«أبو جانتي ملك التاكسي»، و«بقعة ضوء 7»، و«صبايا 2»... هذه السنة،
غرقت المسلسلات الكوميدية في السطحية والتكرار ونأت عن نبض الشارع. وحده
«ضيعة ضايعة 2» كسب الرهان!
في رمضان الحالي، تبدو الدراما السورية على وشك مغادرة زمنها الجميل.
صحيح أنّ صنّاعها برعوا في الأعمال التاريخية والاجتماعية، لكن تألّقهم
الأساسي كان في مجال الكوميديا. هذا العام، يبدو الوضع مختلفاً. نظرة سريعة
إلى الأعمال الكوميدية تؤكّد أنّ كل المسلسلات مجرّد أجزاء جديدة لأعمال
سابقة: «ضيعة ضايعة 2»، و«صبايا 2»، و«بقعة ضوء 7»، و«أبو جانتي ملك
التاكسي» المقتبس عن لوحة من «بقعة ضوء».
ويعاني أغلب الكتّاب الكوميديين المشكلة نفسها، وهي محاولة الإفادة من
نجاح أي عمل عبر تقديم أجزاء جديدة. النجاح الجماهيري والمردود المادي
يدفعان الكاتب إلى تكرار التجربة، وإن كان مستوى الجزء الجديد أقلّ من
الأجزاء السابقة.
طبعاً هناك استثناءات. مثلاً، تمكّن الجزء الثاني من «ضيعة ضايعة» من
تحقيق نجاح كبير. ويعود ذلك إلى عوامل عدة، من النص الذي يسهّل عمل المخرج
الليث حجو، وصولاً إلى التتر الذي يغنّيه علي الديك. ويبدو هذا الأخير أكثر
الفنانين تعبيراً عن البيئة الساحلية التي تدور فيها أحداث القصص الطريفة.
إلى جانب صوت المذيع التلفزيوني محمد السعيد الذي يشرح عن الضيعة النائية
(أم الطنافس الفوقا). ويبقى العامل الأبرز في نجاح العمل هو الأداء
التمثيلي الممتاز لكل من باسم ياخور ونضال سيجري ومعهما هذه المرة محمد
حداقي. فيما نجحت كاميرا الليث حجو في تصوير مشاهد جميلة ومحترفة، وخصوصاً
في الحلقة التي قرّر فيها أهل الضيعة الخروج بتظاهرة صغيرة للتنديد بالفقر
والجوع، فتواجههم جحافل من قوات الأمن لتقمع تظاهرتهم على بساطتها.
ذهب سامر المصري إلى تلميع صورة السياسيين... ومغازلة الخليجيين!
لكن ما حصل مع «ضيعة ضايعة 2» لا ينطبق على الجزء السابع من «بقعة
ضوء». ما إن بدأ عرض المسلسل هذا العام حتى اكتشف المشاهد أنّه مجرد
استنساخ باهت للأجزاء السابقة، مع اعتماده على الأساليب ذاتها في تقليد
اللهجات البدوية والمصرية من دون التركيز على مضمون معيّن. كما يتناول
بطريقة سطحية بعض الظواهر في المجتمع السوري. مثلاً تصوِّر إحدى اللوحات
لقاءً تلفزيونياً بين المذيعة التي تلعب دورها نبال الجزائري، ومجموعة من
الضيوف يجسّدهم محمد حداقي، وجيني إسبر، ومحمد الأحمد، وأدهم مرشد. ويبذل
هؤلاء قصارى جهدهم لتقديم أي مادة تغري المشاهد بلا جدوى. أما الجزائري
فتحاول تقليد مذيعات التلفزيون السوري بتواضع. هكذا يتّضح أن الهدف من كل
هذه اللوحة هو السخرية من أخطاء التلفزيون الرسمي وبدائية عمله...
