في أحد حوارات المخرج «داود عبد السيد» قال إن «أحمد حلمي» كان مرشحاً
لبطولة «رسائل البحر» قبل أن يلعب هذا الدور «آسر ياسين».. قبل خمس سنوات
كان «كريم عبد العزيز» هو المرشح لأداء الدور.. سبق مثلاً أن رشح المخرج
«محمد خان» أحمد عز لبطولة فيلمه «في شقة مصر الجديدة» وقال لي «خان» بعد
أن قرأ «عز» السيناريو سأله هل تضمن أن هذا الفيلم يحقق في شباك التذاكر 20
مليون جنيه و «محمد خان» بالطبع لا يضمن ذلك وأفلامه عادة لا تحقق هذا
الرواج الجماهيري الضخم عند عرضها لكنها تعيش مع الناس.. لهذا أسند الدور
إلي «خالد أبو النجا» الذي لم يسأل لا عن 20 مليوناً ولا 4 ملايين..
المخرجون أمثال «داود عبد السيد» و «خيري بشارة» و «محمد خان» و «يسري نصر
الله» وغيرهم يرحبون بالعمل مع كبار النجوم وتحديداً نجوم الشباك لأن لديهم
وجهة نظر في الفنان قبل النجم وليس النجم قبل الفنان.. مثلاً كان «عادل
إمام» هو المرشح لثلاثة أفلام من إخراج «داود عبد السيد» وهي «الصعاليك» ،
«الكيت كات»، «مواطن ومخبر وحرامي».. الفيلم الوحيد الذي أتصور أن «عادل
إمام» نادم علي أنه لم يلعب بطولته هو «الكيت كات» برغم ثنائه الشخصي في
أكثر من حوار علي أداء «محمود عبد العزيز» في دور «الشيخ حسني» إلا أنني
أعتقد أن سبب ندمه ليس متعلقاً بمستوي الفيلم ولكن الإيرادات الضخمة التي
حققها «الكيت كات»؟!
النجوم في العالم كله وليس فقط مصر أعني بهم
Suber Star نجوم الشباك لديهم دائماً حسبة أخري تجارية ليست فقط فنية.. «أحمد
حلمي» في آخر فيلمين له قدم ولا شك مغامرات «آسف ع الإزعاج» لخالد مرعي و
«1000 مبروك» لأحمد جلال وهما فيلمان ضد السياق العام لنجم الكوميديا
ويحملان ملمحاً مغايراً ما ولكن يظلان في نهاية الأمر ينتميان لعالم النجم
وليس للمخرج.. أتصور أن إحجام نجوم الشباك في السينما المصرية أمثال «حلمي»
، «عز» ، «كريم« ، «السقا» ، «سعد» عن مثل هذه التجارب التي تحمل نبضاً
سينمائياً لأنها في نهاية الأمر محسوبة لمخرجيها.. «أحمد زكي» و «نور
الشريف» في الجيل الماضي ربما كانا هما أكثر نجمين استوعبا أهمية العمل في
ظل سينما المخرج.. وفي نفس الوقت كان كل منهما يقدم بين الحين والآخر
أفلاماً يسيطر من خلالها النجم علي كل المفردات، أفلاماً تنطق باسمه مثل
«أحمد زكي» في أفلام «حسن اللول» ، «المخطوفة» ، «أبو الدهب» ورغم ذلك فإن
الأفلام التي تعيش في الذاكرة لهؤلاء النجوم هي تلك التي قفزوا من خلالها
للزمن ونري فيها إحساس المخرج وليس فقط بريق النجم جاذبية الشاشة وليست فقط
جاذبية النجم.. نجوم الشباك الحاليون عليهم أن يقفزوا الآن إلي هذه السينما
قبل أن يصبحوا في الغد غير قادرين علي القفز!!
الدستور المصرية في
28/02/2010
ندوة للبحث عن »رسائل البحر«
أدار الندوة: عبد الرازق حسين أعدها للنشر: محمد التلاوي ـ
محمد خضير
نظمت آخر ساعة ندوة لمناقشة فيلم رسائل البحر،
حضرها المخرج داود عبدالسيد وآسر ياسين ومحمد لطفي وبسمة، شارك في
المناقشات الناقدة ماجدة خير الله، والدكتور وليد سيف والأمير أباظة ومحمود قاسم،
تناولت المناقشات الجدل الذي يدور حول الفيلم،
وما يتردد حول وجود مشاهد غير لائقة، والرموز والدلالات الفنية،
والتأثير الفني الذي انعكس علي الفيلم بسبب جمع داود بين الكتابة والإخراج،
والغموض في الأحداث وبناء الشخوص، الذي يدفع بعض المشاهدين لرفض الفيلم،
كما أشار الحاضرون لمستوي الأداء التمثيلي، ورسالة البحر الغامضة المكتوبة بلغة
غير مفهومة، في ختام الندوة كرمت آخر ساعة مخرج ونجوم الفيلم، حيث تولي
الزميل محمد علي السيد نائبا عن رئيس التحرير تسليم الدروع التذكارية.
