فجأة
تصاعدت الأمور رغم ان المقدمات لم تكن توحي بذلك،
فالمسلسل هذه المرة بدوي،
تدور أحداثه في القرن التاسع عشر، وبالتالي لايمكنه
ان
يتماس مع احد الملفات الشائكة المعتادة، التوقعات المبدئية كلها اشارت الي
ذلك، واستبعدت نتيجة لذلك أية احتمالات بأن يواجه بطوفان العام الماضي او
سابقه،
هذا الطوفان الذي اطاح بمسلسل »للخطايا
ثمن« وأبعده نهائيا عن شاشة القناة،
وقبلها
بعام كان قد ازاح مسلسل »الطريق الي كابول« من علي الشاشة نفسها رغم
عرض حلقات منه فعليا،
لكن ما حدث كان علي عكس كل التوقعات.
مع اقتراب
رمضان
بدأت الmbc
عرض تنويهات مكثفة عن مسلسل »فنجان الدم«، المعلومات المتداولة
والمشاهد المجتزأة التي عرضتها القناة اضافة الي التسريبات
التي ملأت شبكة الانترنت
حتي وصلت- وفق احصاءات البعض- الي ٠٥٢٣ رابطا علي الجو جول، كل هذا هيأ
المشاهدين بأنهم امام مسلسل مختلف علي مستوي المضمون وايضا علي
مستوي الشكل،
بالتأكيد لايمكن الحكم علي اي عمل قبل مشاهدته، لكن دائما ما تكون هناك معلومات
فاتحة للشهية، منها مثلا الاعلان عن ان مصمم معارك المسلسل هو ايان فان
تيمبولي
الذي سبق له ان قام بالدور نفسه في سلسلة »هاري بوتر«، وهاهو هذه المرة يعبر
البحر متجها الي سوريا لينفذ مهمته الجديدة بمساعدة خبراء من هوليوود.
المؤشرات
كلها كانت تشير- كما سبق ان ذكرنا- الي اننا امام مسلسل مختلف (دون ان يعني
الاختلاف هنا حكما علي العمل،
سواء كان هذا الحكم ايجابيا أو سلبيا)، غير
ان
الأمور تبدلت فجأة، وشعر البعض بان هناك ايادي تلعب في الخفاء، ثم انقلب
الاعتقاد الي يقين بعد أن قررت القناة تأجيل عرض المسلسل الي ما بعد شهر
رمضان.
الغريب ان التأجيل هذه المرة جاء ليعلن عن مولد قوي ضغط جديدة ممثلة في
القبائل
التي تحفظت علي مضمون العمل واشارت الي انه يمكن ان يثير بشكل
غير مباشر بعض
النعرات القبلية!
وأمام تزايد عدد المطالبات اتخذت القناة قرارها السابق رغم ان
مسئوليها اعربوا عن ثقتهم بأن محتوي
»فنجان الدم« لايسييء اطلاقا الي أي جهة،
لكنهم فضلوا التأجيل لكي يتيحوا لصناع المسلسل الانتهاء من
تصوير كل حلقاته واتمام
عملية المونتاج، رغم ان العرف قد جري علي أن تستكمل الكثير من المسلسلات
تصوير ما
تبقي لها من مشاهد في رمضان دون ان يؤدي ذلك الي تعطيل عرض الحلقات تباعا،
اضافة
الي ان تصوير معظم احداث العمل قد انتهي حسب تأكيد الفنان جمال
سليمان الذي قال: »من
المفترض اننا سنتم تصوير آخر مشاهد المسلسل يوم الأربعاء (أمس)، والمشهد
صعب، وبه معركة ضخمة، وقد تأجل تصويره لأننا كنا في انتظار وصول مخرج
المعارك
الانجليزي، وبالمناسبة هذا المشهد يعرض في الحلقات الأخيرة من العمل«، كلمات
جمال سليمان تشير بوضوح الي ان المشاهد المتبقية لم تكن تمثل عائقا امام
عرض العمل
بدءا من اول رمضان وتوحي بان له رؤية معارضة لقرار تأجيل العرض، نعقب
فيعلق:
»بالتأكيد
لي وجهة نظر، ولكن اود في البداية ان اشير الي ان الأمر لايتعلق في
الأساس بكوني مشاركا في العمل، كما أن رأيي لايرتبط بالعرض الرمضاني،
لأن عرضه
بعد رمضان
ربما يكون افضل ويتيح له فرصة افضل للمتابعة بعيدا عن الزحام الذي تعاني