أما مسلسل «صبايا» في جزئه الثاني فيبدو أن عناصره تسير على مستوى
واحد. هكذا التقت سطحية النص الذي كتبه مازن طه وزوجته نور الشيشكلي، مع
وجهة نظر المخرج فراس دهني وموهبته في اختيار البيوت الفخمة، والشوارع
النظيفة للتصوير. وما زاد الطين بلة أداء الممثلات اللواتي لم يفوِّتن فرصة
لترسيخ لقب «فاتنات الدراما السورية» الذي أطلقته عليهن محطة «روتانا
خليجية» المنتجة للعمل. وفي زحمة عرض الأزياء والجمال، يغيب عن بطلات العمل
التركيز على طريقة الكلام ومخارج الحروف التي جاءت خاطئة عند بعضهن مثل
كندة حنا وجيني إسبر.
رغم كل ما سبق، يبقى الانحدار بمستوى «بقعة ضوء»، و«صبايا» أفضل بألف
مرة من الصورة النهائية التي خرج بها «أبو جانتي ملك التاكسي» مع سامر
المصري. بذل هذا الأخير كل جهوده لتفصيل الدور على قياس مواهبه المتعددة.
وسبقت العمل موجة ترويجية تمثّلت في بث أغنية الشارة التي يؤديها المصري
نفسه على عشرات الإذاعات العربية. هكذا، توقع المشاهد أن يكون على موعد مع
فتح جديد في الكوميديا السورية.
وبالفعل، قدّم العمل في حلقاته الأولى وجبة مسلية ومضحكة إلى حد ما،
ليحصل على نسب مشاهدة عالية. لكن سرعان ما اكتشف المشاهد بعد حلقات عدة أن
النجم السوري لم يمارس حقه المشروع بتفصيل العمل على مقاسه وغناء الشارة
والتفرد ببطولة عمله، بل سيزيد على ذلك حقوقاً لا ندري إن كانت من وظائف
الدراما أصلاً. إذ حاول المصري تلميع صورة المسؤولين. ويظهر في إحدى
الحلقات وهو يصطدم بسيارة أحد المسؤولين، فينزل من سيارته وينهال على
مرافقي المسؤول بالشتائم من دون أن يتفوّه هؤلاء بكلمة، بل يُعجب المسؤول
بالسائق ويصبح صديقه. الصورة سريالية طبعاً. إذ غالباً ما تحصل في الشارع
السوري حوادث مشابهة لكن نتائجها تكون مختلفة كلياً. ولن يكتفي المصري بهذا
الحد، بل سيستغل الفرصة لتوطيد علاقته بالمحطة السعودية المنتجة «روتانا
خليجية»، عندما يلمّع صورة أحد الشيوخ الخليجيين أثناء زيارته دمشق حيث
يوزّع كرمه على الجميع. حتى الساعة، يبدو غير مفهوم لماذا تحاول الدراما
السورية تجاهل ظواهر عدّة في المجتمع يمكن أن تمثّل مادة دسمة ومضحكة
للمشاهد.
تجريب وتطويل
لا يكفّ مخرج مسلسل «أبو جانتي ملك التاكسي» محمد زهير قنوع عن
التجريب في طريقة تعاطيه مع المشاهد. حتى لو كان تجريباً كيفيّاً. وفي
مسلسله الجديد، يعتمد أسلوب مونتاج جديد يقلّل من انسجام المشاهد مع العمل
(إن حصل هذا الانسجام). من جانب آخر، يفترض سامر المصري أن مُشاهده قادم من
مجاهل قارة نائية لم تكتشف العالم بعد، فيصادق تارة أحد اللصوص الذي حاول
سرقة منزله، ويوزّع طوراً أموله وممتلكاته على الفقراء، متبرّعاً بحلّ
مشاكل ركابه الاجتماعية والمادية. ولا يجد النجم السوري مشكلة في التطويل
الذي يغرق فيه العمل، فيقضي أيامه بالغناء دامجاً اللغتَين العربية
والإنكليزية.
