تجمع المئات أمس من الشخصيات السياسية والفنية والعامة في سرادق عزاء
الكاتب الراحل اسامة أنور عكاشة.. والذين عبروا عن حزنهم الشديد بفقد
الكاتب الراحل وأكدوا أنه بوفاته خسرت الدراما المصرية أحد أركانها
الاساسية.
يقول سيد حلمي رئيس مدينة الانتاج رغم اننا فقدنا كاتباً مصرياً عظيماً
استطاع أن يحفر اسمه علي جدران الدراما المصرية إلا انني اعتبر انه فقدنا
بجسده فقط فمازالت أعماله تذكرنا به وإن كنت بفقدانه اننا خسرنا الكثير من
اعماله التي كنا سنتمتع بها وأن الدراما المصرية خسرته وفقدنا عمودا مهما
كان راسخاً نعتمد عليه ونحافظ من خلال أعماله علي هويتنا العربية المصرية
وعلي ريادتنا الدرامية في العالم العربي وندعو للمغفور له أن يدخله الله
فسيح جناته.
المخرج اسماعيل عبدالحافظ قال: "خسرت توءم روحي وصديق عمري ورفيق عمري
الفني. كما خسرت الدراما اليوم أحد رجالها الذين أخلصوا لها طوال عمرهم..
وأضاف: "كان أسامة بسيطاً في حياته يحاول ان يعكس حياة البسطاء من المجتمع
المصري من خلال أعماله فلم يشعر أحد يوماً بأنه متعال. وكان طيباً وودوداً
مع كل الناس سواء يعرفهم أو لا يعرفهم واستطرد. وعلي الرغم من اشتداد المرض
عليه منذ نهاية العام الماضي إلا انه استمر في الكتابة. وكنا نعد مسلسل
"تنابلة السلطان" اضافة إلي مسلسل جديد بعنوان "الطريق 2000" وانني أعتز
بالأعمال التي قدمناها معا وثقت علاقتي بأسامة أنور عكاشة ورغم رحيله فما
قدمه للدراما المصرية باقي يذكرنا به.
قال الفنان محمود ياسين إن الدراما العربية فقدت وخسرت بوفاة عكاشة. أستاذا
وضع قواعد الدراما ليسير عليها من بعده من الكتاب لافتا إلي ان كل اعماله
تعتبر بمثابة مدرسة مستقبلة يجب تدريسها للاجيال الشابة كي تستفاد منها..
وبرحيله فقدنا صرحاً عظيما وأحدا من أعمدة الدراما المصرية وعلامة من
علامات عالمنا العربي كله فأعماله مميزة ومحفورة في أذهاننا جميعاً فيكفي
أنه رصد مسيرة المصريين وقدم لنا تاريخنا عبر اعماله وأشار إلي التغيرات
السياسية والاجتماعية التي طرأت علي المجتمع المصري بأسلوبه السلس المميز
لذلك فقد فقدنا اليوم علماً من أعلامنا. ولم يترك أسامة أنور عكاشة لم يترك
أي تفصلة من تفاصيل الشارع المصري إلا وذكرها لأنه ابن مصر البار ولهذا كنا
جميعاً نسعد بقراءة عمل من أعماله الأدبية أو نري عملا دراميا من تأليفه أو
نقرأ له مقالا في إحدي الصحف أو تستمع إليه عبر ندوة أو برنامج تليفزيوني
وشكل رحيل الكاتب أسامة أنور عكاشة صدمة لكل محبيه. وعشاقه. والفنانين
الذين عملوا معه علي مدار أكثر من 4 عقود أخلص فيها الكاتب الراحل للفن.
قال المخرج محمد فاضل رحلت القيمة من عالمنا ورحل الإنسان الفنان الذي عبر
بأعماله عن كل مصري رحل من كتب عن الباشا والعامل وقدم لنا نماذج من الشارع
والحياة المصرية في أسلوب درامي مميز جعل العالم العربي كله يسعي وراءه:
"من الصعب ان اتحدث عن زميل وجار لي. وبيننا عشرة أكثر من ربع قرن" حيث كان
الراحل يقيم في نفس العقار.
