فيما لم
تتوقف إعلاناته على شاشتها طوال الفترة التي سبقت رمضان، آثرت
mbc
ـــــ وفي اللحظات الأخيرة ـــــ تأجيل عرض مسلسل «فنجان الدم» الحصري. وقد
علمت «الأخبار» أن الشاشة السعودية تعرضت لضغوط، بدأت بتوجيه 80 شيخاً من
ولد سليمان من عنزة، ومجموعة من شيوخ شمر، كتاباً إلى الديوان الملكي
ووزارة الإعلام في السعودية، مطالبين بوقف عرض «فنجان الدم» و«سعدون
العواجي» على «أبو ظبي»، «لأنهما يثيران النعرات القبلية»، علماً بأن العمل
ظلَّ مدرجاً على شبكة برامج القناة على موقعها الإلكتروني، حتى العاشرة من
مساء أول من أمس. وفيما يستمر عرض «سعدون العواجي» على «أبو ظبي»، فإن خروج
المحطة عن سلطة الجهات السعودية المعنية، سيوقف الأمر عند حدود المناشدة.
ويعتقد
عدنان عودة، مؤلف «فنجان الدم» (بطولة جمال سليمان)، أن إيقاف المسلسل
البدوي السوري، يقفُ وراءه منافسون من منتجين سوريين وعرب ومؤسسات إعلامية
أخرى، ليس لهم مصلحة في نجاحه. ويتوقع عودة أن تتغير الصورة بعد مشاهدة
الديوان الملكي السعودي للمسلسل، و«قد يعرض بعد رمضان، ومن المنتظر أن يعرض
أيضاً على الفضائية الليبية، بعد قيام
mbc
بالعرض الأول».
ويوضح أن
شارة العمل كانت تحوي إشارة واضحة إلى «أن بعض الأحداث قد تستند إلى أسس
واقعية»، لكن الحكاية برمتها متخيلة، ولا بدَّ من التركيز على القراءة
الدرامية والفنية. أما عن استخدام أسماء شبيهة بأسماء شخصيات حقيقية، فيلفت
عودة إلى التوضيح في «جنيريك» المسلسل: إن لقب «مصوت بالعشا» مأخوذ عن
الشيخ تركي بن جدعان بن مهيد العنزي، ولقب «معشي الذيب» عن الشيخ مكازي بن
سعيد الشمري. لكن هذه الألقاب استعملت في العمل من دون إحالة إلى أصحابها،
كذلك فإن لقباً كمعشي الذيب شائع بين البدو، وهناك الكثير من الشيوخ
يحملونه، أما إحالة أسماء كـ«نوري الهزاع» إلى الشيخ نوري الشعلان، فلا
أساس لها من الصحة، فالأسماء البدوية تتكرر، والأمر مجرد صدفة. ويتساءل
كاتب العمل: كيف للأحداث أن تكون حقيقية، ولم يعرف مثلاً عن شمر وعنزة أنها
كانت تخفر قافلة الحج الشامي كما يظهر في المسلسل. لكن الناس، كما يرى،
يتعاملون مع الدراما على أنها وثيقة تاريخية، مؤكداً أن البدو ليس لديهم
تاريخ، بل موروث شفوي يتضمن تدخلاً مستمراً للرواة. ويشير بأصابع الاتهام
إلى أسلاف بعض الشيوخ المشهورين الذين أرادوا أن يستفيدوا مادياً (الحصول
على حقوق) واجتماعياً (الوجاهة).
الأخبار اللبنانية في 3
سبتمبر 2008
ضعنا!
هل تستحق
المنافسة كل هذه الفوضى في جدولة برامج رمضان؟ فبعدما تكتّمت
mbc
على أوقات عرض برامجها حتى اللحظات الأخيرة، عادت وبدّلت المواعيد على
الشاشة. ثم جاءت أزمة «فنجان الدم» لتزيد الطين بلّة. وها هي المحطة تُعلن
نهائياً أن «باب الحارة» سيعرض عند العاشرة مساءً، و«أبو جعفر المنصور» عند
الواحدة فجراً. وخوفاً من جماهيرية «باب الحارة»، راحت «الجديد» تبدّل
مراراً جدول برامجها، لتقرر أخيراً أن تعرض «أسمهان» عند التاسعة، و«كلمة
حق» عند العاشرة. نعتذر من قرّائنا عن هذه «اللخبطة»، ونتمنى على الفضائيات
توخي الدقة. فالمنافسة لا تقتصر على مواعيد العرض، بل على مضمون البرامج
أيضاً!
الأخبار اللبنانية في 3
سبتمبر 2008
|