يبدو أن وجود أكثر من مخرج سينمائى فى دراما رمضان هذا العام انعكس على شكل
الصورة وتقنية المسلسلات وجاء بعضها أقرب إلى الصورة السينمائية، وأخيرا
عرفت الدراما المصرية إيقاعا مختلفاً فى بعض الأعمال المعروضة، ومن هؤلاء
المخرجين المخضرم خيرى بشارة الذى قدم مسلسل "ريش نعام" والمخرج محمد على
الذى قدم مسلسل مختلف فى إيقاعه وصورته السينمائية وهو "أهل كايرو" نفس
الحال للمخرج سميح النقاش فى "كابتن عفت" ومحمد ياسين الذى قدم عملا مختلفا
فى الصورة والتكنيك من خلال مسلسل "الجماعة" والمخرج سمير سيف الذى قدم فى
"بالشمع الأحمر" حالة مغايرة من التكنيك التليفزيونى فى إخراجه للجرائم
بأكثر من وجهة نظر.
اليوم السابع المصرية في
31/08/2010
محمد ياسين
يعطى درسا إخراجيا.. لا تركز على النجم فقط ومفيش حاجة اسمها
صدفة أو حظ
كتب محمود التركى
نجح المخرج السينمائى محمد ياسين فى أولى تجاربه التليفزيونية خلال
مسلسل "الجماعة" حيث لم يترك شيئا للظروف أو لحسابات الصدفة والحظ، ويتضح
ذلك لاختياره للفنانين المشاركين فى العمل، فبعيدا عن النجم إياد نصار، نجد
أن ياسين حرص على اختيار مجموعة من الفنانين الشباب ومنهم الفنان الشاب حسن
فراج الذى جسد دور أحد شباب الإخوان والطفل أحمد مالك الذى جسد دور حسن
البنا فى الطفولة.
كما ظهر النجوم المشاركين كضيوف شرف فى المسلسل بشكل مميز ومنهم كريم
عبدالعزيز الذى ظهر فى مشهد واحد فقط وجسد من خلاله دور شاب عاطل، ووضح من
خلال المشهد مدى الجهد الذى بذله معه المخرج محمد ياسين، وايضا نفس الحال
بالنسبة للمشاهد التى ظهر بها أحمد حلمى ومنة شلبى، ليؤكد بذلك أن ياسين لم
يكتف بالتركيز فقط على شخصية إياد نصار فى المسلسل، بل حرص على أن تشتبك
جميع الشخصيات معا فى أداء تمثيلى عال المستوى، وهارمونى شديد بين جميع
طاقم المسلسل.
استطاع محمد ياسين ان يقدم لنا فى "الجماعة" صورة بصرية غنية
بالتفاصيل الدقيقة، كما ظهرت قدرته على الربط بين الماضى والحاضر دون خلل
أو تداخل بين الأحداث وإرباك للمشاهد، بل انتقل بسلاسة شديدة بين الفترة
الزمنية التى عاش بها حسن البنا إلى الحاضر وتسليط الضوء على الإخوان
المسلمين حاليا .
واعتمد ياسين على اسلوب الفلاش باك فى المسلسل وهو أسلوب إن لم يجيده
المخرج يضر بالعمل تماما ويشوهه، لكن ياسين قبل ذلك التحدى ونجح به.
ويظهر حرص محمد ياسين على إضفاء الواقعية على مسلسله أنه صوره فى عدة
محافظات داخل مصر، كما اختار أماكن تصوير قريبة الشبه من الأماكن التاريخية
فى وقت نشأة جماعة الإخوان المسلمين سواء من ناحية الطراز المعماري، أو حتى
الأوانى المستخدمة فى الأكل والشراب، مما جعل المشاهد يشعر بحالة من
التناغم الشديد سواء بين الشخصيات والأبطال أو الأماكن والفترة الزمنية.
ومن أهم العناصر المميزة لأسلوب محمد ياسين الإخراجى هو اعتماده على
كاميرا واحدة فى التصوير، وهو الأسلوب الذى بات بعض المخرجين يفضلونه فى
التعامل مع المسلسلات الدرامية، مما يضفى على المسلسل صورة سينمائية شديدة
النقاء، خصوصا مع مخرج متميز من نوعية محمد ياسين، الذى اثبت فى أولى
تجاربه التليفزيونية أنه إضافة كبيرة إلى عالم الدراما والمسلسلات.
اليوم السابع المصرية في
31/08/2010
خيرى بشارة
بطل مسلسل "ريش نعام" وسر نجاحه
كتبت:دينا الأجهورى
عاد المخرج خيرى بشارة هذا العام للدراما التليفزيونية بعد غياب عامين
منذ تقديم أخر أعماله التليفزيونية "الفريسة والصياد" بمسلسل جديد وهو "ريش
نعام" وأثبت بشارة فى هذا المسلسل أنه البطل الأوحد رغم وجود نجوم وهم
أبطال المسلسل داليا البحيرى وعمرو واكد ولكن عدسة المخرج الكبير خيرى
بشارة المميزة والتى تتحدث عنه وعن تاريخه الكبير فى السينما والتليفزيون
خطفت البطولة من تحت أقدام أبطاله وأثبت بشارة فى هذا المسلسل أن نجاح أى
عمل ليس بالضرورة يعود لأسماء أبطاله ولا حتى قصته وإنما توجد عناصر أخرى
من السهل إكتشافها حيث غير بشارة مفهوم النجاح فى عمل يعتمد على الإخراج
فقط.