منه الشاشات، لكن القرار في حد ذاته يقلقني جدا، لانه ليس حالة فردية، فقد
تكرر كثيرا في الفترة الأخيرة،
في السابق كنا تحت سيطرة الرقابات الحكومية،
وكانت
العلاقة بيننا تمر بحالات مد و جذر، وقد بذل الفنانون في العالم العربي
جهودا كبيرة لتغيير عقلية الرقابة ونجحوا في ذلك، الان نحن نواجه بمشكلة اخري
غريبة، وهي سيطرة فكرة المنع علي عقلية الناس العاديين، الامر ليس قاصرا علي
فنجان الدم، ويكفي ان تتابع ما يتعرض له مسلسل اسمهان مثلا، وهو الأمر نفسه
الذي تكرر مع الكثير من الأعمال، ليجد الفنان العربي نفسه مواجها بتهمة
الاساءة
لمهنة أو لفئة أو لجماعة ما، وهذا يقيد حرية التعبير، لأن الدراما لن تتجه
الي
الأمور العادية،
فهي تبحث دائما عن مشاكل الحياة،
واذا فوجئنا مع كل عمل بأننا
امام فئة جديدة تعارض او تحتج فإن هذا سيكرس لعقلية المنع
والقمع،
ويجعلنا نعود
الي انتاج المسلسلات السخيفة التافهة،
أي اننا سنرجع الي الدراما التي بلا دسم
ويصبح الفن بلا اظافر وهي أزمة كبري«.
خطورة
الانترنت
ضيق جمال
سليمان ليس
شخصيا، اذ ان جمهوره يتابعه من خلال مسلسل آخر هو أهل الراية الذي يعرض علي
نحو
تسع قنوات فضائية وارضية، لكنه ضيق مرتبط بهم عام وممزوج بقلق علي ما يمكن
ان
تئول إليه الأمور، يقول: »لابد ان ننتبه الي خطورة الانترنت، كل من اعترضوا
علي المسلسل لم يشاهدوه ولم يقرأوا السيناريو،
فكيف عرفوا محتواه واستنتجوا انه
ذو
آثار سلبية؟ الحكاية كلها بدأت من الانترنت، ويقال ان بعض الجهات التي انتجت
مسلسلات بدوية متواضعة خافت من المقارنة فبدأت تنشر اشاعات علي شبكة
الانترنت،
وعندما تقرر عرض المسلسل وبدأت التنويهات عنه انتقل الموضوع
الي الصحافة وبدأ
تحريض الناس، ونحن نحترم من اعترضوا لان لهم الحق في ابداء رأيهم لكن
المشكلة انه
تم
تحريضهم بمعلومات غير صحيحة، واصبحت شبكة الانترنت- رغم ايجابياتها-
مليئة بمساهمات من جانب مجهولين، دون ان تعرف من كتب هذا الكلام؟ هل هو منافس،
أم مريض نفسي، ام مثقف يحافظ علي مصلحة المجتمع ؟«.وعن
توقعاته حول مصير
المسلسل قال سليمان: »أعلنت القناة انها ستعرضه بعد ان تتم عمليات المونتاج
النهائية، خاصة ان
mbc
واثقة انه
لايتضمن اساءات ولايحكي حكاية قبيلة بعينها
ولا شخص محدد، بل يتناول التغيرات الاجتماعية والسياسية التي حدثت في صحراء
بلاد
الشام وكان لها دور فعال في هذه المنطقة في القرن التاسع عشر فهو عمل
انساني
اجتماعي ليس الهدف منه الاساءة أو تكريس التحيزات القبلية«.
لكن هناك
سوابق
حدثت خلال العامين الماضيين واطاحت بمسلسلات اخري ومنعت
عرضها مثل »للخطايا
ثمن« ، اعلق فيعقب جمال سليمان: »أتمني ألا يحدث ذلك، لانه لو حدث سيخلق
مشكلة حقيقية بين الفنانين والمنتجين،
لأن أي منتج يميل الي الأمان والسلامة،
وعندما يحدث ذلك يكون المنتج قد خرج عن الدور الذي يجب ان يلعبه، وتخيل ما
يمكن
ان
نصل اليه في هذه الحالة، سيكون مطلوبا منا ان ننتج اعمالا علي شاكلة
المسلسلات
التركية أو نعود الي الأعمال الهزيلة، لكني عموما اعتقد ان ادارة
mbc
علي وعي
بهذا ولديها قناعاتها الداعمة للمسلسل«.