قال فاروق الفيشاوي: فقدت مصر كاتباً أثري الدراما والحياة الأدبية بأعماله
"اليوم خسرنا هرما جديدا من أهرامات الدراما ولم تكن اعمال ولا تاريخ اسامة
انور عكاشة الأدبي عامة والفني بشكل خاص يعيش في وجدان الفنان المصري فقط
ولكن هذا الزخم العظيم يعيش في وجدان كل مصري. كما انني سعدت انني قدمت له
العديد من الاعمال منها كناريا وشركاه من اخراج صديق عمره المخرج العظيم
اسماعيل عبدالحافظ والذي قدم معه روائع الدراما المصرية كما قدمت له علي
المسرح مسرحية الناس اللي في الثالث وهو من أفضل كتاب الدراما في مصر وانه
كان يعرف خطوط رسم الإنسان المصري وكيفية اختيار الشخصيات لأعماله بحيث
يكون هناك توافق بينهم.
قال الفنان ممدوح عبدالعليم: نجح أسامة انور عكاشة في ان يقدم العديد من
المسلسلات في أجزاء وحلقات كبيرة دون ان يشعر الجمهور بالملل واعتبره رائد
لدراما الاجزاء وكان أخرها المصراوية الذي شاركت في الجزء الثاني منه. بل
نجح في زيادة جذب المشاهدين لأعماله. وهذه الميزة لم يستطع أحد ان ينافسه
فيها. واضاف: "كان يهتم بتفاصيل العمل وكل صغيرة وكبيرة فيه. ويناقش
الممثلين في أدوارهم". أن مكانته يصعب الوصول إليها مجدداً لأنه استطاع ان
يعبر عن الإنسان المصري البسيط بكل ملامحه وغاص داخل اعماقه بشكل لم يصل
إليه أي كاتب من قبل ولن يصل إليه كاتب بعده وأدعو من الله ان يدخله فسيح
جناته.
قال الفنان صلاح السعدني: هذا هو خبر الوفاة الثالث خلال أيام. فبعد وفاة
شقيقي. ووفاة رفيق عمري الفنان عبدالله فرغلي. فقدت أقرب اصدقائي برحيل
عكاشة وانا حزين جدا لفقدهم وبالنسبة لرحيل أخي وصديقي أسامة أنور عكاشة
فأننا فقدنا أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في العالم العربي كله فهو
المؤلف الوحيد الذي تغلغل في أعماق الشخصية المصرية وقدم نماذج مختلفة
منها.
الجمهورية المصرية في
01/06/2010
في مقدمتهم صفوت الشريف وفاروق حسني وزكريا عزمي
كبار رجال الدولة والنجوم في عزاء أسامة أنور عكاشة
كتب - وليد شاهين :
حرص كبار رجال الدولة ونجوم الفن علي حضور عزاء الكاتب الراحل أسامة أنور
عكاشة بمسجد عمر مكرم. توافد الجميع للمشاركة وكان العزاء سيمفونية حب في
كاتبنا الكبير الراحل عميد الدراما العربية. حرص صفوت الشريف رئيس مجلس
الشوري علي الحضور وفاروق حسني وزير الثقافة ود.زكريا عزمي رئيس ديوان
رئاسة الجمهورية ود.أحمد الطيب شيخ الأزهر ود.علي جمعة مفتي الجمهورية..
وبعض المحافظين.
وجاء هاني عزيز نائبا عن البابا شنودة.
كما تواجد عدد كبير من السفراء منهم: سفراء تونس والسعودية والكويت
والامارات ونيجيريا والصومال وجيبوتي.
حضر من النجوم: أحمد بدير وخالد زكي ومحمود الحديني ويحيي الفخراني وجميل
راتب ويوسف شعبان وخالد النبوي ومحمد هنيدي ومادلين طبر وطارق الدسوقي
وفردوس عبدالحميد وحنان مطاوع ومحمود الجندي وأسامة عباس وسميحة أيوب ومظهر
أبوالنجا ونبيل الحلفاوي وصبري عبدالمنعم ومحمد رياض وأحمد عبدالوارث وطارق
علام.. وآخرون.
ومن اتحاد الاذاعة والتليفزيون م.أسامة الشيخ رئيس الاتحاد ورؤساء القطاعات
والاعلاميون: محمود سعد وجمال الشاعر وخيري رمضان ووائل الابراشي.
