حاز
الفيلم البريطاني – الهندي «المليونير المتشرد» للمخرج البريطاني داني
بويل، عشرة ترشيحات لجوائز الأوسكار للموسم 81 التي ستوزع في الثاني
والعشرين من شهر فبراير الجاري، ويذكر ان الفيلم قد حصد أربع جوائز في
مسابقة الغولدن غلوب، حيث حصل على جوائز أفضل تصوير وإخراج لمخرجه داني
بويل، والسيناريو لمؤلفه: سيمون بيوفوي والتمثيل لديف باتيل، والتأليف
الموسيقي لآر. رحمن. وأتصور انها ترشيحات وجوائز مهمة تستدعي التعرف على
هذا الفيلم.
لحظات
انتظار
سيناريو
الفيلم صاغه سيمون بيوفوي الذي سبق أن رشح لجائزة الأوسكار في عام 1997،
وقد اقتبسه عن رواية «سؤال وجواب» الذائعة الصيت للروائي والدبلوماسي
الهندي فيكاس سوارب والتي كانت الأكثر مبيعا في العديد من الدول وترجمت إلى
36 لغة، وحازت العديد من الجوائز الأدبية والثناء النقدي، وقد اعتمد المخرج
على آلية الاسترجاع «الفلاش باك» بوصفها الآلية التي تربط زمنياً بين حياة
جمال مالك المراهق الهندي الفقير الذي تربى ونشأ في حواري بومباي ليصبح
فجأة محط أنظار الملايين في الهند عندما نجح في الوصول إلى المرحلة
النهائية في مسابقة برنامج «من سيربح المليون» وفي لحظات الانتظار للإجابة
عن كل سؤال يعود البطل الصغير لتذكر حادثة معينة حدثت خلال حياته وتتراكم
الأسئلة ومعها تتراكم الذكريات المؤلمة التي تجسد مراحل الحياة التي مر بها
جمال منذ الطفولة المبكرة، وحتى جلوسه أمام مذيع البرنامج وتدريجيا نتعرف
على الكثير من طبيعة المجتمع الهندي والكثير من الصور التي تشكل إطلالة
مهمة على واقع مأساوي مشحون بالظلم والقسوة.
وضمن
ذكريات جمال المتدفقة المتزامنة مع حالة التشويق التي يصنعها البرنامج
التلفزيوني الشهير نتعرف على قصة حب جمال لفتاة هندية تربت معه وشاركته
أيام الشقاء واليتم. وفي الليلة السابقة على ختام البرنامج يتم اختطاف جمال
للتحقيق معه بعدما اثار الشبهات حوله فكيف لشاب صغير فقير تربى في الشوارع
ولم يتلق قسطا كافيا من التعليم الإجابة عن كل أسئلة البرنامج التلفزيوني.
طريقة
احترافية
المخرج
داني بويل نجح إلى حد كبير في تقديم معالجة مرئية لسيناريو مشوق ومحبوك
بطريقة احترافية، ورغم ان عبقرية جمال في قدرته على الإجابة عن أسئلة بدت
في بعض الأحيان وكأنها أعدت خصيصا لتتلاءم مع ذكرياته فإن اللغة البصرية
للمخرج غطت على الثغرات الموجودة في السيناريو من خلال الانتقالات السريعة
للقطات والمشاهد والقدرة على توظيف الإضاءة وزوايا التصوير والأداء
التمثيلي المقنع لأبطال الفيلم، وهنا إشارات لابد منها إلى الممثل الشاب
ديف باتل في دور جمال ومدهور ميتال في دور سليم وانيل كابور في دور المذيع،
كل هؤلاء استطاعوا بنجاح تجسيد أدوارهم ونجحوا في التعبير بالأداء الخارجي
والداخلي عن الشخصيات المرسومة لهم.
وهناك
اشارة ايضا الى المونتاج الذي نجح في التنقل بنا بين زمن وزمن وبين فلاش
باك وآخر وبين مشهد ومشهد بإبداع شديد، وربما ساهم عمل المونتير كريس ديكنز
والمخرج داني بويل كل على حدة سابقاً في أفلام التشويق والرعب في سيطرتهما
على إيقاع الفيلم المشوق.
مظاهرات
وتعليقات
يذكر ان
مظاهرات رافضة للفيلم خرجت أمام بعض دور العرض الهندية وحملت لافتات
مكتوبًا عليها «لا لتشويه صورتنا في هوليوود»، حيث إن الفيلم إنتاج أميركي
بريطاني، بينما قادت بعض الصحف الهندية حملات مضادة للفيلم منذ بدء عرضه
تهاجم صانعيه وتشويههم لصورة الشعب الهندي.