دراما
متخلفة
تدور
أحداث المسلسل
بالبادية العربية في بدايات القرن التاسع عشر وقتها كان العثمانيون يسيطرون
علي
معظم البلاد العربية، وكان هناك صراع مستمر بين القبائل العربية وعلي رأسها
قبيلة
المعيوف النجدية وقبيلة النوري الهزاع، ولان قبيلة المعيوف كانت معروفة
بكثرة عدد
نسائها وقلة رجالها، فقد نذر شيخها معيوف ان يقدم ذكرا كأضحية اذا اصبح في
قبيلته
الف ذكر، وعند ولادة الرقم الف قامت القبيلة بوفاء النذر وفقا للاسلوب الذي
تقترحه عرافتها، وبعدها تقرر القبيلة الانتقال من سكنها الجبلي الي اخر في
السهول
لتكون بالقرب من المياه والمراعي، بعد معركة حاسمة بين قبيلتي المعيوف والنوري
الهزاع تنتصر الاولي وتصبح زعيمة للبادية،
غير ان الاستقرار لايدوم حيث تبدأ
الانقسامات الداخلية، اضافة الي قصة حب قوية بين زعيم قبيلة النوري (جمال
سليمان) وابنة زعيم قبيلة المعيوف (ميساء مغربي)، ورغم زواجهما فان الحرب
بين القبيلتين تظل مستمرة
،هذه هي بعض احداث المسلسل كما وردت علي الانترنت،
غير ان مؤلفه عدنان عودة يفضل الحديث عن المنطلق الفكري للعمل ويري ان هذا
المنطلق
هو
الاكثر ملائمة لمواجهة ما يحدث، والكلام عن الأسباب يقود الي اجابة تتفق
مع
ما
ورد في تحليل جمال سليمان،
يقول عدنان: »علي مدي عقدين من الزمن هما
الثمانينيات والتسعينيات وما تلاهما سيطر نوع من الدراما المتخلفة من حيث
التوجه
الفكري وما يتبعه من شكل فني،
وهكذا ظلت تقدم معلومات مغلوطة عن هذا الشعب،
فالبدو ليسوا قبائل متفرقة تقضي كل وقتها في العشق، بحيث يتم اختزالهم في
عاشق
ومعشوق وبينهما الخسيس الذي يوقع بينهما
،لقد كانوا يملأون جانبا كبيرا من
البلدان
العربية ولهم تأثير مهم في المجالات السياسية والاجتماعية، احدي هذه
القبائل مثلا (ارولة) كانت تصدر سنويا الي مصر نحو ثلاثين الف جمل،
وهو كم
هائل يشير
الي انهم كانوا مؤثرين اقتصاديا ايضا«.
بدأ عدنان
حديثه بالاشارة
الي الدراما المتخلفة لكن الدفاع عن البدو اخذه بعيدا عن هذه الجزئية التي
تحتاج
الي توضيح، خاصة وان الاستطراد سيكشف الايدي الخفية وراء قرار تأجيل عرض
فنجان
الدم، يقول: »تم ايقاف العمل لأن هناك جهات تنتج هذا النوع من الدراما
بطريقة
مسطحة تجعل من البدو مجرد عائلات لايشغلها الا الحب، ولان عملا كفنجان الدم
بمنظوره الفكري والدرامي كان سيكشف عورة هذه الجهات فقد بدأت
الحرب،
ومنذ اليوم
الأول لبدء تنفيذ العمل بدأ هؤلاء يروجون لكونه يثير نعرات
قبلية،
ورغم ذلك اعتقد
ان المسلسل سيجد طريقه للعرض،
لانه لو لم يحدث هذا فسنظل واقفين في احدي الخانات
المتخلفة في هذا المجال، والامر متروك لادارة
mbc،
وهي ادارة شجاعة وتتصدي
لمشاريع فنية متطورة ولو كان الظرف الرقابي اقوي منها فلن اجد
ما اقوله سوي:
لا
حول ولاقوة الا بالله،
لكني اعتقد ان هذا لن يحدث، لانه حتي البدو الذين قيل
انهم تحركوا لايقاف العمل كانوا اول من سألوني عن سبب عدم
عرضه،
وبالمناسبة انا
انتمي لاحدي القبيلتين اللتين اشرت لهما في المسلسل لذلك لا
يمكنني أن أسييء اليهما
بل
انني- ومنذ بدء كتابتي لهذا العمل قبل خمس سنوات-
كنت قد اخذت علي عاتقي
مهمة ان اعيد الاعتبار لهذا الشعب بتقديمه عبر منظور مختلف يحيطه الظرف
السياسي
والاقتصادي الذي ساد في القرن التاسع عشر«.
