هى اللحظة الوحيدة التى رفع فيها الراية البيضا.. هى لحظة
فراق
الحياة والقلم والورق إلى الأبد.. فلم يرفع أسامة أنور
عكاشة أبدا الراية البيضا
طوال حياته وإنما كان صاحب قضية ورأى وموقف، وكان كاتبا
بدرجة مقاتل يدافع عما يؤمن
به ولم يكن سلاحه سوى قلمه الذى كان يخوض بها معاركه
الشريفة كرجل لديه قناعاته
التى كان يعبر عنها من خلال سيناريوهاته وكتاباته وآرائه
الصريحة والجريئة.
ودع قلمه وأوراقه إلى الأبد
كتب
ماجد رشدي
لم يتوقف عطاء كاتبنا الكبير حتى فى أيامه الأخيرة التى عانى فيها
المرض، فقد قدم آخر أعماله «المصراوية» للنور فى الوقت الذى كان يمر فيه
بأزمة صحية
لكنه كان يجد علاجه الحقيقى فى الإمساك بالقلم ليجول ويصول به على الورق
ويقدم لنا
روائعه الدرامية.
40
مسلسلاً و10 أفلام ومجموعة من المسرحيات المهمة أيضا كلها
أعمال مليئة بنبض الحياة ورؤية كاتب كبير لمشاكلنا وأحلامنا.. فمن ينسى «ليالى
الحلمية.. الشهد والدموع.. أبوالعلا البشرى.. الراية البيضا.. أرابيسك..
زيزينيا..
المصراوية.. ضمير أبله حكمت».. فقد نجح أسامة أنور عكاشة فى أن يكسر
القاعدة التى
تقول أن الدراما التليفزيونية بلا ذاكرة ولذلك لم يكن غريبا أبدا أن يحصل
على جائزة
الدولة التقديرية فى الثقافة والفنون وأن يهتم به الرئيس مبارك ويأمر
بعلاجه على
نفقة الدولة وتوفير كل الإمكانيات له حتى جاءت اللحظة التى فارق فيها
الحياة رافعا
الراية البيضا لأول وآخر مرة.
*(البداية)
أسامة
أنور عكاشة من مواليد الغربية 1941 وحصل على ليسانس آداب جامعة عين شمس قسم
الدراسات النفسية والاجتماعية واشتغل بتدريس الفلسفة وعلم النفس لفترة لكن
حلمه
الأكبر كان فى الكتابة.. حلم دعمته موهبة لم تعرف سقفا أبدا ولذك فرض نفسه
بسرعة
كأحد أهم كتاب الدراما حتى أن اسمه على تتر أى عمل كان بمثابة شهادة ضمان
للجودة
والقيمة الفنية. وإذا كانت الدراما قد كسبته فإنه من المؤكد أن السينما
خسرته عندما
رفض أن يساير مناخا سينمائيا غير مقنع له وهو الذى قدم أفلاما تحمل فكرا
وقيمة
ومنها «كتيبة الإعدام والهجامة والطعم والسنارة ودماء على الأسفلت»، كما
قدم للمسرح
أعمالا مهمة منها «البحر بيضحك ليه. الناس اللى فى الثالث. وأولاد اللذينه.
الليلة 14.
فى عز الضهر». ؟(نقطة تحول)
نجوم كثيرون وجدوا ضالتهم فيما يكتبه أسامة
أنورعكاشة.. فاتن حمامة فى مسلسل «ضمير أبلة حكمت» ومحمود مرسى فى «رحلة
أبوالعلا
البشرى» وسناء جميل فى «الراية البيضا» ويحيى الفخرانى وصلاح السعدنى فى
«ليالى
الحلمية»، بل صنعت أعماله نجوما كثيرين كانت مشاركتهم فى مسلسلاته بمثابة
شهادة
ميلاد لنجوميتهم.
لقد بدأ أسامة أنور عكاشة حياته مع الكتابة كاتب قصة
قصيرة ورواية وكان الروائى سليمان فياض وراء اكتشافه ككاتب دراما وبمجرد
كتابته
سهرة تليفزيونية احتفى به الجميع فكانت نقطة تحول فى حياته، وقبلها لم تكن
له أية
علاقة بالتليفزيون من قريب أو بعيد، والقصة تبدأ بأن حصل سليمان فياض على
مجموعة
قصصية له وأعد إحدى القصص فى شكل سهرة تليفزيونية وبعد ذلك بعام اختار كرم
النجار
قصة أخرى من المجموعة بعنوان «الإنسان والحبل» وقدمها فى شكل سهرة
تليفزيونية، بعد
ذلك قيل له لماذا لا تكتب أنت السيناريو مباشرة؟
ففعل وكانت كلمة سيناريو
بالنسبة له تبدو كلمة غامضة وهناك أعمال عالمية استهوته منها مثلاً تيمة
الفروسية
فى دون كيشوت هو ما اتضح تأثره به فى مسلسل أبوالعلا البشرى والفارس الأخير
وعابر
سبيل.
وكما قال أسامة أنور عكاشة: لم أكن متأثرا بدون كيشوت من حيث بنيته
الفكرية أو الفنية ولكن ما أعجبنى فيه ووجدتنى مدفوعاً بالتعبير عنه فى
العمل هو
تيمة الفروسية وأن يكون هناك فارس فى زمن لم يؤمن بالفروسية وإنما ينظر
إليه على
أنه مجرد إيقونة وأنتيكا وأن يوجد فارس كهذا فى الزمن الخطأ فستكون النتيجة
مأساوية.