بدأت الندوة بترحيب الناقد عبدالرازق حسين بالحاضرين وقال:
رسائل البحر عمل فني يكتسب أهميته من ناحية مضمونه ودلالاته ورموزه الفنية،
ومخرجه داود عبدالسيد، أحد المهمومين بصناعة السينما الجادة،
في أعماله السابقة كان يشارك في كتابة السيناريو بدرجات متفاوته، لكنه في
رسائل البحر يقدم نفسه كمؤلف ومخرج وصانع للفكرة والصورة بكافة تفاصيلها
ورموزها، أتصور أن القراءة الفنية لهذا الفيلم يجب أن تتم من خلال مستويين،
أحدهما الأحداث والشخصيات المفهومة للمشاهد العادي، والمستوي الثاني الرموز
والدلالات الفنية، لذلك أطالب المخرج بأن يتحدث في البداية عن هذا
المستوي الرمزي،
ويشرح وجهة نظره في الدلالات الفنية،
وبالذات مشهد النهاية، حيث جلس بطلا الفيلم داخل قارب صغير مكتوب عليه القدس،
المخرج قال لإحدي الصحف أن اسم القارب مجرد صدفه،
وإن كنت لا أتصور أن مخرجا في حجم داود عبدالسيد، يمكن أن يترك مثل هذه الدلالة الرمزية للصدفة.
مجرد صدفة
علق المخرج داود عبدالسيد:
لا يوجد مستوي رمزي لأحداث فيلم رسائل البحر، والقول بوجود هذا المستوي يعني توجيه المشاهدين
وفرض تفسيرات محددة،
ومن ناحيتي أفضل أن يفسر الفيلم كل مشاهد كما
يريد، لكنني أعترف بوجود دلالات وليس رموزا،
اسم قابيل الذي يؤدي دوره الفنان محمد لطفي، هو إحالة لقصة قابيل وهابيل،
أما القارب في مشهد النهاية فإنه لا يحمل دلالات،
بالفعل المسألة مجرد صدفة، استأجرت قاربا لتصوير المشهد،
ربما كان خطأ من جانبي عدم إزالة اسم القارب، لكنه أمر مزعج بالنسبة لي أن يكون هذا المستوي من
قراءة الأفلام مازال موجودا.
وعن المشاهد الجنسية قال داود:
أتمني أن يحدد لي أحد أماكن وجود هذه المناظر في فيلمي، هذا الالتباس يعود
إلي عدم دقة التوصيل، فارق كبير بين علاقة الحب،
وتصوير العلاقة فوق الفراش،
يبدو أن الجمهور والنقاد يطلبون مني هذا،
وأنا سعيد بخيال النقاد، وإن كانت هذه المشاهد غير موجودة في فيلمي.
المهم التمثيل
الفنان آسر ياسين تحدث عن المشاكل الفنية التي واجهت إعداده لشخصية
يحيي الشاب الخجول الذي يعاني من التلعثم في نطق حروف الكلمات،
قال: ترددت علي عيادات الطب النفسي،
وطالعت ظروف ومشاكل الحالات المشابهة من خلال شبكة
الإنترنت، وتحدثت مع إخصائيين لمعرفة الأسباب العلمية،
هل تعود إلي مشاكل في المخ أم أزمات نفسية، كما تلقيت دروسا مكثفة للتحكم في خروج النفس
والصوت والألفاظ،
وأضاف:
أغلب مشاهد الفيلم صورت في الإسكندرية تحت أمطار النوات والبرد القارس،
وكنت حريصا علي عدم التمثيل،
فقط حاولت أن أكون بسيطا وتلقائيا،
وعن الرهان عليه كنجم للمستقبل قال:
أتمني أن يكسب الذين يراهنون،
لكنني أحدد اختياراتي بعيدا عن ذلك، ليس هدفي المال أو الشهرة،
لكن التمثيل فقط.
