مليونير المخرج البريطاني داني بويل يبدو انه سيودع حياة التشرد إلى
الأبد بعد فوزه الساحق في «مسابقة من سيربح المليون» في الفيلم وبعد فوزه
الأكثر «سحقا» للمرة الثانية بثماني جوائز اوسكارية «من أصل عشرة ترشيحات»
منه أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل تصوير وأفضل مونتاج وافضل موسيقى وافضل
مؤثرات صوتية وافضل سيناريو مقتبس عن عمل ادبي وأفضل مكساج. ويذكر أيضا انه
قد حصد أربع جوائز في مسابقة الغولدن غلوب، حيث حصل على جوائز أفضل تصوير
وإخراج لمخرجه داني بويل، والسيناريو لمؤلفه: سيمون بيوفوي والتمثيل لديف
باتيل، اضافة الى جائزة التأليف الموسيقي.
سيناريو الفيلم صاغه سيمون بيوفوي، وقد اقتبسه عن رواية «سؤال وجواب»
الذائعة الصيت للروائي والدبلوماسي الهندي فيكاس سوارب والتي كانت الأكثر
مبيعا في العديد من الدول وترجمت إلى 36 لغة، وقد اعتمد المخرج على آلية
الاسترجاع «الفلاش باك» بوصفها الآلية التي تربط زمنياً بين حياة جمال مالك
المراهق الهندي الفقير الذي تربى ونشأ في حواري بومباي ليصبح فجأة محط
أنظار الملايين في الهند عندما نجح في الوصول إلى المرحلة النهائية في
مسابقة برنامج «من سيربح المليون» وفي لحظات الانتظار للإجابة عن كل سؤال
يعود البطل الصغير لتذكر حادثة معينة حدثت خلال حياته وتتراكم الأسئلة
ومعها تتراكم الذكريات المؤلمة التي تجسد مراحل الحياة التي مر بها جمال
منذ الطفولة المبكرة وحتى جلوسه أمام مذيع البرنامج وتدريجيا نتعرف على
الكثير من طبيعة المجتمع الهندي والكثير من الصور التي تشكل إطلالة مهمة
على واقع مأساوي مشحون بالظلم والقسوة.
يمكن اعتبار «المليونير المتشرد» واحدا من الأفلام التي تصور
العشوائيات الفقيرة في الهند من خلال معالجة مرئية متميزة، وارى انه لا
يفعل ذلك بغرض التشويه أو الانتقام، فقد شاهدنا من قبل الفيلم الهندي «سلام
بومباي» للمخرجة ميرا نير وكان مفعما بتصوير كل ماهو قبيح في الهند.
ميزة «المليونير المتشرد» انه يحاول الانتصار للفقراء والمعدمين الذين لا
يفقدون الأمل مهما كانت قسوة الحياة، وكان تحفظنا عندما كتبنا عن الفيلم ان
الحل لمشاكل هؤلاء الفقراء لا تأتي دائما عن طريق المسابقات.
ويذكر ان «المليونير المتشرد» تنافس مع «القارئ» و«فروست نيكسون»
و«وحالة بينجامين بوتون الغريبة»، و«هارفي ميلك». وقد سلمت الجائزة الى
منتج الفيلم كريستشن كولسون الذي تحدث عن الرحلة الرائعة للفيلم الذي صور
بميزانية 15 مليون دولار وحصد حتى الآن ايرادات عالمية تصل الى 160 مليون
دولار.
وينسلت وكلمة شكر
وكنت اعرف ان كل ممثلة عظيمة عليها الانتظار قليلا حتى تحقق دور
عمرها، كما فعلت ميريل ستريب مثلا في فيلم «جسور مقاطعة ماديسون»، أو كما
فعلت جين فوندا في «العودة للوطن» وقبلهما ديانا كيتون في «الحمر» أو جودي
فوستر في «صمت الحملان»، وجاءت الفرصة أكثر من مرة لكيت وينسلت من خلال
أفلام حققت شهرة متواضعة وربما شهرة كبيرة أحيانا مثل «العطلة» و«الحس
والمعقولية» و«هاملت» و«الدخان المقدس». و كان من الواضح أن وينسلت تنضج مع
كل فيلم جديد رغم أن أدائها التمثيلي لم يختلف إلا قليلا من فيلم إلى أخر.
