أثار الفيلم الفلسطيني “زنديق” للمخرج ميشيل خليفي الذي عرض ضمن
مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة جدلاً فور عرضه، لاحتوائه
مشاهد وصفت بالجارحة وعبارات نابية تخللت الحوار . وتدور قصة الفيلم حول
مخرج فلسطيني يعود لوطنه من أوروبا ليصور فيلماً في رام الله، لتوثيق نكبة
1948 وآلام تلك الحقبة، التي ارتكبت بها أحداث لا تزال عالقة في ذاكرة
الجيل الذي عاصرها، وعلى مدى يوم وليلة يتعرض لأزمة تهدد وجوده ومعتقداته
حين يقوم أحد أقاربه بقتل رجل من الناصرة، ما يضعه وأفراد عائلته تحت خطر
الانتقام . الفيلم بطولة ميرنا عوض، ومحمد بكري .التقينا خليفي وحاورناه
حول الفيلم الذي سبق وفاز بجائزة المهرجان للأعمال قيد الإنجاز، كما فاز
أمس بجائزة “بوابة الصحراء” التي تمنحها شركة “بوابة الصحراء” للإنتاج
الفني فكان هذا الحوار:
·
بداية ماذا أردت من تقديم
“زنديق”؟
أردت صنع سينما عن التجربة الإنسانية، وهي سينما أحاول إجادتها، وأبرز
انعكاساتها من خلال التجارب الحياتية التي يعيشها المجتمع، ما يهمني هو
الوضع الفلسطيني الذي يتأزم عام بعد آخر .
·
ألا ترى أن صناعة فيلم داخل فيلم
فكرة مقتبسة؟
القضية في الفيلم أن البطل يعد لفيلم وثائقي عن نكبة ،1948 ويجري
مقابلات بالكاميرا مع أناس عاصروا النكبة هم الآن في مرحلة الشيخوخة ليجد
أن ابن أخيه قتل رجلاً من الناصرة، مما يضع جميع أفراد العائلة تحت خط
الثأر، ويبدأ في التفكير: هل يعود الى أوروبا أم يستمر؟ وعندما ينظر
للكاميرا التي صور بها تتابع المشاهد ويرى الواقع قد تحول لرؤية، ويبدأ في
التساؤل عن الوضع الذي تعيشه فلسطين، بعد أن أصبح كل إنسان يحاول التعايش
بطريقته، رغم أن الجميع يعيش في غرفة رغم وجوده في بلده، وهي جدلية صادقة .
·
البعض قال إن الفيلم دعوة
للتمازج بين السينما الاجتماعية، والأعمال الوثائقية؟
غير صحيح، وأنا أفكر بطريقة جدلية من خلال التيه في واقع مؤلم، وفي
ذهني حيرتي كإنسان عربي .
·
وهل واجهت صعوبة في إيجاد جهة
منتجة؟
لم أواجه صعوبة في الإنتاج لأنني المنتج، بعد أن رفضت اشتراك أية جهة
في الإنتاج تعيق تنفيذ ما أؤمن به من فكرة؟
·
لهذا السبب ظهر الفيلم وكأنه
“طبخة فقراء”؟
وأنا سعيد بهذا الوصف، لأنني ما زلت أذكر أن فكرة الفيلم جاءتني من
عدة عناصر، ثم تمحورت الى أحداث متشابكة عشتها بنفسي ويعيشها الآخرون أيضاً
.
·
صورت في مدينة الناصرة، ألم تشعر
بالخوف؟
الفلسطيني لا يخاف، لأن شخصيته تراكمات من النضال، وكل صناع الفيلم
أجيال سينمائية مليئة بالوطنية لدرجة تصل بهم للتضحية بأنفسهم من أجل إنجاز
ما يؤمنون به .
·
أحداث الفيلم تدور في ليلة
واحدة، فما مدة تصويره؟
صورنا أحداث ليلة واحدة في أكثر من 6 أسابيع .
·
وهل استخدمت التقنية الحديثة في
التصوير؟
التقنية الحديثة استخدمناها في التصوير لرغبتنا في مواكبة الوضع
السينمائي الجديد .
·
برأيك هل اختزلت القضية
الفلسطينية في السينما فقط؟
القضية الفلسطينية سوف تبقى هم كل المبدعين على مستوى العالم، وعبرت
عنها الدراما التلفزيونية والمسرح وكل أنواع الفنون .
