حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

كيف نستغل نجاح الدراما في الارتقاء بالإعلام؟

الدراما تتفوّق على الإعلام في سوريا

دمشق – من سامر إسماعيل

الدراما السورية تلعب دوراً حاسماً في نقل حياة الشارع ومشاكل الشباب والبطالة والهموم الاجتماعية والوطنية.

تشكل الدراما السورية اليوم نوعاً رديفاً للإعلام السوري بما تعكسه من تشريح دقيق وهادئ لبنية المجتمع ككل والفرد بصورة خاصة عبر الصورة التلفزيونية التي حققت مردوداً جماهيريا واسعاً لبى رغبات شرائح متنوعة من جمهور المشاهدين.

وباتت الدراما السورية أحد أهم الأدوات الاتصالية الشعبية في مخاطبة الجمهور الجديد لاسيما عند شريحة الشباب الذي يتزايد إقباله على هذا النوع من الفرجة معللاً ذلك بالنزوع نحو الترفيه تارةً أو البحث عن أجوبة يتوقع حلها من خلال متابعة حثيثة للمسلسل التلفزيوني تارةً أخرى، إذ تلعب الدراما السورية دوراً حاسماً في مساندة الآلة الإعلامية الوطنية التي تطمح إلى تقشير أكثر جرأة ومماحكة لحياة الشارع وهموم الشباب والبطالة والهموم الاجتماعية والوطنية معززة ذلك من خلال توليفة كبيرة ومتنوعة من القصص المتلفزة.

كما تساهم الصورة التلفزيونية السورية بتقنياتها اللامحدودة في قياس نبض المجتمع ووضع اليد على اماكن العطل والخلل الاجتماعي من قضايا تتعلق بالفساد الاداري والوظيفي والقيمي اذ بات من الواضح أن هذا العالم الدرامي استطاع أن يشترك بلا مواربة في تقشير للطبقات الاجتماعية بما يمتلكه التلفزيون من وظائفية بصرية تجعله يمتلك قدرة إقناعية واسعة من خلال إمكانية تشريح الحدث ومعالجته من زوايا عدة لا تترك مجالاً أمام المتلقي إلا للمتابعة الدائمة والمستمرة.

وتعول الدراما السورية اليوم على تقنيات متعددة استعارت أهمها من عالم الصحافة المقرؤة والمرئية أهمها تقنية القص الإخباري عبر الدمج المستمر بين التسجيلي والواقعي والدرامي ضمن قوالب عدة تشكل فيها الصورة العنصر الحاسم في جس الألم الاجتماعي وتشخيصه من أجل عرضه للمحاكمة العلنية بطريقة المقارنة المستترة بين الأخيار والأشرار ومصائر كل منهما إذ ليس خافياً على أحد أن هذه الوصفة البصرية الدرامية تعتمد على مقاربات متنوعة بين ملفات اجتماعية استطاعت الدراما اختراقها والتنقيب فيها بتفنيد مستمر للحكاية ومواطن الخطأ مع مراعاة الحساسيات الاجتماعية والدينية والأخلاقية للمجتمع خصوصاً، والعربي عموماً كمسلسل تخت شرقي لكاتبته يم مشهدي ومخرجته رشا شربتجي.

من جانبٍ آخر تعرضت المسلسلات السورية للهموم الوطنية والقومية عبر أعمال لا تنسى استطاعت فيها أن تستفيد من تقنية الفيلم أو التقرير المصور موثقةً لأهم المراحل من حياة السوريين والعرب كان أهمها في المواسم الماضية مسلسل التغريبة الفلسطينية للمخرج حاتم علي وكاتبه وليد سيف ومسلسل أنا القدس للمخرج باسل الخطيب ومسلسل ذاكرة الجسد للمخرج نجدة إسماعيل أنزور سيناريو وحوار ريم حنا عن رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي.

