حاز فيلم «مرة أخرى»،
التجربة الأولى للمخرج جود سعيد في الفيلم
الطويل، جائزتين في مهرجان دمشق
السينمائي؛ جائزة أفضل فيلم عربي، إلى جانب
جائزة لجنة التحكيم الخاصة. ولم تتجاوز
الأفلام العربية في مسابقة الفيلم الطويل سبعة أفلام هي السوري «بوابة
الجنة» لماهر
كدو، والمغربي «الدار السوداء» لنور الدين لخماري، والجزائري «مصطفى بن بو
لعيد»
لأحمد راشدي، والمصريان «واحد صفر» لكاملة أبو ذكري، و«المسافر» لأحمد
ماهر،
بالإضافة إلى التونسي «ثلاثون» للفاضل الجزيري.
في «مرة أخرى» يحكي جود سعيد
حكاية مستلهمة من وضعه الشخصي كابن ضابط سوري سابق في لبنان، وهو قد كتب
بنفسه
سيناريو الفيلم، ما يعيدنا مجدداً إلى موجة سينما المؤلف في سوريا، خصوصاً
أن
المخرج قد عمل من قبل على موضوعة لبنان - سوريا، وهو ينوي، كما يقول، أن
يتابع
البحث في هذه العلاقة الشائكة.
العلاقة بين لبنان وسوريا في الفيلم لا توارب،
تدخل فوراً من باب العسكر، فمسوّغ التطرّق إلى هذه العلاقة وجود ضابط كبير
وعائلته
في لبنان، وما الفيلم إلا سيرة هذه العائلة. يبدأ الفيلم على وقع أحداث
العام 1982
حيث الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وفي الخلفية نشرة أخبار تحكي عن التصدي
السوري،
كما تصدي المقاومة الوطنية. حينذاك كان مجد، وهذا هو اسم بطل الفيلم، ابن
الضابط،
لا يزال طفلاً، لكن الحكاية تُحكى في زمنين بشكل متناوب، ما بين عامي 82
وحرب تموز 2006، حيث ان مجد (قيس الشيخ نجيب) شاب مدير لقسم
المعلوماتية في أحد البنوك.
مجد يقع بغرام المديرة الجديدة لفرع البنك في المزة، التي يصادف أنها
لبنانية
(تؤديها اللبنانية بياريت قطريب)، رغم أنه «بيتنكرز من
اللبنانيين» كما تقول عنه
إحدى الشخصيات، والسبب نراه في بداية
الفيلم حيث تقتل أمه وهما معاً في السيارة على
يد قناص يحمل سلاحاً إسرائيلياً، وقد كان الأب هو المقصود. أما هي فمن
الواضح أنها
أرغمت على العمل في سوريا، ومن الواضح أيضاً أن لسوريا علاقة بمقتل أبيها.
لكل
منهما إذاً ثأر مع الآخر، أو مع ما يمثله الآخر. وهذا ما يفسر فقدان
الذاكرة، فقد
الشاب ذاكرته بعد أن نجا من حادث إطلاقه النار على رأسه وظل طويلاً في
غيبوبة إلى
أن أفاق منها بلا ذاكرة (هنا يعلّق الأب الضابط: «وبلاها هالذاكرة»، وفي
مرة أخرى
يقول: أتمنى أن ينصفنا الزمن، ويغفر لنا الناس.. اعتراف واضح بما ارتُكب
هناك).
يقول الشاب السوري لحبيبته اللبنانية مع نهايات الفيلم: لا أتذكر شيئاً من
أمي، كنت
صغيراً حين ماتت. وتقول اللبنانية لحبيبها السوري: لا أتذكر شيئاً من أبي،
كنت
صغيرة حين مات. هناك إذاً علاقة حب محمّلة بالرموز، ليست مجرد قصة حب
عادية، وربما
كان الفيلم برمته يكمن في رمزية هذه الحكاية، أو لعلها نوع من الأنسنة
لعلاقات
السياسة والعسكر.
