أعلنت أمس الأول الأحد
جوائز الدورة الـ٦٣ لمهرجان كان السينمائى الدولى. حفلت قرارات لجنة
التحكيم التى ترأسها المخرج الأمريكى تيم بورتون بالعديد من المفاجآت التى
كادت تحول الجوائز إلى مهزلة لولا فوز الفيلم الفرنسى «عن الآلهة والبشر»
إخراج زافير بيفوا بالجائزة الكبرى التى تلى السعفة الذهبية مباشرة.
فاز بالسعفة الذهبية الفيلم
البريطانى «العم بونمى الذى يستطيع استعادة حيواته السابقة» إخراج فنان
السينما التايلاندى أبيشا تبونج ويراستاكول، وبجائزة أحسن إخراج ماتيو
آمالريك عن الفيلم الفرنسى «جولة»، وبجائزة أحسن سيناريو لى شانج دونج عن
فيلم كوريا الجنوبية «شعر» من إخراجه، وبجائزة لجنة التحكيم الفيلم الفرنسى
«رجل يصرخ» إخراج التشادى محمد صالح هارون.
أما جوائز التمثيل فقد فازت
جولييت بينوش عن دورها فى الفيلم الفرنسى «نسخة معتمدة» إخراج الإيرانى
عباس كياروستامى، وتقاسم جائزة أحسن ممثل خافير بارديم عن دوره فى الفيلم
المكسيكى «بيوتيفول» إخراج أليخاندو جونزاليس إيناريتو، وإليو جيرمانو عن
دوره فى الفيلم الإيطالى «حياتنا» إخراج دانيللى لوكيتى.
وهكذا فازت السينما
الفرنسية بـ٤ من جوائز المهرجان السبع، وفازت السينما البريطانية وسينما
كوريا الجنوبية بجائزة واحدة لكل منها، وتقاسمت السينما الإيطالية
والمكسيكية جائزة واحدة. صحيح أن الفيلم البريطانى لمخرج من تايلاند ومصور
بالكامل فى تايلاند، ويمكن اعتبار السينما فى تايلاند فازت بالسعفة الذهبية
فى كان، وصحيح أن مخرجه من فنانى السينما المؤلفين المبدعين، وكان فيلمه
يستحق الفوز بجائزة..
ولكن ليس أكبر جوائز أكبر
مهرجان فى العالم مع وجود فيلم «بيوتيفول» والفيلم البريطانى «عام آخر»
إخراج مايك لى والفيلم الفرنسى «عن الآلهة والبشر». وقد توقعنا أن تفوز
الأفلام الثلاثة بأهم الجوائز وهى: السعفة والكبرى والإخراج وجائزتا
التمثيل، ولم يفز سوى «عن الآلهة والبشر» بالجائزة الكبرى عن جدارة.
ما يقبل
وما لا يعقل
شعرت بالجو العام فى
المهرجان الذى لم يقدر «بيوتيفول» بما يستحق من تقدير، ولذلك توقعت أن يفوز
بجائزة الإخراج على الأقل. وعندما فاز «عن الآلهة والبشر» بالجائزة الكبرى،
ولم تبق سوى السعفة توقعت أن يفوز بها فيلم إيناريتو على أساس أن مايك لى
سبق أن فاز بها، ولكن كانت الصدمة بعدم فوزه إلا بجائزة أحسن ممثل،
ومناصفة، وكأن اللجنة تريد أن تذكر الفيلم على نحو ما حتى لا تكون قد
تجاهلته تماماً.
وعلى أى حال «بيوتيفول» ليس
فقط أحسن أفلام مهرجان كان هذا العام سواء داخل أم خارج المسابقة، وإنما من
أحسن الأفلام فى تاريخ السينما، وسوف يبقى فى ذاكرة الإبداع الإنسانى
الكبير.
فيلم
سعفة ٢٠١٠
ويراستاكول، الذى يطلب من
الأجانب مناداته باسم «جو» ليعفيهم من نطق اسمه التايلاندى الصعب، فنان
كبير منذ أخرج أول أفلامه الطويلة عام ٢٠٠٠. وقد سبق أن فاز فى مهرجان كان
بجائزة «نظرة خاصة» عن فيلمه «مع تمنياتى بالسعادة» عام ٢٠٠٢، وبجائزة لجنة
التحكيم عن فيلمه «أمراض استوائية» عام ٢٠٠٤. وفيلمه الفائز بالسعفة
الذهبية هو فيلمه السادس الطويل. ولاشك أنه الذى وضع السينما فى بلاده على
خريطة السينما فى العالم لأول مرة فى العقد الماضى.