كما عملت الدراما على تكوين منجز بصري ضخم عن المكان السوري وفرادته وتنوعه من خلال الكاميرا الدائرة في أغلب بقاع الأرض السورية معرفةً المشاهد العربي على مقاطع لا تنسى من سورية متنقلةً بين الجبل والسهل والصحراء محققة مطويات إضافية للأفلام السياحية التي تعرف المشاهد في كل أصقاع الأرض على جمال الطبيعة السورية وثرائها وتعدد جغرافيتها كمسلسل لعنة الطين لمخرجه أحمد إبراهيم أحمد.

وعلى مستوى آخر سجلت الدراما التلفزيونية ساعات طويلة من التراث والفلكلور السوري عبر التنقل بالحكاية البصرية بين عادات السوريين ولهجاتهم وموروثهم الشعبي كمسلسل باب الحارة ل كاتبه مروان قاووق ومخرجه بسام الملا حيث اعتبر هذا العمل بمثابة صورة وثائقية للبيئة الشامية العريقة استطاع فيها المشاهد العربي من المشرق إلى المغرب أن يلم بمفردات البيئة الدمشقية وخزائنها المتنوعة من مأكل ومشرب وعادات وقيم وصناعات يدوية تقليدية اشتهرت بها دمشق عبر العصور إضافةً إلى أعمال مشابهة ك أهل الراية لمخرجه سيف سبيعي.

وتواظب الدراما اليوم على توظيف عدة فنون إعلامية بواسطة التركيز على موضوعية الحدث ودقته وتناغمه مع مزاج العصر دامجة حِرف الصحافة المطبوعة مع تقنيات المرئي الوثائقي الدرامي أو مايسمى بـ "الديكودرامي" عبر حساسية مغايرة لكاميرا الحكاية مبتعدة عن الثرثرة البصرية المجانية معولةً على تعاقب الأحداث والأفعال في إطار مشوق لقلب وعقل المشاهد في آنٍ معاً كمسلسل بعد السقوط لمخرجه سامر برقاوي الذي يتعرض فيه لأزمات السكن العشوائي حول المدن والعواصم الكبرى.(سانا)

ميدل إيست أنلاين في

27/08/2010

 

حما حما.. من الشارع الى نجم تلفزيوني

تونس - من طارق عمارة  

طفل شوارع تونسي يتحول الى نجم بدور واقعي في مسلسل تلفزيوني يكشف عن معاناة تشرده.

ربما لم يكن يتوقع حما حما هذا الفتى المشرد في شوارع العاصمة التونسية حتى في أسعد أحلامه ان تنقلب حياته رأسا على عقب بهذا الشكل وان يتحول في وقت قصير من طفل مشرد في الشوارع الى نجم من نجوم الصف الاول بعد دور واقعي اداه في مسلسل يبث خلال شهر رمضان.

ظهور هذا الفتى البالغ 14 عاما في مسلسل (كاستينج) الذي يبث على التلفزيون الحكومي في تونس للمخرج سامي الفهري جاء مشابها او مطابقا لدوره في الواقع حيث صور المسلسل معاناته اليومية من ادمان للسجائر وايقافه في اقسام الشرطة ونوم في عربات القطار المتهالكة.

وبسرعة فائقة انتزع هذا الفتى اعجاب الاف التونسيين الذين انبهروا ببراعته في اداء الدور التلفزيوني رغم جهله بالكتابة والقراءة وبتلقائيته التي شدت الناس اليه.

هذا الفتى أصبح محور حديث التونسيين في البيوت والحافلات والمقاهي وحتى على صفحات الفيسبوك موقع التواصل الاجتماعي على الانترنت.

وتمكن (حما حما) في ايام قليلة من ان يجمع نحو 20 الف معجب في صفحته الرسمية على الفيسبوك التي ساعده في انشائها فريق المسلسل لكنه نجح ايضا في ان يجلب تعاطفا مع اطفال الشوارع في تونس وان يعيد طرح اسئلة حارقة في اذهانهم عن المتسبب الحقيقي في هذه الظاهرة.