وعلى
مدونته عبر الإنترنت ترك الممثل الهندي الشهير أميتاب باتشان تعليقا أن
الفيلم ينشر الغسيل القذر للهند ولدول العالم الثالث، إلا أن باتشان عاد
لينفي ذلك الهجوم على الفيلم، مؤكدا أنه لم يكتب هذا التعليق، وربما تركه
أحد الزائرين للمدونة، مؤكدا أنه تلقى ردود أفعال سلبية وإيجابية أيضا نحو
الفيلم، قام بتسجيلها على المدونة ولكنها لم تكن تعبر عن رأيه هو بل عن رأي
أصحابها..
في حين
دافع المخرج البريطاني داني بويل عن فيلمه، مؤكدا أنه التزم بالواقعية في
تقديم حياة مراهق هندي وكيفية معيشته في الشارع، وأضاف: إن الآراء المتشددة
نحو الفيلم منعت نفسها من سماع الحقيقة ورؤيتها خلال الأحداث، وإذا كان
الفيلم مظلما أو كئيبا في تصويره للحياة في الهند، فإنني أتمنى العودة
لمومباي مجددا لتقديم فيلم كئيب فعلا.
عمليات
تجميل
طبعا لا
نتمنى ان يعود المخرج الى الهند ولا اعتقد ان الفيلم كئيب الى هذه الدرجة،
وانما يقدم صورة ضمن مئات الصور التي يمكن ان تقدم عن الواقع كما هو دون
عمليات تجميل كبيرة.
فيلم
المليونير المتشرد يمكن اعتباره واحدا من الأفلام التي تصور العشوائيات
الفقيرة في الهند، وهو لايفعل ذلك بغرض التشويه أو الانتقام، وإنما يحاول
الانتصار للفقراء والمعدمين الذين لا يفقدون الأمل، مهما كانت قسوة الحياة.
هذا رغم تحفظنا ان الحل لمشاكل هؤلاء الفقراء من الممكن ان يأتي دائما عن
طريق المسابقات.
القبس
الكويتية في 4
فبراير 2009
أوسكار ..2009
حفل جريئ
للغاية ومختلف
(أ.ف.ب(
وعد منظمو
حفل
توزيع
جوائز الأوسكار أمس الاثنين بأن هذا الحدث الذي يقام في 22 فبراير/ شباط
سيكون جريئا بعد سنوات من تراجع عدد مشاهديه على التلفزيون؛ لأنه طويل جدا
وممل.
وفي مأدبة الغداء السنوية التقليدية التي يجتمع حولها كل الأشخاص الذين
سيحضرون
الحفل
الحادي والثمانين لأعرق الجوائز السينمائية العالمية في أحد الفنادق الفخمة
من
بيفرلي هيلز (كاليفورنيا غرب)، أكد المنظمون أن الحفل سيكون هذه السنة
مختلفا
تماما عن الحفلات السابقة. ولم يكشف بيل كوندون ولورانس مارك
منتجا الحفل الذي
يشاهده مئات ملايين الأشخاص في العالم، تفاصيل عن وقائعه للعام 2009 والذي
سيقدمه
الممثل الأسترالي هيو جاكمان.
لكن
اختيار جاكمان مقدما للحفل هو بحد ذاته تغيير
جذري مقارنة مع السنوات الماضية. وأكد رئيس أكاديمية فنون وعلوم السينما
سيد غانيس
أن ''الحفل سيكون جريئا للغاية''. وبحسب صحيفة ''نيويورك تايمز''
قد يقرر مارك
وكوندون مخرج الكوميديا الموسيقية ''دريم غيرلز''، التخلي عن المقدمات
الطويلة
والمملة واستبدالها بتقديم مرتجل ومباشر. وقد تبقى أسماء الممثلين
والممثلات الذين
سيسلمون الجوائز للفائزين سرية حتى اللحظة الأخيرة لزيادة حالة
الترقب وإضفاء عامل
المفاجأة. وأكدت الصحيفة أن استوديوهات السينما قد تبث مقتطفات من أفلامها
المقبلة
لإثارة اهتمام الجمهور.
كما دعا
غانيس الشخصيات التي ستفوز بالجوائز إلى إلقاء
كلمات شكر مقتضبة ومؤثرة. وقال غانيس أمام 15 إلى 20 ممثلا مرشحين للفوز
بجوائز
الأوسكار هذه السنة ''لديكم 45 ثانية. أطلب منكم توجيه كلمة
شكر قصيرة ومؤثرة''.
ويتنافس
''ذي كيوريوس كايس اوف بنجامن باتن'' الذي نال 13 ترشيحا و''سلامدوغ
مليونير'' الذي نال 10 ترشيحات لكنه حصد أكبر عدد جوائز غولدن غلوب على
جائزة
الأوسكار عن أفضل فيلم.
الوقت
البحرينية في 4
فبراير 2009
|