ابنة رامز على التشيلو.
ستبقى الخطوط الدرامية متصلة بقسرية، وسنبقى نلاحق الأحداث وهي تلتصق
ببعضها بعضا على هدي ما علينا الاتفاق عليه مسبقاً، وعلى شيء من متاهة
المخطوف رامز الذي يبقى هائماً على وجهه في شوارع بيروت مثلما هو الفيلم
أيضاً.
الإمارات اليوم في
22/10/2010
في خامس أيام مهرجان أبو
ظبي
أفلام روائية ووثائقية تعرض للمرة
الاولى
ابو ظبي –علي حمود الحسن
اقام مهرجان أبوظبي السينمائي
نهاية الاسبوع الماضي وبالتعاون مع أكاديمية نيويورك – أبوظبي
السينمائية يوماً من
الفعاليات التفاعلية داخل خيمة المهرجان. في حين واصلت الدورة الرابعة
عروضها لتقدم
عدة أفلام كعرض عالمي أول حيث عرض ضمن الاحتفاليات في قصر الإمارات الفيلم
الهندي “بان سينغ
تومار” ضمن برنامج السينما العالمية للمخرج (تيغمانشو دوليا) وبحضور النجم
الهندي
المعروف (عرفان خان) والنجمة (ماهي غيل).
كما تم تقديم العرض العالمي الأول لفيلم “شّتي يا دني”
لبهيج حجيج، حضره حسان مراد وجوليا قصار
وكارمن لبس ضمن فئة الأفلام الروائية
الطويلة.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية عرض فيلم “قصة رجل” لفارون بونيكوس
وتدور أحداثه حول مصمم الأزياء أوزفالد بوتينغ ذي الأصول الأفريقية الذي
عاش في
ضواحي لندن الشمالية قبل أن يحقق الثراء وينتقل إلى شارع
“سافيل رو” المرموق، ليصور
الفيلم عوالم أوزفالد السوريالية النابضة بالثراء والأضواء والشهرة.
وفي منافسات آفاق جديدة شوهد العرض الأول للفيلم المصري “جلد حي”
لفوزي صالح الذي يرسم صورة حية لعمالة
الأطفال في مصر، عارضاً مقاطع من حياة هؤلاء
في المسالخ الموجودة في عشوائيات ضواحي القاهرة الفقيرة. بحضور
منتجه النجم محمود
حميدة.
بالإضافة إلى عروض الأفلام الأخرى التي عرض معظمها للمرة الأولى
في الشرق الأوسط نذكر منها في الروائي الطويل الفيلم الفرنسي الألماني
“كارلوس”
للمخرج أوليفييه أساياس، الذي يتناول سيرة المثير للجدل إليتش راميريز
سانشيز
الشهير بكارلوس. يشكل الفيلم شهادة حية، تجذب المشاهد الى عوالم هذا
الفنزويلي
الثائر، ابن العائلة الثرية الذي يجيد سبع لغات منها العربية
عاشق السلاح والنساء
والمدمن على الخطر والمؤيد الشرس للقضية الفلسطينية، الذي أمضى حياته
متنقلا خفية
في أرجاء المعمورة منفذا بعض أخطر العمليات العسكرية وأغربها. أما على صعيد
مسابقة
الأفلام الوثائقية فقد تمتع جمهور ابو ظبي بمشاهدة
فيلم”شيوعيون كنا”لماهر أبي
سمرا، وكان الفيلم قد تلقى دعم المهرجان وعرض العام الماضي من ضمن برنامجه
كعمل قيد
الإنجاز، قبل عرضه في مسابقة آفاق في مهرجان فينيسيا. قدم المخرج معاينته
الشخصية
والمتحررة لموروث الحرب الأهلية في لبنان، عبر أربعة رجال
يسردون تجاربهم في ميدان
المعركة ويحكون انكسار أحلامهم وسقوط أوهامهم بفعل استمرار أزمات البلد.
أما برنامج “ما الذي نرتكبه بحق كوكبنا؟” فقد عرض فيه فيلم “رحلة جاين”
للمخرج
لورنز كناور ليقدم نظرة عن كثب إلى حياة الأسطورة جاين غودول المعروفة
عالميا بأهم
خبراء الشمبانزي، ويدعو في الوقت نفسه إلى إنقاذ الكوكب الذي تهتم لشأنه من
أعماقه.
الصباح العراقية في
22/10/2010
الناقد عبد الرزاق الربيعي: أبوظبي
تنهض بواقع السينما العربية
الجمهور لا يحتاج إلى فتاوى سينمائية
أبوظبي - من محمد
الحمامصي
رئيس القسم الثقافي في 'الشبيبة' العمانية يطالب بتعميم 'الثقافة البصرية'
عند الجمهور العربي ويشيد بدور مهرجان أبوظبي السينمائي في ذلك.
أكد الناقد العراقي عبد الرزاق الربيعي رئيس القسم الثقافي والفني
بجريدة الشبيبة العمانية أن للمهرجانات السينمائية دوراً واضحاً في تنشيط
الحراك السينمائي ودعم صناعة السينما.
وقال الربيعي "لكي تتقدم السينما لا بد من تعميم الثقافة البصرية وهذه
لا تتشكل إلا عبر عقد لقاءات وندوات ومشاهدة العروض بخاصة أن هذه
المهرجانات لا تعرض إلا الأفلام الجديدة وأحياناً تكون بحضور أبطالها أو
منتجيها".
