أصرَّ المخرج الفلسطيني رائد أنضوني على أن
يُصَنَّف كمخرج من فلسطين وليس كمخرج فلسطيني، وذلك خلال
المؤتمر الصحافي الذي
أجراه بعد العرض الأول لفيلمه الجديد 'صداع'، ضمن مسابقة المهر العربي لفئة
الأفلام
الوثائقية، في مهرجان دبي السينمائي السادس. وعندما سئل عن سبب هذا
التصنيف، أجاب
بأنه عندما قرر أن لا يكون فلسطينيا اكتشف فلسطينيته، لأن
فلسطين غير مرتبطة
بالجغرافيا، فهي ليست شعارا يضعه ليثبت هويته، بل هي ذاكرته وذاكرة أهله
وشعبه.
في رده على سؤال حول شعوره لعدم الاعتراف بفلسطين كدولة أثناء مشاركة
الأفلام
الفلسطينية في بعض المهرجانات، أجاب رائد بأن الفلسطينيين هم الأحرار
والآخرين هم
العبيد، وأن الفلسطينيين لا يبحثون عن اعتراف شركات هوليوود مثل
warner brothers
أو
غيرها.
كما قال أنه شخصياً لا يحلم بالأوسكار، مشيرا إلى وجود أفلام فلسطينية
تُنتَج وتُخرَج في الشتات حيث يعيش الملايين من الفلسطينيين الذين يشكلون
مع
فلسطيني الداخل تنوعا كبيرا، تجمعهم الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني.
لم يصنف
أنضوني فيلمه ضمن أي فئة من الأفلام، لأن الفيلم كما قال مبني بأكثر من لغة
سينمائية. كما أكد بأنه ليس من الأفلام العشوائية التي يمكن مشاهدتها دون
فهم أي
شيء، موضحا أنه طرح من خلال 'صداع' أسئلة بلا إجابة تتضمن
فلسفة، لأنه يحترم
المشاهد، لكنه يؤمن بالحرية بشكل مطلق ويدعو إلى حرية الإنسان.
يظهر فيلم
'صداع'
لجوء أنضوني إلى طبيب نفسي بسبب صداع مزمن يتعرض له، حيث يسجل جلساته
العلاجية على مدار عشرين أسبوعاً من خلال كاميرا تصور خلف الزجاج. ينتقل
بعد ذلك في
رحلة سيكولوجية ذاتية إلى فلسطين المعاصرة ومنها إلى ذاكرة
الفلسطينيين الذين عاشوا
في ظل الاحتلال وعانوا من قمع حقوق المواطنة. يدافع أنضوني من خلال فيلمه
عن فكرة
الحق بأن يكون ضعيفاً بالرغم من اختلاف معظم الشخصيات الفيلم معه على تطبيق
هذه
الفكرة. وهذه هي المشاركة الثانية لرائد أنضوني بعد فيلم
'ارتجال' الذي عرض في
الدورة الثانية من مهرجان دبي السينمائي الدولي.
القدس
العربي
في
14/12/2009
السينما الفلسطينية الاكثر حيوية وحراكا بين
السينمات
العربية في مهرجان دبي
دبي - (أ ف
ب)
'على هذه الارض ما يستحق الحياة'، هو العنوان
الذي اختاره مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السادسة
للمشاركة الفلسطينية
التي تعتبر الاكثر انتاجية وبالتالي الاكثر حضورا في السينما العربية.
وينم هذا
الحراك الفلسطيني عن طاقات متنامية لدى عدد من الشباب فضلا عن مخرجين
مخضرمين
يطورون باستمرار ادواتهم الفنية وادوارهم للتعامل مع واقع يغضب ويقسو ويدفع
للابداع
الذي يصبح وسيلة للوجود والتعبير عن الذات.