ومثل كل فنان كبير يعبر
ويراستاكول فى أفلامه عن ثقافته الوطنية الخاصة بأسلوب شخصى وسينمائى نقى،
ولا يختلف الأمر فى الفيلم الجديد، فهو من الناحية الشكلية بالنسبة لنقاد
«الأنواع» فيلم «رعب» من أفلام الأشباح، ولكنه يعبر عن الإيمان بالقوى
الخفية كما يبدو فى الثقافة التايلاندية حيث لا تتناسخ أرواح البشر فقط،
وإنما يتم أيضاً تبادل الأرواح بين البشر والنباتات والحيوانات والأشباح.
وذلك من خلال قصة «العم بونمى» الذى يصاب بفشل كلوى ويقرر أن يقضى ما بقى
له من عمر فى الريف مع من يحبهم فى عالمنا، وحيث يأتيه من العالم الآخر شبح
زوجته التى توفيت فى هيئة إنسانية، بينما تأتيه روح ابنه الذى فقد على شكل
قرد.
ومن يعرف العالم السينمائى
لرئيس لجنة التحكيم تيم بورتون لن يندهش من منح السعفة الذهبية لفيلم «العم
بونمى»، فهو من عالمه، ولكن على الطريقة التايلاندية. ولكن الدهشة أن تأتى
السعفة الذهبية على ذوق رئيس اللجنة رغم أنها من ٩ أشخاص.
جائزة
لسينمائى ووزير سابق
أما لى شانج دونج، وهو
الآسيوى الثانى الذى فاز فى مهرجان كان هذا العام عن سيناريو فيلم «شعر» من
إخراجه، فهذا هو فيلمه الطويل الخامس منذ عام ١٩٩٦، وقد سبق أن فاز بجائزة
أحسن إخراج فى مهرجان فينسيا عام ٢٠٠٢ عن فيلمه «واحة»، وتولى منصب وزير
الثقافة فى بلاده منذ عام ٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٥.
وربما لا يعرف الكثيرون أن
دواوين الشعر فى كوريا الجنوبية تحقق «أعلى المبيعات». ويعبر الكاتب المخرج
فى فيلمه الفائز عن خشيته من ضعف إقبال الأجيال الجديدة على قراءة الشعر،
وعن الواقع الذى يفتقد الشعر فى الوقت نفسه. وذلك من خلال امرأة فى السادسة
والستين تعيش مع حفيدها الطالب، وتحاول أن تتعلم كتابة الشعر، وتقرضه لأول
مرة فى حياتها، وتعيش قصة حب مع جارها المريض الذى يماثلها فى العمر،
ولكنها تصدم فى حفيدها عندما تعلم أنه اشترك مع مجموعة من زملائه فى اغتصاب
فتاة، وأن هذه الفتاة قد انتحرت نتيجة الإحساس بالعار.
جولييت
بينوش
كانت جولييت بينوش نجمة
مهرجان كان هذا العام قبل أسابيع من بدء المهرجان، عندما صدر ملصق الدورة
يحمل صورتها تكتب كلمة كان باللون الأبيض الشفاف. كما كانت نجمة حفل الختام
أمس الأول عندما فازت بجائزة أحسن ممثلة، وكانت أكثر من رائعة عندما
استخدمت مسرح الحفل وهى تتسلم الجائزة، وطالبت بالإفراج عن المخرج الإيرانى
جعفر بناهى المعتقل منذ أول مارس فى طهران من دون سبب إلا أنه يصنع فيلماً
تخشى السلطات هناك أن يكون ضد ديكتاتوريتها.
جولييت بينوش من أكبر نجوم
السينما فى فرنسا والعالم، وفيلم «نسخة معتمدة» الذى فازت عن دورها فيه
فيلمها السادس والعشرون فقط منذ أن قدمها جودار فى «السلام عليك يا مريم»
عام ١٩٨٤. فهى تختار أفلامها بعناية بالغة، وتعمل مع كبار مخرجى السينما فى
باريس وعواصم السينما الأوروبية الأخرى وفى هوليوود أيضاً، أمثال لويس مال
وجون بورمان ومايكل هانكى وكريستوف كيشلوسكى وستيفن سبيلبرج.
