للسنة الثانية على التوالي يقدم الثنائي المؤلَّف من الممثلة السورية سلاف
فواخرجي والمخرج السوري وائل رمضان (الزوجين) عملاً درامياً تلفزيونياً.
فبعد «آخر أيام الحب»، ينهمك الاثنان في تصوير مسلسل «كليوباترا» ليكون
جاهزاً للعرض في الموسم الرمضاني المقبل. وكما سابقه يأتي إنتاج
«كليوباترا» مصرياً وببطولة عربية مشتركة.
العمل الذي أنجز منه أكثر من 70 في المئة يحمل طابعاً عربياً خالصاً قلما
نجده في الأعمال التي تشهد مشاركة عربية مكثفة. ويصرح رمضان لـ «الحياة» أن
وجود ممثلين من سورية ومصر ولبنان والسودان وفلسطين صبغ العمل بطابعه
العربي فيما أجمع المشاركون على أهمية هذه التجربة بخاصة أنها تحمل هذا
الطابع.
عن فكرة العمل وسبب اختياره لـ «كليوباترا» ليقدمها تلفزيونياً يقول رمضان:
«كليوباترا هو مشروعي الشخصي. اما السبب الرئيس لاختيارها فيعود للرؤية
الأحادية التي قدمت بها هذه الشخصية عبر السينما العالمية. فمع احترامي لكل
تلك التجارب، لكنها لم تقدم كليوباترا سوى عبر علاقة الحب التي جمعتها
بمارك أنطوني ويوليوس قيصر، بينما نحن سنقدمها بطريقة مختلفة ومن وجهة نظر
أخرى، حيث سنرى الحياة في تلك الفترة في مصر بكل أطيافها وأنواعها». ويضيف:
«فكرة تقديم العمل تكونت بيني وبين سلاف فواخرجي وانتدبنا الكاتب قمر
الزمان علوش ليكتب المسلسل بعد الاتفاق مع شركة الإنتاج لنشكل ورشة عمل
طويلة للوصول إلى صيغة عمل فني عربي لائق».
ويؤكد علوش كلام رمضان في ما يتعلق بالرؤية الخاصة، ويضيف: «عبر كتابتي،
خرجت من إطار البلاط وما يحدث داخله إلى إطار أوسع وأشمل هو الإطار الحياتي
في الشوارع والمنازل والمعابد. ودخلت في صميم الحياة المصرية في ذلك العصر
وهو أحد الجوانب المغيبة في الوثائق التاريخية المتعلقة في تلك الفترة».
نسأل المخرج ماذا يريد القول من وراء هذا العمل، بخاصة ان بعض المراقبين
اعتبر أن ذهاب رمضان الى تلك المرحلة يعتبر ترفاً، فيجيب بعصبية: «وين ما
بدي بروح». ثم يعود ليقول: «لي غاية في تقديم كليوباترا. وهذا لا يتعلق
بشوفينية سورية أو مصرية. فكليوباترا ملكة إغريقية أحبت أن تكون مواطنة
مصرية وأحبت مصر أكثر من المصريين أنفسهم. وعندما أقول كليوباترا فإنني
أقوم بعدد من الإسقاطات وأهمها علاقة الرومان وهيمنتهم على العالم في تلك
الفترة، الامر الذي يشبه الى حد كبير الهيمنة الأميركية على العالم في
عصرنا. لذلك لا أذهب باتجاه حالة ترف أو رفاهية وإلا لكنت قدمت كليوباترا
كما قدمتها الرؤية الغربية وهو الخط الذي ابتعدت عنه لقناعتي أنها وجهة نظر
أحادية غير مجدية».
بطولة جماعية
بطلة العمل الممثلة السورية سلاف فواخرجي تقول ان كليوباترا مشروع مشترك مع
رمضان، «إذ شاركته التحضير له بداية من الاتفاق مع الشركة ومروراً بالتعاقد
مع الكاتب وانتهاءً بالتصوير. فكنت من أول لحظة ومن أول صفحة في هذا العمل،
لذلك نعلم تماماً ماذا نريد منه، وما الرسالة التي نريد إيصالها، والهدف
الذي نبغي الوصول إليه. ووجود أسماء كبيرة في هذا العمل يدل على أن
كليوباترا ليست الشخصية الوحيدة في العمل، ويبقى الحكم للمشاهد الذي ستكون
له كلمة الفصل».
