أكد المخرج داوود عبد السيد فى المؤتمر الصحفى، الذى عقد أمس فى قصر
الإمارات بعد عرض فيلمه رسائل البحر المشارك فى المسابقة الرسمية والذى
ينافس على جائزة أحسن فيلم روائى عربى أنه بات من الضرورى أن تتغير طبيعة
الرقابة على الأعمال الفنية فى مصر، مطالباً بأن يتم تصنيف الأفلام وفقاً
للمرحلة العمرية التى يتوجه إليها العمل، موضحاً أن الرقابة تمارس عملها
على الفكر وليس على العمل الفنى بعناصره المختلفة، مؤكداً أنه ليس هناك بلد
لديه صناعة سينما، ويطبق فيه مثل هذا النوع من الرقابة المؤسسية التى تلتزم
بمجموعة من القوانين الصارمة.
واعتبر عبد السيد، أن الرقابة المجتمعية التى يمارسها أفراد المجتمع
أقوى وأكثر تأثيراً من الرقابة المؤسسية، وهى غالباً تقف أمام تقديم صناع
الأفلام لأعمال فنية، خوفاً من نظرة المحيطين بهم إليهم، داعياً إلى العمل
على تحديث المجتمع وإشاعة روح التحرر، وهى مهمة ليست بسيطة ولا تتم فى فترة
قصيرة، بل تحتاج إلى سنوات طويلة، موضحاً أن السينما المصرية شهدت فى
السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً فى المعدات والتجهيزات الفنية والتقنيات،
ولكن فى مقابل ذلك شهدت تراجعاً فى مساحة الحرية المتاحة.
وعن المشاهد الحميمية بين بطلى الفيلم، أوضح عبد السيد، أنه إذا كان
هناك مناخ مختلف، من المؤكد أنه كان سيقدم هذه المشاهد بشكل مختلف، لكن "ما
لا يدرك كله لا يترك كله".
وأوضح داود، أن ما يسعى إلى تحقيقه فى أفلامه هو أن تكون هناك دائماً
تجربة شعورية فى الفيلم، وأن يشعر المشاهد بالمتعة عند مشاهدة فليمه، وكلما
شاهده أكثر ازداد شعوره بالمتعة، وقال "ليس هناك صانع فيلم يريد تقديم فيلم
لا جمهور له، كما أن فكرة التنازلات لكسب الجمهور بالنسبة لى مرفوضة، ولكن
بدلاً من ذلك علينا بذل المزيد من الجهد لجذب الجمهور، ولا أعنى بذلك إضافة
مشاهد راقصة أو أغنيات معينة لتحقيق ذلك، ولكن أعنى تقديم العمل فى مستوى
فنى متميز".
وعن تراجع مستوى السينما المصرية، أشار عبد السيد إلى أنه من الصعب
إرجاع الظواهر إلى سبب واحد فقط، فهناك دائما أسباب عدة، مثل المستوى
الثقافى والتعليمى للمجتمع، ومدى حيوية السينما المصرية، فعندما يتم إنتاج
60 فيلماًَ فى العام، يصبح من المنطقى أن تكون نسبة الأعمال المتميزة أعلى
منها فى حالة إنتاج 20 فيلماً.
لافتاً إلى أنه لا يمكن التخلص من الطابع التجارى للسينما المصرية،
طالما أن هناك صناعة سينما وليس فقط إنتاج إفلام، "المنتج من الطبيعى أن
يبحث عن أكبر هامش للربح، وخلال هذا البحث قد يهمل شريحة معينة من الجمهور،
باعتبارها الأقل عدداً، فى مقابل الوصول للشريحة الأكبر، ولكن هذا لا يعنى
أن الجمهور المصرى لم يتقبل سوى الأعمال المتواضعة المستوى، ولكن هذا ما
يقدم إليه".
وانتقد عبد السيد تآكل الكثير من تقاليد صناعة الأفلام فى مصر نتيجة
لعوامل عدة مثل تدخل المنتج فى الأعمال الفنية والتقنية كالمونتاج، وكذلك
تدخل النجوم فى أفلامهم، حتى يمكن اعتبار أن هذه الأفلام "تصنع على حجر
النجم ووفقاً لمطالبه الخاصة".
