عادت المخرجة الشابة آيتن أمين من مهرجان أبوظبي بعد أن حصل فيمها
"ربيع 89" علي شهادة تقدير. وهو التنويه الوحيد الذي حصلت عليه السينما
المصرية من هذا المهرجان. الفيلم روائي قصير كتبته السيناريست وسام سليمان
التي قدمت للسينما عددا من الأفلام الناجحة مثل: "أحلي الأوقات" و"بنات وسط
البلد" و"شقة مصر الجديدة".. أما "ربيع 89" فهو يحكي عن ذكريات مرحلة
المراهقة لطالبتين في المرحلة الثانوية عام .1989
لم تصعد آيتن لاستلام شهادة التقدير لأنها عادت إلي مصر قبل نهاية
المهرجان بثلاثة أيام.. سألتها:
·
هل مخرجو الأفلام القصيرة تدعوهم
المهرجانات لعدد أيام أقل من مخرجي الأفلام الطويلة؟!
"تضحك".. بالتأكيد هذا لا يحدث!
منافسة قوية
·
ما الذي تميز به مهرجان أبو ظبي
هذا العام؟
- قالت: تنافس علي جوائز الأفلام الروائية القصيرة 26 فيلما. وجميعها
أفلام قوية ذات مستوي فني وفكري عال. وكان ذلك من أسباب سعادتي أن فيلمي
ينافس أفلاما قوية. وهذا يعني أن المهرجان منحني نوعا من التقدير منذ
البداية. لأن لو فيلمي ضعيف كان من الصعب أن يتم عرضه وسط هذه الأفلام
المتميزة.
·
ما الذي أعجبك في الأفلام التي
شاهدتها؟
- تقول آيتن أمين: الفيلم النيوزيلندي الذي حصل علي الجائزة الكبري.
يحكي عن تلميذ وتلميذة في المرحلة الابتدائية. الولد يهتم بشكل خاص بالبنت
ولكن زملاءه يعكرون عليه هذه المشاعر. فيتمني أن يصبح مثل الرجل الأخضر
ليضربهم جميعا. كذلك الفيلم الأرجنتيني "رسوم متحركة" ويحكي عن تحول
الانسان إلي ترس في آلة وتستمر تنازلاته حتي يصبح في نهاية الفيلم "دواسة"
علي باب الشقة!!
·
أعلم انك لم تدرسي السينما في
المعهد.. كيف اتجهت للعمل في الاخراج؟
- تقول: تخرجت في كلية التجارة القسم الانجليزي جامعة القاهرة. ودرست
السينما في "أرت لاب" التابع للجامعة الأمريكية. وكان فيلم التخرج بعنوان
"راجلها" عن قصة للروائية المصرية المهاجرة أهداف سويف. ثم أخرجت فيلم "أنا
عارف هي مين" انتاج منظمة الصحة العالمية عن زوج يرعي زوجته مريضة الزهايمر
وحصلت به علي جائزة من ساقية الصاوي العام الماضي. ثم فيلم "ربيع 89" الذي
شاركت به في مهرجان أبو ظبي وهو من انتاج المركز القومي للسينما. وعملت
مساعدة مخرج مع المخرج أحمد رشوان في فيلم "بصرة". ومع المخرج عمرو سلامة
في فيلم "زي النهاردة".
كاميليا وسارة
·
حديثنا عن قصة فيلم "ربيع 89"؟
- الفيلم كتبته وسام سليمان منذ 7 سنوات. ووافق المركز القومي للسينما
علي انتاجه وعرضت عليّ وسام اخراج الفيلم وبدأنا البحث عن أماكن التصوير
الخارجي. واخترنا منطقة حلوان لتدور فيها الأحداث لأننا أنا ووسام ننتمي
لتلك المنطقة. ويتحدث الفيلم عن البنتين "كاميليا وسارة" وتحكي كل واحدة
كراوية تجربتها مع الأخري لنعرف كيف تنظر كل واحدة لأخلاق الأخري. فالفيلم
عن العالم الداخلي للفتاتين. هما من الخارج يبدوان مختلفتين تماما عن
بعضهما ولكن في الحقيقة تركيبتهما النفسية والاجتماعية واحدة!
·
اعتقد البعض أن الفيلم ينتمي
لأدب الاعترافات؟
- السيناريو اعتمد علي السرد الشخصي للبطلتين. في البداية كانت
كاميليا هي التي تروي الأحداث من وجهة نظرها ثم في النصف الثاني من الفيلم
أصبحت سارة هي التي تروي نفس المواقف ولكن من وجهة نظرها التي تختلف عن
وجهة نظر زميلتها. صوت الراوية يعطي الانطباع بالاعترافات خاصة عندما يكون
الكلام صادقا وبعيد عن الكذب.
·
ولماذا دارت الأحداث في
الثمانينات وليس الآن؟
- لأنني وكاتبة السيناريو عشنا مرحلة المراهقة في أواخر الثمانينات.
لذلك لدينا نوع من الحنين لهذه الأيام. وقدمنا علي شريط الصوت ما يوحي بتلك
الفترة. وكذلك ساعدني الانتاج في الملابس والاكسسوار الخاص بتلك الأيام.
وكذلك مدير التصوير المتميز محمود لطفي الذي أعطي للصورة اللون الأصفر
والبني. وقد قام بعد ذلك بتصوير فيلم "هليوبوليس" مع المخرج أحمد عبدالله
الذي شارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في أبو ظبي.
العلاقات الانسانية
·
هل تتجهين لاخراج الأفلام
الروائية الطويلة بعد نجاحك في تقديم الأفلام القصيرة؟
- تقول آيتن أمين: أتمني ذلك وان كان سوق الانتاج السينمائي في مصر لا
علاقة له بأي حاجة "!!". بالطبع من المفترض ان النجاح في تقديم أفلام
روائية قصيرة يعطي المخرجة نوعا من المصداقية. وعندما يتم ترشيحي لعمل فيلم
طويل سيكون عندي بعض الخبرة الشخصية. وبشكل عام أنا أحلم بتقديم العلاقات
الانسانية علي الشاشة حتي من خلال فيلم بوليسي أو كوميدي.. المهم "البني
آدمين" في الفيلم.
وتضيف: في فيلم "ربيع 89" تجد أن الفتاة في سن المراهقة تري عيوبها
الشخصية بينما تنظر لمزايا الأخريات وهذا طبيعي في مثل هذه السن. لذلك أحلم
بتقديم الأحاسيس الحقيقية للفتاة أو المرأة في مجتمعنا المصري. لأن مشاعرها
الحقيقية لم تخرج علي الشاشة بعد وسوف نحتاج إلي سنوات حتي نستطيع القول
بأن السينما عبرت عن مشاعر المرأة وهي مسألة تحتاج عشرات التجارب الجديدة.
وكذلك تغيير نظرتنا للسينما سوف يؤثر كثيرا في تقديم هذه النوعية من
الأفلام.
الجمهورية المصرية
في
29/10/2009 |