* (لا
للهبوط)
ورغم تألق أسامة أنور
عكاشة السينمائى فى أفلام مثل: «كتيبة الإعدام، والهجامة، وتحت الصفر،
ودماء على
الأسفلت» لكنه كان يعتبر وجوده فى السينما بالمهمة التى تم إنجازها وقال: «زيارتى
للسينما مهمة أردت إنجازها، وقد أنجزتها حيث أردت تبليغ رسالة وتوصيل فكرة
عبر قالب
فنى يليق بها ويستوعبها وانتهى الأمر لكن لا أعتقد أننى أكرر الزيارة لأن
الموجود
الآن من أفلام ليس له علاقة بالسينما سوى استثناءات بسيطة جداً فأنا لن
أتعامل مع
سينما مثل «اللمبى وبوحة وكلم ماما» هناك أفلام جيدة مثل «بحب السيما وسهر
الليالى
وملاكى إسكندرية»، لكن كلها قطرة فى بحر من الهبوط».
* (بعد
فوات
الأوان)
وعندما اتجه للمسرح الخاص فى مسرحية البحر بيضحك ليه كانت
قناعته هى أن يقدم لجمهور المسرح الخاص كوميديا جادة بحيث يحقق عنصرى
الفرجة والفكر
معا لكنه اكتشف بعد فوات الوقت أنه على حد تعبيره يطارد خيط دخان وقال:
«اكتشفت أن
المطلوب فى القطاع الخاص مجرد إطار داخله هلس وعرى ونكت ورقص».
وعن آخر
أعماله المصراوية قال: سددت فاتورة هذا العمل من صحتى لأن المصراوية عمل من
العيار
الثقيل وهو ملحمى الطابع ورغم شعورى بالتعب إلا أننى شعرت بالمتعة فى
إنجازه، وأنوى
بعده أن أقوم باستراحة طويلة!
* (معارك)
وقد خاض
أسامة أنور عكاشة العديد من المعارك سواء من خلال كتاباته وأعماله الفنية
أو آرائه
الشخصية فهو لم يكن كاتبا عاديا وإنما كانت تشغله دائما قضايا بلده وأهله،
وكان
يعبر عنها فى أعماله بكل صدق وصراحة مهما كلفه هذا من صدام سواء مع الرقابة
أو مع
من يخالفونه الرأى، وكان يرفع دائما شعار أهلا بالمعارك طالما أنه يدافع
عما يراه
ويقتنع به فقد خرج فى أحد البرامج التليفزيونية ليهاجم تحجيب الفن من خلال
شروط
الفنانات المحجبات فى الدراما التى يقدمونها حتى أنه بعد موقفه هذا تلقى
عشرات
التهديدات لدرجة أن المسئولين عرضوا عليه تعيين حراسة له زاد من تلك
التهديدات
انتقاده لعمرو بن العاص ودخوله فى معركة كلامية مع بعض الأشخاص الذين لم
يتقبلوا
كلامه حتى أن هناك من أحلوا دمه.
ورغم أن أسامة أنور عكاشة كان ناصريا لكن
هذا لم يمنعه من انتقاد بعض الممارسات التى كانت تحدث من النظام فى عهد
عبدالناصر
مثل تقييد حرية الصحافة وإطلاق الأحزاب كما طالب فى مقال شهير له بحل جامعة
الدول
العربية وإنشاء «منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية» مبنية على أساس
التعاون
الاقتصادى.
لقد رحل أسامة أنور عكاشة الذى لا يمكن أبدا اختزال حياته فى
كونه كاتبا مبدعا موهوبا ولكنه كان بالفعل مناضلا مصريا وطنيا يدخل المعارك
بدون
خوف وهو ممسك بسلاح القلم والفكر ولم يرفع يوما الراية البيضا حتى اضطره
الموت
أخيرا إلى أن يرفعها معلنا مغادرته عالمنا.؟
صباح
الخير المصرية في
01/06/2010
المخرج الكبير محمد فاضل: صنع ما يسمى بالأدب التليفزيونى
كتب
صباح الخير
حرص المخرج الكبير محمد فاضل هو وزوجته الفنانة فردوس عبدالحميد
على حجز مقعدين على أول طائرة قادمة من سوريا إلى القاهرة لحضور عزاء
الكاتب الكبير
الراحل أسامة أنور عكاشة خاصة أن وجود محمد فاضل فى سوريا لتصوير مسلسله
الجديد (السائرون
نياما) منعه من حضور الجنازة وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على واحد من
رفقاء دربه.
قال لنا محمد فاضل: أسامة أنور عكاشة صنع ما يمكن أن نسميه
بالأدب التليفزيونى، فقبله كان المسلسل مجرد سيناريو وحوار لكنه تجاوز ذلك
إلى
تقديم سيناريوهات تكون بمثابة أدب تليفزيونى حقيقى، بالإضافة إلى أن أعماله
لم تكن
تعترف أبدا بالاعتماد على نجم واحد مهما كان قدره وإنما كانت تعتمد على
وجود شخصيات
وأحداث يقدمها العديد من الممثلين باقتدار ولهذا فأنت تجد فى كل عمل العديد
من
الممثلين المتألقين.