الأخبار اللبنانية في
01/09/2010
هل هناك مؤامرة على نضال الاحمدية؟
محمد عبد الرحمن
أعلنت «القاهرة والناس» عن توقّف برنامج الإعلامية اللبنانية منذ مساء
الاثنين في خطوة لم يتوقّعها حتى الغاضبون من برنامجها
بالتأكيد لم تتوقع الإعلامية المخضرمة نضال الأحمدية أن يكون لقاؤها
الأول مع الجمهور المصري مخيباً للآمال إلى هذا الحد. أما الغاضبون من جرأة
الصحافية اللبنانية البارزة، فلم يتوقعوا أيضاً أن يصل بها الحال إلى توقف
برنامجها «مع نضال الأحمدية» فجأة على قناة «القاهرة والناس» ابتداءً من
مساء الاثنين.
وعندما تصبح ممثلة شابة مثل ميس حمدان أوفر حظاً من نضال، إذ توقف
برنامجها على القناة الأولى المصرية لكنّه استمر على «نايل كوميدي»، فإنّ
ما تعرضت له الأحمدية يؤكد أنّ الأساس الذي بني عليه البرنامج كان خاطئاً.
الهدف كان زيادة جرعة السخونة على «القاهرة والناس» التي حرص مالكها
طارق نور على تقديم ثلاثة برامج تعتمد على إحراج النجوم، وكشف أسرارهم،
ووضعهم في مواجهة مع منافسيهم في الوسط الفني أو الإعلامي والسياسي.
وبتاريخها الطويل في الصحافة الفنية، تُعد نضال الأحمدية مؤهلةً لتقديم
برنامج من هذا النوع بما لديها من أسرار وحكايات لا تنتهي عن نجوم الفن،
وخصوصاً اللبنانيين. حتى أنّ بعضهم تخيّل بدايةً أن البرنامج سيكون مذكّرات
مرئية لصاحبة «الجرس»! لكنها اختارت الطريق التقليدي عبر منتج مصري هو عمرو
عفيفي الذي اختفى تماماً عن الأنظار، ومخرج لبناني هو كميل طانيوس. وبين
بيروت والقاهرة، تاهت الحقائق التي تفسّر المستوى السيئ الذي ظهر به
البرنامج. المخرج ونضال ومعدة الحلقات المصرية حنان شومان ألقوا اللوم على
المنتج الذي لم يرد، فالتصوير في بيروت والمونتاج في القاهرة من دون حضور
المخرج بينما وصلت نضال في الأيام الأولى من رمضان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
غياب المنطق عن الأسئلة وضعف في مستوى الإعداد
لكن كيف يمكن أن يتابع الجمهور عشرين دقيقة من حلقة صُوّرت على مدى 90
دقيقة؟ ولماذا أعطى طارق نور هذه المدة لنضال الأحمدية بينما يقسم برنامج
وفاء الكيلاني «بدون رقابة» على أربع فقرات يومية لا تقل مدتها عن 120
دقيقة، رغم أن حلقاته عُرضت قبلاً على
lbc؟
لا أحد يعرف ولا أحد يرد. في البداية، اكتفت نضال بالهجوم على المنتج
والتهديد برفع دعوى قضائية عليه. لكن طارق نور نسف المبرر تماماً في تصريح
مقتضب لجريدة «الشروق» قال فيه إنّ وقف البرنامج جاء بناءً على رغبة
الجمهور وأنّ نضال لا تملك حق وقف البرنامج لأنّها ليست المنتجة وأنها
هدّدت برفع دعوى بعدما علمت أنّ الحلقة 19 ستكون الأخيرة. وتردّد أنّ نضال
لا تستطيع التحدّث عن الموضوع قبل 30 من شهر رمضان وفق ما ينص عليه عقد
الاتفاق بينها وبين «القاهرة والناس»، لكنّها ستُخرج كل ما في جعبتها بعد
انتهاء الشهر.
