لو أردنا أن
نتحدث عن ملامح الدراما التلفزيوينة هذا العام، لقلنا أن ما ميّزها هو
الانقلاب
الهائل نحو البطولة النسائية. وقد يكون مفهوماً في الدراما المصرية، أن ترى
مسلسلاً
ليسرى، وآخر لليلى علوي، أو إلهام شاهين، وغادة عبد الرازق أو هند صبري في
تجربتها
التلفزيونية الأولى مع «عايزة أتجوز». فالدراما هناك تصنع على
مقاس النجم، ومن
البديهي أن تصنع النجمات مسلسلات يلبسنها هن لا غيرهن. ونستذكر هنا موقف
الفنانة
يسرى حين اتصل بها مشتغلو مسلسل «الملك فاروق» لدعوتها للمشاركة بدور في
ذلك العمل،
فأجابت «مسلسل عن الملك فاروق، أعمل ايه أنا بقى؟ فاروقاية؟». لم تكن يسرى
لترضى
إذاً بدور أقل من الملك.
أما البطولات النسائية في الدراما السورية هذا العام
فلعل أبرز أسبابها دخول كاتبات ومخرجات شابات، من الواضح أنهن ينتمين بقوة
إلى
يوميات الحياة الراهنة. ومن هؤلاء المخرجة رشا شربتجي التي
أتاح عملها «العار»
لبطولة نسائية فريدة، استحقت عليها الممثلة سلافة معمار جائزة أفضل ممثلة
في مهرجان «أدونيا» السوري. كما شكّلت شربتجي هذا
العام مع الكاتبة يم مشهدي في «تخت شرقي»
ثنائياً يحسب له تسليط الضوء على تفاصيل ويوميات نسائية يصعب أن نشاهدها
على الشاشة
عادة، ولم نكن لنرى تلك التفاصيل لو لم يكن صناع المسلسل من النساء.
هكذا سنرى
كيف تفلت حمالة الصدر من صاحبتها (يارا صبري)، ومن دون حرج ستقول أمام
المشاهدين «انقطعت البطيخة». والأمر سيوظف في إظهار
الفقر الذي تعيشه البنت، فتقترض من
زميلتها مبلغاً لتشتري حمالة أخرى. هذا إلى جانب نقاشات أخرى حول العذرية
والمساكنة
وعمليات التجميل وهرمونات سن اليأس.
أما عمل نجدت أنزور «ما ملكت أيمانكم»،
الذي كتبته هالة دياب، فعنوانه يعني تماماً: «ما ملكت أيمانكم
من الجواري والإماء» (حسب
الآية القرآنية: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى
وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا
مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ)، فعنوان العمل يعني المرأة بشكل واضح، والمسلسل يتمحور حول
عدد من
الصبايا اللواتي يلتقين في معهد لتلعيم اللغة الانكليزية، ثم
يتفرق كل إلى مصير،
وهي كلها مصائر قاتمة تؤكد حال المرأة كضحية أو ربما كأمة بيد الرجل. لكن
مشكلة هذه
النظرة الاستباقية، التي تنوي سلفاً إدانة الرجل، أنها بقدر ما قدمت في
المسلسل
شخصيات نسائية مقنعة ومؤثرة، قدمت في المقابل شخصيات «ذكورية»
شريرة، أقرب إلى
الاختلال، الأمر الذي يخرج عن أصول الدراما، ويدخل في باب الموقف
الأيديولوجي.
أما في «تخت شرقي»، ولأن الكاتب امرأة، جاء التفاوت واضحاً بين شخصيات
نسائية
وأخرى من الرجال. وبقدر ما عانت النساء من مشكلات واضحة ومفهومة، بقدر ما
جاء
الشبان في معظمهم بشخصيات مبهمة وغير مقنعة.
