قد لا يعرف كثيرون، أن الراحل العزيز الصديق
أسامة أنور عكاشة، ما كان يحب أن يوصف بكلمة سيناريست، لكنه
كان يعشق كلمة أديب،
وكان يتحدث عن نفسه باعتباره واحدا من جيل الستينات الأدبي في مصر، وعندما
خطط
لحياته كانت خطته أن يصبح روائيا وكاتبا للقصة القصيرة ومدونا لخواطره
وانطباعاته
ورحلاته، لولا صدفة تحويل إحدى قصصه القصيرة لتمثيلية سهرة في
التلفزيون، فاكتشف أن
من شاهدوها يعدون بالآلاف ومئات الآلاف.
لذلك قرر أن يتحول لكتابة السيناريو
للتلفزيون، ثم كتب السهرة التلفزيونية والنص المسرحي والفيلم
السينمائي، لكن كل هذا
التجول بين الفنون المختلفة لم يُشفِه أبدا من وجع الأدب، وأذكر أنني كتبت
مرة في
حياته عن هذا الوجع عندما طبع بعض أجزاء من مسلسله الشهير: «ليالي الحلمية»
في
كتاب، وطبع مسلسلا آخر كان اسمه: «الإسكندراني» في كتاب،
نشرهما له الحاج مدبولي
عليه رحمة الله، وكتبت عن هذه الظاهرة تحت عنوان: «وجع الأدب»، فاتصل بي
أسامة وقال
لي إن الكلمة أصابت وجعا حقيقيا بداخله، وأنه فعلا موجوع بالأدب رغم كل ما
حققه من
خلال الكتابة للتلفزيون والسينما والمسرح.
وأسامة بذلك كان جزءا من جيل من كتاب
السيناريو الذين دخلوا لكتابة السيناريو من أرض الأدب، فوحيد حامد- أمد
الله في
عمره- عرفته في منتصف ستينات القرن الماضي باعتباره قصاصا. وأذكر أنه قد
طبع مجموعة
قصصية في هيئة الكتاب، كان عنوانها: «القمر يقتل عاشقه». وكان يعد نفسه
للاستمرار
في الكتابة الأدبية، لكنه تحول بعد ذلك إلى الكتابة
التلفزيونية، ثم السينمائية،
ومع هذا كان حريصا على أن يعد بعض الأعمال الروائية للسينما. منها بعض
روايات إحسان
عبدالقدوس، وأيضا عندما حول «عمارة يعقوبيان» للدكتور علاء الأسواني لفيلم
سينمائي.
رغم هذا الوجع فإن أسامة أنور عكاشة لم يفكر في تحويل أعمال أدبية
لأدباء غيره لمسلسلات، بل إنه عندما كتب أعماله الأدبية بنفسه. لم يحولها
لا إلى
مسلسلات ولا إلى أفلام سينمائية، وترك لغيره من الأجيال التي
جاءت بعده تحويل
أعماله شخصيا إلى دراما تلفزيونية أو رؤى سينمائية، وليس في هذا ثمة تناقض
على
الإطلاق، فعندما يكتب أدبا خالصا كان يترك لغيره مهمة تحويله.
وأذكر أن أسامة ما
كان يسعده شيء أكثر من مقارنته بنجيب محفوظ، باعتبار أن نجيب محفوظ خلد
الجمالية
الحي الشعبي الجميل في القاهرة، وأسامة أنور عكاشة خلد الحلمية الجديدة،
القريبة من
السيدة زينب وليس حي الحلمية القديم الذي يقع ما بين كوبري
القبة ومصر
الجديدة.
وعندما بدأت هذه المقارنات بينه وبين نجيب محفوظ في الكتابة، كان
أسامة
سعيدا بلا حدود، لمجرد أنه يقارن بأديب، بصرف النظر عن أن هذا الأديب هو
نجيب محفوظ
أو لو لم يكن نجيب محفوظ.
طبعا كونه نجيب محفوظ، مسألة أصبحت تحمل سعادة لكل من
يقارن به، خصوصا بعد 12 أكتوبر سنة 1988. وهي سنة حصوله على جائزة نوبل
للآداب.
