هل هو
الوداع الاخير بين مهرجان القاهرة السينمائي ووزير الثقافة المصري فاروق
حسني؟هذا السؤال كان محور الاحاديث الجانبية لنجوم ختام المهرجان حيث ردد
البعض ان فرص النجاح الكبيرة التي يحظي بها فاروق حسني للفوز بمنصب
اليونسكو لا تعني سوي شيء وهو ان هذه الدورة كانت الاخيرة بالنسبة له وان
النجاح المبهر للدورة الثانية والثلاثين في حالة ذهاب حسني لليونسكو ستكون
اجمل ذكري تجمع بينه وبين اسرة الوسط الفني التي تعلقت به وارتبط نجومها
بصداقاته كأب روحي لكل الفنون ظهر فاروق حسني في حفل الختام وكان حنونا
لأقصي درجة وعيناه تسير في كل اتجاه وكأنه بالفعل يودع المهرجان المحبب
لهعموما كفتا ميزان السعادة والأحزان كانتا متسيويتان بالنسبة للمقربين
للوزير لان ذهابه لليونسكو يعد مجدا جديدا لمصر علي مستوي العالم وبقاؤه
سيكون مكسبا للثقافة والفنون المصرية بعيدا عن الحفاوة والحميمية التي جمعت
بين الوزير والحضور فقد شهد الختام كثيراً من الاحداث التي عبرت بوضوح عن
نجاح الدورة لاهدافها سواء من حيث الجوائز او من خلال الحضور الطاغي للنجوم
من مختلف الاجيال ومثلما كانت هناك منافسة ساخنة علي الجوائز فقد كانت هناك
منافسة اخري لا تقل سخونة عن الشياكة والاناقة والجمال كما لم يخلو الحفل
من كثير من الكواليس التي نرصدها ايضا من خلال القاهرة الجوائز لم تخالف
كثيرا توقعات النقاد وجمهور المهرجان اذ أشاد الجميع بالسينما الاسبانية بل
واثنوا علي فكرة اختيارها كضيف شرف المهرجان ففاز منها فيلم العودة الي
حنصلة بالهرم الذهبي ذلك الذي عرض في الافتتاح ولاقي الاستحسان بالاجماع
وقد حصل علي جائزة لجنة جمعية النقاد الدولية للمخرجة شوس بوتيريز وقد قام
بتسليمها رئيس لجنة التحكيم لمنتج الفيلم ويحكي الفيلم الفائز عن سيدة تفقد
شقيقها المغربي في محاولة هجرة غير شرعية من المغرب الي أسبانيا وأصبح
عليها أن تعيد جثمانه إلي أرض الوطن.و هو بطولة خوسيه لويس جارسيا بيريز
وفرح حامد.اما الفيلم الإسباني الثاني الفائز ايضا فهوعباد الشمس الأعمي
والجائزة كانت ضمن الافلام الروائية الطويلة وهي عبارة عن شهادة تقدير
للمخرج الاسباني ايضا لويس كويردا وقدمتها له الفنانة زينةقام بإعلان
الجوائز المخرج المصري طارق العريان بترتيب المسابقات واولها افلام
الديجيتال حيث فاز بالجائزة الفضية الفيلم الياباني وداعا للمخرج بونيو
كيمورا وسلمتها له دنيا سمير غانم وقيمة الجائزة 60 الف دولار وهو من بطولة
ماكي نيشي ياما - هيتو هاسجوا - موثو يوشيوكااما جائزة الديجيتال الذهبية
فقد ذهبت الي الفيلم التركي نقطة لمخرجه درويش زعيم وسلمتها له الفنانة
حنان مطاوع والفيلم بطولة محمد علي نورجلو وصرحات كيليك ستار تانريوجين
لفتة إنسانيةو جاءت المسابقة العربية لتكشف نتائجها عن لفتة انسانية رائعة
من المخرج الفلسطيني المتميز رشيد مشهراوي فجائزة افضل سيناريو وقيمتها 100