ويثني الفنان المصري يوسف شعبان الذي يجسد دور بطليموس الثاني عشر على
«الجهود التي قام بها الكاتب لتحصيل أحداث ومعلومات كثيرة عن هذا العصر.
«فأنا مثلاً علمت من هذا المسلسل أن كليوباترا ليست مصرية بل بطليمية. أما
عن مشاركتي في العمل فلم أكن على قناعة بقدرتي على تقديم شخصية بطليموس.
وكنت أريد انتقاء شخصية أخرى، لكن المخرج أصر على قدرتي ومنحني ثقة كبيرة
كانت عاملاً مساعداً. وأنا سعيد في هذه المشاركة، فعملي في عمل تاريخي
وتكلمي اللغة العربية الفصحى لطالما كان أحد أهدافي». وعن اختلاف اللكنة
بين الممثلين السوري والمصري يقول شعبان: «اختلاف اللكنة بسيط جداً، ولا
أعتقد أنه سيؤثر في العمل، بل أعتقد أن المشاهد لن يلحظ هذا الاختلاف».
ويصف الممثل السوري وضاح حلوم الذي يجسد دور أفلاس قائد الجيش النصَّ بـ
«الرائع». ويعتبر العمل مع وائل وسلاف «أمراً مميزاً». ويضيف حول العمل
العربي المشترك: «العمل العربي هو الأبقى والأكثر استمرارية. وأعتقد أن
كليوباترا سيكون نواة لهذا النوع من الأعمال لما تحمله روح العمل من حالة
تآخي وتصادق بين مختلف الأطياف».
ويرى الممثل المصري محيي اسماعيل الذي يجسد دور يوليوس قيصر ان تجسيده هذه
الشخصية يحمل تحدياً شخصياً. فيوليوس قيصر حمل صفات كثيرة من بينها إحساسه
بأنه نصف إله، كما كان يعاني جنون العظمة، لذلك هي شخصية جديدة بالنسبة لي
وأنا سعيد بتقديمها، وعملي مع وائل أعطاني دفعة كبيرة بخاصة ان الملاحظات
التي يقدمها مهمة جداً وتفيد أي ممثل».
فرصة العمر
الوجوه الجديدة تحضر بقوة في العمل إذ اختار رمضان عدداً من الخريجين الجدد
من مصر وسورية للمشاركة في العمل. ومن بين هؤلاء الممثلة الفلسطينية الشابة
سحر غريب التي تجسد دور أرسنوي شقيقة كليوباترا. وتعبر غريب عن سعادتها
للمشاركة في عمل مثل «كليوباترا»، وتضيف: «لا شك في أن اختيار المخرج وائل
للخريجين الجدد يعود للدراسة المسرحية التي تلقوها في الكلية، فهو يحتاج
لممثلين يملكون نطقاً سليماً ولغة عربية صحيحة وإحساساً حاضراً. وهذه خطوة
رائعة. فبالنسبة لنا إنها فرصة العمر وتزيدنا خبرة». ويؤكد الممثل المصري
الشاب زياد يوسف على كلام زميـــلته، إذ يعــتبر أن الفائدة من هذه
المشاركة كبيرة ويقول: «وقوفنا أمام ممثلين كبار مثل سلاف ويوسف شعبان
وفتحي عبدالوهاب مفيد على مستويات. أولاً على المستوى المهــني والتقنــي
والخبراتي. وثانياً يساعد في تعرف الجمهور إليــنا بوجـودنا مع هؤلاء
النجوم. وثالثاً التواجد مع مخرج محترف مثل رمضان يزيد من خبرتنا ويعدنا
لنكون أفضل في المرات المقبلة».
في المقابل لم تخفِ الممثلة المصرية الشابة لميا كريم التي تجسد دور ايراس
وصيفة كيلوباترا أن المشاكل التي تواجه فريق العمل كثيرة لكنها في الوقت
ذاته، تؤكد أن الروح الموجودة في العمل مميزة وتتسم بالتعاون. وعن تجربتها
الأولى في سورية تقول لميا: «من الجميل أن تكون أولى تجاربي في سورية مع
سلاف ووائل وهو أمر ايجابي بالنسبة لي وسيعود بالفائدة على مسيرتي الفنية».
