أثار الموضوع الذي نشر في هذه الصفحة في الأسبوع الماضي ردود أفعال كبيرة
في الأوساط السينمائية وذلك بعدما أظهر استعانة مهرجان الشرق الأوسط
السينمائي بأبوظبي باليهود لإدارة المهرجان حيث انقسم السينمائيون بين مؤيد
ومعارض لمشاركتهم في هذه التظاهرة السينمائية - اسماً - والتي أصبحت
الشواهد تؤكد علي ابتعادها نسبيا عن كل ما هو عربي! جاء ممدوح الليثي رئيس
اتحاد النقابات الفنية ليتصدر قائمة المعارضين للمهرجان في ثوبه الجديد
مطالباً بضرورة مقاطعة الفنانين المصريين له وسحب أفلامهم من أقسامه.
بينما جاء وعلي غير المتوقع الناقد علي أبوشادي أمين المجلس الأعلي للثقافة
ورئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية في مقدمة أصحاب الرأي الآخر مؤيدا
المهرجان في إدارته الجديدة رغم تمثيله رسميا لوزارة الثقافة وهو ما أثار
الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حول موقفه المؤيد في أعقاب تكتل اللوبي
اليهودي والأمريكي والإسرائيلي لاسقاط وزير الثقافة فاروق حسني في موقعة
اليونسكو الأخيرة.
* في البداية تحدث ممدوح الليثي - رئيس الاتحاد العام للنقابات الفنية -
قائلا: لابد من مقاطعة المهرجان وأن قلعة الفن والثقافة لن تخترق أبداً ولن
يكون الفنان المصري والعربي طابوراً خامسا للآلة الصهيونية يمهد لها
ولأفكارها وأبداً لن نتحول إلي حصان طروادة وان التطبيع مع إسرائيل أو أي
يهودي آخر يحمل أي جنسية أمر محال وان الثقافة والفن آخر القلاع التي يمكن
ان يحاول الكيان اليهودي استدراجها لخدمة أغراضه.
* ويقول أشرف زكي - نقيب المهن التمثيلية - انني أضم صوتي إلي صوت ممدوح
الليثي في مقاطعة المهرجان فان النقابة ترفض التطبيع مع إسرائيل أو كل من
ينتمي إلي الكيان الصهيوني سواء كان يهودياً يحمل جنسية أخري غير
الإسرائيلية.
* أما المخرج سعد هنداوي والذي انسحب بفيلمه "ألوان السما السابعة" من
مهرجان أفلام الحب السينمائي ببلجيكا بعد اكتشافه ان المهرجان يحتفل بمرور
60 عاماً علي انشاء دولة إسرائيل واقامة قسم خاص بالأفلام الإسرائيلية..
فيقول: ان موقفي ثابت من مهرجان "الشرق الأوسط" بأبوظبي منذ دورته الأولي
وبالتحديد حينما شرع المهرجان في ضم فيلم "زيارة الفرقة الموسيقية"
الإسرائيلي إلي المسابقة الرسمية وتم سحب الفيلم وعدم عرضه نتيجة غضب
المعارضين للتطبيع في الوطن العربي وتهديدهم بالانسحاب من المهرجان وان
إدارة المهرجان لم تعلن حقيقة الأمر من البداية وقد طلبوا فيلمي "ألوان
السما السابعة" للمشاركة في المسابقة الرسمية فاعتذرت ثم طلبوا فيلم
التسجيلي الطويل "ملف خاص" فاعتذرت أيضا ثم طلب مني المشاركة كعضو لجنة
تحكيم فاعتذرت للمرة الثالثة فالمهرجان مريب منذ بدايته وكل ما قلته يؤكد
موقفي من المهرجان الذي لم يعلن عن الأفلام المشاركة في اقسامه حتي وقت
قريب جداً وهذا أمر غريب اضف إلي ذلك المبالغ الكبير التي يعرضها المهرجان
لمشاركة الأفلام في مسابقة وهو ما خلق نوعاً من المنافسة بينه وبين
المهرجانات الأخري وهذا يؤكد علي وجود فساد في أخلاقيات إدارة المهرجان
والتحفظات مازالت كثيرة ولغة المال أصبحت قوية وانهم يشترون كل شيء.. فأنا
ضد المهرجان حتي يظهر حسن النوايا!..
* ويقول علي أبوشادي - الأمين العام للثقافة أنا كنت ضد إدارة المهرجان في
دورتيه الأولي والثانية وضد سياسته في دعوة فيلم إسرائيلي "زيارة الفرقة
الموسيقية" وقاطعت المهرجان ولم أذهب إليه.. أما هذا العام فالأمر يختلف
فإدارة المهرجان وبالتحديد "سكارليت" هو الذي اختار فيلم "المسافر" ليكون
فيلم الافتتاح ويشارك في المسابقة الرسمية.. وإذا كان سكارليت يهوديا فليس
كل اليهود شارون وليس كل العرب أسامة بن لادن ومن حق سكارليت ان يعيد ترتيب
البيت كما يري من تغيير في أقسامه أو اضافة قسم جديد وإلغاء قسم آخر علي
حسب رؤيته الشخصية.
الغريب انه قد سافر إلي المهرجان برغم كل هذه المشاكل وفد مصري كبير لحضور
حفل افتتاحه اليوم.. ويضم يسري نصر الله ومحمد خان ومنة شلبي كأعضاء في
لجنة التحكيم.. بالاضافة إلي أسرتي فيلمي "المسافر" و"هليوبوليس" المشاركين
في المسابقة الرسمية للمهرجان!!
الجمهورية المصرية
في
08/10/2009 |