وأشار عبد السيد إلى أن قدرة مخرج الفيلم على اختيار الفنان المناسب
للدور تمثل 50٪ من عوامل نجاحه، بينما تظل النسبة الباقية مرهونة بقدرة
المخرج على توظيف الفنان، كما حدث مع المخرجة نبيهة لطفى التى شاركت
بالتمثيل فى "رسائل البحر" ليحصل منها على الدور المطلوب، وأضاف أن "أداء
بطل الفيلم آسر ياسين كان مفاجأة له، أما بسمة فقد كان يشعر فى أدوارها
السابقة بأن هناك شيئاً ما ناقصاً لم تستطع الأدوار أن تظهره لديها، ولذلك
حرص على اظهار هذا الشىء الناقص، والتركيز على ما تتمتع به من أنوثة لم
يلتفت إليها فى أعمالها الأخرى".
وأشارت بسمة إلى أنها لم تشعر بالقلق من المشاهد الساخنة التى أدتها
فى الفيلم، لأنها تدرك أن هناك فرقا بين الانسان وبين الأدوار التى يقدمها،
معربة عن أملها أن يتمتع الجمهور بهذا الإدراك.
وأكد آسر ياسين، أنه اضطر لتلقى دروسا مكثفة فى الأصوات ومخارج
الألفاظ ليتمكن من أداء "التأتأة" التى كان يؤديها فى دوره، لافتاً إلى
حرصه على التنويع فى الأدوار التى يقدمها، فى حين اعتبر الفنان محمد لطفى
أن الفيلم يمثل فرصة العمر بالنسبة له، مشيراً إلى أنه سيقبل الأدوار
المختلفة التى تعرض عليه، لأنه إذا انتظر دوراً فى عمل بالمستوى الفنى نفسه
فلن يعمل لسنوات، وقال "شاركت فى فيلم عرض أخيراً بعنوان (أولاد البلد)،
وهو فيلم خفيف تجارى، ورغم ذلك حقق عائداً يقدر بمليون و450 ألف جنيه فى
يوم واحد من أيام عرضه خلال عيد الفطر الماضى".
يذكر أن رسائل البحر قوبل بحفاوة شديدة من النقاد والجمهور، كما أن
هناك العديد من المصريين العاملين بدبى جاءوا إلى أبو ظبى خصيصاً لمشاهدة
جديد داود، وبعد أن تنتهى فعاليات مهرجان أبو ظبى سيتجه المخرج داود عبد
السيد وفريق عمله إلى قرطاج بتونس، لأن رسائل البحر سيمثل مصر فى المسابقة
الرسمية بالمهرجان أيضاً.
اليوم السابع المصرية في
21/10/2010
"ميتروبوليس" يعرض كاملاً بعد 83 عامًا فى مهرجان أبو ظبى
أبوظبى علا الشافعى
يعرض مهرجان أبوظبى السينمائى، اليوم الخميس، الفيلم الألمانى الشهير
"ميتروبوليس" لفريتز لانغ، والذى يعد من أكثر الأفلام تأثيراً فى تاريخ
السينما ومن أعلاها تكلفة فترة إنتاجه.
والفيلم أول ملحمة سينمائية عظيمة فى مجال أفلام الخيال العلمى ومن
الأفلام التى تلجأ إلى هذا النوع السينمائى كى تتنبأ بالمستقبل وتعلق على
مجتمعها المعاصر.
مرّ فيلم "ميتروبوليس" برحلة طويلة منذ أن عرض لأول مرة سنة 1927، حيث
تعرض فيها للاختزال والقص ما جعل مشاهدته غير ممكنة إلا فى نسخ غير لائقة
تقنياً ولا تتجاوز التسعين دقيقة، واليوم بعد 83 سنة بذلت جهود لتتبعه
واستعادته وترميمه، حيث يعرض مهرجان أبوظبى السينمائى نسخة الفيلم الأكثر
اكتمالاً وتبلغ مدته 120 دقيقة بعد أن عرضت فى مهرجان برلين السينمائى
الدولى خلال فبراير الماضى.