وعندما تم ترشيحها عن فيلمها الأخير «القارئ» للحصول على جائزة
الأوسكار قلت لنفسي أخيرا قد جاء دور العمر «روز» فاتنة تايتنك الجميلة.
لكن ذهبت ظنوني وتوقعاتي أدراج الرياح. هذا رغم علمي بل تاكدي أنها في
طريقها للحصول على جائزة الأوسكار خلال الأيام القليلة المقبلة. هكذا كتبت
عندما قدمت قراءتي لفيلم «القارئ» منذ أيام على صفحات «القبس» وهكذا صدقت
توقعاتي ولا يعني ذلك التقليل من جهد كيت وينسلت كممثلة قديرة كما شاهدناها
في «الطريق الثوري» ولا يقلل ذلك أيضا من جهد انجيلينا جولي في «استبدال»
وميريل ستريب في «الشك».
في الحفل الذي أقيمت فعالياته أمس الأول قالت وينسلت إنها تمرنت على
كلمة الشكر الخاصة بالأوسكار أمام مرآة الحمام وهي في سن الثامنة حاملة
علبة الشاميو عوضا عن الجائزة وقد تحقق ماتمرنت عليه.
شون بن وزواج مثليي الجنس
شون بن (48 عاما) تفوق على ريتشارد جينكنز في «الزائر» وفرانك لانغيلا
في «فروست/نيكسون» وميكي رورك «المصارع» وبراد بيت «الحالة الغريبة
لبنجامين بوتن». وقال لدى تسلمه الجائزة «اشكركم يا عشاق مثليي الجنس
المؤيدين للشيوعية. لم أكن أتوقع هذا الفوز».
وأضاف «اعتقد ان الوقت قد حان لأولئك الذين صوتوا لمنع زواج مثليي
الجنس (في كاليفورنيا) أن يفكروا بالعار الكبير إذا ما استمروا في التصرف
على هذا النحو. يجب ان نمنح الجميع حقوقا متساوية». وأوضح «إنني فخور لأنني
أعيش في بلد ينتخب رجلا أنيقا رئيسا وبلد ينتج فنانين شجعانا».
هل يستحق بن الجائزة؟
نقول نعم ولا. نعم نقولها لان شون بن من الممثلين الأميركيين العباقرة
الذين أكدوا موهبتهم خلال العقد الأخير ونذكر له حصوله على جائزة الاوسكار
كافضل ممثل منذ خمس سنوات عن «النهر الغامض» للمخرج كلينت ايستوود. ونقول
لا لان هناك شبهة أخلاقية اجتماعية سياسية مدنية في حصوله على الجائزة
لتأكيد وجهات نظر أقليات تطالب بحقوقها مثل جمعيات الدفاع عن مثليي الجنس
المنتشرة في أميركا وأوروبا.
طبعا موضوع ماتطرحه هذه الجمعيات يستحق المناقشة، ولا يقلل ذلك من
الإشارة إلى جهد بعض من تنافسوا معه على الجائزة مثل براد بت في «الحالة
الغريبة لبنجامين بوتن» وميكي رورك في «ميلك».
بينلوبي كروز وهيدجر
وعن دورها في فيلم «فبكي كريستينا برشلونة» حصدت بينلوبي كروز جائزة
أفضل ممثلة مساعدة بعد منافسة مع ايمي ادامز وفيولا ديفيز «الشك» وتارجاجي
بن هنسون «الحالة الغريبة لبنجامين بوتون» وماريسا تومي «المصارع». وكنت
أفضل ان تذهب الجائزة إلى تراجي بن هنسون فقد أبدعت في «الحالة الغريبة
لبنجامين بوتون».
كما منح الممثل الاسترالي الراحل هيث ليدجرحصد جائزة أفضل ممثل مساعد
عن دوره في فيلم «باتمان - فارس الظلام» الذي حقق ثاني اكبر الايرادات في
تاريخ السينما في أميركا الشمالية. وكان الممثل الاسترالي ليدجر قد توفي
العام الماضي عن عمر ناهز 28 عاما بعد اخذ جرعة زائدة من خليط من ستة ادوية
من المسكنات والمهدئات ويعتبر ليدجر ثاني شخص يفوز بجائزة الاوسكار بعد
وفاته.
