النجمة الكبيرة صفية العمري تعيش حالة من الانطواء ولا
تعرف أحدا من الوسط الفني، وعزلتها فرضتها على نفسها، فوجئت بترشيحها
لأعمال في
أدوار تتكون من ستة مشاهد وشعرت بصدمة من الوسط، وهناك من يقلل
من تاريخها وهو ما
نرفضه.
·
شاركت صفية العمري مع احمد
الفيشاوي بـ12 مشهدا فقط لكنها تعتز بها لأنه
دور مهم في الأحداث بفيلم 'تلك الأيام'.
وتعترف صفية ان لها أعداء يترصدون
حركتها.
·
هل نسي المخرجون صفية العمري؟
*وصل الأمر الى أن مخرجا طلبني وعرض
عليَّ دورا فطلبت السيناريو فقال مش مهم لأنه ستة مشاهد فقط،
وكان ردي باحترام شديد
أنت يا أستاذ غلطت في رقم الهاتف.
·
هل لك أعداء في الوسط الفني؟
*فعلا، وشعرت
بذلك بعد اختياري سفيرة للنوايا الحسنة، رغم ان ذلك يأتي بعد مجهود في
العمل
الخيري.
·
هل تنتظرين العمل ام العلاقات هي
التي تجذب العمل؟
*أنا فاشلة في
عمل شلة أو علاقات لاجذب العمل، وأنا خجولة ولا أذهب الى أي مكان بمفردي.
·
كيف
تكونين ممثلة وخجولة؟
*أمام الكاميرا أظهر كأنني غولة تمثيل اما في حياتي أنا
مختلفة تماما، عندي حدود في كل شيء.
·
هل أنت انطوائية؟
*أنا برج الميزان ولدي
توازن في تصرفاتي وعندما افكر في قرار استغرق وقتا طويلا.
·
لماذا لم تكرري تجربة
الزواج؟
*تزوجت جلال عيسى لمدة 16 سنة وأنجبنا ولدينا ويدرسان في أمريكا، وهو
تزوج وأنجب، أما أنا فلم أفكر في الزواج ولا احتاج الى ان اشعر بالوجيعة
مرة أخرى،
وأشعر بالعقدة بعد هذه الزيجة.
·
هل تشعرين بالوحدة في عزلتك؟
*عندي قضايا
كثيرة في جمعيات عديدة وأجمع تبرعات وأذهب لمستشفيات وأشغل نفسي فلا أشعر
بالوحدة،
وأنا راضية عن نفسي جدا.
·
عمرك ضاع منك أم لا؟
*عمري ضاع مني بإرادتي، وراضية
جدا ولست نادمة، وكل شيء قسمة ونصيب، وأنا داخل 'قمقم' بإرادتي.
القدس العربي في
07/09/2010
المسلسلات السورية على قناة دبي في الثلث الأخير من
رمضان:
تيم حسن إلى الجبال وأمل عرفة خرساء...
نهاية قصة بسام كوسا
ورهان صبا مبارك
دبي ـ 'القدس العربي':
بين مسلسل (أسعد الوراق) بأحداثه المشوقة
وشخصياته المميزة في فترة بدايات العشرينات من القرن العشرين،
ومسلسل (وراء الشمس)
الجديد في موضوعه وأسلوب عرضه، وطرحه للعديد من الأسئلة الأخلاقية
والقانونية حول
كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وصولاً إلى تأكيد حقيقة أن أصحاب
هذه الفئة
لا ينبغي أن يظلوا عالة على المجتمع، تمضي الحلقات الأخيرة من هذين العملين
على
قناة دبي، التي دأبت على الدوام على اختيار أعمال درامية نوعية
تثير العديد من
الأسئلة وتفتح آفاقا جديدة لم يتطرق لها صناع الدراما العربية من قبل، وذلك
عبر
تصديها لإنتاج أعمال ومسلسلات درامية تحمل مضامين إنسانية واجتماعية تمس
الشارع
العربي بكافة أطيافه وفئاته.
