شيعت عصر أمس في القاهرة، جنازة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، الذي رحل
فجر أمس عن عمر 69 عاماً بعد صراع مع المرض . وكان الكاتب الكبير نقل إلى
مستشفى وادي النيل بالقاهرة الثلاثاء الماضي، بعد تدهور حالته الصحية، حيث
ألحق بالعناية الفائقة، قبل أن يصاب بهبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى
الوفاة . وقرر الرئيس المصري حسني مبارك في وقت سابق علاج الكاتب الكبير
الراحل على نفقة الدولة، لكن القدر لم يمهله، إذ تدهورت حالته الصحية بشدة
خلال الأيام الأخيرة، ما دفع أسرته لنقله إلى المستشفى .
شارك فنانون مصريون وأدباء ومثقفون في جنازة الكاتب الكبير التي خرجت من
مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، ودفن بمقابر الأسرة في القاهرة .
وبرحيل عكاشة، تفقد الدراما المصرية واحدا من ألمع كتابها، إن لم يكن
الأشهر على الإطلاق، فعلى امتداد سنوات عمره، كتب عكاشة العديد من الأعمال
الدرامية الناجحة التي نجح من خلالها في أن يحفر اسمه كواحد من أمهر كتاب
الدراما التلفزيونية في مصر والعالم العربي .
كتب عكاشة على مدى العقود الثلاثة الماضية ما يزيد على أربعين عملاً، ما
بين مسلسل وفيلم ومسرحية، وإن ظلت أعماله التلفزيونية هي الأكثر شهرة بين
الجمهور العربي، بداية من مسلسل “الشهد والدموع” مرورا بمسلسلات “ليالى
الحلمية” و”زيزينيا” و”عصفور النار”، وليس انتهاء بمسلسلات “الراية البيضا”
و”أنا وأنت وبابا” “في المشمش” و”رحلة السيد أبو العلا البشري” و”لما
التعلب فات” و”الحب وأشياء أخرى” و”عفاريت السيالة”، حتى مسلسله الأخير
“المصراوية” .
ولد عكاشة بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية وسط دلتا مصر في ،1941 لأب
كان يعمل تاجرا، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس كفر الشيخ مسقط رأس والده،
قبل أن يلتحق بجامعة عين شمس في نهاية الخمسينات في القرن الماضي لدراسة
الآداب حتى تخرج في قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بها في العام 1962 .
عمل عكاشة فور تخرجه في الجامعة في عدد من مؤسسات وزارة التربية والتعليم
ورعاية الأحداث، قبل أن يتقدم باستقالته في نهاية السبعينات من العمل
الحكومي ليتفرغ للكتابة، وينتج عشرات من الأعمال الأدبية .
بدأ عكاشة حياته كاتباً للقصة القصيرة، قبل أن يتحول إلى العمل بالكتابة
الدرامية، على يد الكاتب الكبير سليمان فياض، وروى ذلك في غير مناسبة،
مشيرا إلى أن علاقته بالتلفزيون بدأت مصادفة عندما حصل فياض على مجموعة
قصصية له وأعد إحدى قصصها في شكل سهرة تلفزيونية .
وبعدها بعام اختار المخرج كرم النجار قصة أخرى من المجموعة بعنوان “الإنسان
والحبل” وقدمها في شكل سهرة تلفزيونية، بعدها بدأت في كتابة السيناريو لأول
مرة .
وعلى امتداد مشواره الفني والإبداعي، تصدي الكاتب الكبير الراحل في أعماله
للعديد من القضايا الاجتماعية والسياسية الكبرى بأسلوب مدهش، ورصد خلال هذه
الأعمال العديد من المتغيرات التي شهدتها مصر منذ بداية فترة الانفتاح
الاقتصادي وسيطرة رأس المال على الحياة الاجتماعية للمصريين، وما صاحب ذلك
من تحولات في المشهد الاجتماعي والسياسي المصري . وتجلى ذلك واضحا في
ثلاثيته الرائعة “ليالي الحلمية” ومن قبلها “الراية البيضاء” و”رحلة أبو
العلا البشري” .
