«أسوان لأفلام المرأة» يواصل فعاليات دورته التاسعة
كتب: هالة
نور, منى
صقر
تتواصل فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان أسوان لأفلام المرأة
بحضور نجوم الفن وعدد من الفعاليات مع أهالى أسوان.
وأقام المهرجان ندوة للفنانة لبلبة التى كرمها المهرجان فى
حفل افتتاحه، بجائزة «إيزيس»، وتحدثت لبلبة عن تاريخها، وبدايتها فى
السينما والدراما، وظهرت وهى مرتدية فستان مزركش، وألوانه مبهجة تناسب فصل
الصيف، وبدت سعيدة وشكرت جميع الحضور على تواجدهم، وأعربت عن سعادتها بحضور
فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أسوان لسينما المرأة فى دورته التاسعة،
التى حصلت فيها على تكريم عن الإنجازات التى نفذتها طوال مشوارها الفنى.
وأكدت لبلبة أن أسوان مدينة ساحرة ولها معها ذكريات متعددة،
وأشارت إلى أنها طالما حرصت على تقديم رسائل فى أفلامها، وتابعت: «طول
الوقت كنت بحب أفلامى، وأحب أقدم رسائل فى أفلامى، وأتمنى بعد ما أفضل أقدم
رسائل فى أفلامى اللى جاية ولحد ما أموت كمان».
وتحدثت لبلبة عن صداقتها بالزعيم عادل إمام، وعلاقة الصداقة
المستمرة بينهما، وقالت إنها تستعد للذهاب إلى منزل عادل إمام للاحتفال
بعيد ميلاده، لأنهما أصدقاء وهى تحرص دائمًا على الاتصال به والاطمئنان
عليه.
وقالت لبلبة: «أتواصل مع عادل إمام وأتصل به هاتفيًا
دائمًا، وأطمئن على صحته، وهو فى أفضل حال».
وأكدت لبلبة أنهما دائمًا كانا أصدقاء مقربين، وقدما على
الشاشة أفضل «دويتوهات»، وتتمنى التعاون معه فى فيلم أو مسلسل جديد الفترة
الحالية.
كما نظم المهرجان ندوة لتكريم النجمة السورية، كندة علوش،
رفعت شعار كامل العدد وحرص عدد كبير من السيدات الأسوانيات والنوبيات على
حضور الندوة والاحتفاء بكندة وسط الزغاريد وأصروا على التقاط الصور معها
وهو نفس ما حرصت عليه كندة مؤكدة سعادتها بالاستقبال الدافئ من سيدات أسوان
والنوبة، واستقبل الكثيرون كندة بالغناء وأصروا على التصوير معها، وأكدت
إدارة مهرجان أسوان أنها الندوة الأكثر حضورًا فى تاريخ المهرجان والأكثر
تفاعلًا مع الجماهير المتواجدة.
وقدم الندوة الكاتب الصحفى حسن أبوالعلا، مدير المهرجان
مؤكدا أن كندة لديها مسيرة سينمائية مهمة، وقدمت أفلاما تركت بصمة فى
السينما المصرية والسورية والعالمية وشاركت فى العديد من المهرجانات وحصلت
على جوائز كثيرة.
وبسؤالها عن البدايات قبل دخول عالم التمثيل الاحترافى
والشهرة قالت كندة: «أنا من سوريا، ولدت فى دمشق درست فى المعهد العالى
للفنون المسرحية وكان حلمى أن أعمل فى الإخراج، وعملت كمساعدة مخرج فى
السينما ثم أخرجت ٣ أفلام قصيرة ثم فوجئت بالمخرجة رشا شربتجى، التى قدمتنى
فى مسلسل لقى نجاحا واعتبرت ذلك تجربة ثم جذبنى التمثيل.
وأضافت كندة: أول ظهورى فى السينما كان مع حاتم على فى فيلم
قصير، ولا أعتبر النجومية أمراً أساسياً، وكان «أولاد العم» أول فيلم لى فى
مصر بعد أن جاء شريف عرفة لسوريا لاختيار ممثلين، فذهبت للتجربة، وكان دور
فتاة فلسطينية، وطبعا الفيلم بطولة كريم عبد العزيز ومنى زكى وشريف منير
وصورنا فى جنوب إفريقيا، ومن بعده راهننى البعض أننى سأعيش فى مصر، وبالفعل
منذ ١٥ سنة وأنا أعيش فى مصر وتزوجت وأنجبت أبنائى فى مصر.
وعن الفارق بين السينما المصرية والسورية قالت كندة إن
الفارق يكمن فى تفاعل الجمهور مع الموضوعات التى تخص كل مجتمع، وأشارت إلى
فروقات فى صناعة السينما داخل كل دولة قائلة: «البعض يقدم أفلام مهرجانات
وآخرون يقدمون أفلاما للجمهور والشارع، وكل مخرج له رؤيته».