ولا يقلل ذلك ايضا من موهبة واجادة مايكل شانون في فـ«الطريق الثوري».
مؤثرات خاصة وتميز
وعندما شاهدنا «حالة بينجامين بوتون الغريبة» كتبنا اننا أمام تحفة
سينمائية توافر لها العديد من العناصر على صعيد المؤثرات الخاصة البصرية
والصوتية بعد ان نجح المخرج ديفيد فينشر في تكريس خبرته التي تعرفنا عليها
من قبل في أفلامه مثل «اللعبة» و«غرفة الرعب» و« نادي القتال» و«سبعة»
و«زودياك» وفي ان يقنعنا الى حد كبير بما فعله بديزي وبينجامين في مراحل
العمر المختلفة.
ويمكن القول ان هذا الفيلم يمثل خطوة متقدمة في عالم السينما الرقمية
التي قدمت تجارب ناجحة من قبل على يد مجموعة من رواد الإخراج من أمثال
ستيفن سبيلبيرغ وبيتر جاكسون وروبيرت زيميكيس،.
وبالرغم من تميز المؤثرات الخاصة فان إبداع فينشر يتجلى أيضا من خلال
تركيزه على المكان والشخصيات، وزوايا التصوير والقدرة على توظيف الإضاءة
واختيار موسيقى تصويره مؤثرة ومعبرة وقد نجح الفيلم في ان يحصد جوائز أفضل
إخراج فني وأفضل ماكياج وأفضل مؤثرات بصرية والفيلم يستحق عن جدارة هذه
الجوائز.
وفي فيلم «الدوقة» استطاع المخرج بنجاح استعادة الأجواء الخاصة
بالفترة الزمنية ونجح في تقديم سيمفونية بصرية تلعب فيها عناصر الفيلم
المختلفة أدوارها بنجاح كبير. ملابس مناسبة تماما للعصر وإضاءة توحي
بالمكان وبالفعل يستحق فيلم «الدوقة» جائزة أفضل تصميم أزياء. وان كنا لا
نقلل من الجهد المبذول في هذا المجال في أفلام مثل «حالة بنجامين بروتون
الغريبة» و«استبدال» و«الطريق الثوري».
في حفل ينقصه الكثير من بهجة والق الحفلات السابقة أعلنت أمس الأول
جوائز الأوسكار 81 لتنتهي فعاليات أهم حدث سينمائي في العالم ينتظره عشاق
ومحبو السينما في كل مكان.
ومازلنا نعتبر ان جوائز الأوسكار رغم أهميتها لا تخلو أبدا من شبهة
التحيز السياسي والثقافي.
لقطات
مايرز وهيلتون أسوأ ممثل وممثلة
لوس أنجلوس – أ.ف.ب - «فاز» النجمان مايك مايرز وباريس هيلتون بجائزة
«رايزي اوارد» أو «التوتة الذهبية» المناقضة لجوائز الاوسكار التي تمنح
لاسوأ الاعمال السينمائية.
وحصل الكوميدي الكندي مايك مايرز الذي اشتهر في دور «اوستن باورز» على
جائزة اسوأ ممثل عن «لاف غورو»، الذي حصل بدوره على جائزة اسوأ فيلم، وكتبت
النيويورك تايمز عنه انه «تجربة تجعل المشاهد يتساءل عما اذا كان سيستطيع
ان يضحك يوما من جديد».
كما اعترفت «مؤسسة التوتة الذهبية» التي تنظم تقليديا هذا الحفل قبل
24 ساعة من حفل الاوسكار بمساهمة الوريثة الغنية باريس هيلتون في تاريخ
الفن السابع.
فقد حصلت باريس هيلتون على ثلاث «جوائز» وهي اسوأ ممثلة واسوأ ثنائي
على الشاشة في «ذي هوتي آند ذي نوتي» واسوأ ممثلة في دور ثان عن «ريبوا ذي
جينتك اوبرا» وهما الفيلمان اللذان تركا اسوأ ذكرى للنقاد وشباك التذاكر.