الحياة اللندنية في
02/07/2010
سلاف أم أنجلينا؟ الأقربون أولى بكليوبترا
وسام كنعان
انتهت أخيراً سلاف فواخرجي من تصوير مشاهدها في مسلسل «كليوبترا» الذي تؤدي
فيه دور الملكة المصرية الشهيرة. وبهذا العمل، تحقق النجمة السورية حلماً
كانت تعتبره بعيد المنال، كما صرّحت سابقاً. وأوضحت أن «كليوبترا» سيجهد
لتقديم تفاصيل شخصية هامة في حياة هذه الملكة التاريخية وسيضيء على حياة
مجتمع بأكمله.
لا تخفي فواخرجي قلقها حيال تجسيد هذه الشخصية الصعبة، لكنها في المقابل
تؤكّد أنها بدأت أخيراً تميل إلى تقديم مثل هذه الشخصيات المركبة التي تحمل
غموضاً وحالات إنسانية متعددة. ومنذ انطلاق العمل، بدأت الأخبار والشائعات
تلاحق فواخرجي. إذ قيل إنها أصرّت على أن يكون زوجها وائل رمضان مخرج
العمل. كما تردّد أن ذلك كان شرطها الرئيس للموافقة على العمل. ثمّ تردّد
خبر آخر هو أنها أصرّت على مشاركة ابنها حمزة في العمل أيضاً. لكن بغض
النظر عن صحة هذه الأقوال، لا يزال المشاهد ينتظر بفارغ الصبر بدء عرض
المسلسل لتقويم أداء بطلته التي برعت في مسلسل «أسمهان».
والمعروف أن أفلاماً عالمية وعربية عدّة تناولت حياة كليوبترا. وانطلاقاً
من ذلك، قرّرت فواخرجي أن تكون على مستوى التحدّي، فرفضت استبدالها بممثلة
أخرى لتصوير المشاهد الخطيرة مع الأفعى. حتى أنّ النجمة السورية تعرّضت
للإصابة وهي تؤدّي أحد المشاهد. ولعلها كانت تحتاج إلى تقديم هذه الواقعية
في العمل هرباً من المقارنة المقبلة لا محالة بينها وبين... أنجلينا جولي!
إذ حصل المنتج سكوت رودين على حقوق تحويل سيرة الملكة المصرية التي ألّفتها
الكاتبة ستاسي شيف بعنوان
Cleopatra: A Life إلى شريط سينمائي. واقترحت صاحبة الكتاب على رودين، ترشيح النجمة
الهوليوودية أنجلينا جولي لأداء دور كليوبترا. واتضح لاحقاً أن رودين أيضاً
كان يفكّر باختيار جولي بعد النجاح الذي حقّقته في فيلم «إسكندر الكبير»،
إذ قال إنّ صورتها في هذا العمل لا تزال راسخة في ذهنه.
من جهة أخرى، يستعدّ أيضاً السينمائي الشهير ستيفن سبيلبرغ لإخراج فيلم عن
حياة كليوبترا التي ستجسدها كاترين زيتا جونز. لكن هنا، لن تشعر فواخرجي
بالمنافسة بما أنّ الشريط موسيقي لا يشبه المسلسل الذي ستقدّمه في رمضان.
إذاً يبدو أن النسخة الهوليوودية ستنافس نسخة وائل رمضان. لكن طبعاً لا
تجوز المقارنة بين العملين بسبب تفاوت الإمكانات. لكن الأكيد هو أمر واحد:
لا أحد سيحسد سلاف فواخرجي على ورطتها... إذ دخلت من دون أن تدري في منافسة
مع أيقونة الجمال الهوليوودية أنجلينا جولي.
الملكة على الشاشة
أفلام عدة تناولت سابقاً حياة «كليوبترا» في السينما الغربية والعربية. في
«كليوبترا» للمخرج وائل رمضان، سيتعرّف المشاهد على علاقة هذه الملكة مع
يوليوس قيصر، ومع القائد الروماني مارك أنتوني. ولعل أحد أوائل الكتاب
الذين غاصوا في حياة الملكة المصرية كان ويليام شكسبير الذي كتب
Antony and
Cleopatra. ثمّ قدّمت شخصية «كليوبترا» في أكثر من فيلم ومسلسل. وقد جسّد دورها
كل من إليزابيت تايلور (1963ــــ الصورة)، وكلوديت كولبير (1934)، وفيفيان
لي (1944)، وليونور فاريلا (1999)...
الأخبار اللبنانية في
02/07/2010 |