ضمن الأفلام الروائية الطويلة المتسابقة في “أصوات خليجية” عرض الفيلم
الإماراتي “الدائرة” للمخرج نواف الجناحي الذي كتب القصة والسيناريو
والحوار . الفيلم بطولة العديد من الفنانين الإماراتيين والخليجيين مثل
عبدالمحسن النمر وعلي الجابري وإبراهيم سالم وخالد المحمود ونواف الجناحي
وشهاب حمزة، وشهد، وشوق .
الفيلم واجه صعوبات عديدة في الإنتاج تغلب عليها المخرج الذي يناقش في
عمله العلاقة بين القدر والموت، من خلال إبراهيم الكاتب الصحافي المصاب
بمرض خطير يعلم أنه سيودي بحياته ما يجعله يدخل في مواجهة مع شريكه في
الشركة التجارية، الذي يقوم بعمليات نصب وسرقات مخالفة للقانون من خلال
الشركة ويتركز هم ابراهيم في محاولة الانفصال والحصول على ما دفعه فقط
ليؤمن به مستقبل زوجته التي يحبها بجنون بعد مماته، ويلتقي صدفة بشهاب
المجرم المحترف الذي أجبر على الانحراف لتسديد دين كبير، ويخطط لترك عالم
الإجرام ليعتني بشقيقته الصغيرة ويبدأ كل منهما في التعرف إلى الآخر من
وجهة نظر مختلفة، وعندما يعرف شهاب مرض إبراهيم يساعده في الحصول على نصيبه
في الشركة التجارية عن طريق السرقة، حتى تجيء لحظة النهاية التي يخير فيها
شهاب بين قتله من قبل العصابة التي يتبعها أو يقتل إبراهيم، حتى لا يفتضح
سرها .
نواف الجناحي قال ل”الخليج” إنه كتب السيناريو والتفت عنه لأعمال أخرى
حتى عاد إليه، لظروف إنتاجية، وان الفكرة جاءته عن طريق تساؤلات كانت
تطارده عن القدر والموت . ويوضح أن رضاه عن الفيلم لا يمكن أن يؤكده أو
يخفيه لأنه نسبي، وما يهمه هو الإنسان الذي يتحدث عنه في القصة، من خلال
التركيز على الصورة .وعلى هامش عرض الفيلم دار الحوار التالي مع الجناحي:
·
أليست الفكرة التي عالجتها
مطروحة من قبل في السينما؟
القضية لا تكمن في تقديم الفكرة من قبل وإنما في طريقة التناول، وهي
تدور حول العلاقة بين الموت والقدر من خلال قصة إنسانية لشخصين احدهما مثقف
وصحافي معروف، والآخر مجرم، يلتقيان صدفة، ويتبادلان وجهات نظرهما حول
الحياة والأخلاقيات والمبادئ .
·
لماذا اتجهت إلى أعمال أخرى رغم
انتمائك قبلها من سيناريو “الدائرة”؟
كتبت السيناريو عام ،2001 ولمشاكل إنتاجية أجلته، واتجهت لإخراج أفلام
قصيرة، ثم عدت للسيناريو عام 2006 .
·
ما المشاكل الإنتاجية التي
واجهتك؟
المشاكل عديدة، خصوصاً أنني ذهبت إلى
mbc
وطلبت منهم اعطائي أجهزة ومعدات فطلبوا الاطلاع على السيناريو أولاً،
وبعدها أبدوا اهتمامهم بقصة الفيلم وطلبوا الدخول شركاء في الإنتاج بدلاً
من الأجهزة التي أطلبها . وكان الفيلم في البداية من إنتاجي شخصياً ثم دخلت
شراكة مع المنتج الكويتي عبدالله أبوشهري، ودخلت ال
mbc
في شراكة معنا .
·
وأين صور الفيلم؟
بين أبوظبي ودبي والكويت التي صورنا بها مشهدين فقط، واستغرق التصوير
أكثر من 5 أسابيع .