ـ رحلة متاعب لا تنتهي ـ
ففي مسلسل (أسعد
الوراق) المأخوذ عن رواية (الله والفقر) للأديب الراحل صدقي إسماعيل، إعداد
وسيناريو وحوار هوزان عكو والإشراف الدرامي لمروان ناصح، فيما تولت رشا
شربتجي مهمة
الإخراج مقدمةً عدداً من نجوم الدراما السورية منهم: أسعد فضة، تيم حسن،
أمل عرفة،
فراس إبراهيم، منى واصف وآخرون، والذي يبث الساعة: 23:00 بتوقيت
الإمارات، الساعة:
22:00
بتوقيت السعودية، والإعادة الساعة: 10:00 بتوقيت الإمارات.
فبعد أن تبدأ
حكاية أسعد الوراق الشاب يتيم الأبوين، الذي يعمل حمّالاً في السوق، ويسعى
بين
وكالة الحبوب والمطحنة بعربته التي يجرها بنفسه ويعيش وحيداً في البيت
الخرب الذي
ورثه عن والديه وتذكر شجاراتهما المتواصلة وحياة البؤس والشقاء
التي يعيشها، لكنه
بالمقابل مثال للطيبة ومحبة الناس، تتقاطع خطوط حياته الدرامية وتتشابك مع
عدد من
الخطوط الأخرى، وذلك بعد احتجازه في المخفر الذي يعد نقطة تحول في حياته
الهادئة،
وبداية لسلسلة من المتاعب، بعد أن تم توريطه بالعديد من
المشاكل بعد جريمة قتل
(عدنان
بيك) وسلسلة من التحولات في حياته الشخصية كفقدانه لخطيبته (ليلى) التي
تصبح
زوجة للرقيب (نجدت) رئيس المخفر، فيما يقنعه والدها بالزواج من أختها
(منيرة)، في
الوقت الذي يقوم بتغيير عمله من حمّال إلى عامل في فرن الحارة.
لكن ما الذي
سيحدث بعد أن تسوء علاقته بزوجته (منيرة) نتيجة فقره وقلة دخله ولماذا
ستفقد القدرة
على الكلام، وما علاقته باحتراق صاحب الفرن ووكالة الحبوب، ولماذا سيطالبه
عمه
بالانفصال عن زوجته، في الوقت الذي يغادر الحارة ويلجأ إلى
الجبل، حيث تتصاعد
الأحداث في الحلقات الأخيرة، حيث تطلق (منيرة) صرخة ملوعة باسمه وتنفك عقدة
لسانها
في خاتمة رحلة المعاناة الكبيرة التي قطعها (أسعد الوراق) من السذاجة
والغفلة
والطيبة، إلى الوعي الساطع بحقيقة الحياة من حيث أنها تنطوي
على الكثير من وجوه
الخير، والكثير من الشرور أيضاً، فضلاً عن العديد من الحكايا الجزئية
المعشقّة
بمهارة درامية مع خطوط العمل الرئيسية التي تتقاطع مع رحلته في الحياة.
ـ بين
الطموحات والصعوبات ـ
أما مسلسل (وراء الشمس)، سيناريو وحوار محمد العاص، وإخراج
سمير حسين، وبطولة بسام كوسا وصبا مبارك وباسل خياط ومنى واصف وندين خوري
وثناء
دبسي وسليم صبري وعلاء الدين الزيبق، والذي يبث الساعة: 18:00
بتوقيت الإمارات،
الساعة: 17:00 بتوقيت السعودية، والإعادة الساعة: 09:00 صباحاً.
حيث تسلط هذه
الرواية التلفزيونية الجديدة في موضوعها وأسلوب عرضها، الأضواء الكاشفة على
عالم
تلك الفئة من البشر الذين حكمت عليهم الأقدار أن يعيشوا تحت لافتة المهمشين
في
المجتمع، ففي سياق الحكايات الدرامية المتقاطعة والمتصاعدة بعد
أن يشتد الصراع بين
(عبادة)
وزوجته (منى) وانقسام مواقف الأهل بينهما، ووقوف والدته ضد أساليب ابنها
الخاطئة، لتمضي هذه الحكاية نحو نهايتها المنسجمة مع جوهر الحياة
الإنسانية،
باعتبارها مشروعاً يختار فيه الإنسان بنفسه إنسانيته الأصيلة
أو وحشيته
الطارئة.
