إذا كان
«سن اليأس» مرتبطاً بالتغيرات التي تحدث في جسد المرأة، عندما تفقد
خصوبتها، وقدرتها على الإنجاب، فإن «سن اليأس» أصبح أدق تعبير يطلق على
نجوم رمضان هذا العام ـ رجالاً كانوا أم نساء ـ حيث كشفت أعمالهم أنهم غير
قادرين على تقديم عمل يحمل مواصفات التميز ومواجهة الواقع وشد الانتباه.
إنه «سن
اليأس» المتفشي في هذا الزمان، والفنانون هم أكثر من يتعرضون لهذه الحالة،
وذلك عندما تتصادم أفكارهم وأحلامهم بالواقع الذي يعيشون فيه، فيفقدون
بوصلة الاتجاه الصحيح، وتتخبط أعمالهم بين الاستسهال والاستعجال، متوهمين
أن إنسان عصر السرعة يمكنه هضم «المسلوق»، وبلع «الزلط»، والتغاضي عن بعض
الأخطاء، التي يمكن أن تمر عند البعض مرور الكرام.أخطاء بالجملة وقع فيها
المسؤولون عن الأعمال التلفزيونية الرمضانية على مدى الأيام الماضية، بعضها
بسبب ضعف سيناريوهات المسلسلات المعروضة على الشاشة الصغيرة، والبعض الآخر
بسبب السرعة وعدم التركيز.
في مسلسل
«قمر» الذي تلعب بطولته فيفي عبده، نجدها في الحلقة الثانية تدخل في أربع
«خناقات» حامية دفعة واحدة، اثنتان مع محمد عبد الحافظ وماهر عصام، ثم مع
فتوح أحمد، والأخيرة مع كوثر رمزي التي تقوم بدور زوجة أبيها.. مبالغة ما
بعدها مبالغة، خصوصا إذا عرفنا أن فيفي تدخلت في كتابة السيناريو، بينما
فاحت شائعة دس أنفها في الإخراج.
أما مسلسل
«في إيد أمينة» فهناك غلطة في سيناريو الحلقتين الأولى والثانية، فقد أخبرت
«أمينة» (يسرا) زوجها سيف عبد الرحمن أنها ستبيت عند والدتها، ولهذا اصطحب
رجل الأعمال صديقته إلى شقة الزوجية، ومع ذلك أبلغها عند محاولتها الاقتراب
منه، أن زوجته من الممكن أن تأتي في أي لحظة، ورغم هذا نامت بجواره فحضرت
الزوجة المخدوعة لتكتشف الخيانة.
وفي
الحلقة الثانية، فوجئنا بأن زميلة لأمينة في الجريدة، تكتشف وجود لقطات
لخيانة الزوج سيف عبد الرحمن مع صديقته على النت، رغم أن هذه الخيانة جاءت
بالصدفة نتيجة الظروف، عندما أبلغت الزوجة في الليلة ذاتها أنها ستضطر
للمبيت عند أمها لمرضها المفاجئ. صراحة فكرت كثيراً، كيف يمكن أن يمر هذا
الموقف على الجميع، ومهما كانت المبررات، فإن خطوطا كثيرة في العمل، تحتاج
بالفعل، إلى ترابط أكثر، ودراسة أعمق، خصوصاً علاقة أمينة بزملائها
الصحافيين، وتجميعها وسحبها لهم، وكأنهم طلبة في فصل دراسي، وليس مؤسسة
صحافية، لها شكلها وتقاليدها وأعرافها المهنية.
وفي مسلسل
«شرف فتح الباب» بدا منذ الحلقة الثانية، أن المحامية الشابة مديحة ـ بثينة
رشوان ـ سوف تقع في حب شرف، رغم الفارق في السن بينهما، وطبعا هذا خطأ في
السيناريو والمونتاج، لأنه كشف مبكراً جداً حدثاً هاماً من أحداثه. أما في
مسلسل «أسمهان»، فهناك مشاهد تحتاج إلى إعادة ترتيب.
وليس
معقولاً أن تبدأ الحلقة الرابعة بغناء أسمهان من دون سماع صوتها، ثم تنتقل
الأحداث إلى الكازينو الذي يغني فيه فريد، ثم مشاهد لأخيه وهو يبث مشاعره
لفتاة يكتشف فيما بعد أنها يهودية، ثم يتذكر المخرج أن هناك مشهدا لأسمهان
وهي تغني، فيعود ليكمل بقية الأحداث من حيث انتهت، مط وتطويل لا داعي له،
مثلما سقط دافع الأميرة علياء لترك الزوج.
والهجرة
إلي مصر، أو التلميحات بالهمس واللمس بينها وبين فريد غصن، بالفعل كانت
الحلقات الخمس الأولى عن الأم، أكثر مما كانت عن أسمهان. وبالنسبة لمسلسل
«الدالي»، يمكن القول لمن لم يشاهد الجزء الأول، أن لا يغامر ويصدع رأسه،
بتفاصيل كثيرة، تعتمد على الفلاش باك، والعودة لمشاهد من العمل الأول،
وإعادة عرضها مراراً وتكراراً.. الجزء الثاني من هذا العمل يحتاج إلى معجزة
تقنع المشاهدين في المستقبل، لمتابعة الأجزاء الأخرى التي يتم تجهيزها
حالياً.
من جهتها،
كررت يسرا هذا العام التعامل مع كل فريق عملها السابق «قضية رأي عام»، حيث
كتب كلمات «تتر» المسلسل مدحت العدل وغنته آمال ماهر، كما ظهر في بطولة
المسلسل عدد كبير من الوجوه الذين تعاملوا معها في المسلسل السابق مثل
إيهاب فهمي وأشرف مصيلحي وسامي العدل والمخرج محمد عزيزية.
فيفي عبده
هي الأخرى، استعانت بعدد كبير من وجوه مسلسلها السابق «أزهار» لتستكمل به
رحلة «قمر»، بداية من المؤلف عزت آدم مروراً بالأبطال مثل جمال إسماعيل،
وكذلك قدمت داليا البحيري مسلسل «بنت من الزمن ده» بالاستعانة بمؤلف عملها
السابق نفسه محمد الغيطي والبطل نفسه باسم سمرة، وقدمت تيسير فهمي عملا آخر
للمؤلف أحمد أبو بكر وهو «الهارب» بعد مسلسل «قلب الدنيا».
وبالمثل،
استعان ممدوح عبد العليم الذي يقدم للمؤلف مجدي صابر مسلسل «شط اسكندرية»
بعد عملهما المشترك «الفريسة والصياد»، وكذلك حسن يوسف الذي يقدم مع المؤلف
نفسه لعمله الأخير »«الإمام المراغي» مسلسل «العارف بالله»، وكالعادة
يتعاون محمد فاضل وفردوس عبد الحميد في مسلسل «ليل الثعالب»، وخالد صالح
والمخرجة شيرين عادل في «بعد الفراق» بعد أن قدما العام الماضي «سلطان
الغرام».
وكان
واضحاً تماماً، أن الخوف من الفشل دفع النجوم للاعتماد على شلة النجاح
نفسها في المسلسلات السابقة، حيث يعتبرون أعضاء العمل السابق الذي حقق
نجاحاً، تميمة حظ للعمل الجديد، لذلك ظهرت وجوه مكرره كثيرة من مسلسلات
العام الماضي مع الأبطال أنفسهم هذا العام، لذا لزم التنويه حتى لا تزداد
«لخبطة» المشاهدين.
البيان الإماراتية في 10
سبتمبر 2008
|