المجتمعون في مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي هذا العام في أبو ظبي
يُخيل اليهم انهم يحضرون مهرجاناً انطلق لتوه. فإذا كانت البدايات في
المهرجانات الأخرى مرادفة للإرتجال والأخطاء والبحث عن شكل وهوية، فإنها
ههنا تعني العكس. ذلك ان المهرجان الذي انطلق قبل عامين بهدف جذب الانتباه
الى الامارة التي وُضعت غالباً في المرتبة الثانية بعد شقيقتها دبي، لم
يفعل في دورتيه الأوليين سوى اعلان حضوره كيفما اتفق وبمن حضر وبما تيسر.
غياب الرؤية والتخطيط صاحب المشكلات اللوجستية وفوضى البرامج والأفلام، على
كثرتها وتنوعها، رافقها عزوف شبه تام للجمهور المحلي من مهاجرين ومواطنين.
في شهر آذار/مارس الفائت، انتقلت إدارة المهرجان التنفيذية رسمياً من نشوة
الرويني (يرد اسمها في الكتالوغ الخاص بالمهرجان بصفة مستشارة) وشركتها
بيراميديا التي اشرفت على الدورتين السابقتين الى الاميركي بيتر سكارليت
الذي تخلى عن مهرجان ترايببيكا السينمائي بعد نحو ثماني سنوات من ادارته
فنياً لصالح عقد لخمس سنوات مع مهرجان ابو ظبي، واصفاً العملية وقتذاك
بالشروع في مغامرة جديدة. في النتيجة النهائية، صنع بيتر سكارليت وفريقه من
المبرمجين (من بينهم العراقي انتشال التميمي والفلسطينية رشا السلطي
المسؤولان عن قسم السينما العربية) معجزة في إعادة إطلاق المهرجان في صورة
واضحة وأهداف محددة. وليس صدفة- وإن لم يكن بالضرورة متعمداً- سقوط الرقم
ثلاثة من اسم المهرجان في دلالة على دورته الثالثة والاستعاضة عنها بالرقم
تسعة في اشارة الى العام الحالي. في كل الأحوال، بدا المهرجان كانما يبدأ
من جديد. انه ليس دورة ثالثة لمهرجان سابق بل نسخة جديدة منه، نسخة 2009.
في المضمون، قام سكارليت بخطوات عملية لتحقيق النقلة الكبيرة للمهرجان.
فعلى الرغم من الوقت القصير نسبياً الذي رصد للتحضير لهذه الدورة (أقل من
ستة اشهر)، احاط سكارليت نفسه بمجموعة من المبرمجين الاجانب والعرب من ذوي
الخبرة والمعرفة. واشتغل على تحديد هوية للمهرجان ابرز معالمها تطبيق
العنوان اي الإضاءة على السينما الشرق أوسطية واحتضان السينما العربية
لاسيما بتجاربها المختلفة عن السائد. واشتغل على تفاصيل صغيرة من شأنها ان
تمنح اي مهرجان شكلاً جاداً واحترافياً مثل العناية في تقديم الأفلام في
الكتالوغ من خلال ملخصات، تضيء على الجوانب البارزة في العمل وتتخذ لهجة
معرفية عميقة بالسينما وتنوعها. وإذا كانت الجوائز المالية القيمة الجاذب
الاساسي لصناع الأفلام في المسابقات الروائية والوثائقية والطويلة (تصل
قيمة تلك الجوائز الى مليون دولار)، فإن اسم سكارليت الذي لعب دوراً ايضاً
في منح الثقة للجميع كان الضمانة الاساسية للأفلام العالمية. لم يفصح
المهرجان عن موازنته جرياً على عادة المهرجانات العربية ولا أحد يملك
المعرفة الكاملة لما إذا كانت تلك الموازنة قد ارتفعت او تقلصت عن السابق.
ولكن ثمة إحساساً عاماً بأن المال حقق نوعية. مازالت هنالك بالطبع اموال
تُصرف على اجتذاب النجوم (ديمي مور وهيلاري سوانك حضرتا الافتتاح ليوم واحد
فقط) وعلى الاحتفالات البراقة. ولكنها ليست أبرز ما يقدمه المهرجان.