وحول تجاربها العالمية مثل فيلم «السباحتان» مع سالى
الحسينى، والتى تمثل إنتاجا غير سائد فى السينما العربية، قالت: ما يميز
هذه الأفلام أنها جميعا من إخراج سيدات، أولها السباحتان، وهو عن قصة
حقيقية وتجربة مميزة وجديدة وإنتاج عالمى وقضيته الإنسانية لمستنى لأنها
تخص سوريا واللاجئين، والفيلم الثانى هو «نزوح» عن قضية نزوح السوريين فى
الداخل من أثر الدمار الذى خلفته الحرب، والحمد لله أخذت جائزة فى فينيسيا،
أما الفيلم الثالث «وودى باص» فهو تجربة جديدة مع نجوم من الهند ومع مخرجة
أمريكية وجدت لغة جديدة وطريقة تعامل جديدة كأننى عملت ورش تمثيل مع كل
هؤلاء.
وبسؤالها عما ينقص السينما المصرية لتصل للعالمية قالت: لا
ينقصها شىء، فالسينما الهندية وصلت إلى العالمية بالخصوصية والتفاصيل
المحلية، ومثلما قدم رضوان الكاشف «عرق البلح» أو قدم خيرى بشارة «يوم مر
ويوم حلو» كلما كانت الأفلام تشبه الناس وكلما كانت أقرب للعالمية، مع
التوجه للتنوع أيضا بين الكوميدى والأكشن والعاطفى.
وعن زوجها الفنان عمرو يوسف قالت: إنه داعم جدا ويعطينى
ثقة، فأنا قلقة طوال الوقت ولا آخذ القرارات بسهولة، وهو يساعدنى فى ذلك
بكل حب وإخلاص، كما أنه يتصرف بشكل إيجابى طوال الوقت ومبتسم مهما كان
يعانى من ضغوط ولا يشعرنا بها، وأنا بالنسبة لى فى المقام الأول المنزل
والاهتمام بالبيت هو الأولوية.
وحول ارتباطها بأسوان وإقامة حفل زفافها فى المحافظة، قالت
كندة: لقد حضرت إلى أسوان والأقصر أكثر من مرة، وأعتبر أى مصرى لم يزر
أسوان أو الأقصر مخطئا فى حق نفسه، فالأقصر وأسوان والجنوب وجهة سياحية
تستحق زيارة سنوية لغسل الروح وتجديد الطاقة هذا ما أشعر به دائما، هى
مدينة ساحرة بها طاقة روحانية ليست موجودة فى أى مكان فى العالم.
وعن إمكانية تجسيدها لأدوار عن سيدات النوبة أو أسوان
والأقصر قالت إن هذا شرف لها لكنها لا تصنع الأفلام بل تنتظر الأدوار التى
تعرض عليها، وإذا جاءها دور يمثل المرأة المصرية فى أى مكان لن تتردد فى
قبوله.
وردا على سؤال حول صناع السينما فى أسوان قال حسن أبو العلا
إن هناك صناع أفلام من أسوان قدموا من خلال ورش مهرجان أسوان ١١ فيلما هذا
العام، وأشار إلى أفلام كثيرة يتم تصويرها فى أسوان ومنها فيلم «ضى» مؤخرا،
وتابع: هى مدينة جاذبة للتصوير، وطموحنا أن تصبح أسوان قبلة لصناعة السينما
والدراما، وتابع: افتتحنا أرشيف أسوان، سيكون فيه هذا العام ٦١ فيلما من
صناعة أبناء أسوان وورش مهرجان أسوان.
وقال المخرج أمجد أبو العلا إن أسوان موجودة فى السينما
خلال الفترة الأخيرة بكثافة وظهر ذلك فى فيلم «ضى» وهو عن أسرة أسوانية
تقوم برحلة إلى القاهرة، وهناك أكثر من فيلم عرضوا هنا فى أسوان مثل «ستموت
فى العشرين» و«وداعًا جوليا».
وحول صانعات السينما فى مصر مثل مارى كوينى وآسيا داغر
وغيرهما وامتدادهن اليوم، قالت «كندة»: هناك محاولات ربما تأخذ مكانها فى
الدراما التليفزيونيّة أكثر، وأحيى كل منتج يشارك فى صناعة السينما، لكن
الكثير من المنتجين يتدخلون فى شكل الموضوع لضمان أن يأتى بجمهور، ومدى
جاذبيته، وهناك منتجون مغامرون يدعمون مشاريع أفلام مهما كانت فكرتها غريبة
أو غير مضمونة جماهيريا ولكنها تحمل قيمة فنية مميزة.
وعن رحلتها من الاختيارات المبدئية للحرية والجرأة فى
القرار قالت: «لم أكن أخذ مهنة التمثيل باحترافية، فى البداية كنت أعمل
بعفوية وتلقائية أضع روحى فى الدور، هناك من يرتدون أقنعة لتقديم الأدوار،
لكننى فى كل دور أشعر بكل تفصيلة وأجسدها كجزء من روحى، وقد أعطيت الأولوية
لبيتى وأسرتى بعد الزواج حتى بعد أن عدت للتمثيل مؤخرا.
