عقد
الممثل الأمريكي مؤتمراً صحفياً في فندق الشام بمناسبة تكريمه في مهرجان
دمشق السينمائي حيث بدأ الحديث عن سعادته بهذا التكريم وإعجابه بتنظيم حفل
الافتتاح الذي لم يكن يتوقعه.
وقد لفت
انتباهه في أول زيارة له إلى سوريا هدوء الشعب السوري وحبه للضيف عموماً
واستعداده الدائم للحوار وأكثر ما أدهشه في دمشق الازدحام الشديد في حركة
المرور لكن هذا الازدحام يبدو طبيعياً بالنسبة للناس هنا فهم لا يغضبون من
ذلك ولا يحتجون كما يحصل في أماكن أخرى من العالم. وربما يعود ذلك للخلفية
الثقافية لهذا الشعب.
طبيعته
هاريسون الشخصية أميل للهدوء والحوار وليس للعنف والمشاحنات واعترف أنه لا
يحب التعامل مع البنادق والأسلحة أبداً ولم يقتل حيواناً في حياته لكنه
يُقدَم في السينما بشكل مغاير فعندما قدم شخصية الرئيس جونسون في فيلم
إيراني ارتدى لباس الكاوبوي ففي عالم السينما نسعى لتقديم ما يعتقده
المشاهدون حقيقياً رغم أن هذه الحقيقة التاريخية لا توجد إلا في السينما
التسجيلية أو الوثائقية.
لم ينتظر
هاريسون أسئلة الصحفيين بل تحدث بتلقائية حول الكثير من القضايا التي تجول
في أفكارهم فعرض لتجربته في السينما بداية مع شركة إنتاج أمريكية ثم انتقل
للعمل في إيطاليا مضيفاً أن عمل في الكثير من أفلام الأكشن لظروف مادية فقط
رغم أنه لا يحب هذه الأدوار ولم يكن مقتنعاً بها قط لكنها أفلام تستقطب
جمهوراً عريضاً من المشاهدين.
بدأ
هاريسون حياته المهنية خياطاً ولم يتلق تعليماً نظامياً في حياته لكنه نجح
في السينما وشارك في حوالي ( 120) فيلماً أغلبها جيد وهو يحب السفر كثيراً
ويميل للاختلاط مع الشعوب والتعرف على الآخرين وقد زار 62 بلداً في العالم
حتى الآن وهذه الميول أحد أسباب حضوره الآن في دمشق.
كما أوضح
أنه لم يشاهد سابقاً أي فيلم سوري وإن علاقته بالسينما العربية اقتصرت على
بعض الأفلام المصرية القليلة وله تجربة مع المخرج المغربي 'سهيل بن بكر'
الذي امتدحه كمخرج وكإنسان صادق عمل معه في فيلمين.
تابع
هاريسون أن أزمة السينما السورية والسينما العربية عموماً أنها لا تزال
بعيدة عن سوق العرض الدولي.
وهي
إشكالية توزيع فالفيلم العربي لا يصل إلى المشاهد الأمريكي وربما يكون هذا
أحد أسباب عدم معرفة الأمريكيين بالعرب أو الواقع العربي إلا من خلال
النظرة المشوهة التي يقدمها الإعلام.
وتحدث عن
لقاءه مع وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا حيث أبدى استعداده لأداء أي
دور في فيلم سوري كاقتراح لإنتاج مشترك بين مؤسسته الإنتاجية الخاصة وبين
المؤسسة العامة للسينما شرط أن يكون النص أو السيناريو مهما فهو لا يهتم
بجنسية الفيلم الذي يطلب للتمثيل فيه بل يهتم بنص أو مقولة ذلك الفيلم ليس
المقولة السياسية فقط بل المقولة الإنسانية التي تدعو أو تساعد على التقارب
بين الشعوب.
ثم تطرق
في حديثه مع الوزير للشأن السياسي فهو يحب السياسة باعتبارها حياة مع أن
الكثير من الناس لا يدخلون معتركها ومع ذلك يعانون من نتائجها بل قد يكونون
ضحاياها.
وأضاف
بمناسبة حديثه عن السياسة أن الشعب الأمريكي مغيب عما يجري في العالم وهو
يؤيد رئاسة بارك أوباما لأنه لا يتفق مع سياسة بوش في الشرق الأوسط وفي
العالم إجمالاً متسائلاً كيف كانت أمريكا تقدم المساعدات لسوريا في ستينات
القرن الماضي وأين وصلت العلاقات بين البلدين الآن!
القدس العربي في 11
نوفمبر 2008
كلوديا كاردينالي خلال تكريمها في مهرجان دمشق السينمائي:
احياء دمشق القديمة ذكرتني بطفولتي في تونس
دمشق ـ 'القدس العربي'
رحب السيد
محمد الأحمد مدير مهرجان دمشق السينمائي بالنجمة الإيطالية كلوديا
كاردينالي في المؤتمر الصحفي الذي أقيم في فندق الشام عقب تكريمها في
المهرجان قائلاً:
نحن سعداء
بوجود واحدة من أهم نجمات السينما العالمية بينناكلوديا كاردينالي التي
عملت مع كبار المخرجين العالميين أمثال فليني وفسكونتي وسواهماكما عملت مع
كبار نجوم السينما العالمية أمثال: انتوني كوينبرت لانكسترآلان ديلونوروك
هدرسونبحيث شكلت معهم علامة فارقة في تاريخ هذا الفن.