ويعتبر محمد فاضل من المخرجين الذين عملوا مع أسامة
أنور عكاشة كثيرا ويقول: كنت مرتبطا به أشد الارتباط قدمنا عشرات الأعمال
الناجحة
والمتميزة التى صنعت نجومية معظم الفنانين والتى حققت لى وله مشوارا فنيا
ناجحا
ومتميزا، فقدمت من تأليفه مسلسلات كبيرة ومهمة فى حياتى مثل «الرايا البيضا»
و«قال
البحر» و«أبوالعلا 90» و«ومازال النيل يجرى» و«عصفور النار» و«النوة» و«أنا
وأنت
وبابا فى المشمش» وكانت هناك سهرة من أهم السهرات التليفزيونية ولعب
بطولتها محمود
مرسى وليلى طاهر وهى «سكة رجوع» التى كانت من أهم الأعمال والتجارب
التليفزيونية
المهمة، ولكن لم يلتفت لها كثيرا، كما أننى كنت بصدد إخراج آخر مسلسل من
تأليفه
والذى تعاقدنا عليه معا لحساب مدينة الإنتاج الإعلامى وهو مسلسل «حارث
الجنة»، لكن
لا أعلم إذا كان قد انتهى تماما من كتابته أم مازال لم يكتمل بعد.. وأضاف
المخرج
الكبير:
أسامة أنور عكاشة كان نقطة تحول كبيرة فى الدراما التليفزيونية
المصرية مع تقديرى واحترامى للكتاب الآخرين، فهو المؤلف الأول الذى جعل من
الدراما
التليفزيونية دراما شعبية وليس دراما الخاصة، وإن كان لم يتنازل أبدا فى
يوم من
الأيام ويقدم أعمالا يتقرب بها للجمهور العادى، لأن ميزته أنه مؤلف لجميع
الفئات من
الشعب العربى سواء كانوا مثقفين أو من الطبقات الشعبية، ولو قمنا بتحليل
أعماله
نجده قد جمع بين العنصرين، وكان نقطة تحول كبرى فى الدراما المصرية، كما
استطاع أن
يعمل لنفسه ركنا أساسيا ومتفردا وقيمة فنية كبيرة لا يجاريه فيها أحد وذلك
من خلال
أعماله ومشواره مع الإبداع الدرامى الذى كان فيه متألقا إلى أبعد مدى.
صباح
الخير المصرية في
01/06/2010
انتصر فى كل معاركه إلا المــرض!
كتب
جيهان الجوهري
اتسمت شخصية الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة بكثير من الصلادة،
خاصة فيما يتصل بمبادئه التى اقتنع بها.
معارك كثيرة، شريفة خاضها وخرج
منتصرا .. الوحيد الذى هزمه هو المرض.
أقسى معركة واجهها - رحمه الله
-
كانت مع الذين مارسوا معه لعبة الإرهاب الفكرى، عندما صرح أسامة أنور عكاشة
أن
الصحابى عمرو بن العاص لا يستحق التمجيد فى عمل درامى من تأليفه ،قامت
الدنيا فى
الأوساط الدينية وأحلوا دمه فى المساجد، البعض شكك فى إيمانه، وبالطبع واجه
أسامة
أنور عكاشة المعركة بشجاعة الفرسان ووضح موقفه على الفضائيات بأنه لم يتحدث
عن عمرو
بن العاص من الناحية الدينية وحديثه كان المقصود به توضيح السلوك السياسى
لعمرو بن
العاص.
الكاتب محمد صفاء عامر بحكم صداقته الوطيدة بالمبدع أسامة أنور
عكاشة لم يتركه فى أزمة عمرو بن العاص (المدهش أن قبل صداقتهما مباشرة نشب
خلاف
بسيط بينهما لم يستمر سوى أيام ليصبحا فيما بعد من أقرب الأصدقاء لبعضهما
البعض).
وعن تلك الأزمة قال محمد صفاء عامر:
أولا أسامة أنور عكاشة به
مميزات عديدة كمفكر ولأنه من كبار المثقفين فى مصر كان يحمل هموم الوطن على
أكتافه
ويرفض مسايرة التيار، لذلك نجد كل معاركه شريفة، معركة عمرو بن العاص
تحديدا تحدث
فيها بتلقائية، وحكمه كان من الناحية التاريخية وليس السياسية وعندما هوجم
بشراسة
فى هذه المعركة دافع عن نفسه دفاعاً مجيداً شأنه فى ذلك شأن أى معركة أخرى
له.
اللهم لا اعتراض «قامة» مثل أسامة أنور عكاشة يخطفه الموت
عندما
ذهبت للجنازة شعرت أننى أشيع الدراما المصرية وليس أسامة أنور عكاشة وحتى
هذه
اللحظة لا أتصور الحياة بدونه.
*
أيضا خاض أسامة أنور عكاشة معركة من نوع
مختلف بينه وبين إحدى المؤسسات الصحفية وكان كل ذنبه أنه رشح لكتابة فيلم
سينمائى
عن حرب أكتوبر، وبالفعل عقدت جلسات مسجلة وبمجرد إعلان التعاقد معه لكتابة
مسلسل عن
حرب أكتوبر قامت الدنيا ولم تقعد وفوجئ بحملة صحفية شرسة هدفها استبعاده من
كتابة
هذا الفيلم من منطلق أنه ناصرى وسيقوم بتجاهل الرئيس السادات لينسب النصر
إلى
عبدالناصر، وزادت حدة الهجوم عليه عندما صرح أن البطل الحقيقى لحرب أكتوبر
هو
المواطن البسيط ووقتها وجه أسامة أنور عكاشة أسئلة لخصومه دفعتهم للتراجع
والكف عن
هجومه منها هل حرب أكتوبر بمثابة العزبة الخاصة بى لكى أعطيها لمن أريد؟!
وهل لا توجد وثائق ولا مستندات عن حرب أكتوبر تثبت الحقائق، هل أنت تعلمون
بما فى ضميرى وماذا سأكتب؟! وكيف تصدرون أساسا أحكاما مسبقة على عمل لم
يظهر
للنور؟!
*
لم يكن أسامة أنور عكاشة ضد الحجاب لكنه تصدى لظاهرة حجاب
الفنانات واعتزالهن ثم تراجعهن عن قراراتهن بحثا عن المكسب والشهرة
والأضواء،
الطريف أنه تلقى تهديدات بهذا الصدد لدرجة أن المسئولين عرضوا عليه تعيين
حراسة
خاصة به إلا أنه رفض ولم يتوقف عن التصدى لظاهرة عودة المعتزلات للفن.
