مهرجان أسوان لأفلام المرأة يُكرم لبلبة وكندة علوش
وإليزابيث فرانيه
حجاج سلامة
لبلبة: حياتي الفنية شهدت نقلة كبيرة من البنت الشقية إلى
السيدة الناضجة.
دورة جديدة يسجل بها مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
حضوره ضمن خارطة المهرجانات السينمائية الفاعلة في المنطقة العربية
وعالميا، كواحد من أكثر وأهم المهرجانات المتخصصة في السينما الناطقة
بأصوات النساء، مكرما هذا العام نساء أثبتن جدارتهن وموهبتهن في عالم الفن
السابع، عبر مسيرة حافلة بالإنجازات المهمة.
أطلق مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة مساء الجمعة،
فعاليات دورته التاسعة التي حملت اسم كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، في
مناسبة مرور نصف قرن على رحيلها، بمشاركة 72 فيلما من 34 دولة عربية
وأجنبية.
وفي كلمتها بحفل الافتتاح، أكدت السفيرة ميرفت التلاوي رئيس
مجلس أمناء المهرجان، على أهمية السينما في تغيير الوعي من خلال الأفلام
المشاركة لكن هناك فيلم يجب أن نتحدث عنه لأنه حاضر في ذهننا وهو فيلم
أطفال ونساء غزة، وقالت: “من هنا نقدم التحية لأهل غزة ونساء غزة.”
وكرم المهرجان في حفل افتتاحه، النجمة السورية كندة علوش
لما قدمته من أدوار عبرت عن المرأة وقضاياها. كما كرم المهرجان المخرجة
الهولندية إليزابيث فرانيه لما قدمته من أفلام وثائقية عبرت عن المرأة
وقضاياها. وعبرت فرانيه عن سعادتها بالحضور إلى أسوان، مؤكدة أن لغة
الأفلام هي لغة عالمية وقادرة على صناعة التغيير والوصول للقلوب. ورفعت
فرانيه خلال تكريمها الكوفية الفلسطينية تعبيرا عن دعمها لقضية فلسطين.
وتتواصل عروض وفعاليات المهرجان حتى السابع من شهر مايو
الجاري. وشهد المهرجان السبت، انطلاق مسابقة “أفلام الجنوب”، وهي المسابقة
التي استحدثها المهرجان في دورته هذا العام، وأطلق عليها اسم السيناريست
المصري الراحل عاطف بشاي.
المهرجان استحدث مسابقة "أفلام الجنوب" في دورته هذا العام،
وأطلق عليها اسم السيناريست المصري الراحل عاطف بشاي
ويتنافس على جوائز هذه المسابقة خمسة عشر فيلما قصيرا ما
بين روائي ووثائقي وهي أفلام: “صورة 4x6“،
و”نص ونص”، و”بيت على النيل”، و”تمويه عن ذكرى لا تحتمل”، و”هي هياها”،
و”الحنانة”، و”مضعش هدر”، و”شجرة مغروسة”، و”سوبك”، و”اختفاء السيدة نون”،
و”مولاس”، و”العملة صعبة”، و”بين محطتين”، و”فقاعات”، و”شمعة سيناء.”
وبحسب إدارة المهرجان، فإن المسابقة مخصصة لشباب المبدعين،
وتعرض أفلاما تتناول هوية المجتمعات وإشكالياتها في جنوب مصر، وخاصة
الأفلام التي تُعالج قضايا المرأة.
واحتفى المهرجان بتجربة الفنانة المصرية لبلبة من خلال ندوة
خاصة حضرها حشد من الفنانين وصناع السينما والمهتمين بقضايا المرأة. وقدم
مدير المهرجان الكاتب الصحافي حسن أبوالعلا، لبلبة مستعرضا ما قدمته من
أفلام كوميدية واستعراضية، وتجارب مغايرة للسائد والنمطي المعروف في
السينما، مع رواد السينما وحتى جيل الشباب، وقال إن مشوارها بدأ وهي طفلة
عمرها 5 سنين، وسألها: “هل دخلت لتلعبي واللعبة ستنتهي أم كان في خيالك أن
تكملي؟”
وقالت لبلبة: “موهبتي بدأت من عمر 3 سنوات في العائلة،
عرفوا أنني لست طفلة عادية، اشتركوا لي في مسابقة للهواة، كان موجودا نيازي
مصطفى، حصلت على الجائزة الأولى، طلب نيازي أن يأخذني في فيلم، والدي لم
يرحب بالفكرة لكن والدتي وافقت، ذهبت إلى شركة النحاس فيلم، سألوني عن اسمي
قلت نونيا، استغربوا قلت لهم هل اختار اسما، وقام أبو السعود الإبياري
باختيار اسم لبلبة.”