واستوحى منظمو مهرجان دبي العنوان من
قصيدة شهيرة لمحمود درويش الذي يخيم ظل فقدانه على اكثر من عمل
في المهرجان، كما
أشاروا الى ان 'اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية، كان لا بد ان يكون
مناسبة
لتسليط الضوء على مجموعة متألقة من المبدعين الفلسطينيين، ليس لغايات
سياسية، وإنما
لكشف ثراء ثقافي بصري فلسطيني على الرغم من الاوضاع الصعبة'.
وبين الاعمال
الفلسطينية قدم نصري حجاج عمله الثاني الوثائقي 'كما قال الشاعر' الذي حاول
فيه
تصوير الشاعر الغائب في حضرة صوته. وحاز حجاج قبل عامين جائزة في دبي عن
فيلمه
الاول 'في ظل الغياب'.
يمتد صوت درويش ملقيا لقصائده على مساحة الفيلم الذي يقرأ
خلاله كتاب كبار عرفوه مقاطع من شعره بلغاتهم مثل الروائي الجنوب افريقي
ويل سوينكا
والاسباني جوزيه ساراماغو الكاتب الاسباني والشاعر الكردي
شيركو بيكس واللبنانية
جومانا حداد والفرنسي دومينيك دي فيلبان الذي عرف درويش في مرحلة اقامته في
باريس.
وحضر دي فيلبان العرض الاول للفيلم مصحوبا بزوجته، ومشددا على وجوده
بصفته شاعرا صديقا لدرويش وليس سياسيا.
وصور الفيلم رؤية حجاج لشعر درويش دون ان
يستغل صور الارشيف ومستعينا بصوت الشاعر وحده ما فرض على
المخرج تحديا كبيرا اعتمد
فيه تركيبات صورية من وحي شعر درويش واستعان بكثير من الموسيقى مع كل من
المغنية
الفلسطينية امل مرقص واللبنانية هبة القواس وغيرهن.
ويعتبر المقطع الذي قدم فيه
الفيلم شابا ابكم قصيدة ايمائية لدرويش من أقوى وأهم اجزاء
الفيلم الذي يظل مفتقدا
لصورة الشاعر الذي لا يغيب ويتمسك بظله اكثر من فيلم في المهرجان.
هكذا هي الحال
في فيلم اللبناني طلال خوري القصير '9 آب' الذي هو عبارة عن شريط تصويري
لقصيدة 'واجب شخصي' للشاعر الكبير مع شاب يتذكر
درويش ويعبر عن مرارة الرحيل على المستوى
العام والخاص.
أما شريط 'حاجز الصخرة: موسيقى تضرب الجدران' الوثائقي للمخرج
فيرمن موغوروزا والذي يعرض مساء السبت في المسرح المفتوح بمدينة دبي
للاعلام ضمن
برنامج 'إيقاعات وأفلام' فيصور رحلة الى فلسطين يصحب خلالها
الفيلم مشاهده الى
الاعمال الموسيقية لمجموعة من اشهر المغنين الشباب الفلسطينيين والذين
تاثروا جميعا
بدرويش واشعاره.
وبين هؤلاء الاخوة جبران ومغنية الراب صفاء حتحوت من فرقة 'عربيات' ومثنى شعبان من فرقة 'دام' وامل
مرقص وحبيب الديك وآخرون. وسيتمكن مشاهدو
الفيلم من الاستمتاع بحفل موسيقي مجاني لعدد من الفنانين
الفلسطينيين المشاركين في
الفيلم.
ومثلما تهيمن صورة درويش الذي تحول الى ايقونة ورمز وطني على عدد من
الاعمال تهيمن صورة غزة الجريحة على اعمال اخرى يتصدرها شريط 'اطلاق النار
على فيل'
من اخراج البرتو آرسي الايطالي ومحمد رجيلة وهو يوثق بواقعية كبيرة لويلات
الحرب في
غزة ناقلا مشاهد مروعة للمكان في عمل يعتبر ثمرة مرافقة فرق الاسعاف
والطوارئ
والصحافيين اثناء عملهم خلال حرب غزة.