أما الحدث الثانى الذى يشهده المهرجان اليوم، فهو حفل توزيع جوائز
مسابقة الإمارات الخاصة بالأفلام القصيرة الإماراتية والخليجية ومسابقة
الأفلام القصيرة، حيث يتم إعلان القائمة الكاملة من الفائزين بجوائز
اللؤلؤة السوداء ضمن المسابقتين فى خيمة المهرجان بدءًا من الساعة التاسعة
والنصف مساء.
وتتواصل فعاليات المهرجان كالمعتاد لتقدم لنا فى فعالية مميزة مقاربة
غير متوقعة بين فيلم دوغ ليمان "لعبة عادلة" وفيلم عدى رشيد "كرنتينة"..
حيث يتناول الفيلمان (الأول من هوليوود بطولة ناومى واتس وشون بن، والثانى
مستقل من العراق وحائز على منحة "سند") الغزو الأمريكى للعراق من منظورين
مختلفين، مروراً بتجربة الإنتاج المختلفة لكلا الفيلمين.
وتستمر العروض المميزة لتقدم لنا العرض العالمى الأول للفيلم
الإماراتى "ثوب الشمس" لسعيد سالمين ضمن مسابقة آفاق جديدة، حيث يستغل
الفيلم البيئة الطبيعية فى ريف دمشق وفى الجزيرة الحمراء بإمارة رأس الخيمة
ليروى قصة تمزج بين الحس الحكائى الشعبى والزمن الراهن طارحاً قضية الإعاقة
الجسدية من خلال فتاة صماء وبكماء لكنها شديدة الجمال.
وضمن احتفاليات المهرجان، يعرض من برنامج عروض السينما العالمية
الفيلم المرتقب "لعبة عادلة" للمخرج دوغ ليمان، الذى يضيف بعدًا آخر إلى
حكاية فاليرى بلايم (العميلة السرية الأمريكية الموهوبة والطموحة التى سرحت
من عملها بفضيحة كبرى خططت لها إدارة بوش بهدف التعتيم على حقائق تكشف زيف
الحجج التى قادت إلى غزو العراق، مع نجوم مثل شون بن وناومى واتس وخالد
النبوى. وسيحضر الأخير على السجادة الحمراء مع المخرج دوغ ليمان.
كذلك يقدم فى عرض احتفالى الفيلم الروائى الطويل "ميرال" لجوليان
شنابل، المقتبس عن كتاب الصحفية الفلسطينية رولا جبريل والمستوحى من
سيرتها، ليحكى لنا حكاية تمتد فصولها على عدة أجيال وتتناول وقائع حيوات
أربع نساء عربيات يعشن فى ظل الاحتلال الإسرائيلى.
وسيحضر على السجادة الحمراء المخرجة جوليان شنابل والممثلة فريدا
بينتو والصحفية الفلسطينية رولا جبريل.
أما مسابقة الأفلام الوثائقية تأتينا بالعرض الدولى الأول لفيلم "تشيه
– رجل جديد" للمخرج تريستان باور، الذى عمل على كشف جوانب جديدة من حياة
الثورى الأكثر شهرةً فى القرن العشرين (أرنستو تشى غيفارا) من خلال كلماته
وشهادات المقربين منه باحثاً عن الرجل خلف الأسطورة وعن الإنسان ذى البصيرة
والرؤية العميقة.
ومن مسابقة آفاق جديدة أيضاً الفيلم الأمريكى "قوة القوافى الصاخبة"
للمخرج جوشوا اتيش ليتل، الذى يشكل قصيدة غنائية مهداة إلى فن الهيب هوب
العالمى منذ أن بدأ فى قلب المدن الأمريكية إلى ما هو عليه اليوم على يد
المهاجرين الفرنسيين والألمان والشباب الفلسكينى والحركات النسوية
الإفريقية.
ويكمل برنامج عروض السينما العالمية مع فيلم "ملوك الحلويات" للمخرج
كريس هيجيدوس والمخرج الوثائقى المعروف دى. إيه. بينبايكر اللذين يجلبان
أسلوبهما الوثائقى المميز إلى المسابقة الأسطورية "أفضل طهاة فرنسا" التى
يخوض فيها الطهاة المشاركون سلسلة من الاختبارات المحتدمة والمعقدة حد
الاستحالة على مدى ثلاثة أيام شاقة لتحديد من هو الطاهى الأفضل فى العالم.