وقال أيمن العيوني وهو طالب لغة أنجليزية "اكيد انه عديد من الناس سيغيرون نظرتهم لاطفال الشوارع وسيعيدون مراجعة حساباتهم..لان هذا المسلسل كشف بما لايدع مجالا للشك من خلال حما حما ان هذه الفئة ليست مذنبة بقدر ما هي ضحية لاوضاع اجتماعية ونفسية هشة".

وفجر (كاستينج) قضية اطفال الشوارع التي ظلت ظاهرة مسكوت عنها لعدة سنوات رغم خطورتها.

وقال حما حما الذي تحول الى نجم انه اصبح محل حظوة اينما حل وانه يحلم بان يكون له مستقبل مشرق يعوض به الحرمان الذي عاشه.

ويضيف "هم (منتجو المسلسل) يعطوني المال ويعلموني ويصطحبوني الى جولات في المقاهي احيانا..انا سعيد جدا ورفاقي فرحون لما اصبحت عليه لكني لن اعود الى الشوارع مستقبلا".

وعبر حما حما الذي اصبح نموذجا لاقرانه ممن مازالوا يجوبون الشوارع عن أمله في ان يتغير حال اصدقائه مثلما تغير حاله هو.

تغير نسق حياة هذا الفتى تماما منذ ان اختاره الفهري للمشاركة في مسلسل كاستينج.

وأقامت شركة (كاكتيس) المنتجة للمسلسل مكتبا خاصا بحما حما بضاحية البحيرة الراقية بالعاصمة يتابع فيه هذا الفتى دروسا تعليمية يعطيها اياه استاذ خاص بالاضافة الى حصص لمتابعة حالته النفسية يؤمنها طبيب نفسي.

كما اصبح لحما حما على غرار كبار النجوم سائق شخصي ينقله يوميا الى حيث يشاء.

وفي الاسابيع الاخيرة تركت عائلة حما حما المكونة من ثمانية افراد بيتها الصغير المتهالك لتنتقل الى منزل جديد بحي ابن سينا اضافة الى تمتعه بأجر شهري من شركة انتاج المسلسل.

ولا تتوفر في تونس ارقام دقيقة عن اطفال الشوارع لكن علماء الاجتماع يحذرون من ان غض الطرف عن هذه الفئة قد يزيد من ارتفاع معدلات الجريمة.

ويأمل العديد من اطفال الشوارع ان يكون طريقهم مشابها لرفيق الامس حما حما الاوفر حظا وان يجدوا بدورهم من ينتشلهم من ضياع وتشرد ذاقوا عذابه وسئموا مرارته.

ميدل إيست أنلاين في

27/08/2010

 

نقلة نوعية على الصعيدين الأدبي والدرامي

سليمان: 'ذاكرة الجسد' سيرة حب وحياة ووطن

ميدل ايست اونلاين/ دمشق 

الفنان السوري يدعو إلى تحويل النصوص الروائية ذات الشعبية الكبيرة إلى أعمال درامية للارتقاء بذائقة المشاهد العربي.

أكد الفنان جمال سليمان أن تحويل رواية "ذاكرة الجسد" إلى مسلسل تلفزيوني هو نوع من المخاطرة خصوصاً أنها تُقدم باللغة العربية الفصحى، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى طبيعة الرواية "فما كان موضع تقدير ومتابعة من القراء هو لغتها الرفيعة، أما تحويل اللغة إلى العامية فربما كان سيفقدها الكثير من قيمتها الأدبيّة".

وأضاف لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية "لا شك أن اللغة العربية الفصحى هي أفضل للحفاظ على متانة الرواية، كي لا تحكمها لهجة معينة، ما يحول دون وصولها إلى جميع المشاهدين العرب، مع الحفاظ على بعض الكلمات باللهجة الجزائرية في صلب العمل الدرامي والمرتبطة بمنطقة المغرب العربي عامة والجزائر خاصة".

وكان الجمهور العربي في تشوق لمشاهدة المسلسل الذي أخرجه المخرج السوري نجدة أنزور عن سيناريو أعدته ريم حنا عن رواية الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي وبطوله جمال سليمان وأمل بوشوشة.