قبل هذه الدورة، اتخذت العلاقة بين مهرجان سينما الشرق الاوسط ومهرجان دبي
شكل التحدي وفرض الوجود. اقتتال مجاني على الأفلام لسحب السجادة من تحت
الارجل وسيلة معتمدة بين معظم المهرجانات العربية في المنطقة. ولعلها عملية
لن تتوقف مفاعيلها في ظل تكاثر المهرجانات وتراجع الانتاج العربي الذي يشكل
ركيزة المهرجانات العربية مهما اختلفت تسمياتها. مهرجانات المنطقة "تمون"
على السينما العربية أكثر من سواها، وربما لذلك يعتبر كل مهرجان ان ما
يجذبه من أفلام عربية انما هو كسب حقيقي له وانتصار على المهرجانات الأخرى.
لا يشذ مهرجان الشرق الاوسط عن تلك القاعدة بطبيعة الحال ولكنه- كما فعل في
معظم فئاته- يطوع القاعدة لمصلحته من دون التضحية بما يمكن ان نسميه منذ
الآن خصوصيته. ولعل الافلام المصرية هي المثال الأبرز لإظهار ذلك الجانب.
فمنذ اعلانه افتتاح دورته بفيلم "المسافر" لأحمد ماهر، أعلن المهرجان تحديه
للمنظومة السائدة. فيلم أول وخاص واستفزازي (لشكل الانتاج المصري على
الأقل) ومهاجَم من معظم النقاد المصريين حاز امتياز فيلم الإفتتاح، كأن
إدارة المهرجان أرادت بذلك ان تمنحه فرصة ثانية وأن تتحدى من خلاله العرف
السائد في تقويم الفيلم الخارج على المعادلة. ثم يأتي اختيار فيلمين مصريين
آخرين في المسابقة أيضاً هما "هليوبوليس" باكورة أحمد عبد الله و"بالألوان
الطبيعية" لاسامة فوزي الذي جرى سحبه ليل أول من امس من المسابقة بسبب تأخر
وصول نسخته السينمائية الخارجة لتوه من التحميض ومن ثم وصولها واكتشاف
مشكلاتها التقنية الامر الذي دفع بالمخرج وبإدارة المهرجان الى اتخاذ قرار
بعدم عرضه. ولكن على الرغم من ان أحداً لم يشاهد الفيلم في المهرجان، الا
انه يمكن بتفكير قليل الوقوف على طبيعة اختيارات المهرجان: فيلمان مصريان
هما تجارب أولى لمخرجيهما ولكل منهما خصوصية في الشكل والمعالجة وحتى طبيعة
الإنتاج وثالث لمخرج شاب ايضاً سبق له تقديم افلام بارزة مثل "بحب السيما"
و"جنة الشياطين" و"عفاريت الاسفلت". ولا ننسى ان الخيارات كانت أوسع لاسيما
ان فيلمي مجدي أحمد علي "عصافير النيل" وداود عبد السيد "رسايل بحر" لم
يكونا بعيدين من اعتبارات المهرجان. سواء اكانا لم ينجزا نهائياً بعد في
وقت المهرجان او ان الافلام الاخرى حازت اجماعاً أكبر فإن ذلك يشير في كل
الاحوال الى ان المهرجان استطاع حصر خياراته وتحديدها بعيداً من منطقين
سائدين في اختيار الافلام المصرية (الانتصار للتجارب الشابة والمتفردة من
دون ان يعني ذلك الانتقاص من الاعمال الاخرى التي لم نشاهدها بعد) وفي
التعاطي مع المهرجانات الاخرى (منطق العرض العالمي الاول واحتكار الافلام
لضرب المهرجانات الاخرى فقط).
لعل إدارة المهرجان أكثر معرفة باخطائها وشوائب الدورة الحالية من اي متابع
خارجي. ولكن ذلك لا يمنع الاخير من ملاحظة بعض تلك التفاصيل. في الفعاليات
المرافقة للمهرجان، ثمة ثلاثة أمور اساسية تحتاج الى البلورة في الدورة
المقبلة: السوق والدائرة والمساعدة الانتاجية. في السوق، يحتاج المدعوون
الى معرفة أعمق بالشركات الاخرى المدعوة لتسويق اعمالها كأن تكون هنالك
كتالوغات لكل شركة تعرض مشاريعها ليتم التنسيق مسبقاً على عقد الاجتماعات
بين ممثليها تمهيداً للتوصل الى اتفاقيات في التوزيع وشراء الحقوق وغيرها
بما يتيح حتى لأفلام المسابقة ان تحظى ربما بموزع لها في المنطقة. اما
"الدائرة" وهي نشاط يتم تنسيقه من قبل هيئة الثقافة والتراث في ابو ظبي
والتي تقدم منحة انتاجية قيمتها مئة الف دولار لمشروع واحد فربما من المفيد
مناقشة القيمة الكبرى الممنوحة التي يمكنها ان تقسم الى جائزتين لاسيما اذا
كانت المشاريع ستخضع لمعايير خاصة بالانتاج الخليجي. فإذا كان من أهداف
المهرجان والهيئة خلفه ضخ الانتاج السينمائي الخليجي براس المال والتشجيع
فإن المشاريع الاخرى ستأتي دوماً في مرتبة ثانية لجهة الأولوية. أما إذا
كانت الجائزة جائزتين فإن المشاريع الخليجية ستحظى بفرصتها الى جانب مشاريع
أخرى ايضاً. كذلك تحتاج المبادرة التي أطلقها المهرجان هذا العام من دون
سابق تصميم بمساعدة ثلاثة افلام غير منتهية في عمليات الانجاز الاخيرة الى
بلورة من شأنها ان تحول المبادرة خطة مدروسة لاسيما ان أهميتها تكمن في
إدراكها ان الاموال المرصودة للجوائز يمكن ان تكون في جزء منها مساعدات
انتاجية.
