عماد
ياسين ممثل وإداري منظم يعتمد
على برامج الكومبيوتر لكنه أثار العديد من الإشكالات وأثيرت
ضده الكثير من المعارك
منذ تسلم مديرية الإنتاج في التلفزيون السوري. وهو يقول أن معاركه كانت ضد
الفساد
والهدر ولصالح العملية الإنتاجية ورفع أجور الفنانين والفنيين.
'القدس
العربي'
وفي بداية الدورة الرمضانية الحالية التقت السيد عماد ياسين وحاورته حول
الإنتاج
الدرامي السوري للعام الراهن وحول المعارك التي أثيرت معه ولا
تزال أصداؤها تتردد
في
الإعلام. بداية سيد عماد ياسين دعنا نأخذ فكرة عن الإنتاج الدرامي السوري
لهذا
العام؟ تجاوز إنتاجنا الدرامي لهذا العام (40) عملاً أي بزيادة ملحوظة على
أعمال
العام المنصرم والتي تراجعت إلى (27) عملاً فقط. كما تميزت
أعمال هذا العام بتنوع
أكبر إذ عادت الدراما البدوية مع عملين ضخمين 'صراع على الرمال' لحاتم علي
و 'فنجان
الدم' لليث حجو. إلا أن الأعمال التي تتكىء على البيئة المحلية
ما زالت في الصدارة
فلدينا أربعة أعمال عن البيئة الشامية وهي الجزء الثالث من 'باب الحارة'
للمخرج
بسام الملا و 'أهل الراية' للمخرج علاء الدين كوكش و'أولاد القيمرية'
للمخرج سيف
الدين السباعي و'بيت جدّي' للمخرج رشاد كوكش. إضافة لعملين
أولهما عن البيئة
الحلبية باسم 'حديث الروح' للمخرج فهد ميري والثاني 'الحوت' للمخرج رضوان
شاهين عن
الصيادين وبيئة الساحل البحرية. بالإضافة لأعمال تاريخية مهمة
كمسلسل 'أسمهان'
للمخرج
شوقي الماجري و'لورنس العرب' للمخرج ثائر موسى ويبقى الكم الكبير من حصة
الدراما الاجتماعية المعاصرة. انتم في مديرية الإنتاج التلفزيوني أين هي
حصتكم من
الإنتاج كقطاع عام؟ لدينا مجموعة من الأعمال المتراكمة من خطة
إنتاج 2007 قمنا
باستدراكها وعرضنا أغلبها على الشاشة السورية دون انتظار ما يسمى بالدورة
الرمضانية
كـ'جريمة
بلا نهاية' و'أشياء تشبه الحب' كذلك أنجزنا مسلسل 'العيلة عيلتنا' من
إخراج أسامة محمد و'خبر عاجل' للمخرج غزوان بريجان وهما في
الدورة الرمضانية
الراهنة إضافة لمسلسل 'غفلة الأيام' من إخراج طلال محمود و 'مواسم الخطر'
من إخراج
أسامة شقير. وقد حاولنا في هذه الأعمال أن ننوع في أسماء الكتاب والمخرجين
قدر
الإمكان وأعطينا فرصاً لأسماء جديدة كي تتمكن من إنجاز عملها
الأول. أما في مجال
الممثلين فقد حاولنا استقطاب الأسماء الهامة في الدراما السورية وبشكل خاص
بعض
الأسماء التي غابت عن ذاكرة الشركات الخاصة للإنتاج الدرامي. واعتقد أن
أسماء هذه
النجوم مهمة في مجال المتابعة الدرامية. ماذا عن إنتاج الأفلام
التلفزيونية؟ بدأنا
هذه الخطوة عام 2007بإنتاج ستة أفلام هي :'مشروع السعادة' للمخرج محمد
الآغا و'
شغف' للمخرج طلال محمود و 'لقمة عسيرة الهضم' للمخرج سهيل الويش و'رحاب'
للمخرج
خالد
الخالد و' العطلة الأخيرة'من إخراج طلال محمود. وسبق عرضها جميعاً على
الشاشة
السورية في مناسبات متباينة وتتراوح مدتها الزمنية ما بين (90) دقيقة
و(107) دقائق.