واستطاع سليمان أن يجذب جمهوره العربي إلى مسلسل "ذاكرة الجسد" بعد أن رسم بريشته التمثيلية لوحة بديعة، بدأت معالمها تظهر يوماً بعد يوم منذ بداية عرض المسلسل خلال شهر رمضان المبارك.

ويقول سليمان عن شخصية خالد بن طوبال التي يقدمها في العمل "إنه مناضل جزائري أصيل، سار في خط المقاومة برفقة صديقه سي طاهر الذي استشهد على يد قوات الاحتلال الفرنسي. ويسافر خالد بن طوبال إلى فرنسا ليحترف الرسم هناك، وبعد ربع قرن تنقلب حياته رأساً على عقب عندما يلتقي 'حياة' ابنة سي طاهر، لأنها تمثل الحنين إلى الماضي النقي وإلى الثورة، ورغم الشقاء والعذاب والدمار والدماء، إلاّ أن الماضي كان فيه بعض النقاء، ويحن خالد إلى لحظات الثورة والتمرد وإلى 'سي طاهر' والد حياة الذي كان مثله الأعلى".

ويرى سليمان أن قصة الحب التي جمعت خالد بن طوبال وحياة هي التي جعلت رواية "ذاكرة الجسد" الأكثر شهرة في السنوات الخمس عشرة الأخيرة.

ويضيف "إنها قصة حب استثنائية لأن خالد لم يستخدم عقله في علاقته مع هذه الفتاة التي كانت تشكل أشياء كثيرة بالنسبة إليه. هي امرأة وأكثر من امرأة، هي امرأة وطفلة، وهي أيضاً الجزائر التي تركها منذ زمن بعيد".

ومنحت "حياة" الرسام والمناضل خالد بن طوبال صاحب الذراع الواحدة أملاً جديداً في الحياة بعدما بادلته الحب، ولكن يأتي صديقه الشاعر الفلسطيني زياد ليسرق منه قلب حبيبته بعد أن حدثها طويلاً عنه.

ويقول سليمان "لقد رأت حياة في زياد صورة عن والدها الذي لا تعرفه. إنها امرأة تجمع تناقضات كثيرة، وتميل إلى الرجال الذين يشبهون والدها بثوريتهم واستثنائية حياتهم حتى أصبح الوالد صورة أسطورية، لكنها في النهاية تزوجت أحد رموز الفساد، حتى وإن بدأ حياته مناضلاً، فمصطفى الذي يقوم بدوره الممثل اللبناني جهاد الأندري كان مناضلاً من الدرجة الثالثة، ثم صار رمزاً للفساد من الدرجة الأولى، وهنا يتبين لنا التناقض في خيارات حياة التي تعشق المناضلين وتتزوج الفاسدين".

ويعتقد سليمان أن مسلسل ذاكرة جسد نقلة نوعية على الصعيدين الأدبي والثقافي الدرامي. وتمنى لو أمكن تحويل النصوص الروائية التي تتمتع بجماهيرية وشعبية كبيرة إلى أعمال درامية للارتقاء بذوق المشاهد العربي، في ظل أزمة النصوص الفنية التي نشهدها في العالم العربي اليوم.

ويضيف "إن ذاكرة الجسد سيرة حياة ونضال وحب ووطن دوّنت بعبارات صدق وعقل استثنائي، لذلك من حق كل مواطن عربي أن يطلع على هذا العمل من خلال نص مكتوب أو صورة درامية تلفزيونية".

ميدل إيست أنلاين في

27/08/2010

 

إثارة رخيصة أم تجسيد لواقع مُعاش

الدراما المصرية تفضح 'المسكوت عنه'

ميدل ايست اونلاين/ القاهرة 

نقاد يؤكدون أن دراما الجنس والفساد والمخدرات سيطرت على المشهد الرمضاني، ويتهمون الكتاب بـ'المتاجرة' بعقل المتلقي.