*
أيضا تصدى أسامة أنور عكاشة لبعض أبطال مسلسلاته الذين حاولوا لى ذراعه فى
مسلسلات
الأجزاء التى كتبها، كثيرا واجه أبطالا وضعوه بين خيارين إما أن يقوم
بزيادة مساحة
أدوارهم وتصعيدهم أو التلويح بعدم التواجد فى الأجزاء الجديدة وكان يعتبر -
رحمه
الله - أن الممثل يهين جمهوره عندما يرفض استكمال دوره فى الأجزاء الجديدة
من
المسلسلات بحجج غير منطقية ليصبح الممثل فى موقف إدانة أمام جمهوره، وكان
مقتنعا
تماما أن مفيش مسلسل يتوقف على ممثل، البطل لديه هو السيناريو والممثل الذى
يعتذر
له أكثر من بديل.
وعن ذلك تقول الناقدة ماجدة خير الله: قبل رحيل أسامة
أنور عكاشة الدراما التليفزيونية دخلت فى منزلق سيئ لم يكن سيستطيع مواكبة
المهازل
التى تحدث من قبل النجوم ولا أعتقد أنه كان سيسمح بإهانة تاريخه ويقبل أن
ممثلا
مهما كانت قيمته يملى عليه ما يكتبه، طبعا فى وقت من الأوقات كان المنتج أو
المخرج
عندما كان يقول لممثل ها ابعث لك سيناريو لأسامة أنور عكاشة كان الممثل
يعتبر أن
ليلة القدر انفتحت له عكس الآن الممثل لايعنيه سوى أجره الذى يبدأ من 5
ملايين.
وعن بدايات أسامة أنور عكاشة مع الدراما تقول: فى الثمانينيات كنت أشاهد
مسلسل «عابر سبيل» لعبدالله غيث ومن شدة إعجابى بالعمل حرصت على قراءة اسم
مؤلفه
على التيترات وأعتقد أن هو فخر الدين صلاح والذى توفى فى الطائرة هو صانع
هذا
المسلسل، وأعتقد أنه كان مخرجه المفضل قبل إسماعيل عبدالحافظ، وفيما بعد
تابعت «المشربية»
و«الشهد والدموع» لأسامة أنور عكاشة، وإذا تأملت بداياته ستجدينها أعلى 90
درجة من بدايات المؤلفين حاليا.
لى معه موقفان اختلفت فيهما معه الأول
عندما كتبت رأيى فى نيته عن كتابة الجزء الخامس والسادس لمسلسله «ليالى
الحلمية»
وكانت وجهة نظرى أن المسلسل لا يتحمل أجزاء أخرى بعد استنفاد أغراضه بنهاية
الجزء
الرابع وكتبت أن إصراره على كتابة الجزء الخامس ثم السادس سيعطى انطباعاً
أنك متشبث
بنجاحات الأجزاء الأولى من المسلسل. وبعدما أعلنت رأيى سُئل فى إحدى
الجرائد عن
رأيه فى ماجدة خيرالله فقال صحفية مجتهدة وهو يقصد أن رأيى مش نقدى».
وبعدها بفترة تعرض لأزمة قلبية ولم أتردد فى الاطمئنان عليه وحدثته هاتفيا
قال لى مين قلت له «أنا الصحفية المجتهدة»، وكان لطيفاً معى جدا، بعد ذلك
بسنوات
قليلة شاهدت مسلسل أرابيسك وكتبت أيضا رأيى ولم يعجبه، رد علىّ بقسوة شديدة
وكانت
كلماته موجهة إلى شخصى دون أن يكتب اسمى وبعد فترة شاهدته منتظرا للأسانسير
بمبنى
التليفزيون، وعندما لمحنى حاول تجنب الالتقاء بى معتقدا أننى سأتوجه
لأسانسير آخر،
لكننى حرصت على إنهاء الموقف وذهبت له لمصافحته وصعدنا سويا فى الأسانسير
لأننا كنا
متوجهين إلى «لجنة الدراما» بحكم أننا أعضاء بها وأثناء اجتماعنا فى لجنة
الدراما
كان حريصا على تأييد ما كنت أقوله فى المناقشات التى دارت بيننا فى
الاجتماع.
عملية الشد والجذب بين المؤلف والناقد لا أعتبرها كارثة فهى تحدث كثيرا
واعتدنا عليها.