وقبل سنوات، رشح الكاتب الكبير الراحل لكتابة عمل عن حرب أكتوبر، غير أن
المشروع تعثر قبل أن يتوقف تماما جراء حملات صحافية منظمة شنها البعض ضده،
كانت تعتمد على التشكيك في مصداقيته انطلاقا من ميوله وأفكاره الناصرية
الواضحة، وعن ذلك قال عكاشة: كنت سعيداً جداً بهذا المشروع، خاصة بعد
ترشيحي من قبل القوات المسلحة المصرية لكتابة هذا العمل العظيم، وشكلوا في
سبيل ذلك لجنة مؤلفة من عشرين قائداً من القادة الذين شاركوا في الحرب،
وعقدنا جلسات عمل استغرقت أسابيع تعاقدت معي القوات المسلحة بعدها على
كتابة فيلم، غير أن هذا الإعلان أقام الدنيا ولم يقعدها.
حصل عكاشة خلال مشواره الإبداعي على العديد من الجوائز المحلية والعربية،
ربما كان من أهمها جائزة الدولة للتفوق في الفنون في ،2002 وجائزة الدولة
التقديرية في الفنون في 2008 .
الخليج الإماراتية في
29/05/2010
رفع «الراية البيضاء» تاركــــاً أكثر من 40 مسلسلاً
عكاشة.. صـــائغ الحياة الشعبية
دبي ــ الإمارات اليوم
يمثل رحيل الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة، الذي وافته المنية أمس عن (69
عاماً)، خسارة كبيرة لمبدع عربي وكاتب درامي، اتسمت أعماله بصياغة جديدة
للحياة الشعبية ببعد روائي وملحمي لخص فيها تفاصيل دقيقة في تحولات المجتمع
المصري منذ بدايات القرن الماضي. وأطلق عليه لقب أبو الدراما التلفزيونية
العربية.
صاحب «الراية البيضاء» الذي شيّع جثمانه عصر أمس من مسجد محمود في ضاحية
المهندسين غرب القاهرة، عانى في الفترة الأخيرة من أزمة صحية ألمت به طوال
الشهرين الماضيين، وكان يتلقى العلاج في مستشفى وادي النيل الذي نقل إليه
إثر إصابته بضيق في التنفس، بسبب معاناته من مياه على الرئة، قبل أن يصدر
قرار من الرئيس المصري حسني مبارك، بعلاجه على نفقة الدولة المصرية، وأجرى
الراحل من قبل عمليتي قلب مفتوح، بسبب ضيق في شرايين القلب، الأولى كانت
عام ،1998 والثانية قبل ثلاثة أعوام.
كتب عكاشة أكثر من 40 مسلسلاً، إضافة الى عدد من الأفلام السينمائية
والمسرحيات التي عالجت أكثر من عصر، وتضمنت قراءة ذكية لجملة التحولات
السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفق خلطة درامية حملت نكهته، وجمع فيها
بين الأدبي والفلسفي والسياسي والتاريخي. تميزت أعماله التي ارتبط بها
جمهور عريض على امتداد الوطن العربي بأنها خارجة من الحياة اليومية، التي
يجيد مراقبتها والخروج منها بمشاهد شعبية جداً، لكنها لا تخلو من موقف واضح
من أزمات الهوية، وقيم التوحش والفساد السياسي الذي انتشر في المجتمع
العربي، إضافة إلى قضايا كثيرة مثل الاستبداد والفقر والرأسمالية الجديدة،
ويعتبر أول من دق ناقوس خطر ضياع دور مصر وريادتها.
ولد صاحب «ليالي الحلمية»، وهو أول عمل درامي عربي من أجزاء، في عام ،1941
وكان والده يعمل في التجارة في محافظة كفر الشيخ، حيث تلقى تعليمه
الابتدائي والثانوي، ثم التحق بكلية الآداب قسم الدراسات الاجتماعية
والنفسية في جامعة عين شمس التي تخرج فيها عام .1962
فور تخرجه في الجامعة عمل اخصائياً اجتماعياً في مؤسسة لرعاية الأحداث، ثم
مدرساً في إحدى مدارس محافظة أسيوط، ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة
في كفر الشيخ، وبعدها في رعاية الشباب في جامعة الأزهر ، الى أن جاء عام
1982 ليغير مجرى حياته تماماً، حيث قدم استقالته من العمل مع الحكومة،
ليتفرغ للكتابة والتأليف.
عرف عن عكاشة أنه ناصري التوجه وفدي الهوى، إضافة إلى تصديه في أعماله بشكل
واضح للسلفية والتكفيريين، ورفضه هيمنة رأس مال المنتجين على هوية وجوهر
الدراما المصرية، ما تسبب له في صدامات عدة مع قنوات كبرى كانت ترفض
التعاقد على أعماله. وإضافة إلى شهرته في الدراما، فإنه كتب المقال الصحافي
سنوات طويلة في صحيفتي «الأهرام» و«الوفد» المصريتين، وطالب في مقال شهير
له بحل جامعة الدول العربية وإنشاء منظومة «كومنولث» للدول الناطقة
بالعربية، مبنية على أساس التعاون الاقتصادي.
