يتوقع
الكثيرون ان يواصل فيلم "سلامدوك مليونير" ،مشواره في حصد الجوائز العالمية
، وسيهمين الليلة على الحفل الحادي والثمانين للاوسكار والتي ينافس على
عشرة من جوائزها ، ليس بينها جوائز للتمثيل. لكن النتائج قد تاتي مخالفة
كثيرا للتوقعات ، وكما يحصل احيانا في الاوسكار ، خاصة ان الفيلم يواجه
منافسة كبيرة ، من فيلم "الحالة الفضولية لبنجامين بوتن" والذي وعلى الرغم
من النقد الذي وجه اليه في اوربا ، حصل على الترشيحات الاكبر لهذا العام.
فيلم "سلامدوك
مليونير" ، والذي يتم الترويج لعروضه التجارية في اوربا ، بانه الفلم
الاكثر تفاؤلا منذ عشر سنوات ، لا يقدم الأمال فقط ، هي تاتي مصحوبة
بمواضيع صعبة ، مثل الاقتتال الديني ، استغلال الاطفال جنسيا ، وسيطرة
المافيات.
الفلم
الماخوذ عن رواية هندية للكاتب فيكاس سوارب سينافس في قائمة افضل الافلام
لهذه السنة ، افلام "ميلك" للمخرج الامريكي خوس فان سانت ، و"فورست -
نيكسون" للمخرج رون هاورد ، "الحالة الفضولية لبنجامين بوتن" للمخرج ديفيد
فيشر ، و "القاريء" للمخرج البريطاني ستيفن دالدري.
ويشترك
الفيلمان "ميلك" و " فورست - نيكسون " ، في استعادتهما لتاريخ حديث واحداث
حقيقة ، من اواخر السبيعنيات من القرن الماضي ، فيلم "ميلك" يقدم حياة
السياسي الاميركي "هاورد ميلك" ، والذي يعتبر اول سياسي اميركي يحصل على
منصب حكومي في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفونيا على الرغم من
مجاهرته بجنسيته المثلية.
الفيلم
يقدم بداية اهتمام المحامي "ميلك" ، بالسياسية ، كوسيلة لتحسين حياة
الجنسيين المثليين في امريكا ، وتنظيمهم ، وتحويلهم الى قوة سياسية ، قادرة
على التاثير على سياسيات الولايات الاميركية. الفلم يبقى مع بطله ، الى
النهاية ، ومقتله برصاص زميل من نفس المجلس الاداري.النجم شون بين ، والذي
قدم الشخصية ، مرشح لجائزة افضل ممثل في فئة الممثليين الرئسيين.
ويستعيد
فيلم "فورست - نيكسون" ، المقابلة التلفزيونية الشهيرة بين الرئيس
الامريكي ريتشاد نيكسون ، والذي كان قد ترك رئاسة الولايات المتحدة
الاميركية بعد فضيحة واترغيت ، مع المقدم التلفزيوني البريطاني ديفيد
فورست. تلك المقابلة ، والتي شهدت اول اعتذار علني للرئيس نيكسون. مازالت
تعتبر الى الآن واحدة من اكثر المقابلات السياسية التلفزيونية شهرة.
وسينافس الممثل الاميركي فرانك لينغيلا والذي لعب دور نيكسون على جائزة
افضل ممثل في فئة الممثلين الرئيسين.
وينافس
فيلم المخرج الاميركي المعروف ديفيد فيشر "الحالة الغريبة لبنجامين بوتن"
على ثلاثة عشر من جوائز الاوسكار ، ليكون اكثر الافلام ترشيحا لهذه السنة.
الفيلم ماخوذ عن قصة قصية للروائي الامريكي. سكوت فيزجرالد ، عن طفل يولد
بعد الحرب العالمية الاولى ، الطفل الذي يولد هرما ، يرجع الى شبابه مع
تقدمه بالعمر ، ويشهد على بعض احداث اميركا السياسية والتحولات الاجتماعية
الكبيرة التي حصلت خلال الحربين وما بعدهما.