صباح
الخير المصرية في
01/06/2010
أعظم كتاب الدراما
كتب
اكرم السعدني
لم يدخل مزاج أهل مصر كاتب دراما مثلما فعل أسامة أنور عكاشة،
الذى بدأ حياته كاتبا قصصيا ثم سرعان ما اتجه إلى التليفزيون لنكتشف أننا
أمام
موهبة فى الكتابة التليفزيونية لا تقل عن موهبة نجيب محفوظ فى القصة
والرواية وقد
شغل أسامة أنور عكاشة المصريين والعرب على السواء بأعماله، وخصوصا مسلسل
«الشهد
والدموع»، والذى أسفر فيه أسامة أنور عكاسة عن المصرى الأصيل للموهبة التى
تسكنه
وللمرة الأولى يتحول الكاتب والمؤلف إلى النجم الأول للعمل بدأ هذا الأمر
واضحاً
للجميع عندما تصدى أسامة أنور عكاشة لمسلسل «ليالى الحلمية».. وهو العمل
الذى أثبت
للأخوة العرب أن مصر ليست فقط أرضاً خصبة للمواهب النادرة، ولكنها أيضاً
المكان
الأنسب والأرحب للأفكار لكى تتصارع وفى هذا العمل الملحمى الذى شرح الحياة
فى وجه
مصر وغاص فى أعماق المجتمع المصرى كما لم يحدث من قبل واستعرض التغيرات
الرهيبة
التى طرأت على طبقاته والاهتزازات التى تعرضت لها والفئات التى طفت على
سطحه كل ذلك
تناوله أسامة أنور عكاشة على مدار خمسة أجزاء أثبتت أن البطل الحقيقى للعمل
هو
بالفعل الرجل صاحب الورق، وهو أساس أى عمل فنى ويأتى بعد ذلك دور المخرج
الذى
ارتفعت قامته إلى عنان السماء بعد الارتباط بأسامة فأصبح العم إسماعيل
عبدالحافظ هو
الألفة على أبناء الجيل بأكمله وترك بصماته واضحة جلية على أوراق أسامة
واستطاع أن
يرتفع بالقيمة الدرامية إلى أقصى مدى ممكن وبات بعد ذلك على الممثلين أن
يترجموا
ذلك الجهاد المكتمل إلى نجاح مدوى، وكان الفرسان الثلاثة للعمل يحيى
الفخرانى وصلاح
السعدنى وصفية العمرى هم نجوم العرب الكبار الذين اجتمعت حولهم الأمة خلال
شهر
رمضان من كل عام وارتفع الأداء التمثيلى إلى مستوى لم نعهده من قبل على طول
تاريخ
الدراما المصرية وعظمتها وبحاسته التى لا تخيب أدرك سمير خفاجى أن هذا
النجاح الذى
تحقق بشكل أسطورى يمكن استثماره مسرحياً ولذلك لجأ إلى أسامة أنور عكاشة
ليكتب
للمسرح الخاص «البحر بيضحك ليه» بنفس أبطال العمل الفخرانى والسعدنى وصفية
العمرى
وفى الإسكندرية تحقق لفرقة الفنانين المتحدين ربح ربما لم يتحقق من قبل إلا
من خلال
مسرحيات عادل إمام وسجل أسامة اسمه بأحرف من نور فى سجلات المسرح المصرى
عندما قدم
«الناس
اللى فى الثالث» والذى اعتبره البعض ارتدادا عن نهجه الذى سبق أن التزم به
وهو الخط الناصرى، ولكن أسهم أسامة لم تتأثر بهذه الاتهامات ولا بذلك
التراجع من
الفكر الناصرى ومضى كاتبا أوحد للدراما المصرية لا منافس له ولا نظير
لموهبته ولذلك
كان أجره هو الأعلى واسمه هو الأرفع كعلامة ضامنة للجودة والرقى والنجاح،
وفى
السينما استطاع أسامة أن يصنع نجاحا فنيا رفيع المستوى عندما قدم فيلم «الهجامة»
الذى تعرض لتلك الطبقة التى طفت فجأة على سطح المجتمع المصرى بعد مرحلة
الانفتاح
لتثبت أن البيض الفاسد وحده هو الذى يطفو فوق الماء.. ولم يكن هذا الفكر
بالتأكيد
جاذبا لمنتجى السينما بل العكس هو الصحيح فقد ابتعدت المسافات بين أسامة
ومنتجى
السينما، الذين بحثوا عن المكسب السريع قبل نوعية الأعمال التى يقدمونها
ولذلك عاد
أسامة أنور عكاشة ليقدم «أرابيسك» و«الثعلب فات» و«ضمير أبلة حكمت» و«امرأة
من زمن
الحب»، و«فضة المعداوى».
وواصل سلسلة العطاء المنير وترك لنا تراثا دراميا
تتباهى به الأمم وياعم أسامة لقد أسعدت على مر سنوات العطاء لا أقول كل
المصريين،
ولكن كل العرب.. العرب الذين ما اجتمعوا أبداً على الباطل.. اجتمعوا حول
فنك
وموهبتك وقدراتك العظيمة على الإبداع نسأل الله أن يرحمك رحمة واسعة وأن
يكون مثواك
جنة الخلود جزاء لك على السعادة والفرح والجو الذى أدخلته على قلوب العرب
من المحيط
إلى الخليج!!
صباح
الخير المصرية في
01/06/2010
رجـل مـن زمـن الحـب
كتب
مى الوزير
-
رانيا علوى
كل النجوم الذين شاركوا فى مسلسلات المبدع الراحل أسامة أنور
عكاشة لا ينسون له مواقفه ودعمه وتشجيعه المستمر لهم.. يعتقد البعض أن
أسامة أنور
عكاشة لم يكن يسمح بنقاش الممثلين فيما يكتبه لكن كل النجوم الذين اقتربوا
منه
أكدوا عكس ذلك.. معهم التقينا لنعرف منهم عن قرب أسامة أنور عكاشة الإنسان
والمبدع
كما التقينا أيضا بعض أصدقائه من مؤلفى الدراما.
سميرة أحمد قدمت ثلاثة
مسلسلات تأليف المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة وكان أول عمل جمعهما هو
«امرأة من
زمن الحب» وفيه عرفته سميرة أحمد عن قرب وأصبحا صديقين وقدما معا فيما بعد
«أميرة
فى عابدين»، «أحلام فى البوابة». الطريف أن أول عمل جمعهما «امرأة من زمن
الحب»
كانت سميرة أحمد تندهش من الحوار الذى كتبه وكانت تتصل به لتقول كتبت هذا
الكلام
إزاى وأنت لا تعرفنى عن قرب؟! كلامك الذى كتبته أقوله فى حياتى مع أولاد
أخواتى،
كان يضحك كثيرا المدهش أن شخصية «أبلة وفية» التى لعبتها سميرة أحمد فى هذا
المسلسل
كان الناس ينادونها بها فى الشارع وتتذكر سميرة أحمد أحد المواقف فى هذا
المسلسل
عندما طلبت منه اختصار جزء من الحوار بطريقة لا تقلل من المعنى فقال لها
«حاضر»
وبعدما قرأت الحوار الذى أجرى عليه بعض التغييرات لتقصيره رجعت له وقالت لا
هاأحفظ
اللى كنت كاتبه فى البداية وكان يضحك قائلا لها: كنت عارف إنك هاتعملى
كده.. وتضيف
سميرة أحمد: «رحمه الله» كان عنيداً فى الحق مثلى تماما.