لم تنس الدراما المصرية التطرق إلى الموضوعات الحساسة في المجتمع التي ظل مسكوتا عنها طوال السنوات السابقة بعد أن لاحظ كتاب السيناريو أن تلك الأنواع من الدراما تحظى بجماهيرية ونسبة مشاهدة كبيرة مقارنة بالأعمال التي تحكي واقع المشكلات الاجتماعية من قصص حب وعنوسة وطلاق وأزمات أخرى.

وتؤكد صحيفة "البيان" الإماراتية أن القضايا الشائكة التي تفرض نفسها على دراما رمضان كثيرة جدا، حيث يعرض مسلسل "العار" لتجارة المخدرات على غرار الفيلم الشهير "العار"، وإن كان المسلسل يتوسع أكثر في عرض القضية من خلال التطرق إلى عمليات غسيل الأموال والإرث الحرام من حصيلة تجارة الكيف وتجارة المخدرات.

ويناقش مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" قضايا تعدد الأزواج التي باتت تفرض نفسها على المجتمعات المصرية والعربية خلال السنوات الفائتة.

ويؤكد الناقد الفني عصام زكريا أن السلوكيات في المجتمع المصري باتت الآن "مجردة من الأخلاق، وبالتالي فالصورة أصبحت في حاجة إلى توضيح بعد أن انتشرت كل الآفات في وقت واحد من سرقة إلى فساد إلى اتجار بالمخدرات".

ويقول إنه على الرغم من تسليط الدراما الضوء على أشكال وصور الفساد كافة خلال السنوات السابقة فإن الكتاب هذا العام اتجهوا إلى صياغة جديدة لتلك الأحداث من خلال معالجة مختلفة لكل قضية تبعاً لظروفها ونوعياتها من الزاوية التي تناقشها "لكن هناك فريقا آخر من الكتاب تاجر بهذه القضايا من أجل جذب الجماهير إليه، حيث جعل المجتمع أشبه بخلية فاسدة".

ويتطرق مسلسل "بفعل فاعل" إلى قضية التطبيع وتأثيرها على الأطراف المشاركة في العمل الرسمي في مصر والصفقات التي يتم عقدها خلسة مع إسرائيل، فيما يفضح مسلسل "القطة العميا" الفساد الذي يستشري بين أعضاء مجلس الشعب ويسلط الضوء على علاقاتهم المشبوهة والسبل التي يتبعونها لتحقيق مصالحهم.

وتؤكد الناقدة خيرية البشلاوي أن دراما الانحراف والفساد والمخدرات والجنس والشذوذ والعلاقات غير المشروعة أصبحت لغة مسيطرة على المشهد الرمضاني كل عام، بعد أن وجد الكتاب إقبالاً شديداً على هذه النصوص المحملة بجرعة كبيرة من العنف والأكشن، فيما وجد المنتجون أن هذه اللغة هي أفضل الوسائل لتسويق الأعمال الدرامية.

وأوضحت البشلاوي أن "لعبة ما تتم بين الكتاب والمنتجين من اجل الإثارة الرخيصة وتحقيق الربح المادي والدخل الإعلاني دون أن يراعوا أن طرح هذه القضايا لا يعالج مشكلة لكنه يضاعفها، وأن عرض الحالات الشاذة من مجتمعاتنا على شاشة التليفزيون هو بمثابة تجارة بالانحرافات العربية الواجب اقتلاعها".

ويجسد مسلسل "بابا نور" الواقع الأليم للأحزاب المصرية التي أصبحت بلا كيانات أو دور مجتمعي، ويأتي عرض المسلسل يأتي مواكبا الاستعداد لانتخابات مجلس الشعب، في حين يفضح مسلسل "منتهى العشق" الفساد البنكي وهروب رجال الأعمال بأموال البنوك إلى الخارج والاستيلاء على القروض بلا ضمانات.