لن نغفل بالطبع عن البطولات
النسائية بالجملة في مسلسل «صبايا» في جزئه الثاني، لكن تلك
البطولات لا تؤول إلى
شيء، ولا تطمح أن تقول شيئاً. إنها تتصرف كما لو أنها على خشبة عرض
للأزياء. لم
نفهم حتى الآن أين الكوميديا وأين الفن في مسلسل كهذا، واللافت في هذا
العمل
النسائي أن الكوميديا جاءت من الممثلين محمد خير جراح، وجمال
العلي.
السفير اللبنانية في
10/09/2010
...وشرخ
بين النقاد
والجمهور
ماهر
منصور/ دمشق
ينتهي موسم
الدراما الرمضانية 2010، تاركاً الكثير من الأسئلة الإشكالية التي ربما
تستحق
النقاش حولها حتى حلول الموسم المقبل. وفي الغالب لن نجد أجوبة جازمة لكثير
من
الأسئلة حولها..ومنها سؤال عن مصطلح العمل الجماهيري، الذي
يبدو وفق ما انتهت إليه
قائمة الأعمال الجماهيرية للموسم الحالي أنها لن تضمّ النقاد..بل حدث هذا
العام شرخ
واسع بين الجمهور وأصحاب الأقلام، أرى أنه في الغالب مرشح لمزيد من التوسع
في
الأعوام القادمة، ما دامت عملية الإنتاج الدرامي تبدو عرضة
لمخاوف الخسارة. وطالما
أن كثيرين ممن يديرونها يعتمدون في التخطيط والتفكير على قناعة حدسهم
الغريزي الذي
يحكم تجار السوق العاديين، بأن المنتج الذي يلقى بيعاً إضافياً هذا العام
من شأنه
أن يضمن بيعاً مكفولاً في العام القادم.
سلوك الإنتاج السابق من شأنه أن يكرس
سيطرة ظاهرة في سوق الإنتاج الدرامي السوري يسميها الاقتصاديون
في سوق الاستثمارات
بـ«إتباع التوجه»..وهو الأمر الذي بدا واضحاً في إنتاج أعمال البيئة
الشامية الذي
شهد منذ النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول والثاني من مسلسل «باب الحارة»،
ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى خمسة أعمال في أحد الأعوام وهو مرشح
للاستمرار عامين على
الأقل..فقد أعلن منذ الآن عن ثلاثة أعمال درامية ستنتج في رمضان 2011 تنتمي
إلى
أعمال البيئة الشامية هي: «طالع الفضة»، «خان الشكر»، والجزء الثاني من
«الدبور»،
وربما جزء سادس من «باب الحارة» ، إن رغب الجمهور بذلك بحسب
تصريح لصناع العمل.
ووفق ظاهرة «إتباع التوجه» يبدو أن الأعمال الجماهيرية في الموسم
الفائت هي من
سترسم «التوجه» في العام اللاحق..ولا يمكن التكهن بقدرة النقاد على إحداث
انحراف
ولو جزئي في هذا التوجه، فقد سبق وعجزت آلاف الأوراق التي هاجمت «باب
الحارة» عن أن
تخفف شيئاً من جماهيريته أو حتى تخفف من اندفاع المنتجين نحو
صناعة أعمال
مماثلة..وهو السيناريو ذاته الذي نتوقع أن يعود ويتكرر مع عدة أعمال
كوميدية
تابعناها هذا العام، وجمعت حولها جمهور واسع عريض («أبو جانتي»،
«صبايا»..)، ودخلت
منافسة حقيقية مع مسلسلات البيئة الشامية («باب الحارة»، «أهل الراية»...)
على لقب
العمل الجماهيري عام 2010. في وقت يبدو النقاد في الطرف الأبعد، وتبدو
كتاباتهم
النقدية عاجزة عن التغيير..والنقد الذي لا يغير..كأنه لم يكتب.