كأول مصري وكأول عربي وكأول مسلم يحصل عليها، ولن أقول كآخر حتى أترك باب
الأمل
مفتوحا لمن يتدافعون بالمناكب جريا وراء هذه الجائزة.
من أعراض هذا
الوجع الأدبي عند أسامة حرصه على كتابة المقالات، خصوصا في الفترة الأخيرة،
كان
له مقال في جريدة الأهرام. وكان له مقال في جريدة الوفد، علاوة على أنه كان
يكتب في
بعض الأحيان في جريدة العربي الناصري وغيرها من الجرائد.
وكتابته للمقال لم تكن
كتابة هواة، ولكنها كتابة محترفين، فيها درجة من الاحتراف والحرص على أن
يخط لنفسه
مكانا وسط كتاب الكلمة المقروءة، وكثيرا ما تعرض لقضايا كبرى لم يكتب فيها
مقالا
واحدا، ثم ينصرف عنها، مثلما يفعل الهواة. لكنه كان يستمر في
الكتابة فيها لفترات
طويلة، مثل قضايا الدراما التلفزيونية بين الإنتاج المصري والإنتاج العربي
وعروبة
مصر وهوية المصريين وما جرى عليها من تغيرات في السنوات الأخيرة. كان يكتب
مقالات
رصينة عميقة تشي بأنه يعتبر كتابة المقال جزءا من عمله العام.
أو قيامه بدوره في
المجتمع المصري بل المجتمع العربي.
بقدر ما كان أسامة أنور عكاشة يشاهد الدراما
ويتابعها، وأنا أقصد بذلك الدراما التي يكتبها غيره من
المؤلفين، فقد كان حريصا على
قراءة النتاج الأدبي المنشور، سواء المصري أو العربي أو العالمي. بالتحديد
النصوص
الروائية والكتابات القصصية. كانت لديه مكتبة لم أشاهد مثلها أبدا، لقد
زرته منذ
أكثر من ربع قرن في بيته القديم بميدان الجيزة، وبهرتني مكتبته
وهي لم تكن مكتبة
ديكورية مثل التي نجدها في قصور محدثي النعمة في مصر الآن، ولكنها مكتبة
حقيقية
بمعنى أنه كان يعرف ما فيها، قرأ الكثير منه واستوعبه وهضمه وأعاد إنتاجه
من أول
وجديد.
وأنا متأكد أن الشكل المتخيل لدونكيشوت الذي سبق تترات مسلسله البديع: «أبوالعلا البشري»، هو الذي فكر فيه، وهو
الذي أوحى به. بل ربما يكون هو الذي أصر
عليه أن يكون شعارا للعمل، ليس معنى هذا أنه استوحى رحلة
دونكيشوت في «رحلة
أبوالعلا البشري»، لكنه كان يقدم تناولا مصريا للملحمة العالمية المهمة
التي كتبها
سرفانتس وكانت من الأعمال الروائية المؤسسة لفن الرواية على مستوى العالم
كله.
وأيضا هو الذي ابتدع عناوين الحلقات، وكان يضع لكل حلقة عنوانا أدبيا، وهذا
يعكس
الإحساس بالأديب بداخله. الذي لم يطغ على كاتب السيناريو.
كانت ثقافة أسامة أنور
عكاشة أساس شرعيته، وكان إحساسه بأنه أديب مسألة شديدة الأهمية بالنسبة له،
وهذا ما
ميز أعماله ومنحها أعماقا حقيقية، جعلها تبقى معنا وجعل أبطال أعماله يبدون
أمامنا
كما لو كانوا من أبطال الواقع الذين نراهم كل يوم في الحياة العادية.