قلق بسمة
بسمة تحدثت عن شخصية نورا،
ونظرة المجتمع السيئة لها، حيث قررت أن تعيش حياة الغانية التي تبيع جسدها لمن يدفع الثمن،
فهي لا تري فرقا أن تكون زوجة ثانية لثري يزورها في المناسبات، وأن تبيع
جسدها للعشرات، إلي أن تلتقي بإنسان تشعر بصدق وحيوية مشاعره،
قالت بسمة: تحدثت مع الأستاذ داود عن الخوف من نظرة الجمهور لهذه الشخصية،
رغم أنني أفهم منطقها ومبررات سلوكها، كثيرون يحكمون عليها من منطق أخلاقي،
فهي متزوجة من رجل ثري ينفق عليها، لماذا تخونه،
لكن ما تريد أن تقوله الشخصية من خلال الفيلم، أن الزواج ليس مجرد ورقة تكسب العلاقة بين
الزوجين الشرعية أمام الناس والمجتمع،
نورا صاحبة وجهة نظر في الحياة، لذلك قررت اختيار مصيرها،
وحول قدرتها علي اختيار أدوارها في المرحلة المقبلة قالت:
هذا ترف لا تملكه سوي ممثلة أو اثنتين لا
توجد ممثلة نجمة ذات ثقل يسمح لها باختيار أدوارها بين عدة بدائل.
<
الفنان محمد لطفي قال:
قبل قراءة السيناريو كنت أشعر أن دور قابيل مكافأة من المخرج الكبير داود
عبدالسيد، ثم تأكدت أثناء القراءة أنني أمام فيلم يعكس إيقاع السينما وبهجتها،
تدربت علي حالة الصرع عند طبيب وصديق، الدور يتميز بالمشاعر العميقة،
والتفاصيل الإنسانية التي أبرزها الأستاذ داود،
ورغم أنني أقدم غالبا الشخصيات الكوميدية،
إلا أنني لم أشعر بالغربة مع قابيل.
دور سخيف
<
سألت الناقدة ماجدة خير الله عن السيناريو الذي كتب لأحمد زكي، هل هو نفس السيناريو للفيلم المعروض حاليا،
وكيف يري داود عبدالسيد انهيار الطبقة الوسطي؟
<<
قال داود عبدالسيد:
رسائل البحر لم يكتب لممثل محدد،
وأضاف أنه ليس خبيرا اقتصاديا ليحدد ما حدث للطبقة
الوسطي، لكنه كمواطن يري أنها تزداد.
<
حول سؤال للناقد الأمير أباظة عن اختيار المخرجة التسجيلية
نبيهة لطفي لدور السيدة المصرية إيطالية الأصل قال داود:
لا توجد ممثلة في هذه الشريحة العمرية، كما أن شكلها أقرب للملامح الإيطالية،
وأضاف: شعرت أيضا بالحيرة عند اختيار ممثل لأداء الدور الذي قدمه صلاح
عبدالله، دور سخيف وشائن، لكنه يحتاج إلي ممثل كبير،
ووافق صلاح، ورفض أن يتقاضي أجرا عن أداء هذا الدور.
<
الناقد محمود قاسم قال:
إن فيلم رسائل البحر أظهر مدينة الإسكندرية في صورة لا يراها بدقة إلا
الذين يحبون هذه المدينة، وأشار إلي العلاقات والتي لا تتحقق بالنسبة لأطرافها،
وقال إن المخرج أكد قدرته علي براعة الحكم في أرض الخوف ومواطن ومخبر
وحرامي ورسائل البحر.
<
قال الناقد وليد سيف:
الفيلم يضم دلالات وإيحاءات وجمال، وقد شاركت في العديد من لجان مشاهدة الأفلام في
المهرجانات الدولية،
وأستطيع التأكيد علي أن هذا الفيلم شديد الندرة في
جودته وجماله.
في ختام الندوة قال المخرج داود عبدالسيد:
رسالة البحر المكتوبة بلغة غير مفهومة أنها حياة الإنسان،
رسالة لا يستطيع فهمها، ورفض الاعتراف بأن الفيلم يحتاج لنوعية خاصة من المشاهدين،
وأشار إلي أن إيراداته تؤكد ذلك،
ورفض تعليق بعض الحاضرين علي
غموض بعض التحولات الدرامية.
آخر ساعة المصرية في
02/03/2010 |