اما توتة اسوأ ممثل في دور ثان فكانت من نصيب الايرلندي بيرس بروسنان
عن «ماما ميا» الفيلم الكوميدي الموسيقي الذي حقق نجاحا شعبيا كبيرا لكنه
كشف نقاط الضعف الصوتية لجيمس بوند السابق.
وتقدم «مؤسسة التوتة الذهبية» هذه الجوائز غير المشرفة منذ عام 1980.
وهي على شكل ثمرة توت في حجم كرة الغولف مرتكزة على بكرة فيلم سوبر 8 بلون
الاصفر الذهبي قيمتها 4،97 دولار
ونادرا ما يحضر «المكرمون» هذا الحفل.
براون يهنئ البريطانيين الفائزين
لندن – د.ب.أ – اشاد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالنجاح
الذي حققه البريطانيون في حفل الاوسكار هذا العام، بعدما حصد فيلم
«المليونير المتشرد» ثماني جوائز اوسكار. وقال ان النجاح الذي حققه الفيلم
وجائزة الاوسكار التي فازت بها وينسلت «انجاز رائع لصناعة السينما
البريطانية التي تقود العالم الآن في هذا المجال».
واضاف براون قائلا: «الليلة الماضية كانت ليلة رائعة لبلادنا».
أوسكار لليدجر بعد وفاته
هوليوود (الولايات المتحدة) – أ.ف.ب – منح الممثل الاسترالي هيث ليدجر
جائزة اوسكار افضل ممثل في دور ثان عن دوره في فيلم «باتمان، ذي دارك نايت»
(باتمان، فارس الظلام)، بعد 13 شهرا على وفاته اثر تناوله جرعة زائدة من
الادوية في عمر 28 عاما.
والمرشحون الآخرون عن هذه الفئة كانوا جوش برولين في فيلم «هارفي
ميلك» وروبرت داوني جونيور في «الرعد الاستوائي» وفيليب سيمور هوفمن في
«داوت» (الشك) ومايكل شانون في «الطريق الثوري».
قائمة الفائزين
ــ أفضل فيلم: «المليونير المتشرد».
ــ أفضل ممثل: شون بين (ميلك).
ــ أفضل ممثلة: كيت وينسلت (القارئ).
ــ أفضل ممثل مساعد: هيث ليدجر (باتمان – فارس الظلام).
ــ أفضل ممثلة مساعدة: بينيلوبي كروز (فيكي كريستينا برشلونة).
ــ أفضل مخرج: داني بويل (المليونير المتشرد).
ــ أفضل فيلم بلغة اجنبية: (ديبارتشرز) «اليابان».
ــ أفضل سيناريو مقتبس عن عمل ادبي: سايمون بيوفوي (المليونير
المتشرد).
ــ أفضل سيناريو كتب خصيصا للسينما: داستن لانس بلاك (ميلك).
ــ أفضل فيلم رسوم متحركة: (وول – إي).
ــ أفضل إخراج فني: (حالة بنجامين بوتون الغريبة).
ــ أفضل تصوير: (المليونير المتشرد).
ــ أفضل مكساج: (المليونير المتشرد).
ــ أفضل مونتاج صوتي: (باتمان – فارس الظلام).
ــ أفضل موسيقى تصويرية: ايه . آر . رحمن (المليونير المتشرد).
ــ أفضل اغنية: جاي هو (المليونير المتشرد).. ايه . آر . رحمن وجولزار.
ــ أفضل تصميم ازياء: (الدوقة).
ــ أفضل فيلم تسجيلي: (مان اون واير).
ــ أفضل فيلم تسجيلي قصير: (سمايل بينكي).
ــ أفضل مونتاج: (المليونير المتشرد).
ــ أفضل ماكياج: (حالة بنجامين بوتون الغريبة).
ــ أفضل فيلم رسوم متحركة قصير: (منزل المكعبات الصغيرة).
ــ أفضل فيلم قصير: (توي لاند).
ــ أفضل مؤثرات بصرية: (حالة بنجامين بوتون الغريبة).
القبس
الكويتية في 24
فبراير 2009
|