من الأعمال
الأدبية التي كتبها أسامة أنور عكاشة، مجموعة قصصية بعنوان «خارج الدنيا»
صدرت
العام 1967 من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ورواية «أحلام في برج
بابل»
العام 1973، مجموعة قصصية بعنوان «مقاطع من أغنية قديمة» العام 1985،
ورواية «منخفض
الهند الموسمي» العام2000، ورواية «وهج الصيف» العام 2001، كما قام بتأليف
عدد من
الكتب، منها كتاب «أوراق مسافر» العام 1995، وكتاب «همس البحر،
تباريح خريفية» في
العام نفسه. وآخر كتاب صدر له قبيل رحيله لا أعرف إن كان قد رآه أو لم يره.
هو
روايته: «سوناتا لتشرين». التي نشرها مسلسلة في جريدة الأهرام. ثم أصدرها
في
كتاب.
الراي الكويتية في
01/06/2010
ثلاثية الفن والتاريخ والسياسة
عميد الدراما العربية أسامة أنور عكاشة.. قصة حياة وفاجعة
رحيل
بقلم: مصعب الصاوي
إذا صح أن مفجر الاستنارة الأول هو أستاذ الأجيال أحمد لطفي السيد
وتلميذه طه حسين الذي جعل التعليم حقاً للفقراء كالماء والهواء، ومن هذا
الاتجاه صنعت مصر الحديثة وصدر كتاب «عودة الروح» لتوفيق الحكيم الذي ألهم
جمال عبد الناصر في ثورة يوليو 1952م . كذلك رواية «رادوبيس» التي تتحدث عن
القائد الفرعوني الذي أعاد الحياة لمصر وخلصها من الهكسوس، فإن مفجر ثورة
1952 يوليو المصرية هو أيضاً صاحب النهضة الثقافية في مصر المعاصرة والتي
عرفت بالثورة الثقافية او الثقافة الجماهيرية التي استفاد منها أسامة أنور
عكاشة وجيله لذا نلمس هذه العلاقة المستبطنة بين أسامة أنور عكاشة وثورة
يوليو، فكثير من الاحداث التي يرويها أسامة أنور عكاشة تمثل الثورة المصرية
فاصلاً تاريخياً جوهرياً في مضمونها وتكوينها الفني.
*دفاتر التاريخ الاجتماعي:
لم يكن متاحاً لاسامة أنور عكاشة وجيله التعبير صراحة عن رؤاهم
السياسية بين عصرين نهاية عصر عبد الناصر وبداية عصر السادات، فقد كانت
الرقابة وهو مصطلح معروف في الحياة الفنية المصرية تسمح بأن تتجاوز السينما
والفنون عموماً حدود الترفيه والمعالجات العادية السطحية لقضايا الواقع
الاجتماعي إلاَّ لقلة من المبدعين القابضين على جمرة الوعي السياسي
والمجتمعي منهم صلاح أبو سيف ويوسف شاهين فكان ملاذ اسامة أنور عكاشة الغوص
في طبقات التاريخ الاجتماعي للخروج منه بخلاصات موحية ورموز معّبرة عن ما
يضج داخله من فكر سياسي.
*أسامة وشت ينبك:
أعجب أسامة أنور عكاشة بالكاتب الروائي الأمريكي شت ينبك واستلهم
مجموعة من أعماله في سهرات درامية تلفزيونية استطالت الى أن صارت مسلسلاً
كاملاً هو «وقال البحر» الذي بدوره أسهم في نقل الدراما التلفزيونية
المصرية نقلة كبيرة وغيَّر كثيراً في مفاهيم الحوار والبناء التلفزيوني
للصورة والمشهد، كما أن شت ينبك يشبه في واقعيته الناقدة للمجتمع الامريكي
بين يدي الحرب الأهلية وما عاناه المجتمع من ظروف القهر السياسي والفقر
وسيطرة الطبقات ما جعل هذا النموذج يصلح لمقاربة الواقع المصري على نحو ما
خاصة فترتا ما قبل الثورة المصرية وبعدها.