المساء المصرية في
01/06/2010
رصد التغيرات السياسية المصرية بعد ظهور
اسرائيل وصعود التيار الديني وسياسات السادات
الانفتاحية:
اعمال اسامة انور عكاشة اعادت قراءة التاريخ المصري الحديث
دراميا
القاهرة - ا ف ب: لا شك في ان الكاتب والمفكر اسامة انور كاشة،
الذي رحل قبل ايام عن عالمنا، كان له تأثير كبير على اجيال مصرية وعربية
عاشت
وتابعت الدراما التي اثرى بها التلفزيون المصري والعربي لسنوات طويلة.
يبرز اسم
عكاشة كواحد من اهم المؤلفين وكتاب السيناريو مقدما اعادة قراءة للتاريخ
المصري
المعاصر في مسلسلاته التي صنعت العصر الذهبي للدراما المصرية قبل انتشار
القنوات
الفضائية وما تبعها من زيادة في الانتاج ادت الى ركاكة وهشاشة العديد من
المسلسلات.
فمن اهم ما يميزه عن غيره من كتاب الدراما انه صاحب موقف في اعادة
قراءة التاريخ المصري بعيدا عن رؤية المؤسسة الرسمية ليقدم جيلا عاش على
الهامش
وحمل احلاما كبيرة وعانى ايضا من هزائم كبيرة طبعت شخصيته بمزيج من الفرح
والمرارة
لكنها لم تفقده الرغبة في السعي الى تحسين ظروفه.
يتجلى ذلك في شخصياته الدرامية
مثل شخصية 'علي البدري' (قدمها على الشاشة ممدوح عبد العليم) في مسلسل
'ليالي
الحلمية' الشهير حيث تشاهد الاحلام الكبيرة والهزائم القاسية وضياع بوصلة
جيل
النكسة بين الحلم والهزيمة.
ومن خلال شخصياته المختلفة في هذا المسلسل مثل نازك
السلحدار (صفية العمري) وسليم البدري (يحيى الفخراني) والعمدة سليمان غانم
(صلاح
السعدني) يقدم برؤية جديدة تاريخ مصر منذ الملكية وموقف كل طبقة من الطبقات
والشرائح الاجتماعية بكل تناقضاتها بطريقة تنصف هذا الماضي الملكي وتقدمه
كمرحلة
تطور اجتماعي وسياسي.
فهذا المسلسل، الذي قدم على مدار خمس سنوات في شهر رمضان
وشكل معلما من معالم الاسرة العربية التي كانت تحدد زياراتها ونشاطاتها
تبعا
لمواعيد عرضه، قدم الانتقالات السياسية منذ الحرب العربية الاسرائيلية
الاولى قبل
عام 1948 وما اعقبها من اعلان قيام الدولة اليهودية واثرها على تطور
المجتمع المصري
مرورا بحرب اكتوبر وصعود التيار الديني وسياسة الانفتاح الاقتصادي الذين
غيروا
نهائيا وجه المجتمع المصري لتفقد اللحظة دفئها وانسانيتها في اطار الجماعة
وليصبح
الفرد هو المركز حسب الرؤية التي قدمها عكاشة في هذا العمل.
وعكاشة الذي ولد عام
1941
في مدينة طنطا وسط الدلتا لم يكن يحلم ان يأتي يوم يكون فيه من اشهر كتاب
الدراما العربية وان يكون من اكثر المؤلفين قدرة على فهم طبيعة الشخصية
المصرية كما
ظهر في نماذج اعماله.
ومن هذه النماذج شخصية حسن النعماني في مسلسل 'ارابيسك'
التي قدمها الفنان صلاح السعدني وما حملته ايضا من احلام مذبوحة وهزائم
متكررة
وكذلك شخصية بشر في 'زيزينيا' التي قدمها الفنان يحي الفخراني والتي تطرق
من خلالها
الى الوضع السياسي والاجتماعي والتعددية الحضارية التي ميزت مجتمع مدينة
الاسكندرية
في ظل الصراع بين الوطني وبين الاجانب الذين مثل بعضهم بعدا استعماريا فيما
اندمج
اخرون منهم ولا سيما اليونانيون في المجتمع المصري ليصبحوا جزءا لا يتجزأ
منه.