·
ما تعليقك على الجدل الذي أثير
عقب عرض الفيلم؟
شيء عظيم، ونجاح لكل صناع “زنديق” الذي يتوقع له أن يثير المزيد من
الجدل بين المهتمين بالسينما، ولا يمكن أن يجمع عمل كل الناس، وهي ظاهرة
صحية، في أن يطرح كل متفرج وجهة نظره في الفيلم .
·
المخرجون الجدد يهتمون بالصورة
أكثر من الحوار، هل أنت منهم؟
لا يوجد شيء أهم من الآخر في الفن السينمائي، والحوار جزء أساسي من
الحدث، وانعكاس له .
·
ما رأيك بالأعمال الأجنبية التي
سلطت الضوء على قضية فلسطين؟
سؤال صعب ويحتاج لدراسة عميقة .
·
وما الذي يتميز به فكر المخرج
الغربي في تناول فلسطين سينمائياً؟
ذلك يرجع بالتأكيد الى ايديولوجية كل مخرج .
·
ألا ترى أن السينما الفلسطينية
في معظمها، أصبحت غير جادة؟
ربما، ولكن ما أحب تأكيده أنها تحولت من الهم الوطني الى ما يعرف
بالسينما التجارية، بدليل وجود أعمال عرضت بالخارج وحققت أرباحاً هائلة مثل
أفلام “عرس الخليل” و”حكاية الجواري” و”نشيد الحجر” و”في الذاكرة الخصبة”
و”طريق 181” و”معلول تحتفل بدمارها” .
·
لكن هذا دليل نجاح لتلك الأفلام؟
هذا يرجع للاحتفاء بالسينما الفلسطينية لأن المشاهد يريد رؤية صورة
صادقة عن فلسطين .
·
هل تتوقع فوز “زنديق” في
المسابقة؟
أريد التأكيد على أنني سعدت كثيراً بعرض الفيلم في المسابقة وبوجودي
ضمن المخرجين المشاركين، لكن ليس بالضرورة أن يفوز الفيلم، فمجرد عرضه
بالمهرجان، قوة لكل صناعه تدفعهم لإنجاز المزيد من الأعمال الناجحة .
·
وما ردك على أن الفيلم مليء
بالمشاهد والعبارات الجارحة؟
أنا فنان أحاكي الواقع المليء بالتجارب، فهل يستطيع الإنسان أن يعيش
دون شربه للماء، أو أن يمتنع عن تنفس الهواء، بالتأكيد أنه يمرض ويموت،
والفيلم يعبّر عن الناس وهمومهم وحاجاتهم، وممارسة حياتهم الخاصة، فكيف
يفكر البعض بأن المشاهد والعبارات التي وصوفها بالجارحة لا تليق في عمل
فلسطيني دون أن يفكروا في انعكاسات الحياة العصرية على المواطن الفلسطيني
الذي يرزح تحت الاحتلال . ولن أبالغ إذا قلت إن تلك المشاهد والعبارات وظفت
فنياً لصالح الفيلم .
الخليج الإماراتية
في
13/12/2009
السينما العراقية تتألق
تحت أنقاض النزاع الذي يتصدر أخبار العالم في العراق، تنمو ثقافة
سينمائية غنية وجدت فرصتها للتألق في إطار المهرجان، فعروض الأفلام
العراقية المقررة للمهرجان تشمل مؤلفات لرشيد مشهراوي وشوكت أمين كركي
وهينر سليم فضلاً عن سينمائيين صاعدين مثل حيدر رشيد وهادي مهود .
ونال فيلمي “أبي . خالي .” و”انهيار” نقداً إيجابياً خلال عرضهما
الافتتاحي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، حيث سلطا الضوء على براعة
المعالجة للمواضيع والأفكار التي تناولتها الأفلام العراقية في المهرجان .
وصرح مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي
الدولي، أن الأفلام العراقية تبرهن عن مرونة إبداعية للسينمائيين الذين ما
زالوا يسعون وراء شغفهم لخلق روايات وأعمال تأسر القلوب .
وتم تقديم فيلم “أبي . خالي .” للمخرج كريستوف هيلر، في عرضه
الافتتاحي للشرق الأوسط، وسيتم عرضه مجدداً غداً في صالة سيني ستار ،6 مول
الإمارات . وتدور أحداث الفيلم حول “سنان” الذي ولد في العراق، وتبناه عمّه
فاروق وزوجته الألمانية “برونهيلد” . وبعد عدة سنوات، قرر الزوجان
الانفصال، فعادت الأم المُتبنيّة بابنها “سنان” إلى ألمانيا، ليقضي هناك
سنوات عمره .