يذكر أن معظم الأفلام المقدمة اليوم تعرض للمرة الأولى فى الشرق
الأوسط.
اليوم السابع المصرية في
21/10/2010
علي الحافة
أفلام
عادل علي
برزت العروض وتوارت الاستعراضات في الدورة الرابعة، الحالية، من
مهرجان أبوظبي السينمائي. تلك خلاصة أولى يمكن رصدها، من جدول مقارنات
الحدث الراهن مع أسلافه في السنوات السابقة.
بدا المهرجان عند انطلاقته الأولى وكأنه يتمتع بفائض من الاحتفالية
التي تغلّفه بأضواء مبهرة، فتصرف الأنظار عن الجوهر لكي تتمعن في المظهر.
وذلك، في مطلق الأحوال، ليس عيباً في حدث يقوم أساساً على استحضار النجوم
اللامعة والألوان البرّاقة، من عالم يتغذى بالضوء واللون. لكن في حالة
مهرجان أبوظبي السينمائي، تصبح الاحتفالية المجردة عبئاً على المنظمين
والجمهور والعاملين في هذا القطاع.
فالمهرجان انطلق في الأساس بمهمة مثلثة، تبدأ بالاحتفاء بمنجز فيلمي
خلال عام، وتقديم فرصة سنوية لجمهور متعطش لسينما نظيفة، والنهوض بعمل
تأسيسي لصناعة سينمائية في البلد الحاضن للمهرجان ومنطقته.
وبإعادة ترتيب للأولويات، فإن المهمة الأخيرة تبدو هي الأكثر أهمية،
في الإمارات، وأبوظبي خصوصاً، التي تزخر بتجارب ومواهب سينمائية أكدت
استعدادها للتعلم والاكتساب، وأحقيتها في التفاعل مع تجارب شبيهة أو أكثر
تطوراً في الشرق والغرب.
وبمراجعة كمية ونوعية، للإنتاج السينمائي الذي حققه سينمائيون
إماراتيون، محترفون أو دارسون، خلال السنوات الأربع الماضية، يتبين مدى
حضور القيمة المضافة للمهرجان في تجاربهم وإنتاجاتهم. ومن المؤكد فإن ضم
مسابقة “أفلام من الإمارات” إلى مسابقات المهرجان الرسمية، وتوسيع نطاقها
إلى الإطار الخليجي، جاء نتيجة طبيعية لدور المهرجان التأسيسي على صعيد
السينما الإماراتية.
وحسناً فعل منظمو المهرجان، بالتركيز في برامجهم ـ سواء داخل
المسابقات أو خارجها ـ على تلك الأفلام التي تمتلك فضاءً تعليمياً خاصاً،
لا يمكن أن تفصح عنه الإنتاجات “الهوليوودية” العملاقة. فما الذي يمكن أن
يستفيده دارس سينمائي من فيلم مثل “آفاتار” للمخرج جيمس كاميرون غير الدهشة
والانبهار واختزان الحسرة؟
السينما العظيمة تماماً مثل الأفكار العظيمة التي تفصح عن نفسها في
صياغات بسيطة. هكذا فعل تشارلي شابلن منذ عهد السينما الصامتة، والذي يقدم
المهرجان فيلمه “السيرك” في إحدى الفعاليات. وهكذا فعل العبقري المصري شادي
عبدالسلام في فيلمه “المومياء”، الذي يعد مرجعية فكرية وبصرية وتعليمية في
مجاله. وقد شاهد جمهور المهرجان نسخة مرممة منه.
من مثل هذا الفضاء، استجمع المهرجان قائمة عروضه هذا العام. أفلام
قوية، بميزانيات صغيرة، أعدها عاشقون لسحر السينما في الصين والهند
وباكستان وفرنسا وكندا ودول عربية عدة. سينمائيون صنعوا أفلامهم بقوة
الفكرة، وجلاء الرؤية، ووضوح التعبير، وجمال الصياغة البصرية والمشهدية.