هذا عن الخلاف، لكن ماذا عن البرنامج نفسه؟ الكل أجمع على أنّ عيوب
الحلقات كانت كثيرة، سواء الحميمية بين نضال وبعض الفنانات بسبب صداقة
مسبقة، وتحالف المذيعة والضيفة ضدّ فنانة أخرى، أو غياب المنطق عن الأسئلة
وضعف في مستوى الإعداد، كأن تسأل نضال مفيد فوزي «هل لبنان مذكر أم مؤنث؟»
أو أن تنسى اسم الممثل هاني رمزي خلال الحوار، فاضطر بعدها أن يحول الموقف
إلى إطار كوميدي... فيما تحولت الحلقة إلى ايفيهات جنسية من الفنان المصري
بعدما سألته نضال ماذا يمثل له التمثال الموجود أمامه!
الأخبار اللبنانية في
01/09/2010
شخصية «منصور» أصابتني بالرعب
عبدالله بهمن: تحديت قدراتي في «زوارة خميس»
عبدالستار ناجي
يعترف الفنان الشاب
عبدالله بهمن انه كان أمام تحدٍ حقيقي لقدراته وامكاناته ولربما لتاريخه
ومشواره،
من خلال شخصية «منصور» في مسلسل «زوارة الخميس» كما يؤكد الفنان عبدالله
بهمن الى
ان تلك الشخصية جعلته في مواقف حرجة، حتى مع أقرب الناس لديه،
وفي حديثه مع «النهار»
يطوف بنا بهمن مع عدد آخر من الاعمال التي يقدمها خلال الدورة الرمضانية
الحالية، وهو يستهل حديثه قائلا:
على مدى السنوات الماضية، عملت مع عدد
متميز من نجوم التي الوسط الفني، وأخص الفنانة القديرة سعاد
عبدالله عملت معها في «شاهين»،
وحينما اتصلت بي، للمشاركة في مسلسل «زوارة الخميس» «منصور» ولانني أثق في
الفنانة الكبرى سعاد عبدالله، فقد وضعت نفسي تحت أمرتها، وعشت الشخصية، لقد
قرأت
الشخصية مرات عدة، فهي شخصية (مريضة)، غريبة، لا تحترم الأسرة
او التقاليد... او
حتى حرمه البيوت... وحينما قرأت أصبت بالرعب، وعشت اياما من القلق، وحتى
أثناء
التصوير كنت احس بانني اقدم شخصية ستحدث ردة فعل قاسية، وكان عليّ أن
أقدمها، من
أجل نقد مثل تلك الحالات المرضية، ومن أجل التأكيد على أهمية
الأسرة الحقيقية
المتوازنة والخالية من الشوائب والأمراض.
ويستطرد:
لقد كتبت الكاتبة
هبة مشاري حمادة الشخصية رغم محدودية حلقاتها، بكثير من العمق والتحليل،
وايضا
الموقف الصريح والذي يعكس نظرة المجتمع من تلك الشخصيات الشاذة،!
ويواصل
الفنان عبدالله بهمن اعترافه قائلا:
لقد وضعتني تلك الشخصية في مواقف حرجة
كثيرة، حتى مع أقرب المقربين مني، وبالذات، والدتي - أطال الله
بعمرها - والتي قالت
لي لو لم تكن ولدي وأعرفه وأعرف معدنه، لكنت طردتك... كما انني سمعت عددا
من
التعليقات من قبل جمهوري الحبيب... والذين أكدوا بانني قدمت الشخصية بارادة
قوية...
وأقول بانني ذهبت لتقديم شخصية «منصور» لسبب أساسي هو نقد الحالة المرضية
التي
تعيشها تلك الشخصية، والتي لم تراع القيم... والأخلاق.
ويستطرد:
بودي
ان أتحدث عن المشهد المحوري، وهو اللقاء الذي يتم في الشقة، والذي جمع
منصور
و(الفنانة سعاد عبدالله) (الأم موزة) و(لمياء طارق)، كان مشهدا مرعبا...
قاسيا...
لم تجد الشخصية ما تقوله... امام لغة الاتهام... والرفض.... المشهد كله
ادانة...
ورفض... وكله يحمل المواجهة.