ولم يكتف عكاشة بذلك بل حاول ان يخلق الشخصية الايجابية التي تحارب الشخصية
السلبية التي سادت بعد سياسة الانفتاح الساداتية مثل شخصية الفنانة فاتن
حمامة في 'ضمير
ابلة حكمت' ومحاربتها كل مظاهر الفساد التي تبعت سياسة الانفتاح.
ومن اهم
اعماله التي لم تكتمل للاسف اعادة كتابة تاريخ مصر في مسلسل 'المصراوية'
انطلاقا من
الريف والصراع بين الحركة الوطنية المصرية مع الاتراك ومع الاستعمار
الاجنبي
والاندفاع اتجاه استقلال مصر.
وقد بقي الراحل الذي شيعت جنازته ظهر الجمعة وفيا
لموقفه السياسي المطالب بقيام مصر بدورها على الاساس الاقليمي العربي
والعودة الى
موقعها الريادي في قيادة المنطقة بعد تراجع دورها الاقليمي بشدة.
فهو لم يهادن
اصحاب الفكر الديني الذين يسعون الى ردة تعود بالبلاد الى الوراء مهاجما
بلا هوادة
اصحاب الفكر الوهابي المستورد من السعودية.
يشار الى ان اسامة انور عكاشة بدأ
حياته ككاتب قصص قصيرة بعد تخرجه من جامعة عين شمس عام 1962 وعمله في مناطق
مختلفة
من الريف الى المدينة كما كتب الرواية والمسرحية والمقال.
ترك عكاشة حوالى
اربعين مسلسلا اهمها 'ليالي الحملة' 'زيزينيا' و'ارابيسك' اضافة الى 'الشهد
والدموع' و'المشربية' و'الراية البيضا' و'عصفور النار' و'ما زال النيل يجري'
و'كناريا وشركاه' و'الحب واشياء اخرى' و'رحلة السيد ابو العلا البشري'.
اضافة
الى سهرات درامية تجاوز عددها الـ15 وعدد من الافلام من بينها 'كتيبة
الاعدام'
و'الهجامة' و'تحت الصفر' و'دماء على الاسفلت' و'الطعم والسنارة'
و'الاسكندراني'.
كذلك كتب عكاشة عددا من المسرحيات اهمها 'القانون وسيادته'
و'الناس اللي في الثالث' و'البحر بيضحك ليه'.
وفي القصة القصيرة كتب عكاشة 'خارج
الدنيا' و'مقاطع من اغنية قديمة' الى جانب روايات 'احلام في برج بابل'
و'منخفض
الهند الموسمي' و'وهج الصيف' و'اوراق مسافر' و'همس البحر' و'تباريح خريفية'.
القدس العربي في
01/06/2010
أسامة أنور عكاشة.. وداعاً
طعمة عصر.. النوة جاية فى معادها.. فى مصر فيه سلسال اللى بيدّوا ولا
يخدوش وفيه سلسال اللى بياخدوا ولا يدّوش.. منه له جاى رايح منه له.
(1)
هذه العبارات وآلاف غيرها ربطت الملايين بأعمال أسامة أنور عكاشة على مدى
عقود.. لم تكن هذه العبارات مجرد عبارات متميزة مكتوبة بعناية، وإنما كانت
تأتى على لسان شخصيات من لحم ودم من خلال دراما مصرية بديعة تعبر سواء عن
تاريخنا الحديث أو واقعنا المعاصر.. شخصيات يجد فيها عموم المشاهدين
أنفسهم.. سكان الحلمية والجمالية وأهل المشربية والسيالة والإسكندرية
وبشتين.. قبل موجة مسلسلات «المجتمعات المغلقة» والساحل الشمالى والقرى
السياحية.
(2)
وهنا تحديدا تكمن عبقرية أسامة أنور عكاشة.. الذى استطاع أن يعبر عن
المجتمع المصرى فى عمومه وشرائحه المتنوعة.. نجح عكاشة فى لحظة تاريخية
معينة مع نهاية السبعينيات أن يجعل الدراما التليفزيونية موضع اهتمام
الأسرة المصرية تلتف حولها وترتبط بها.. وأن يسأل بعضنا البعض «شفت مسلسل
أسامة أنور عكاشة الجديد»؟!