أما في خطة هذا العام فأنجزنا فلمي 'الجد' لسهيل الويش و'أزهار البنفسج'
للمخرج
بسام
الملا وكلاهما يمتد ل (90) دقيقة فقط. ولدينا الأفلام الأربعة التي فازت
بمسابقة ' الجولان في القلب' والتي اسندت لمخرجين شباب. بعيداً عن الأعمال
المنتجة
ومشاريع الأعمال دعنا نعود إلى المعركة الإعلامية التي تزامنت
مع تسلمكم مديرية
الإنتاج التلفزيوني؟ رغم أنها مسألة قديمة ولا أحب الخوض في تفاصيلها لكنني
اعتقد
أن
من حق أي مدير أن يراجع كل الحسابات المالية في دائرته بل أعتقد أن ذلك من
واجبه
أيضاً. وقد فوجئت بأرقام مذهلة دخلت لأحد الأشخاص كتعويض قراءة
نصوص درامية في لجنة
القراءة. وكانت ساعات النصوص الدرامية المبينة في الجدول فوق طاقة أي شخص
على
القراءة. وعند التدقيق تبين أن العادة تجري بوضع هذا الاسم في كل كشوف
القراءة وهي
بالطبع قراءة وهمية. رفضنا هذا التقليد الجاهلي فحوربت في أكثر
من موقع وبشكل خاص
ممن كانوا يتقاضون تعويضات مالية عن أعمال وهمية. أو ما يسمى ' تنفيعة'
وهؤلاء
الأشخاص الذين تتردد أسماؤهم في كل الكشوف دون أن يدركوا حتى مضمون هذه
الكشوف
المالية. لكن موضوع التعرفة التي يتقاضاها الفنانون في
التلفزيون السوري ما زالت
دون حل؟ هذا الموضوع تأخر لأسباب عديدة أولها الروتين القاتل وتمسك البعض
بقشور
القانون لعرقلة هذا المشروع الذي رُفع منذ شهر شباط / فبراير 2007 وتحول
إلى قرار
من السيد وزير الإعلام في 22/10/2007 لكن هذا القرار بقيّ في
أدراج المالية في
التلفزيون بحجج مختلفة منها عدم وجود تغطية مالية لعام 2007 ومنها أنه
يحتاج إلى
النشر في وزارة المالية ولا أدري كم يستغرق نشر قرار ونحن تجاوزنا منتصف
عام 2008
بحيث أصبحت التعرفة المقترحة قديمة وتحتاج إلى تعديل وهذا أحد
أسباب تخلفنا إذ
يسبقنا الزمن بشكل مستمر. فمحاسب الإدارة مثلاً ضرب عرض الحائط باقتراح
اللجنة
المشكلة وأعاد دراستها مع مدققين ماليين وأصرّ على مناقشتها في لجنة
الدراسة لتأخير
وتخفيض ما يمكن وبعد إقرارها نحتاج إلى توقيع الوزير وبعدها
النشر وبعدها ...
وصولاً
إلى وزارة المالية وربما أكثر من ذلك. وحتى عندما راجعنا مكتب وزير المالية
طلبوا ملخصاً جديدا عن الموضوع ولم نتلق أي جواب حتى تاريخه. ما يعنينا أن
أجور
الفنانين في القطاع الخاص هي عشرة أضعاف التعرفة السائدة في
التلفزيون وهذا يعيق
عمل نجوم الدراما السورية في التلفزيون الوطني. سمعنا عن تشكيل لجنة
الدراما في
التلفزيون هل ستساهم بتجاوز تلك العقبات الروتينية؟ بالعكس هي عائق روتيني
جديد في
وجه مديرية الإنتاج وتساهم بتأخير عملها وسحب الصلاحيات من
مديرية الإنتاج، حيث
يستحيل عقد اللجنة التي تتشكل من دستة مديرين بشكل دوري ومتتابع خلال أشهر.
لماذا
ننتظر أشهرا لاتخاذ قرار أو للموافقة على قرار اتخذناه ونحن أكثرية في
مديرية
الإنتاج مع أن نظام عمل التلفزيون لا يوجد فيه شيء باسم لجنة
الدراما. وهي مجرد
اجتهاد من أحد المدراء السابقين ولكنها تؤكد باستمرار على أننا وجدنا
آبائنا على
ملة ونحن على هديهم سائرون.
القدس العربي في 3
سبتمبر 2008
|