بينما سيتابع الجمهور ختام قصة (ماجد) وجهود أهله للخروج من مشكلته
وطموحه الإنساني والإمكانيات المتاحة لدمجه في الحياة الاجتماعية، وما الذي
سيحصل
مع (بدر) وجشع (كريم) تاجر الشرقيات البخيل الذي يدفعه جشعه إلى محاولة
استغلاله
إلى حدود الجريمة.. لنصل إلى ضرورة استنهاض كل قوى المجتمع
لتقديم كل أنواع الدعم
والعون لهذه الفئة، لما يملكونه من مواهب وطاقات إبداعية تجعلهم عناصر
فاعلة في
الحياة الاجتماعية، متجاوزين إعاقاتهم، فكل ما يحتاجون إليه هو اهتمام
المجتمع
بمختلف فعالياته العلمية والثقافية ومؤسساته الاجتماعية
اهتماماً نابعاً من الإيمان
الأصيل كقيمة عليا، وبقدراته على تحقيق آماله وطموحاته رغم كل الصعوبات
والمعوقات..
القدس العربي في
07/09/2010
القعقاع بين يدي المثنى: بلاء الدراما ونكبة
التاريخ!
محمد منصور
سبقت مسلسل (القعقاع بن عمرو التميمي) دعاية
كبيرة عن ضخامته الإنتاجية، تجاوزت شهرة هذه الشخصية التاريخية
التي لم يولها
المؤرخون القدامى اهتماماً كبيراً، فالقعقاع لم يكن من الشخصيات الشهيرة في
صدر
الإسلام، ولم يرد المؤرخون نسباً له سوى أنه من قبيلة تميم التي جاء وفدها
إلى
النبي الكريم في السنة التاسعة للهجرة بعد غزوة تبوك، ليعلن
دخول القبيلة في
الإسلام... ولم يكن للقعقاع أي ذكر بكل الغزوات أو السرايا التي بعثها رسول
الله
انطلاقاً من دار الهجرة في المدينة المنورة، كما لم يعرف عنه أي جهاد في
عهد
النبوة، الأمر الذي يدل على إسلامه المتأخر، ثم صحبته للنبي في
العامين الأخيرين
قبيل وفاته.
وهكذا فقد أراد المسلسل أن ينبش في سيرة شاعر وفارس، لم تكن لحياته
خصوصية درامية، ولا شهرة سائرة، وإن كان له دور مهم في الفتوحات التي توالت
في عهد
الخلفاء الراشدين، فحارب المرتدين في عهد أبي بكر، وكان بطل
القادسية في عهد عمر بن
الخطاب، وشهد فتنة مقتل عثمان بن عفان، ثم ما كان من أنصار علي بن أبي
طالب، في
موقعة الجمل، ثم في معركة صفين ضد جيش الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان.
ولا
يبدو في اختيار سيرة هذه الشخصية كمادة لمسلسل تاريخي، أية رؤية خاصة سوى
المرور
على الفتن التي عصفت بتاريخ صدر الإسلام، منذ مقتل عثمان بن عفان، وما تلا
ذلك من
أحداث جسام لم يكن فيها القعقاع سوى فارس من فرسان كثر أبلوا
في ساحات الجهاد
بإيمان وإخلاص.
لكن إذا استثنينا هذه المسألة على اعتبار أن المسلسل يؤرخ لفارس
وشاعر عربي عاش في صدر الإسلام وكفى، فإن العمل يبقى مجرد مسلسل تلفزيوني
يبحث عن
موضوع وعن شخصية بطولية، صيغت سيرتها في نص سردي يروي أكثر مما
يجسد، وينشغل بالحدث
العام، أكثر مما يضيء الجوانب الخاصة لهذه الشخصية التي لم يعرف الكاتب
محمود
الجعفوري كيف يرمم سيرتها الذاتية في ظل فقر ما نقله عنها المؤرخون القدامى
والمحدثون سوى بسالتها وحنكتها في القتال، وزهدها في الغنائم
التي كان يجنيها
الفاتحون.
ويبدو أن المخرج المثنى الصبح تعامل مع الموضوع من هذا المنطلق، فلم
ير في سيرة القعقاع سوى مساحة لإخراج المعارك وحشد الحشود، واستعراض عضلات
إخراجية
وبذخ إنتاجي، كان يعوزهما هدف درامي بدا غائباً على مدار
العمل، فهل يصنع الناس
المسلسلات التاريخية كي يقولوا إنا قادرون على تصوير معارك ضخمة،
والاستعانة بخبراء
أجانب ومصممي معارك ومبارزات وشركات غرافيك ساهمت في صنع تحفة اسمها
(أفاتار) وجاءت
لتضفي بعض المؤثرات الخاصة على عملنا؟!