ورغم أداء أبطال المسلسل الضعيف والعادى والذى بدى فى بعض المشاهد غير
مقنع خاصة فى المشاهد التى جمعت بين داليا البحيرى بطلة المسلسل ووالدها
زكى فطين عبد الوهاب والتى طغى عليها البرود فى الأداء إلا أنك تجد نفسك
أمام عمل به سر خفى يجذبك لمشاهدته ومع التدقيق والعودة إلى عناصر المسلسل
تجد أن هذا السر إسمه خيرى بشارة هذا المخرج الذى يملك بصمة خاصة ومميزة
يستطيع من خلالها فرض تاريخه وخبرته على أى عمل يتولى قيادته.
ونجح بشارة أيضا فى إختيار الموسيقى التصويرية للمسلسل والتى وضعها
المبدع تامر كروان كما كان إختياره لصوت هدى عمار الدافئ الهادئ إختيار
سليم متماشى ومتناغم مع عدسة كاميرا خيرى بشارة.
وإستطاع أيضا خيرى أن يمنع تسرب إحساس الملل للمشاهد نظرا لتكرار قصة
المسلسل والتى من السهل أن تتوقع أحداث الحلقات الجديدة منها وذلك من خلال
خطف أنظار الجمهور بجمال الصورة السينمائية التى ظهر بها المسلسل والتى
تشعر المشاهد بالراحة وتجعله يسبح فى عالم ملئ بالأسرار وفى النهاية تكتشف
أن هذه الأسرار تتلخص فى اسم وتاريخ وخبرة خيرى بشارة الذى يعد الورقة
الرابحة فى "ريش نعام".
اليوم السابع المصرية في
31/08/2010
سامح عبد العزيز ..
قدم شخصيات من لحم ودم وحارة واقعية
كتب ريمون فرنسيس
يواصل المخرج سامح عبد العزيز خطواته فى مرحلة النضج الفنى التى بدأ
الوصول إليها منذ فيلم كباريه وتابعها فى "الفرح" وصولا إلى مسلسل
"الحارة"، حيث ابتعد سامح عن الصورة النمطية لشكل الحارة المصرية التى
طالما تناولتها المسلسلات المصرية، ففى حارة سامح عبد العزيز نجد تركيبة
شخصيات من لحم ودم لكل منها تفاصيلها ومفرداتها تلك التى يراها المشاهد
ويعرفها ويصدقها، وتعيش معه فى حياته بين جيرانه أو أقاربه بل ربما يكون
المشاهد نفسه أحد شخصيات هذه الحارة.
كما نجح عبد العزيز فى تقديم عدد من النجوم الذين اعتدنا رؤيتهم فى
الأعمال الدرامية بشكل تشعر أمام شخصياتهم كأنك تراهم لأول مرة، وكثرة
الشخصيات كان من الممكن أن يؤدى إلى ارتباكه ولكنه نجح إلى حد كبير فى خلق
هارمونى درامى متناسق الأداء من خلال الشخصيات وكذلك القطع واللقطات وترتيب
المشاهد مقدما توليفة لا يمكن أن تجدها إلا فى الحارة المصرية التى تستطيع
أن تجمع بين الدكتور عطية "حمدى أحمد" صاحب الصيدلية المتزوج من علا غانم
ويتجرع أقراص منشطة ليستطيع أن يعود إلى الشباب أمامها مقابل شخصية صفية
"سوسن بدر" السيدة الفقيرة لدرجة انها تقوم بجمع القطن من الشارع من فضلات
المحلات وعليه رائحة الحيوانات لكى تصنع مرتبة لزواج ابنتها، هذه الشخصية
هى صديقة أم مجدى السيدة المسيحية العجوز وجسدت هذه الشخصية سلوى محمد على
فيما يعد أهم دور فى حياتها خصوصا فى المشهد الذى يصاب فيه زوجها بشلل نصفى
فى حادث قطار الصعيد وفى لحظة شعوره بالعجز تظل تقبل يديه فى مشهد إنسانى.
نجد فى الموقف ذاته صفية صديقة أم مجدى وهى تقف بجوار صديقتها فى
محنتها فى مشهد يعكس تجانس وترابط المصريين فى الحارة بعيدا عن الشعارات،
فى حين نجد الجشع فى شخصية أخيها "فتوح احمد" الذى استغل وفاة والدهما ونصب
عليها واخذ ميراثها، ذلك بينما نجد تمام "صلاح عبد الله" ، الشخص المتشدد
دينيا وأخلاقيا، ابتعد فيها عن النمط الكلاسيكى الذى يطلق لحيته ويلبس
الجلباب إنما قدمها بشكل اقرب إلى المنطق بعيدا عن المبالغات المعتادة.
ساعد سامح فى هذه المصداقية صورة جلال الزكى الذى استخدم الجو القاتم
من الإضاءة لتعكس اجواء الفقر والمرض والظلم الذى يعيش فيه هؤلاء الفقراء.
اليوم السابع المصرية في
31/08/2010 |