تقول الفنانة
إلهام شاهين إن الراحل فنان لن يتكرر مرة أخرى فى تاريخ التليفزيون العربى
والمصرى
بوجه خاص، فهو قد قدم واحدة من علامات الدراما المصرية وهى «ليالى الحلمية»
التى
استمرت لـخمسة أجزاء ولم يطلها المط ولا بطء الإيقاع ولم تصب المشاهدين
بالملل
وفيها شرح المجتمع المصرى بطبقاته واتجاهاته.. وكان عملاً تميز بجودة لن
نشهدها مرة
أخرى فهو ليس مجرد كاتب موهوب فقط لأن الموهوبين كثيرون ولكن إنسانيته كانت
تفوق
موهبته.. ومن مواقفى التى لن أنساها له إصراره على أن أقدم شخصية «زهرة» فى
مسلسل
ليالى الحلمية بعد اعتذار آثار الحكيم عن الجزء الرابع لظروف حملها وقال لى:
إنت
زهرة وكان شرفاً لى أن أشارك فى هذا العمل.
الفنانة آثار الحكيم: لن أنسى
رحلة نادرة جمعتنى مع أسامة أنور عكاشة فى جنوب لبنان لإحياء ذكرى شهداء
مذبحة قانا
وكنا هناك مع وفد مصرى وهذا يلخص هذا الإنسان ومواقفه الصريحة الشجاعة
القوية
الصادقة تجاه كل القضايا وليس قضية واحدة، بل هو مهموم بقضايا وطنه ومجتمعه
ويهتم
بالآخرين ومعتقداتهم ويحترمها، وكان مصمماً على عملى فى مسلسل أرابيسك فى
الدور
الذى قدمته الفنانة لوسى واعتذرت وقتها وزعل منى جدا فقدمته لوسى وكان
مفاجأة كبيرة
وجميلة وقدمته ببراعة.. كما لن أنسى له مساندتى أثناء التحضير لمسلسل
«زيزينيا»..
عندما أردت أن أضيف للشخصية وأن تكون شخصية عايدة «لدغة» ولم يشجع هذا
المخرج جمال
عبدالحميد ولكن أسامة أنور عكاشة رأى أن هذا قد يضيف للشخصية وقد سبق لى
تقديم عدة
مسلسلات معه منها «الحب وأشياء أخرى».. «زيزينيا».. «ليالى الحلمية».. وكنت
أتمنى
أن أقدم معه أعمالا أكثر فهو موهبة لن تتكرر.. وأدعو لعائلته بالصبر
والسلوان. أما
الفنانة لوسى فقد قدمت أعمالاً عديدة للكاتب أسامة أنور عكاشة منها «ليالى
الحلمية»
وقدمها بشكل مختلف فى «أرابيسك» ثم «زيزينيا» وعن علاقتها بالكاتب الراحل
والتى لم
تقتصر على التعاون الفنى بل كانت علاقة إنسانية بخلاف علاقتهما بأسرته عن
ذلك تقول:
كان أكثر من صديق على المستوى الشخصى وبالنسبة للعمل ورغم أنه كاتب كبير
وقد يمنع
أى مناقشة فيما يخص الإضافات التى يرغبها الممثل لكن «رحمه الله» كان يسمح
لى بأن
أقول رأيى وأقترح عليه ما يدور فى ذهنى بالنسبة للشخصية ومفرادتها بدون
إحراج
وبمنتهى الود.. وكان يحب هذا منى ومن غيرى بالإضافة إلى ثقته فىَّ وأننى لن
أضيف
شيئاً يضر بالشخصية فهو من وثق فىَّ وشجعنى على تقديم شخصية «أنوار» فى «أرابيسك»
بعد أن شكك البعض فى عدم تقديمى لها بشكل جيد لأنها عكس نوعية الأدوار التى
كنت
أقدمها لكنه شجعنى وكان يهتم بالشكل الخارجى للشخصية وملابسها والمكياج..
فأنا
أتذكر تأكيده لى أثناء تصويرنا لـ«أرابيسك» بعدم وضع أى مكياج.. ومرة رآنى
أضع زبدة
كاكاو وكنت سأزيلها قبل التصوير وقال لى: «أنوار» مش كده ومش بتحط أى حاجة
على
وشها.. أى مؤلف يهتم بأدق التفاصيل بهذه الدرجة ويهتم بالتواجد فى موقع
التصوير
بهذا الشكل؟!.
وكان يتصل بى ويخبرنى برأيه فى أعمالى وأنا لم أكن أخجل أن
أستشيره فى أى شىء.
بالإضافة لكل هذا فهو أخ وعزيز على قلبى جدا وأكلنا «عيش
وملح» مع بعض أنا وزوجى وأسرته وأنا لم أستوعب حتى الآن أننا فقدنا هذه
القيمة
الإنسانية والفنية العظيمة.