ويقول الكاتب وحيد حامد مؤلف مسلسل "الجماعة": "إن رأي البشلاوى غير دقيق بالمرة لأننا كعرب تعودنا على أن ندفن رؤوسنا في الرمال. فما العيب أن تغوص الدراما في هذه القضايا الحساسة؟ وما العيب في أن نفضح تلك العمليات والمخططات وقضايا الانحراف؟

ويضيف "أما القول إننا عندما نفعل ذلك فإننا نفضح أنفسنا فهذا رأي يفتقد الدقة، لأننا نفضح الفساد ولا نفضح المجتمعات، حيث لم تبرر الدراما منذ نشأتها العلاقات الجنسية غير المشروعة خارج إطار الحياة الزوجية ولم تقدمها على أنها نوع من التحرر من قيود المؤسسة الزوجية لكنها تؤكد دوماً أنها من المحرمات ومن الأشياء غير المقبولة".

ميدل إيست أنلاين في

27/08/2010

 

الكوميديا حين تُعرّي الواقع

السعودية: المتشددون يعلنون الحرب على 'طاش ما طاش'

ميدل ايست اونلاين/ جدة (السعودية) 

المسلسل المثير للجدل مازال يحتل الصدارة بين البرامج الرمضانية في المملكة منذ 17 عاما.

ما زال برنامج "طاش ما طاش" الكوميدي يحقق مستويات مشاهدة من الاعلى في السعودية خلال شهر رمضان للسنة ال17 على التوالي، الا انه اثار غضب المتشددين مجددا هذه السنة بتناوله موضوع تعدد الزوجات بسخرية والعلاقة مع المسيحيين.

وتؤكد الاستطلاعات ان "طاش 17" الذي تعرضه قناة "ام بي سي" ما زال يحتل المراتب الاولى بين البرامج الرمضانية في المملكة، مع نجميه ناصر القصبي وعبد الله السدحان اللذين سبق ان انتقدا المتشددين والليبراليين على حد سواء خلال مواسم سابقة.

واثارت حلقتان الجدل بشكل خاص هذه السنة، حملت اولاهما عنوان "خالي بطرس" ويكتشف فيها بطلا المسلسل ان لهما اخوالا في لبنان، فيذهبان لزيارتهم لكنهما يكتشفان انهم مسيحيون.

وبعد صدمتهما وتوجسهما التلقائي ازاء اقاربهما المسيحيين، يبدأ الاخوان باكتشاف مزاياهم لاسيما معاملتهم الحسنة لهما وامانتهم عبر اعادة الخال بطرس للاخوين صندوق مجوهرات يعود لوالدتهما. كما يدخل الاخوان خلال الحلقة الى كنيسة ويكتشفان ان خالهما يحترم الاسلام ويعرف القرآن.

اما الحلقة الثانية فتناولت قصة امراة مزواجة تزوجت باربعة رجال لاسباب مضحكة وتفكر بان تطلق احدهم للزواج بخامس. وفي القصة عكس لواقع قيام نسبة من الرجال السعوديين بالزواج من اكثر من امرأة من دون سبب مقنع ولو ان الشريعة تتيح لهم ذلك.

وقال الشيخ سعد البريك في حديث تلفزيوني بعد عرض حلقة "تعدد الازواج"، ان المسلسل "يستخدم الكوميديا للسخرية من العلماء والجهات الشرعية ويقزم دورهم ويسطح عقول المشاهدين".

واضاف "لقد آلمنا ما يفعله هؤلاء باسم الكوميديا والفكاهة من سخرية بديننا واستهزاء بعقيدتنا. يجب أن يساق هؤلاء الى المحاكم الشرعية لمحاكمتهم" مناشدا العاهل السعودي "ان يحاكم هؤلاء والقناة التي تبث هذا المسلسل".

ورد الممثل عبدالله السدحان في تصريحات لصحيفة عكاظ على الحملة الشرسة التي شنت على البرنامج بسبب الحلقتين، وقال عن حلقة تعدد الازواج "نحن اردنا ان نقدم الصورة مقلوبة لايصال شعور الظلم والقهر والمعاناة التي تقع على المرأة جراء التعدد دون حاجة لذلك".