(3)
لقد نجح أسامة أنور عكاشة من خلال الدراما المتميزة التى قدمها أن يملأ
الفراغ الذى نتج عن أفول النهضة المسرحية العظيمة التى عرفتها مصر فى
الستينيات وحتى نهاية السبعينيات.. فباتت «الفرجة التليفزيونية الدرامية»
لمسلسلات عكاشة البديل الموضوعى «للفرجة المسرحية».. وتعوض شرائح اجتماعية
عرفت تقاليد كانت آخذة فى التبلور من خلال الذهاب إلى المسرح والتفاعل مع
الإبداعات المصرية والعالمية باعتبارها أحد مصادر التكوين الثقافى للإنسان.
(4)
وظف أسامة أنور عكاشة موهبته ودراسته لعلم النفس واطلاعه المبكر على الأدب
العالمى وتكوينه الثقافى فى أن يتناول موضوعات وقضايا متنوعة.. وأن يقدم
شخصيات مركبة وجديدة وعلاقات متعددة المستويات.. وعليه جاءت أعماله تحمل
المتعة الفنية والذهنية.. وفى مقدمتها درة أعماله «ليالى الحلمية».
(5)
ناقش قضية شرعية السلطة فى عصفور النار(1987).. والقبح والجمال فى الراية
البيضا (1988).. والفساد مبكرا فى أنا وأنت وبابا فى المشمش (1989)..
والتعليم فى ضمير أبلة حكمت (1990).. والعلاقة بين الطبقة الوسطى/ النخبة
المثقفة والعلمية والشراغيش أو الصاعدين الجدد من القاع إلى قمة الهرم
الاجتماعى فى النوة (1993) والهوية فى أرابيسك 1995.. كما استطاع أن يستلهم
القصص الدينى مثل قصة هابيل وقابيل وأبدع فى تجسيدها فى الشهد والدموع
(1982) وأن يضفر قصة الصراع على الثروة بين الأخوين: شوقى وحافظ فى سياق
الصراع الاجتماعى المصرى منذ الأربعينيات وحتى حرب أكتوبر.. وأن يقترب من
مصر الكوزموبوليتانية الحاضنة للعديد من الجنسيات فى إطار تاريخى فى
زيزينيا (1997).
(6)
بالإضافة لما سبق استطاع أن يستلهم أعمالاً من الأدب العالمى ويتناولها فى
سياق مصرى من خلال علاقات مصرية خالصة مثل استلهامه لشخصية دون كيشوت
لسرفانتس فى رسمه لشخصية أبوالعلا البشرى.. أو استلهامه ترويض النمرة
لشكسبير وقصة شهرزاد فى مزج مبتكر فى مسلسل وأدرك شهريار الصباح (1986).
(7)
كما انشغل أسامة أنور عكاشة بعدد من الإشكاليات والتيمات التى تكررت فى
أعماله وأخذ يعالجها من أكثر من زاوية.. مثل قضية الثروة التى تحل على
البطل (أبلة حكمت والبشرى) أو الحى (فى المشربية والنوة) أو القرية البحرية
فى (وقال البحر).. وفعل هذه الثروة فى تغيير المقادير أو ما تحدثه من صراع
أو إفساد.
(8)
ولعل من أهم ما أبدع فيه أسامة أنور عكاشة هو تقديمه لشخصيات تعد جديدة على
الدراما وغير مألوفة مثل شخصية «كشاف الكرة» فى مسلسل أهالينا.. أو «بسة
والخمس» فى ليالى الحلمية.. أو «منظر» وقصة صعوده الاجتماعى الغامض فى
الشهد والدموع.. ولا يفوتنى أن أذكّر بريادته فى تقديم الشخصية القبطية
وتقديمها كشخصية من صميم النسيج المصرى بداية من عائلة مكرم أفندى فى
«الشهد والدموع»، مرورا بكمال خِِلّة فى «ليالى الحلمية» ونسيم فى
«زيزينيا».
رحم الله أسامة أنور عكاشة.. أحد مبدعينا الكبار.
المصري اليوم في
01/06/2010 |