حتى أن
ألبيرتو مورافيا ألّفَ عنها كتاباً كاملاً صورها فيه' آلهةً للحب',وقيل
عنها أيضاً: أجمل اختراع إيطاليوأيقونة الأنوثة في تاريخ السينما الإيطالية.
بدورها
أبدت كاردينالي سعادتها لوجودها في دمشقفهي تحب مدن الشرق وبشكل خاص المدن
القديمةإذ تذكرها بطفولتها حيث ولدت وترعرعت في تونسوكانت سعيدة لزيارتها
أحياء باب توماجوامع وكنائس دمشق الأثريةكما صعدت إلى جبل قاسيون.
فيما
يتعلق بمسيرتها الفنية أوضحت أنها دخلت عالم السينما بالمصادفةحين كانت
تساعد والدتها في تنظيم حفل خيري للجالية الإيطالية في تونس ضمن مدينة
كمارتوكانت إحدى فقرات البرنامج تتضمن اختيار ملكة جمال الجالية
الإيطاليةوتضيف: لم أكن بين المتسابقاتبل كنت بين المتفرجين وأساعد في
التنظيم فقطوحين صعدت المتسابقات إلى منصة العرضجاء شخص ورفعني إلى المنصة
دون أن أقدم نفسيوكانت المفاجأة أنني فزت بذلك اللقب الثمينوكانت الهدية
بطاقة سفر إلى فينسيا حيث دخلت دوامة المصورين الصحفيينوبدأت تصلني عروض
المخرجين الإيطاليينوتغيرت حياتي منذ تلك اللحظةوانفتحت أمامي أبواب الفن
السابع.
عندما
دخلت كلوديا إلى المدينة السينمائية 'تشينيتشيتا' في إيطالياقبل أن تصبح
أحد أهم أعمدتهالم تكن تجيد اللغة الإيطاليةوإنما الفرنسية فقطكأغلب
المهاجرين الأوروبيين في شمال أفريقيالكن رصيدها الفني الآن بلغ حوالي مائة
فيلم خلال نصف قرن ونيف من الزمن. وهي ما زالت تعطي للفن والسينما حيث أنها
تمثل الآن في فيلم جديد أسمه 'الخيط'إضافة إلى عملها في المسرح. ويجري الآن
تصوير فيلم عن مسيرتها الفنية بعنوان 'كلوديا كارديناليوخمسون سنة من
حياتها'وقد بدأ التصوير من تونس حيث ولدت وعاشت فيها 16 سنة تعتبرها أجمل
سنوات حياتها.
أما عن
السينما العربية فهي لم تشاهد أي فيلم سوريلكنها صورت أول أفلامها مع عمر
الشريف عام 1957باسم 'جحا' وهو إنتاج فرنسي تونسي مشترك وقد نال جائزة
التحكيم في مهرجان كان السينمائي ورشح للسعفة الذهبية. وتضيف 'هناك كتاباً
عرباً أحبهم وأقرأ لهموأعز أصدقائي كاتب مغربي اسمه عبد الله عطيةولي في
باريس أصدقاء كثر جزائريون وتوانسة ومغاربة.
تحدث
الفنان السوري جهاد سعد في المؤتمر الصحفي عن أثر السحر الذي تركته
كاردينالي في جيل الستينات حتى في سورياوكان هو أحد ضحاياهأما حول السؤال
عن أثر التقنية المعاصرة في تطور السينما فتؤكد كاردينالي أن سينما
الستينات كان لها سحر خاصتدفع الإنسان باتجاه الحلمسينما الستينات جمعت كل
التقنية المتوفرة آنذاك مع رومانسية بدأنا نفتقدها في حياتنا بشكل عامبينما
السينما الآن أصبحت نوعاً من البيزنس أكثر منها فناًوهذا انعكس على السينما
الإيطالية التي تعاني من صعوبات جمةإذ مرّت بمراحل معقدةلكنها الآن بدأت
تستعيد عافيتها وتنطلق مجدداً.
رفضت
كاردينالي تقييم الممثلات الإيطاليات الجدد وأيهن تكون خليفتهافهذا التقييم
من حق الجمهور والمخرجين.
كما رفضت
فكرة العمل في الإنتاج السينمائي لأنها ممثلة وفقطوتحب التمثيل. وحول
السؤال ما إذا كانت تحب أن تلعب دوراً محدداً أو تمثيل شخصية تاريخية
معينةأكدت أنها لا تتدخل في اختيار الشخصياتفالممثل يبحث عن فرصة عملوعليه
أن يؤدي كل الأدوارفهي لعبت أدوار الأميرة كما لعبت أدوار المومسهكذا هي
الحياة.
القدس العربي في 11
نوفمبر 2008
|