·
هل أنت نادم على تقديم شخصية «منصور»؟
كلا... ورغم خطورة الشخصية ورفض المجتمع لها، الا انني أشعر بان
على الممثل ان يقدم جميع الشخصيات، وهي ليس بالضرورة تمثل الفنان... او
تعكس
شخصيته... وأنا أعوذ بنفسي ان أكون مثل تلك الشخصية بأي حال من
الأحوال...
·
في «كريمو» تجسد ايضا شخصية
سلبية.
أجل، شخصية زوج ابنة
كريمة «الفنانة يلدا»، وهي المرة الأولى التي أمثل فيها باللهجة الايرانية،
وبلعبة
تلك الشخصية انه «مدمن» ليزيد من تعاسة وتعب تلك الشخصية الفقيرة، واعتقد
بأن
الفنان داود حسين في مسلسل «كريمو» يذهب بعيداً في طرح موضوع
في غاية الأهمية، يؤكد
على أهمية اللحمة الوطنية والترابط الأسري والاجتماعي.. كما أنها كانت فرصة
بالنسبة
لي، أن أمثل باللغة الإيرانية، حيث إنني أجيد التمثيل بلغات عدة من بينها
العربية
والانكليزية.
·
شاركت ايضاً في «إخوان مريم».
أجل وهو من الأعمال
الدرامية الكبرى التي شاركت بها، وقدمت شخصية الشيخ سلمان، ابن الأمير صباح
الأول،
والذي كان بمنزلة الساعد الأول لوالده، رغم ظروفه المرضية.. والمسلسل كتبه
شريدة
المعوشرجي وأخرجه عزمي مصطفى ومشاركة حشد بارز من النجوم بينهم
جاسم النبهان وغانم
الصالح وابراهيم الصلال وابراهيم الحربي وزهرة عرفات وعبدالله الباروني
وعبير أحمد
وغيرهم.. والعمل يرصد مرحلة مهمة من تاريخ الكويت وتاريخ أسرة آل الصباح
الكرام
وانتقالهم إلى الاستقرار في الكويت.
·
هذا العام قلّت مشاركاتك
الخارجية.
شيء ما، وإن كنت قد ركزت هذا العام، على مشاركاتي المحلية
والخليجية، بعد أن كنت قد عملت خلال الأعمال الثلاثة الماضية، في عدد من
الأعمال
العربية من بينها «زمن الخيول البيضاء» و«الأسباط» وغيرها من
الأعمال الدرامية
العربية.
ويكمل:
وجاء تركيزي على الأعمال المحلية، من أجل تطوير
علاقتي مع جمهوري في الكويت والمنطقة، لأن الدراما الكويتية
تمتلك حضورها البارز
على الخارطة الخليجية والعربية. كما أنني ذهبت الى منطقة عامرة بالشخصيات
الصعبة
والمركبة، والتي قد يرفضها الكثير من الزملاء، لصعوبتها وايضاً مقدرتها على
احداث
ردود أفعال سلبية وحادة.
ويقول بهمن:
أشكر الفنانة القديرة سعاد
عبدالله على ثقتها بي وتقديمها لي شخصية «منصور» على طبق من
فضة، وايضاً الشكر
للكاتبة هبة مشاري حمادة على جرأتها في كتابة تلك الشخصية الصعبة.. وايضاً
لجمهوري
الكريم على تفاعله مع هذه الشخصية.
·
كلمة أخيرة؟
شكراً للصحافة الفنية
على دعمها ورعايتها.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
01/09/2010
حسن البنا يشعل فتيل معركة جديدة بعد 80 عاما
دبي - جمال آدم
قبل أن يخرج للنور كان هناك اعتراضات على تجسيده أو الدخول في تفاصيل
المرحلة التي مر بها ، وتعالت تلك الأصوات التي أحست أن هناك مؤامرة مدبرة
بين الحكومة المصرية وصناع المسلسل مع أول أيام عرضه ، ولكن مسلسل
»الجماعة« وجد طريقا آمنا للعرض على شاشة شهر رمضان .