سؤال لا أطرحه برسم الأخ المثنى الذي
أعطانا الجواب بطريقة غير مباشرة حين أشار في حوار صحافي مع
ملحق 'تشرين دراما' نشر
بتاريخ (5/9/2010) قال فيه بالحرف: 'أنا لم أجتمع بالكاتب بعد تسليمه النص،
وبالطبع
قمت بتغييرات على النص يحق لي كمخرج أن أقوم بها'. فما هذا العمل التاريخي
الذي لا
يشعر المخرج ولا لمرة واحدة بالحاجة للاجتماع بالكاتب، ثم يقوم
بتغييرات على النص
من دون الرجوع إلى الكاتب الأصلي، إن لم يكن عملاً بلا رؤية... وما هذه
الثقة التي
يملكها السيد المخرج إزاء معرفته بهذا التاريخ وشخصياته وكأنه يحمل دكتوراه
في
تاريخ صدر الإسلام تجعله في غنى عن استفسار أو نقاش مع الكاتب؟!
لقد أمضى
الراحل الكبير مصطفى العقاد سنة كاملة في القاهرة مع كاتب السيناريو
الايرلندي هاري
كريغ أثناء كتابة نص فيلم (الرسالة) بمشاركة خمسة من كبار الأدباء المصريين
والمهتمين بأدب السيرة، وأثناء التصوير كان الكاتب يرافق
عمليات التصوير مشهداً
بمشهد ويتناقش مع الممثلين والمخرج عن رؤيته لأداء الشخصيات التاريخية التي
كتب
عنها، وأنا أفهم أن (الرسالة) مختلف في قيمته التاريخية وقيمه المهنية
وثقافة
صانعيه عما نراه في مسلسل (القعقاع)، لكن أن تصل المسألة حد أن
يأخذ المخرج النص
ويمضي هكذا من دون أن يلتقي بالكاتب ولا حتى لمرة واحدة، فهذا أمر يعبر
تماماً عن
حالة الثقة المفرطة بالنفس التي يعيشها مخرجو الدراما السورية الشباب
اليوم، والتي
تدعو للرثاء حقاً.
وأعتقد أن الكثير من القراء سيشاركونني هذا الشعور العميق
بالرثاء حين يقرؤون كلمات المثنى صبح وهو يقول في الحوار المشار إليه عن
عمله: 'أنا
بكل تواضع أقول انني رفعت السقف في الدراما التاريخية العربية
فنياً ودينياً
وتاريخياً، وأي عمل تاريخي سيقدم لاحقاً يجب أن يبدأ من بعد القعقاع'، فإذا
كان
يقول هذا عن عمله (بكل تواضع) فماذا سيقول إذا أراد أن يتحدث (بشيء من
الغرور) يا
ترى؟!
لقد تابعت الكثير من حلقات (القعقاع بن عمرو التميمي) فلمست فيه ضعف
الحبكة وطغيان السرد، ولاحظت ضياع حضور الممثل مقابل تعزيز مشهدية قتالية
تلغي
الأثر الحقيقي للشخصية ولدورها في التواصل مع مشاهد يفترض أن
يتفاعل مع أبطال
التاريخ، قبل أن يتحمس لمعاركه، ويشنف آذانه لسماع صليل السيوف ورؤية مشاهد
الدم،
وجدت غياب أثر الإدارة الإخراجية على كثير من الممثلين وحزنت لسلوم حداد
وهو يبذل
جهداً بلا طائل، وشعرت بالكثير من ممثلي الأدوار الثانوية
الذين كان همهم أن
يتحدثوا العربية الفصحى بطلاقة على حساب الإحساس الدرامي للمشهد، ربما لأن
المخرج
كان كل همه إدارة الخيول والفيلة التي يتباهى أنه صورها في الهند..لا إدارة
البشر.
