القاريء لمنفستو قيصر كان جيل جاكوب الذي اعلن فيه قبل اسبوع عن
قائمة افلام خانات الدورة الثانية والستين واسماء محكميها (من 13 وحتى 24
من الشهر
الجاري)، يكتشف انه نقل تساؤله عن مصير مهرجانه الباذخ خلال خمس سنوات
قادمة
والاشكال السينمائية التي ستقلب موازين العروض العامة في ارجاء
المعمورة الى سجاله
المعمق عن البرزخ الفني الذي ستكون عليه سينمات العالم وافكارها ورموزها
وتقنياتها.
ويقول جاكوب ان السؤال الوحيد الذي وجدته
هاماً هو ما يدور حول مستقبل السينما
المستقلة، وسينما المؤلف التي ستُعني بالمهرجانات السينمائية
الدولية ومستقبلها.
ويتساءل ثانية: 'كيف سنتيقن ان حقبة سينمائية ما انتهت واخرى بديلة
انبثقت؟، هناك
تواريخ بالطبع ترتبط بالتقدم التقني: وصول الصوت، الالوان، السينما سكوب،
70
مليميترا، الابعاد الثلاثية، السينراما، ايماكس، الفيديو،
الديجيتال، الانترنت ...
وهناك الحقب في التاريخ: الحروب، ايار 68... هناك المدارس والانواع والدول
والمواهب. هناك التيارات والحلقات. لكن ما الذي سيحدث لو ان حقبة انتهت من
دون ان
يعلن الجديد عن وصوله؟'.
ويبدو تساؤل جاكوب مفتوحا على فضاءات فن الحداثة الاكبر
الذي لا ينازعه فن آخر في الالفية الثالثة ويلمح الى نهايات قطعية في حيزيه
الاوروبي والغربي، فهو بعد ان يقابل بين مصائر قامات السينما
الكلاسيكية وخياراتهم
لو جاؤوا الى يومنا هذا، يفتح قمقم التأويل الفني بقوله: 'لكن يبدو ان
علينا القبول
بفكرة ان السينما، على عكس ما يشاع، غير موجودة اطلاقا، او على اقل تقدير
ليست في
شكلها النهائي (الذي لن تصل اليه)، بل وحتى شكلها المستقبلي
ايضا. وان زمن اعادة
اكتشاف الابداعات المثيرة لم يزف بعد، واذا اتت فان اعلانها لن يتم بقرع
صناجة (شركة) رانغ (البريطانية للانتاج السينمائي
والتي اشتهرت بسلسلاتها الحربية
والكوميدية)، بل عن طريق احدى بلدان الشرق القريب او البعيد'.
وهذا التلميح
المقصود الى النهضة السينمائية الاسيوية في الحقبة الاخيرة، يرجعها قيصر
كان الى ان
سينمائيي الشرق لا تحاصرهم مرجعية سينمائية ما، وليست لديهم قوانين واشكال
وتقاليد
سينمائية يخضعون لها. هم على حد قوله: 'يستدعون شريطا شهيرا: لنرمي الكتب
بعيدا
ونحتشد في الشوارع. عليه فهم لن ينضبوا من الافكار المرئية'.
منفستو جاكوب يضرب،
بمواراة محسوبة، على وتيرة جغرافية السينما وصناعها الشباب الذي يرى انهم
يعيدون
اختراعها، ويشير الى ان هؤلاء المخرجين بابداعهم وحماساتهم غير المحدودة
وتفردهم
'يخطون
باصرار خارج حدود سينما الماضي'. ولكي يُعلي من شأن ادارته ويؤكد انتصارها
الى مبدأ المشاركة والتعاضد مع سينماهم المستقلة والتي ازيحت هذا العام من
المسابقة
الرسمية حيث جاءت الغلبة المرّة هذه الى الاسماء المكرسة، فجر جاكوب ـ الذي
نشر
للتو مذكراته عن امجاده على الكروازيت ـ قنبلة كعادته السنوية
واعلن عن تخصيص قناة
اليكترونية على شبكة المهرجان لعرض خمس دقائق مقتطعة من الافلام المعروضة
ضمن
المسابقة الرسمية، على ان يختارالمخرج بنفسه المقطع سواء من بداية فيلمه او
نهايته،
وان لا تكون لها علاقة بالمقاطع الترويجية التقليدية التي تعرض
في دور السينما
ويقول بهذا الصدد: 'هل هو (المخرج الامريكي روبرت) ألتمان أم (المخرج
الفرنسي
الكبير جان) رينوار الذي قال ان افضل صنيع لجهابذة السينما يُبان في البكرة
الاولى
او الاخيرة من اشتغالاتهم'. والفكرة كما اشار جاكوب هي تحفيز
المشاهدين الشباب على
التخلي عن الالعاب الاليكترونية والشروع في اكتشاف ما يحدث في الصالات.