أما الكاتب «كرم النجار» فهو من أقرب أصدقاء
الراحل أسامة أنور عكاشة يصف علاقتهما ويقول: هى علاقة قديمة جدا وبدأت منذ
سنوات
أثناء نجاحاته بعد مسلسلى «الشهد والدموع» و«قال البحر» كنت قد قابلته فى
الشركة
العربية «الدالة» وهنأته على مسلسل «وقال البحر» وسعد جدا بكلامى ومن حينها
توطدت
علاقتنا جدا وأصبحنا رفيقى مشوار وأسسنا معا جمعية مؤلفى الدراما وتصاعدت
العلاقة
بيننا ولكنها لم تأخذ أبعاداً حقيقية إلا منذ خمسة عشر عاماً، وكنا نسافر
مع بعضنا
إلى الإسكندرية لنكتب هناك وهزمنا بهذا المثل الذى أكرهه بشدة الذى يقول:
«عدوك ابن
كارك» فأنا كنت أسافر الساحل الشمالى لأكتب هناك وهو كان يكتب فى شقته
بالإسكندرية
ودعانى لأكتب معه فى الإسكندرية لكى لا يجلس كل منا بمفرده واتفقنا على
نظام أن
يجلس كل منا بمفرده وطقوسه فى الكتابة طوال النهار ولكن نلتقى عند الساعة
الثامنة
مساء وكنا نتكلم فى كل شىء: الدين والسياسة والأحداث الاجتماعية.. وكان
ينضم لنا
أحيانا «إسماعيل عبدالحافظ» وهما صديقين منذ المرحلة الثانوية أو نجتمع مع
مثقفى
الإسكندرية.. وأريد أن أضيف شيئاً أن أسامة أنور عكاشة قد يعطى انطباعا من
بعيد
بأنه هادئ أو غير اجتماعى.. وقد يخشى البعض الاندماج معه ولكن بمجرد
الاقتراب منه
وسقوط الحاجز تسقط هذه الهالة وتجده صدوقاً جدا.. فهو تركيبة أخرى ساحرة
وإنسان
جميل فهو شخص طيب جدا يخاف على أصدقائه، إذا كنت مسافراً أجده يتصل بى فى
فترة
ليطمئن علىَّ ويقول لى: «وصلت لحد فين» وكان ينصحنى بعدم القيادة بمفردى
ليلاً فى
السفر وهكذا وغير هذا فهو قيمة فكرية لن تعوض وأكثر شىء أثر فىَّ وعبر لى
عن عمق
علاقتنا قول بناته بعد الوفاة إن كرم النجار وإسماعيل عبدالحافظ هما أبوانا
ولم يكن
هذا الإحساس ليصل لهن لو لم يكن مصدره والدهن الذى أوصل إليهن مدى قربنا
وعلاقتنا.
المؤلف مجدى صابر كان يعتبر أسامة أنور عكاشة فى منزلة الأب الثانى له
وكثيراً ما كان يلتقى به سواء فى الإسكندرية أو القاهرة ولم يكن يتردد على
الإطلاق
فى الذهاب له ليشكو له من بعض مشاكله فقد كان يجد أن البعض اتخذ منه موقفاً
مسبقاً
أو تتم معاداته ومهاجمته بلا سبب.. وكان رد أسامة أنور عكاشة عليه: ارْمِ
كل هذا
خلف ظهرك.. عملك هو الأبقى.. لا تضيع وقتك فى معارك جانبية.. ومهما كانت
مشاكلك
لابد أن تكون الأقوى وتتحمل «ياما دقت على الراس طبول».
الفنانة نشوى مصطفى
قالت: أول عمل قدمته فى حياتى كان مع الكاتب والمؤلف العظيم أسامة أنور
عكاشة وهو
مسلسل «ضمير أبلة حكمت» كان هذا العمل هو بدايتى ولم يكن يعرفنى أحد ولم
يكن لدىَّ
رصيد فنى وأثناء التصوير وخلال أول زيارة زارها لنا أسامة أنور عكاشة ظل
يتابع
التصوير، وسأل عنى الموجودين فى الاستوديو وعندما تقابلنا سألنى: أين كنت
أعمل من
قبل؟ فأخبرته أننى مازلت طالبة فى معهد الفنون المسرحية فاندهش لأننى مازلت
طالبة
وقال لى جملة لن أستطيع أن أنساها أبدا وهى بعد أن شاهد مشهداً قدمته قال:
إنتى
ممثلة عبقرية» وسعيد جدا لترشيح المخرجة الكبيرة إنعام محمد على لكِ فى هذا
الدور
لقد جعلتنى أبكى فى مشهد سرقة الذهب الذى قدمته بمنتهى الإتقان وأنهى كلامه
معى
بأنه سعيد بلقائنا وأكد لى أنها ستتكرر ثانية وطبعا كلامه جعلنى أطير من
الفرح..
وفى الحقيقة كانت هناك مكالمة مفاجئة رائعة منه لى بعد عرض المسلسل وكانت
مكالمة
داعمة لى نفسيا وكان يثنى على أدائى وبصراحة إن مؤلفاً كبيراً وعظيماً بحجم
أسامة
أنور عكاشة يثنى على أدائى كان شيئاً مهماً جدا بالنسبة لى، وبعد ذلك قام
هو بنفسه
بترشيحى لأداء دور فى مسلسله «ليالى الحلمية» بالجزء الرابع، ففى الحقيقة
كان
إنساناً بمعنى الكلمة وكان قريباً من كل فريق العمل، وبعد العمل فى «ليالى
الحلمية»
التقينا فى مسلسل «عفاريت السيالة» وقال لى نظرة عنيكى المملوءة بالشجن
تذكرنى
بدورك فى مسلسل «ضمير أبلة حكمت» وكان شرفاً كبيراً جدا لى بأن يصفنى بأننى
فتاة
مجتهدة و«شاطرة» واستكملت نشوى كلامها والحزن يملأ صوتها الأستاذ أسامة
أنور عكاشة
«رحمة
الله» كان شخصاً متواضعاً لأبعد الحدود بالإضافة إلى أن مواقفه طيبة مع كل
من
تعامل معهم «رحمه الله».