تفاعل فني بين المخرج وفيلمه
الخليج الإماراتية
في
13/12/2009
“صداع” رحلة تجسد هوية فلسطين
أقام صناع فيلم “صداع” ندوة تحدثوا فيها عن محتوى الفيلم وتصنيفه
وشخصياته وارتباط قصة الفيلم بحياتهم بشكل مباشر، فرائد أنضوني مخرج الفيلم
والممثل فيه يعاني من صداع مزمن، ويذهب لطبيب نفسي ويسجل جلساته العلاجية
على مدى 20 أسبوعاً ومنها يأخذنا في رحلة سيكولوجية ذاتية إلى فلسطين
المعاصرة، ليقدم فيلما مؤثراً يتميز بالفطنة والذكاء . يضم الفيلم مجموعة
من الشخصيات من بينها أفراد عائلة المخرج نفسه ومن خلالهم حول الغوص في
ذاكرة الفلسطينيين الذين عاشوا في ظل احتلال عسكري للأرض والإنسان والأحلام
وقمع كل ما يمت بصلة لمبدأ “حقوق المواطنة”، ويتميز الفيلم بالأمانة
والشجاعة في عرض المفاهيم، وبروح الفكاهة التي تظهر هنا وهناك .
جمعت الندوة مخرج الفيلم وصديقه الذي شاركه التمثيل عمر دبور، ومنتجة
العمل بالماير بادينير، وتحدث رائد عن فيلمه الذي اعتبره شخصياً يتحدث فيه
عن ذاته ومن خلاله يظهر تفرده كونه تفاعلاً حقيقياً بين الممثل والمخرج
وفيلمه، وذكر أنه كان يصور نفسه من وراء الزجاج حين كان يذهب لطبيبه النفسي
مستخدماً اللغة السينمائية ليعبر عن مشاعره ليشاركه الجمهور جلسات علاجه،
ولذا فالفيلم يصف هوية شخصية لإنسان ويطرح سؤالاً بلا إجابة، حيث يقتحم ذات
المخرج الذي لا يريد أن يصنف نفسه كمخرج فلسطيني بل مخرج من فلسطين والسبب
أنه قرر يوماً ألا يكون فلسطينياً لأن هناك من سلب هويته وهي التي يجب
التمسك بها حيث تعتبر أكبر وأهم من كونه فلسطينياً، ولكنه في تلك اللحظة
اكتشف كم هو فلسطينياً لأن فلسطين ليست مجرد شعار يوضع على الصدر ولا علم
نرفعه بل هي تجربة حياته وتذكرته وتذكرة أمه وأبيه، وذكر أنضوني أن فيلمه
يصعب تصنيفه والأهم من ذلك أن السينمائي يجب أن يكون أميناً على ما ينقله
من خلال فيلمه .
وعن سؤال تم توجيهه للمخرج حول اعتبار فيلمه من الأفلام العشوائية
كونه لم يجد له تصنيفاً معينا أجاب بأنه يؤمن بالحرية بشكل مطلق ولا يستطيع
أن يأخذ جزء من الحرية ليقول إنها هي تلك، وأنه يحترم المشاهد كثيراً وحين
يقوم بعمل فيلمه فإنه يركز عينه الأولى على مشاعره وأحاسيسه والأخرى على
المشاهد .
وتحدث عن عمر دبور وعرف الحضور به حيث ذكر أنه شاب بعمل بالكهرباء
وتعرف عليه وقدمه للناس في فيلمه لأنه شخصية تستحق أن يعرفها الناس عن قرب
فهو أصلب الناس وأقوى من رآهم في حياته، حيث تعرض لاعتقالات كثيرة ومحاولات
اغتيال عديدة، إلى جانب كونه مصاب بالسرطان، ولكن كل ذلك لم يضعفه بل يزيده
قوة لأنه يردد بأنه إن ضعف فسوف يموت، وهو لايريد أن يموت لأنه يريد أن
يعيش مع زوجته وابنته وصديقه والناس الذين يحبهم، واكتفى عمر بالقول بإنه
لن يضعف لأن اللحظة التي يضعف فيها ستعلن موته .
الخليج الإماراتية
في
13/12/2009 |