وعندما رأيت الرايات البيض والسود تنتشر بكثرة في أيدي الجيشين في
معركة (صفين)
وكأنها صور زعيم عربي في مسيرة تضامن وتأييد، تساءلت إن كان هؤلاء سيقاتلون
بالرايات والأعلام لا بالسيوف، ثم إن كانوا سيتقاتلون
بالسيوف... فكيف سيديرونها ضد
بعضهم بعضاً وهم مولعون بحمل هذا الكم من الرايات؟! وتذكرت، بالقياس، قصة
استشهاد
حملة اللواء في معركة (مؤتة) وكيف استشهد زيد بن حارثة ثم جعفر بن أبي طالب
ثم عبد
الله بن رواحة وهم يحمون راية المسلمين تباعاً، وليس لدى كل
منهم راية يتزين بها،
فهل كان التشكيل الجمالي هنا أهم من الحقيقة التاريخية؟! وهل كانت التقنيات
والإكسسوارات أهم من المعاني والدلالات؟!
إن مسلسل (القعقاع بن عمرو التميمي)
هو نموذج معّبر للغاية عن الطريقة التي يفكر بها المخرجون الشباب، وعلى
حالة انعدام
الثقافة وقلة المعرفة التي يتعاملون فيها مع موضوعاتهم ومع التاريخ الذي
نُكب حين
صار بين أيديهم.. وهو عمل لن يبقى في الذاكرة طويلاً، لأنه
مشغول بلا إحساس وبلا
رؤية وبلا هدف درامي حقيقي، يمكن أن يقول لنا ماذا تعني سيرة القعقاع بن
عمرو
التميمي البيضاء هذه، وما الذي يمكن أن تقوله لمشاهد اليوم، خارج تصوير فتن
وانقسامات عاصرها القعقاع كما عاصرها غيره، وقدمها لنا العمل
بحس مذهبي سافر، وما
الذي تعنيه خارج التمسح بالعصبية القبيلة لمن يرون في أنفسهم امتداداً
لقبيلة تميم
التي يروي العمل سيرة فارس من فرسانها؟!
دراما تحيي العظام وهي رميم!
بعد أن انتقدت مشاركته في مسلسل (الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة) في
سياق حديثي
عن مشاركة الممثلين السوريين في الدراما المصرية الأسبوع الماضي، وبعد أن
اعتقدت أن
دوره قد انتهى
بإعلان موته في الحلقة الثانية عشرة من المسلسل، أرسل لي النجم باسم
ياخور رسالة قصيرة على هاتفي الجوال قال فيها: (يبدو أنك ما
كنت متوقعني عيش من
جديد في هذه الدراما التي تحيي العظام وهي رميم).
من الواضح أن باسم كان يسخر في
ما بين سطور رسالته، من الحالة المفبركة لعودته فاقداً للذاكرة
بعد حلقات من
الغياب، على اعتبار أن الطائرة التي كان يقودها سقطت وتحطمت لكنه لم يمت،
وأنا أحيي
باسم على سخريته الشجاعة هذه، مؤكداً مرة ثانية أن دوره في (الحاجة زهرة)
أقل بكثير
من الأدوار التي قدمها ويقدمها في الدراما السورية.. وهو لا
يضيف سوى لحسابه البنكي
فقط!
فضيحة الكورس في (تحدي النجوم)!
وإذا كان السؤال عما يضيف مشروعاً
دائماً، فإن برنامج (تحدي النجوم) الذي يقدمه الفنان أيمن رضا
في التلفزيون السوري،
مستضيفاً فيه نجوم التمثيل من أجل أن يسرحوا ويمرحوا في ملاعب الغناء.. هذا
البرنامج يطرح السؤال نفسه عما يضيفه الغناء لبعض الممثلين الذين بالكاد
يقبل بهم
الجمهور كممثلين، فهل عليه أن يتحملهم وهم يعتدون على فن
الغناء؟!
وهكذا فربما
كان برنامج (تحدي النجوم) ليس تحدياً لمن هو الأقدر على الغناء بين
الممثلين، ولمن
هو الأجدر بالتصويت من قبل الجمهور، بل هو تحد لقدرة المشاهد على تحمل
الكثير من
الأصوات التي تجعل آذان الذواقين تصرخ وتستغيث ولا من مغيث سوى
جهاز الكونترول!