الشاب مجد، ومديرة البنك جويس، اللذان بدآ خصمين، قادتهما
الخصومة إلى حكاية حب جميلة، وبعد مشاجرات وتلصص تنتهي الحكاية أثناء حرب
تموز 2006، حين تطلب جويس من مجد، الذي ما زال مسلحاً
بالسلطة كلّها وراءه، بأن يوصلها
إلى لبنان حيث أمها وابنتها في انتظارها، يأخذها إلى جسر خشبي على الحدود
في غاية
الرومانسية، من المستبعد أن يكون موجوداً في الواقع، تمضي هي في مشهد شاعري
عبر
الجسر إلى بلدها، ويبقى هو معلقاً في منتصف المسافة، هو الذي تنوس هويته
أصلاً بين
بلدين.
لكن الشخصية التي تسيطر على أجواء الفيلم، إلى جانب قصة الحب هذه،
شخصية
الأب (أداها جوني كوموفيتش، وهو ليس ممثلاً بالأساس)، الضابط
الكبير، وقد أراده
الفيلم نوعاً من الفارس المحارب، الذي يبدي
قسوة تتطلبها شخصية العسكري، لكنه لا
ينسى أن يخبئ ابتسامة لنفسه حين يأتيه خبر استيقاظ ولده من الغيبوبة. هو
نوع من
المحارب الذي يجد نفسه في الحرب لا في السلم، يقول: سيقتلني هذا الهدوء.
وهو يقصد
هدوء ما بعد الحرب في لبنان. وما عبثه بالمسدس إلا توطئة لانتحار لم يتأخر
كثيراً.
مسرحية رحبانية
حين أخذ الفيلم عنوان «مرة أخرى»، أراد أن يقول إن سوريا
التي تمد اليد للمساعدة في حروب لبنان، كما في اجتياح 1982، عادت مرة أخرى
العام 2006
لتمد يد العون، وإن كان هذه المرة عبر الناس لا السلطة، وبذلك يقدم الفيلم
نفسه كما لو كان فيلم دعاية سياسيا، والعنوان لا يترك لبساً ولا تأويلاً،
ولا ندري
كم سيرضى سينمائي أن يساق فيلمه في غرض من هذا النوع. بل يصل الأمر إلى حدّ
استخدام
نشرات الأخبار في الخلفية لبعض التلميحات السياسية، كخبر عن لقاء جنبلاط
لمسؤول
سوري، استبقاه على الغداء، وصرّح بعدها أن العلاقة مع سوريا مصيرية. أو
ظهور الأمين
العام لحزب الله في أحد خطاباته أثناء الحرب على شاشة في مقهى.
وفي المقابل
وجهت انتقادات لحال البلد عبر عبارات
متناثرة هنا وهناك على لسان مختلف الشخصيات؛
تقول اللبنانية جويس لشقيقتها: أحس بنفسي كأنني أعيش مسرحية من تأليف
الأخوين
رحباني. وهي تقصد أن الحياة هنا نسخة عن الحياة هناك، كانت تتحدث وعلى
وجهها علامات
التذمر، أو حين يعلّق مجد وهو يراقص حبيبته في سهرة: لا أحد برجوازيا هنا
إلا البنت
التي تعزف البيانو.
لكن الفيلم يظلم نفسه حين يغوص في السياسة، فهو يقدم مشهدية
مشغولة بعناية وصبر، وفي بعض الأحيان إلى حدّ الترف، مثل تلك اللقطة التي
تنقطع
فيها الكهرباء عن مشهد، فيدخل الفانوس إلى الغرفة ليقدم إضاءة مختلفة عما
سبق، لم
يكن للأمر ضرورة درامية إلى هذا الحدّ، ومن الواضح أن ثمة ولعاً بتكوين
الصورة
والضوء (مديرة التصوير جود كوراني)، كذلك الأمر في مشهد الختام عند عبور
الجسر في
الليل، وتلك اللقطة للّذين يعبرون النهر وهم يحملون الفوانيس، واللقطة قد
تكون أقرب
إلى الشعر من الواقع. كذلك فإن توزيع العابرين للنهر في هذه اللقطة يذكّر
بالعناية
التي أولاها الإخراج عموماً للميزانسين، كما لو كنا أمام تشكيلات مسرحية.