حيث ألمح الكاتب وحيد حامد أن معلومات غائبة عن الأجيال حول نشوء
جماعة الإخوان المسلمين التي تكونت عام 8291 أي قبل نحو 08 عاماً، على يد
صاحبها حسن البنا ( 6091 - 2491 ) يجب أن تتوافر لديهم، لذا وجد من الضروري
كتابة مسلسل يعرض لحال تشكل ونشوء حركة الإخوان المسلمين التي أطلقها حسن
البنا في وقت مبكر من تاريخ مصر الحديث . وعلى خط متواز من الجماعة قام
المؤلف بتحقيق قفزة زمانية درامية باتجاه الزمن المعاصر حقق من خلالها بعض
المقارنات بين زمنين والوضع الذي آلت إليه الحركة ضمن إطار حياتي وإنساني
وسياسي وضمن منطق زماني مغاير للذي كان قائما في مصر بين مرحلتين مختلفتين
ومن خلالهما دخل الكاتب وحيد حامد في تقديم قراءته لمسلسل الجماعة ، إذا
لعبة الزمن الحياتي والزمن الدرامي هي اللعبة التي دخل من خلالها حامد
المسلسل ، موجها انتقادات ما لجماعة الإخوان في ثلاثينات القرن الماضي ،
وانتقادات للحكومة المصرية في الزمن الحالي .
اعتمد مخرج العمل محمد ياسين على الممثل الأردني إياد نصار لتقديم
شخصية حسن البنا وهذا أثار بعض الانتقادات حول هذا الخيار وقد عزا المخرج
هذا إلى الشبه بين كلا الشخصيتين وفيما لو دققنا في الصور المتوافرة عن حسن
البنا لما وجدنا ذلك الشبه بينهما .
ولكن وحسب ما قيل رفض عدد من النجوم المصريين أداء هذه الشخصية خوفا
من تهديدات ما قاد المخرج الاعتماد على إياد نصار بديلا ولن نقلل من أهمية
هذا البديل إذ أن نصار نجح في تحقيق شعبية له كممثل في الشارع المصري كما
حدث مع البنا ويعود ذلك إلى فهمه لتاريخ البنا وتحديد مفاتيح درامية للدخول
في هذه الشخصية ولكننا قد نجد في بعض الأحيان تقديم اقتراحات مبالغ بها
وبعيدة عن منطق الشخصية .
ويحسب للعمل وجود مخرج متمكن هو محمد ياسين الذي يبرز دور الفن في
صياغة روايات تلفزيونية كهذه ولعل اقتراحاته الفنية في العمل قد عززت من
أهمية المرحلة ومن تأكيد القناعة بالمرحلة الزمنية التي ينتمي إليها العمل
، ولعل الرؤية الفنية وفق مسارين زمنيين مختلفين قد أجهدت المخرج ولكنه وفر
بطانة لعمل مشغول بفنيات عالية ويقف وراءه مخرج متمكن وكاتب يدرك ماذا يريد
أن يقدم من مسلسل يرصد سيرة الإخوان المسلمين الآن .
في مرحلة مبكرة من العمل خمدت الأصوات المناوئة للعمل فجأة ودون سابق
إنذار لأن الكاتب قام بعرض ذكي ضَمن تفاعل الناس مع دعوة البنا المبكرة
لإطلاق حركته ، حركة الإخوان المسلمين والذي جاء من خلال الكلمة الطيبة دون
مغالاة في ردود الأفعال.
فيما لو كان هناك اعتراض من قبل البعض على هؤلاء الشيوخ الصغار الذين
دربهم البنا لدخول المقاهي والأماكن العامة كي يدعو إلى الإسلام بل إلى
تنظيمه الجديد تلك الدعوة التي وجدت آذانا صاغية وصارت تمهد لولادة واحدة
من أهم الحركات الإسلامية السياسية إشكالية في التاريخ الحديث .