لا ننكر طبعاً أن البرنامج قياساً لبرامج التلفزيون السوري التي تعاني
من جمود
مزمن، يتميز ببعض الحيوية والحركة، وأن هناك محاولة لتقديم مسابقة غنائية
في شروط
احترافية تبلي فيها الفرقة الموسيقية بقيادة هادي بقدونس بلاء حسناً، لكن
المشكلة
تبقى في الفضيحة التي يسببها الكورس... لأن أصوات الكورس المصاحب في معظم
الأحيان
هي أجمل من أصوات نجوم التمثيل الذين نحسد الكثير منهم من دون
شك، على ما يتحلون به
من شجاعة من أجل القفز فوق أسوار الغناء العالية!
ناقد فني من
سورية
mansoursham@hotmail.com
القدس العربي في
07/09/2010
دفاعاً عن
الدراما:
معركة 'ما ملكت ايمانكم' ومعانيها
دمشق ـ من أنور بدر
يبدو أن المعركة التي
افتتحها الدكتور الشيخ محمد سعيد البوطي لمهاجمة مسلسل 'وما ملكت أيمانكم'،
لم يقدر
لها أن تنتهي بسهولة حتى بعدما قدم الشيخ البوطي ما يشبه الاعتذار، لأنّ
عود ثقاب
واحد يكفي لإشعال حرائق جمّة في لحظات، بينما إطفاء هذه
الحرائق يحتاج إلى جهود
مضنية، خاصّة أنّ شيخنا الجليل وسّع هجومه لاحقا ليشمل الدراما السورية، بل
والمسلسلات عموما باعتبارها معصية أو رجسا من عمل الشيطان تستوجب الاجتناب.
إذ حذر
المُصلين في خطبة الجمعة الأولى من رمضان من: '... مكيدة المسلسلات التي
تُصَاغ
...
من أجل جعلها حجاباً يحجب العبد المسلم في هذا الشهر عن الله عز
وجل... وهكذا يبوء
بسخطٍ كبير من الله بدلاً من أن ينال الأجر العظيم'.
وطالب البوطي المصلين
بإفشال هذه المسلسلات من خلال مقاطعتها، وأضاف بلهجة يقينية إن هذه
المسلسلات: 'توضعت فيها أوبئة وأمراض خبيثة ستسري عما
قريب إلى جسوم أصحاب هذه المسلسلات،
منتجيها، مخرجيها، ممثليها، فإياكم وإياها. ابتعدوا عنها لا تصيبنّكم
عدواها يا
عباد الله، وأنا أقول وأعلم ما أقول'.
لذلك ردّت مجموعة من المثقفين السوريين
بإصدار بيان احتجاجي بعنوان 'دفاعا عن الدراما السورية' على
فتوى البوطي ورؤيته
والدعوة الدينية لمقاطعة المسلسلات، كون الدراما السورية من أهم الإنجازات
الفنية
التي يجب حمايتها وتشجيعها، وممّا جاء في البيان 'إننّا نعلن إدانتنا لهذه
الهجمة
الظلامية ضدّ الدراما السورية المتألقة، التي أثبتت شعور مبدعيها العميق
بالمسؤولية
وعمق التزامهم بالوطن والمواطن. ونحن إذ نعلن تضامننا مع المخرج نجدت
إسماعيل أنزور
والكاتبة هالة دياب وكل مبدعي الدراما السورية الراقية، نحمِّل المحرضين
على هذه
الحملة ومروّجيها، المسؤولية الجنائية عن كل ما قد يقع
مستقبلا، خاصّة أنّ من حاول
اغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ هو إنسان بسيط غُرّر به لم يكن قد قرأ له
سطراً
واحداً'.
وأعتقد أنّ هذا البيان هو استمرار لمعركة لم تتوقف فصولها، فكيف إذا
كانت هذه المعركة في بلد كسورية التي عانت من الاحتقان الأصولي ومن تمدد
التيار
الديني خارج حدود ما هو مسموح به سياسيا وثقافيا، حتى أنّ
النظام السياسي الذي أحسّ
خطورة اللعبة مؤخرا فاجأ الجميع بقرارين لوزير التربية ووزير التعليم
العالي طالا
موضوع المنقبات في سلك التدريس وضمن الجامعات، وها هو مصدر مسؤول يتدخل في
معركة
البوطي - أنزور لصالح استمرار بث المسلسل في توقيته المُحدّد
التاسعة مساءً على
الفضائية السورية، وهو وقت الذروة بالنسبة للمتابعة الدرامية.