وأضافت: “لم أختر اسمي أو المشوار لكن موهبتي هي التي
أهلتني للعمل في السينما، والنجاح يجلب نجاحا، أحببت الجمهور والفن وقلت
سأظل أعمل. كنت في سن بنات الفنان محمد عبدالوهاب، بناته قلن نريد أن نرى
لبلبة، ذهبت للعب معهن وانتظرت خروج الأستاذ عبدالوهاب، سألته كيف أصبح
ناجحة مثلك، قال تعلمي أن تقولي لا لأي فيلم ترينه ليس جيدا أو أغنية أو
حتى حفلة ترينها لن تضيف لك شيئا، حتى اليوم أمشي على نصيحته.”
وتابعت بقولها: “حين بدأنا لم يكن هناك تلفزيون، كنا نلف في
المحافظات ونقدم عروضنا، ثم ظهرنا في التلفزيون في حفلات أضواء المدينة مع
عبدالحليم حافظ. لقد كبرت مع جمهوري، وقد كان العمل في هذه الفترة قديما
بدائيا ليتم التصوير، فلم يكن هناك مونيتور، وكان العامل يحرك الكاميرا
بيديه، الآن حين يقدم فنان عملا ناجحا يشعر أنه أصبح نجما، وأنا أشفق على
الفنانين وأشجعهم، أقول للشباب لا تعتقدوا أن نجاح عمل هو النهاية بل يجب
الحفاظ على الاستمرارية.”
لبلبة: عادل
إمام فنان لا يتكرر لم يحدث أن أظهر غيرة من أي ممثل بل كان دائما نجاح
العمل
وسأل مدير المهرجان الفنانة لبلبة عن الفارق بين الأدوار
الكوميدية والأدوار الجادة مثل ضد الحكومة وليلة ساخنة وغيرها، وأجابت
قائلة: “آخر فيلم قدمت فيه دورا كوميديا هو ‘الشيطانة التي أحبتني’، كنت
شقية وأرقص وفي دور نشالة، لكن قلت لوالدتي إنني أريد أن أقوم بنقلة، جاءت
لي فرصة في ‘ضد الحكومة’ دور جاد، محامية تعمل في قضايا سياسية، وأخبرني
المخرج أنني وأبو بكر عزت سنكون مفاجأة للجمهور، ذهبت للمحكمة قبلها متخفية
لأعرف أين يجلس المحامون كيف ترتدي المحامية ملابسها كيف تتحدث وتجهزت
تماما للدور.”
وأضافت: “عاطف الطيب لم تعجبه طريقتي في المشي، قال لا أريد
طريقة بحيرة البجع في المشي، أريد طريقة محامية، وبالفعل تدربت على 3 طرق
للمشي، وهناك 3 مشاهد رائعة لي تم حذفها بسبب الرقابة منها مشهد كانت توجد
فيه صورة رئيس البلد وقتها، وبعد يومين كنت في برنامج تاكسي السهرة مع عاطف
الطيب وقال لي لا تحزني، اضطررنا لحذف المشاهد الثلاثة حتى لا يتم منع
الفيلم، ووعدني بدور جديد في فيلم جديد، لكن طلب مني أن أبتعد عن الغناء
والاستعراض لمدة 5 سنين، وقتها كنت أغني للأطفال، وبالفعل سمعت كلامه، ثم
جاء لي دور ‘ليلة ساخنة’، كنت خائفة منه جدا، لكن قدمت فيه الدور بطريقة
أعجبت عاطف الطيب، كنا نعمل بلا مكساج، وطلبوا مني أن أذهب للأستوديو
لتسجيل صوت الصرخات وتم عرضه لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الذي
كان يرأسه حينها سعدالدين وهبة، ويومها وجدت تصفيقا في الصالة إلى أن ذهبت
للسيارة، لم أصدق الاحتفاء الكبير بهذا الفيلم. لقد حصلت على 13 جائزة
كأحسن ممثلة في مصر وخارجها، وهو ما تنبأ به عاطف الطيب.”
وتحدثت لبلبة عن عاطف الطيب وكيف حزن عليه الوسط الفني نفسه
لأنه توفي وعمره 46 سنة، وكانت لديه مشاريع كثيرة، وكان أمينا ومخلصا لعمله
وقدم علامات فارقة في السينما المصرية.
