أكدت
النجمة الأميركية تشارليز ثيرون، التي يستضيفها مهرجان القاهرة السينمائى
الدولي الثاني والثلاثين، أنها تعشق عملها كممثلة كونه يمنحها الفرصة لتقدم
أفلاما ذات قيمة إنسانية مثل فيلم ''معركة في سياتل'' والذي يعد تجربة مهمة
في مشوارها.
وقالت
ثيرون، في اللقاء الذي نظمته إدارة المهرجان لتكريمها والمخرج والممثل
ستيوارت تاوسند والنجم مارتن هاندرسن أبطال الفيلم ''معركة في سياتل'' إنها
ورغم ما حصدته من جوائز عالمية كأوسكار عام 2003 عن فيلم ''وحش''، يبقى
دورها في هذا الفيلم نقطة ''مضيئة'' حققت لها سعادة شخصية.
وأضافت
ثيرون أنها بذلت جهدا كبيرا في فيلم ''معركة في سياتل'' لتتعرف على تفاصيل
الشخصية التي أدتها وقرأت كثيرا عن منظمة التجارة العالمية وعن المظاهرات
التي شارك فيها آلاف الأميركيين في سياتل اعتراضا على أول اجتماع لمنظمة
التجارة العالمية على الأراضي الأميركية، واستمعت لإرشادات المخرج والنجم
ستيوارت تاوسند لتتمكن من تجسيد مشاعر سيدة لا يشغلها شيء سوى كونها امرأة
تستعد لاستقبال مولودها الأول وتجد نفسها بطريق الخطأ وسط مظاهرة ويتم
الاعتداء عليها بعنف من قبل رجال الشرطة، فتفقد جنينها لتتحول إلى كيان
آخر. وقالت إنها كانت تحاول التغلب على التوتر الذي يصيبها قبل تصوير بعض
المشاهد الصعبة بأن تشغل نفسها بإلقاء النكات ومداعبة كل من حولها.
ورحبت
ثيرون بفكرة المشاركة في فيلم يتناول قضايا مهمة في العالم العربي، مشيرة
إلى أن ما يهمها في المقام الأول هو القصة التي تمس قلبها ويكون لها بعد
إنساني لأن السينما رغم دورها كأداة ترفيه ومتعة تستطيع أن تلعب دورا في
طرح المعاناة والألم بطريقة فنية جذابة، مؤكدة أنها تعتز بكل أدوارها
وخياراتها الفنية لأنها حرصت على احترام عقلية الجمهور.
وعن
بدايتها الفنية، قالت إنها ''بدأت كباليرينا، حيث دفعت بها والدتها إلى
عالم الباليه بعد أن لمست نشاطها الزائد وكانت سعيدة في هذا المجال وأحبته
حتى سن التاسعة عشرة عندما تعرضت لمشكلة في ساقيها وطلب منها الأطباء
التوقف عن الرقص، وبحثت عن شيء تحبه تضع فيه طاقاتها واكتشفت أنها تحب
المسرح والتمثيل ونصحتها والدتها بالتوجه إلى هوليوود، وفي البداية اضطرت
للعمل كعارضة أزياء لتتمكن من سداد إيجار المنزل الذي تعيش به ثم دخلت عالم
السينما الذي كان هدفها الحقيقي قبل مجيئها من جنوب إفريقيا إلى أميركا''.
وقالت إن
زواجها من الممثل والمخرج ستيوارت تاوسند قائم على الاحترام وعندما يعملان
معا تتحول علاقتهما إلى عمل فقط، أما في المنزل فهي تكن له كل تقدير وتحترم
أفكاره وتشعر بأن لديه ملكات وقدرات رائعة كمخرج، وقد تعرفا على بعضهما عام
2002 عندما التقيا في فيلم ''المحاصرة''.
وقال
الممثل والمخرج الإيرلندي ستيوارت تاوسند إن فكرة فيلم ''معركة في سياتل''
شغلته لمدة طويلة وألحت عليه بعد أحداث 11 سبتمبر وحاول أن يجد قصة أو
سيناريو يعبر عن رأيه في الحرية والديمقراطية وليس تلك الشعارات الجوفاء
التي تتردد كثيرا وعثر على كتاب بعنوان ''اجعل الأمر شخصيا'' لانيتاروديك
يتضمن تجربة شخصية يرويها الكاتب بول هوجان كشاهد عيان عن وقائع حقيقية جرت
في مدينة سياتل الأميركية عام ،1999 حيث خرجت المظاهرات تندد بعقد أول
اجتماع وزاري لمنظمة التجارة العالمية.
وأضاف
''استغرقت ثماني سنوات أبحث عن كنه هذه المنظمة ودورها الحقيقي وقرأت
كثيرا، لكني في النهاية أيقنت أنها صممت بحيث يصعب على أي إنسان تحديد
وظائفها ودورها الذي أصبح معروفا وهو السيطرة الأميركية على اقتصادات دول
العالم الفقيرة''. ونفى تعرضه لأي مشاكل مع الأمن في أميركا بسبب تقديم
مشاهد يمارس فيها رجال الأمن العنف ضد المتظاهرين، مؤكدا أنه لم يقصد
الإساءة إليهم وإنما كان يقدم التجاوز من الجانبين.
وأوضح أن
هناك فرقا بين السينما المستقلة وأفلام الاستديوهات في هوليوود، حيث تطغى
الجوانب التجارية على سينما الاستديوهات، بينما تحتل القضايا الإنسانية
مساحة كبيرة في السينما المستقلة.
وقال
''لدي أكثر من مشروع لأفلام أتمنى إخراجها في الفترة المقبلة ويهمني تقديم
أفلام تصحح مفاهيم خاطئة عن التعصب ضد جنس أو عرق وجمال السينما أنها
تجعلنا نتعاطف مع الإنسان بغض النظر عن الجنس أو اللون''.
أما النجم
مارتن هاندرسن، أحد أبطال فيلم ''معركة في سياتل''، فأكد أن فيلم ''معركة
في سياتل'' قريب إلى قلبه ووافق على المشاركة فيه لأنه شعر أنه فيلم مهم
يتناول قضية أساسية يؤمن بها. وذكر هاندرسن أن مشاركته في فيلم ''معركة في
سياتل'' جعلته يشعر أنه يساهم في أن يكون العالم أفضل وهو يعتبر نفسه
مواطنا ينتمي إلى العالم وليس إلى موطنه الأصلي نيوزيلاندا أو أميركا فقط
الإتحاد الإماراتية في 3
ديسمبر 2008
|