وقد كان لافتا في
هذه المعركة أنها بدأت قبل عرض المسلسل المذكور 'ما ملكت أيمانكم' للمخرج
نجدت
أنزور عن نص للكاتبة هالة دياب، لمجرد الشك بنوايا مخرجه أنزور الكامنة
وراء
استعارة اسم المسلسل من النص الديني المقدس 'القرآن'، مع أنه
كان حريّاً بشيخنا
الجليل وهو الأستاذ بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة دمشق احتراماً لمقامه
العلمي
ولرسالته التربوية أن لا ينطق عن شك وهوى، بل أن ينتظر ليرى فيحكم
بيقين.
المسألة الثانية والأخطر أنّ شيخنا العالم لم يستعن بعلمه في محاكمة
ما
يراه معصية، كما أوضح لاحقا، بل لجأ إلى توظيف المقدس الأعلى في حربه على
أنزور،
مستعينا بالرؤية الصادقة وهي لا تكون إلا للأنبياء والصالحين،
وتمثل رسالة تهديد
للأمة في حال صدقت الرؤيا، ونحن نربأ بالخالق عزّ وجلّ أن يغضب لمعصية لو
صحّ حكم
الشيخ في ما ذهب إليه، لأنّ شيخنا يدرك كم من المعاصي والآثام الموبقات
تملأ حياتنا
وتسم سلوكنا من دون أن تستدعي غضب الله عزّ عن ما يصفون، حتى
في مواجهة معاصي رجال
الدين وفحش سلوك بعضهم، وانقيادهم لأهوائهم التي أوصلت الأمة إلى أرذل حال.
لنقرأ حديث الشيخ البوطي بهذا الصدد الذي لم يتوجه به للسوريين أو
للأمة
العربية أو الإسلامية، بل اختار المنطقة الجغرافية الشرق أوسطية، وهذا
لعمري مصطلح
سياسي لم يتفق على صحته بأي معنى من المعاني، ومع ذلك كتب بالحرف الواحد
على موقعه
'نسيم
الشام' مؤكدا في بيان له:
'اخواني وأخوتي المؤمنين بالله ورسله في شرقنا
الأوسط: إنني لست مُتنبئاً بالغيب، ولست من المتكهنين بأحداث
المستقبل. ولكني أحمل
إليكم النذير الذي رأته عيني، إنها غضبة إلهية عارمة، تسدّ بسوادها الأفق،
هابطة من
السماء وليست من تصرفات الخلائق .. إنها زمجرة ربانية عاتية تكمن وراء
مسلسل
السخرية بالله وبدين الله، الفياض بالهزء من المتدينين من عباد
الله، إنه المسلسل
الذي أبى المسؤول عنه إلا أن يُبالغ في سخريته بالله وبدينه، فيقتطع من
كلام الله
في قرآنه عنواناً عليه، ويُسميه ساخراً: (وما ملكت أيمانكم).
إنني أناشدكم الخوف
من مقت الله، والرحمة بإخوانهم من عباد الله، أن لا يتورطوا في شيء من هذا
المسلسل.
إنّ الغضبة الربانية التي رأتها عيني، مُعلقة الآن بالأفق، فاصرفوها
جهد استطاعتكم عن محيطنا، ولا تكونوا سبباً في إطباقها علينا. اللهمّ أشهد
أنّي قد
بلّغت، اللهمّ لا تحرقني ولا من يلوذون بي، ولا بلدتنا المباركة هذه ولا
القائمين
عليها في ضرام مقتك هذا'.
,أضاف السيد البوطي في شرح رؤيته لاحقا على الموقع
ذاته: 'كل ما أملك أن أقوله انه كان بين يقظة ونوم، وكان الذي رأيته وباء
نازلاً من
السماء بمظهر مادي مرعب، ذي بقع سرطانية حمراء تبعث على التقزز والاشمئزاز،
ومع
هبوطه السريع نحو الأرض أخذت تنفصل منه حيوانات كثيفة وكثيرة
طائرة راحت تنتشر
وبسرعة فوق دمشق، وقد علمت أنها جراثيم لوباء خطير متجه للتغلغل داخل
البلد'.