على صعيد آخر، يمكن ملاحظة بعض الارتباك الذي شاب عملية اختيار اعضاء لجان
التحكيم لهذا العام على الرغم من الاسماء الكبيرة الحاضرة (عباس كياروستامي
رئيساً للجنة تحكيم الافلام الروائية الطويلة ويسري نصر الله للقصيرة).
ولكن ماذا يعني اسم نايلة الخاجة مثلاً في مسابقة الافلام الروائية
الطويلة؟ الامر لا يتعدى ضرورة اشراك مخرج اماراتي ولكن تجربة المخرجة
الشابة لا تخولها المشاركة في لجنة تحكيم دولية. لعله من المنصف القول ان
المخرج الذي يشارك في لجنة تحكيم عليه ان يكون مخولاً قبلها للمشاركة في
المسابقة فيما لو قدم عمله.
أفلام بارزة
مع اقتراب اختتام الدورة مساء غد، يكثر الكلام على النتائج لاسيما في
المسابقتين الطويلة والوثائقية. هل ينتصر كياروستامي لأفلام تشبه سينماه
فيها من التأمل والشعر والجماليات كما من التجريب والتكسير اللذين طبعا
أفلامه الأخيرة؟ الواقع ان مسابقة الافلام الروائية الطويلة شديدة التنوع
لجهة الشكل والمقاربات والتجارب ومن أفلامها مازال هناك عدد كبير لم بعرض
بعد. فمع التجارب الاولى الشابة لماهر (المسافر) وعبد الله (هليوبوليس)
والتشيلي اليخاندرو فرنانديز ألمندراس (Huacho) والأوسترالي غليندن آيفن (The
Last Ride)، تحضر أفلام لمخرجين مكرسين مثل الفلسطيني إيليا سليمان (الزمن
الباقي) والفرنسية كلير دوني (White
material) والصيني تيان زانغ زانغ والايراني بهمان غوبادي (No One
Knows About Persian cats). واجهت إدارة المهرجان في البداية بحسب أحد
المبرمجين معضلة الفصل بين الافلام العربية والاخرى الدولية في المسابقة.
ولكن في ظل النقد المستمر للتعاطي النقدي مع السينما العربية على انها "رجل
مريض" الامر الذي ربما يؤخر تطورها ومن ناحية ثانية يظلم أسماء كبيرة من
مخرجيها، توصل المهرجان الى حل وسطي وهو تخصيص جوائز بالافلام والمخرجين
الشرق أوسطيين داخل المسابقة نفسها. هكذا يحوز المخرج والفيلم الشرق أوسطي
بحظوظ فوز مضاعفة كافضل فيلم وكافضل فيلم شرق أوسطي والامر عينه ينطبق على
المخرجين.