مشروع
عدنان عودة يمضي في ثلاثة
أجزاء، الجزء الأول هو الذي تم تصويره هذا العام،
يوضح: »كانت هناك ظروف
سياسية واقتصادية تسيطر علي المنطقة في تلك الفترة،
وقد أدت هذه الظروف الي
صراعات عديدة منها صراع العثمانيين مع اوروبا حول تركة الرجل
المريض،
والصراع بين
القبائل وبعضها علي قافلة الحج الشامي،
اضافة الي طريق التجارة الي الهند الذي
كانت تسعي بريطانيا لتأمينه، والجانب الاخير تحديدا تم التعرض له في الجزء
الأول
من
المسلسل«.كتب المؤلف الجزء الأول وانتظر عرض العمل واستطلاع ردود الافعال
عليه
ليبدأ كتابة الجزء الثاني، لكنه انشغل بمتابعة الازمة لبعض الوقت، وسوف يعود
لاحقا للكتابه خاصة ان الخطوط الأساسية التي تعتبر مفاصل العمل مختمرة في
ذهنه،
يقول: »الجزء الثاني يدور حول افتتاح قناة السويس وتعامل البدو مع الحدث،
اما الجزء الثالث فيركز علي سكة حديد الحجاز وتفاعل البدو معها،
باختصار انا
اتناول علاقة البدو بالعالم، دون ان اعني قبيلة بعينها، وقد استخدمت اسماء
موجودة بالبادية ومشابهة لما كان موجودا،
فالعمل مبني علي الموروث البدوي وهو
موروث شفوي في الأساس، فاذا ادعي احدهم بعد ذلك انني احكي عن جده ساقول له
ان
الموروث الشفوي لايقدم دليلا حاسما، فهناك رواية اخري تنفي ان هذا الشخص هو
جده،
لقد صنعت شخصيات وعالما متخيلا بالمطلق لكنه ضمن سياق تاريخي«.
أجواء
الخطايا
وكابول
المسلسل
الذي يخرجه الليث حجو-
يعيد الي الاذهان ما حدث في العام
الماضي
عندما قررت
mbc
منع عرض المسلسل الكويتي »للخطايا ثمن« بعد ان كان
مقررا عرضه في رمضان وجاء القرار بعد ان ثارت انتقادات كويتية
حول المسلسل وما
يعالجه من قضايا رأي البعض ان بها اساءة للمجتمع. وهو ما دعا وزير الاعلام
الكويتي في النهاية الي احالة الشركة المنتجة للنيابة العامة للتحقيق معها
فيما وجه
لها من انتقادات.