سينمائيون خرجوا على النمط “الهوليوودي” باختراقاته التكنولوجية المثيرة،
وملأوا الشاشة بأفلام مشبعة بإغواءات الأحلام.
مثل هذه السينما التي يقدمها مهرجان أبوظبي السينمائي هي التي يستمد
منها هويته المستقبلية. السينما التي لا تفقد رشدها بمخاتلات “كان”
و”البندقية” و”الأوسكار”، بل تذهب في سياقٍ موازٍ، باتجاه أبوظبي، لكي
تكرّس مكانتها.
بهذا المعنى، يصبح مهرجان أبوظبي السينمائي موئلاً لسينما مستقلة، ليس
بحرفية ما طرحت به السينما البديلة نفسها في الغرب، ولكن بما يتيح
للسينمائيين الجادين التخلص من ربقة التحكم بالإنتاج والتوزيع والعرض
والجوائز والمهرجانات.. وهذا رهان يشبه كثيراً مراودات الحلم في ذهن
سينمائي لم يحقق فيلمه الأول بعد.
adelk58@hotmail.com
الإتحاد الإماراتية في
21/10/2010
برنامج عروض ثري في اليوم السادس يوسع قاعدة الخيارات
رواد المهرجان يطالبون بعرض أفلامه في دور السينما بأبوظبي
أحمد السعداوي
وجد رواد مهرجان أبوظبي السينمائي، في اليوم السادس من المهرجان،
أمامهم طيفاً واسعاً من العروض التي تتراوح بين البرنامج والتنسيق لمسابقة
أفلام الإمارات، وبقية المسابقات الروائية والتسجيلية وخصوصا مسابقة “آفاق
جديدة” التي جذبت عدداً كبيراً من جمهور الراغبين في الاطلاع على أفلام من
سينمات غير مشهورة.
وقد أثنى عدد من الرواد الذين التقت بهم “الاتحاد” على حسن التنظيم
ودقة البرمجة في المهرجان، وهنا حصيلة آرائهم:
المهندس المعماري فيصل الشامسي قال إن المهرجان نجح في تسليط الضوء
على الطفرة الحضارية والثقافية التي تشهدها الإمارات وعكس الوجه المشرق
للعرب وكيفية تعاطيهم للفنون والأفكار والثقافات بمختلف أشكالها، خاصة وأن
الفن السابع واحد من أهم الفنون الحديثة وأكثرها انتشاراً وتأثيراً على
الناس باختلاف درجاتهم الفكرية والاجتماعية.
وأشار الشامسي إلى أن إدارة المهرجان نجحت في تحقيق أهداف عديدة عبر
استقدامها أفلاماً قوية وأغلبها يتم عرضه للمرة الأولى، فضلاً عن استضافة
مجموعة كبيرة من نجوم السينما العرب والعالميين، وإن كان يتمنى لو جاء إلى
المهرجان مزيد من نجوم السينما المصرية باعتبارهم الأكثر شعبية في العالم
العربي، كون مصر هي الدولة الأقدم والأقوى من بين صناع السينما العرب.
ومن ضمن الفوائد العديدة للمهرجان، بحسب الشامسي، هو تفاعل قوي ومباشر
بين الجمهور والنجوم، وهي فرصة توفرها المهرجانات السينمائية الكبرى مثل
مهرجان أبوظبي، ولذا يحرص على متابعة المهرجان منذ دورته الأولى وحتى
الدورة الحالية، وشجعه على ذلك أن المهرجان بدأ قويا منذ دورته الأولى وحتى
الآن، وعاما بعد عام يحقق مزيداً من التطور ويتغلب على أوجه القصور التي قد
تظهر في بعض النواحي.
وعن أسعار التذاكر، قال الشامسي إنها في متناول الجميع، خاصة مع وجود
تخفيض للطلبة بنسبة 50 %، وهو ما يهبط بسعر التذكرة إلى عشرة دراهم، ما
يشجع الكثيرين على ارتياد المهرجان ومشاهدة أفلام عديدة منه.