في جميع الأحوال
لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية مواكبة العملية النقدية للمنتج الدرامي،
وبالتالي لا
تعني النتائج التي انتهينا إليها أعلاه أن يقف النقد جانباً، موقف
المتفرج..في
الوقت ذاته وبالنظر إلى أن كثيراً من المنتجين ولا سيما الصغار
منهم لا يحتملون
الخسارة والكثير الكثير منهم يعملون بصيغة المنتج - المنفذ، وبالتالي لا
يملكون
القدرة، إلا بحدود دنيا، على صياغة شكل إنتاجي درامي خارج ما يريده
الرأسمال. وهذا
الأخير ينظر إلى سوق الدراما من نافذة سوق الإعلان لا من نافذة
إنجاز مشاريع
فنية..بالتالي لا يمكن أن نقول لهؤلاء لا تأبهوا بزخم البيع والإعلان الذي
يحققه
عمل ما واتجهوا نحو استثمارات درامية جديدة...والأمر سرعان ما سيزداد صعوبة
إذا ما
أخذنا بعين الاعتبار واحدة من القناعات التي ترسّخت في سوق الإنتاج
الدرامي، وهي
أنه من الصعب المراهنة على أن هذا العمل الدرامي سيكون (ضارب)
عند الجمهور، فكثيراً
ما تنجز أعمال تستوفي كامل شروطها الفنية لكنها لا تلقى الحضور الجماهيري
ذاته الذي
قد يلقاه عمل صنع على عجل وباستسهال.
ما العمل إذاً..هل سيبقى الإنتاج الدرامي
أسير أهواء جمهور لا يمكن بالأصل تحليل وتحديد ماذا يحب أو
يكره..هل على صناع
الدراما أن يستسلموا لقناعة «الجمهور عاوز كده» وأن يأخذوا الدراما السورية
بقوة «
إتباع التوجه» من موقعها كفن مسلٍ – مفيد
إلى موقع تصير فيه مجرد مادة للاستهلاك..؟
بالتأكيد أن ذلك ليس قدراً..ولكن كل ما يحدث يستحق أن يبنى عليه،
فالنقاد وصناع
الدراما، مدعوون جميعاً لمجاهدة الأفكار الجاهزة عما يجب أن
يكون..والالتفاف حول
طاولة مستديرة نعيد فيها توصيف عمل درامي يحبه الجمهور ويقتنع به ويرضى عنه
النقاد
في آن معاً..وبذلك نبعد المنتج الدرامي عن شبح الخسارة والسقوط
في هوة الاستهلاك
أيضاً..فهل يمكن فعل ذلك..؟
بالغالب يمكن فعل ذلك ما لم يمارس كل منا، نقاد
وصناع الدراما، العقلية الإلغائية تجاه ما يعتقده
الآخر..ولنتذكر أن في تاريــخ
الدراما الــسورية من أعمال ما يشهد على أن اجتماع النقاد والجمــهور
مـمكن..لنتذكر «التغريبة الفلسطــينية» أو «بقعة ضوء1» أو
«نهاية رجل شجاع»..ربما هي جميعها تصلح
لأن يكون أكثر المتشائمين من مستقبل الدراما..محكوماً بالأمل.
السفير اللبنانية في
10/09/2010
الحصاد النهائي لمسلسلات رمضان
الأفضل والأسوأ في موسم الدراما الحقيقي
القاهرة - عبدالغني عبدالرازق
أخيراً انتهى موسم الدراما الرمضانية الذي شهد عدداً كبيراً من
المسلسلات والتي وصل عددها 50 مسلسلاً وبسبب هذا الكم الكبير تعرَّض كثير
من المسلسلات لظلم شديد بسبب عرضها في مواعيد سيئة أو بسبب عرضها في مواعيد
مسلسلات أخرى لنجوم كبار، ولكن هذا هو المعتاد كل عام فالموسم الرمضاني هو
الموسم الحقيقي للدراما المصرية لدرجة أن جميع الفنانين يحرصون على عرض
أعمالهم الفنية في هذا الشهر بل قد يصل الأمر إلى إعلان بعض الفنانين الحرب
على المسؤولين في التلفزيون إذا لم تُعرض مسلسلاتهم في رمضان مثل الفنان
أشرف عبدالباقي الذي شن هجوماً عنيفاً على مسؤولي التلفزيون بسبب عرض
مسلسله في وقت سيئ.