وأضافت كندة: لم أفكر أبدًا فى الأدوار كمرحلة فى النجومية
أو زيادة أجرى، كل ما أبحث عنه الجديد الذى قدمه وهذا ما يمنحنى الحرية فى
الاختيارات.
وقدمت فاطمة النوالى رئيس مهرجان الدار البيضاء للسينما
مداخلة أوضحت فيها خصوصية تمثيل كندة علوش وسألتها هل فكرت فى تقديم أعمال
فى المغرب العربى.
وأوضحت كندة أنها قدمت أعمالا فى سوريا وفى الأردن وفى مصر
وقدمت أدوارا فلسطينية، وقالت: أتشرف بأننى استطعت التعبير عنهم، وأتمنى أن
أتجاوز عائق اللهجة وأتمكن من العمل بالسينما المغربية هذا شرف لى أن يعرض
على دور فى المغرب أو الجزائر أو تونس، وقد شاركت هناك فى مهرجانات كثيرة،
ولمست مدى الاختلاف الذى يقدمونه، وهذا ما أتمناه، فعملى بالفن ينطلق من
التجريب والقرب من الناس، وتحاول أن يكون فيها من روح المرأة المصرية.
واختتمت كندة علوش حديثها مؤكدة أنها ترى فى مهرجان أسوان
تعبيراً عن الناس فى أسوان، ومحاولة جادة ومشكورة لصناعة السينما وجذب
الشباب الموهوبين لصناعة الأفلام، وأوضحت أنها تتمنى المشاركة فى هذه
الجهود لخدمة المواهب لدى أبناء الجنوب، وانتهت الندوة بتقديم فتاة أسوانية
أغنية لأم كلثوم بصوتها هدية لكندة علوش.
من ناحية أخرى وعلى ضفاف نيل أسوان استضاف مهرجان أسوان
الدولى لأفلام المرأة سمبوزيوم «المرأة والحياة» للفن التشكيلى فى دورته
الخامسة، بمشاركة ١٠ فنانين من مصر والدول العربية، قدموا خلاله العديد من
الأعمال الفنية التى تعبر عن تنوع البيئات العربية والمدارس الفنية
والأساليب الشخصية.
ومن المشاركين فى السمبوزيوم، الفنانة دانة الخشتى التى
قدمت عملاً عن خيال المرأة، وعائشة الذياب من الكويت، التى قدمت عملا
تجريديا ما بين زهرة اللوتس والمرأة كرمز للحرية، كما شارك الفنان محمود
الملا من البحرين بعمل فنى حروفى يستلهم حضور المرأة فى المجتمع.
وقدم الفنان العراقى عماد منصور عملا نحتياً حول التراث
النسوى، ومن مصر شارك الفنانون سمير شاهين الأستاذ بكلية الفنون الجميلة
والفنانة داليا فؤاد الأستاذة بكلية الفنون الجميلة، والفنانة المصرية رندا
فؤاد، واثنان من الفنانين أبناء محافظة أسوان، وقدم المستشار الفنى
للسمبوزيوم الدكتور هشام عبد المعطى الأستاذ بكلية التربية الفنية أعماله
الفنية التى تميل إلى التجريب والفن التفاعلى.
وقالت المنسق العام للسمبوزيوم، المذيعة نرمين عامر، مقدمة
برنامج تون ولون فى قناة النيل الثقافية، إن السمبوزيوم يستهدف هذه الدورة
عرض أعمال فنانين من الدول العربية بالإضافة إلى استضافة كبار الشخصيات
المهتمة بالحركة التشكيلية واقتناء الأعمال الفنية من بينهم إبراهيم بيكاسو
من مصر، وسامى هندية من الأردن، وهو مؤسس متحف شخصى لاقتناء الأعمال
الفنية، ويعدّ أول متحف من نوعه فى المنطقة العربية.
وأكدت المنسق العام للسمبوزيوم أهمية التواصل بين الفنانين
والجمهور من خلال أعمال تستوحى قضايا المرأة وحضورها فى المجتمع، كما أكدت
على أهمية انتشار الفن ودعمه بوصفه قوة ناعمة قادرة على التغيير وعلى تحديث
الرؤى الاجتماعية السائدة، وهو ما يتمثل فى أعمال الفنانين التى تسعى
لتقديم رؤى فكرية ذات طابع جمالى قادر على جذب الجمهور للتفاعل مع الأعمال
المختلفة.
وتعاونت مؤسسة بصمات فن فى دعم السمبوزيوم هذا العام للمرة
الثانية، وأكد مدير المؤسسة أحمد معوض أهمية التعاون بين الفنانين العرب
لتقديم رؤية تعبر عن الفن العربى بكل مدارسه واتجاهاته الفنية. |