ودعا الشباب الإماراتي إلى الاستفادة من فعاليات وأنشطة المهرجان، في
التعرف على ثقافات الآخر وكيف يتعامل مع الفنون باحترام ورغبة في التطوير،
وهو ما يدفعهم للإبداع والتجديد في أعمالهم على اختلاف تخصصاتهم المهنية،
خاصة مع وجود مزيج كبير من البشر من ثقافات متباينة في بقعة زمنية ومكانية
محدددة بفترة ومكان المهرجان، وهو ما يمنح الشباب فرصة اكتساب خبرات هائلة
في زمن وجيز.
خطى واثقة
بدوره تحدث عارف تيمور (موظف علاقات عامة) لافتاً إلى أن المهرجان
مبهر ويسير بخطى واثقة عاماً بعد عام ليصبح واحداً من الفعاليات الفنية
المميزة على خريطة الثقافة والفن العربيين بالإضافة إلى تحوله لبؤرة
استقطاب صناع السينما في العالم، وهو ما يتمثل في وجود حشد من كبار نجوم
السينما العالميين إلى جانب ممثلين عرب جاءوا إلى أبوظبي للالتقاء بجمهورها
وجها لوجه، ومنهم جوليان مور ويسرا وبسام كوسا وقصي خولي.
وقال إن أبرز ما في المهرجان هو حرص إدارته على راحة الجمهور، وهو ما
تمثل في فريق المتطوعين الذين انتشروا في أرجائه ليحققوا التواصل الناجح مع
الزوار، غير أن نسبة كبيرة من المتطوعين كانوا ممن يحملون جنسيات غير
عربية، وهو ما يجب تلافيه في الدورات القادمة، وذلك بزيادة الاعتماد على
العنصر العربي من أهل الإمارات وإخوانهم المقيمين على أرضها.
وعن أسعار التذاكر فهي مناسبة جدا، وتلائم الجميع على اختلاف مستوى
دخلهم، ويحسب لإدارة المهرجان أنها وضعت تخفيضا على تذاكر الطلبة بما
يشجعهم على الاستفادة بشكل فعال من الجرعة الثقافية والفنية الراقية التي
توفرها أفلام المهرجان.
ولفت تيمور إلى أن هناك ضرورة لتكثيف الحملة الدعائية المصاحبة
للمهرجان، والتعريف بأهميته ودوره في إبراز ما وصلت إليه الإمارات من قدرة
على تنظيم فعاليات عالمية مبهرة، وذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة وأيضاً
اللوحات الدعائية في الشوارع الرئيسية في كافة إمارات الدولة.
أحدث الأفلام
الطالبة علياء سعد قالت إنها تحرص على متابعة أحدث الأفلام السينمائية
على مدار العام، من خلال دور العرض أو من خلال بعض مواقع الشبكة العنكبوتية
التي توفر أفلاما حديثة، غير أن الأفلام التي يتم عرضها في المهرجانات
تتميز بنكهة خاصة لأنها غالبا ما يحضر أبطالها بمصاحبة الأفلام وتكون هناك
لقاءات مباشرة مع الجمهور.
إلى هذا أشارت سعد إلى أن تنظيم المهرجان وأنشطته جاء على أعلى مستوى،
وهناك فعاليات أضفت روحا على المهرجان مثل خيمة اللقاءات الحوارية مع كبار
النجوم العرب والأجانب.
وعن توقيت المهرجان، أكدت أن موعد إقامته موفق إلى حد كبير، خاصة أنه
في بداية الموسم الدراسي، وإقامته أثناء العطلات الدراسية قد يعوق الكثيرين
عن الحضور، لأن هناك نسبة عالية تسافر لقضاء الإجازة في بلدانهم كما أن
هناك كثيرين من أهل الإمارات يقضون تلك الإجازة أيضاً خارج البلاد، غير
أنها طالبت بعرض الأفلام الفائزة في مسابقات المهرجان في دور العرض
الإماراتية عقب الإعلان عنها، بما يمثل رسالة شكر وتقدير للمجتمع الإماراتي
الذي بذل الكثير من أجل إنجاح المهرجان وغيره من الفعاليات الفنية
والثقافية التي تشهدها الدولة على مدار العام خاصة في العاصمة أبوظبي والتي
تسعى إلى أن تكون عاصمة للثقافة العالمية عبر هذه الجهود والأنشطة المختلفة
ومن بينها مهرجانها السينمائي الدولي.