قدم عكاشة للناس في أرجاء الوطن العربي بهجة خاصة، وينظر إليه كثير من
النقاد على أنه روائي كبير ذهب إلى التلفزيون أو روائي الدراما
التلفزيونية، وإذا كانت ثلاثية نجيب محفوظ قدمت تاريخ مصر من نهايات القرن
19 إلى مشارف الحرب العالمية الثانية، من خلال أسرة متوسطة للسيد محمد
عبدالجواد، فقد بدأ أسامة أنور عكاشة سلسلة التاريخ من خلال طبقات المجتمع
المختلفة في حي الحلمية، التي جمعت الباشوات مع الطبقة الوسطى، وقدم حتى
الثمانينات خمسة أجزاء، تبدو كأنها استكمال لثلاثية نجيب محفوظ، ومن
المفارقات أنه «في الوقت الذي كان فيه نجيب محفوظ يرى أن الأشكال الأدبية
مثل القصة والرواية تتغير بتأثير التلفزيون، كان أسامة أنور عكاشة يبدأ
مشواره نحو صياغة دراما إنسانية كبيرة».
ومن خلال أعماله المتلاحقة قدم الراحل الصراع الإنساني بواقعية، من دون
خطابة أو ادعاء، «الراية البيضاء»، «الشهد والدموع»، «أرابيسك»، «عصفور
النار»، «قال البحر»، «رحلة أبوالعلا البشري»، «مازال النيل يجري»، «ضمير
أبلة حكمت»، «أرابيسك»، «زيزينيا»، «عفاريت السيالة»، «المصراوية» وغيرها.
وقد ارتبط الراحل بتوأمه المخرج إسماعيل عبدالحافظ الذي ساهم بنصيب في هذه
المسيرة الإبداعية.
في مجال السينما كتب عكاشة مجموعة من الأفلام السينمائية الناجحة، لعل من
أهمها «كتيبة الإعدام، الهجامة، تحت الصفر، دماء على الأسفلت، الطعم
والسنارة، الاسكندراني». وفي المسرح كتب «القانون وسيادته»، «البحر بيضحك
ليه» لفرقة الفنانين المتحدين، ومسرحية «الناس اللي في التالت»، «ولاد
الذين». ومن أعماله الأدبية مجموعة قصصية بعنوان «خارج الدنيا » عام 1967
صادرة من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ورواية «أحلام في برج بابل»
عام ،1973 رواية «منخفض الهند الموسمي» عام ،2000 ورواية «وهج الصيف» عام
.2001 ونال العديد من الأوسمة والجوائز، أهمها جائزة الدولة للتفوق في
الفنون من المجلس الأعلى للثقافة في عام ،2002 جائزة الدولة التقديرية في
الفنون في عام .2008ئ
إنجازات
كتب أسامة أنور عكاشة أكثر من 40 مسلسلاً تلفزيونياً إضافة الى عدد من
الأفلام السينمائية والمسرحيات التي حفرت اسمه في الذاكرة كمؤلف مصري، وقد
جاءت شهرته الحقيقية مع مسلسل «الشهد والدموع»، الذي حقق نجاحاً مبهراً.
توالت بعد ذلك المسلسلات التي كتبها عكاشة، والتي نالت شهرة واسعة، ونجحت
في تغيير شكل الدراما التلفزيونية، كان من أهمها «المشربية، ليالي الحلمية،
زيزينيا، وقال البحر، ريش على مفيش، أنا وأنت وبابا في المشمش، لما التعلب
فات، عصفور النار، أرابيسك، امرأة من زمن الحب، أميرة في عابدين، كناريا
وشركاه، عفاريت السيالة، أحلام في البوابة، الحب وأشياء أخرى، رحلة السيد
أبوالعلا البشري، الحصار».
وفي مجال السهرات الدرامية كتب عكاشة نحو 15سهرة درامية، كان من أهمها
«تذكرة داود، العين اللي صابت، الشرير، الكمبيوتر، البراءة، مشوار عيد،
الملاحظة، الغائب، سكة رجوع، حب بلا ضفاف».