فقد كان
المخرج مولعاً أيضاً برسم حركة الشخصيات في كل مشهد.
على المستوى السينمائي
اعتُبر الفيلم واعداً بسينمائيّ سوري جديد
ومختلف، بل بجيل سينمائي شاب ذي ذائقة
جديدة. لكن إذا كانت أفلام السينمائيين
السوريين البارزين عانت صراعاً مريراً مع
الرقابة، هي التي أنتجت في ظل المؤسسة العامة للسينما نفسها التي أنتجت
«مرة أخرى»،
وظلّ بعضها ممنوعاً من العرض الجماهيري حتى اللحظة، كفيلم أسامة محمد «نجوم
النهار»، فإن هذا الفيلم يبدو كأن الرقابة بالذات هي من أنتجه، خصوصاً حين
يوظف
نفسه للدعاية السياسية.
(شارك في التمثيل عبد اللطيف عبد الحميد، عبد الحكيم
قطيفان، كندة علوش، فادي صبيح، آنجو ريحان جمال شقير مجد رياض. ووضع
الموسيقى نديم
مشلاوي).
)دمشق(
السفير اللبنانية
في
12/11/2009
أفلام إيطالية
وجزائرية وأسبانية وكورية في «مهرجان دمشق السينمائي»
أبطال بلا بطولة
وخيال يتحول إلى وثيقة
راشد
عيسى
يحكي فيلم السيرة
الذاتية الإيطالي «الانتصار» قصة صعود الزعيم الفاشي موسوليني، وفيه يسلط
المخرج
ماركو بيلوتشيو الضوء على جانب من حياة الزعيم الإيطالي، حين يبدأ من قصة
حبه مع
إيدا دالسيرا، التي تعلّقت به مذ كان يعمل في صحيفة اشتراكية.
آمنت إيدا به،
وبطموحه الكبير في القيادة. تزوجت به، وأنجبت منه ولداً، ولكن موسوليني
سرعان ما
ينقلب عليها، هي التي باعت كل ما تملك لتساعده في الوصول. الزعيم لم ينقلب
عليها
وحسب، هو الذي انقلب على تاريخه بالذات، فتحول من اشتراكي إلى
فاشي كاثوليكي طمعاً
بأن يساعده تحالفه مع الفاتيكان في السيطرة. لكننا هنا لا نتعرف على سيرة
موسوليني
بشكل مباشر، ولذلك يصلح أن يكون الفيلم نوعاً من بروفيل، إنها سيرته ولكن
من زاوية
جانبية. هذا إذا لم نقل إن الفيلم ما هو، بصورة ما، إلا سيرة
تلك الزوجة المخدوعة
التي أفاقت ذات يوم لتجد أن عقد زواجها قد اختفى، لتقضي من ثم كل عمرها وهي
تسعى
لإثبات زواجها من الزعيم، وبالتالي النسب الشرعي لولدها.
لكن الزعيم لا يكتفي
بهجرها، وعدم الاعتراف بها، بل بوضعها في مصح عقلي تقضي فيه جلّ حياتها،
أما الابن
فيقضي في كنيسة، ليكبر في ظل عقدة أب غائب، لا يعترف به، وهو فوق ذلك جاثم
فوق كل
شي من حوله، يكبر الابن هو يقلد على نحو مسرحي وهزلي خطابات
الزعيم ووقفته أمام
الحشود، لكن شخصيته لا تخلو من خلل نفسي يشوبها إثر ما فعل بأبنائه. وإلى
جانب ما
يقدمه الفيلم من صورة كاريكاتيرية لطاغية، فهو يقدم أيضاً الصورة التي يصير
إليها
الناس في ظل الطاغية. «الانتصار» فيلم مشغول بعناية على مستوى
الإيقاع، وعلى مستوى
التمثيل الكبير لمختلف أدواره. ولقد حازت، للمناسبة، الممثلة جيوفانا
ميزوجورنو،
بطلة الفيلم، جائزة أفضل ممثلة.