يعكس
منفستو جاكوب قوة مهرجان كان وحرص القائمين عليه على التفرد بفتح الحدود
بين النص
البصري المستحدث ومتفرجه في كل مكان. ان الحاسم في ايام كان السنوية
تنويعها على
سياسة الانتقاء السينمائي وضمان جودة المعروض وموازاته مع
المستحدث التقني الذي
اعلن عن ولادة متفرج جديد ومستخدم اكثر تعدادا وذكاء ومختلف الى حد كبير في
مغامراته الفنية، ذلك ان اسئلة جاكوب الضمنية تهجس بموت المهرجانات بصيغها
التقليدية كسلة عروض وتدعو الى وجوب استنساخ تبويبات ذائقية،
ان صح التعبير، ذات
ديناميكية عالية الجودة وتمتلك الهاجس العصري للقراءات الايديولوجية
والسياسية
والسوسيولوجية للمحيطات الاجتماعية وتواريخها وانقلاباتها الكبرى. ان
اختيار شريط
مزدوج الصنعة مصنوع كرسوم كمبيوترية ومصور بطريقة الابعاد
الثلاثية الجديدة ويدور
حول تعاطي جيلين (رجل سبعيني وصبي بدين) بحل مشاكل ذات توريات مسيسة وهم في
منزل
طائر في السماء بواسطة بالونات ملونة في شريط 'الى الاعلى' للمخرجين بيتر
دوكتور
وبوب بيترسون وهو جديد شركة 'بيكسار' الامريكية التي سبق وقدمت
'حكاية دمية'، يَصُب
في التفكير الخاص بجاكوب وفريقه على تكريس المغامرة السينمائية واعتبارها
خيارات لا
بد من تشجيعها ومثلها متفرجها واسواقها ومنتجيها وصانعيها. اما شريط الختام
فخصص
الى امبراطورة الموضة العالمية كوكو شانيل للمخرج يان كونين
وعنوانه 'كوكو وايغور
سترافينسكي' وهو احد فيلمين عن حياتها، وجد فريق جاكوب ـ فيرمو ان هذا هو
الافضل
كنص يخص قامة فرنسية.
هزّة كان الاقتصادية
الازمة المالية في كل
مكان، وكان ليست في منأى من عض الاصابع الاقتصادية، فبعد خيبة المراهنة على
شركات
ومبرمجي وضيوف سوق 'ميب تي في' للافلام التلفزيونية الذي انعقد في قصر
المؤتمرات
الشهر الماضي في تحقيق ارباح معتبرة لاصحاب العقارات والفنادق،
شاعت الاحترازات
بينهم في ما يتعلق بمهرجان السينما المقبل، فهاهم الامريكيون يسربون اقاويل
انهم لن
يأتوا بجيوش من السكرتيرات والمضاربين والتجار الصغار كما هو الحال كل عام،
حين
تتحول المدينة الى مستعمرة عالمية تعج بكل اصناف المغامرين والمكرسين في
تجارة
السينما وصناعتها واذرعها التوزيعية والقانصة للسيناريوهات
والافكار والمواهب.
وهذا القرار وجد صداه في تسريب جيل جاكوب في ان التوقعات تشير الى ان
اعداد
زوار كان خلال المهرجان سيتناقصون كثيرا، الى ذلك فان الضحايا الكبار
سيكونون من
ايقونات كان، فحفلة 'فانتي فير' الباذخة اصبحت في خبر كان اثر قرار
ملتزميها اطفاء
اضواء هرجها ومرجها هذه الدورة والتي كانت تستقطب اكبر تجمع من نجوم
العالم، الى
ذلك تراجعت نسبة ايام تأجير اليخوت الفارهة من 12 يوما الى
اربعة كأدنى حد للشركات
التي تنوي اقامة حفلاتها الليلية امام شواطئ المدينة، وهي حالة التراجع
الكبيرة
التي اصابت اغلب الفنادق التي تخلت عن سياسة الالزام المتبعة منذ سنوات
طويلة في
تأجير الغرف الفارهة طوال فترة المهرجان (12 يوما) واعلنت اغلب
اداراتها انها قبلت
على مضض انقاص حجوزاتها الى خمسة ايام، في وقت كشفت فيه فنادق كثيرة عن
تراجع
دراماتيكي للحجوزات وان غرفها لن تمتلئ بالمهوسين كما هو العهد. وعن هذا
الوضع نقلت
تقارير صحافية عن رئيس جمعية الفندقة في كان قوله: 'ان الازمة
بانت بقوة بعد
تسريبات حول عزم الشركات ارسال وفودها باقل عدد من الموظفين، على ان تقضي
اياما
اقل'.