ووصف السدحان كلام منتقدي حلقة خالي بطرس ب"الكلام الفارغ" مؤكدا ان "الحلقة لم تقدم ما يتعارض مع الدين" وهي هدفت الى "بيان قضية الدعوة لحوار الاديان واهمية التعايش والسلام وهو ما امرنا به ديننا الحنيف".

أما الداعية المعروف سلمان العودة فاعتبر في حديث تلفزيوني مع قناة "ام بي سي"، ان "اعتقاد ان الاديان كلها مقبولة عند الله مثلا او ان الفرق بينها هو فرق شكلي او فرق سطحي، هذا غلط وليس بصواب، ولا يقول به احد من اهل العلم والمعرفة، فهناك فارق جوهري وفارق اساسي في هذا الموضوع".

وحذر امام جامع خادم الحرمين الشريفين بالقريات وخطيبه الشيخ عطاالله البلوي في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن من مشاهدة طاش ما طاش.

أما عضو هيئة كبار العلماء علي الحكمي فقال في تصريحات صحافية حول حلقة "خالي بطرس"، ان "الاشادة بملة كفرية والثناء عليها لا تجوز شرعا، والاشادة بتلك الديانات اما بميل قلبه لها او انه مجامل ومدار، ولا يجوز للمسلم ان يشيد بذلك وهو نوع من الموالاة ولكن يجوز التعامل معهم بالحسنى".

أما القاضي في وزارة العدل عيسى الغيث فقال انه "لا يجوز للمسلم ان يشيد الا بالدين الحق وهو الإسلام، واما ما سواه فيحرم الاشادة به".

واعتبر ان "الاشادة بدين باطل حرام واعتداء على الدين الحق، والسب لا يجوز، ولكن لا يعني هذا عدم بيان وجه البطلان لغير دين الاسلام ولكن بدون سب وشتم مراعاة للحقوق والمصالح العامة".

وانتقد خصوصا مشهد دخول بطلي المسلسل الى كنيسة في لبنان مؤكدا ان ذلك محرم في الاسلام.

الا ان حصول المسلسل على نسب مشاهدة عالية يؤكد انه لا يثير غضب كل السعوديين، كما ان عددا كبيرا من السعوديين دعموا حلقتين "طاش ما طاش" في المنتديات الالكترونية.

وقال الشاب السعودي تركي سالم (25 سنة) ان حلقة تعدد الازواج "تتكلم عن معاناة المراة التي يمكن ان يفهمها المشاهد اكثر، لاسيما الرجل، اذا ما قدمت بهذه الطريقة" المعكوسة.

اما محمد حسين (22 عاما) فيقول ان "العمل ممتاز ويبعث برسالة للذين يتزوجون باكثر من امراة من دون اسباب موجبة. لقد تم تناول المسالة بشكل طريف يحترم مشاعر المرأة".

ويعرض مسلسل "طاش ما طاش" منذ العام 1992، ولطالما تعرض لحملات من المحافظين والمتشددين، كما ان بعض ممثليه تلقوا تهديدات بالقتل في الماضي.

وقال السدحان في حديثه مع صحيفة عكاظ انه يلاحظ ان "المجتمع بدا يتقبل كثيرا من الطروحات التي تقدم في 'طاش' ولم يعد هناك معارضة لها بعد تقدم المجتمع واستيعابه لما يقدم بشكل منطقي ... الا انه يوجد فئة ليست مستوعبة ما نقدمه".

وتساءل السدحان "لماذا لا يهاجمون مسلسلات وافلاما أخرى اكثر جراة من 'طاش' مثل 'زهرة وازواجها الخمسة' (الذي يروي قصة امرأة متزوجة من عدة رجال) او فيلم 'حسن ومرقص' للفنانين عمر الشريف وعادل امام"، والذي تناول العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في مصر.

ميدل إيست أنلاين في

27/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)