وإذا كانت هذه السيرة مليئة بكل ما ينبغي
للدراما أن تحمله، من مقاصد أو شخصيات نبيلة، وثغرات وخيانات
وانقلابات، فإن فيلم
سيرة ذاتية جزائرياً يحكي سيرة المجاهد مصطفى بولعيد، ويحمل الفيلم اسمه،
يكاد يخلو
سوى من سيرة البطولة والشجاعة، هو الذي يعدّه مخرجه أحمد راشدي أول فيلم
جزائري عن
شخصية مناضلة. ويحكي الفيلم حكاية المجاهد بولعيد منذ كان محارباً في الجيش
الفرنسي
في الحرب العالمية الأولى، ثم عاد إلى بلده ليكون مناضلاً سياسياً يحاول
إخراج
الفرنسيين من الجزائر بالطرق السلمية، إلى تأسيس الثورة
واللجوء إلى القتال في
الجبال، إلى أن يعتقل الرجل هارباً من بوليس الحدود في طريقه إلى المشرق
العربي من
أجل تأمين السلاح للقتال. وهنا، في السجن، تجربة أخرى مع المعاناة
والبطولة، حيث
يشترك المعتقلون في حفر نفق يقودهم خارج السجن. تنبع الدراما في هذه السيرة
من هذه
المطاردة مع الموت، في الجبال في مواجهة قوة الاحتلال العاتية،
ومن ثم في في السجن،
وصولاً إلى اغتياله بعبوة مفخخة في نهاية الفيلم. «مصطفى بولعيد» عمل متقن
في
مجاله، ولكنه في النهاية مجرد سيرة ذاتية بطلة تخلو من الدراما الحقيقية.
سِير
الزعماء والمناضلين لا تقف هنا، فقد قدم الفاضل الجزيري، المسرحي التونسي
السابق،
الذي اعتزل المسرح، الذي يعتبر أحد أعلامه ومؤسسيه في تونس، ليعلن نفسه
سينمائياً،
فيلماً بعنوان «ثلاثون»، ولعله يحذو بهذا العنوان حذو زميله
الفاضل الجعايبي في
مسرحيته «خمسون»، وفيلمه يتناول شخصية المصلح والمناضل التونسي الطاهر
الحداد، ولكن
يبدو من الصعوبة تناول سيرة الحداد من دون التطرق إلى شخصيات عاصرته
كالحبيب
بورقيبة، والمناضل النقابي محمد علي الحامي، وأبو القاسم
الشابي. الفيلم يوثق لفترة
من تاريخ تونس، كما لمقاطع من سير صانعيها. ولأن المخرج من أصل مسرحي فقد
ظلت أجواء
المسرح مسيطرة على الصورة السينمائية، وعلى إيقاع الفيلم، حتى بدا «ثلاثون»
كما لو
أنه عمل مسرحي جرى تصويره بالمصادفة للسينما. الحق أنه عمل
مرهق، حتى بمقاييس
المسرح.
الشوارع ذاتها
مع «عنبر رقم ستة» قصة تشيخوف الشهيرة، التي استلهمت
مرات عديدة للمسرح، سنجد أنفسنا أمام واحد من الأعمال القليلة في مسابقة
الفيلم
الطويل، التي تعتمد على أصل أدبيّ، ولكن الغريب في هذا الفيلم،
الذي أخرجه كارين
شاخنزاروف، أنه يحول النص الأدبي إلى ما يشبه العمل الوثائقي، وإذا كانت
العادة أن
نحوّل الوثيقة إلى عمل أدبي، درامي، إبداعي، فإن قصة تشيخوف قد تحولت إلى
ما يشبه
الفيلم التسجيلي، وكأن الفيلم أراد أن يؤكد واقعية الحكاية.
وقد جاء الأداء الرائع
للممثلين اللذين لعبا دوري الدكتور أندريه والمريض غروموف ليؤكد روعة
الحكاية
وصدقيتها (وقد ذهبت جائزة أفضل ممثل في مسابقة الفيلم الطويل لكل من
فلاديمير ايلين
واليكسي فيرتكوف عن دورهما في هذا الفيلم).
