سؤال غياب
الدراما التلفزيونية اللبنانية هل يمكننا إحالته إلى ظروف الإنتاج وحسب؟
نتساءل
ونحن نلمح بين وقت وآخر أفلاماً سينمائية لبنانية متقدمة، يحققها مبدعوها
في ظروف أكثر صعوبة، خصوصاً ونحن نعرف أن سوق التلفزيون مفتوحة في زمن
الفضائيات والبث التلفزيوني الذي يعلن يومياً عن حاجته للمزيد.
في زمن
مضى، كانت الدراما اللبنانية حاضرة وبقوة في المحطات التلفزيونية العربية
التي كانت أرضية. يومها عمدت تلك الدراما إلى تقديم نفسها من خلال أعمال
رومانسية غالباً، وناطقة باللغة الفصحى في محاولتها الوصول إلى المشاهدين
العرب في مختلف البلدان العربية. مع ذلك أثبتت الأيام كما تجارب الدراما
العربية المختلفة أن ذلك الخيار ليس هو الصحيح، فالوصول إلى المشاهدين
العرب والتفاعل معهم ممكن باللهجة المحلية أياً تكن، خصوصاً وقد أشاعت
الفضائيات العربية كل اللهجات أو معظمها، وفتحت أبواب الانتشار أمام
وصولها، سواء من خلال المذيعين والمذيعات، أو حتى من خلال الأغاني التي
تطفح اللهجة اللبنانية بكثير من أعمالها الجميلة في وجود أصوات مثل السيدة
فيروز ووديع الصافي وسواهما.
أين تكمن
الأزمة إذا؟
سؤال نراه
جديراً بإجابات من المعنيين بتلك الدراما، من شركات وفنانين وكتاب، فهم
الأقدر على تلمّس الأسباب والتعبير عنها في زمن بات مفتوحاً أمام الجميع
ويمنح فرص التعبير عن مشكلات اجتماعية وإنسانية يعيشها المجتمع اللبناني،
ونراها جديرة بالحضور درامياً على شاشاتنا الصغيرة، خصوصاً بوجود كل أدوات
التعبير الفنية والأدبية، وفي حضور مواهب نعرفها ويعرفها المشاهدون العرب.
هي مجرد
تساؤلات تأتي في رمضان، موسم الدراما التلفزيونية العربية، ومساحة حضورها
الأهم، فتدفعنا إلى محاولة البحث عن إجابات تلامس الواقع وتقارب حقائقه
الموضوعية كي يمكن الوقوف على حقيقة الحال واستشراف حلول لها.
نثير هذه
المسألة ونحن نعرف أن العمل الدرامي التلفزيوني هو عمل جماعي مؤسسي يحتاج
تضافر جهود جهات كثيرة، وهو في الوقت ذاته صناعة متكاملة تقوم على دورة رأس
مال تستهدف الربح، ما يعني أن المؤسساتية هي في مقدم شروط نجاح أية تجربة.
نتساءل
فهل يفيدنا المعنيون؟
الحياة اللندنية في 12
سبتمبر 2008
|