·
هل عرض الفيلم في مهرجانات من
قبل؟
كان العرض الأول في مهرجان الخليج السينمائي في ابريل/نيسان الماضي،
ثم عرض في المهرجان الدولي للفيلم العربي بمدينة وهران بالجزائر .
·
ألم يحصد جوائز؟
عرض الفيلم في مهرجان الخليج السينمائي خارج المسابقة الرسمية لأنني
كنت أحد الموظفين بإدارته وفي وهران لم يحصد أي جائزة .
·
ألا تضع الجوائز في اعتباراتك؟
أنا من الفنانين الذين لا يهتمون بالجوائز، وإذا جاءت أهلاً بها، وان
لم تجئ فلا فرق، المهم أن أصنع سينما ويشاهدها الناس .
·
وأنت ترسم الشخصيات على الورق
كيف تدير الحوار بينها؟
دائماً أركز على الصورة قبل الحوار الذي لا أحب المزايدة فيه لأن
السينما صورة في المقام الأول، وعندما أحس أنني بحاجة لحوار أبدأ في توظيفه
بشكل صحيح للشخصية وللقصة وللإيقاع العام للفيلم . ولا يمكن أن يكون الحوار
متشابهاً بين شخصيات مختلفة ثقافياً واجتماعياً .
·
هل أردت بذهاب إبراهيم “البطل”
للاغتسال من البحر أن يتطهر؟
بطل الفيلم الذي قام به الفنان عبدالمحسن النمر عندما ذهب في نهاية
الفيلم إلى البحر وغسل وجهه منه، كان يريد التطهر لأنه لأول مرة في حياته
يرتكب فعلاً ضد مبادئه وأخلاقه، ولأنه شخص مثالي وسوي، كان بحاجة لما فعله
في المشهد لتطهير ذاته .
·
ألا ترى أن هذا المشهد لو انتهى
عنده الفيلم لكان أفضل له ولك، بدلاً من التركيز بعد ذلك على زوجته
والتليفون الأرضي والمحمول والكتاب؟
هذه وجهات نظر واحترمها جداً ولكني مؤمن بما فعلت .
·
وما حلمك المقبل؟
حلمي تحقق في تفرغي بعد أن قدمت استقالتي من وظيفتي الرسمية لذلك أعمل
حالياً سينما فقط وأحضر المهرجانات السينمائية .
·
وماذا يهمك في صناعة السينما؟
الذي يهمني هو الإنسان والقصة التي أريد روايتها بأبعادها الإنسانية
حتى أصل لروح الناس .
·
وكيف اخترت فريق عمل الفيلم؟
كنت أدقق في الشخصيات المرسومة ووجدتها في علي الجابري الذي قام بدور
شهاب المجرم، وعبدالمحسن النمر “إبراهيم” وشهد وشوق .
الخليج الإماراتية
في
14/12/2009
استلهمت شخصياته من أقاربها
شيرين دعيبس: "أمريكا" يعبّر عن
تجاربي
حوار: دارين شبير
تشارك المخرجة شيرين دعيبس في المهرجان بفيلمها “أمريكا”، وهو أول عمل
روائي طويل تشارك به في هذه التظاهرة، إذ شاركت في 2006 بفيلمها القصير
“أتمنى” وربحت جائزة المهر العربي . حصلت شيرين على ماجستير في دراسة
السينما من كولومبيا، وتعلمت الإخراج هناك . التقيناها في دبي حيث تحدثت عن
فيلمها وتفاصيله في هذا الحوار:
·
ما قصة فيلمك “أمريكا”؟
“أمريكا” يحكي قصة امرأة فلسطينية تهاجر الى
أمريكا مع ابنها لأنها تعتقد أن الحياة هناك أسهل، وتقصد ولاية إلينوي التي
تعيش فيها أختها وعائلتها، وتجد أن الحياة أصبحت صعبة على العرب بعد أحداث
سبتمبر/ أيلول، وتحاول في تلك الظروف أن تتحدى الصعوبات لتبني حياة جديدة
لها، والفيلم يحتوي على كثير من الفكاهة، وهذا مهم لي، لأنني أشعر بأن قصص
الفلسطينيين فيها الكثير من المأساوية، وهذا شيء طبيعي لما يعيشونه من
أحداث .