وهو ما دعا القناة الي منع عرضه احتراما لقرار الجهات الرسمية
الكويتية.وكانت الصحف الكويتية قد بدات حملتها علي المسلسل بعد
ان نشرت انتقادات
لتناول المسلسل لقضايا مثل زواج المتعة وهو ما يسيء الي الطائفة الشيعية
التي تعترف
بهذا الزواج، وامتدت الانتقادات الي قضايا اخري اعتبرها البعض عادات دخيلة
علي
المجتمع الخليجي مثل الزواج العرفي و
الاساءة للوالدين.الطريف ان الامر لم يتوقف
عند العام السابق، فقبله بعام ثارت ضجة بسبب مسلسل »الطريق الي كابول«
واضطرت
القناة لوقف اذاعته رغم انها كانت قد عرضت ثماني حلقا منه
بالفعل لكن الوقف هذه
المرة كان خارجا عن ارادتها اذ انها اضطرت لذلك بعد رفض التليفزيون القطري
المنتج
للمسلسل تزويد
mbc
وقنوات
إخري بباقي حلقاته.الغريب ان الاعتراضات القبلية لم
تكن من نصيب »فنجان الدم« وحده بل امتدت الي مسلسل اخر هو »سعدون العواجي«
الذي تعرضه قناة ابوظبي، فقد تلقت القناة رسائل من قبيلتي عنزة وشمر اكدوا
فيها
ان
المسلسل الذي تدور احداثه بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر يفتح ملفات
ستؤدي الي مشاكل طبقية، غير ان قناة ابوظبي لم تستجب لهذه المطالبات
واستمرت في
عرض المسلسل خاصة ان صناع المسلسل اكدوا انهم اختاروا القصة لابراز دور
الشيخ سعدون
العواجي في الجزيرة العربية في فترة تاريخية محددة،
وانهم تجنبوا كل حدث يمكن ان
يثير
نعرات قبيلته، وكان احد احفاد العواجي قد زار موقع العمل في سوريا وقام
بمراجعة السيناريو لكن يوم الاثنين الماضي أصدر رئيس دولة الامارات قرارا
بوقف عرض
المسلسل .يروي المسلسل قصة الشيخ سعدون العواجي وولديه عقاب وحجاب
الذين فارقاه في صغرهما وبفراقهما خسر الكثير من مجده لكنهما اصبحا فارسين
بعد ان
كبرا وتمكنا من اعادة مجد ابيهما .المسلسل
تأليف فهد الشمري ومحمد اليساري واخراج
نذير عواد ويقوم ببطولته رشيد عساف وعبير عيسي ومرح
جبر
أخبار النجوم المصرية في 12
سبتمبر 2008
تعودنا خلال السنوات القليلة الماضية،
علي ظهور الممثلين في أكثر
صناع
دراما رمضان يرفعون شعار "صاحب بالين كذاب"
تحقيق
:
خيري الكمار و ريزان
العرباوي
تعودنا
خلال السنوات القليلة الماضية،
علي ظهور الممثلين في أكثر من عمل درامي خلال شهر
رمضان، ومازالت هذه الظاهرة منتشرة ومتزايدة نظرا لأهمية هذا الموسم
بالنسبة
للفنانين.
ولكن
الجديد هذا العام أن تظهر أسماء مخرجين ومؤلفين علي أكثر من
عمل درامي خلال الموسم الرمضاني، وكأن الظاهرة انتقلت من أمام الكاميرا الي
خلفها، والغريب أن أعمالهم المتعددة يقوم ببطولتها نجوم كبار،
مما يحيلنا الي
المثل الشعبي الشهير
»صاحب بالين كداب« مما يدفعنا الي التساؤل في كيف يوفق
المخرج أو المؤلف بين أكثر من عمل درامي تعرض في موسم واحد،
وهل ممكن أن يؤدي
هذا الي »حرقهم« أو تكرار أنفسهم، وهل يؤثر انشغالهم في عمل علي الآخر،
كيف يحققون هذه المعادلة؟ وهل هي ظاهرة سلبية أم ايجابية.
بداية
يؤكد الكاتب
يسري الجندي انه لا يجوز أن ينشغل بعملين دراميين في وقت واحد لانه عندما
يجلس
لكتابة عمل يتفرغ له تماما مشيرا الي أن تواجده بثلاثة مسلسلات هذا العام
لا يعني
انها كتبت في توقيت واحد.
ويضيف
الجندي: كتبت »نسيم الروح« منذ أكثر من
عشر سنوات وانتهيت من كتابة
»العائد« قبل سبع سنوات، وكان من المفترض أن ينتج
لكنه توقف بسبب رغبة المنتج في زيادة حلقاته الا انني رفضت ذلك
تماما،
وقامت
المدينة بعد ذلك بشرائه.
أما مسلسل
»ناصر« الذي يتناول حياة الزعيم الراحل
جمال
عبدالناصر فمنذ دخولي عالم الدراما التليفزيونية .وأنا
ارغب في كتابته وفي
السنوات الاخيرة بدأت التحضير له حتي خرج للنور لكنني فوجئت بعدم عرضه علي
التليفزيون المصري وهذا الامر لا يشغلني علي الاطلاق، المهم أن يعيش
المسلسل مع
الجمهور خاصة ان فرص العرض علي القنوات الفضائية حاليا متعددة
وما يتم منعه علي
قناة يجد فرصا عديدة للعرض علي قنوات أخري.