ومع المؤشرات المتصاعدة حول تحول فيروس انفلونزا الخنازير الى وباء
اثر
وصوله الى اوروبا، فان انتشاره سيعني صداعا مؤثرا على كان ومهرجانها،
وانتكاسة
اقتصادية حقيقية في حالة تشديد السلطات الفرنسية على منافذها
الجوية التي يعتمد
عليها مهرجان جيل جاكوب الى حد بعيد في تأمين مشاركات واسعة وزحمة مطاعم
ومقاصف
ومطاعم وكباريهات راقية. لا يخفي المرء شكوكه حول اصابة مهرجان كان
بانفلونزا عروض
واستقطاب مشاهدة، فالفيروس أشاع حالة ذعر حقيقية بين الناس رغم
التطمينات باقنعة
الوقاية الطبية وحبات ردعه، بيد ان السؤال الاحترازي الذي بدأ يطل برأسه في
المدينة
الوادعة هذه الايام: مَنْ يضمن عدم اكتساح الفيروس لقصر السينما وقاعات
العروض
الرئيسية التي يتوقع احتشاد الاف النقاد والصحافيين فيها خلال
العروض التي تُنظم
على مدى اليوم؟ لا احد يجيب، ويبدو ان لا احد يرغب في سماع السؤال اصلا،
فكل تنبيه
حول الازمتين يعني إنكفاء اعداد جديدة وإلغاء قدومها.
واذا كانت الحصانة من
الفيروس ستتكفل بها المصالح الطبية الفرنسية، وذكاء القادمين الذين سيحملون
معهم
ادوية عافيتهم، فان فريق جاكوب تحصن بدوره هذا العام باسماء مخرجين مكرسين
ونتاجاتهم التي يتوقع ان تثير جدالات واسعة لتباين موضوعاتها
واشتغالاتها وقيمها
الفنية والتأويلية. ولا بد ان الحرج الذي صادف رئيس لجنة تحكيم الدورة
السابقة
الممثل الامريكي شون بين في اختيار فيلم السعفة الذهب حتى ايامها الاخيرة،
بعد ان
فلح المخرج لوران كانتيه في اتمام فيلمه السجالي 'الصف
المدرسي' في الوقت المناسب
وعرضه ضمن المسابقة، ليعتبره صاحب 'في البرية' (2007) و'العداء الهندي
الاحمر' (1991) 'معجزة
سينمائية انقذت كان من الحرج'، لن يُكتب لفريق رئيسة لجنة التحكيم
الممثلة الفرنسية الموهوبة ايزابيل أوبير ورفاقها من الممثلات
الأمريكية روبين رايت
ـ زوجة شون بين - والإيطالية آسيا آرجينتو والتايوانية شي كي والمخرج
التركي نوري
بيلغي جيلان والنجم الكوري الجنوبي لي تشانغ- دونغ والكاتب البريطاني حنيف
قريشي،
ذلك ان قائمة المسابقة الرسمية (21 فيلما) ستشهد مفاضلات كثيرة وحسابات
نارية
الطابع بين قامات من امثال صاحب 'فولفير/ العودة' و'تحدث معها'
و'كل شيء عن امي'
المخرج الاسباني بيدرو المظفر وجديده 'عناقات متكسرة' الذي يحمل الرقم 17
في قائمة
افلامه، وهو هنا يغزل حكاية متداخلة تعرض كتداعي سينمائي بطلته لينا
(بينلوبي كروز)
التي يقع في ولهها كاتب سيناريو ضرير ومخرج سينمائي سابق في وقت تصبح عشيقة
لمنتج
نافذ الذي يرغم ابنه المثلي على مراقبتهما، قبل ان يقود هوس هذا الاخير الى
الوقوع
بغرام الرجل الاعمى!. ويعود صاحب سعفة عام 2006 البريطاني المميز كين لوتش
(72
عاما) الى المسابقة بفيلم 'البحث عن أريك' عن ساعي بريد يسعى
الى احتراف كرة القدم
على يد نجم مانشستر يونايتد المتقاعد اللاعب اريك كانتونا. زميله الفرنسي
المخضرم
صاحب 'العام الماضي في مارينباد' و'هيروشيما حبيبي' الان رينيه سيعرض اخر
نصوصه
'العشب
البري' وهو اول اقتباس ادبي في تجربة هذا المعلم الكبير عن رواية كريستيان
جيلي عن علاقة ملتبسة بين طبيبة اسنان وقائدة طائرة هاوية (سابين أزمي)
التي تطارد
ناهبي حقيبتها اليدوية في موقف سيارات والتقائها مع رجل مستوحد
ويعاني من ماض مضطرب
يعيد لها الحافظة. والشريط يستعير خطاب رينيه السينمائي المتداخل ويقع في
ثمانية
مقاطع هي تماثلات مع استعدادات الامان قبل اقلاع الطائرة.