وعن مسيرتها مع عادل إمام قالت إنها قدمت معه 14 فيلما،
وأضافت: “هذا فنان لا يتكرر، كل شيء مرتب في عمله، السيناريو يأخذ جلسات
كثيرة، لا يترك شيئا للصدفة، أحيانا أشعر أنه يريد الارتجال وإضافة شيء ما،
كنت أشعر به وبصدقه، لم يحدث أن أظهر غيرة مني أو من أي ممثل، بل كان دائما
يبحث عن الاختيارات الصحيحة لنجاح العمل وأتمنى أن يجمعني معه فيلم آخر،
وأنا دائما على اتصال به، وهو بخير تماما، وسنحضر عيد ميلاده قريبا، تحديدا
يوم 19 مايو إن شاء الله.”
وتحدثت لبلبة عن قرارها بالنزول وحدها لإحدى الحدائق وأكل
الفسيخ في شم النسيم قائلة: “فعلت ذلك بتلقائية بعد أن رفض أصدقائي الحضور
معي واتهموني بالجنون، كل ما هنالك أنني أتصرف بتلقائية.”
وفي الإجابة عن سؤال حول مدى إنصاف السينما العربية للمرأة،
قالت لبلبة: “هناك الكثير من الأفلام التي أنصف المرأة، مثل ‘أريد حلا’
و’امبراطورية ميم’ وغيرها، لكن أتمنى أن تزيد جرعة إنصاف المرأة.”
وأشارت النجمة إلى أن أصعب مرحلة واجهتها تمثلت في النقلة
من البنت الشقية إلى السيدة الناضجة، فكل هذا يأتي بتوجيهات ونقاشات مع
المخرج والسيناريست، حيث تبدأ في عمل قصة مع هذه السيدة التي تقوم بدورها
بعيدا عن المخرج لتصل إلى صورة وتاريخ للشخصية لكي تتمكن من تقديمها، لتكون
جاهزة حين يقول لها المخرج في هذه اللحظة أريدك أن تبكي بدموع حقيقية، فأهم
شيء أن تعيش الشخصية وأن تكون مخلصة في عملها.
واعتبرت لبلبة أن التطورات التقنية تعطي مساحة أكبر
للإبداع، مؤكدة أن لديها أمل أن الجيل الجديد سيقدم أعمالا مختلفة وكثيرة
لدعم المرأة.
وتحدثت عن مرض والدتها لمدة 16 سنة قائلة: “في هذا الوقت
اضطرت لاتخاذ القرارات بنفسي، وفي أحد الأفلام مع حسن الإمام انتهيت من أحد
المشاهد ونظرت لأمي، فقال لي أين تنظرين قلت لأمي حتى أعرف إن كنت قدمت
المشهد جيدا، فصرخ في انظري لي أنا فأنا المخرج، وطلب من أحد المساعدين أن
يأخذ أمي لتتجول في الحديقة في الخارج، ومنذ غياب والدتي فقدت جزءا كبيرا
من الدعم.”
وردا على سؤال عن النعامة والطاووس وما يتضمنه من جرأة حول
العلاقات الزوجية، قالت إن هذا الفيلم “تم رفضه أكثر من مرة وبأكثر من اسم،
فالحديث عن هذه الموضوعات كانت محظورة، حتى أنني تخوفت من الدور وطلبت مهلة
للتفكير، وبالصدفة كنت في حفل غداء في العين السخنة وقابلت الدكتور أحمد
عكاشة أستاذ الأمراض النفسية وسألته عن طبيبة نفسية وأعطاني اسم ماجدة
فهمي، وذهبت إليها وطلبت مني أن أحضر معها السيناريو، وبالفعل وجدت فيه
شخصية منضبطة جدا كتبها لينين الرملي. هناك ألفاظ كنت أخاف من نطقها،
وبالفعل نقلت الشخصية منها وجعلتني أحب الدور وأقدمه بشكل جيد. وحصلت من
خلاله على 3 جوائز كممثلة وكان أول بطولة لمصطفى شعبان وبسمة، وكانت أول
مرة تُناقَش هذه القضية بجرأة.”
وتحدثت لبلبة عن تقليد الفنانين، وأكدت أنه لم يغضب منها أي
فنان “إلا الفنانة نجاة الصغيرة وكان من حقها أن تغضب، لأنني بالصدفة
قلدتها قبل خروجها على المسرح بدقائق، ولم أكن أعرف أنها في الفقرة التالية
لي على المسرح، وقد تعرضت نجاة لضحك كبير من الجمهور لأنهم تذكروني، ولم
أكن أعرف أنني تسببت في ذلك.”
وقالت: “ذات مرة قابلت أم كلثوم، وقالت لي خدي المنديل
وحاولي تقلديني، وكانت لها هيبة كبيرة، وكان لديها حركة معهودة تقول
الكوبلية ثم تأخذ خطوتين للخلف. وهو ما استدعى تصفيق الجمهور.”
كاتب مصري |