*ظهور الناشط السياسي:
تتميز أعمال أسامة أنور عكاشة عن غيرها من تراث الدراما التلفزيونية
المصرية بشخصية الناشط السياسي بوضوح أكبر سواء أكان هذا الناشط متجسداً في
قناع ابن الحارة او ابن البلد المصري الأصيل (الجدع) كشخصية حسن أرابيسك او
البطل الذي يتخفى في الشعب أيام المواجهة مع الانجليز أو الوزير النزيه
الذي يرفض ممارسة النفاق ليكون مقرباً من قصر الملك فؤاد، او الضابط الوطني
الذي يرفض استغلال سلطاته لارضاء مرؤوسيه أيام حكم عبد الناصر ويضحي بعمله
من أجل ايمانه بنفسه أولاً ثم بمبادئ الثورة ثانياً.
*دلالة السخرية
تحفل ثنايا حوار أسامة أنور عكاشة بالسخرية السياسية كقناع نقدي خاصة
لبعض الفترات في تاريخ مصر السياسي المعاصر، فقد سادت في نهاية عصر الملك
فاروق ظاهرة شراء الألقاب، القاب البكوية والباشوية وقد تم تجسيد هذه
المفارقات على نحو مفصل في «ليالي الحلمية »، كما أن السخرية من سياسة
الانفتاح والتطبيع نهاية عصر السادات كان لها نصيب الأسد من سخرية أسامة
وتقريعه على لسان الشخوص التي كتبها خاصة مسلسل (أميرة في عابدين).
*اسكندرية ليه؟!
رغم أن أسامة أنور عكاشة مصري كامل الدسم عاش في عدد من المدن
المصرية مثل المنصورة وطنطا إلاّ «زيزينيا» اسكندرية هي نموذجه المفضل
وحلمه يشبه في هذا العشق يوسف شاهين، ويعتقد عكاشة ان شخصية الاسكندراني هي
شخصية المصري المتحضر الذي يقبل الآخر بغض النظر عن دينه وجنسه بل بعمله
وعطائه - كما أن الاسكندراني فيه شهامة الانسان المصري وكرامته ورفضه للظلم
والاضطهاد.. ويعتبر مسلسل (النوّة) من أعمق المسلسلات التي جسدت شخصية
الاسكندراني خاصة (سوكا) التي لعبت شخصيتها الفنانة القديرة فردوس عبد
الحميد، (وسوكا) مثال للفتاة المصرية المكافحة التي تعمل بشرف وتعكف على
تربية شقيقاتها وتنسى نفسها ويفوتها قطار الزواج لتكتشف انه لم يتبق لها من
المخلصين إلاّ زملائها في الكار، والكار سوق الأقمشة والملابس الذي تعمل
فيه وبعد ان تكتسح رياح المستورد السوق ويكسد سوق التريكو والغزل البلدي
المصري تقول لشريكها وهي تفتح المخزن بعد أن تعجز عن سداد حقه: أهو باب
المخزن فاتح خد اللي انت عاوزو فيفاجئها بالبوح الذي طالما تكتم عليه: (أنا
انتظرت العمر ده كله يا سوكا مش عشان تفتحي لي باب المخزن بس عشان تفتحي لي
قلبك).
*المعارضة الوطنية:
في مسلسل حسن أرابيسك تبرز شخصية خبير الآثار اليساري السابق الذي كان
يعمل موظفاً بمصلحة الآثار وفصل للصالح العام أيام عبد الناصر يسأله حسن عن
هذه الفترة فيقول له: لقد عارضت جمال عبد الناصر ولكنني احترمه، أنا فصلت
من عملي لكن أنا مصري وبحب بلدي.
وبذات المفهوم السياسي الذي يناقش مشروعية المعارضة الوطنية ناقش
أسامة عبر أعماله مفاهيم سياسية وفكرية أخرى كمفهوم التعايش الديني
والاجتماعي بين المسلمين والاقباط في إطار الجماعة الوطنية ووجه عبر أعماله
نقداً كثيفاً لجماعات التطرف الديني مسيحية كانت أو اسلامية وقد ظهر هذا
المفهوم بكثافة في مسلسل حسن ارابيسك الذي ناقش مفهوم الهوية الثقافية لمصر
الحديثة أيضاً، هل هي نتاج عربي اسلامي أم مزيج من حضارات متداخلة مشرقية
وأوروبية الخ.. ويبدو ان أسامة كان متأثراً في كل مفاهيم الوحدة والتنوع من
مدينته المفضلة وملهمته (زيزينيا).