الف جنية فاز بها بالمناصفة عن الفيلم الفلسطيني عيد ميلاد ليلي سلمها له
الفنان شريف منير حيث اهداها رشيد مشهراوي الي المحاصرين في غزة اما النصف
الثاني للجائزة فكان من نصيب الفيلم المصري بصرة للمخرج احمد رشوان وهي
الجائزة الوحيدة التي حصلت عليها مصر هذا العام ، كما حصدت الجزائر جائزة
افضل فيلم وقيمتها 100 الف جنية ايضا فاز بها فيلم مسخرة للمخرج ليث سالم
وقدمتها له الفنانة سوسن بدراما جائزة لجنة جمعية النقاد الدولية فقد ذهب
فيها الهرم الذهبي الي الفيلم الاسباني «العودة الي حنصلة»اما الجوائز
فكانت عبارة عن شهادة تقدير خاصة عن جودة التصوير والاضاءة فاز بها مدير
التصوير الصيني هايتون سونج عن فيلم العثور علي سندريللا ،اما شهادة
التقدير الخاصة فذهبت للمخرج الاسباني خوسية لويس كويردا عن الفيلم
الاسباني عباد الشمس الاعميجائزة الابداع الفني فاز بها الفيلم السويسري
الحب علي الطريقة الهندية، اما افضل عمل ثان للاخراج او جائزة نجيب محفوظ
فقد فاز بها المخرج صافي مييو عن الفيلم الفرنسي بصمة ملاك.جائزة احسن
سيناريو باسم الراحل سعد الدين وهبة فقد حصل عليها السينارست بيرام رايتدز
عن الفيلم البلجيكي الضائع سلمتها له الفنانة رغدة واهداها هو بدوره الي
الممثلة السورية سناء موزيان بطلة الفيلم. جائزة احسن مخرج ذهبت الي الفيلم
الدانماركي الراقصون وسلمها المخرج خالد يوسف الي انور عباس الذي حضر نيابة
عن المخرجاما جائزة احسن ممثل فقد فاز بها اليوناني خوان ييجو بوتو عن فيلم
الجريكو وسلمتها له الفنانة منة شلبي. جائزة احسن ممثلة فازت بها الفرنسية
بولا دومروا عن فيلم سيرافين تكريماتثم قام بعدها الوزير بتقديم كل من نجمة
الاوسكار العالمية ميرا سورفينو ثم المخرج المكسيكي اروتو ليبشتين الذي قام
بتحويل روايتي نجيب محفوظ زقاق المدق- بداية ونهاية إلي السينما المكسيكية
وذلك بعد ان قام عزت ابو عوف رئيس المهرجان بتسليم جائزة الهرم الفضي الي
الفيلم البلجيكي الضائع. اثار غياب اكثر من فنانة تساؤلات حول اسباب هذا
الغياب مما جعل البعض يؤكد انهن سافرن لأداء فريضة الحج خاصة انها نفس
الاسماء التي حرصت علي حضور حفل الافتتاح رغم انشغال بعضهن ومن بينهن ليلي
علوي ويسرا ونبيلة عبيد ودينا ومني ذكي واحمد حلمي وهند صبري ومن الفنانين
نور الشريف وخالد ذكي واحمد السقا ومحمد هنيدي وتامر هجرس في حين أكد اخرون
أن غياب بعضهن كان سببه القيام بواجب أداء العزاء لعائلة العدل لوفاة
والدهم. منافسة ساخنة اشتعلت بين النجمات المصريات والعرب بما ارتدته كل
منهن في حفل الختام وعلي راسهن رانيا يوسف التي كانت مفاجأة الحفل بفستانها
ونفس الامر بالنسبة لأيتن عامر وزينة ودنيا عبد العزيز ودنيا سمير غانم
ومنة فضالي ودوللي شاهين وراندا البحيري والمذيعة انجي علي ومنة جلال التي