شكل العرض الاول للفيلم الفلسطيني "الزمن الباقي" ظاهرة كبرى. في عرضه
الأول في المنطقة بعيد مشاركته في الدورة الاخيرة لمهرجان كان السينمائي،
استقطب الفيلم جمهوراً كبيراً، انتظر كعادته حتى آخر العرض للتواصل مع
المخرج من خلال جلسة حوار، تضاربت الاحاسيس فيها. سليمان الذي بدا الانفعال
ظاهراً عليه كأنه يعيش الفيلم من جديد ومن موقع آخر، تحدث عن الرحلة
الروحية التي رافقت الفيلم. الجمهور كان حائراً بين إحساسه العميق بسوداوية
الفيلم وعبقريته وبساطته وبين عدم قدرته-اي المشاهد- على الامساك بالفيلم
من كل جوانبه. انه بالطبع اسلوب ايليا سليمان الذي يرصد السخرية في اشد
المشاهد سوداوية وإيلاماً ويشيع الألم في أكثر المواضع خفة وسخرية. لذلك
يبدو رصده لحياته كعربي اسرائيلي في الناصرة من العام 1948 وحتى الزمن
الحاضر أو لعله "الزمن الباقي"، عملية سهلة ممتنعة وشديدة الحبك. الاكيد ان
الشريط الذي سنعود اليه في قراءة تفصيلية ومتأنية أكثر سوداوية من عمله
السابق "يد إلهية" وأكثر تكثيفاً وأعمق اكتشافاً لقدراته السينمائية. ولكنه
ايضاً أعلان عن هزيمة ما اكثر منه مناوشة للواقع وتلاعباً به كما كان فيلمه
السابق. انه سؤال جوهري عن موقعه اليوم وهو في ذلك ربما يكون نهاية لفصل
روى فيه حكايات عائلته وطفولته وشبابه. لا يعني ذلك باي شكل من الاشكال ان
العمل واقعي. حكايات سليمان ووقائع حياته تسكن عالماً سينمائياً خالصاً،
متداخل العناصر واللهجات كأنه يتحين في الواقع اللحظات التي تصلح للسينما
فيزرعها في عالم فيلمه.
في تجربته الأولى "هليوبوليس"، قدم أحمد عبد الله تجربة مثيرة للإهتمام من
حيث الشكل والمضمون وكذلك المشروع. عمل مستقل بامتياز بموازنة صغرى ومع
ممثلين تنازلوا عن أجورهم لتحقيق الفيلم الذي استغرق ستة عشر يوماً فقط من
التصوير. شخصيات يجمع بينها انها تعيش في "مصر الجديدة"، تتجاور حكاياتها
سينمائياً وتتقاطع انسانياً. المكان الذ هو نسخة مصغرة عن مدينة كبرى
امتلكت في الماضي مواصفات التنوع والجمال العمراني والتاريخ، يتآكله الحاضر
في لحظة يبدو انها تحولية في تاريخ مصر. حزن كبير يسكن فيلم عبد الله هو
ذلك البحث المضي عن شيء ضائع، عن زمن كان ممكناً وعن حاضر يخبر حكاية ذهابه
الى غير رجعة تماماً كحكايات شخوصه. علاقة تنتهي واحلام تضيع وأفق عيش يضيق
هكذا من دون أمل باستعادته او ببديل منه. تنتمي تجربة عبد الله الى الفيلم
الخام، الذي يستمد جمالياته من نقصانه والاحساس بعدم اكتماله تماماً كحيوات
شخصياته. حساسية عالية في رصد المكان وفي ملامسة أعماق الشخصيات. لا يحكي
الفيلم عن التحولات بقدر ما يحكي عن السواد الذي لا يتيح البحث عن شيء آخر.
عقم التجارب والاحلام والعيش والاستمرار هو سؤال الفيلم الكبير عن مجتمع
فقد أدوات اعادة ابتكار نفسه.
غير بعيد من تجربة "هليوبوليس"، عرضت المخرجة الوثائقية المصرية تهاني راشد
فيلمها "جيران" الذي يركز على مكان آخر في القاهرة هو "غاردن سيتي". من
مركز للاحتلال البريطاني في ما مضى وسكن الأجانب الى منطقة دبلوماسية مغلقة
اليوم، تجول راشد على المكان وشخصياته المتناقضة. عائلات كبرى لاتزال تملك
فيللات وقصوراً بات معظمها مهجوراً، تتحدث عن تاريخ المكان وعبره عن تاريخ
مصر وحقباته السياسية. ولا تعثر المخرجة على وثيقة من ذلك التاريخ سوى في
الافلام القديمة التي استعانت بتلك البيوت والقصور، فتقارن بين ما حل بها
اليوم من اهمال وهجر وبين حالتها الأولى في افلام الاسود والابيض الآيلة
بدورها للتآكل. من يملك الحق لهذا التاريخ العمراني والسينمائي يتساءل
الفيلم ضمناً؟ ولكن مثل "هليوبوليس"، تبدو التجربة معقودة على إحساس عميق
بضياع شيء الى غير رجعة.