وهذا يؤكد محاولات الكاتب بحال من الأحوال تقديم قراءة تقترب من
الواقع لهذه الحركة ما لها وما عليها ولكن مع مرور الوقت كانت تبرز النوازع
السلطوية التي كانت تظهر مع البنا ورغبته ألا ييرز بمنصب ديني كمشرف عام
على جماعة الإخوان المسلمين بل رغبته أن يكون قياديا سياسيا في حركة
المجتمع المصري .
وربما حسب القاعدة الميكافيللية الغاية تبرر الوسيلة ، ومع بدء تسليح
تلك الجماعة أحب البنا أن يكون التحول العسكري إلى ورقة ضغط على الأوساط
السياسية كي تعترف به وبجماعته وكي يصبح الإسلام طريقا يمهد لولادة قائد
سياسي .
وفي هذا مقاربة لما قاله البنا في حلقات متقدمه لأحد الوزراء طالبا
منه أن يعرض على علي ماهر ان يصف حكومته بالإسلامية حتى لا يستطيع الانجليز
منعها ، فكلمة الإسلام صمام أمان ومن خلالها يكسب ود المسلمين في كل أنحاء
الأرض وليس في مصر فقط !
لو لم تكن الحكومة راضية عن هذا العمل لما سمحت له بالظهور وسماحها هو
إدانة لحياة البنا ، هذا ما ألمح إليه أحد النقاد في مصر مع بدء بث هذا
العمل ، وعلى كل الأحوال يبدو الكاتب حريصا على ان يتمسك بموضوعيته في سرد
الأحداث تباعا واللحاق بالتفاصيل التي أغنت سيرة حياة البنا ولكن لم يتجاهل
الكاتب رغبة البنا السلطوية والقيادية.
والتي قد تجعله يتحالف مع اي حزب كي يصل الى مبتغاه ومع مرحلة متقدمة
صار هناك فصل بين البنا المسلم والداعية وبين البنا رجل السلطة والسياسة
وربما لو كتب له الحياة أي لم يجر اغتياله في عز نشاطه السياسي لكان له وقع
آخر في تاريخ مصر الحديث ولكنه خلف وراءه حركة ما زالت حاضرة في المشهد
المصري والعربي وتمارس دورا سياسيا ودينيا كما كتب لها .
نجل البنا يعترض قضائيا
أقام احمد سيف الاسلام نجل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين
دعوى قضائية أمام مجلس الدولة ضد 9 أشخاص وهيئات على رأسهم وزير الإعلام
بصفته ووحيد حامد مؤلف المسلسل بشخصه، للطعن على قرار وزير الإعلام واتحاد
الإذاعة والتليفزيون بشأن عرض المسلسل وامتناعهم عن وقف عرضه.
ورأى أن مسلسل (الجماعة) جاء متناقضا مع ضوابط حرية التعبير والبث
الإعلامى وأنه أساء لسمعته وللعائلة ولسيرة والده وجاء بصورة مشوهة ومغلوطة
عن البنا وعن جماعة الإخوان المسلمين التى أسسها .
وأضاف أن ما سيطر على كاتب السيناريو هو فكرته الشخصية عن حسن البنا
وعن جماعة الإخوان فلم يلتزم الحياد فى عرض الوقائع التاريخية ولم يستقها
من مصادرها الصحيحة رغم طلب الطاعن تمكينه من رؤية السيناريو لتصحيح ما
يكون قد اعترى المسلسل من أخطاء ومغالطات أو ما يشين إلى أسرة البنا.
البيان الإماراتية في
01/09/2010
الحاسة
السادسة
(عايزة اتجوز)
بقلم :إبراهيم توتونجي
في إحدى زياراتي للقاهرة وجدت نفسي في مركز السموم في العاصمة، بصحبة
أصدقاء، ولم يرقني كثيرا مستوى الحرفية أو الانضباط في مؤسسة هدفها التعاطي
مع الحالات الطارئة في الشارع، لذلك أجدني، اسقاطا، ومن باب معاينتي
الشخصية للمركز، اشكك في أرقام صادرة أخيرا عنه تشير الى أن أكثر من 0072
فتاة مصرية حاولن الانتحار في العام الماضي، لكونهن »عانسات«.