«العرب» رصدت الحصاد النهائي لدراما رمضان وأفضل وأسوأ المسلسلات التي
شهدها الشهر؛ وذلك بناءً على استفتاءات رسمية وآراء كثيرة:
أفضل مسلسل تاريخي
تنافس على هذا اللقب أكثر من مسلسل كان أهمها مسلسلا «الجماعة» الذي
يدور حول تاريخ الإخوان المسلمين في مصر و «شيخ العرب همام» الذي يتناول
حياة شخصية شيخ العرب همام بن يوسف الفرشوطي وهو رجل صعيدي من فرشوط
بمحافظة قنا امتلك أراضي من محافظة المنيا إلى أسوان، وحكم المنطقة كلها
بالمجالس العرفية، وكان هذا في أواخر العصر العثماني وبحسب الاستفتاء الذي
أجرته قناة «الحياة» جاء مسلسل «شيخ العرب همام»، الذي يقوم ببطولته يحيى
الفخراني، صاحب أعلى نسبة مشاهدة، وبحسب الاستفتاء الذي أجراه التلفزيون
المصري جاء مسلسل «الجماعة» في المرتبة الأولى من حيث نسبة المشاهدة، ولكن
يرى الكثيرون أن الشخصية التي يجسدها الفخراني ليس لها أهمية تاريخية ولا
يعرفها أحد بعكس شخصية حسن البنا التي يعرفها الجميع إضافةً إلى أن النقاد
اختاروا «الجماعة» كأفضل مسلسل تاريخي لهذا العام.
أفضل مسلسل كوميدي
تنافس على هذا اللقب أيضاً 3 مسلسلات هي «الكبير قوي» الذي يقوم
ببطولته أحمد مكي و «أزمة سكر» الذي يقوم ببطولته أحمد عيد و «عايزة أتجوز»
الذي تقوم ببطولته هند صبري وقد استطاع أحمد مكي أن يحصد أعلى نسبة مشاهدة،
كما أشاد به جميع النقاد بعكس مسلسلي «أزمة سكر» و «عايزة أتجوز» حيث تعرض
«أزمة سكر» لهجوم شديد بسبب احتوائه على كم كبير من الجمل الحوارية الخادشة
للحياء مثل الحديث عن الفياجرا، إضافةً إلى مشاهد شرب الحشيش، أما مسلسل
«عايزة أتجوز» فقد تعرض هو الآخر لهجوم شديد بسبب المبالغة الشديدة في
الأحداث، وبذلك يكون مسلسل «الكبير قوي» هو أفضل المسلسلات الكوميدية لهذا
العام.
أفضل مسلسل رومانسي
تنافس على هذا اللقب مسلسلا «زُهرة وأزواجها الخمسة» الذي تقوم
ببطولته غادة عبدالرازق ومسلسل «قصة حب» الذي يقوم ببطولته جمال سليمان
وبسمة، ولكن مسلسل زُهرة أثار حوله الكثير من الجدل كما أنه حظي بنسبة
مشاهدة عالية جداً بعكس مسلسل «قصة حب» الذي حظي بنسبة مشاهدة منخفضة جداً
ولذلك كانت النتيجة في صالح مسلسل «زُهرة وأزواجها الخمسة» ولكن بالرغم ذلك
إلا أن النقاد يرون عكس ذلك حيث يرى الناقد الفني طارق الشناوي أن الكاتب
مصطفى محرم وقع في العديد من الأخطاء أهمها أنه لم يُجب عن سؤال مهم: وهو
لماذا يعشق جميع الرجال في المسلسل زُهرة.. فإذا كانت زُهرة هي الوجه الآخر
للحاج متولي الذي كتبه أيضاً «مصطفى محرم» فإن المنطق كان مغايراً لمتولي
لأنه يملك الأموال ومن تزوج منهن رغم الفارق العمري مع آخر زوجاته، فإنه من
الممكن أن يخضع الجميع أمام سلاح المال، ولكن زُهرة لا تملك سوى سلاح
الجمال فقط وقد ظهرت غادة هي الحسناء الوحيدة في المسلسل وهذا مخالف
للواقع؛ لأن الحياة مليئة بالحسناوات لذلك كان يجب على الكاتب «مصطفى محرم»
أن يضع أسباباً أخرى فلا يكفي سلاح الجمال الذي تشهره للفتك بأي رجل.