الجرعة الإعلامية
فيما أوضح المهندس منير أبوحمزة أن المهرجان يتسم بالتنظيم الشديد،
وإن كان يشعر بأن الوجود غير العربي فيه يغلب على الوجود العربي، وهو ما
يتمثل في قلة عدد النجوم والفنانين العرب قياساً إلى مهرجان بهذه الضخامة
وهذا الحجم، على الرغم من ضرورة تعظيم الوجود العربي للاستفادة من الخبرات
والتقنيات المتقدمة التي جاء بها صناع السينما من أرجاء العالم.
وأضاف، أنه ينبغي أيضاً على الشباب الإماراتي أن يكون حضوره لافتاً في
هذا المحفل الفني الكبير ليستفيدوا بقدر كبير منه في تفعيل الحركة
السينمائية الإماراتية، خاصة وأن هناك جهات عديدة لن تبخل عليهم في تمويل
مشروعاتهم السينمائية أو الفنية المختلفة، ولذا وجب عليهم تكثيف التواجد
هنا والتعلم من خبرات الآخرين بما ينعكس على تجاربهم الإبداعية ويساعد على
تطوير روح الخلق والإبداع لديهم.
وحول أسعار التذاكر أكد أبوحمزة أنها ملائمة وتشجع الكثيرين وأولياء
الأمور خصوصاً على أصطحاب أفراد الأسرة إلى المهرجان ومشاهدة أفلامه.
غير أنه طالب بضرورة زيادة الجرعة الإعلامية للتعريف بالمهرجان وكل
أنشطته وفعالياته، حتى يزداد الإقبال الجماهيري على المشاركة فيه، خاصة
وانه بالفعل يحتوي على أنشطة جديدة ومبهرة مثل الخيمة التي توفر لقاءات
مباشرة بين الجمهور والفنانين.
وبالحديث عن توقيت إقامته، دعا أبوحمزة إلى استغلال الاجازة الدراسية
في إقامة المهرجان ما يزيد من التفاعل والحضور وخاصة من جانب طلبة المدارس.
واضاف أن المهرجان يعرض مجموعة من الافلام العربية والأجنبية عالية
المستوى، وتحمل قيما وأهدافاً واضحة، وبه ايضاً أعمال وثائقية تتناول قضايا
هامة، قد يستفيد منها طلبة الجامعات الذين يدرسون علوما مختلفة قد تتسق
ومواضيع هذه الأفلام.
نتائج ملموسة
الطبيبة رباب الشاعر قالت إنها تفضل الأفلام العربية على الأجنبية
لأنها تعكس واقع مجتمعاتنا العربية، غير أنها تحتاج إلى مزيد من الدقة
والاتقان في إخراجها إلى الجمهور، حتى تستطيع أن تكون مؤثرة وتحقق نتائج
ملموسة مثل ما كانت تفعل الافلام العربية القديمة ومنها فيلم “كلمة شرف”
والذي قام ببطولته الراحلان فريد شوقي وأحمد مظهر، حيث نجح الفيلم في
استصدار أحد القوانين الخاصة بالتعامل مع المساجين، ومراعاة ظروفهم
الإنسانية... هنا فقط يظهر الدور الحقيقي للسينما الناضجة في التعبير عن
المجتمع وقضاياه، بعيداً عن الإسفاف والتكشف والعري الذي ينتهجه بعض مخرجي
هذه الأيام بدعوى الواقعية.
ولذا طالبت الشاعر صناع السينما العرب باغتنام المهرجانات السينمائية
ومنها مهرجان أبوظبي للارتقاء بتقنياتهم السينمائية وبالتالي الوصول لمستوى
عال في انتاج افلامهم والقدرة على ترسيخ دور صناعة السينما التوعوي
والتثقيفي الممتزج بالترفيه.
الإتحاد الإماراتية في
21/10/2010 |