ورأى الربيعي إن قيام شركات القطاع الخاص بإنتاج الأفلام السينمائية
"لا يعني أن كل عيون تلك الشركات مزروعة على شباك التذاكر فقط، وأدارت
ظهرها للسينما ذات المضامين الراقية، فالجودة في الإنتاج تساهم أيضا في
زيادة الأرباح، وكلنا نعرف دور هذه الشركات في تأسيس السينما العربية
ونموها وتقدمها فما مساهمة المؤسسات الرسمية العربية إلا قليلة ولا تكاد
تذكر".
وعن كون النقاد السينمائيين العرب يتحملون مسؤولية الكثير من التدهور
الذي أصاب السينما وصناعتها عربياً قال الربيعي "كلا، فالجمهور الذي يذهب
لدور العرض السينمائية في بلداننا العربية لا يذهبون بعد أخذ فتاوى نقدية
".
وأضاف "النقد السينمائي يسهم بشكل بسيط جداً في توجيه أنظار الجمهور
للفيلم الجيد، لذا علينا الا نحمل النقاد المسؤولية التي تسهم بها أطراف
عديدة من بينها تدهور الوضع الاقتصادي وابتعاد السينمائيين عن مناقشة
القضايا التي تهم الناس وضعف الترويج الإعلامي".
وأكد الناقد العراقي أنه "لا يمكن أن نعتبر ما نقرأه في الصحف اليومية
نقداً بالمعنى العلمي، بل هي انطباعات عابرة. فللآن لا توجد لدينا نظرية
نقدية ينطلق منها الناقد في قراءته للأفلام التي تعرض ولا توجد مصادر كافية
طبعا إلا ما ندر".
وحول ما إذا كانت السينما المستقلة، أو بمعنى آخر الإنتاج المستقل،
يمكن أن يصبح حقيقة جدية، تتبلور له رؤية ويحل بعض من أزمة هذه صناعة
السينما قال "لم لا؟ فالنهضة السينمائية تتطلب تكاتف جميع الجهود وتحشيد
جميع الطاقات والإنتاج المستقل له دور كبير في ذلك حتى لو كان هدفه الجانب
الربحي، فهذا الجانب يجعل القائمين على صناعة السينما يجودون عملهم ليحققوا
أرباحاً أكثر، وهذا وقود أية نهضة سينمائية".
وبالنسبة لمهرجان أبو ظبي السينمائي قال الربيعي "ساهم مهرجان أبوظبي
السينمائي في تنشيط هذا الحراك الذي لا بد منه من أجل النهوض بواقع السينما
العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص بخاصة، أن المهرجان يسعى بكل ما
يستطيع أن يحقق نوعاً من التميز في تدقيق اختياراته للأفلام المشاركة
والاهتمام بالمضامين الفكرية واستقطاب النجوم، وتوفير المناخات المناسبة
للاستفادة من حضور هؤلاء النجوم عن طريق عقد المؤتمرات الصحفية والندوات
المصاحبة والاهتمام بالجانب التنظيمي الذي يظهر عليه، وبالتأكيد فإن
استمراره يجعل مكانته تبدو أكثر وضوحا في المشهد العام لمهرجانات السينما
العربية".
وعن الدعم الذي يقدمه وتأثيره مستقبلياً على صناعة السينما العربية،
خاصة وأن الفائزين هذا العام بمنحه يمثلون مختلف الدول العربية أكد الناقد
العراقي أن صناعة السينما تتشكل عبر تراكم من الخبرات والتجارب وأي جهد
يبذل في دفع صناعة السينما فإنه بالتأكيد سيصب في خدمة صناعة السينما،
والجوائز تمثل محفزاً ضرورياً يصب في رفد هذا المجال الحيوي.
وأضاف "المهرجان ثمرة ستؤتي أكلها بالتأكيد ولو بعد حين، وسيساهم
بالتأكيد في تحفيز الشباب على الإنتاج السينمائي، وتجربة مهرجان مسقط
السينمائي الدولي ليست بعيدة عن ذلك فحين أقيمت أول دورة له عام 2000، وكان
أول مهرجان يقام في منطقة الخليج كانت السينما العمانية تخطو خطوات متعثرة
ولكن وجود المهرجان ساهم في تحفيز الشباب فظهر أول فيلم عماني 'البوم'
للمخرج خالد الزدجالي بعد دورتين حيث جرى عرضه في افتتاح الدورة الثالثة
عام 2006 ثم واصل الشباب نشاطهم فاشتركوا في العديد من الورش السينمائية
التي نظمتها الجمعية العمانية للسينما وأنتجوا أفلاماً قصيرة حققت جوائز في
العديد من المهرجانات الدولية، وما جرى في سلطنة عمان سيحدث هنا في أبوظبي".
وحول تغيير اسم المهرجان من مهرجان الشرق الأوسط السينمائي إلى مهرجان
أبو ظبي أكد الربيعي أن قيمة التغيير تنبع من كون انتماء المهرجان إلى
أبوظبي هذه المدينة الجميلة ليكون جزءاً من هويتها وتكون جزءاً من هويته.
ولدعم المهرجان عربيا ودوليا رأى عبد الرزاق الربيعي ضرورة التواصل
والاستمرار و"من الضروري أن يقوم بدعم صناعة السينما عبر إنتاج أفلام قصيرة
ليصبح المهرجان ورشة عمل، كما أن من الضروري إقامة ندوات يشارك بها
الباحثون بأوراق عمل فالجانب التنظيري يشكل منطلقاً مهماً لأي حراك".
ميدل إيست أنلاين في
22/10/2010 |