زميلهما الامريكي
كوينتن تارانتينو الذي حصد سعفة عام 1994 عن 'بالب فيكشن/ رواية شعبية'
سيثير
الكثير من الغبار عبر شريطه 'أولاد زنى شائنون' مع النجم الهوليوودي براد
بت وهو
اقتباس لفيلم المخرج الايطالي إينزو كاستيلاري بنفس الاسم
انجزه عام 1978. ويتتبع
حكايتين: مغامرات فرقة من اليهود الامريكيين الذين يكلفون بمهمة اصطياد
النازيين.
والاخرى عن امرأة يهودية تسعى للانتقام من
النازيين بعد تصفية عائلتها.
وهذه
الاسماء التي اعلن عنها المدير الفني للمهرجان تيري فيرمو ضمن قائمته جاء
بعد
تصفيات لـ1670 فيلما طويلا جاءت من 120 بلدا، وقال ان غياب السينما
الامريكية يعود
الى ان اغلب كبارها لم يسعفهم الوقت لاتمام افلامهم. ومع تارانتينو يكون
الصيني
المميز انغ لي وفيلمه 'اكتساح وودستوك' بموضوعه الامريكي حول
الايام الموسيقية
الشهيرة وضع هوليوود والسينما المستقلة الامريكية في بوتقة واحدة لن ترضي
الكثيرين.
صاحبة 'درس البيانو' النيوزلندية جين كامبيون التي تُعد اول مخرجة
امرأة تحصد سعفة ذهب عام 1993 في تاريخ المهرجان عن هذا العمل المفاجئ
بغناه الصوري
وحكايته المريرة، تتنافس هذا العام بـ 'نجمة مضيئة' وهو عنوان
قصيدة رومانسية كتبها
الشاعر الشهير جون كيتس الى جارته، والفيلم من بطولة بن وايشو. وتقف معها
في
التنافس المخرجة البريطانية اندريا ارنولد وعملها 'خزان الاسماك' حول
الصبية مايا (15
سنة) التي تنقلب حياتها عندما تقع والدتها بحب رجل غريب، ليتعزز حضورها
الدولي
الذي انطلق حينما حصلت على جائزة لجنة تحكيم دورة عام 2006 عن
عملها الاول 'رد رود/
شارع رد'.
وحده صاحب 'يد إلهية' (جائزة لجنة تحكيم دورة عام 2002) المخرج
الفلسطيني ايليا سليمان سيقف من العرب مع قامات عالمية لخطف السعفة الذهب
بنصه
الجديد 'الزمن المتبقي' الذي وضع تحت اسماء الدول التالية:
اسرائيل ـ فرنسا ـ
بلجيكا ـ بريطانيا باعتبارها جهات انتاج الفيلم، الامر الذي يعني ان علم
فلسطين لن
يرتفع في سماء كان كإعلان عن مشاركة احد ابنائها! والشريط يتابع حكاية شاب
فلسطيني
شهد سقوط الناصرة عام 1948، مروره باربع مراحل على خلفية علاقة
حب مستحيلة بين
البطلين فؤاد وثريا. والعمل من اداء صالح بكري ولطف نويصر وعلي سليمان
وعامر حليحل.
الى ذلك، ستعرض الفلسطينية ـ الاردنية شيرين دبس التي ولدت في نبراسكا
الامريكية عام 1976، وانجزت اشرطة قصيرة منها 'ذكريات زوجة اب شريرة' و'ندى'
و'اتمنى'، باكورتها الروائية 'أمريكا' ضمن
خانة 'اسبوعي المخرجين' بعد عرضه في
مهرجان 'ساندانس' الامريكي، وهو عن محنة عائلية لام فلسطينية تعيش في
مغتربها.