بطل
الفيلم ، النجم براد بيت ، مرشح ايضا كافضل ممثل في فئة افضل الادوار
الرئيسية ، مع الممثلة ترجاي بي هينسون في فئة افضل ممثلة مساعدة .
ويعود
المخرج البريطاني ستيفين دالدري ، صاحب فيلم "الساعات" ، والذي فاز بجائزة
اوسكار افضل فيلم عام 2002 ، الى التنافس مجددا بفيلمه "القاريء" ،
والماخوذ عن رواية المانية للكاتب بيرنالد سخلينك بقصة تبدأ احداثها من
نهاية الخمسينات الى منتصف التسعينات ، وعلاقة بين امراة ناضجة ومراهق ،
على خلفية ، الحياة في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، وبدء ملاحقة
المتعاونين مع النازية.
وتضم
ترشيحات التمثيل للادوار الرئيسية والثانوية ، اسماء معروفة ، سبق ان رشحت
مرارا للجائزة ، مثل الممثلة القديرة ميريل ستريب ، والتي تنافس في فئة
افضل ممثلة رئيسية عن فيلمها "الشك" ،والممثلة الانكليزية كيت وينسلت عن
دورها في فيلم "القاريء" ، والنجمة انجلينا جولي عن فيلم "التبديل" من
اخراج كلينت ايستورد. وتضم قائمة المتنافسات على افضل ممثلة ثانوية ،
ممثلتين اميركيتين من اصل افريقي هما فيولا ديفيز عن فيلم "الشك" و ترجاي
بي هينسون عن فيلم "الحالة الغريبة لبنجامين بوتن"
اما
المتنافسين على افضل دور رجالي ، فالقائمة تضم وبالاصافة الى براد بيت وشون
بين ، الممثل الاميركي العائد الى السينما ميكي روكيه ، والذي يقدم دور
المصارع الاميركي والذي يصل الى نهاية حياته الرياضية وسط ظروف شخصية بالغة
الصعوبة ، والممثل الاخير في قائمة المتنافسين على اوسكار افضل ممثل هو
ريشارد جينكيز عن فيلم "الزوار" ، والذي يقدم قصة مهاجر عربي غير شرعي في
الولايات المتحدة الاميركية ، والعلاقة التي تنشا بينه وبين استاذ جامعي
اميركي.
ورغم
رحيلة المفاجي في بداية عام 2008 ، سيكون الممثل الاسترالي الاصل هيث ليجير
من اهم احداث الاوسكار هذه الللية ، فهو رشح عن فيلم "فارس الظلام" للفوز
بجائزة افضل ممثل مساعد ، جنب الممثل جوش برواين عن فيلم "ميلك" ، روبرت
دونير جر عن الفيلم الكوميدي "تروبيك ثيندر" ، فيليب سايمور هوفمان عن فيلم
"الشك" ، ميشيل شانون عن فيلم "شارع الثورات".
وفي فئة
اوسكار الافلام الاجنبية ، تبدو حظوظ الفلم الاسرائيلي "فالس مع بشير" ، هي
الاكبر للفوز بالجائزة ، الفلم تدور احداثة عن احتلال الجيش الاسرائيلي
لبيروت عام 1982. ونفذ بطريقة الرسوم المتحركة. مع الفيلم الاسرائيلي ،
هناك ايضا الفيلم الألماني الكبير "باردير مينهوف كموبليس" ، والذي يروي
قصة التنظيم اليساري الالماني والذي بدأ في بداية السبعينات ، كجزء من
الحركات اليسارية في العالم كله ، قبل ان يتحول الى التطرف والعنف والذي
أدى الى قتل الابرياء في المانيا ومناطق اخرى من العالم.
موقع
"إيلاف" في 22
فبراير 2009
|