بشحنة حنينية أوضح، تتناول نبيهة لطفي حياة الممثلة والراقصة تحية كاريوكا
في فيلم أقرب الى ألبوم شخصي لحياة امرأة استثنائية على الصعيدين الفني
والانساني. تعيد لطفي سرد حياة كاريوكا التي استعارت اسمها من اسم رقصة
اشتهرت بها في بداياتها. ولكنها تضيء على الجوانب الانسانية في حياة امرأة
لم تكن سوى راقصة بالنسبة الى كثيرين. الاستثناء مرة أخرى في فيلم لطفي كما
في "جيران" و"هليوبوليس" يصل الى نهايات مأسوية لخروجها عن القطيع.
مع "كاريوكا" و"جيران" في مسابقة الأفلام الوثائقية، عرض المخرج اللبناني
غسان سلهب فيلمه "1958" الذي يبحث من خلاله في ذاكرة امه عن معانٍ لذلك
العام الذي شهد بدايات كثيرة شخصية وعامة كما يوضح الفيلم. انه عام ولادته
وعام اندلاع الحرب اللبنانية الاولى التي يعتقد كثيرون انها كانت التمهيد
للحرب الاهلية. بأسلوبه المعهود، يحاول سلهب تظهير صورة عن المكان والانسان
في فيلمه، عن الحاضر والماضي وعن الملموس والغائب. حكايات والدته تتداخل مع
شهادات لآخرين لا نرى وجوههم مع تلاوته لاشعار باللغة الفرنسية خالقاً
عمارة صوتية مصاحبة للبناء البصري القائم على التقاط الهجر واشباح الناس
والأمكنة.
أفلام
[ منحت مجلة "فاراييتي" الأميركية جائزة أفضل مخرج شرق أوسطي للفلسطيني
ايليا سليمان عن فيلمه "الزمن الباقي". وكانت المجلة السينمائية أطلقت
جائزتها تلك في الدورة الفائتة للمهرجان مانحة الاردني أمين مطالقة جائزة
العام الفائت عن فيلمه الاول "كابتن أبو رائد". في تعليقه على الجائزة، قال
مدير المهرجان بيتر سكارليت ان سليمان يستحق جائزة افضل مخرج هذا العام
وليس فقط مخرجاً شرق أوسطياً لأن ما من فيلم تفوق على "الزمن الباقي" هذه
السنة.
كان عرض الفيلم الهندي
Blue حدثاً جماهيرياً كبيراً أول من امس حيث احتشد في صالة قصر الامارات
الكبرى أكثر من 1500 مشاهد معظمهم من الجالية الهندية لحضور الفيلم ولقاء
أبطاله. قبل بدء عرض الفيلم، كان فيلم أبطاله الجمهور الذي هيص لظهور نجومه
على المسرح وتفاعل بشكل لا يوصف معهم. ومع بدء اسماء المقدمة، عاد التصفيق
مع ظهور الاسماء على الشاشة من ممثلين ومخرج ومؤلف موسيقي. وخلال العرض،
كان التلقي اقرب الى طقوس المسرح في كيفية استقبال ظهور النجوم على الشاشة.
علاقة مدهشة تربط الجمهور الهندي بسينماه لعل لا مثيل لها الا في صناعات
كبرى مثل السينما المصرية. ولكن تماهي المشاهد الهندي يصل حد مخاطبة
الممثلين في الفيلم كأن الاخيرين يؤدون لهم عرضاً خاصاً.
[ في قسم أفلام البيئة الذي احتفظت به ادارة المهرجان من التركيبة السابقة
للبرمجة، عرض فيلم "محيطات" الذي عرض قبل يومين في قاعة العروض الكبرى بقصر
الإمارات واحتفى به مهرجان الشرق الأوسط كسهرة مخصصة لمنتصف أيام المهرجان.
وما زاد من ألق المناسبة الحضور الجماهيري الكبير. أنتج الفيلم نفس الفريق
الذي قدم قبل سنوات فيلم "هجرة مجنحة" عن العالم غير المرئي لأسرار وخفايا
هجرة الطيور، وهو من إخراج جاك بيران وجاك كلوزو. يصف بيران فيلم محيطات
بأنه: "يمثل تنوعا حياتيا مذهلا ولكن خطورة عرض هذه اللقطات الجميلة تكمن
في أنها تعطي الانطباع بأن كل شيء رائع في المحيطات، لذلك كان لزاما علينا
أن نقدمها بوفرتها وبهشاشتها أيضا". استغرق الفيلم ست سنوات من البحث و500
ساعة تصوير.
المستقبل اللبنانية
في
16/10/2009 |