ويقدم الفرنسي من اصل مصري والذي دخل غزة
فور انتهاء الحرب صورة اخرى لغزة المستيقظة من الموت في شريط
'غزة مباشر' فيما ينقل
'الرصاص
المصبوب' للايطالي ستيفانو سافونا والذي يقدم ضمن 'الليالي العربية' بجرأة
قساوة اليومي الفلسطيني في غزة خلال الايام القاتلة في مشاهد صادمة.
لكن الاعمال
الفلسطينية او التي تتناول فلسطين في دبي لا تقتصر على هذين الموضوعين فقد
قدم رائد
انضوني الجمعة فيلم 'صداع' عارضا رؤية تحليلية مبتكرة ونفاذة تتناول الذات
من خلال
جلسات تحليل نفسية على مدى عشرين اسبوعا للمخرج الذي يعاني من الصداع.
دائما في
الوثائقي الطاغي يقدم فيلم 'العودة الى الذات' للمخرج بلال يوسف ويتناول
قصة
فلسطيني درزي يدفع قسرا للالتحاق بالجيش الاسرائيلي.
واختار مهرجان دبي لافتتاح
تظاهرة 'الجسر الثقافي' مساء السبت فيلم 'بدرس' وهو اسم قرية
فلسطينية في الضفة
الغربية تهدد اسرائيل وجودها ويتمحور حول حياة اسرة وتظاهرة ضد الجدار.
والفيلم
وثائقي للمخرجة البرازيلية المقيمة في نيويورك جوليا باشا سبق وأخرجت 'نقطة
تلاقي'
الذي فاز بمهرجان تريبيكا عام 2006.
المخرج والممثل محمد بكري الذي يؤدي احد
الادوار في فيلم ميشال خليفي يقدم بدوره شريطه الوثائقي
الثالث: 'زهرة' الذي يتناول
حياة امرأة من الجليل وعبرها فلسطين قبل العام 1948، كما يشارك في لجنة
تحكيم 'المهر الاسيوي الافريقي' التي يشارك فيها
من فلسطين ايضا عمر القطان منتج فيلم
'زنديق'.
و'زنديق' يشارك عبره المخرج المخضرم ميشال خليفي ضمن المسابقة الرسمية
للمهرجان ناقلا دراما مكثفة تدور احداثها بين الناصرة ورام الله خلال 24
ساعة.
ودخل فيلم 'امريكا' لشيرين دعيبس والذي ينقل حياة عائلة فلسطينية
مهاجرة مسابقة 'المهر
للافلام العربية' بعد ان سبق له الفوز بجائزة النقاد الدوليين في مهرجان
كان
السينمائي عن مشاركته في تظاهرة 'خمسة عشر يوما للمخرجين'
وبجائزة افضل فيلم عربي
وجائزة السيناريو في مهرجان القاهرة السينمائي الاخير.
وبين الفلسطينيين
الحاضرين بكثافة في مهرجان دبي رشيد مشهراوي الذي يقدم فيلمه الوثائقي 'الاجنحة
الصغيرة' عن اطفال بغداد رابطا بينهم وبين اطفال فلسطين في احلامهم
وخبراتهم.
وفي حين تشارك الممثلة هيام عباس تمثيلا في فيلم اللبنانية ديما الحر 'كل يوم عيد' ضمن مسابقة المهر العربي، انتج
مشهراوي العمل الروائي الاول للبناني
ديغول عيد الذي يعرض ضمن هذه المسابقة ايضا.
وشهدت فعاليات المهرجان بعد ظهر
الجمعة ندوة حملت عنوان: 'ضد التيار: دراسة عن صناعة الافلام
في فلسطين' وشارك فيها
كل من ميشيل خليفي ورشيد مشهراوي ومي مصري ورائد انضوني.
القدس
العربي
في
14/12/2009 |