ارتدت فستاناً شديد السخونة لجذب الانظار اما اشيك فساتين فقد تنافس علي
ارتدائها كل من سوزان نجم الدين ومنة شلبي وريهام عبد الغفور وجيهان فاضل
وسوسن بدر وايمي وفازت في هذا السباق سوزان نجم الدين. حضر خالد صالح قبل
بداية الحفل بملابس كاجوال ثم أحضر- ومعه اللبيس الخاص- البدلة من السيارة
ليذهب الي احدي الغرف بدار الاوبرا-مكان اقامة الحفل- ويرتدي الملابس
الرسمية وصعد علي المسرح وشارك في تسليم الجوائز. جاء غياب الفنان العالمي
عمر الشريف رئيس شرف المهرجان عن حفل الختام ليثير علامات استفهام ودهشة
معا ، خاصة مع حرصه الشديد علي حضور مثل هذا الحدث السنوي وان كان قد برر
البعض هذا الغياب بانشغاله في تصوير فيلم عالمي. في حين جاء التزام الهام
شاهين بحضور حفلي الافتتاح والختام كنوع من الطقوس التي تحرص عليها كل عام
الا انه كان لحرصها هذا العام مذاق وتفسير مختلف ايضا حيث كانت تنسج الامال
علي حصول فيلمها خلطة فوزيةعلي اي جائزة ولان الهام حرصت علي حضور حفل
الافتتاح كاملا وما تلاه من حفل عشاء خاص بقصر محمد علي فقد كان لافتا
للانظار اختفاؤها في ظروف غامضة فور اعلان الحوائز التي هربت من الاعمال
المصرية. وبنفس المنطق جاء رد فعل لبلبة عقب توزيع الجوائز اذ كانت تتوقع
جائزة ايضا عن فيلم يوم ما تقابلنا مع محمود حميدة اذ اختلف رد فعلها عقب
توزيع الجوائز فتحولت ابتسامتها المشرقة التي كانت تملأ ثغرها الي ابتسامة
مصطنعة حتي لا يلاحظ عليها احد ملامح الحزن او الغضب!الطريف ان موضة
الفستان الطويل تسببت في تعرض اكثر من فنانة للوقوع لولا إنقاذ ولاد الحلال
لهن. تعرضت دنيا سمير غانم اثناء حضورها لموقف شديد الحرج حيث رفض رجال
الامن بالاوبرا دخولها للمسرح بعد حضورها متأخرة رغم أنها مدعوة لتسليم
احدي الجوائز ولم ينقذها من الموقف سوي شريف منير الذي اصطحبها للداخل
وكانت دنيا قد ارتدت فستانا مثيرا لفت الانظار اليها. كعادتها فيفي عبده
تتعمد لفت الانظار بشتي الوسائل الممكنة خاصة امام كاميرات التليفزيون وهذه
المرة استغلت حفل الختام لعمل شو اعلامي لبناتها تحديدا عزة التي ارتدت
فستانا علي طريقة فيفي وكانت فيفي مثل الوصيفة بالنسبة لابنتها حيث كانت
حريصة علي تعديل ملابسها وابراز مفاتنها وتسريحة شعرها من حين لاخر والاكثر
من ذلك انها اصطحبت معها مصممة الازياء الخاصة بها لتتحدث بنفسها عن فستان
فيفي الذي استغرق قرابة عام ونصف العام لتصميمه وهو تطريز يدوي واستمر
الحديث عن الفستان امام كاميرا نايل سينما لمدة عشر دقائق. ظهر كل من دينا
فؤاد وحسن الرداد بطلي مسلسل الدالي معا في حفل الختام منذ حضورهما ودخول
المسرح حتي المغادرة وهو ايضا مافعلاه في حفل الافتتاح الذي شهد ايضا
الثنائي الأشهر نيكول سابا وهاني سلامه اللذان لم يفترقا طوال الحفل.
جريدة القاهرة في 2
ديسمبر 2008
|