أما الفنان الشاب أحمد سعيد عبدالغنى فقد عمل مع
المؤلف الكبير والعظيم أسامة أنور عكاشة فى ثلاثة أعمال «زيزينيا» و«التعلب
فات»
و«عفاريت السيالة» وكان أول عمل فنى يظهر فيه واشتغلت معه أول عمل قدمته
وهو «زيزينيا»
وعن ذلك يقول أحمد سعيد عبدالغنى: وصلت للمشاهدين من خلال كتاباته
الرائعة والمميزة، وكان أمل حياتى منذ أن كنت طالباً فى المرحلة الابتدائية
والإعدادية والثانوية أن أقدم عملاً مع الرائع أسامة أنور عكاشة.
ويعرض فى
رمضان فهو وضع علامات مهمة جدا فى الدراما بالوطن العربى كله مثل «الراية
البيضا»
و«الشهد والدموع» وأنا أمتلك هذه الأعمال على «سى دى» أشاهدها باستمرار فهى
أعمال
مهمة جدا يجب أن أقتنيها.
كان يمثل لنا هذا الرائع حجر زاوية مهماً جدا فهو
كان يحمسنا دائما، فكان يزورنا أثناء التصوير وكان يظل يتكلم معنا بكل حب
واهتمام
كما كان يقوم بمناقشتنا فى الأدوار ويشرحها لنا ويوضح تركيبتها، فكنا نشعر
كلنا
كطاقم عمل أنه أب حنون يخاف علينا ويدعمنا دائما ونستمد قوتنا منه فهذا
الكاتب
الكبير والقريب من قلوبنا جميعا سنظل نحبه ونقدره.
النجمة الكبيرة سهير
المرشدى تحدثت عن الراحل أسامة أنور عكاشة قائلة: كان يتعامل معنا بشكل
إنسانى رائع
وهذا ليس غريباً على شخص قدم إنسانيات راقية فى أعماله الدرامية فهو كشخص
كان
يتعامل بشكل راق جدا ومعاملته متميزة لأنها كانت تتسم بالذكاء والمجاملة
وكان يتبع
أصول علم النفس والاجتماع فى التعامل مع الناس، وكانت لديه ذاكرة قوية
ويقظة، فهو
كان شخصاً دبلوماسياً وصادقاً فى نفس الوقت وكنا نلاحظ دائما أن لديه
القدرة على
جمع الأصدقاء حوله وهذا ليس بأمر سهل وكل من يقترب منه يشعر أنه واحد من
عائلته.
عملت معه أيام دراستى بمعهد الفنون المسرحية فى عمل «سوارس عم سيد» كانت
سهرة من تأليفه وبعدها مرت سنوات والتقينا مرة ثانية فى مسلسل «ليالى
الحلمية» دور
سماسم تناقشت معه فى أبعاد الشخصية وخلال حديثنا وإصرارى على معرفة كل
كبيرة وصغيرة
بالشخصية سألنى ما إذا كنت أطلب معرفة كل هذه التفاصيل فى كل دور أقوم به
أم لا،
فأكدت له أن أى دور أقدمه يجب أن أعلم عنه كل شىء فمثلا فى «سوارس عم سيد»
الذى كان
أحد أعماله كنت أجسد دور بنت Vulgeine
إلا أننى عرفت كل شىء عن الدور وتعاطفت معه
فقدمته على أكمل وجه، حينها أثناء دراستى فى المعهد أشاد بأدائى هذا المؤلف
العظيم
وقال لى إنتى موهوبة.
وبعد أن تناقشنا فى «دور سماسم» واقتناعه بكلامى قام
بإضافة مشاهد جديدة للدور وقال لى: ممكن تحاسبينى على دور سماسم فى الجزء
الثانى من
المسلسل فهو استطاع باحتراف أن يجعلنى أحب الشخصية وبعد إضافة المشاهد قال
لى
ضاحكا: «يعيش المعلم ويحب يتعلم» جملته المشهورة.
أسامة أنور عكاشة بجانب
أنه كاتب رائع لم يأت مثله فهو كان يفتح قلبه وبيته للجميع كان رائعاً
بمعنى
الكلمة.
فقدنا إنساناً وفناناً رائعاً «رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».
يوسف شعبان قال: أسامة أنور عكاشة كان رجلاً مصرياً «جدع» وصريحاً لأبعد
الحدود ويفيد كل من حوله بهذه الصراحة، كان واثقاً من شغله ومن فريق العمل
الذى
يعمل معه، وهو كان شخصاً يحب مساعدة الآخرين والوقوف بجانبهم فى المحن
والمواقف
الصعبة.
عملت معه فى العديد من المسلسلات الدرامية «ضمير أبلة حكمت» - «امرأة
من زمن الحب» «الشهد والدموع» وتوقع البعض أن بداية أسامة أنور عكاشة كانت
«الشهد
والدموع» لكن هذا ليس حقيقياً فبدايته كانت من خلال مسلسل «الفارس الأخير»
كان بتنفيذ شركة كويتية كان هذا المسلسل من بطولتى وشاركنى العمل أبوبكر
عزت وحمدى
أحمد ومحمود الحدينى وليلى علوى وكانت وقتها صغيرة جدا «طفلة» ونجح هذا
المسلسل
نجاحاً مبهراً وهذه هى كانت أول تجربة للرائع المؤلف الكبير أسامة أنور
عكاشة وأنا
سعدت جدا بالعمل معه فهو كان أحد عباقرة الدراما «رحمه الله».
صباح
الخير المصرية في
01/06/2010 |