عالم العنبر، قد يفضي إلى عالم
مشابه في فيلم «الدار السوداء»، من إخراج نور الدين لخماري،
وتجري أحداثه في الدار
البيضاء المغربية، ذلك أن العالم في كلا العملين قاتم ومعتم، وتكاد المدينة
في
الفيلم المغربي تتحول برمتها إلى ما يشبه العنبر ( الفيلم حاز الجائزة
البرونزي).
الفيلم يحكي عن شابين في مقتبل العمر، أحدهما يوظف مجموعة من الأطفال
في بيع
السجائر، والثاني يحلم بالهجرة، كسائر شبان بلادنا، تقودهما الظروف إلى محن
شتى من
بينها محاولة سرقة من شأنها أن تكون فرصة العمر أو نوعاً من الخلاص.
المشاهد سيقضي
الفيلم وهو يلهث مع الراكضين، إما وراء لقمة الخبز، أو أمام
رجال البوليس.
والكاميرا ستظل تدور تلهث وتصور العمارات العالية على نحو مدوّخ، إلى أن
تعود
بالشابين في نهاية الفيلم إلى النقطة التي انطلقا منها؛ حيث
المدينة ذاتها،
والشوارع ذاتها، والفقر والركض والشبان أنفسهم. فيلم جميل ومؤثر وصارخ
بالألم.
مع الفيلم الإسباني «زهور عباد الشمس العمياء» لخوسيه لويس كيوردا،
نحن أمام
قصة من قصص الرعب في ظل الأنظمة الدكتاتورية، إنها حكاية من زمن فرانكو،
حيث يحفر
زوج مطارد حفرة في جدار المنزل يختبئ فيها، في الوقت الذي ترسل العائلة
بالابنة
الشابة مع حبيبها للهرب عبر الحدود مع البرتغال. الابنة الحامل
تسقط حملها في
الغابات على الحدود، تموت هي ويموت الطفل، ويجن الزوج الشاب، إلى أن يقتل
على يد
شرطة الحدود. أما الزوج المطارد فيكمل حبيس المنزل مع زوجته وطفله الصغير،
حيث
تلتقي الأم أثناء ذهابها معه إلى مدرسة الكنيسة بكنسيّ شاب،
يظل يطاردها ويتحرش بها
وصولاً إلى غرفة نومها، وهنا يضطر الزوج المختبئ أن يظهر ليدافع عن زوجته،
ويعرض
نفسه لخطر السجن، وهنا يلقي الزوج بنفسه من النافذة العالية درءاً لمصير
أكثر
رعباً.
الفيلم الكوري «الجبل الأجرد» للمخرج سو يونغ كيم، وهو قد حاز ذهبية
المهرجان، يحكي قصة طفلتين، اكبرهما في السادسة من العمر، وعند غياب
الوالدة الشابة
التي تضطر للذهاب للبحث عن الأب، وتترك الطفلتين عند عمة لا تقوى على
رعايتهما،
ستجد الطفلة الأكبر نفسها مضطرة لرعاية أختها وتقديم الحنان
والرعاية لها. الفيلم
هو هذا التيه والضياع الذي نجده في عيون الطفلتين في كل لحظة. هل هناك
دراما أقسى
من هذا الضياع؟ لا شيء يحدث في الفيلم بعد غياب الأم في بداية الفيلم، لا
شيء أبداً
سوى هذا النوسان في المكان، والانتظار المعذب لطفلتين ولا
أجمل، ما يجعل إيقاع
الفيلم بطيئاً وبارداً، رغم كل اللقطات الجميلة فيه. أما عن الملل من إيقاع
الفيلم
البارد، فلقد سمعت أيضاً من خرج من أفلام لفيلليني، المسرحي الإيطالي
الشهير
والمبدع، وقد شعر بالملل.
)دمشق(
السفير اللبنانية
في
11/11/2009 |