من
المؤكد ان عام الفين وثلاثة فتح الباب امام تغيرات عديدة .
ميدان الفن والعمل الفني
تغير ايضا وحاول العاملون فيه في الداخل تحديدا ايجاد الصيغ الجديدة
للتعامل مع
معطيات ذلك التغيير فالعمل الدرامي المنتج محليا رغم شحته تناول ببساطة بعض
الملامح
للحياة الجديدة في العراق وقد لايبدو هذا غريبا.
لكن الغرابة في تدفق المال العربي لانتاج الاعمال الدرامية الخاصة
بالعراق وهو ما يشكل طريقا محاطا بعلامات الاستفهام وما تخفيه
هذه التحركات من مآرب
وغايات وهل هو لصالح العراق ومواطنيه ام على العكس من ذلك خصوصاً ان عدداً
من هذه
الاعمال اساءت الى المواطن العراقي واسقطت النظرة العروبية السلبية على
الحياة
السياسية بعد التغيير
.
وهو مااكده لملحق فنون مدير الدراما في شبكة الاعلام
العراقي نوفل عبد دهش حيث قال : لدى دولة قطر مشروع يتبنى انتاج عمل درامي
يتحدث عن
تاريخ العراق منذ عام 1921 وحتى الان .وقد خصصت لهذا المشروع 32 مليون
دولار بكادر
عربي وبسيناريو كتب باصبع عربي باستثناء المنتج المنفذ هو
الفنان العراقي محسن
العلي . من المؤكد ان هذا العمل سيوضع لخدمة الجهة المسؤولة عن طرحه جملة
وتفصيلا
والاكيف يمكن تفسير تحرك دولة مثل قطر لانتاج عمل درامي يتحدث عن تاريخ
العراق لاعن
تاريخ قطر .وكيف سيتناول هذا العمل تاريخ العراق ومامر به من
تغيرات لها من الاهمية
مايفي لان تؤثر ليس على العراق فحسب بل على المنطقة كلها
.
رؤية قومية
وللكاتب حامد المالكي رايه في هذا الموضوع حيث قال : انا مع اي عمل ينتج عن
العراق ايا كانت هوية المنتج بشرط ان يكون الكاتب عراقيا
وبخلاف ذلك سياتي العمل
مشوها . فانا ككاتب عراقي لو طلب مني ان اكتب عملا دراميا عن المجتمع
السعودي مثلا
سافشل في ذلك حتما لانني لااعرف العادات والتقاليد والافكار لذلك المجتمع
..
المنطقة العربية وخصوصاً منطقة الخليج العربي خالية من القصص لانها لاتملك
تاريخا وهو مايدفعها الى تبني ماحدث او يحدث في العراق وهم
قدموااكثر من عمل في هذا
الاطار مثل امرؤ القيس والمتنبي وذي قار وهذة تعتبر من الاعمال الملحمية
التي تحتاج
الى راس مال ضخم وهو مالايمكن مقارنته بامكانية المنتج العراقي الفقير .
وهذا
لايعني اننا لم نقدم اعمالا جيدة مثل سارة والرصافي والجواهري
الذي سيعرض من خلال
شاشة السومرية .
ويستطرد الكاتب حامد المالكي قائلا: قطر ان انتجت هذا العمل
فانه سياتي شبيها بمسلسل هدوء نسبي الذي اساء للمواطن العراقي
وسياتي وفقا للنظرة
القومية . سوف تغيب شخصيات واحداث وتبرز شخصيات واحداث لان غالبية الكتاب
العرب
مازالوا يتنفسون النفس القومي لانهم لم يصدقوا بعد ان القومية انتهت
..
ورغم
توقعاتي بفشل ذلك العمل الفني الذي تسعى قطر لانتاجه فانني كنت ومازلت
اتمنى ان
تتحرك الدولة العراقية لانتاج هذه الاعمال وذلك لسببين الاول
من اجل ابراز تاريخ
العراق الى الاجيال والى العالم . والثاني من اجل تشغيل اكبر عدد ممكن من
الفنانين
والفنيين العاطلين ..
حالة صحية
نقيب الفنانين صباح المندلاوي كان لديه
تقبل لهذا العمل اكثر من غيره لاسباب تحدث عنها قائلا : لا اجد في هذا
المشروع
غرابة ولا اجد معوقا موضوعيا يدفعنا الى الوقوف بوجهه
.
فانتاج الافلام
والمسلسلات عن العراق من قبل العرب او غيرهم اجده حالة صحية وجيدة
.
فاي كاتب
عراقي بامكانه كتابة نص خاص بمصر او بلبنان او غيرها من الدول خصوصا وان
مصادر
المعلومات عن جميع الدول متوفرة وبسهولة من خلال شبكة
الانترنيت . لكن هذا لايقف
عائقا امام رغبتي في رؤية كاتب عراقي يكتب النص او على الاقل ممثلين
عراقيين .
ابعاد سياسية
وعن ابعاد هذا العمل تحدث د- شفيق المهدي مدير عام دائرة
السينما والمسرح قائلا : اخفاقنا كعراقيين في انتاج الاعمال الدرامية سبب
فراغا
هائلا مكن العرب والاجانب من اختراق الساحة العراقية فهم يخلقون موضوعا
ويجلبون له
ممثلين من الدرجة السابعة وهذه اول ضربة توجه لنا ..
العمل الدرامي مهم وخطير
جدا وهو في هذا اعلى حتى من خطورة السيارة المفخخة لان الاخيرة قد تقتل
عشرة او
خمسة عشر شخصا اما الدراما فانها تستهدف ارادة وتاريخ شعب
باكمله . اعتقد ان الهدف
من وراء انتاج قطر لهذا العمل هو التحايل على الحقائق وبالتالي استهداف
العملية
الديمقراطية في العراق بغية الاطاحة بها .من خلال جهات خارجية تدفع اموالا
طائلة
لذلك بحيث اصبح العراق الان مادة للمتسولين في الخارج .
لذا على الحكومة
الانتباه الى خطورة هذا الامر وان تتبنى انتاج الاعمال الدرامية خيراً من
ان يزحف
الغرباء بسمومهم الينا.
تسقيط
وعن تاثير هكذا اعمال على مستقبل العراق وعلى
فهم اجياله للتاريخ تحدث الفنان كاظم القريشي قائلا
:
انتاج الاعمال الدرامية
عن العراق من قبل الدول العربية ليس خطوة جديدة بل هي تعود الى سنتين مضت
.
فالافكار لكل تلك الاعمال جاءت وفقا لرؤية عربية للاحداث في العراق
بعد عام 2003وهي
بطبيعة الحال افكار سيئة ومليئة بالاساءة للانسان العراقي
.
فهم يهيئون
المناخات لابراز دورالمواطن العربي واظهاره بمظهر الشجاع على حساب المواطن
العراقي
علما ان العرب ليسو سوى فئران ...
واحب هنا ان الفت انظار الجميع الى قطر والى
من يسكن فيها حاليا من ازلام النظام البائد ومن خلال ذلك يمكن التعرف على
نوايا مثل
هذه الاعمال الفنية وخطورتها . فهي وبتزييفها للحقائق التاريخية انما
تستهدف حاضر
العراق ومستقبله عبر طبعها لصور مزيفة عن تاريخ العراق في اذهان الاجيال
الحالية
...
اتمنى من المنتج المنفذ لهذا العمل الفنان محسن العلي ان يكون اذكى من
القطريين وان لايساهم في تسقيط الشخصية العراقية.
الصباح العراقية في
17/07/2010 |