أفضل مسلسل اجتماعي
تنافس على هذا اللقب مسلسلات عديدة كان أهمها 3 مسلسلات وهي «أغلى من
حياتي» الذي يقوم ببطولته محمد فؤاد ومسلسل «العار» الذي يقوم ببطولته
مصطفى شعبان وأحمد رزق وأخيراً مسلسل «الحارة» الذي يقوم ببطولته صلاح
عبدالله وقد حظي مسلسل محمد فؤاد بكم كبير من الانتقادات كان أهمها
المثالية الزائدة في المسلسل والتي تكاد لا تكون موجودة في هذا الزمن مع
احترامنا لجمهور محمد فؤاد إضافةً إلى شيء مهم وهو أن المسلسل يبدو وكأنه
مفصل لمحمد فؤاد، أما مسلسل «العار» فقد قوبل هو الآخر بهجوم شديد، فمثلاً
في أحد المشاهد يقول مصطفى شعبان إن الزواج العرفي حلال، ومشهد آخر يقول
أصبحت أشك في فائدة البنوك وهو الأمر الذي أغضب الكثيرين، أما مسلسل
«الحارة» فقد استطاع أن يحصد أعلى نسبة مشاهدة لسبب بسيط وهو أنه تجسيد
للحارة المصرية، كما أشاد جميع النقاد بالمسلسل واعتبروه ضمن أفضل مسلسلات
رمضان.
أفضل مسلسل بوليسي
تعتبر المسلسلات البوليسية قليلة جداً بسبب عدم اهتمام المؤلفين لهذا
النوع من الدراما ولم يشهد هذا العام سوى مسلسل بوليسي واحد وهو مسلسل «أهل
كايرو» الذي يقوم ببطولته خالد الصاوي حيث يجسد في المسلسل دور حسن محفوظ
رئيس المباحث ومنذ الحلقات الأولى حظي المسلسل بنسبة مشاهدة عالية جداً،
كما أشاد جميع النقاد بالمسلسل حيث اعتبره الناقد الفني الكبير رفيق الصبان
من أفضل مسلسلات رمضان واعتبر أداء خالد الصاوي من أفضل الممثلين، أما
الناقد الفني طارق الشناوي فاعتبر هذا المسلسل ضمن أفضل 3 مسلسلات عُرضت في
شهر رمضان.
أسوأ مسلسلات رمضان
شهد شهر رمضان أيضاً كماً كبيراً من المسلسلات اعتبرها الجمهور
والنقاد ضمن أسوأ المسلسلات ويجيء في المقدمة مسلسل «كليوباترا» الذي تعرض
لهجوم عنيف من قبل فاروق حسني وزير الثقافة والدكتور زاهي حواس رئيس المجلس
الأعلى للآثار، حيث اعتبرا المسلسل بمثابة تزييف وتزوير للتاريخ إضافةً إلى
كم كبير من الأخطاء مثل الملابس التي لا تمت بصلة للملابس الفرعونية أو
اليونانية وقد علق حواس على المسلسل قائلاً: «لن أشاهد عملاً بهذه التفاهة»
وحتى يكتمل النحس فقد شن جميع النقاد حرباً شرسة على المسلسل لتكون النتيجة
فشلاً ذريعاً.