وفي مجال السينما كتب عكاشة مجموعة من الأفلام السينمائية الناجحة، لعل من
أهمها «كتيبة الإعدام، الهجامة، تحت الصفر، دماء على الأسفلت، الطعم
والسنارة، الاسكندراني
الإمارات اليوم في
29/05/2010
رحيل رحل بعد معاناة مع المرض
أسامة أنور عكاشة أعاد الاعتبار للمؤلف الدرامي
توفي صباح أمس (الجمعة) في القاهرة السيناريست أسامة أنور عكاشة عن عمر
يناهز 69 عاما، بعد صراع مع المرض. وكان أسامة أنور عكاشة يتلقى علاجه في
مستشفى وادي النيل، حيث كان قد نقل إليها اثر إصابته بضيق في التنفس بسبب
معاناته من مياه على الرئة، وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أمر بعلاجه
على نفقة الدولة.
أسامة أنور عكاشة أجرى من قبل عمليتين للقلب المفتوح بسبب ضيق في شرايين
القلب الأولى كانت عام 1998، بينما أجرى العملية الأخرى منذ ثلاثة أعوام.
وهو أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو للدراما المصرية، تعتبر اعماله
التلفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي مثل مسلسل «الشهد
والدموع» و«رحلة أبو العلا البشري» و«ليالي الحلمية» وغيرها وقد اعاد
الاعتبار للمؤلف الدرامي في التلفزيون.
سيرة ذاتية
وهو من مواليد 27 يوليو 1941 في مدينة طنطا محافظة الغربية. متزوج وله
أبناء. حصل على ليسانس آداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية من جامعة عين
شمس 1962. مؤلف وروائي. عمل مدرسا بالتربية والتعليم (1963-1964)، عضو فني
بالعلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ (1964-1966)، اختصاصي اجتماعي
بجامعة الأزهر (1966-1982)، عضو اللجنة المصرية لحقوق الانسان، عضو لجنة
التضامن الآسيوي الأفريقي. له أكثر من عشرين مسلسلا للتلفزيون وخمسة
سيناريوهات سينميائية. له مؤلفات منها: خارج الدنيا (مجموعة قصصية) 1967،
أحلام في برج بابل (رواية) 1984، مقاطع من أغنية قديمة (مجموعة قصصية
1988)، شارك في مؤتمر الابداع العربي الأول بالمغرب 1998، حصل على شهادة
تقدير عن مسلسل ليالي الحلمية في عيد الاعلاميين السابع 1990.
تحول مهم
بدأ نتاجه الثقافي كناصري وعروبي لكنه غيّر مساره الفكري في السنوات
الاخيرة واصبح اكثر تركيزا واهتماما بالقضايا المصرية. ومن بين مواقفه
المثيرة للجدل في السنوات الاخيرة كان دعوته لحل جامعة الدول العربية
وهجومه على عمرو بن العاص فاتح مصر الذي وصفه في احدى الاحاديث التلفزيونية
بانه «من أحقر الشخصيات في تاريخ الإسلامي».
آخر أعماله التلفزيونية كان مسلسل المصراوية الذي بث في سبتمبر 2007 الذي
حاز على جائزة أفضل عمل وجسد خلاله فترة مهمة من تاريخ مصر منذ بداية القرن
الماضي.
أبرز أعماله
قدم الراحل أسامة أنور عكاشة عشرات المسلسلات ومن أبرزها:
1.
المصراوية
2.
ليالي الحلمية
3.
تحت الرماد
4.
أحلام في البوابة
5.
وهج الصيف
6.
عفاريت السيالة
7.
أميرة في عابدين
8.
زيزينيا
9.
كناريا وشركاه
10.
لما التعلب فات
11.
امرأة من زمن الحب
12.
أهالينا
13.
الراية البيضا
14.
ابو العلا البشري
15.
سور مجرى العيون
16.
الهجامة
17.
ارابيسك
18.
ضمير أبلة حكمت
19.
انا وانت وبابا في المشمش
20.
عصفور النار
21.
حب بلا ضفاف
22.
وقال البحر
23.
الشهد والدموع
24.
وادرك شهريار الصباح
كما قدم العديد من الأعمال الإذاعية والسينمائية والمسرحية بينها:
25.
حكاية شعب (مسلسل إذاعي)
26.
ولاد اللذينة (مسرحية)
27.
الكومبيوتر (فيلم قصير)
28.
السرير (فيلم قصير)
29.
العين اللي صابت (فيلم قصير)
30.
البراءة (فيلم قصير)
31.
الحلم واشياء اخرى (تمثيلية)
32.
لسان العصفور (مسلسل إذاعي)
القبس الكويتية في
29/05/2010 |