لكن لنفترض ألا دخان من غير نار، وأن هامش الخطأ في تقديرات المركز
يصل الى 05%(شاهدت بأم عيني في ليلة رأس السنة سيدة تنازع مع قناع
الأوكسيجين الذي يغطي وجهها لأنه ببساطة كان خاليا من الأوكسيجين الأمر
الذي يجعلني متحمسا لرفع هذا الهامش الى مستويات قصوى!)®.
هذا يعني أن اكثر من 1300 فتاة في مصر لا يتورعن عن إنهاء حياتهن بسبب
تأزم البحث عن عريس. ومنذ سبعينات القرن الماضي، وبزوغ عصر الانفتاح الذي
ميز حقبة الرئيس أنور السادات.
وتسيّد التجار، وشيوع ثقافة الاستهلاك التي قضت على المشاعر
الاشتراكية التي حاولت ثورة عبد الناصر وحكمه وسياسته أن تزرعها في العقلية
الجماعية المصرية، اضافة الى خلل التركيبة السكانية المتمثل بتجاوز عدد
الاناث لعدد الذكور®.
كل ذلك مضافا اليه حالة الاكتفاء الاقتصادي التي عاشتها الاسواق
الخليجية خلال العقدين الماضيين، لجهة استيعاب القدرة العاملة المصرية،
بالأرقام الحاشدة التي ميزت فترة الستينات والسبعينات®.
تسبب في انفجار مأزق عطالة الشبان والعنوسة في مصر، أو بكلام آخر تأخر
سن الزواج لدى الرجال والنساء على حد سواء، وان كانت هذه المعضلة
الاجتماعية، تتخذ غالبا البعد الأنثوي، كما دأبت العادة في مجتمعنا الشرقي.
تشير الأرقام الى أن 03% من الشباب المصري، من الجنسين، يعاني من
العنوسة لأسباب مختلفة. هذا يعني ان أي عمل درامي، مثل مسلسل »عايزة اتجوز«
الذي تلعب بطولته هند صبري ويخرجه رامي امام، يناقش هذه المعضلة بذكاء
وحرفة، سيضمن توكيدا مخاطبة ثلاثين بالمئة من أصل سبعة وسبعين مليونا، أي
أن أكثر من 32 مليونا من المشاهدين (هذا رقم مجازي يحتمل هامشا من الخطأ
ففي مصر لا يقتني الى الآن كل السكان جهاز تلفزيون).
كما أن الرقم بالامكان مضاعفته اذا اعتبرنا أن قضية العنوسة ليست شأنا
فرديا، فعلى الأقل هناك شخص آخر في أسرة العانس يتفاعل ويتأثر بهذا المأزق،
وفي الطليعة الأم.
في المحصلة فإن مسلسلا بوسعه أن يخاطب هذا الكم من البشر، في مصر،
وأمثالهم في العالم العربي، هو بلا شك عمل حيوي وليس على الهامش. هذا عن
المضمون، اما التنفيذ، فلا يقل حيوية.
تعبر صبري، تونسية الأصل والتي حققت في السنوات السبعة الأخيرة نجومية
سينمائية وضعتها في الصف الاول للنجومية، عن عفوية وخفة دم وسخرية تميز
الشخصية المصرية، حتى في مواجهتها لأعتى المشاكل(احتج اصدقائي على اداء
مركز السموم ولم يتوان احدهم عن لعب دور مسؤول كبير كما في الافلام لكي
يرهب الممرضات المهملات الأمر الذي أنقذ حياة المريضة). كذلك سوسن بدر
ورجاء حسين وباقي الطاقم الذي قدم مع مخرج واعد عملا أكاد أنتخبه من الأفضل
في بازار دراما رمضان في مصر هذا العام.
ibrahimt@albayan.ae
البيان الإماراتية في
01/09/2010 |