وقد فازت بينوش التى نشأت
فى أجواء إبداعية مع والدها النحات ووالدتها الممثلة، بجائزة أوسكار أحسن
ممثلة فى دور مساعد عام ١٩٩٥ عن دورها فى «المريض الإنجليزى» إخراج أنتونى
مينجيللا، وكانت ثانى ممثلة فرنسية تفوز بالأوسكار بعد ٣٧ سنة من فوز سيمون
سينيوريه، ورشحت بعد ذلك لأوسكار أحسن ممثلة ثلاث مرات.
ودورها فى الفيلم الذى فازت
عنه فى مهرجان بلادها الكبير دور بلا اسم للشخصية الدرامية، وهى شخصية
امرأة فرنسية تملك «جاليرى» فى منطقة توسكانيا الإيطالية المعروفة بطبيعتها
الخلابة، وتلتقى هناك مع كاتب بريطانى، حيث تدور بينهما مناقشات حول الأصل
والصورة فى الحياة والفن. وأتاح لها الدور الإلقاء بالفرنسية والإنجليزية
والإيطالية معاً، فهى مثقفة قامت بدور مثقفة.
خافير
بارديم
ومثل جولييت بينوش نشأ
خافير بارديم الذى فاز بجائزة أحسن ممثل عن دوره فى «بيوتيفول» فى عائلة من
الفنانين، فجده كان ممثلاً، وكذلك جدته، ووالدته أيضاً التى حضرت معه فى
مهرجان كان، وعمه المخرج الكبير خوان أنتونيو بارديم.
ومثل الممثلة الفرنسية
الكبيرة عمل بارديم مع مخرجين كبار فى بلاده وفى أوروبا وهوليوود، مثل:
ألمودوفار وودى آلان ومايكل مان وجون مالكوفيتش. وقد شاهدت مولده ومولد
بينلوب كروز معاً فى فيلم «جامون جامون» إخراج بيجاس لونا، عندما عرض فى
مهرجان فينسيا عام ١٩٩٢، وكان أول فيلم كشف عن الموهبتين الإسبانيتين
اللتين لمعتا فى العالم.
رشح بارديم للفوز بجائزة
أحسن ممثل فى جوائز «جويا» التى تعادل الأوسكار فى إسبانيا ٧ مرات، وفاز ٤
مرات. وفاز بجائزة أحسن ممثل فى مهرجان فينسيا عن دوره فى الفيلم الأمريكى
«قبل هبوط الليل» إخراج جوليان شنابل، ورشح عنه للأوسكار. وفاز فى فينسيا
مرة ثانية عن دوره فى الفيلم الإسبانى «البحر فى داخلى» إخراج أليخاندرو
أمينابار، وكان ثانى ممثل يفوز مرتين فى تاريخ مهرجان فينسيا. وفاز بأوسكار
أحسن ممثل فى دور مساعد عن دوره فى الفيلم الأمريكى «لا وطن للشيوخ»، إخراج
جويل وإيتان كوين.
ودور بارديم فى «بيوتيفول»
دور رائع ربما يفوز عنه بالأوسكار العام المقبل، ولكن من دون شريك كما حدث
فى كان.
جوائزالأفلام القصيرة
فاز الفيلم الفرنسى «كلاب
التاريخ» إخراج سيرج أفيدكيان، وهو مخرج فرنسى أرمنى، بالسعفة الذهبية
لأحسن فيلم قصير. ومن الجدير بالذكر أن رئيس لجنة التحكيم آتوم إيجويان
كندى أرمنى من أصل مصرى. وفاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم السويدى «ميكى
بادر» إخراج فريدا كامن.
جائزة
«نظرة خاصة»
فاز بجائزة أحسن فيلم فى
برنامج «نظرة خاصة» من اختيارات إدارة المهرجان الرسمية فيلم كوريا
الجنوبية «هاهاها» إخراج هونج سانج سو، وبجائزة لجنة التحكيم فيلم بيرو
«أكتوبر» إخراج دانييل وديجو فيجا. ومنحت اللجنة التى ترأستها المخرجة
الفرنسية كلير دنيس جائزة خاصة إلى ثلاث ممثلات فى الفيلم الأرجنتينى
«الشفاه» إخراج إيفان فوند، وهن: أديلا سانشيز وإيفا بيانكو وفيكتوريا
رابوسو.
جائزة
الكاميرا الذهبية
فاز بجائزة الكاميرا
الذهبية لأحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول الفيلم المكسيكى «سنة كبيسة»
إخراج ميشيل روى. ومن الجدير بالذكر أن رئيس لجنة التحكيم الممثل المكسيكى
جيل جارسيا بيرنال.
المصري اليوم في
25/05/2010 |