جدار
برلين، العولمة والهجرة الجماعية وجرائم الحرب والنزاعات العرقية والأزمة
المالية تيمات تخيّم على الدورة 59 من المهرجان الذي يستمرّ حتى 15 الجاري
يسجّل
«مهرجان برلين السينمائي» الذي تتواصل دورته التاسعة والخمسون حتّى منتصف
الشهر الجاري، عودةً قويةً للسينما الأوروبية. ويأتي ذلك بعد الانتقادات
التي وُجّهت إلى مهرجانَي «كان» و«البندقية» بسبب الغياب شبه الكامل لكبار
سينمائيّي «القارة العجوز». وهو ما فسّره القيّمون على المهرجانين العريقين
بتأخّر استكمال العديد من الأفلام الأوروبية التي شُرع بتصويرها في خريف
السنة الماضية. بعض تلك الأفلام، مثل جديد بيدرو ألمودوفار ولارس فون تراير،
لم تُستكمل حتى الآن. وبالتالي، لن تُعرض في «مهرجان برلين» خلافاً لما كان
متوقّعاً. في المقابل، هناك كوكبة بارزة من كبار رموز السينما الأوروبية
الذين تحتلّ أعمالهم الصدارة في هذه الدورة، أبرزهم عميد السينما العالمية،
البرتغالي مانويل دي أوليفيرا الذي يقدّم هنا فيلماً جديداً (خارج
المسابقة) بعنوان
Singularidades
في الوقت الذي يُعرض فيه حالياً على الشاشات الأوروبية فيلمان آخران
أخرجهما العام الماضي، وهما «المرآة السحرية» و«كريستوف كولومب اللغز»، ما
ينمّ عن حيوية مذهلة بالنسبة إلى سينمائي احتفل في كانون الأول (ديسمبر)
الماضي بعيد ميلاده المئة!
سينمائي
مخضرم آخر، هو الفرنسيّ كلود شابرول سيقدّم ـــــ خارج المسابقة أيضاً
ـــــ فيلمه الجديد
Bellamy
(بطولة جيرار دوبارديو). وتحظى السينما الفرنسية بحصة الأسد في المسابقة
الرسمية. إذ يقدّم بيرتران تافرنييه جديده «داخل الضباب المكهرب» (بطولة
تومي لي جونز)، وهو أول عمل أميركي لهذا السينمائي الذي يعدّ أحد روّاد
«الموجة الجديدة» الفرنسية. بينما يقدّم فرنسوا أوزون فيلماً جديداً بعنوان
Ricky
(بطولة سيرجي لوبيز). يضاف إلى هؤلاء سينمائيان فرنسيان آخران، هما كوستا
غافراس الذي ستُختتم هذه الدورة من مهرجان برلين بفيلمه الجديد «عدن في
الغرب» ورشيد بوشارب الذي يقدّم جديده
London River
المستوحى من تفجيرات لندن الإرهابية (تموز/ يوليو 2005). ويكتمل هذا الحضور
الفرنسي في المسابقة الرسمية، بفيلم مقتبس من رواية كوليت الشهيرة
Chéri،
من إخراج البريطاني ستيفن فريرز (بطولة ميشال فايفر). ومن أبرز الأفلام
الأخرى المشاركة في المسابقة الرسمية،
Darbareye Elly
للإيراني أصغر فرهادي الذي تؤدي بطولته النجمة غولشيفته فرحاني التي ما
تزال ممنوعة من السفر خارج إيران، بسبب مشاركتها، دون إذن رسمي مسبق، في
التمثيل إلى جانب ليوناردو دي كابريو في فيلم ريدلي سكوت الأخير
Body Of Lies.
وهناك أيضاً فيلم
My
One
end Only
للبريطاني ريتشارد لانكرين، وRage
لمواطنته سالي بوتر، وSturm للألماني هانس ـــــ كريستيان شميد، وTatarak
للبولوني أندريه فايدا.
المهرجان
الذي يتنافس على جائزته الكبرى (الدب الذهبي) 18 فيلماً، خيّم عليه شبح
الأزمة المالية العالمية. إذ افتتح بـThe International
ذات الميزانية الضخمة. وشريط المخرج توم تايكوير مستوحى من إفلاس «بنك
الاعتماد والتجارة الدولي» الذي أثار فضيحةً في أوساط الأعمال اللندنية عام
1991 وتتشابك فيه عوالم المال والسلطة والجريمة. هذا إضافة إلى أعمال
تتناول العولمة والهجرة الجماعية وجرائم الحرب والنزاعات العرقية.
ويحتضن
المهرجان أيضاً في برمجته الرسمية، إنما خارج المسابقة، مجموعة عروض
استثنائية لسينمائيين بارزين، منهم اليوناني ثيو أنجلوبولس الذي سيقدّم
جديده
The Dust Of
Time
والأميركية ريبيكا ميلر (حياة بيبا لي الشخصيّة)، ومواطنها جورج تيلمان (Notorious
B.I.G)، والهولندي هارالد زوارت (الجزء الثاني من كوميدياPink
Panther)، والبريطاني ستيفن دالدري الذي سيعرض فيلمه «القارئ» الذي
رُشحت عنه النجمة كيت وينسلت للأوسكار. وسيحيي المهرجان الذكرى العشرين
لسقوط جدار برلين بعرض مجموعة من الأعمال السينمائية القصيرة والطويلة.
الأخبار
اللبنانية في 9
فبراير 2009
|