يذكر أنّ الشيخ البوطي له أكثر من عشرين كتابا في الفقه والعقيدة
والإفتاء، وله أيضا أقراص مدمجة فيما يقول ويفتي أو يخطب في صلوات أيام
الجمعة، وقد
أنشأ موقعه الديني بجهود دار الفكر الإسلامية، وهو التيار الذي يلعب في
الهوامش
المتاحة ما بين الأصولية ومقتضيات النظام السياسي، ومن هنا
تنبع خطورته في المجتمع،
التي تسمح له أن يخوض فيما لا يجرؤ غيره على مقاربته، فإذا عدنا إلى بيانه
الشهير
نقرأ هذه العبارة ' أللهم لا تحرقني ولا من يلوذون بي، ولا بلدتنا المباركة
هذه ولا
القائمين عليها في ضرام مقتك هذا' فهو يشفع لمن يلوذون به وببلدته
والقائمين عليها،
من ضرام غضبة الله أو غضبته هو على مسلسل 'ما ملكت أيمانكم'.
علما بأن هذه الشفاعة
تتضمن تهديدا لمن يخرج عن محيط من يلوذون به.
وإذا كانت تهمة المخرج أنزور هي
السخرية بالله وبدين الله حسب تعبير البوطي، فإنها برأيي أكبر
من كونها مجرد معصية
لو صحت فتوى شيخنا الجليل، والذي حاول سحب تكفيره بعد أن اجتمع مع 'أنزور'،
باعتبارها مجرد معصية يمكن التوبة عنها، وإذا كان الشيخ البوطي
يحاجج أنّ بياض
الإسلام الحقيقي حتى في أيام الصحابة لا يتجاوز 80 بالمئة، فمن يبيح لنا أن
نستعلن
سواد الـ20 بالمئة لتلطيخ ذلك البياض؟ فإننا نستشهد بالآية القرآنية التي
تقول 'ولا
تزر وازرة وزر أخرى' ونضيف أنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس، فإذا كان بين
المسلمين
من يتاجرون بالنساء وبدين الله ففضحهم وتعريتهم
واجب ديني ومسؤولية اجتماعية
وأخلاقية وتربوية.
لكن نجدت أنزور ردّ في بيان له أنّ هذه الحملة تشكل 'استهدافاً شخصياً له' مؤكداً اعتزازه
بثقافته وبيئته الإسلامية، مذكّراً بأنّ أمه
وقريباته محجبات. وذكّر أيضاً بما قدمه في أعماله السابقة من
تقدير لدين الإسلام،
وخصوصاً مسلسل 'سقف العالم'. وهنا نتساءل: ماذا لو كانت والدة السيد أنزور
وأخواته
غير محجبات؟ وماذا لو كان المخرج أنزور غير مسلم أساساً؟ هل نقيم عليه الحد
حينها؟
أعتقد أنّ في توضيح المخرج التباسا بين ما هو شخصي وبين ما هو
ثقافي وفني ولا يجوز
للمؤسسّة الدينية أن تحكم به أو أن تعيدنا إلى أحكام ودعاوى الحسبة كما جرى
في مصر
مثلا.
مع أنّ المخرج عاد ليوضح بخصوص مسلسله الأخير 'إننّا أمام حركات
إسلامية
جهادية، ودعوية، وصوفية، تختلف أحياناً وتتناحر في ما بينها'. وأنّ ما نجده
في
مسلسل 'ما ملكت أيمانكم' لا يعدو كونه جزءا بسيطا من مذكرات شخصية لأحد
الجهاديين
وهي موثقة 100%، توثيقا كاملا، مع أنّ المسلسل تغاضى 'عن
سلوكيات كثيرة فيها
لقسوتها' كما جاء في البيان. مضيفاً أنه لا أحد فوق النقد باستثناء النبي
محمد صلى
الله عليه وسلم'.
وأهميّة هذا المسلسل ليس في تناوله النماذج الجهادية التي تقيم
من نفسها وصيّا على البلاد والعباد، بل هو يتطرق إلى خطورة بعض التنظيمات
النسائية
التي بدأت تتمدد بشكل مفرط في مجتمعنا كـ'القبيسيات' التي سبق للمخرج أنزور
أن أشار
لدورهن الخطر في مسلسل 'سقف العالم'، وهذا يفسر طبيعة المعركة التي أثيرت
ضدّ
المسلسل وضدّ مخرجه، وهي جزء من معركة ما زالت مستمرة في سورية
بأشكال مختلفة منذ
ثمانينات القرن المنصرم.
القدس العربي في
07/09/2010 |