الرأي العام الكويتية في
01/06/2010
أسامة أنور عكاشة تحت شجر البرتقال
سعيد الشحات
عاتبنى صديقى الكاتب والناقد الدكتور عزازى على عزازى على ما رآه
اختصارا كبيرا، لما كتبته فى الأسبوع الماضى عن الراحل الكبير أسامة أنور
عكاشة.
كان ذلك قبل ثلاثة أيام من رحيل أسامة، وكان مصدر عتابه أننى لم أذكر
الكثير من المناقشات التى كانت تدور فى منتديات ولقاءات أسامة الجماهيرية
التى قام بها، خاصة بعد مسلسله الرائع «ليالى الحلمية»، ومن بينها لقاؤه
الجماهيرى الذى حدث فى قريتنا كوم الأطرون - طوخ - محافظة القليوبية، وحضره
معه من نجوم المسلسل الفنان سيد عبدالكريم، الذى جسد دوره الخالد زينهم
السماحى فى المسلسل، وحضره الفنان سيد عزمى الذى جسد دوره الرائع «الأسطى
زكريا».
ذكرنى عزازى وكان حاضرا لهذا اللقاء بالإضافة إلى الصديق الدكتور
عبدالحليم قنديل، والصديق الكاتب الصحفى الراحل سيد زهران، وفى حديقة
البرتقال التى أكلنا تحت أشجارها الفطير المشلتت، الذى ضرب أسامة عرض
الحائط بتحذيرات الأطباء من تناوله، وأكل بشهية كبيرة قائلا: «الدواء يقاوم
المرض، أما الفطير فلا أحد يقاومه»، وفى مناخ من التلقائية والفرح، تبادل
أسامة وسيد عبدالكريم وسيد عزمى رمى البرتقال على بعضهم وكأنهم يلعبون كرة
طائرة، وبعد هذا المرح وانتظارا لتناول الشاى، انتقل الحديث إلى قضية لم
نكن نتوقع أنها ستنتهى إلى ولادة فكرة فيلم جميل لأسامة هو «كتيبة
الإعدام». تحدثنا عن تنظيم ثورة مصر بقيادة محمود نور الدين وخالد جمال
عبدالناصر، والذى نفذ عمليات اغتيال ضد عناصر من الموساد الإسرائيلى فى
مصر، وتم الكشف عنه والقبض على عناصره، وخرج خالد عبدالناصر إلى يوغسلافيا
حتى عاد لمحاكمته، وتزامنت زيارة أسامة إلى قريتنا مع انتظار محاكمة أعضاء
التنظيم، وفرض الأمر نفسه فى جلستنا بحديقة البرتقال، خاصة فيما يتعلق بما
يمكن فعله من مساندة للمعتقلين، ومع حماس المناقشات نظر الدكتور سيد
عبدالكريم إلى أسامة قائلا: «همتك يا عبقرى»، وأكمل الحاضرون نداء سيد
عبدالكريم، ليأتى الفيلم بعدها بفترة ليست طويلة، وأذكر أن سيد عبدالكريم
قال لى أنه ظل يتابع كتابة الفيلم مع أسامة يوما بيوم، لدرجة شعر سيد معها
أن الفيلم مولود يتم على يديه.
كتيبة الإعدام كان تحريضا من أسامة على ضرورة عدم التفريط فى الثأر من
إسرائيل وكل الخونة، الذين استغلوا الحروب للمتاجرة بدماء الشهداء، وتلك
واحدة من القيمة العظيمة التى لم يفرط فيها أبدا، وبسببها وغيرها من عشرات
الأسباب سيظل الحزن والغم يلفنا زمنا طويلا، ويلفنى شخصيا على رحيله، وسيظل
فخرى مع أهل قريتى أنه كان لها نصيب فى رؤيته ومحاورته، بل وولادة فيلم من
تأليفه تحت شجر برتقالها.
اليوم السابع المصرية في
01/06/2010 |