تفرغ تام
أما
المؤلف مجدي صابر الذي يعرض له مسلسلان فيقول: قد
تتواجد هذه الملكة عند البعض ولكن بالنسبة لي لا استطيع أن اكتب عملين في
وقت
واحد ومع ذلك لا اعتقد ان المؤلفين الذين يعرض لهم أكثر من عمل في شهر واحد
قد
كتبوا هذه الاعمال في نفس التوقيت لان الكتابة خاصة الدرامية تحتاج الي
تركيز
وتفرغ تام حتي يأخذ العمل حقه كما ان الشخصيات في القصة
الواحدة سيطرة كاملة علي
ذهن الكاتب حتي انني أثناء كتابة أي عمل درامي لا استطيع أن اكتب مقالا
صحفيا فأنا
أؤمن بالمثل الذي يقول
»صاحب بالين كداب«.
وعن عرض
مسلسلين له خلال شهر
رمضان يضيف: هذا صحيح ولكن ظروف كتابة كل منهما كانت مختلفة فبالنسبة
لمسلسل
»الفنار«
كنت قد انتهيت من كتابة ٠٢ حلقة منه منذ خمس سنوات وتأخرت في
استكماله
وقتها لأسباب انتاجية، وعندما تم اختياره ضمن خطة انتاج المدينة انهيت
الحلقات المتبقية منه وبعد ذلك بدأت في كتابة »شط اسكندرية« متأخرا بدليل انه
تم
تسليمه في وقت متأخر ومازال تصويره قائما حتي الآن.
ويتابع:
بالنسبة
لمسألة العرض في توقيت واحد خاصة في شهر رمضان لا اعتقد ان عرض
عمل قد يسبب ضررا
لعمل آخر للمؤلف نفسه لانهما غالبا ما يكونا عملين مختلفين من حيث المضمون
فبالنسبة لي مثلا »الفنار« دراما تاريخية و»شط اسكندرية« دراما اجتماعية،
ولا أري مشكلة في هذا،
ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في كم المسلسلات التي تعرض في
شهر رمضان فهناك أكثر من ٠٦ عملا فكيف يتابع المشاهد هذا الكم الهائل من
الاعمال
الدرامية؟
كما أن
العرض في رمضان لم يعد ميزة فهناك أعمال قد يقع عليها الظلم
لحساب أعمال أخري وأري أن التركيز في المتابعة يكون أفضل بعد
رمضان.
ظروف خاصة
وعلي
الجانب الآخر يؤكد المخرج أحمد صقر انه لم يقم
بتصوير مسلسلي »شط اسكندرية« و»جدار القلب« في توقيت واحد ولكن الظروف هي
التي
قادته الي أن يكون له عملان علي شاشة رمضان.
ويضيف
صقر: مسلسل »شط
اسكندرية« تم تحضيره ومعاينة أماكن التصوير وتحديد جميع الاجراءات المتعلقة
به
العام الماضي وكان من المفترض تصويره عقب المعاينات لكنه توقف لظروف
انتاجية وبدأت
تصويره في أول مايو الماضي ومازلت أصوره كما قمت بمونتاج
٥١
حلقة من
المسلسل.
اما مسلسل
»جدار القلب« فانتهيت منه في ابريل وسلمت حلقاته كاملة
لقطاع الانتاج والمحطات الفضائية المتعاقدة عليه منذ فترة ولم يتداخل أي
عمل مع
الآخر نهائيا.
ويوضح
صقر: لم يكن الامر مرهقا بالنسبة لي علي الاطلاق لانني
قبل أن أكون مخرجا محترفا فإن الفن هوايتي المحببة منذ البداية،
وكل ما يشغلني
حاليا هو أن يحظي المسلسلان اللذان اقدمهما برضا الجمهور،
وهذا هو متعتي الحقيقية
وأشار صقر الي أن الكم لا يهمه لانه يمكن لعمل واحد أن يحقق صدي ونجاحا لا
تحققه
أعمال عديدة
أخبار النجوم المصرية في 12
سبتمبر 2008
|