·
هل تعبرين في هذا الفيلم عن
نفسك؟
نعم، إنها قصة شخصية قريبة مني وتعبر عن تجاربي في الحياة، وتجارب
أهلي .
·
هل شخصيات الفيلم حقيقية؟
“منى” ألهمتني إياها خالتي التي هاجرت من الأردن
إلى أمريكا، فالفكرة الأساسية حقيقية مع بعض التغيرات والتطورات التي
أضافتها مخيلتي لحياة الشخصيات .
·
هل تناولت السياسة في فيلمك؟
الإطار العام سياسي بما فيه من هجرة الأشخاص من بلد يعاني من الاحتلال
بحثاً عن الحرية، وصعب أن يعرض أحد فيلماً عن فلسطين من دون أن تدخل فيه
السياسة .
·
يشارك فيلمك بمسابقة المهر
العربي للأفلام الطويلة . هل تتوقعين له الفوز؟
إن شاء الله، وخصوصا أنني أسمع أشياء جيدة عنه، وأن الجمهور أحبه .
·
هل تابعت أفلاماً أخرى منافسة؟
لا، لانشغالي ولكنني سأحاول .
·
كيف اخترت الممثلين في الفيلم؟
شاهدت أفلاما ومسلسلات عربية كثيرة حتى أختار الموهوبين، والشخصيات
التي قابلتها كانت محدودة، وكنت أعرف ما أريد بالضبط، كما نظمت جلسة خاصة
لاختيار الممثلين حيث لم أكن رأيتهم أو التقيت بهم من قبل .
·
لماذا اخترت هذا الاسم للفيلم
وهل عبر عن أمريكا وروج لها؟
بل عبر عن خبرتي وتجاربي، وهذا ما أريد حيث لا أقصد بلدا بعينه بل
جاءت التسمية مناسبة للفيلم .
·
هل أنت راضية عن المستوى الذي
وصلت إليه السينما العربية؟
هناك أشياء جيدة وتطورات كثيرة طرأت على السينما العربية وأنا سعيدة
بها ولكنني أشعر بأن دورنا لم ينته وما زالت المسؤولية كبيرة .
·
هل يمكن المقارنة بين السينما
الأمريكية والسينما العربية؟
لا مجال للمقارنة بينهما ولكن ما يحدث أن بعض الأفلام العربية استطاعت
أن تصل لمستوى “هوليوود”، وبشكل عام الأفلام العربية مختلفة عن الأمريكية
وهذا شيء جيد بالنسبة لي حيث أمزج بين الاثنين لأعبر عما أريد .
·
ما رأيك بمهرجان دبي؟
رائع جداً، وبالنسبة لي فهو تشجيع كبير وفرصة فريدة من نوعها
والمشاركة فيه مكسب للجميع .
·
هل وجدت التشجيع من والديك لدخول
مجال الإخراج؟
لم أجد التشجيع الكبير لأنهما خافا أن يكون هذا المجال صعباً علي .
·
من المخرجين الذين تعجبك
أفلامهم؟
المخرج الصيني وونكرواي، وجين كامبين، وجون كاسيلاريز، وإيليا سليمان
الذي أحب روح الفكاهة التي يقدمها .
·
ماذا تحضرين في الوقت الحالي؟
لدي سيناريو جديد يحمل اسم (may in the summer)
ويحكي قصة امرأة فلسطينية عاشت في أمريكا وتعود للأردن لتخطط ليوم زفافها .
الخليج الإماراتية
في
14/12/2009 |