وكانت تقارير صحافية ذكرت ان إدارة
المهرجان أدرجت الفيلم القصير السعودي 'الصمت'
وتبلغ مدته 14 دقيقة عن معاناة عائلة صماء تعاني من فقدان الأب والأم في
حادث
مروري. بينما يحاول البطل مواجهة آلامه عبر العزف على الجيتار. كما سيعرض
شريط ناطق
بالكردية ويمثل العراق عنوانه 'العم الطائر' للمخرج شاهرام العيدي الذي ولد
في
طهران ودرس فيها، وتدور احداثه حول ساعي بريد من طراز خاص يدعى
'العم الطائر' يوّصل
اشرطة صوتية مسجلة بين سكان قرى كردستان العراقية. وذات مرة يطلب منه رجل
غريب
تسجيل صوت نجله، لتبدأ رحلته الطويلة عند الحدود العراقية ـ الايرانية.
في وقت
تستعير صاحبة 'يا كنزي' (عرض في خانة اسبوع النقاد عام 2004) الاسرائيلية
كيرين
يدايا اسم مدينة 'حيفا' عنوانا لفيلمها الروائي الثاني الذي سيُكرم ضمن
العروض
الخاصة ويتصدى لعلاقة متفجرة بين صاحب ورشة تصليح سيارات
اسرائيلي وعامليه
الفلسطينيين، وهما اب وابنه الشاب الذي يقع في حب ابنة رب العمل.
ويعرض المخرج
الدنماركي الطليعي لارس فون ترايير عمله الذي يتوقع ان يحدث خضة نقدية
تقارب
الاعلان عن تياره 'دوغما 95' واعماله المشاكسه ذات النباهة السينمائية
عالية الجودة
مثل 'مجانين' 1998 و'تكسير الامواج' 1996 و'مندرلاي'2005
و'الراقصة في الظلام' 2000
وهو تحت عنوان 'المسيح الدجّال' عن زوجين شابين ينفيان نفسيهما في كوخ وسط
غابة
اسمياه 'عدن' بحثا عن شفاء لروحيهما اثر مصاب عائلي جلل، غير ان للطبيعة
حولهما
قولا آخر في معاني المأساة الذاتية. والفيلم من اداء الامريكي
ويليم دافو والفرنسية
شارلوت غينسبورغ.
مخرج مشاكس اخر يعود الى الكروازيت هو الفرنسي غاسبار نويه
الذي كان فيلمه 'غير معكوس' حدث العام 2002 مع مشهد اغتصاب الحسناء
الايطالية
مونيكا بيلوتشي، هذه المرة سيعرض 'دخول الفراغ' عن شاب يقرر
اثر مقتل والديه حماية
شقيقته الصغيرة. وفيما صور نويه عمله في اجواء طوكيو الليلية، فان زميله
الماليزي
تسي مينغ ـ ليانغ اتخذ من باريس ومحيط متحف اللوفر العريق مسرحا لعمله
الروائي
العاشر'وجه' وهو تحية لقطب الموجة الجديدة الفرنسية فرانسو
تروفو وممثله جان بيير
ليدو. ويداور صاحب 'لا اريد ان انام وحيدا' و'يعيش الحب' و'النهر' و'الثقب'
بين
حكايات وشخصيات ميثيولوجية مثل سالومي ويوحنا المعمدان. ووفاء لتروفر كلف
مينغ ـ
ليانغ كل من عشيقات تروفو وزوجته فاني اردان وجان مورو وناتالي باي تأدية
الادوار
الرئيسية.
من الكبار الذين ستزين افلامهم المميزة (لنا عودات نقدية خلال تغطية
فعاليات المهرجان) شاشات كان نذكر: 'خارطة لضجيج طوكيو' للاسبانية إيزابيل
كوخيت
و'في البدء' للفرنسي زافيير جيانوللي و'نبي' لمواطنه جاك أوديا
و'شؤون عائلية'
للمخرج الفلبيني بريلانته ميندوزا و'عطش' للكوري الجنوبي بارك تشان ووك، و'إنتقام'
للصيني جوني توو، و'الانتصار' للايطالي
ماركو بيلوكيو.
ناقد سينمائي من
العراق
القدس
العربي في 6
مايو 2009
|