كذلك جاء مسلسل «ملكة في المنفى» ضمن أسوأ مسلسلات رمضان حيث اعتبر
الكثيرون هذا المسلسل تشويهاً للتاريخ المصري، ويحمل وجهة نظر للدفاع عن
الملكة نازلي وإظهارها في صورة الضحية المظلومة رغم تفاصيل قصة حياتها
وعلاقاتها المشبوهة مع عدد من رجال القصر ومعاناة ابنها الملك فاروق من
الانفلات الأخلاقي الذي تسبب في تشويه صورته وصورة الأسرة الحاكمة. أما
مسلسل «عايزة أتجوز» فقد اعتبره الكثيرون أسوأ مسلسل كوميدي بسبب المبالغة
الشديدة في الأحداث والتي أفسدت العمل بأكمله، فمثلاً في إحدى الحلقات تذهب
هند صبري لشراء كتاب (كيف تصطادين عريساً) فتجد أن جميع النسخ قد نفدت
فيقول لها صاحب المكتبة إن عليها أن تنتظر عدة سنوات؛ لأن جميع النسخ -التي
طبعتها- محجوزة لتجد بعد ذلك طابوراً طويلاً من الفتيات في انتظار دورهن
لشراء الكتاب. أيضاً مسلسل «مذكرات سيئة السمعة» حظي بنسبة مشاهدة منخفضة
جداً واعتبره الكثيرون من أسوأ مسلسلات رمضان بسبب المشاهد الساخنة التي
تضمنها والتي لا تناسب بأي حال الشهر الكريم، إضافةً إلى المط والتطويل
والمشاهد الرومانسية التي جمعت بين سوزان نجم الدين وخالد زكي والتي لم يكن
لها مبرر درامي.
يسقط السيت كوم
رغم أن عدد مسلسلات السيت كوم انخفض هذا العام إلى النصف تقريباً إلا
أنها لم تحظ بأي نسبة مشاهدة حيث كان الاستظراف هو السمة المميزة لجميع هذه
المسلسلات، فمثلاً جاء الجزء الثاني من مسلسل «حرمت يا بابا» أكثر سخافةً
من الجزء الأول، كذلك جاء الجزء الثاني من مسلسل «بيت العيلة» مملاً أيضاً
فرغم فشل الجزء الأول من المسلسلين لكن المشاهدين فوجئوا بتقديم جزء ثانٍ،
فيبدو أن الغرض من ذلك هو حرق دم المشاهدين، أما مسلسلات السيت كوم الجديدة
مثل «جوز ماما» و «نص أنا نص هو» و «ربع مشكل» فلم تختلف عن مسلسلات العام
الماضي حيث كانت ساذجةً إلى درجة كبيرة ولم تحظ بأي نسبة مشاهدة.
ويقول الناقد الفني طارق الشناوي عن ظاهرة السيت كوم إن معظم المنتجين
اتخذوها (سبوبة) لأن تكلفتها قليلة ويكون أبطالها في الغالب نجوم الصف
الثاني والوجوه الجديدة، ولكن هذه المسلسلات تحتاج في الحقيقة إلى حرفية
شديدة في الكتابة ولذلك فالاستسهال في تقديمها أفسدها وجعل المشاهدين
يرفضون مشاهدتها.
نجوم غابوا عن رمضان
غاب عن رمضان كم كبير من النجوم اعتاد الجمهور على متابعة أعمالهم كل
عام أولهم الفنان نور الشريف الذي خرج من المنافسة الرمضانية بسبب فشل منتج
مسلسل الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» في تسويقه، كذلك النجم حسين فهمي حيث
لم يعرض مسلسله «بابا نور» على شاشة التلفزيون المصري، أيضاً الفنان أحمد
شاكر عبداللطيف الذي خرج من المنافسة أيضاً في اللحظات الأخيرة بسبب عدم
الانتهاء من تصوير مسلسل «رجل لهذا الزمان» قبل قدوم شهر رمضان وهو ما أصاب
الجميع بحالة شديدة من الإحباط كان أولهم بطل العمل أحمد شاكر والذي أصيب
بحالة نفسية سيئة عندما علم باستبعاد مسلسله، كذلك الفنانة غادة عادل التي
كانت تحلم بعرض مسلسلها «فرح العمدة» في هذا الشهر على شاشة التلفزيون
المصري ولكن تم استبعاد المسلسل أيضاً في اللحظات الأخيرة.
العرب القطرية في
10/09/2010 |